تقرير : تسونامي ويكليكس في بحيرة المالكي .. وثائق حرب العراق زلزال أم فقاعة؟ .. بدأت الأطاحة بالموقع
تسونامي ويكليكس في بحيرة المالكي الصحافة الالكترونية تضرب من جديد. لم تكن الضربة تفاعلية ولا مصورة ولا رقمية، بل عودة الى أساليب الصحافة التقليدية. موقع “ويكيليكس” الاسترالي المنشأ، السويدي الاقامة، المتعدد المحررين عاد الى الأصول، وكشف عن وثائق سرية
بعد ان حصل عليها ودقق فيها، كان من المفترض أن يكشفها صحفيون متمرسون من مؤسسات ذات أسماء براقة مكتوبة أو مرئية، لكن الانترنت خطفت السبق، وأطلقت “تسونامي” سياسيا وأمنيا اجتاح شواطئ حقوق الانسان وبحيرة المالكي، وثغور الأتباع والمشغلين من طهران الى لندن وواشنطن وما بينهم من مدن قرار.
تداعيات مكشوفات بيانات “ويكيليكس” العسكرية تتواصل وهي مرشحة الى أن تصل الى أبعد مما يصل إليه عادة انجاز صحفي، وان قيل ان كثرة عدد المتضررين من تسريبات الضباط الاميركيين كفيل بحماية الجميع، وبالحد الأقصى إطاحة الموقع المتمرد الخاضع الآن الى عملية صيانة الكترونية تمنعه من تلقي اي وثائق او معلومات. وبالتالي وضعه خارج الخدمة.
وقبل الخوض في تفاصيل التداعيات لا بد من اشارة الى اعلام الانترنت او ما يسمى بالاعلام الجديد، الذي لم يكف يوماً عن تأكيد ريادته، ولا بد من العودة بالذاكرة الى صحفي الانترنت الأول او المدون الاول مات درادج صاحب “درادج ريبورت” الذي نشر محادثات المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، لتبدأ بعدها سلسلة تحقيقات وصلت الى البدء باجراءات تاريخية تمهد لعزل الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون. يومها قيل ان رصاصة الرحمة اطلقت على الصحافة التقليدية، لا التلفزيون ولا الصحف استطاعت أن تنشر الوثائق او محاضر جلسات الاستماع الخاصة او تلك التي جرت في الكونغرس، الرصاصة كادت تكون رصاصة رحمة لو لم يكن الفضاء بالاتساع الكافي ليستوعب “النت” وغيرها من الوسائل.
آليات “ويكيليكس” ليست غريبة عن الادوات الصحفية الاكترونية السائدة منذ اكثر من عقد. موقع الكتروني بسيط في تركيبته التقنية أهم ما فيه “صندوق بريد” محمي بنظام تشفير معقد يحول دون كشف هوية المرسل او موقع الارسال ويضمن عدم تعقبه.
الموقع نشر نحو اربعمئة ألف وثيقة عسكرية عن الحرب الأميركية على العراق، كشفت عن فظائع انسانية تضع سمعة العدالة الدولية وصدقيتها على المحك، أرقام عدد القتلى لا يصدق، والأخطاء المودية الى نتائج قاتلة اكثر من أن تحصى. أما المتورطون فحدِّث ولا حرج. ولم تصدر نتيجتها سوى دعوات خجولة أطلقتها الامم المتحدة ومنظمة هيومن رايتس واتش للتحقيق، مولية الامر الى الاجهزة الاميركية!
نوري المالكي الدوار على عواصم القرار يفصّل المناصب الوزارية على اجسام القوى المحلية والمحيطة به والبعيدة عنه، تلقى صفعة مدوية، فالمدافع الأول عن الخيار السلمي للعملية السياسية في بلاد ما بين النهرين، تبين ان له باعاً طويلاً في قيادة الميليشيات والعصابات المسلحة وفرق القتل والتعذيب، وتبين انه يدير السلطة من بغداد بأسلوب جورج بوش صاحب نظرة الفوضى الخلاقة. فالمالكي، على ما اظهرت الوثائق التي لم تقرأ بتفاصيلها الكاملة بعد، كان مستفيداً من الفوضى ومن صراعات الأحزاب والطوائف والقوميات، بل كان محفزاً للفوضى وعاملاً على استمرارها ودوامها.
فبالنسبة إليه لا شيء مضمون في العراق بعد الانسحاب الأميركي، لا السنَّة يستطيع الركون إليهم ولا الأكراد مضمون ولاءهم للسلطة المركزية ولا الشيعة مجمعون عليه.
صحيح ان مهمة تشكيل الحكومة باتت شبه منتهية ما يعني ان التسريبات لم تأخذ حجما واسعا بين مكونات أطياف المشهد السياسي العراقي، رغم الدعوات لفتح تحقيقات حولها وتصريح أكثر من مسؤول بان ما تضمنته البيانات العسكرية كاف لرفع عشرات الدعاوى الجنائية.
اقتراب المالكي من الاتفاق مع اياد علاوي، وتراجع عمار الحكيم عن معارضته يطلق دخان التشكيلة الحكومية الابيض، وينشر دخانا أسود يحجب الحقيقة ويؤكد ان منطق القانون (ليس دولة القانون بحسب تسمية لائحة رئيس الوزراء) والمحاسبة لا يزالان خارج صناديق الاقتراع العراقية.
