كيف نحارب الكوليسترول في حياتنا اليومية؟
المعروف أن الكوليسترول نوعان.. جيد ويرمز إليه بالحروف HDL وسيئ أو رديء ويرمز إليه بالحروف LDL. والأخير سبب رئيسي لأمراض القلب والشرايين، أما الكوليسترول الجيد فيحارب النوع الثاني ويزيل آثاره. وللقضاء على المرض لا بد من رفع الأول وخفض الثاني.
لكن قبل الخوض في التفاصيل، لا بد من التوضيح أن الجسم في حاجة ماسة الى قليل من الكوليسترول من أجل أن يعمل بصورة طبيعية. ويقول الأطباء ان معدل الكوليسترول الجيد في الدم يجب ألا يقل عن 40 للرجل و50 للمرأة، وإلا واجه صاحبه المخاطر. أما إذا تجاوز معدله الستين، فهذا يعني أن صاحبه قد عبر خط الأمان من هذه الناحية على الأقل.. وكلما زاد قلت المخاطر.
أما الكوليسترول السيئ فيجب أن يكون 100 أو أقل وهذا هو الوضع المثالي، وإذا تجاوز 160 فيكون عالياً وبداية مرحلة الخطر، وعليه كلما ارتفع زادت المخاطر.
وغالباً ما يُعطى رقم محدد لمستوى الكوليسترول بصورة إجمالية تشمل النوعين الجيد والسيئ، ووفقاً لهذه الأرقام فمعدل 200 أو أقل هو الأمثل في حين أن معدل 240 أو أكثر إشارة على بدء مرحلة الخطر.
هناك العديد من العقاقير والأساليب التي تعمل على خفض النوع السيئ، لكن هذا لا يكفي، إذ لا بد من العمل على رفع معدل النوع الجيد أيضاً. ومنذ سنوات عديدة والأطباء يحاولون التوصل إلى عقار يرفع معدل الكوليسترول الجيد، لكن من الواضح أن العقاقير كافة المعروفة حتى اليوم لا تزال قاصرة عن تحقيق الهدف، فلكل منها آثاره الجانبية الضارة. مع ملاحظة أن هناك العديد من العقاقير التي أثبتت فعاليتها في محاربة النوع السيئ لكنها عاجزة عن رفع معدل الكوليسترول الجيد وهي مسألة لا بد منها لكسب المعركة ضد هذا المرض.
الجديد في الموضوع هو أن عقاراً جديداً واعداً أطلق عليه اسم Anacetrapib قد اجتاز كل الاختبارات الأولية وأثبت فعاليته، لكن الجهات الطبية الرسمية في الولايات المتحدة لا تزال مصرة على إخضاعه لمزيد من الدراسات والأبحاث للتأكد من عدم وجود أي آثار جانبية ضارة له، ومن المؤكد أن هذه الأبحاث يلزمها عدة سنوات أخرى لن تقل عن أربع كما يقدر العاملون في هذا المجال.
ما العمل الآن.. هل ينتظر المصابون بالكوليسترول أربع سنوات أخرى وربما أكثر؟
يقول الخبراء أن في الإمكان العمل والحصول على نتائج فورية عن طريق بعض التغييرات المهمة في أسلوب الحياة.. فممارسة التمارين الرياضية ما بين عشرين إلى ثلاثين دقيقة في اليوم ترفع معدل النبض وهو بدوره يرفع معدل الكوليسترول الجيد.
خفض الوزن مسألة ضرورية جداً إذا كنا راغبين فعلاً في رفع معدل الكوليسترول الجيد.. وكذلك الحال مع الإقلاع عن التدخين.. فإذا اجتمعت الرياضة وخفض الوزن والامتناع عن التدخين فالنتيجة المرجوة سوف تظهر فوراً.
ولكسب هذه المعركة لا بد أيضاً من الاهتمام بنوعية طعامنا، فالدهون غير المشبعة الموجودة عادة في الطعام الجاهز والزيوت المهدرجة تعمل على خفض معدل الكوليسترول الجيد.. وبالتالي يتعيَّن تجنبها بكل الطرق الممكنة.
وفي المقابل فالدهون الأحادية غير المشبعة والتي توجد في زيت الزيتون وزيت الكانولا وزبدة الفول السوداني (Peanut Butter) تعمل جميعها على رفع معدل الكوليسترول الجيد.. كما أن السمك المحتوي على زيوت أوميغا 3 يمكن أن يساعد أيضاً.. ومن دون أن ننسى الأصناف الغذائية الغنية بالألياف فهي مفيدة جداً لكسب هذه المعركة.