تنظيم القاعدة يخطط لإفشال مؤتمر القمة العربية في بغداد
قال مصدر أمني عراقي إن تنظيم القاعدة يخطط للتسلل لأروقة مؤمتر القمة العربية
المزمع عقده في شهر آذار (مارس) 2011 في بغداد من أجل تنفيذ عملية كبيرة تفشل المؤتمر.
أوضح مصدر أمني، طلب عدم ذكر اسمه، خلال اتصال هاتفي مع إيلاف أن اعترافات عدد من معتقلي تنظيم القاعدة بينت أنه يخطط للقيام بعمل كبير في بغداد بعدما تم إحباط عمليات سابقة عمل على التحضير لها فترة طويلة وبعد اعتقال قادة فيه في بغداد والأنبار خاصة.
وأوضح المصدر أن اعترافات معتقلي القاعدة تطابقت مع ما لدى الأجهزة الأمنية العراقية من معلومات سابقة عن سعي التنظيم إلى إفشال مؤتمر القمة العربية في بغداد، مؤكداً أن الإجراءات الأمنية التي يجري تطبيقها منذ الآن في بغداد خاصة تحاصر ماتبقى من أعضاء التنظيم، وتدقق في كل صغيرة وكبيرة يجري إدخالها من قبل عمال الترميم والبناء في الفنادق والأماكن التي ستشهد حضورًا من قبل المشاركين في المؤتمر من ضيوف من ملكوك ورؤوساء ووزراء وصحافيين قد يصل عددهم إلى نحو 3500.
إيلاف اتصلت بالمدير العام لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في وزارة الداخلية اللواء ضياء حسين ساهي، وسألته عن سعي تنظيم القاعدة إلى إفشال مؤتمر القمة العربية والإجرءات التي اتخذتها الحكومة لهذا الأمر. فقال إن الحكومة شكلت لجانًا أمنية لأجل سلامة الحضور، وهيأت أماكن وجودهم وإقامتهم. مبيناً أن الإمكانيات الأمنية جيدة، وتفشل مخططات أي تنظيم أو مجموعة إرهابية.
وأضاف مدير عام مكافحة الإرهاب "نحن نرى أن ليس تنظيم القاعدة فقط يسعى إلى إفشال مؤتمر القمة، بل هناك منظمات أخرى تابعة لدول الجوار يزعجها انعقاد مؤتمر القمة في بغداد. وقد تحرك هذه الدول بعض العناصر التابعة لها في بغداد أو المحافظات من أجل خلق نوع من البلبلة لأنها غير قادرة على تحقيق شيء كبير.
خطة محكمة
وأوضح اللواء ساهي أن "الإجراءات الآن تجري بشكل دقيق في كل مكان يجري بناؤه أو تحضيره او ترميمه ليكون ضمن فعاليات مؤتمر القمة. فنحن واجبنا حماية الشخصيات المهمة التي ستقيم في هذه المباني. وهي منذ أشهر تخصع لفحص كامل بوساطة أجهزة خاصة وباستخدام الكلاب البوليسية أيضاً. وقد اتخذنا عددًا من الإجراءات ضمن خطة تأمين انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد، وقد تم إعداد خطط كبيرة، وستعرض على الجامعة العربية من خلال وفد عراقي سافر للقاهرة لشرح الخطة الأمنية خلال مؤتمر القمة العربية في بغداد".
تراجع
وأضاف اللواء أن مهمة جهازه هي تنظيف البلد من العناصر الإرهابية لغرض تحصين بغداد ومن أجل تقليل حجم الضرر إذا ماوقع هنا أو هناك الآن مستشهدًا بأحداث سابقة كالانتخابات التي هدد تنظيم القاعدة بإفشالها، ولم يحقق أي خرق سوى عبوة ناسفة هنا وأخرى هناك في أماكن بعيدة عن إيقاع خسائر في الأرواح، لأننا بتنا منذ سنوات في حالة مطاردة للقاعدة التي تهاوى قادتها منذ نهاية 2008، وبات الآخرون طرائد لمنتسبينا وللمتعاونين معنا، حتى إن من تبقى من قادة التنظيم لا يجدون مكانًا للمبيت. وماحصل أخيرًا في حافظة الأنبار من اعتقال عدد كبير من أعضاء نافذين في التنظيم كان حصيلة متابعة طويلة ودقيقة لهم.
