الاثنين، 24 كانون الثاني/يناير 2011، آخر تحديث 17:46 (GMT+0400)
عبدربه ينفي تنازل السلطة ويتهم الجزيرة ومديرها
الزعيم الفلسطيني محمود عباس
القدس (CNN) -- هاجم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبدربه، في مؤتمر صحفي الاثنين كلاً من قناة الجزيرة ومديرها وضاح خنفر وشبههما بوزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى أن هناك صلة بين طروحات ليبرمان والكشف عن هذه الوثائق.
وحول الوثائق، قال عبدربه إن ما جرى عبارة عن تلاعب في الوثائق وتحريف للحقائق واقتطاع منها "على سبيل السخرية والتحدي"، مطالباً بتشكيل لجنة وطنية فلسطينية مستقلة لدراستها وتكشف مدى صحتها، وما إذا قدمتها الجزيرة بشكل مهني وموضوعي.
واعتبر أن قناة الجزيرة لعبت دوراً سياسياً لا علاقة له بالمهنية، بالنظر إلى أنه أعد "لهذه العملية منذ شهرين ولم يرسلوا أحداً لكي يقول لنا أن هناك وثائق وحقائق نحن (أي الجزيرة) سنعلنها ونريد ردكم عليها"، مشيراً إلى أن هذا الأمر عبارة عن موقف مسبق عند قناة الجزيرة ومديرها وضاح خنفر وعند الذين يوجهون وضاح خنفر."
وأكد عبدربه أن الجزيرة لجأت إلى الأسلوب ذاته مع الزعيم الفلسطيني الراحل، مثلما حدث في فترة محادثات كامب ديفيد، إبان عهد بيل كلينتون، وأثناء وجوده في رام الله.
ونفى عبدربه أي تنازل فلسطيني في موضوع القدس، كما نفى فكرة تبادل للأراضي بنسبة 1 إلى 50، معتبراً أن هذا الأمر "خارج نطاق العقل والمنطق"، بينما ما يتعلق بالخرائط، ليست أمراً سراً، مشيراً إلى أن الجزيرة عرضت الخريطة الإسرائيلية باعتبارها خريطة فلسطينية.
وأشار في هذا الخصوص إلى أن كل ما عرض على إسرائيل هو عملية تبادل للأراضي بنسبة 1.9 في المائة.
وقال إن ما تم عبارة عن "حملة سياسية من الدرجة الأولى وتأتي بقرار على أعلى مستوى من قطر، ونشكر أمير قطر على حرصه على الشفافية وإيصال الحقيقة إلى أوسع جمهور."
مضيفاً: "ونأمل أن يوسع هذه الشفافية إلى أوسع مدى ودور القاعدة الأمريكية في قطر في التجسس على الدول العربية، وعلاقات قطر مع إيران وإسرائيل، ومساعدة قطر لقوى بعضها طائفي وفي تقسيم بلد والإساءة لروح الوطنية."
السلطة تنازلت!
وكانت الجزيرة قد نشرت وثائق تفيد بأن المفاوضين الفلسطينيين وافقوا سراً على التخلي لإسرائيل عن أجزاء كبيرة من القدس الشرقية أثناء مباحثات بين الجانبين عام 2008، في موقف يكشف عن تناقض كبير في الموقف العلني للسلطة الوطنية الفلسطينية في هذا الشأن، وفق ما أظهرت وثائق مسربة كشفت عنها قناة "الجزيرة"، الأحد.
ورفضت إسرائيل التنازل الفلسطيني بدعوى أنه غير كاف بحسب ما تشير الوثائق المسربة التي قالت القناة إن بحوزتها قرابة 1700 مذكرة داخلية ستقوم على نشرها خلال يومي الأحد والأربعاء دون الإفصاح عن كيفية الحصول عليها.
وقد تؤدي الوثائق المسربة، وهي محاضر اجتماعات بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين وأمريكيين، لم يتسن لـCNN التأكد منها بصورة مستقلة، لإضعاف الموقف السياسي لرئيس السلطة الوطنية، محمود عباس، الذي أكد علانية مراراً تمسكه بالثوابت.
وأظهرت سجلات التفاوض المسربة، أن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، "قد اقترح حلا غير مسبوق لتقسيم القدس والتخلي عن الحرم الشريف، وإخضاعه للجنة دولية مقابل السيادة على مساحات أكبر من المدينة القديمة في القدس"، كما أوردت القناة عن الوثائق بموقعها الإلكتروني.
ويذكر أن قضية السلطة على الحرم الشريف تعد من أكثر القضايا الشائكة والأكثر تعقيدا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال عقود من المفاوضات بين الطرفين.
وبحسب المذكرات المسربة نقل عن عريقات قوله لمسؤول بالخارجية الأمريكية في 2010 قوله: "الإسرائيليون يريدون حل الدولتين، لكنهم لا يثقون، يريدونه أكثر مما تعتقد وأحياناً أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.. ما في هذه الورقة يعطيهم أكبر (قدس) في التاريخي اليهودي.. ماذا يمكنني أن أقدم أكثر."
ويذكر أن إسرائيل فرضت سيطرتها على القدس الشرقية في أعقاب حرب 1967، وتعد القدس عاصمة لدولتها، وهي مزاعم يرفضها المجتمع الدولي الذي يصف بناء مستوطنات إسرائيلية في القدس الشرقية بأنه غير شرعي، وهي المدينة التي ينظر إليها الفلسطينيون كعاصمة لدولتهم مستقبلاً.
هذا وقد أعلنت "الجزيرة" إنها ستكشف قريباً عن وثائق أخرى تظهر أن المفاوضين الفلسطينيين كانوا على استعداد كذلك لتقديم تنازلات كبيرة بشأن قضية خلافية أخرى المتعلقة بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.
ومن جانب السلطة، أبدى عباس استغرابه، عن ما أعلنت قناة الجزيرة عن وجود وثائق سرية لديها تخص الوضع الفلسطيني وعملية السلام.
وقال عباس الذي يزور القاهرة: "لا أعلم من أين جاءت الجزيرة بأشياء سرية، ولا يوجد شيء مخفي على الأشقاء العرب، وعندما يحصل شيء نتصل بعدد من الدول، وبالسيد عمرو موسى ونطلعهم على ما يجري."
وعلى جانب مواز، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الوثائق المسربة يكشف تواطؤ السلطة مع إسرائيل ويعكس دورها في التورط في محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
ونقل "المركز الفلسطيني للإعلام" المقرب للحركة عن، سامي أبو زهري، المتحدث باسم "حماس"، قوله: "الوثائق السرية التي عرضتها الجزيرة حول تواطؤ سلطة فتح في رام الله مع الاحتلال حي، وثائق خطيرة للغاية وتدلل على تورط سلطة "فتح" في محاولات تصفية القضية الفلسطينية".
وعلى الصعيد الأمريكي، قال الناطق باسم الخارجية، فيليب كراولي، في موقع "تويتر" الأحد، إن واشنطن تنظر في تسريبات الجزيرة المزعومة: حكومة الولايات المتحدة تراجع المستندات الفلسطينية المزعومة التي نشرتها الجزيرة.. لا يمكننا أن نشهد على صحتها".
http://arabic.cnn.com/2011/middle_east/1/24/Leak.palestinians/index.html