الكلمة .. ابداع والتزام
إدارة منتدى (الكلمة..إبداع وإلتزام) ترحّب دوماً بأعضائها الأعزاء وكذلك بضيوفها الكرام وتدعوهم لقضاء أوقات مفيدة وممتعة في منتداهم الإبداعي هذا مع أخوة وأخوات لهم مبدعين من كافة بلداننا العربية الحبيبة وكوردستان العراق العزيزة ، فحللتم أهلاً ووطئتم سهلاً. ومكانكم بالقلب.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الكلمة .. ابداع والتزام
إدارة منتدى (الكلمة..إبداع وإلتزام) ترحّب دوماً بأعضائها الأعزاء وكذلك بضيوفها الكرام وتدعوهم لقضاء أوقات مفيدة وممتعة في منتداهم الإبداعي هذا مع أخوة وأخوات لهم مبدعين من كافة بلداننا العربية الحبيبة وكوردستان العراق العزيزة ، فحللتم أهلاً ووطئتم سهلاً. ومكانكم بالقلب.
الكلمة .. ابداع والتزام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكلمة .. ابداع والتزام

منتدى للابداع .. ثقافي .. يعنى بشؤون الأدب والشعر والرسم والمسرح والنقد وكل ابداع حر ملتزم ، بلا انغلاق او اسفاف

منتدى الكلمة .. إبداع وإلتزام يرحب بالأعضاء الجدد والزوار الكرام . إدارة المنتدى ترحب كثيراً بكل أعضائها المبدعين والمبدعات ومن كافة بلادنا العربية الحبيبة ومن كوردستان العراق الغالية وتؤكد الإدارة بأن هذا المنتدى هو ملك لأعضائها الكرام وحتى لزوارها الأعزاء وغايتنا هي منح كامل الحرية في النشر والاطلاع وكل ما يزيدنا علماً وثقافة وبنفس الوقت تؤكد الإدارة انه لا يمكن لأحد ان يتدخل في حرية الأعضاء الكرام في نشر إبداعاتهم ما دام القانون محترم ، فيا هلا ومرحبا بكل أعضاءنا الرائعين ومن كل مكان كانوا في بلداننا الحبيبة جمعاء
اخواني واخواتي الاعزاء .. اهلا وسهلا بكم في منتداكم الابداعي (الكلمة .. إبداع وإلتزام) .. نرجوا منكم الانتباه الى أمر هام بخصوص أختيار (كلمة المرور) الخاصة بكم ، وهو وجوب أختيار (كلمة المرور) الخاصة بكم كتابتها باللغة الانكليزية وليس اللغة العربية أي بمعنى ادق استخدم (الاحرف اللاتينية) وليس (الاحرف العربية) لان هذا المنتدى لا يقبل الاحرف العربية في (كلمة المرور) وهذا يفسّر عدم دخول العديد لأعضاء الجدد بالرغم من استكمال كافة متطلبات التسجيل لذا اقتضى التنويه مع التحية للجميع ووقتا ممتعا في منتداكم الابداعي (الكلمة .. إبداع وإلتزام) .
إلى جميع زوارنا الكرام .. أن التسجيل مفتوح في منتدانا ويمكن التسجيل بسهولة عن طريق الضغط على العبارة (التسجيل) أو (Sign Up ) وملء المعلومات المطلوبة وبعد ذلك تنشيط حسابكم عن طريق الرسالة المرسلة من المنتدى لبريدكم الالكتروني مع تحياتنا لكم
تنبيه هام لجميع الاعضاء والزوار الكرام : تردنا بعض الأسئلة عن عناوين وارقام هواتف لزملاء محامين ومحاميات ، وحيث اننا جهة ليست مخولة بهذا الامر وان الجهة التي من المفروض مراجعتها بهذا الخصوص هي نقابة المحامين العراقيين او موقعها الالكتروني الموجود على الانترنت ، لذا نأسف عن اجابة أي طلب من أي عضو كريم او زائر كريم راجين تفهم ذلك مع وافر الشكر والتقدير (إدارة المنتدى)
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» شقق مفروشة للايجار بأفضل المستويات والاسعار بالقاهرة + الصور 00201227389733
باب اسماء الله تعالي وصفاته Emptyالأربعاء 05 فبراير 2020, 3:45 am من طرف doniamarika

» تفسير الأحلام : رؤية الثعبان ، الأفعى ، الحيَّة ، في الحلم
باب اسماء الله تعالي وصفاته Emptyالأحد 15 ديسمبر 2019, 3:05 pm من طرف مصطفى أبوعبد الرحمن

»  شقق مفروشة للايجار بأفضل المستويات والاسعار بالقاهرة + الصور 00201227389733
باب اسماء الله تعالي وصفاته Emptyالخميس 21 نوفمبر 2019, 4:27 am من طرف doniamarika

»  شقق مفروشة للايجار بأفضل المستويات والاسعار بالقاهرة + الصور 00201227389733
باب اسماء الله تعالي وصفاته Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 4:19 am من طرف doniamarika

» شقق مفروشة للايجار بأفضل المستويات والاسعار بالقاهرة + الصور 00201227389733
باب اسماء الله تعالي وصفاته Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 4:17 am من طرف doniamarika

» تصميم تطبيقات الجوال
باب اسماء الله تعالي وصفاته Emptyالخميس 07 يونيو 2018, 5:56 am من طرف 2Grand_net

» تصميم تطبيقات الجوال
باب اسماء الله تعالي وصفاته Emptyالخميس 07 يونيو 2018, 5:54 am من طرف 2Grand_net

» تحميل الاندرويد
باب اسماء الله تعالي وصفاته Emptyالثلاثاء 05 يونيو 2018, 3:35 am من طرف 2Grand_net

» تحميل تطبيقات اندرويد مجانا
باب اسماء الله تعالي وصفاته Emptyالثلاثاء 22 مايو 2018, 2:42 am من طرف 2Grand_net

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
pubarab
نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

المواضيع الأكثر نشاطاً
تفسير الأحلام : رؤية الثعبان ، الأفعى ، الحيَّة ، في الحلم
مضيفكم (مضيف منتدى"الكلمة..إبداع وإلتزام") يعود إليكم ، ضيف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني ، مبدعنا ومشرفنا المتألق العزيز الاستاذ خالد العراقي من محافظة الأنبار البطلة التي قاومت الأحتلال والأرهاب معاً
حدث في مثل هذا اليوم من التأريخ
الصحفي منتظر الزيدي وحادثة رمي الحذاء على بوش وتفاصيل محاكمته
سجل دخولك لمنتدى الكلمة ابداع والتزام بالصلاة على محمد وعلى ال محمد
أختر عضو في المنتدى ووجه سؤالك ، ومن لا يجيب على السؤال خلال مدة عشرة أيام طبعا سينال لقب (اسوأ عضو للمنتدى بجدارة في تلك الفترة) ، لنبدأ على بركة الله تعالى (لتكن الاسئلة خفيفة وموجزة وتختلف عن أسئلة مضيف المنتدى)
لمناسبة مرور عام على تأسيس منتدانا (منتدى "الكلمة..إبداع وإلتزام") كل عام وانتم بألف خير
برنامج (للذين أحسنوا الحسنى) للشيخ الدكتور أحمد الكبيسي ( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) يونس) بثت الحلقات في شهر رمضان 1428هـ
صور حصرية للمنتدى لأنتخابات نقابة المحامين العراقيين التي جرت يوم 8/4/2010
صور نادرة وحصرية للمنتدى : صور أنتخابات نقابة المحامين العراقيين التي جرت يوم 16/11/2006