وأكد مدير عام مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية بأنه لايخشى الأحزمة الناسفة أو السيارات المفخخة الآن لصعوبة التنظيم في تجهيزها وتوفيرها، بل من الصواريخ التي قد يتم إطلاقها هنا أو هناك، وهي الأخرى محل متابعة أجهزتنا وقد اعتقلنا خلايا مهمة كانت مسؤولة عنها.
عمليات نوعية وغريبة
وحول احتمال أن تعمد القاعدة لتكرار ماحصل عام 2004 في العامصة الشيشانية غروزني حين تسلل ارهابيون على هيئة عمال بناء لمعلب الكرة الكبير خلال التحضير للاحتفال بعيد النصر الوطني وقاموا بتفخيخ المنصة وقتل الرئيس الشيشاني أحمد قادروف، قال اللواء ساهي إن تنظيم القاعدة كما نعرفه كان يعمل على التخطيط وتنفيذ هجمات لا تدور بذهن أحد، خاصة الأجهزة الأمنية، "لكن حتى في ذلك فقد تمكنا منه، وبتنا نصل إليه قبل أن ينتهي إعداد مايفكر فيه تنفيذه، بل صرنا نفكر فيما قد يفكر فيه مستقبلاً من خلال موقع بيدنا من وثائق واعترافات قادة التنظيم وماتراكم لدينا من خبرة في التعامل مع هكذا تنظيم إرهابي.
وأضاف بأن قادة التنظيم الآن مرعوبون من إلقاء القبض عليهم، فلا مكان لديهم وينامون في العراء. وقيادة التنظيم مشلولة الآن بشكل كامل وقد فقدت التجنيد، حسب تأكيده. وكشف أن الأجهزة الأمنية العراقية ألقت القبض على قادة وعناصر في التنظيم أطلق سراحهم سابقًا فقاموا بتغيير سحناتهم وأشكالهم، ونفذوا عمليات سطو مسلح على محال الصرفة والصاغة لأجل تأمين تمويل للتنظيم الذي يعاني الآن من أشد حالات الفقر المالي الذي يعتبر عصب حياة معظم التنظيمات الإرهابية.
وأكد أن سترايجية تنظيم القاعدة تغيرت منذ عام 2009 أي منذ قتل قادتها أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري، واستلم القيادة شخص من الداخل لم يعد قادرًا حتى على حماية نفسه.
مقارنة
وقارن اللواء ساهي بين عمليات تنظيم القاعدة عام 2006، حيث يفجر كل يوم نحو 40 سيارة مفخخة، والآن لايقدر على تفجير عبوة ناسفة. فاتجه التنظيم لشن هجمات على مكاتب الصيرفة ومحال صاغة الذهب من أجل توفير التمويل. وقد ألقينا القبض على كثير من أعضاء التنظيم متورطين بتلك السرقات. وبين أن التنظيم لم يعد لديه من قاعدة أو مساندين سوى في بعض مناطق الموصل شمالاً بدافع الخوف.
كما إن دخول الانتحاريين للعراق انخفض بشكل كبير، ليس كما كان قبل 2009، بسبب يقظة لدينا قوات حرس حدود ومواقف دول الجوار التي باتت تدقق في هويات من يروم دخول العراق عبر أراضيها أو من يدخل اليها.
وكان مدير شؤون الداخلية اللوء أحمد أبو رغيف أعلن يوم السبت الماضي عن إلقاء القبض على المجموعة المنفذة لعملية كنيسة النجاة، وأعلن قلبه اللواء ضياء حسين ساهي في مؤتمر صحافي اليوم بحضور وزير الداخلية عن إلقاء القبض على وزير أمن دولة العراق الإسلامية.
