آخر تحديث: 01/11/2010 - الانتخابات الرئاسية البرازيلية - ديلما روسيف
ديلما روسيف أول رئيسة للبلاد تتعهد بمكافحة الفقر ومواصلة مسيرة لولا دا سيلفا
أ ف ب (نص)
سوار سويهي (فيديو)
سوار سويهي (فيديو)
أعلنت اللجنة الانتخابية العليا في البرازيل فوز ديلما روسيف مرشحة الحزب الحاكم في الانتخابات الرئاسية في الجولة الثانية من الاقتراع. وتعهدت ديلما روسيف وهي أول امرأة تحكم البلاد بمكافحة الفقر في البرازيل ومواصلة مسيرة لولا داسيلفا التنموية.
انتخبت ديلما روسيف، التي دعمها الرئيس المنتهية ولايته لويس ايناسيو لولا دا سيلفا لخلافته، رئيسة للبرازيل الاحد بحصولها على 56% من الاصوات في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية مقابل 44% لخصمها الاشتراكي الديموقراطي جوزيه سيرا لتصبح بذلك اول امراة تتبوأ سدة الرئاسة في تاريخ هذه القوة الاقتصادية الثامنة في العالم.
وشكرت روسيف مرشدها السياسي لولا، متعهدة بمواصلة جهوده من خلال اجتثاث الفقر من البلاد، وذلك في اول خطاب لها بعد الفوز حيث بدت على الرئيسة المنتخبة علامات التأثر.
وعلى وقع اناشيد حماسية، اجتاح الاف المناصرين شوارع المدن الرئيسية في البرازيل للاحتفال بفوز مرشحة حزب العمال (يسار).
وديلما، كما يحلو للبرازيليين تسميتها، هي امرأة لا تتمتع بالكثير من الكاريزما ولم تنتخب في اي استحقاق سابق، وقد ناضلت ضد الديكتاتورية العسكرية في سبعينيات القرن الماضي كما اعتقلت على مدى ثلاث سنوات. وفي الحكومة التي لعبت فيها دورا اساسيا، اكتسبت روسيف سمعة "المرأة الحديدية".
وتدين بفوزها بشكل رئيسي الى الرئيس لويس اينياسيو لولا داسيلفا الذي لا تزال شعبيته في اوجها بحسب استطلاعات الرأي والذي دعمها بالكامل طوال فترة الحملة الانتخابية.
وبعد ثمانية اعوام في الحكم، كسب لولا رهانه الاخير من خلال نجاحه في انتخاب المرأة التي اختارها لخلافته في كانون الثاني/يناير. وعلى الرغم من معدل قياسي للتاييد الشعبي، فان الدستور يمنع على لولا الترشح لولاية ثالثة.
لكن حتى لو غادر هذا العامل في مجال صناعة المعادن البالغ من العمر 65 عاما قصر بلانالتو الرئاسي، فهو سيحافظ على نفوذ كبير داخل الحكومة.
وبعد ان وجهت "بتأثر شديد" الشكر للولا، قالت الرئيسة المنتخبة "ساقرع مرارا بابه واعلم انه سيبقى دوما مفتوحا".
واعتبرت امام انصارها الذين تجمعوا داخل فندق كبير في برازيليا ان "مهمة خلافته صعبة وتمثل تحديا، لكنني ساعرف كيف اكرم هذا الارث واوسع مداه".
وجددت روسيف التزامها العميق ب"اجتثاث البؤس لدى جميع البرازيليين والبرازيليات".
واضافت "لن نستكين طالما ان هناك برازيليين يعانون الجوع".
واستطاع لولا انتشال 29 مليون برازيلي فقير من حالة البؤس التي كانوا يعيشونها، كما نجح في تخفيض معدلات البطالة وتوفير صحة جيدة للاقتصاد الوطني، جالبا الازدهار الى هذا البلد الذي يضم 193 مليون نسمة والذي تبلغ مساحته ضعف مساحة الاتحاد الاوروبي.
واكد وزير المال غيدو مانتيغا الذي يشغل هذا المنصب منذ العام 2002 ان "الشعب صوت لصالح استمرارية هذه الحكومة، وسنواصل التنمية من خلال استحداث وظائف وتعزيز الاستهلاك الداخلي".
وليلة فوزها وبعد حملة انتخابية حافلة بالتهجمات الشخصية، ابدت ديلما روسيف حرصا على التوافق مع المعارضة معلنة "مد اليد" اليها وداعية الى "الوحدة".
وفي وقت لاحق من المساء، هنأ خصم روسيف الانتخابي جوزيه سيرا الرئيسة المنتخبة الا انه احجم عن تلقف يدها المدودة. وقال هذا الحاكم السابق لساو باولو "الى الذين تصوروا اننا خسرنا، ان نضالنا الحقيقي بدأ لتوه".
ووجهت روسيف، التي تلت خطابا اشبه ببرنامج العمل بعيدا عن التصريحات الارتجالية للولا، انتقادات الى سياسة الحمائية من جانب الدول الغنية وطالبت ب"قواعد اكثر وضوحا" لمكافحة المضاربة التي تزيد من هشاشة العملات.
ومن المفترض ان تكمل روسيف احتفالات الفوز عند ساحة الوزارات في قلب العاصمة الفدرالية التي اجتاحها المناصرون.
وفي الخارج، كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اول المهنئين للرئيسة المنتخبة، اذ اشار الى ان فوزها "يشهد على امتنان الشعب البرازيلي للعمل اللافت الذي انجزته مع الرئيس لولا لجعل البرازيل يلدا حديثا وعاجلا".
اما وزير خارجيته برنار كوشنير فاكد في معرض تهنئته الرئيسة الجديدة بان على فرنسا والبرازيل ان تكملا سويا تعاونهما من اجل "عولمة اكثر تنظيما".
من جهته اشاد زعيم اليسار الراديكالي في اميركا اللاتينية الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بفوز مرشحة الحزب العمالي، قائلا انه "سيرسل قبلة الى عزيزته ديلما" واصفا اياها ب"عملاقة اخرى" من عمالقة السياسة في اميركا اللاتينية.
http://www.france24.com/ar/20101031-brazil-presidential-election-partial-result-dilma-roussef-victory-candidate-left-party