المواضيع الأكثر شعبية
تفسير الأحلام : رؤية الثعبان ، الأفعى ، الحيَّة ، في الحلم
للمواطنين : كيفية استحصال بطاقة سكن جديدة او استبدال القديمة بجديدة في بغداد وما هي المستمسكات المطلوبة لذلك
من القائل : (ضِدّانِ لمّا اسْتَجْمَعا حَسُنــا .... والضدّ يُظْهِرُ حُسْنَـه الضِـــدُّ)
الكفالة في القانون المدني العراقي المرقم 40 لسنة 1951 المعدل النافذ مع قرارات محاكم التمييز المتعلقة بأحكام الكفالة في القانون المدني
فيلم (لوليتا) Lolita انتاج 1997 (المأخوذ عن الرواية الشهيرة التي حملت نفس الأسم)
لوحة وفنان - نبـــذة : لوحة الجيوكندا أو الموناليزا - للفنان ليوناردو دافنشي
ايات قرانية للشفاء من الأمراض باذن الله تعالى
لوحة وفنان - : لوحة (الصــرخــة)(أو الصــراخ) The Scream للفنان إدوارد مونش
زوجة الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز المسيحية تطالب بتعويض 12 مليون جنيه إسترليني!!؟ شاهد صورتهما معا
من أجمل و أقوى قصائد الفخر في الشعر الجاهلي [ لامية السموأل ]

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 2029 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو ن از فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 54777 مساهمة في هذا المنتدى في 36583 موضوع

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

باب اسماء الله تعالي وصفاته

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1باب اسماء الله تعالي وصفاته Empty باب اسماء الله تعالي وصفاته الجمعة 09 أبريل 2010, 10:56 pm

............




باب اسماء الله تعالي وصفاته

1 اسم الله وخواصه

نص السؤال
1 ـ ما اسم الله ؟
2 ـ ما خواصه ؟

نص الجواب
1 ـ أسماء الله تعالى تطلق على معاني ، فيستعمل ويراد به الوجود التكويني الذي هو فعله تعالى ، وهو على مراتب ودرجات بحسب السبق واللحوق في أفعاله تعالى . فقد يطلق على فعله الاول ، فيقال الاسم الاعظم الأعظم للأعظم ، وقد تكون الاشارة اليه في قوله تعالى : ( سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدّر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء أحوى ) ، وقد يطلق على الافعال اللاحقة له تعالى ، ويستعمل ويراد به الوجود اللفظي الصوتي ، أو المكتوب .
2 ـ هذا وأما خصوص أسم ( الله ) فهو علم للذات المستجمعة لجميع الصفات الكمالية ، وهو مشتق من الوله وهو الحيرة والهيمان تجاه الذات الإلهية ، ومنه اشتق الإله أي الشيء الذي يوله ، أو من الاه بمعنى الاحتجاب والارتفاع ، أو من آله بمعنى عبد .
وأما خواصه : فقد روي عن الإمام الحسن العسكري (ع) قوله : « بسم الله الرحمن الرحيم اقرب الى اسم الله الاعظم من سواد العين الى بياضها » ، تحف العقول ص 87 ع في البحار ج 90
وروي عن زين العابدين (ع) أن : « اللهم اني اسألك باسمك الله الله الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم » ، انه الإسم الاعظم .
وروى عن الصادق (ع) : أن كل فعل من شرب واكل ولبس ووضوء وغسل وغيرها لم يبدأ ببسم الله يكون الفعل شركاً للشيطان فيه .



2 الصفات الثبوتية والسلبية

نص السؤال
ماذا تعني الصفات الثبوتية و الصفات السلبية ؟

نص الجواب
الصفات الثبوتية هي كل صفة وجودية كمالية يستند تحققها الى الموصوف ، وفي الباري تسمى أيضاً صفات الجمال مثل : الحياة والعلم والقدرة . والصفات السلبية هي كل سلب صفة نقص وعدم ، وقد تسمى صفات الجلال مثل : ليس بجاهل ، وليس بظلام للعبيد ، لا تأخذه سنة ولا نوم ، ولا يؤده حفظهما ، لا يزال ولا يزول ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد .



3 اثبات العلم والسمع والبصر لله لا يقتضي التشبيه

نص السؤال
نحن لا نثبت اليد أوالعين لله سبحانه وتعالى لان اثباتها يقتضي التشبيه ، ولكن ألا يقتضي اثبات العلم والسمع والبصر لله تعالى التشبيه أيضا ؟

نص الجواب
اثبات العلم والسمع والبصر لله تعالى لا يقتضي التشبيه ، لأنه ليس تعريف السمع هو الادراك للمسموعات بتوسط الآلة العضوية الجارحة ، بل هو مطلق ادراك المسموع ، وكذلك البصر هو مطلق الادراك المبصرات من دون التقييد بالعين الجارحة العضوية ، وكذلك العلم هو مطلق الادراك والمعرفة من دون التقييد بالاسباب والآلات تعالى شأنه عن الافتقار الى الآلة والجارحة .. وهل يخفى عليه شيء ، والاشياء انما هي قائمة في الوجود به تعالى ، وهو الذي أنشأها بقدرته ؟



4 ذهن البشر عاجز عن ادراك حقيقة اوصافه تعالى

نص السؤال
من المعروف ان صفات الله تعالى هي عين ذاته ، اي انها ليست عارضة على ذاته جل وعلا . فيمكننا القول : ان الله هو الحي ، الله هو القادر ، وهو الرحيم وغيرها من الصفات . وعلى الرغم من اختلاف مفاهيم هذه الصفات الا انها تعتبر جميعا ذاتا لله تعالى .. فكيف يكون ذلك ؟ اذا قلنا ان كل صفة هي ذات الله ، وهم مجموعة كبيرة من الصفات ، فسوف يكون هناك اكثر من ذات ، وهذا غير معقول ؟! هناك الكثير من الاشخاص الذين يخافون دراسة العقائد لان هذا العلم صعب . ومن سلكه قد يفكر في اشياء محرمة تذهب به الى الكفر .. فبماذا تنصحون هؤلاء الأشخاص ؟

نص الجواب
بحسب الادلة الثابتة والبراهين القاطعة يمكن للعقل البشري ان يدرك اصل وجود الله وتحقق ذاته ، ولا يمكن للذهن البشري ولا يستطيع ان يتصور ذاته وكيفيته سبحانه . فانت لا يمكنك ان تصور ما وراء الفضاء الا بأنه فضاء ، ولا تتصور العدم الا بصورة في ذهنك وهي موجود . وهذه تدل على ان العقل يدرك ويجزم ، ولكن الذهن يعجز عن التصور .
فاذا كان الذهن عاجزاً عن تصور ذات بعض مخلوقات الله تعالى ، فهو احرى بالعجز عن تصور ذاته سبحانه .
واحسن وصف وابلغ بيان ما وصفه به امير البيان علي عليه السلام من النهج : لا تراه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الايمان ، قريب من الاشياء غير ملامس ، بعيد منها غير مبائن ، متكلم لا بروية ، مريد لابهمه ، صانع لا بجارحة ، لطيف لا يوصف بالخفاء ، كبير لا يوصف بالجفاء ، بصير لا يوصف بحاسة ، رحيم لا يوصف برقة ، تعنوا الوجوه لعظمته ، وتجب القلوب من مخافته .