تشاؤم
لكن المحلل السياسي والاستراتيجي العراقي إبراهيم الصميدعي يرى أن الوقت مازال مبكرًا للحديث مؤتمر القمة، فالحكومة العراقية الجديدة لم تتشكل بعد، ولا أحد يستطيع أن يجزم حتى هذه الساعة إن كانت ستتشكل أم لا، سيما وأن هناك اتهامات عراقية من أطراف قريبة لرئيس الوزراء المكلف لبعض الدول العربية في عرقلة تشكيل الحكومة، وأن الحضور في هذا الوقت الحرج سيعطي الحكومة العراقية دفعة حيوية هائلة على صعيد تفاعلها مع المحيط العربي المندفع حينًا والمتردد أحيانًا كثيرة في الولوج إلى الساحة العراقية.
وأضاف الصميدعي خلال حديثه مع إيلاف بأن الدول العربية بشكل عام تبدو متفاعلة وداعمة للقائمة العراقية وزعيمها أياد علاوي، ويعتقد أن معظمها وخاصة ما يعرف بمحور الاعتدال القريب من واشنطن، سيحدد موقفه في ضوء ما يمكن أن تسفر عنه معادلة إشكالية توزيع السلطة في العراق وكيف سيتم حلها، بمعنى هم ينتظرون ابتداء إن كان القائمة العراقية ورئيسها ستكون مشاركتهم في الحكومة فاعلة أم هامشية، ليقرروا ما إذا كانوا سيحضرون القمة أم لا، وربما بعضهم قد يتجاوز ذلك إلى أن يتعامل مع الحكومة العراقية أو لا، خاصة وأن عواصم عربية عدة كان واضحًا أنها كانت بالضد تمامًا من ولاية ثانية للمالكي، ولا أحد يعرف ما هو موقف المالكي منها بعد ولايته الثانية، وما هو موقفها منه أيضًا.
قصور رئاسية
لم ير الصميدعي في الاستعدادات لمؤتمر القمة العربية أمرًا سيئًا، حتى لو ينعقد في في بغداد، فالاستعداد لقمة عدم الانحياز التي كان من المزمع أن تعقد في بغداد في ثمانينات القرن الماضي، خلف عشرات المنشأت الحيوية والكبيرة التي لاتزال قائمة حتى الآن، ومنها الفنادق الرئيسة في العراق، التي يجري ترميمها وصيانتها استعدادًا للقمة العربية، وكذلك قصر المؤتمرات الذي يتخذه مجلس النواب العراقي مقرًا له حاليًا، وربما لولا الاستعداد لتلك القمة لابتلع سعير الحرب العراقية الإيرانية الميزانيات التي خصصت لمثل هذه المنشأت، ولحالت سنوات الحصار دون أن تنفذ منشأت مثلها، في بلد مثل العراق يعاني فقرًا مدقعًا على صعيد المنشأت الحيوية والسياحية بسبب سنوات الحروب والحصارات، وبالتأكيد فإن أي مبالغ تخصص للتحضير لاستضافة القمة، ستترك أثرًا جماليًا على وجه العاصمة بغداد التي أدمت الحروب والحصارات وجهها الجميل.
وحول ماتسرب من أن تنظيم القاعدة يخطط لإفشال القمة من خلال التسلل إلى أماكن إقامة واجتماعات القادة. قال إن هناك ملاحظة في غاية الأهمية يجب على الجهاز الأمني والأداري أخذها بنظر الحسبان، وهي لجميع أو لمعظم الرؤساء والزعماء العرب إبان حقبة الرئيس العراقي السابق، دور ضيافة ثابتة وتقع في مناطق رئاسية محصنة، وبعضها على ما سمعنا كانت مشغولة بطواقم خاصة بالزعماء العرب على ندرة زيارتهم لبغداد.
إضافة إلى المئات من دور الضيافة الرئاسية المخصصة للملوك والرؤساء والشخصيات المهمة، لكن تعدد رؤوس التجربة السياسية العراقية الجديدة وقادة العراق الجدد تسبب في أن يستولي القادة الجدد على كل القصور الرئاسية المخصصة التي كانت مضافات ملكية، وبالتالي تفترض بالجهات العراقية حتى هذه الساعة إن الزعامات العربية ستضيّف في فنادق الخمس نجوم التي هي تحت الترميم حالياً، وهي بجانب أنها أكثر عرضة للاستهداف الأمني، فإنها قد لاترتقي إلى درجة التشريفات التي تليق بزعماء دول وحكومات ما بعد الـ 7 نجوم.
