نقابة المحامين وإلى جميع المعنيين بالأمر:
إلى متى يتواصل التجاوز من الدواب البشرية/ الامعات الجهلة (من الحرس)
في دوائر الدولة وبالأخص كتاب العدول على المحامين
إلى متى يتواصل التجاوز من الدواب البشرية/ الامعات الجهلة (من الحرس)
في دوائر الدولة وبالأخص كتاب العدول على المحامين
المحامي وليد محمد الشبيبي
بغداد – الاثنين الموافق 10 كانون الثاني/ يناير 2011
بغداد – الاثنين الموافق 10 كانون الثاني/ يناير 2011
لا يخفى على أحد أنه كلما تزايد الوعي كلما لاقى المثقفون والمتعلمون وبالأخص رجال القانون وفي مقدمتهم المحامين ، التقدير المستحق ، هذا بالنسبة للمجتمعات عموماً ، وبالأخص لمن يقوم بمهمة عامة أو وظيفة عامة أو يوكل له الحماية او حفظ النظام من شرطة وحرس بنايات أو مسؤولين ، نقول انها معادلة طردية فكلما زاد الوعي لدى هؤلاء كلما نال المحامين استحقاقهم في الاحترام والتقدير والالتزام بالقوانين النافذة الخاصة بتسهيل أعمالهم ومنحهم الاحترام والتقدير الكافي من هؤلاء المسؤولين والحرس والشرطة ، وفي عراق اليوم تتواصل تجاوزات هؤلاء المسؤولين من موظفين وكذلك الحرس ورجال الشرطة ، فالكارثة التي تسبب بها الاحتلال الامريكي البغيض للعراق قد جعل تلك التجاوزات والاهانات التي كانت موجودة قبلا بحق المحامين تستشري بعد الاحتلال عام 2003 عندما تم تعيين الكثير من هؤلاء الجهلة المنفلتين في تلك الدوائر أو أوكل لهم بحمايتها وحماية من فيها والسبب واضح (هو الرشاوى التي تدفع لغرض التعيين والشهادات التي تزوّر الخ من مهازل أثرت كثيراً على مستوى تعاطي هؤلاء مع المواطنين فما بالك بالمحامين وهم صفوة كل مجتمع وكل تجمّع بشري) حتى أصبح اكتشاف ان ضابطاً ما (لا يجيد القراءة والكتابة) أمر عادي جداً ما دام (التوريق) قد جعل تلك النجمات تقفز فجأة زرافات ووحداناً على كتفه ! وكي لا أطيل فأني اود ان أعرض أسباب ومتسببي هذا الجهل لمن يمثلون القانون ويحافظون عليه في دوائر الدولة والمسؤولية تقع على هؤلاء :
1 – من قام بتعيينه (توريق طبعا وشهادة مزورة طبعا مع تزكية الحزب الفلاني والجماعة العلانية الخ مما لا يخفى على كل مواطن عراقي)
2 – من يشرف ويترأس هؤلاء المنحرفين الجهلة من مسؤولين ورؤساء ، فعندما تجهل هذه الدابة البشرية القوانين وهي تقوم بحماية مسؤول ما ولا تفرّق بين المحامي والمراجع فالمسؤول عنه هو الدابة البشرية الأعلى هرماً وسلماً وظيفياً والمتساوية في الجهل على حد سواء !
3 – الدابة البشرية نفسها لانها لم تطور نفسها ولم تتعلم من محيطها وفاقدة الاصول والاعراف والاخلاق للناس الاسوياء ولانهم بلا اخلاق ولا اصول ولا تربية سوية (بأعتبار وصولهم لتلك الوظيفة جاء بتلك الطرق المنحرفة) فلا يجب ان نتوقع أكثر من هذه التجاوزات والخروقات (ففاقد الشيء لا يعطيه) ومن كان بلا تربية او اخلاق او ثقافة او تعليم فأنك لا يجب أن تتوقع أية تصرفات تدل على أنه يستأهل ويستحق تلك الوظيفة التي هو فيها . فنجد ان هذه الدابة البشرية تتوهّم بأنها تستطيع ان تتحكم بمحام أو رجل قانون وتأمره وتتطاول عليه لا لشيء الا لأنه يملك نفس الحق الممنوح لكلب الحراسة عندما يقيده صاحبه أمام البيت او المحل للحماية فحسب ، فعندما يسيء هذا الكلب التصرّف فالعتب والمسؤولية تقع على صاحب الكلب لأنه أساء تربيته وتدريبه ، كذلك تلك الدواب الموجودة في دوائرنا والذين جاءوا بتلك الطرق المنحرفة فلا يجب علينا الا ان نتوقع الاسوأ مما يفعله كلب الحراسة المنفلت !
