أسماء الله الحسنى توقيفية لا مجال للعقل فيها
يجب الوقوف على ما جاء نصا في الكتاب والسنة
بذكر أسماء الله الحسنى دون زيادة أو نقصان
فالعقل لا يمكنه بمفرده أن يتعرف على أسماء الله التي تليق بجلاله
ولا يمكنه إدراك ما يستحقه الرب من صفات الكمال والجمال
فتسمية رب العزة والجلال بما لم يسم به نفسه قول على الله بلا علم ،
قال تعالى ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ
كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مسئولا ) [الإسراء:36] .
www.asmaullah.comإن أسماء الله الحسنى لايجوز لنا الإجتهاد بها
فلا إجتهاد مع نص من القرآن أوالسنة
وهذا هو المنهج الذي
إتبعه الدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني
ببحث قام من خلاله بإحصاء
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
بإستعمال وسائل الإحصاء الحديثة ويأتي في مقدمتها الحاسب الآلي
مما أدى إلى عدم ظهور بعض الأسماء المشتقة لله
في الأسماء الحالية والشائعة في عالمنا الإسلامي
مثل الضار ، المذل .. وغير ذلك
والتي لم يسمي الله نفسه بها أو سماه بها رسوله عليه الصلاة والسلام
ولكنها وجدت كصفات وأفعال لله سبحانه وتعالى لاينكرها أحد
ونظراً لذلك ظهرت أسماء حسنى لله
ثابتة بالأدلة من القرآن و السنة لم تكن موجودة من قبل
مثل الأعلى والأحد والقدير والشافي والجميل
والطيب والوتر والسبوح والجواد
والمنان والرب والإله ..... إلخ
وتأتي أهمية هذا البحث
في زمن تنتشر فيه بعض الصفات
يطلق الناس عليها أسماء لله سبحانه وتعالى
ولم يسمى الله بها نفسه بها أو يسميه بها
رسوله صلى الله عليه وسلم
مثل لفظ العال فقط (عبد العال)
بينما سمى الله نفسه سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
بثلاث أسماء تدل على علوه سبحانه وتعالى
وهي الأعلى ، العلي ، المتعال
فكيف يسمي الله نفسه بذلك
ونقوم نحن بإشتقاق صفات له من أنفسنا
ونحن عندما ينادينا أحد بغير إسمنا
نتأثر بذلك ولله المثل الأعلى
ومثل لفظ المسهل (يا مسهل الحال)
والتي لا يوجد لها دليل من القرأن والسنة
وأصبحت تذكر في كل موقف وكل وقت
بحيث أنها أدت إلى عدم ذكر أسماء الله الحسنى
التي سمى الله بها نفسه
وسماه بها رسوله عليه الصلاة والسلام
وقد قال لي أحد الأشخاص
أنه لم يجد أي إسم لله يعادل إسم المسهل (حاشى لله)
فقلت له إذا كنت ترغب في رزق فقل يا رازق
أو كانت عندك مشكلة لاتستطيع حلها فقل يا فتاح
وهكذا الرحمن والهادي والوكيل والرقيب ... إلى باقي أسماءه عز وجل.
وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم
(قل أدعو الله أو أدعو الرحمن أياً ما تدعو فله الأسماء الحسنى)
سورة الإسراء - آية 11
ومثل لفظ الساتر (ياساتر يا رب) أو الستار (ياستار)
ورسولنا صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الله إسمه الستير.
وهكذا كثير من الصفات التي يطلقها الناس إجتهاداً
من لهجاتهم المحلية ويدعون أنها أسماء لله وهي ليست كذلك
وقد قال الله في كتابه الكريم
(ولله الأسماء الحسنى فإدعوه بها
وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)
سورة الأعراف: 180
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(لله تسعة وتسعين إسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة)
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد ذكر أنه من أحصاها
والإحصاء يكون لشيء موجود لايتم إنشاءه أو إشتقاقه
كما أن الإحاطة والعلم والمعرفة يجب أن تأتي بعد الإحصاء
وقال ابن حزم : لا يجوز أن نسمى الله تعالى ولا أن نخبر عنه إلا بما سمى به نفسه أو أخبر به عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أو صح به إجماع جميع أهل الإسلام المتيقن ولا مزيد ، وحتى وإن كان المعنى صحيحا
فلا يجوز أن يطلق عليه تعالى اللفظ بناء وقد علمنا يقينا أن الله عز وجل بنى السماء ، قال تعالى ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ )
[الذاريات:47] ، فلا يجوز أن يسمى بناء ،
وأنه تعالى خلق أصباغ النبات والحيوان ، وأنه تعالى قال : ( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ) [البقرة:138] ،
فلا يجوز أن يسمى صباغا
وأنه تعالى سقانا الغيث ومياه الأرض فلا يسمى سقاء ولا ساقيا ،
وهكذا كل شيء لم يسم به نفسه.
وقد ثبت من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن رَسُولَ اللّهِ عليه الصلاة والسلام قال : ( لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِك )،
وهذا دليل على أن معرفة ما أثنى الله به على نفسه لا بد فيها من طريق سمعي منقول إلينا بالخبر الثابت الصحيح.
وجزاكم الله خير الجزاء
ووضع كل عمل تقومون به في ميزان حسناتكم
إنه سميع مجيب الدعاء