وقال إنه لم يلاحظ أن هناك إجراءات أمنية حقيقية ترافق مقاولي وعمال الترميم للفنادق الرئيسة في العاصمة، مما يعني أن التنظيمات الإرهابية قد تخطط فعلاً لإخفاء مواد متفجرة أو سامة أو غيرها ضمن عمليات الترميم والصيانة، وتستطيع بعد ذلك بسهولة تحقيق هجوم مؤجل كبير، سواء عقدت القمة في بغداد أو لا، لذا ينصح أن تتم من اللحظة تخصيص فرق مسح ومراقبة لكل أعمال الصيانة والترميم ما هو منجز وما هو قيد الإنجاز.
وفي كل الأحوال سيتم الاستعانة بالجهد العسكري والاستخباري والسياسي الأميركي بشكل كبير، ويعتقد أن الكثير من الزعماء العرب سيعتمد في قراره بالحضور إذا ما تجاوز الاعتبارات السياسية وقرر الحضور على مشورة أميركية وتعهد أميركي بتوفير الأمن له ولطاقمه، ما لم يعمد الكثير من الزعماء والقادة إلى إرسال نواب أو ممثليت عنهم من الدرجة الثانية أو الثالثة.
قاعدات
وبين الصميدعي أن القاعدة في العراق ليست قاعدة واحدة من حيث التمويل والتسليح وتنفيذ العمليات، قد تكون هناك واجهة واحدة هي "دولة العراق الإسلامية"، لكن الذي يختبأ وراء هذه التسمية جهات عديدة واجندات مختلفة، تشترك فقط في تجنيد وإدارة مجموعة من الصبية الجهلة، وانصاف المتعلمين لتسوقهم قطاعًا للنحر في موسم موت الموت المجاني، مستغلة انخداعهم بشعارات الجهاد والشهادة، وبالتالي فإن تعدد آليات عمل هذا التنظيم أو تعدد الأجندات العاملة تحت نفي الاسم ستجعل من هذا المتحرك قادرًا دائمًا قادر على اختراق المؤسسة الأمنية العراقية وتنفيذ عمليات كبيرة ونوعية، لكن لنتحر دائمًا عن التوقيت وعن المستفيد لنعرف أي من (القاعدات) هي التي تحركت بالاسم نفسه في كل مرة.
ويرى أنه مهما كان العدد الملقى القبض عليه من قادة تنظيم القاعدة في العراق لايعني انتهاء التنظيم. فهو يؤكد على أن أي دولة في العالم ليس لديها وزراء بقدر ما لدى دولة العراق الإسلامية (الافتراضية) من وزراء، وبجردة بسيطة لعددء وزراء (الدولة) أستطيع أن أقول إن ما يلقى عليه القبض من وزراء هذه الدولة يفوق ما يتم تنصيبه من وزراء في السنة حول العالم برمته. مما يعين أن المؤسسة الأمنية العراقية وحليفتها القوات الأميركية قد لا تفوت أسبوعًا دون إلقاء القبض على وزير أو أكثر من تنظيم دولة العراق الإسلامية (النسخة العراقية لتنظيم القاعدة).
تسابق
ويضيف الصميدعي "ومع أنني لا أريد أن أقلل من التطور في أداء الجهاز الأمني العراقي، إلا أن سباق الإعلان عن العمليات من قبل كل مؤسسات الجهاز الأمني، هو أن القادة عمومًا يريدون أن يضعوا أنفسهم على وجهة الأحداث في خضم جدل تشكيل الحكومة، فبعضهم يريد أن يطرح نفسه وزيراً أمنياً وسط حمى البحث عن مرشحين، ومنهم من يسعى إلى الاحتفاظ بمنصبه أو الارتقاء إلى درجة أعلى مما هو فيها الآن، حسب وصفه.
وأكد أن وزير الداخلية يريد أن يعتبر كل هذا المنجز المتاسبق إلى إعلانه في هذه الفترة من قبل قادة وزارته، إنجازاً له يكفي أن يطرح نفسه وزيرًا لدورة ثانية، فإن القادة يذهبون إلى الترويج لأنفسهم خلفاء له أو مرشحين للارتقاء إلى مناصب عليا. وكل ذلك يدفعنا إلى المزيد من التدقيق في المعلن عنه من عمليات في هذا الوقت تحديدًا
قال مصدر أمني عراقي إن تنظيم القاعدة يخطط للتسلل لأروقة مؤمتر القمة العربية
المزمع عقده في شهر آذار (مارس) 2011 في بغداد من أجل تنفيذ عملية كبيرة تفشل المؤتمر.
