إدوارد كنيدي: مسار حياة شابها سوء الطالع
آخر تحديث: الاربعاء, 26 أغسطس/ آب, 2009, 11:46 GMT
إدوارد كنيدي كان أحد أكثر السياسيين تأثيرا في السياسة اأمريكية
ينتمي إدوارد كنيدي الذي توفي عن 77 عاما بعد صراع مع المرض ينتمي إلى عائلة بارزة لعبت دورا كبيرا في السياسة الأمريكية.
كان والداه اللذان ينحدران من أصول أيرلدنية ينتميان لأسرة ثرية كان لها نفوذ بارز على الساحة السياسية.
وقد عمل والده سفيرا للولايات المتحدة في بريطانيا قبل الحرب العالمية الثانية.
وأصبح شقيقه جون كنيدي أشهر رئيس أمريكي في القرن العشرين. ولايزال حادث اغتياله عام 1963 وهو بعد في السادسة والأربعين من عمره، لغزا مأساويا يحير الأمريكيين.
وبعد اغتيال شقيقه الثاني روبرت كنيدي، مرشح الرئاسة الأمريكية عام 1968، أصبح الإرث السياسي الذي ورثه إدوارد ثقيلا.
صحيح أنه لم ينجح في الوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة، إلا أنه أصبح شخصية مرموقة من رجال الحزب الديمقراطي الأمريكي، وأحد المدافعين بقوة عن الحريات المدنية الأمريكية في الكونجرس.
ولد إدوارد كنيدي في ضاحية بروكلين من مدينة بوسطن عام 1932، وهو الشقيق الأصغر لتسعة أشقاء أنجبهم جوزيف كنيدي وروز فيتزجيرالد.
تعلم في المدارس الخاصة في بوسطن ثم التحق بجامعة هارفارد الشهيرة عام 1950، إلا أنه طرد منها في العام التالي بعد أن ثبت أنه تحايل للنجاح في اختبار اللغة الاسبانية.
التحق بعد ذلك بالجيش حيث خدم في مقر القيادة العليا للحلفاء في باريس قبل أن يعود للالتحاق بجامعة هارفارد التي تخرج منها عام 1956.
انتخب شقيقه جون رئيسا للولايات المتحدة عام 1960 وتخلى بذلك عن مقعده كنائب عن ولاية ماساشوستس في الكونجرس.
لكن لم يكن بوسع ادوارد أن يترشح للمقعد لأنه كان دون الثلاثين عاما.
إدوارد كنيدي مع شقيقه جون وروبرت
إلا أنه انتخب ممثلا عن الولاية في 1962، وأعيد انتخابه دائما لشغل هذا المنصب إلى نهاية حياته.
عائلة كنيدي مرت بظروف مأساوية، الأمر الذي أكسبها على الدوام اهتماما كبيرا من الرأي العام الأمريكي.
الشقيق الأكبر لإدوارد "جو" قتل خلال الحرب العالمية الثانية. واغتيل جون كنيدي في دالاس في 1963.
وفي العام التالي أصيب روبرت كنيدي بجروح بالغة في حادث تحطم طائرة مما أدى إلى آلام في ظهره ظلت تلازمه طيلة حياته.
وفي 1968 اغتيل شقيقه روبرت كما أشرنا، في لوس أنجليس بينما كان يخوض حملة انتخابات الرئاسة مرشحا عن الحزب الديمقراطي.
وكان من المتوقع أن يخلف ادوارد شقيقه في طوحه السياسي إلا أنه تعرض لحادث غير مسار حياته.
حادث
في 18 يوليو 1969 كان ادوارد يحضر حفلا في جزيرة صغيرة في تشاباكيدك مع مجموعة من الأشخاص بينهم ست نساء كن قد عملن في الحملة الانتخابية لشقيقه روبرت.
وغادر ادوارد الحفل، وقاد سيارته وكان يقوم بتوصيل سكرتيرة سابقة لدى شقيقه لكي تلحق آخر قاطرة بحرية تنقلها إلى يابسة، فانقلبت السيارة وسقطت من فوق جسر صغير في الماء.
وتمكن ادوارد من النجاة بنفسه وعاد إلى الفندق الذي كان يقين فيه دون أن يبلغ بالحادث.
حادث السيارة والسكرتيرة الغارقة أثر كثيرا على المسار السياسي لادوارد
وفي اليوم التالي عثر على السيارة الغارقة وجثة السكرتيرة القتيلة.
واصبت التحقيق فيما بعد أنها ربما تكون قد ظلت لساعات على قيد الحياة، وكان من الممكن انقا ذ حياتها إذا ما أبلغ عن وقوع الحادث.
وقد اضطر ادوارد للاعتراف بخطأه متعللا بأنه كان في حالة صدمة، وحكم عليه بالسجن لمدة شهرين مع ايقاف التنفيذ.
هذه الحادثة وما أحاط بها من ملابسات، وما اعتبر من جانب الراي العام نوعا من "التستر" أدى إلى تقويض أية آمال لإدوارد في دخول البيت الأبيض.
محاولة لاحقة
ورغم ذلك فقد حثه أصدقاؤه وأنصاره على الترشح لانتخابات الرئاسة في 1972 و1976 إلا أنه رفض بسبب ما أرجعه إلى مخاوف العائلة من تعريض سلامته للخطر.
لكنه رضخ في 1980 فخاض تحديا للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي امام الرئيس جيمي كارتر الذي كان يسهى لاعادة انتخابه.
إلا أن حملته الضعيفة فشلت في إبراز صورته كما فشل في مناظرة تليفزيونية رئيسية رافضا التنحي لكارتر، واصر على إقناع الوفود بتغيير اتجاههم والتصويت له بدلا من كارتر.
لكنه هذه الطرق اضعفت موقف الحزب الديمقراطي وأدت إلى فشل كارتر نفسه في انتخابات الرئاسة التي فاز فيها رونالد ريجان عن الحزب الجمهوري.
أما دوره في الكونجرس فقد برز كممثل للأصوات الليبرالية المتحررة المدافعة عن الحريات المدنية.
ورغم الخلفية الكاثوليكية الدينية لديه إلا أنه تراجع عن معارضته لحق الإجهاض، كما تبنى زواج المثليين، ودافع عن حقوق المهاجرين إلى الولايات المتحدة، ودعا إلى انسحاب القوات البريطانية من أيرلندا الشمالية وأيد توحيد ايرلندا.
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2009/08/090826_ae-kennedylife_tc2.shtml