5 الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل

نص السؤال
(1) ما الفرق بين صفات الذات والصفات الخبري في العقائد ؟
(2) قال تعالى : ( وكلم الله موسى تكليما ) .. ما هو الكلام الالهي ، وما هي الحقيقه ؟

نص الجواب
ج 1 : قسّم علماء الكلام صفات الباري الى قسمين :
ثبوتية وسلبية ، ثم قسموا الثبوتية الى قسمين ايضاً : صفات الذات وصفات الفعل . والمراد بصفات الذات هو كل صفة يكفي في انتزاعها ملاحظة الذات فحسب ، ولا يحتاج الى ملاحظة الغير ، مثل صفة الحياة والعلم بذاته اي علمه بنفسه . والمراد بصفات الفعل هو كل صفة يتوقف انتزاعها على ملاحظة فعله سبحانه ، مثل صفة الخلق والرزق والغفران ونحوها . فان هذه الصفات تنتزع من مقام الفعل ، اذاً الحياة مثلاً صفة تنتزع من مقام الذات ، ولا يتوقف انتزاعها على صدور فعل منه سبحانه بخلاف صفة الخلق مثلاً ، فان انتزاعها يتوقف على ان يخلق هذا او ذاك ، وحتى يقال له الخالق .
واما الصفات السلبية فهي الصفات التي لا تليق بساحته المقدسة مثل المحدودية والجسمية ، فيقال ليس بمحدود ، وليس بجسم ، وليس بمرئي وهكذا .
ج 2 : لا اشكال ان من صفات الباري سبحانه وتعالى ( المتكلم ) ، وقد ورد في القرآن توصيفه بذلك : ( وكلّم الله موسى تكليما ) وغير ذلك . وقد فسر ذلك من قبل علمائنا ( قدس سرهم ) بانه تعالى اوجد حروفاً واصواتاً قائمة بالاجسام كما كلّم الله موسى من الشجرة ، فاوجد فيها الحروف والاصوات الخاصة نظير الخطاط والصباغ ، فان تلبسهما بالخط والصبغ انما هو بايجادهما الخط والصبغ في الورقة والثبوت ونحو ذلك . فالله سبحانه متكلم بمعنى انه يوجد الكلام في الشيء فيكون من الصفات الثبوتية من القسم الثاني ، اي من صفات الافعال كالرازق والخالق ونحو ذلك . واما الاشاعرة فانهم ادعوا ان التكلم من الصفات الذاتية القديمة مثل الحياة والعلم ، وفسروه بالكلام النفسي وانه مدلول الكلام اللفظي ، وانه غير العلم والقدرة وباقي الصفات الاخرى . ولذا آمنوا بان القرآن قديم ، وليس مخلوقاً ، في حين ان الامامية وغيرهم مثل المعتزلة يؤمنون بخلق القرآن .



6 حول الاسم الاعظم ولفظ الجلالة

نص السؤال
اسم الله الاعظم اسم يستودعه عند خاصة اوليائه ، وهو نور يقذفه الله في قلوب عباده المؤمنين الصادقين المخلصين العارفين به ، وذلك لا يكون الا لمن بلغ ذروة من الكمال و الترويض النفسي . فقد قال الله العظيم في محكم كتابه الكريم : (( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم )) .
كيف يصل المؤمن الى معرفة الاسم الاعظم ؟.. وهل هو موجود في البسملة كما قيل ؟.. وهل ان اسم الله الاعظم موجود في (( ألم )) الموجودة في سورة آل عمران ؟ ولماذا ؟
وما هو معنى كلمة الله ، فيقال انها ليست عربية الاصل ، مستشهدين باية قرآنية ان وجدت ؟

نص الجواب
إن الاسم الأعظم أودع الله معرفته عند خاصة أوليائه ، العارفين به ، المخلصين له ، وهم النبي «صلى الله عليه وآله وسلّم» وأئمة أهل البيت «عليهم السلام» ، وهو اسمٌ من ثلاث وسبعين حرف أودع الله عند أهل بيت النبي «صلى الله عليه وآله وسلّم» من الأئمة المعصومين «عليهم السلام» اثنان وسبعين حرف واختص بواحدٍ لنفسه ، وما قصدت بالمؤمنين في النص الذي ذكرته ، هم أئمة آل البيت «عليهم السلام» بقرينة «الصادقين المخلصين العارفين» فأي أحد منا عرف الله كما عرفه أهل البيت «عليهم السلام» ؟! إذ المعرفة والصدق والإخلاص قيودٌ احترازية عن دخول أي أحد في حد من عرف الاسم الأعظم ، فلا يشمل إذن غيرهم ، ولا يتعدى ذلك إلى سواهم .
ثانياً : البسملة لها شرفها ومنزلتها عند الله تعالى .. وهل هي الاسم الأعظم أم لا ؟
أن الاسم الأعظم كما قلنا هو سر الله الذي لا يطلع عليه أحد إلاّ أوليائه المعصومين «عليهم السلام» ، فلا أحد يستطيع المجازفة في الخوض بذلك .
نعم منزلة بسم الله الرحمن الرحيم كمنزلة الاسم الأعظم في سره وفي عظمته ، فعن الإمام الرضا «عليه السلام» قال : أن بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها .
فهذه المنزلة للبسملة وكونها كالاسم الأعظم يكشف لنا عظمتها عند الله ، واستخدامها كالاسم الأعظم يشترط فيه الإيمان والتصديق بأنها كالاسم الأعظم ، ولذا فهذه الرواية ستقرّب لنا هذا المعنى وكون استخدام أي شيء مشروط بالإيمان به والتصديق والتسليم . ففي المناقب قال : أبين إحدى يدي هشام بن عدي الهمداني في حرب صفين فأخذ عليٌ يده وقرأ شيئاً وألصقها فقال : يا أمير المؤمنين ما قرأت ؟ قال : فاتحة الكتاب . فكأنه استقلها ، فانفصلت يده نصفين ، فتركه عليٌّ ومضى . وهذا يعني أن استخدام أي شيء مهما بلغ مشروط بالتسليم والتصديق به . فكذلك هي البسملة وأمثالها من الأسماء والآيات والأدعية .
ثالثاً : إذا قلنا أن « ألم » وأمثالها من الاسم الأعظم فهذا لا يعني إمكانيتنا استخدام هذه الحروف كالاسم الأعظم ، فالاسم الأعظم كما قلنا أسراره مودعة عند أهل البيت «عليهم السلام» ، وللاسم الأعظم تأليف وترتيب يختص به من يحمله من النبي «صلى الله عليه وآله وسلّم» والأئمة «عليهم السلام» ، فمعرفة كونه من الاسم الأعظم لا ينفع وحده دون معرفة تأليفه وترتيبه .
فقد ورد مثلاً : حمسق هو حروف من اسم الله الأعظم المقطوع ، يؤلفه الرسول أو الإمام صلى الله عليهما ، فيكون الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب . (البحار : 89 : 376)
فتأليف الاسم الأعظم من الحروف المقطعة هو سرٌ مودع لدى خاصة أوليائه وأصفيائه وهم أئمتنا «عليهم السلام» .
رابعاً : أن لفظ «الله» هو اسم علم للذات المقدسة الجامعة لجميع الصفات العليا والأسماء الحسنى .
قيل : هو غير مشتق من شيء بل هو علم . وقيل عن سيبويه : هو مشتق وأصله «إله» دخلت عليه الألف واللام فبقي «الإله» ثم نقلت حركة الهمزة إلى اللام وسقطت ، فبقي «الله» ، فأسكنت اللام الأولى وأدغمت وفخم تعظيماً ، لكنه يترقق مع كسرة ما قبله . كما في قوله تعالى : « يدعون من دونِ الله » فهنا لفظ الله خفف لسبقه بتخفيف .
فأصله عربي كما علمت مشتق من «إله» أي معبود فقد ورد «كان إلهاً إذ لا مألوه» أي كان معبودا قبل أن يعبد . سبحان الله وتعالى عن كل وصفٍ ومثل .



7 العدل من صفات الافعال

نص السؤال
هل العدل من صفات الذات أو من صفات الأفعال ؟

نص الجواب
قسم المتكلمون صفاته سبحانه الى صفة الذات وصفة الفعل .

والأول : ما يكفي في وصف الذات به ، فرض نفس الذات فحسب ، كالقدرة والحياة والعلم .

والثاني : ما يتوقف الذات به على فرض الغير وراء الذات ، وهو فعله سبحانه .

فصفات الفعل هي المنتزعة من مقام الفعل ، بمعنى ان الذات توصف بهذه الصفات عند ملاحظتها مع الفعل ، وذلك كالخلق والرزق ونظائرهما من الصفات الفعلية الزائدة على الذات بحكم انتزاعها من مقام الفعل .
وبموجب هذا التقسيم فصفة العدل من صفات الافعال لا صفات الذات .