أوضح مصدر أمني، طلب عدم ذكر اسمه، خلال اتصال هاتفي مع إيلاف أن اعترافات عدد من معتقلي تنظيم القاعدة بينت أنه يخطط للقيام بعمل كبير في بغداد بعدما تم إحباط عمليات سابقة عمل على التحضير لها فترة طويلة وبعد اعتقال قادة فيه في بغداد والأنبار خاصة.
وأوضح المصدر أن اعترافات معتقلي القاعدة تطابقت مع ما لدى الأجهزة الأمنية العراقية من معلومات سابقة عن سعي التنظيم إلى إفشال مؤتمر القمة العربية في بغداد، مؤكداً أن الإجراءات الأمنية التي يجري تطبيقها منذ الآن في بغداد خاصة تحاصر ماتبقى من أعضاء التنظيم، وتدقق في كل صغيرة وكبيرة يجري إدخالها من قبل عمال الترميم والبناء في الفنادق والأماكن التي ستشهد حضورًا من قبل المشاركين في المؤتمر من ضيوف من ملكوك ورؤوساء ووزراء وصحافيين قد يصل عددهم إلى نحو 3500.
إيلاف اتصلت بالمدير العام لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في وزارة الداخلية اللواء ضياء حسين ساهي، وسألته عن سعي تنظيم القاعدة إلى إفشال مؤتمر القمة العربية والإجرءات التي اتخذتها الحكومة لهذا الأمر. فقال إن الحكومة شكلت لجانًا أمنية لأجل سلامة الحضور، وهيأت أماكن وجودهم وإقامتهم. مبيناً أن الإمكانيات الأمنية جيدة، وتفشل مخططات أي تنظيم أو مجموعة إرهابية.
وأضاف مدير عام مكافحة الإرهاب "نحن نرى أن ليس تنظيم القاعدة فقط يسعى إلى إفشال مؤتمر القمة، بل هناك منظمات أخرى تابعة لدول الجوار يزعجها انعقاد مؤتمر القمة في بغداد. وقد تحرك هذه الدول بعض العناصر التابعة لها في بغداد أو المحافظات من أجل خلق نوع من البلبلة لأنها غير قادرة على تحقيق شيء كبير.
خطة محكمة
وأوضح اللواء ساهي أن "الإجراءات الآن تجري بشكل دقيق في كل مكان يجري بناؤه أو تحضيره او ترميمه ليكون ضمن فعاليات مؤتمر القمة. فنحن واجبنا حماية الشخصيات المهمة التي ستقيم في هذه المباني. وهي منذ أشهر تخصع لفحص كامل بوساطة أجهزة خاصة وباستخدام الكلاب البوليسية أيضاً. وقد اتخذنا عددًا من الإجراءات ضمن خطة تأمين انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد، وقد تم إعداد خطط كبيرة، وستعرض على الجامعة العربية من خلال وفد عراقي سافر للقاهرة لشرح الخطة الأمنية خلال مؤتمر القمة العربية في بغداد".
تراجع
وأضاف اللواء أن مهمة جهازه هي تنظيف البلد من العناصر الإرهابية لغرض تحصين بغداد ومن أجل تقليل حجم الضرر إذا ماوقع هنا أو هناك الآن مستشهدًا بأحداث سابقة كالانتخابات التي هدد تنظيم القاعدة بإفشالها، ولم يحقق أي خرق سوى عبوة ناسفة هنا وأخرى هناك في أماكن بعيدة عن إيقاع خسائر في الأرواح، لأننا بتنا منذ سنوات في حالة مطاردة للقاعدة التي تهاوى قادتها منذ نهاية 2008، وبات الآخرون طرائد لمنتسبينا وللمتعاونين معنا، حتى إن من تبقى من قادة التنظيم لا يجدون مكانًا للمبيت. وماحصل أخيرًا في حافظة الأنبار من اعتقال عدد كبير من أعضاء نافذين في التنظيم كان حصيلة متابعة طويلة ودقيقة لهم.
