المحرر: MN الجمعة 19 ت2 2010 15:36 GMT
مواطن بكركوك يسعى لإنشاء أول مزرعة للسلاحف في العراق
السومرية نيوز/ كركوك
يعشق عبد الله خليل السلاحف، ومن شدة ولعه بها بادر مؤخرا لتخصيص مساحة من الأرض في مدينته كركوك لتربيتها وتوفير كل ما يلزم للعناية بها، وهو يسعى حاليا لرفع عدد "سلاحفه" لكي ينشىء أول مزرعة لهذه الحيوانات في المدينة، وربما في العراق بأكمله.
هوايتي غريبة وقد أفتتح مطعما للسلاحف
ويعترف عبد الله، 45 سنة، في حديث لـ"السومرية نيوز"، ان "فكرة تربية السلاحف التي بدأت بها قبل أكثر من عامين تعد غريبة "بعض الشيء"، إلا أن هذه الحيوانات ذكية، وهي عبارة عن متحف بحري حي لمجموعة من الزواحف التي يعود تواجدها إلى أكثر من 200 مليون سنة مضت".
ويوضح أن "تربية السلاحف ليست صعبة لكنها تحتاج إلى عناية ومتابعة يومية، فهي تتغذى على النباتات والأعشاب المتوفرة في الحديقة الصغيرة التي أقوم بتربيتها فيها، بالإضافة الى ما أقدمه لها من الأعشاب والخضروات التي أشتريها من سوق كركوك بين الحين والآخر"، مبيناً أن "هذه السلاحف تحظى باهتمام أهالي الحي الذي أعيش فيه جنوب كركوك".
ويروي عبد الله حكايته مع السلاحف فيقول إن "الفكرة بدأت منذ أكثر من عامين عندما جلب لي صديق من محافظة ديالى سلحفاتين ذكر وأنثى وبدأت عن طريقهما أسعى إلى زيادة عدد سلاحفي، بخاصة ان السلاحف تتكاثر بسرعة كبيرة في موسم الشتاء، حيث تضع بيوضها تحت الأرض لكي تخرج بين فترة وأخرى بعد ذلك للبحث عن الغذاء والعودة إلى حيث وضعتها".
ويتابع مازحا "من المعروف أن حساء السلحفاة، شهير في العديد من دول آسيا وأوروبا ويقدم كوجبة دسمة، فضلا عن إن هناك من يتناول لحوم وبيض السلاحف في عدد من الدول، وقد يأتي اليوم الذي تسمعون فيه باني افتتحت مطعما في كركوك لتقديم الوجبات السريعة من لحوم السلاحف!".
ويستدرك "طبعا هذا أمر غير وارد لأنني أحب هذه السلاحف ولا يمكن أن أؤذيها مهما كلف الأمر، لأن تربيتها والعناية بها لا يتعدى الحفاظ عليها وإنشاء مزرعة صغيرة لها"، مشددا على أنها "تلقى كل الحب والرعاية من قبل أفراد عائلتي والأصدقاء".
50 نوعا مهدداً بالانقراض
من جهته، يؤكد الخبير في الشؤون الحيوانية معتز محمود العباسي في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "السلاحف المائية زواحف ذات أصداف تعيش أساساً في المياه وتستطيع مُعظم أنواعها سحب رؤوسها وأرجلها وذيولها داخل أصدافها التي تعمل كسترات مُدرعة لحماية نفسها من أي مخاطر قد تلحق بها"،
ويستطرد "وتتفاوت السلاحف في أحجامها وأكبرها حجماً السلحفاة البحرية جلدية الظهر، التي تنمو لطول يتراوح بين متر ومترين ونصف، بينما يصل طول احد انواعها، وكان يعيش قبل 25 مليون سنة، إلى أكثر من ثلاثة أمتار ونصف المتر، وقد انقرضت تلك السلاحف كما انقرضت أنواع كثيرة أخرى من الحيوانات"، لافتا إلى أن "سلحفاة المستنقعات الشائعة، التي تعيش في أمريكا الشمالية، لا يتعدى طولها الـ 10سم فقط".
ويكشف الخبير أن "السلحفاة البحرية الخضراء تستطيع السباحة لمسافات قصيرة بسرعة 30كم/ساعة"، مؤكدا أن "أنواعا كثيرة من السلاحف المائية مهددة حاليا بالانقراض، بسبب اصطيادها من الناس للتغذي عليها وعلى بيوضها واستغلال أصدافها، فضلا عن تدمير بيئتها التي تعيش فيها".
ويعتبر العباسي أن "مجموعة سلاحف البرك والمستنقعات المائية تُمثل العدد الأكبر من فصائل السلاحف المائية، حيث يوجد منها نحو 90 نوعا، ويعيش أفراد هذه الفصيلة في قارات آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، كما توجد في شمال إفريقيا، وغالبيتها صغيرة الحجم، وقد ينمو بعضها ليصل طوله إلى أكثر من 30 سم، وقد وضع خبراء الحياة البرِّية أكثر من 50 نوعًا من السلاحف المائية ضمن الحيوانات المهددة بالانقراض لأسباب عدة منها بيئية".
وحول أسباب تعرضها للانقراض يقول الخبير إن "لحم السلاحف المائية وبيضها يستخدم للغذاء كما يستخدم صدفها أيضا للزينة، والأنواع المهددة بالانقراض منها حاليا هي الأكثر أهمية من الناحية الاقتصادية، ومثال ذلك السلحفاة المائية الخضراء التي تمثل غذاءً محبوبًا في كثير من مناطق العالم، فيما وصلت السلحفاة المائية صقرية المنقار إلى درجة الانقراض تقريبًا بسبب صدفها الذي يستخدم في تصنيع تحف الزينة المستخرج من درقتها".
السلاحف.. والسينما
ويلفت العباسي إلى أن "السينما العالمية اهتمت بالسلاحف وقامت بتسخيرها في فيلم "سلاحف النينجا" الذي لاقى نجاحا كبيرا وعرض في أربعة أجزاء، وأحب الكثير من الأطفال في العالم والعراق أيضا هذه الشخصية الكارتونية".
ويتابع "لهذه السلاحف أهمية تاريخية كونها تمثل حقبة زمنية كبيرة تتجاوز 200 مليون سنة، وهي معاصرة للديناصورات ولكنها لم تنل شهرة في السينما وافلام الرعب مثل الديناصورات"، بحسب قوله.
يذكر أن عدداً كبيراً من العراقيين، يولون اهتماما بالغا بأنواع مختلفة من الطيور والحيوانات، وتوجد لديهم أسواق خاصة لتداولها في معظم مدن العراق، فضلا عن نواد ومنتديات خاصة بهم، وهناك اهتمام بالسلاحف بين بعضهم إلا أنه لم يصل حتى الآن لمستوى التخطيط لإنشاء مزرعة خاصة بها.
وتكثر السلاحف في العراق في المناطق التي تجري فيها الانهر مثل محافظات ديالى والبصرة وعدد من المحافظات الوسطى والجنوبية.
http://www.alsumarianews.com/ar/4/13800/news-details-.html