8 عينية الصفات لذات الله

نص السؤال
في موضوع عينية الصفات يعلّق صديقي الأشعري بقوله : ظواهر الشريعة تصف الله تعالى بصفات عديدة كالقدرة والارادة والعلم والحياة والكلام والسمع والبصر .. فهل يمنع العقل اتصاف ذات ما بصفات ما ؟.. وهل اتصاف ذات بصفات يعد تكثراً في تلك الذات ؟ فالجوهر ذات ليست منقسمة ، ومع ذلك هي متصفة بصفات عديدة ، ولم يدّع أحد ان الجوهر يتكثر عند وصفه بتلك الصفات ، بل وكثير من البسائط .. فهل اتصاف الله تعالى بالصفات الالهية يستلزم التكثر في الذات ؟
يقول هو : إن الامامية خلطوا بين معنى الذات ومعنى الصفات ، ولم نسمع عن عاقل يقول بان مفهوم الذات هو مفهوم الصفة .. فماذا تعنون بالعينية ؟ ويردف أن رأي المعتزلة أقرب إلى القبول من مذهبكم .

نص الجواب
رأي عينية الصفات لذات الله عزوجل ، هو الرأي الحق الذي لا مناص عنه ، وبيانه : أن البسيط لو احتاج إلى غير ذاته ، فقد افتقر .
وهنا نتساءل : هل أن الله تعالى يحتاج في علمه ـ مثلاً ـ إلى خارج ذاته ؟ وأن الصفات المذكورة هي قديمة في جنب قدم ذاته ؟
فحذراً من هذين الاشكالين يتحتم علينا أن نلتزم بعينية الصفات لذاته حتى لا يحتاج ذاته عزوجل لشيءٍ آخر خارج عنها ، وهذا المعنى هو المصرح به على لسان الامام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) Sad وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه ، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف ، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة ... ) .
وأما التمثيل بالجوهر ، فهو في غير محله ، فان الجوهر تعريف تحليلي لا يوجد له مصداق في الخارج بدون اتصافه بصفة أو مواصفة . فمصداقية التعينية تحتاج وتتوقف على اتصافه بالصفات . إذ أين الجوهر بلا صفة حتى نتكلم عنه ؟!
ثم لا يخفى عليكم أن الامامية قد حققوا ودققوا بما لا مزيد عليه بأن ذات الله سبحانه وتعالى تختلف مفهوماً عن صفاته ، ولكنها تتحد معها مصداقاً وخارجاً ، أي أن صفة العلم ـ مثلاً ـ من جهة مفهوم العلم تختلف عن ذات الباري عزوجل . فليس الله تعالى هو بمعنى العلم ، ولكن مصداقهما ـ الذات والعلم ـ متحد في ذاته . فليس الاتحاد والعينية في حوزة المفهوم حتى يناقش ، بل الاندماج وعدم التمايز والتغاير هو في جهة المصداق، أي أن الواقع في الخارج هو وجود واحد ، ولكن يتصف أحياناً باسم الجلالة وتارةً بـ ( العالم ) .

وأما ما تقوله الاشاعرة فهو مردود عقلاً ونقلاً ، وحتى أن ظواهر الشريعة التي تمسكوا بها لا تدل على أزيد من اتصاف الذات بتلك الصفات ، وأما ان هذه الصفات تكون زائدةً على الذات فلا دلالة فيها ، بل الدليل العقلي والنقلي ـ كما ذكر ـ يؤكد اتحاد الصفات مع الذات .
وأما رأي المعتزلة في المقام فهو وان كان في بعض جزئياته أقرب الى الواقع من رأي الاشاعرة ، ولكنه أيضاً خلط وخطأ وقعوا فيه لتفادي الوقوع في محذور أشد ، وهو زيادة الصفات على الذات ، فهم عرفوا ـ خلافاً للاشاعرة ـ ان زيادة الصفات توجب اشكالاً عسيراً لا مخلص عنه ، فحذراً منه نفوا واقعية الصفات في مجال ذاته تعالى ، وأعطوا للذات النيابة عن الصفات .
ولكن يلاحظ عليهم أن عدم زيادة الصفات على الذات لا يدل بالملازمة على نفي واقعية الصفات ، بل الحل أن نلتزم بوحدة الصفات مع الذات مصداقاً واختلافهما مفهوماً ، كما عليه الامامية .



9 لم يطلع العقول على تحديد صفته

نص السؤال
قال الامام علي عليه السلام : (( لم يطلع العقول على تحديد صفته ولم يحجبها عن واجب معرفته )) .. إلى ماذا يشير الامام عليه السلام بهذا الحديث ؟

نص الجواب
الجواب عن الشقّ الأول Sad لم يطلع العقول على تحديد صفته )
هو ان الصفات لما كانت عين الذات ، فمن المستحيل معرفتها بشكلها وصورتها التفصيلية والحقيقية ، اذ معنى ذلك هو معرفة الله بكنهه وحقيقته ، وهذا محال كما ثبت في محله . فالعقل قاصر عن ادراك كنه الله وصفاته التي هي عين ذاته ، لانه محدود ومن المستحيل احاطة المحدود باللامحدود.
واما الشق الثاني: (ولم يحجبها عن واجب معرفته ) هو ان العقل يمكن أن يدرك وجود الله تعالى وصفاته الملازمة له من كونه عالماً حياً متكلماً ، ويمكن ان يعرف ويدرك العقل هذه الصفات بشكل يتناسب مع عظمة الله تعالى وعدم ماديته وعدم حدوثه وما الى ذلك من الملازمات . فهذه هي المعرفة الواجبة التي يجب على كل مكلف معرفتها . اما المعرفة بالشكل الاول: فهي المعرفة المحرمة بل المستحيلة في حد ذاتها.
وهذا من اوضح الادلة على بطلان قول المشبهة والمعطلة وصحة المذهب الحق في التوحيد.



10 صفة الخالقية ، صفة فعلية

نص السؤال
نحن نقول على أن الله تعالى خالق ، وصفة (خالق) هذه هي صفة أزلية لله عظم شأنه . اذاً لابد من وجود مخلوقات أزلية تلازم هذه الصفة عند الله سبحانه وتعالى.

نص الجواب
انّ صفة الخالقية والرازقية وماشابههما ليست صفات ازلية ، بل هي صفات فعلية تنسب الى الباري بعد قيامه عزّوجل بها . والله قادر على الخلق ، وما لم يخلق فلا يقال له خالق ، بل يقال له قادر، والقدرة هي من الصفات الازلية .



11 برهان نفي الصفات العارضة

نص السؤال
في خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) قال فيها: (.. وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف انه غير الصفة..).. فكيف يمكن لنا أن نفهم معنى هذا القول بملاحظة ما يذهب إليه علماؤنا من أن الصفات عين الذات ؟

نص الجواب
إن المراد بكلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في الفقرة المشار إليها: أن الموصوف وإن كان لا يحتاج إلى الصفة في أصل وجوده، وقيامه بذاته.. إلا أنه يحتاج إليها في كماله..
وأما الصفة فهي تحتاج إلى الموصوف في أصل قيامها وتحققها، لأنها لا يمكن أن تقوم بدونه..
ومن الواضح: ان هذه الفقرة من كلامه صلوات الله وسلامه عليه قد وردت للرد على من زعم أن صفات الله تعالى زائدة على الذات، عارضة عليها.. فأشار (عليه السلام) إلى أن زيادة الصفات على الذات الإلهية غير ممكن، لأن الصفة العارضة مغايرة للموصوف، وهي محتاجة إليه في القيام والتحقق، وهو مستغن عنها في ذلك، وإن كان يحتاجها في كماله.. وكل متغايرين.. لابد وأن يكون فيما بينهما ما به الإمتياز وما به الإشتراك. وهو هنا متحقق في الإشتراك في الوجود.
ومن الواضح: أن ما به الإشتراك لا يمكن أن يكون هو نفسه ما به الإمتياز، وإلا لكان الواحد كثيراً، والكثير واحداً.. إذن فلابد أن يكون كل من المتغايرين مركباً من جزئين، أحدهما يشترك به مع غيره، والآخر يميزه عن ذلك الغير.
وهذا معناه لزوم التركيب في الذات الإلهية، وفي صفاتها، ومحاذير التركيب كثيرة..
منها الحاجة، ومنها تعدد القديم.. وغير ذلك..
ويشهد لذلك قوله (عليه السلام) بعد ذلك، فمن وصف الله سبحانه، فقد قرنه، أي قرنه بالصفة الزائدة، ومن قرنه فقد ثناه أي جعل له ثانياً.. ومن ثناه فقد جزأه.
فاتضح: أن هذا الذي ذكره (عليه السلام) إنما هو برهان نفي الصفات الزائدة العارضة على الذات، وهو يثبت بالتالي لابدية أن تكون صفاته تعالى عين ذاته.



