بغداد أمس ودمشق اليوم ،
هل فعلت هيلاري كلنتون ما فعلته أبريل كلاسبي ؟
هل فعلت هيلاري كلنتون ما فعلته أبريل كلاسبي ؟
مصدر بريطاني في دمشق يكشف عن لقاء سري جمع الأسد والسفير الأميركي قبل سحق انتفاضة درعا بيومين
المصدر البريطاني : لم يحضر الاجتماع سوى المستشارة بثينة شعبان التي تولت الترجمة و كتابة محضر الاجتماع، وما جرى فيه يشبه ما جرى بين السفيرة الأميركية إبريل غلاسبي وصدام حسين عشية غزو الكويت!؟
المصدر البريطاني : لم يحضر الاجتماع سوى المستشارة بثينة شعبان التي تولت الترجمة و كتابة محضر الاجتماع، وما جرى فيه يشبه ما جرى بين السفيرة الأميركية إبريل غلاسبي وصدام حسين عشية غزو الكويت!؟
الأسد مستقبلا فورد خلال تقبل أوراق
اعتماده في 27 كانون الثاني الماضي
اعتماده في 27 كانون الثاني الماضي
دمشق، لندن ـ ( خاص) : أكد مصدر ديبلوماسي بريطاني في دمشق أن لقاء لم يعلن عنه جرى بين الرئيس السوري بشار الأسد والسفير الأميركي في دمشق ،روبرت فورد ، يوم الإثنين المصادف في 21 آذار/ مارس ، أي قبل اقتحام المسجد العمري في درعا ( ليلة الثلاثاء / الأربعاء) بأقل من يومين. وأكد المصدر أن اللقاء جرى بينهما على انفراد ، ولم تحضره سوى المستشارة الرئاسية د. بثينة شعبان "التي تولت الترجمة وتحرير محضر الاجتماع في آن معا ، رغم أن الأسد يجيد الإنكليزية بشكل جيد يمكنه من تجنب أي فهم ملتبس لعبارات السفير الأميركي". وفسر المصدر البريطاني تولي المستشارة وظيفتي المترجم ومدون محضر الاجتماع بأنه " لمزيد من الحرص على عدم حصول تأويل خاطىء لحديث السفير الأميركي ، ولإبقاء مضمون الاجتماع بعيدا عن آذان حتى أقرب المقربين للأسد من أركان نظامه".
وقال المصدر إن السفير الأميركي أبلغ الرئيس السوري بأن بلاده "معنية بالاستقرار الأمني في سوريا ، ولا يعني تأييدها إجراء إصلاحات ديمقراطية وتعزيز احترام حقوق الإنسان في سوريا أن ذلك يجب أن يحصل بأي ثمن وعلى حساب استقرارها الداخلي ، بالنظر لأهمية هذا الاستقرار بالنسبة للمنطقة ككل". وبحسب المصدر ، فإن الرئيس السوري فهم كلام السفير فورد بأنه "ضوء أخضر" أميركي لسحق الانتفاضة الشعبية في مهدها قبل انتشارها إلى المدن الأخرى ، وبأن الإدارة الأميركية " ستغض الطرف عن قضاء سريع على الحركة الاحتجاجية ، شريطة أن يجري ذلك بلا أصداء إعلامية محرجة ". وهو ما دفع الأسد إلى إصدار أوامره باقتحام المسجد العمري في درعا والمنطقة المحيطة به وسحق الانتفاضة بعد ارتكاب مجزرة لا يزال الرقم الحقيقي لعدد ضحاياها غير معروف حتى الآن على وجه الدقة. ولفت المصدر إلى أن اجتماع الأسد ـ فورد جاء بعد أقل من 24 ساعة على التصريح اللافت التي أدلت به وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ، والتي أكدت فيه على أن بلادها " لن تتدخل في سوريا بالطريقة نفسها التي تدخلت بها في ليبيا".
وقال المصدر "إن لقاء الأسد ـ فورد شبيه إلى حد بعيد بلقاء السفيرة الأميركية في بغداد إبريل غلاسبي مع الرئيس العراقي صدام حسين في 25 تموز / يوليو 1990 ، حيث فهم صدام ما قالته السفيرة بشأن النزاع العراقي ـ الكويتي على أنه " ضوء أخضر أميركي لتسوية حساباته مع الكويت بالقوة العسكرية"، وهو ما أقدم عليه صدام فعلا بعد أقل من أسبوع! ولم يستبعد المصدر أن يكون السفير الأميركي قد نصب "فخا" للأسد بأمل أن ترتكب قوات النظام مذبحة بحجم كبير جدا لا يمكن السكوت عنه وتغطيته سياسيا ، إلا أن هذا لم يحصل ، إذ ظلت المجزرة " في حدود المعقول أميركيا" حسب تعبيره . وهو ما يفسر ـ بنظره ـ التصريح اللاحق الذي أدلت به الوزيرة الأميركية حين أشارت إلى أن ما حصل في درعا " لا يمكن مقارنته بما جرى في ليبيا ، فهنا جرى استخدام الطائرات ضد المدنيين ، بينما القمع الذي لجأت إليه السلطات السورية بقي في حدود ما تستخدمه أجهزة الشرطة ضد المتظاهرين"! كما ويفسر ، من وجهة نظر المصدر أيضا ـ ذلك "العناد الذي أبداه الرئيس السوري في خطابه ( أول أمس) لجهة تجنبه تقديم خطة واضحة للإصلاحات السياسية ، بل والظهور بمظهر من يتراجع حتى عن الوعود التي أطلقتها بها مستشارته والبشرى التي زفها نائبه فاروق الشرع لمواطنيه"!؟
منقول