وهنا كرجال قانون وكمحامين وكنقابة محامين ، يجب أن لا نقف مكتوفي الايدي على تلك التجاوزات المستمرة التي تطال كرامة المحامين في مراجعاتهم تلك وكي لا اكون مطلقاً في هذا الحكم فأني أؤكد إلى ان هناك موظفين وحرس وشرطة يستحقون كل التقدير والاحترام لانهم وصلوا لما هم فيه بأستحقاق ووفق القانون فضلا عن أصولهم الكريمة وتربيتهم الحسنة وخلقهم العالي وهنا سأعرض ما حدث لي بأختصار موقفان مشبهان حصلا لي عند مراجعاتي لدوائر الدولة وردود افعال مختلفة من الحرس والشرطة واحكموا بأنفسكم واطلب من نقابتنا الموقرة عدم الوقوف مكتوفة الايدي لان النيل من حقوق المحامين والحد من تلك الحقوق والنيل من كرامتهم يمس النقابة بالأساس ويحسب عليها ، فكلما ضعفت النقابة تزايد التجاوز وكلما تزايد التجاوز فهذا معناه ان أهم الاسباب هو ضعف نقابة المحامين والعكس صحيح وهنا نطلب من نقابتنا الموقرة مخاطبة الجهات المعنية لتوكيد وجوب احترام المحامين وعدم مساواته مع المراجعين وإلا سنرى ان المراجع نفسه سيسخر من المحامين ولا يعد للمحامي أية قيمة او احترام حتى من موكليه والنتيجة تلك الدواب البشرية التي تخرق قانونها ولا تعترف به وضعف الاجراءات المتخذة بحق تلك الدواب وايضا بسبب عدم تحرّك نقابتنا والحد من هذه الظاهرة المتفشية للأسف حتى اصبح التجاوز على المحامين وانتهاك حقوقهم الاساسية ظاهرة عامة في مجتمعنا المبتلي بتلك الدواب التي أصبحت ترتقي المناصب يوما بعد يوم وتتحكم برقاب المواطنين وعلى العراق السلام لو ركنا لهؤلاء وثقافتهم المنحطة !
1 – الموقف الأول :
اليوم الاثنين 10/1/2011 ، الساعة التاسعة والربع صباحاً ،
المكان : كاتب عدل البياع ، كنت أزمع الدخول على كاتبة العدل فوجدت شرطي أو حرس (كان يرتدي بزة مدنية ويحمل باجا وقيل انه من الصحوة فهل هي صحوة فعلاً أم غفوة !) استوقفني هذا الحرس (أو الدابة البشرية) بداعي الوقوف بالطابور الذي كان يقف في مقدمته مراجع طويل اللسان الذي طلب مني الرجوع فظننت انه مسؤولا ورد على سؤالي بإستهزاء بأنه (مراجع) ويجب ان ارجع للوراء ، تجاوزت هذا المراجع وتحدثت مع الحرس هذا قائلاً له باني محام ، ظاناً بأنه يفهم القانون ويمتثل له ، فما كان من هذه الدابة البشرية الا ان تواصل اصرارها على وقوفي بالطابور بقوله (ماكو محامي ومو محامي كلكم تقفون بالطابور !) علماً أن كاتبة العدل كانت تجلس على مسافة لا تزيد على مترين مما جعل المراجع يواصل تجاوزه بطول لسانه والسبب طبعاً أمثال هذه الدواب البشرية من الحرس ، علماً أن عدد المراجعين كان قليلاً جدا ولا يمكن مقارنته ببقية الكتاب العدول التي تمتاز بالزحام والزخم طوال ايام الدوام الرسمي (مثل كاتب عدل الكرادة والاعظمية وبغداد الجديدة والكرخ الخ) ، ولكن كما قلنا السبب تلك الدواب البشرية المتخلفة وقد ذكرهم المولى عز وجل في محكم كتابه العزيز بالقول :
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ}
[سورة الأنفال : الآية 22]
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ}
[سورة الأنفال : الآية 22]
2- الموقف الثاني :
وهو نفس الموقف الأول لكن في مكان مختلف ودائرة مشابهة ولكن برد فعل مختلف ،
اليوم ، أحد أيام شهر آب من عام 2010 قبيل حلول شهر رمضان المبارك ، صباح هذا اليوم
المكان : كاتب عدل الأعظمية في شارع المغرب