12 معنى الاسـماء

نص السؤال
يقال أن لله تعالى أسماء غير تلك التي وردت في القرآن الكريم وعلى لسان المصطفى صلى الله عليه وآله .. فما مدى صحة هذا القول ؟

نص الجواب
المراد بالاسم ما يوصلك الى المسمى .. وهو تارة اسم لفظي ، كالفاظ الجلالة ، يرمز الى الواحد الاحد ، وتارة يكون وجودا حقيقيا يدل بفعله وقوله على الله عز وجل ، ومن هنا عبر القرآن الكريم عن عيسى بانه كلمة منه في قوله تعالى { انما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته } .. وعليه فان النبي (ع) والمعصومين من ذريته ذوات مباركة دلت بعصمتها العباد الى سبيله تعالى .. فصح ان تكون مظهرا بشريا لاسمائه تعالى وذلك بجعل الهى وهذا عين التوحيد وتعظيم الباري عز اسمه ؛ ولا ينبغى انكار المعانى الدقيقة لمجرد الاستغراب .



13 معنى الرضا والغضب لله تعالى

نص السؤال
كيف يمكن ان نفسر الغضب والرضا لله تعالى ، كقولنا ان الله يغضب لغضب الرسول (ص) ويرضا لرضاه ؟

نص الجواب
من الواضح ان الرضا والغضب من الصفات النفسانية للانسان ، والله سبحانه وتعالى ليس بجسم فلا صفات نفسانية له ، ولذا يكون وصف الله سبحانه وتعالى بالغضب وصفاً مجازياً . ومرادهم من هذا : ان الغضب من الله سبحانه وتعالى هو العذاب ، ومن الرضا الرحمة والثواب .
والحاصل : اطلاق مثل هذه العناوين على الله سبحانه وتعالى اطلاق مجازي ، والمراد من هذه الاطلاقات هو ان الله سبحانه وتعالى يثيب كلّ محسن إذا عمل لله سبحانه وتعالى ، ويعذّب كلّ من عصاه وخالف أوامره ونواهيه .



14 امكان معرفة اسماء الله وصفاته

نص السؤال
هل يمکن لنا معرفة صفات الله سبحانه ؟.. وهل للدين طريقخاص فيه ، او لايمكن للبشر الوقوف علي صفاته وكيفيتها ؟

نص الجواب
اعتاد الاِنسان الساكن بين جدران الزمان والمكان أن يتعرّف على الاَشياء مقيّدة بالزمان والمكان موصوفة بالتحيّز والتجسيم، متَّسمة بالكيف والكم، إلى ذلك من لوازم المادَّة ومواصفات الجسمانية، فقد قضت العادة الملازمة للاِنسان، أعني: أُنسه بالمادّة واعتياده على معرفة كلّ شيء في الاِطار المادّي، أن يُصوِّر لربِّه صوراً خيالية على حسب ما يألفه من الاَُمور المادّية الحسيّـة، وقلَّ ما أن يتّفـق لاِنسان أن يتوجّه إلى ساحة العزّة والكبرياء ونفسه خالية عن المحاكاة.
على ذلك الاَساس افترق جماعة من الاِلهيين إلى مشبِّه ومعطِّل، فالاَوّلون تورّطوا في مهلكة التشبيه وشبّهوا بارئهم بإنسان له لحم، ودم، وشعر، وعظم، وله جوارح وأعضاء حقيقية من يد، ورجل، ورأس ويجوز عليه المصافحة والانتقال . وإنكار بارىَ بهذه الاَوصاف المادّية المنكرة أولى من إثباته ربّاً للعالم، لاَنّ الاعتقاد بالبارىَ بهذه الصفات يجعل الاَُلوهية والدعوة إليها منكراً تتنفّر منه العقول والاَفكار المنيرة.
والطائفة الثانية أرادت التحرّز عن وصمة التشبيه وعار التجسيم فوقعت في إسارة التعطيل، فحكمت بتعطيل العقول عن معرفته سبحانه ومعرفة صفاته وأفعاله، قائلة بأنّه ليس لاَحد الحكم على المبدأ الاَعلى بشيء من الاَحكام وليس إلى معرفته من سبيل إلاّبقراءة ما ورد في الكتاب والسنّة ، فقد نقل عن سفيان بن عيينة انّه قال:
«كلّما وصف اللّه به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه».

ما هو المسلك الصحيح؟
ولكن هناك طائفة ثالثة ترى: أنّ من الممكن التعرّف على صفاته سبحانه من طريق التدبّر وعلى ضوء ما أفاض اللّه سبحانه على عباده من نعمة العقل والفكر.
وحجّتهم في ذلك : انّ اللّه سبحانه ما نصّ على أسمائه وصفاته في كتابه وسنّة نبيّه إلاّ لكي يتدبّر فيها الاِنسان بعقله وفكره في حدود الممكن، فهذا أمر يدعو إليه العقل والكتاب العزيز والسنّة الصحيحة. ويكفي في تعيّن هذا الطريق ما ورد في أوائـل سـورة الحديد من قوله سبحانهSadسَبَّحَ للّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالاََرْضِ) إلى قولهSadوَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُور ) .
وما ورد في آخر سورة الحشر من قوله سبحانهSadهُوَ اللّهُ الّذي لا إله إِلاّهُوَ المَلِكُ) إلى قولهSadوَهُوَ الْعَزِيزُ الحَكيم) . وغير ذلك من الآيات المتضافرة في بيان صفات ذاته وأفعاله تعالى.
فهل يظنّ عاقل انّ تلك الآيات المتكثّرة إنّما أنزلها اللّه تعالى لمجرّد القراءة والتلاوة ؟! ولو كان كذلك .. فما معنى التدبّر في الآيات القرآنية الّذي دعا القرآن نفسه إليه بوجه أكيد؟
وهناك كلمة قيِّمة للاِمام علي (عليه السلام) تدعو إلى ذلك الطريق الوسط ، قال: (عليه السلام :«لَمْ يُطْلِع العقول على تَحديد صِفته، وَلَم يَحجُبْها عن واجب مَعرفته». (نهج البلاغة: الخطبة 291).
والعبارة تهدف إلى أنّ العقول وإن كانت غير مأذونة في تحديد الصفات الاِلهية، لكنّها غير محجوبة عن التعرّف حسب ما يمكن.
وأوضح دليل على قدرة العقل على البحث ودراسة الحقائق السفلية والعلوية حَثُّ الوحي على التعقّل سبع وأربعين مرَّة، وعلى التفكّر ثماني عشرة مرّة، وعلى التدبّر أربع مرّات في الكتاب العزيز.
وتخصيص هذه الآيات بما وقع في أُفق الحسّ تخصيص بلا دليل، ولو كان عمل السلف في هذا المجال حجّة فهذا الاِمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) قد خاض في الاِلهيات في خطبه ورسائله وكلماته القصار، فلا ندري لماذا تحتج سلفيّة العصر الحاضر والماضي بعمل أهل الحديث من الحنابلة والاَشاعرة، ولا تحتجّ بفعل الاِمام أمير المومنين (عليه السلام) ربيب أحضان النبيّ (ص) وتلميذه الاَوّل وخليفة المسلمين أجمعين ؟!



