وتاه الغريب

جحدت يقيني
وصدقت كل أفتراض مرير
وغالطت نفسي
فخلت السراب كماء الغدير
وأسرعت أعدو
ورحت بعيدآ
وكنت أحث الخطى كي أسير
وساءلت نفسي
لأين المسير؟
وكيف سأمضي؟
وأين أصير
أضعت طريقي فدربي عسير
تدافعني الريح في غفلة
كي أطير
لأسمو مع لمعات النجوم
وأرنو الى قمري المستنير
فأرسم وجهك في مقلتي
فأنت رجائي
وأنت يقيني
وأنت بقيت سؤالي الكبير
وفيك وجدت جوابي الأخير
فحين عشقتك خلت السنين
روافد شتى لنهر كبير
وخلت الحياة وأرجاءها
كقطعة حلوى لطفل صغير
وتاه الغريب
وهل كان يجب أن يتيه
فقد كان يحلم حلم الأمير
فبين كؤوس الطلا صحبه
وتلك الحبيبة بين الحرير
وتلك السعادة في روضة
وتلك الرياض شذاها العبير
وصوت ينادي
يعيش الأمير
وصوت يرد
ليحيا الأمير
لكنه حين جاء الصباح
كجيش عظيم اليبنا يسير
أزاح الظلام وحلم الأمير
وعنده حين أستفاق الغريب
وشاهد ذاك الضياء المنير
فودع أحلامه الماضيات
وحث خطاه بدرب المصير
تساءل أين لهيب الهوى والمنى
وأين سيشفى فؤاد كسير
وأين عيون الليالي التي
طالما داعبت خيال العقول
فأضحى أسير
وتاه الغريب
وكان يجب أن يتيه
ليعرف
أين
وماذا
وكيف يسير