على ضفاف شط العرب
لكي لا نفقد هويتنا الملاحية
موضوع نشرته جريدة (الزمان) الدولية - العدد 3371 في 13/8/2009
كاظم فنجان الحمامي
تتميز ضفاف شط العرب، الممتدة من القرنة إلي رأس البيشة، بشواهدها التاريخية الكثيرة والمتنوعة. وتشترك هذه الشواهد في بناء وتشكيل اكبر متحف حضاري. يحتوي علي أغني المواقع الأثرية، المرتبطة بالعهود والعصور القديمة. وترقد كل ذرة من تراب شط العرب في بيئة ملاحية وثقافية، تشكل القلب مما يعرف بتاريخ البصرة الزاهرة، وذات الوشامين، وأم العراق، وقبة العلم، وهي غنية عن التعريف بضواحيها الحبلي بالثقافات والأفكار والمذاهب، حيث ولدت فيها مذاهب وفرق إسلامية كثيرة، كالمعتزلة والواصلية والجاحظية والزيادية والصفرية والأباظية، وتأسست فيها مدارس فكرية وعلمية رائدة، وكانت منطلقا لخطوط تجارية وبحرية متعددة، لها تاريخ طويل ومتشابك مع بعضها البعض. فالبصرة جسر العالم القديم، وواجهة العراق البحرية، وملتقي القوافل، ومنبع الفنون، والعلوم، والآداب. يتجلي ذلك في شهرة موانئها القديمة، وغزارة معالمها الملاحية والمينائية، التي تربو اليوم علي مئات المواقع الأثرية من المرافئ القديمة، والجزر، والأنهار، والفنارات، والمدن، والمراسي، والمساجد، والمواقع الأخري، وما تشتمل عليه من ملامح ورموز أصيلة، ضاربة في عمق التاريخ.
أطلال بيت النعمة في أبي الخصيب