15 اقوال الالهيّين في صفات الله الذاتية

نص السؤال
ماهو الاقوال في كيفية اجراء صفات الله تعالي الذاتية ؟

نص الجواب
اختلف الاِلهيون في كيفية إجراء صفات اللّه الذاتية عليه سبحانه على قولين:
الاَوّل: عينية الصفات مع الذات، وهذا ما تبنّاه أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) واختاره الحكماء الاِلهيون وعليه جمهور المتكلّمين من الاِماميّة والمعتزلة وغيرهما.
والثاني: زيادتها على الذات وهو مختار المشبِّهة من أصحاب الصفات والاَشاعرة، قال الشيخ المفيد في هذا المجال:
«إنّ اللّه عزّ وجلّ اسمه حيّ لنفسه لا بحياة، وانّه قادر لنفسه وعالم لنفسه لا بمعنى كما ذهب إليه المشبِّهة من أصحاب الصفات ... وهذا مذهب الاِمامية كافّة والمعتزلة إلاّ من سمّيناه وأكثر المرجئة وجمهور الزيدية وجماعة من أصحاب الحديث والمكِّمة».(أوائل المقالات :56)
قوله: «لا بحياة» يعني حياة زائدة على الذات، وقوله:«لا بمعنى» أي صفة زائدة كالعلم والقدرة.
إذا عرفت ذلك فاعلم: انّ الصحيح هو القول بالعينيّة، فإنّ القول بالزيادة يستلزم افتقاره سبحانه في العلم بالاَشياء وخلقه إيّاها إلى أُمور خارجة عن ذاته، فهو يعلم بعلم هو سوى ذاته، ويخلق بقدرة هي خارجة عن حقيقته وهكذا، والواجب بالذات منزّه عن الاحتياج إلى غير ذاته، والاَشاعرة وإن كانوا قائلين بأزليّة الصفات مع زيادتها على الذات ، لكنّ الاَزلية لا ترفع الفقر والحاجة عنه، لاَنّ الملازمة غير العينية .
وقال الاِمام الصادق(عليه السلام) : (لم يزل اللّه جلّ وعزّ ربُّنا والعلم ذاته ولا معلوم، والسمع ذاته ولا مسموع، والبصر ذاته ولا مبصر، والقدرة ذاته ولا مقدور) (التوحيد للصدوق: الباب 11، الحديث 1)
فإن قلت: لا شكّ انّ للّه تعالى صفات وأسماء مختلفة أُنهيت في الحديث النبوي المعروف إلى تسع وتسعين .. فكيف يجتمع ذلك مع القول بالعينيّة ووحدة الذات والصفات ؟
قلت: كثرة الاَسماء والصفات راجعة إلى عالم المفهوم ، مع أنّ العينية ناظرة إلى مقام الواقع العيني ، ولا يمتنع كون الشيء على درجة من الكمال يكون فيها كلّه علماً وقدرة وحياة ومع ذلك فينتزع منه باعتبارات مختلفة صفات متعدّدة متكثّرة ، وهذا كما انّ الاِنسان الخارجي مثلاً بتمام وجوده مخلوق للّه سبحانه ، ومعلوم له ومقدور له ، من دون أن يخصّ جزء منه بكونه معلوماً وجزء آخر بكونه مخلوقاً أو مقدوراً، بل كلّه معلوم وكلّه مخلوق، وكلّه مقدور.



16 الصفات السلبية

نص السؤال
ماالمقصود من الصفات السلبية ؟.. وهل السلب بمعني العدم ؟.. وهل لله تعالي صفة عدمية ؟

نص الجواب
الصفة السلبية ما تفيد معنى سلبياً، لكن اللّه تعالى لا يجوز سلب كمال من الكمالات عنه لكونه مبدأ كل كمال، فصفاته السلبية ما دلّ على سلب النقص والحاجة، كمن ليس بجاهل، وليس بعاجز، ولمّا كان معنى النقص والحاجة في معنى سلب الكمال كانت الصفة السلبية المفيدة لسلب النقص، راجعة إلى سلب واحد وهو سلب النقص والاحتياج ولقد أجاد الحكيم السبزواري في المقام حيث قال:
وَوَصْفُهُ السَّلْبيُّ سَلْبُ السَّلْبِ جا * في سَلْــبِ الاحتيـاجِ كُلاً أَدْرِجا

وقد ظهرت في مجال صفاته السلبية عقائد وآراء سخيفة كالحلول والجهة والرؤية وغير ذلك، فدعا ذلك المتكلّمين أن يبحثوا عن هذه الصفات السلبية في مسفوراتهم الكلامية، والاَصل الكافل لاِبطال جميع تلك المذاهب والآراء وجوب الوجود بالذات، فإنّ الجميع مستلزم للتركيب والجسمية وهما آيتا الفقر والحاجة المنافية لوجوب الوجود بالذات.
الاشارة الي بعض الاوصاف السلبية :
1. ليس بجسم
الجسم ـ على ما نعرف له من الخواص ـ هو ما يشتمل على الاَبعاد الثلاثة من الطول والعرض و العمق، وهو ملازم للتركيب، والمركب محتاج إلى أجزائه والمحتاج لا يكون واجب الوجود بالذات.
2. ليس في جهة ولا محلّ
وقد تبيّن استغناوَه عنهما ممّا ذكرنا من الدليل على نفي الجسمية، فإنّ الواقع في جهة أو محلّ لا يكون إلاّجسماً أوجسمانياً.
3. ليس حالاً في شيء
إنّ المعقول من الحلول قيام موجود بموجود آخر على سبيل التبعية، وهذا المعنى لا يصحّ في حقّه سبحانه لاستلزامه الحاجة وقيامه في الغير. انّ طرف كلّ امتداد ونهايته من حيث هو طرف إمّا نقطة وإمّا سطح وإمّا خط، ومن حيث هو واقع في مأخذ الاِشارة الحسّية جهة، والفرق بينها وبين المكان انّ الجهة مقصد المتحرك من حيث الوصول إليه، و المكان مقصد له من حيث الحصول فيه.
4. ليس متحداً مع غيره
حقيقة الاتحاد عبارة عن صيرورة الشيئين المتغايرين شيئاً واحداً، وهو مستحيل في ذاته، فضلاً عن استحالته في حقّه تعالى، فإنّ ذلك الغير بحكم انحصار واجب الوجود في واحد، ممكن، فبعد الاِتحاد إمّا أن يكونا موجودين فلا اتحاد، أو يكون واحد منهما موجوداً والآخر معدوماً، والمعدوم إمّا هو الممكن، فيلزم الخلف وعدم الاِتحاد، أو الواجب فيلزم إنعدام الواجب وهو محال.
5. ليس محلاً للحوادث
والدليل على ذلك انّه لو قام بذاته شيء من الحوادث للزم تغيّره، واللازم باطل، فالملزوم مثله، بيان الملازمة: انّ التغيّر عبارة عن الانتقال من حالة إلى أُخرى، فعلى تقدير حدوث ذلك الاَمر القائم بذاته، يحصل في ذاته شيء لم يكن من قبل، فيحصل الانتقال من حالة إلى أُخرى.
وأمّا بطلان اللازم، فلانّ التغيّر نتيجة وجود استعداد في المادّة التي تخرج تحت شرائط خاصّة من القوّة إلى الفعل، فلو صحّ على الواجب كونه محلاً للحوادث، لصحّ أن يحمل وجوده استعداداً للخروج من القوّة إلى الفعلية، وهذا من شوَون الاَُمور الماديّة، وهو سبحانه أجلّ من أن يكون مادّة أو مادّياً
6. انّه تعالى ليس بمرئيّ
إتّفقت العدلّية على أنّه تعالى لا يُرى بالاَبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأمّا غيرهم فالكراميّة والمجسِّمة الذين يصفون اللّه سبحانه بالجسم ويثبتون له الجهة، جوَّزوا روَيته بلا إشكال في الدارين، وأهـل الحديث والاَشاعــرة ـ مع تحاشيهم عن إثبات الجسميّة و الجهة له سبحانه ـ قالوا برؤيته يوم القيامة وانّ الموَمنين يرونه كما يرى القمر ليلة البدر.
الرؤية التي تكون في محلّ الاستحالة والمنع عند العدلية هي الرؤية البصرية بمعناها الحقيقي ، لا ما يعبّر عنه بالرؤية القلبية كما ورد في روايات أهل البيت (عليهم السلام) ، والشهود العلمي التام في مصطلح العرفاء .



