حلم إدوارد سعيد الذي تحول الى أوركسترا عالمية
أنور حامد
بي بي سي-لندن
في مدينة "فيمر" الألمانية التقى عام 1999 المفكر والأكاديمي الفلسطيني إدوارد سعيد والموسيقي الأرجنتيني –الإسرائيلي دانييل بارينبويم.
لم تكن الموسيقى وحدها العامل المشترك في اهتمام هاتين الشخصيتين : إدوارد سعيد، عازف البيانو المتميز، يقابل عازفا متميزا آخر هو المايسترو بارينبويم فيكتشفان أنهما يملكان رؤية موسيقية وسياسية مشتركة: كلاهما يؤمن بقوة الموسيقى وقدرتها على مد الجسور، وكلاهما يطمح إلى المساهمة في التقريب بين شعبين فصلت بينهما عقود من الحروب والدماء.
وكلاهما شخصية مثيرة للجدل بأفكارها السياسية والإنسانية.
أثمر اللقاء مشروعا ثقافيا كبيرا كانت لبنته الأولى أوركسترا تضم عازفين من العرب واليهود، حلم الموسيقى فيهم أقوى من دوي القنابل ولعلعة الرصاص، شبان وفتيات منفتحين على الآخر، لديهم آذان مدربة بفعل الموسيقى، على الإستماع، الاستماع الى الآخر أيضا حتى لو اختلفوا معه.
"ديوان الشرق والغرب" هو الإسم الذي ارتئاه الحالمان لفرقتهما السمفونية الوليدة، وهو أيضا عنوان أنثولوجيا شعرية للشاعر الألماني يوهان وولفجانج فون غوتة.
بارينبويم اليهودي سيواجه فيما بعد زوابع سياسية بين بني قومه لأنه ذهب أبعد من ذلك: أصر على عزف موسيقى "ريتشارد فاغنر" (حيث كانت مقطوعة من أوبرا Tristan und Isolde على برنامج الأوركسترا في مهرجان بي بي سي برومز الذي شاركت فيه في لندن يوم 21 أغسطس آب أيضا) هناك من يربطون موسيقى فاغنر بالأيديولوجيا النازية.أما بارينبويم فيرفض إقحام الأيديولوجيا على الفن.