وأكد مدير عام مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية بأنه لايخشى الأحزمة الناسفة أو السيارات المفخخة الآن لصعوبة التنظيم في تجهيزها وتوفيرها، بل من الصواريخ التي قد يتم إطلاقها هنا أو هناك، وهي الأخرى محل متابعة أجهزتنا وقد اعتقلنا خلايا مهمة كانت مسؤولة عنها.
عمليات نوعية وغريبة
وحول احتمال أن تعمد القاعدة لتكرار ماحصل عام 2004 في العامصة الشيشانية غروزني حين تسلل ارهابيون على هيئة عمال بناء لمعلب الكرة الكبير خلال التحضير للاحتفال بعيد النصر الوطني وقاموا بتفخيخ المنصة وقتل الرئيس الشيشاني أحمد قادروف، قال اللواء ساهي إن تنظيم القاعدة كما نعرفه كان يعمل على التخطيط وتنفيذ هجمات لا تدور بذهن أحد، خاصة الأجهزة الأمنية، "لكن حتى في ذلك فقد تمكنا منه، وبتنا نصل إليه قبل أن ينتهي إعداد مايفكر فيه تنفيذه، بل صرنا نفكر فيما قد يفكر فيه مستقبلاً من خلال موقع بيدنا من وثائق واعترافات قادة التنظيم وماتراكم لدينا من خبرة في التعامل مع هكذا تنظيم إرهابي.
وأضاف بأن قادة التنظيم الآن مرعوبون من إلقاء القبض عليهم، فلا مكان لديهم وينامون في العراء. وقيادة التنظيم مشلولة الآن بشكل كامل وقد فقدت التجنيد، حسب تأكيده. وكشف أن الأجهزة الأمنية العراقية ألقت القبض على قادة وعناصر في التنظيم أطلق سراحهم سابقًا فقاموا بتغيير سحناتهم وأشكالهم، ونفذوا عمليات سطو مسلح على محال الصرفة والصاغة لأجل تأمين تمويل للتنظيم الذي يعاني الآن من أشد حالات الفقر المالي الذي يعتبر عصب حياة معظم التنظيمات الإرهابية.
وأكد أن سترايجية تنظيم القاعدة تغيرت منذ عام 2009 أي منذ قتل قادتها أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري، واستلم القيادة شخص من الداخل لم يعد قادرًا حتى على حماية نفسه.
مقارنة
وقارن اللواء ساهي بين عمليات تنظيم القاعدة عام 2006، حيث يفجر كل يوم نحو 40 سيارة مفخخة، والآن لايقدر على تفجير عبوة ناسفة. فاتجه التنظيم لشن هجمات على مكاتب الصيرفة ومحال صاغة الذهب من أجل توفير التمويل. وقد ألقينا القبض على كثير من أعضاء التنظيم متورطين بتلك السرقات. وبين أن التنظيم لم يعد لديه من قاعدة أو مساندين سوى في بعض مناطق الموصل شمالاً بدافع الخوف.
كما إن دخول الانتحاريين للعراق انخفض بشكل كبير، ليس كما كان قبل 2009، بسبب يقظة لدينا قوات حرس حدود ومواقف دول الجوار التي باتت تدقق في هويات من يروم دخول العراق عبر أراضيها أو من يدخل اليها.
وكان مدير شؤون الداخلية اللوء أحمد أبو رغيف أعلن يوم السبت الماضي عن إلقاء القبض على المجموعة المنفذة لعملية كنيسة النجاة، وأعلن قلبه اللواء ضياء حسين ساهي في مؤتمر صحافي اليوم بحضور وزير الداخلية عن إلقاء القبض على وزير أمن دولة العراق الإسلامية.
تشاؤم
لكن المحلل السياسي والاستراتيجي العراقي إبراهيم الصميدعي يرى أن الوقت مازال مبكرًا للحديث مؤتمر القمة، فالحكومة العراقية الجديدة لم تتشكل بعد، ولا أحد يستطيع أن يجزم حتى هذه الساعة إن كانت ستتشكل أم لا، سيما وأن هناك اتهامات عراقية من أطراف قريبة لرئيس الوزراء المكلف لبعض الدول العربية في عرقلة تشكيل الحكومة، وأن الحضور في هذا الوقت الحرج سيعطي الحكومة العراقية دفعة حيوية هائلة على صعيد تفاعلها مع المحيط العربي المندفع حينًا والمتردد أحيانًا كثيرة في الولوج إلى الساحة العراقية.