17 المراد من نفي جميع الصفات عن الذات

نص السؤال
بعد الاذعان بعينية صفات الله تعالي مع الذات ، رايت في كلمات بعض عظماء الشيعة التصريح بنفي الصفات عن الذات وهو ليس فقط الصفات الزائدة ، بل الاعم من الزائدة وغيرها .. فهل له معني صحيح ؟

نص الجواب
نفي الصفات الزائدة عن ذاته تعالي فهو من المسلمات بين الامامية لاننا نعتقد به بالبراهين العقلية والنقلية . واما نفي جميع الصفات والاسماء ـ كما يلوح من كلمات بعض الاكابر، و يشار اليه في بعض الروايات ـ فهو لاينافي مسئلة عينية الصفات مع الذات ، بل هو نظر ادقّ واعمق والطف الي مسئلة الصفات ، ونشير اليه اجمالا فنقول :
وجوده تعالي ـ كما ثبت في محلّه ـ وجود محض ، ليس فيه سبحانه حدّ ونفاد ، بل هو لايتناهي في الكمال والوجود والجمال والجلال ... وليس مركّبا من شيء وشيء بل ذاته في غاية البساطة والاحديّة والتفرّد ، ولايفقد شيئا من الكمالات من العلم والقدرة والحياة وسائر الوصاف الكمالية ، بل هو ينبوع الكمال والمجد والكبرياء والعظمة ، وفوق مالايتناهي من شدة الوجود والبهاء والجمال والجلال بما لا يتناهي ... هذا من جهة .
ومن جهة اخرى : اذا تامّلنا في جميع الصفات التي نصفه سبحانه ومعانيها نجد : ان كل واحد منها وان كانت صفة كمالية فهو لايحاكي حقيقة الذات من جميع جهات الكمال لان الصفة في داخل مفهومه محدود بصفة واحدة خاصة ولا غير؛ معني العلم لايحكي عن القدرة والحياة وساير الاوصاف... ومفهوم الحياة لايحكي عن العظمة والارادة وغيرها ، هكذا كل مفهوم من المفاهيم مقصور في دائرة نفسه ومحصور في معناه ولايتعدي عنه ؛ وهذا المعني ليس الا المحدودية ؛ والمفهوم المحدود كيف يكون آية لغير المحدود ؟! وكيف يحاكي عن وجود غيرمتناهي الكمال والعظمة ؟!
نعم ، التعبير الصحيح ان نقول : جميع الاسماء و الصفات الكمالية موجودة ومستهلكة بنحو اعلي واتمّ في ذاته سبحانه ، بشرط خروجها وانعزالهاعن حدودها المفهومية والماهوية . وهذا هو المراد من نفي الصفات عن الذات ، واليه الاشارة في كلمة مباركة وهو التكبير : (الله اكبر) ، عن‌ أبي‌ عبدالله‌ عليه‌ السّلام‌، قالَ: قالَ رَجُلٌ عِندَه‌: اللهُ أكْبَرُ. فقال‌: اللهُ أكبَرُ مِن‌ أيِّ شَيْءٍ؟! فقال‌: من‌ كُلِّ شَيْءٍ. فقال‌ أبو عبدالله‌: حَدَّدَتَهُ! فقال‌ الرَّجُل‌: كيف‌ أقُول‌؟! قالَ: قُلْ: اللهُ أكْبَرُ مِنْ أَن‌ يُوصَفَ . (اصول‌ كافي‌»ج 1ص‌ 117)
بعبارة اخري : كلّ ما نثبت له من اوصاف كمالية في مبحث : عينية الصفات مع الذات ، ننظر اليه ثانيا بنظر ادق والطف ، وننفيه عن الذات المتعالية ، لا من جهة خلوّها عن الصفات ، بل من جهة علوّ مقام الذات و عظمته وعدم تناهيه ، و محدودية معاني الصفات وعدم قابلية انطباق الصفات علي الذات . قال مولانا السجاد (عليه السلام) : ضلت فيك الصفات ، وتفسّخت دونك النعوت ، وحارت في كبريائك لطائفُ الاوهام (الصحيفة) ولعلّ الي هذا اشار اميرالمؤمنين (عليه السلام) : كمال الاخلاص نفي الصفات عنه .
قال العلامة الطباطبائي (في شرح خطبته عليه السلام) :
..... أما مسألة نفي الصفات عنه : فقد بينه (عليه السلام) بقوله « أول الدين معرفته» لظهور أن من لم يعرف الله سبحانه و لو بوجه ، لم يحل بعد في ساحة الدين ، و المعرفة ربما كانت مع عمل بما يرتبط به من الأفعال و ترتب آثار المعروف ، و ربما كانت من غير عمل . و من المعلوم أن العلم فيما يتعلق نوع تعلق بالأعمال إنما يثبت و يستقر في النفس إذا ترتب عليه آثاره العملية ، و إلا فلا يزال العلم يضعف بإتيان الأعمال المخالفة حتى يبطل أو يصير سدى لا أثر له .....
فالعلم و المعرفة بالشيء إنما يكمل إذا أخذ العارف معروفه صدقا ، و أظهر ذلك في باطنه و ظاهره و جنانه و أركانه ، بأن يخضع له روحا و جسما ....
ثم إن للتوحيد مراتب مختلفة بعضها فوق بعض ، و لا يكمل حتى يعطى الإله الواحد حقه من الألوهية المنحصرة ، و لا يقتصر على مجرد تسميته إلها واحدا ، بل ينسب إليه كل ما له نصيب من الوجود و الكمال كالخلق و الرزق و الإحياء و الإماتة و الإعطاء و المنع ، و أن يخصّ الخضوع و العبادة به ، فلا يتذلل لغيره بوجه من الوجوه ، بل لا يرجى إلا رحمته ، و لا يخاف إلا سخطه ، و لا يطمع إلا فيما عنده ، و لا يعكف إلا على بابه. و بعبارة أخرى أن يخلص له علما و عملا، و هو قوله (عليه السلام): «و كمال توحيده الإخلاص له».
و إذا استوى الإنسان على أريكة الإخلاص، و ضمته العناية الإلهية إلى أولياء الله المقربين ، لاحت على بصيرته لوائح العجز عن القيام بحق المعرفة ، و توصيفه بما يليق بساحة كبريائه و عظمته ، فإنه ربما شاهد أن الذي يصفه تعالى به معان مدركة مما بين يديه من الأشياء المصنوعة ، و أمور ألفها من مشهوداته الممكنة ، و هي صور محدودة مقيدة يدفع بعضها بعضا ، و لا تقبل الائتلاف و الامتزاج ؛ انظر إلى مفاهيم الوجود و العلم و القدرة و الحياة و الرزق و العزة و الغنى و غيرها.
و المعاني المحدودة يدفع بعضها بعضا لظهور كون كل مفهوم خلوا عن المفهوم الآخر ، كمعنى العلم عن معنى القدرة ، فإنا حين ما نتصور العلم نصرف عن القدرة ، فلا نجد معناها في معنى العلم ، و إذا تصورنا معنى العلم و هو وصف من الأوصاف ننعزل عن معنى الذات و هو الموصوف.
فهذه المفاهيم و العلوم و الإدراكات تقصر عن الانطباق عليه جل شأنه حق الانطباق، و عن حكاية ما هو عليه حق الحكاية فتمس حاجة المخلص في وصفه ربه إلى أن يعترف بنقص لا علاج له، و عجز لا جابر دونه فيعود فينفي ما أثبته، و يتيه في حيرة لا مخلص منها، و هو قوله (عليه السلام): «و كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، و شهادة كل موصوف أنها غير الصفة».....
(وقال بعد نقل خطبة منه عليه السلام): اقول : كلامه (عليه السلام) كما ترى مسوق لبيان معنى أحدية الذات في جميع ما يصدق عليه و يرجع إليه ، و أنه تعالى غير متناهي الذات و لا محدودها ، فلا يقابل ذاته ذات و إلا لهدده بالتحديد و قهره بالتقدير، فهو المحيط بكل شيء ، المهيمن على كل أمر ، و لا يلحقه صفة تمتاز عن ذاته ، فإن في ذلك بطلان أزليته و عدم محدوديته. و إن صفته تعالى الكمالية غير محدودة بحد يدفع الغير أو يدفعه الغير كما أن العلم فينا غير القدرة لما بينهما من المدافعة مفهوما و مصداقا، و لا تدافع بينهما فيه تعالى ، بل الصفة عين الصفة و عين كل صفة من صفاته العليا و الاسم عين كل اسم من أسمائه الحسنى . بل إن هنالك ما هو ألطف معنى و أبعد غورا من ذلك و هو أن هذه المعاني و المفاهيم للعقل بمنزلة الموازين و المكاييل يوزن و يكتال بها الوجود الخارجي و الكون الواقعي فهي حدود محدودة لا تنعزل عن هذا الشأن و إن ضممنا بعضها إلى بعض ، و استمددنا من أحدها للآخر ، لا يغترف بأوعيتها إلا ما يقاربها في الحد ، فإذا فرضنا أمرا غير محدود ثم قصدناه بهذه المقاييس المحدودة لم ننل منه إلا المحدود و هو غيره ، و كلما زدنا في الإمعان في نيله زاد تعاليا و ابتعادا . فمفهوم العلم مثلا هو معنى أخذناه من وصف محدود في الخارج نعده كمالا لما يوجد له ، و في هذا المفهوم من التحديد ما يمنعه أن يشمل القدرة و الحياة مثلا ، فإذا أطلقناه عليه تعالى ثم عدلنا محدوديته بالتقييد في نحو قولنا : علم لا كالعلوم ، فهب أنه يخلص من بعض التحديد لكنه بعد مفهوم لا ينعزل عن شأنه و هو عدم شموله ما وراءه و لكل مفهوم وراء يقصر عن شموله و إضافة مفهوم إلى مفهوم آخر لا يؤدي إلى بطلان خاصة المفهومية ، و هو ظاهر.
و هذا هو الذي يحير الإنسان اللبيب في توصيفه تعالى بما يثبته له لبه و عقله ، و هو المستفاد من قوله (عليه السلام): «لا تحده الصفات» و من قوله فيما تقدم من خطبته المنقولة : «و كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه» و قوله أيضا في تلك الخطبة: «الذي ليس لصفته حد محدود ، و لا نعت موجود» و أنت ترى أنه (عليه السلام) يثبت الصفة في عين أنه ينفيها أو ينفي حدها ، و من المعلوم أن إثباتها هي لا تنفك عن الحد ، فنفي الحد عنها إسقاط لها بعد إقامتها ، و يئول إلى أن إثبات شيء من صفات الكمال فيه لا ينفي ما وراءها فتتحد الصفات بعضها مع بعض ثم تتحد مع الذات و لا حد ، ثم لا ينفي ما وراءها مما لا مفهوم لنا نحكي عنه ، و لا إدراك لنا يتعلق به فافهم ذلك .
(الميزان ج6سورة المائدة آية 73)