كان الزحام أكثر بكثير مما كان موجوداً اليوم في كاتب عدل البياع إلى درجة جعل الحرس يخرجون المراجعين خارج الصالة الكبيرة التي تضم الموظفين بمن فيهم كاتبة العدل ، واوقفوهم في الممر الخارجي مع أخذ معاملاتهم والمناداة على كل من يصله الدور ، ومع ذلك كان الزخم كبيراً في الداخل بالصالة والكل كان يتحلّق حول كاتبة العدل مع وجود حزام معدني (سلسلة معدنية - زنجيل) أمامهم ويقف أمامه اثنين من الحرس (قيل لي ايضاً انهم من الصحوة بالاعظمية) أحد الحرس واقف قرب كاتبة العدل والثاني يمنع المواطنين من عبور هذا الحزام المعدني الذي يبعد المواطنين اكثر من مترين عن كاتبة العدل ، كنت أراجع مع زميل محام لي يكبرني سناً بكثير ، وكنت اريد انجاز معاملتي فجوبهت بمنعي من الحرس من العبور لكاتبة العدل (وكنت في دوامة بشرية تصل إلى أكثر من 40 مراجعاً ما بين رجل وإمرأة والجو حار جدا وخانق) رفض الحرس ان اتجاوز الحزام وان ادخل لكاتبة العدل فما كان مني الا ان ادفعه بيدي (بشكل هاديء) مخبراً أياه بأني محام ، فتحّول أسلوبه الجاف معي واصراره بعدم ادخالي الى اعتذار مباشر بقوله (عفواً أستاذ لو قلت لي بأنك محام من البداية لشلتك على رأسي !) (لاحظ الفرق بالتعامل بين هذا الحرس الذي يعرف واجباته وحدوده وما بين الدابة البشرية التي واجهتها اليوم في كاتب عدل البياع) المهم انجزت معاملتي ثم أنتظرت زميلي المحامي لانجاز معاملته فجلست أنتظره عن بعد ، بعد قليل سمعت تعالي الاصوات وصياح زميلي المحامي المسن على الحرس نفسه إلى درجة كادت تصل إلى استخدام الايدي واستهجان زميلي المحامي لمنعه من قبل الحرس فما كان مني الا ان اسرعت اليهما كي افض سوء الفهم وهذا الاشكال بالقول للحرس ، اخي العزيز أنه محام أيضاً فلماذا ترفض ادخاله على كاتبة العدل ، فعاد واعتذر مجدداً للمحامي معاتباً أياه بأسلوب متحضر قائلا له : أستاذ لو قلت لي بأنك محام من البداية لما حدث ما حدث ومع ذلك أعتذر وتفضل أدخل يا أستاذ ، وهنا توقف احتجاج جميع المراجعين على زميلي المحامي عندما وقفوا مع الحرس ضد المحامي بداعي احترام الطابور والعتب ليس عليهم لانهم لا يعرفون القوانين التي تمنع وتحرّم ولا تجوّز وقوف المحامين جنباً الى جنب مع المراجعين العاديين في الطابور !
نقابتنا المحترمة ، أنظروا الفرق في التصرفين ما بين حرس مؤدب يعلم تماماً واجباته وحدود صلاحياته وما للمحامين من حقوق عليه ، وما بين تلك الدابة البشرية التي واجهتها اليوم أمام باب غرفة كاتبة عدل البياع !
انظروا انعكاس التصرف على المراجعين :
1 – في تجاوز الدابة البشرية (في كاتب عدل البياع) على المحامين أمام جميع المراجعين ووقوفه مع المراجع ضد المحامي ، قد جعل المراجع يستهزئ بالمحامين ويتطاول عليهم لأن تلك الدابة البشرية الموكول لها حفظ النظام وتطبيق القانون قد خرقت القانون ووقفت مع المراجع الارعن المتجاوز ضد من يمثل القانون (المحامي) وشجعته على هذا التجاوز .
2 – في احترام الحرس (في كاتب عدل الاعظمية) للمحامي واعتذاره له وبالتالي رد اعتباره للمحامين وللقانون نفسه وهذا ما اخرس كل المراجعين المحتجين والمتجاوزين على المحامي بطلبهم منه الوقوف في الطابور
وبالنهاية أقول ، حتى تزول كافة الدواب البشرية من دوائرنا (وهذا حلم بعيد المنال على المدى المنظور) نطالب نقابتنا العزيزة بمخاطبة تلك الجهات التي توجد فيها تلك التجاوزات كي يقوم المسؤولين بتنبيه تلك الدواب البشرية الصماء وبوجوب التعامل مع المحامين بكل احترام وتقدير ووفق القوانين النافذة ، كي لا يدعي هؤلاء المسؤولين بعدم علمهم بتلك التجاوزات أو تلك القوانين (وهذه الطامة الكبرى لو وجدنا أمثال هؤلاء المسؤولين الجهلة !) فالمثل يقول :
(لو كنت لا تعلم فتلك مصيبة ولو كنت تعلم فالمصيبة أعظم !)
وهنا أود أن أحيي بنفس الوقت أمثال هذا الحرس الملتزم في كاتب عدل الاعظمية ولكل من هم على شاكلته ممن يحترمون أنفسهم ويفقهون القانون ويعوه ويعون مكانة المحامي بالذات ويراعون حقوقه ويلتزمون بها
اللهم أشهد اني بلغت
عدل سابقا من قبل وليد محمد الشبيبي في الثلاثاء 11 يناير 2011, 10:22 am عدل 1 مرات