وأضاف الصميدعي خلال حديثه مع إيلاف بأن الدول العربية بشكل عام تبدو متفاعلة وداعمة للقائمة العراقية وزعيمها أياد علاوي، ويعتقد أن معظمها وخاصة ما يعرف بمحور الاعتدال القريب من واشنطن، سيحدد موقفه في ضوء ما يمكن أن تسفر عنه معادلة إشكالية توزيع السلطة في العراق وكيف سيتم حلها، بمعنى هم ينتظرون ابتداء إن كان القائمة العراقية ورئيسها ستكون مشاركتهم في الحكومة فاعلة أم هامشية، ليقرروا ما إذا كانوا سيحضرون القمة أم لا، وربما بعضهم قد يتجاوز ذلك إلى أن يتعامل مع الحكومة العراقية أو لا، خاصة وأن عواصم عربية عدة كان واضحًا أنها كانت بالضد تمامًا من ولاية ثانية للمالكي، ولا أحد يعرف ما هو موقف المالكي منها بعد ولايته الثانية، وما هو موقفها منه أيضًا.
قصور رئاسية
لم ير الصميدعي في الاستعدادات لمؤتمر القمة العربية أمرًا سيئًا، حتى لو ينعقد في في بغداد، فالاستعداد لقمة عدم الانحياز التي كان من المزمع أن تعقد في بغداد في ثمانينات القرن الماضي، خلف عشرات المنشأت الحيوية والكبيرة التي لاتزال قائمة حتى الآن، ومنها الفنادق الرئيسة في العراق، التي يجري ترميمها وصيانتها استعدادًا للقمة العربية، وكذلك قصر المؤتمرات الذي يتخذه مجلس النواب العراقي مقرًا له حاليًا، وربما لولا الاستعداد لتلك القمة لابتلع سعير الحرب العراقية الإيرانية الميزانيات التي خصصت لمثل هذه المنشأت، ولحالت سنوات الحصار دون أن تنفذ منشأت مثلها، في بلد مثل العراق يعاني فقرًا مدقعًا على صعيد المنشأت الحيوية والسياحية بسبب سنوات الحروب والحصارات، وبالتأكيد فإن أي مبالغ تخصص للتحضير لاستضافة القمة، ستترك أثرًا جماليًا على وجه العاصمة بغداد التي أدمت الحروب والحصارات وجهها الجميل.
وحول ماتسرب من أن تنظيم القاعدة يخطط لإفشال القمة من خلال التسلل إلى أماكن إقامة واجتماعات القادة. قال إن هناك ملاحظة في غاية الأهمية يجب على الجهاز الأمني والأداري أخذها بنظر الحسبان، وهي لجميع أو لمعظم الرؤساء والزعماء العرب إبان حقبة الرئيس العراقي السابق، دور ضيافة ثابتة وتقع في مناطق رئاسية محصنة، وبعضها على ما سمعنا كانت مشغولة بطواقم خاصة بالزعماء العرب على ندرة زيارتهم لبغداد.
إضافة إلى المئات من دور الضيافة الرئاسية المخصصة للملوك والرؤساء والشخصيات المهمة، لكن تعدد رؤوس التجربة السياسية العراقية الجديدة وقادة العراق الجدد تسبب في أن يستولي القادة الجدد على كل القصور الرئاسية المخصصة التي كانت مضافات ملكية، وبالتالي تفترض بالجهات العراقية حتى هذه الساعة إن الزعامات العربية ستضيّف في فنادق الخمس نجوم التي هي تحت الترميم حالياً، وهي بجانب أنها أكثر عرضة للاستهداف الأمني، فإنها قد لاترتقي إلى درجة التشريفات التي تليق بزعماء دول وحكومات ما بعد الـ 7 نجوم.