18 معنی کلمة التکبير: (الله اكبر)

نص السؤال
ما معنی کلمة التکبير (الله أکبر) التی کثرت ذکرها فی الإسلام ؟!

نص الجواب
معنی التکبير هو : انَّ الله تعالى أكبرُ من ان يوصَف ؛ وليس معناه : انَّ الله أکبرُ من کلِّ شیءٍ وان کان کذلک ؛ لانَّ الموجودات جميعا لايقاس به سبحانه . فانّ الاشياء محدودة وهو تعالی غير محدود من جميع جهات الکمالية من الذات والصفات والاسماء والافعال ؛ ولانسبة بين المحدود واللا محدود .
عن‌ أبي‌ عبدالله‌ عليه‌ السّلام‌، قالَ: قالَ رَجُلٌ عِندَه‌: اللهُ أكْبَرُ. فقال‌: اللهُ أكبَرُ مِن‌ أيِّ شَيْءٍ؟! فقال‌: من‌ كُلِّ شَيْءٍ. فقال‌ أبو عبدالله : حَدَّدَتَهُ! فقال‌ الرَّجُل‌: كيف‌ أقُول‌ ؟! قالَ: قُلْ: اللهُ أكْبَرُ مِنْ أَن‌ يُوصَفَ وفی حدیث آخر :
قال‌ أبو عبدالله‌ عليه‌ السّلام‌: أيُّ شي‌ءٍ اللهُ أكبرُ؟ فقلتُ: اللهُ اكبر من‌ كُلِّ شَي‌ءٍ. فقال‌: و كان‌ ثَمَّ شَي‌ءٌ فيكونُ أكبَرَ مِنهُ ؟! فقلتُ: وَ مَا هُوَ ؟! قال : اللهُ اكْبَرُ مِنْ أنْ يُوصَفَ .
(اصول‌ كافي ج‌1 ص‌ 118و117)
ومن خطب مولانا اميرالمؤمنين عليه السلام : الحمد لله‌ الواحد الاحد الصَّمد المتفرّد الّذي‌ لا من‌ شي‌ء كان ‌، و لا من‌ شي‌ء خلق‌ ما كان . قدرته‌ بان‌ بها الاشياء ، و بانت‌ الاشياء منه‌ . فليست‌ له‌ صفة‌ تنال‌ ، و لا حدٌ يضرب‌ له‌ الامثال . كَلَّ دون‌ صفاته‌ تعبير اللغات‌، و ضلَّ هنالك‌ تصاريف‌ الصفات‌ .
( «توحيد» صدوق‌، ص‌ 41 و ص‌ 40)
فکما قلنا سابقا : انه تعالی غير محدودٍ بحدٍّ وصرفُ الوجود ، واعلی من کلِّ قيدٍ ؛ فحقيقته سبحانَه منزّهٌ عن کلِّ تعيّن اسمیّ وصفتیٍّ ومن کل قيدٍ مفهومیٍّ وحتی من هذا الحکم بالاطلاق ، فانَّه نحو تقييدٍ و تحديدٍ . وامّا العينية التی يثبت بالبرهان بين الذات والصفات ، فهو من جانبٍ واحدٍ بمعنی انَّ الذاتَ عينُ الصفات الکمالية من العلم والقدرة والحياة ... ولکنَّ الصفات ليست عينَ الذات ، من باب عينية المطلق مع المقيَّد دون‌ العكس‌ . فكلّ مطلقٍ مع‌ المقيّد ، و لا يكون‌ كُلُّ مُقَيَّدٍ مع‌ المطلق ‌. فلا يُحاکيه تعالی ـ کماهوـ ایُّ اسم وصفةٍ ، وان کان هو سبحانه واجدٌ لجميع الاوصاف الجمالية والجلالية بنحوٍ اعلی واتمّ ، وبلسان العلم : هو تعالی مصدر لجميع الاسماءالحسنی ومنشأ لانتزاعها ، ولکن ولايکون مصداقا لها ! فتأمل فيماذکر، فانَّه من لطائف التوحيد وغوامضه : ضلَّت فيک الصفات ، وتفسَّخَت دونَک النعوت ، و حارت فی کبريائکَ لطائفُ الأوهام .
(الصحيفة السجاديّة)
[size=24][/size
]

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى