التربية تطلب حجب البطاقة التموينية عن أشد الناس فقرا" في العراق
بقلم: علي محمود الفكيكي
تقول جريدة الصباح في عددها (2171) ان وزارة التربية رفعت مقترحا" الى الامانة العامة لمجلس الوزراء يقضي بحجب البطاقة التموينية عن عائلات الطلبة المتسربين من المدارس . لاسيما بعد ازدياد اعدادهم في السنوات الاخيرة . وان الوزارة رفعت المقترح بالتنسيق مع وزارة التجارة ومديريات التربية في بغداد والمحافظات . خاصة وان بعض المحافظات شهدت ارتفاعا" ملحوظا" بتسرب التلاميذ والطلبة نتيجة تردي الوضع الاقتصادي لعائلاتهم ممادفعهم لترك المقاعد الدراسية .
من هم المتسربون :
1- ايتام لاحد الوالدين او كليهما.
2- ابناء عجزة ومقعدين ومعوقين.
3- ابناء سجناء ومفقودين.
4- ابناء مطلقات.
5- مرضى نفسيا" اوبدنيا".
6- ابناء مهجرين قسرا".
7- ابناء فقراء حال ومنخفضي دخل.
8- لايملكون احذية ؟؟؟!!!!! (كما شاهدنا الحفاة في الدغارة وغماس وعفك في الديوانية).
بالله عليكم هل يستحق هؤلاء حجب البطاقة التموينية عنهم.....
ان حجب البطاقة التموينية عن عوائل هؤلاء المساكين يعني ((فوك درد الله ضربني بميجنة)) كما يقول المثل البغدادي.
فأين محمد صالح بحر العلوم ليطلق صرخته المدوية (أين حقي) واين الجواهري ليصرخ من جديد : ((أطبق دجى أطبق ضباب أطبق جهاما" ياسحاب))....
من المضحك المبكي ، ان وزارة التربية ترى ان لامبرر للمتسربين في التسرب مع وجود نظام التغذية المدرسية (عجيب!!!) .
1- لوتسنى لرجال التربية النظر الى انفسهم هم لوجدوا ان احتياجات الانسان لاتقف عند الاكل والشرب بل هناك الملبس والنقل. والسكن والتطبب والكهرباء والوقود والماء الى آخر متطلبات العيش . فضلا" عن ان كلفة وجبة التغذية المدرسية هي كلفة ضئيلة في كلف المعيشة اليومية ، ولاتشكل (ان وجدت) اكثر من 5-7% .
2- ان دوام المدارس هو خمسة ايام في الاسبوع . فكيف في اليومين الباقيين.
3- ان وجبة التغذية المدرسية لاتكفي للتعويض عن وجبة غداء او عشاء. انهم جياع وحفاة يريدون اكلا" وملبسا" . وهنا نجد وزارة التربية تتقمص شخصية الملكة الفرنسية ماري انطوانيت عند طلب جياع الشعب الفرنسي خبزا". فقالت ((ليأكلو بسكويت)). وقديما" قيل ((ويلُ للشَجيٌ من الخَليً)).
4- ان هذه الوجبة هي للتلميذ فقط دون افراد العائلة الآخرين الذين يعانون من المسغبة فكيف في بقية افراد العائلة.
عجيب! أمر اصحاب هذا المقترح القاسي . هل هم ابناء هذا البلد ام جاؤوا من كوكب آخر؟ . وقبلهم قدم اعضاء مجلس محافظة بغداد لائحة تشريعية بفرض غرامة (2000) دولار لكل سنة يتأخر فيها طالب الجامعة ، بدلا" عن ان يضعوا برنامج عمل ورعاية لهذا الصنف من الطلاب يشخص احتياجاتهم ويساعدهم على استمرار الدراسة . ان هذا الكيد والتفنن تعلموه من معلمهم وسيدهم صدام حسين يوم قرر حجب البطاقة التموينية عن عوائل (الافرارية) المتخلفين عن الخدمة العسكرية. مستعملين التجويع وسيلة وفق قاعدة ((جوع كلبك يتبعك)) البدوية. ليفهم اصحاب هذه المقترحات سواء من التربية أم من مجلس المحافظة ويدركوا ان اموال ومواد البطاقة التموينية وتسهيلات وخدمات الجامعة والتعليم هي أموال هؤلاء انفسهم الذين يريدون منعها عنهم وليست هي صدقات او هبات من أموال اصحاب هذه المقترحات. فقفوا عند حدكم... .
علي محمود الفكيكي
تلميذ متسرب يعرض بضاعته بين السيارات في بغداد
أ لأجل الكون أسعى أنا أم يسعى لأجلي؟ وإذا كان لكلٍ فيهِ حقٌ أين حقي؟
محمد صالح بحر العلوم – النجف الاشرف
منقول