وقال إنه لم يلاحظ أن هناك إجراءات أمنية حقيقية ترافق مقاولي وعمال الترميم للفنادق الرئيسة في العاصمة، مما يعني أن التنظيمات الإرهابية قد تخطط فعلاً لإخفاء مواد متفجرة أو سامة أو غيرها ضمن عمليات الترميم والصيانة، وتستطيع بعد ذلك بسهولة تحقيق هجوم مؤجل كبير، سواء عقدت القمة في بغداد أو لا، لذا ينصح أن تتم من اللحظة تخصيص فرق مسح ومراقبة لكل أعمال الصيانة والترميم ما هو منجز وما هو قيد الإنجاز.
وفي كل الأحوال سيتم الاستعانة بالجهد العسكري والاستخباري والسياسي الأميركي بشكل كبير، ويعتقد أن الكثير من الزعماء العرب سيعتمد في قراره بالحضور إذا ما تجاوز الاعتبارات السياسية وقرر الحضور على مشورة أميركية وتعهد أميركي بتوفير الأمن له ولطاقمه، ما لم يعمد الكثير من الزعماء والقادة إلى إرسال نواب أو ممثليت عنهم من الدرجة الثانية أو الثالثة.
قاعدات
وبين الصميدعي أن القاعدة في العراق ليست قاعدة واحدة من حيث التمويل والتسليح وتنفيذ العمليات، قد تكون هناك واجهة واحدة هي "دولة العراق الإسلامية"، لكن الذي يختبأ وراء هذه التسمية جهات عديدة واجندات مختلفة، تشترك فقط في تجنيد وإدارة مجموعة من الصبية الجهلة، وانصاف المتعلمين لتسوقهم قطاعًا للنحر في موسم موت الموت المجاني، مستغلة انخداعهم بشعارات الجهاد والشهادة، وبالتالي فإن تعدد آليات عمل هذا التنظيم أو تعدد الأجندات العاملة تحت نفي الاسم ستجعل من هذا المتحرك قادرًا دائمًا قادر على اختراق المؤسسة الأمنية العراقية وتنفيذ عمليات كبيرة ونوعية، لكن لنتحر دائمًا عن التوقيت وعن المستفيد لنعرف أي من (القاعدات) هي التي تحركت بالاسم نفسه في كل مرة.
ويرى أنه مهما كان العدد الملقى القبض عليه من قادة تنظيم القاعدة في العراق لايعني انتهاء التنظيم. فهو يؤكد على أن أي دولة في العالم ليس لديها وزراء بقدر ما لدى دولة العراق الإسلامية (الافتراضية) من وزراء، وبجردة بسيطة لعددء وزراء (الدولة) أستطيع أن أقول إن ما يلقى عليه القبض من وزراء هذه الدولة يفوق ما يتم تنصيبه من وزراء في السنة حول العالم برمته. مما يعين أن المؤسسة الأمنية العراقية وحليفتها القوات الأميركية قد لا تفوت أسبوعًا دون إلقاء القبض على وزير أو أكثر من تنظيم دولة العراق الإسلامية (النسخة العراقية لتنظيم القاعدة).
تسابق
ويضيف الصميدعي "ومع أنني لا أريد أن أقلل من التطور في أداء الجهاز الأمني العراقي، إلا أن سباق الإعلان عن العمليات من قبل كل مؤسسات الجهاز الأمني، هو أن القادة عمومًا يريدون أن يضعوا أنفسهم على وجهة الأحداث في خضم جدل تشكيل الحكومة، فبعضهم يريد أن يطرح نفسه وزيراً أمنياً وسط حمى البحث عن مرشحين، ومنهم من يسعى إلى الاحتفاظ بمنصبه أو الارتقاء إلى درجة أعلى مما هو فيها الآن، حسب وصفه.
وأكد أن وزير الداخلية يريد أن يعتبر كل هذا المنجز المتاسبق إلى إعلانه في هذه الفترة من قبل قادة وزارته، إنجازاً له يكفي أن يطرح نفسه وزيرًا لدورة ثانية، فإن القادة يذهبون إلى الترويج لأنفسهم خلفاء له أو مرشحين للارتقاء إلى مناصب عليا. وكل ذلك يدفعنا إلى المزيد من التدقيق في المعلن عنه من عمليات في هذا الوقت تحديدًا