رئيس الوزراء الساعي الى ولاية ثانية يتهم أطرافا خارجية بتسميم مسعاه الحكومي علماً أن اجماعاً دولياً وإقليمياً على شخصه كالمرشح الاوفر حظا لرئاسة الحكومة يجعل من الصعب ابقاء احتمال التآمر المذكور قائماً، الا اذا كان المالكي يقصد “الجزيرة” وجوليان أسانغ، مؤسس “ويكيليكس”. ما أغاظ المالكي ان الوثائق حملت بعض المعلقين العراقيين وغير العراقيين على وصفه بأنه أسوأ من صدام، ربما لهذا سارع الى اطلاق سلسلة اعدامات طاولت رموز “البعث” السابق وعلى رأسهم رئيس دبلوماسيته طارق عزيز.
“سياج من الكذب” بهذه الجملة علق الكاتب والصحفي البريطاني روبرت فيسك على ما نشره موقع “ويكيليكس”. وقال ان ما يثير الاشمئزاز ان الجنرالات الأميركيين لم يغضبوا لأن دماء بريئة اريقت بل لأنهم ضبطوا وهم يكذبون. ويضيف “ان العرب بطبيعة الحال علموا بما حصل وعرفوا كل شيء عن التعذيب الجماعي وعلموا بالمرتزقة الأميركيين والبريطانيين الدنيئين وبمقابر القتل، والعراقيون كلهم علموا بذلك لأنهم كانوا هم الضحايا”. ورغم ذلك لم يصرح المالكي سوى بأن الحكومة المنتهية ولايتها ستحيل الى التحقيق والمحاكمة اي شخص يثبت ضلوعه بالانتهاكات المذكورة.
وأوضح وزير داخليته جواد بولاني ان بعض ما جاء في التقرير قديم في محاولة للتقليل من الاهتمام الاعلامي به.
وكان بيان للمالكي اعتبر ان نشر الوثائق مثير بتوقيته ويهدف الى عرقلة عودته للحكم. وأكد “ثقته بوعي المواطن العراقي ونظرته الثاقبة لمثل هذه الالاعيب والفقاعات الاعلامية”.
الوحشية، ولسوء حظ العراقيين ليست حكراً على المالكي، ما ظهر من الوثائق كشف أن أرقام القتلى اكبر بكثير مما هو معلن، وان عدد المدنيين بينهم مرتفع جداً والأبشع ان المستشفيات مُنعت من اجراء عمليات التشريح لتعمية أسباب القتل ومع ذلك رفضت هيئات الأمم المتحدة فتح تحقيق. خلال خمسة اعوام بين 2004 و2009 قتل 209 آلاف شخص بينهم 66081 مدنياً منهم نحو 1500 لم يعلن عنهم سابقاً، لا يستحقون لجنة تحقيق.
أما الجنود الأميركيون فيحميهم ما يسمى بـ”قواعد الاشتباك” التي تتيح لهم التنصل مما ورد من انتهاكات. ما هو على المحك صدقية الرئيس الأميركي باراك اوباما الواصل الى البيت الأبيض بتعهد انقلاب اخلاقي على سلفه. الانتهاكات المبينة في الوثائق العسكرية تظهر ان الفرق بين العهدين الرئاسيين الأميركيين شبه معدوم على الأقل من حيث الأداء الميداني.
وقال دانيال السبرغ، ضابط الاستخبارات الاميركية الاسبق الذي سرب قبل أربعين عاما ما عرف لاحقا باوراق البنتاغون حول حرب فيتنام ان “السرية أمر أساسي للامبراطورية”. واتهم خلال ظهور نادر له برفقة أسانغ خلال مؤتمر صحفي عقد في لندن الرئيس اوباما بالاستمرار في المسار الذي حدده بوش القاضي بوقف تدفق المعلومات حول الحروب التي تشنها الولايات المتحدة”.
وارتفعت أصوات يمينية في الولايات المتحدة تطالب بمحاكمة ناشر الوثائق وزملائه بتهمة التجسس، داعية حلفاء واشنطن الى حذو حذوها. ودعى تلفزيون فوكس بمقالة نشرها موقعه الاكتروني الى اعتبار ناشر الموقع جوليان اسانغ “مقاتل عدو” وذلك لاتخاذ اجراءات غير قضائية ضده. ودعا المقال الى تجميد اصول “ويكيليكس” وملاحقته ماليا. وبالفعل توقف موقع “باي بال” الالكتروني المتخصص بتحويل الاموال عبر الانترنت عن تسديد التبرعات المحولة الى “ويكيليكس”. كما دعا الى ان تتولى الوحدات القتالية الاكترونية في الجيش الاميركي بالاغارة على الموقع لتعطيله لأنه يتسبب بقتل جنود أميركيين ويكشف من يتعاون معهم. لكن أسانغ نفى الامر، وذلك واضح من البيانات المنشورة اذ ان لا أسماء مستخدمة فيها على الاطلاق.
وأخيرا دعا المقال الى جلسة استماع في الكونغرس للبحث في أمر تسريب المعلومات السرية وأفضل الطرق لمكافحتها.
وثائق “ويكيليكس” لن تحدث المرجو منها في الوقت القريب على الاقل، ولكنها حققت نصرا صحفيا كان لمحطة عربية نصيب فيه.
إيران والمالكي في الوثائق
وثائق ويكيليكس قدمت أدلة ملموسة على ما أسمته “الشخصية الطائفية” لنوري المالكي. فهي أظهرت تورط رئيس الوزراء العراقي في إدارة فرق للقتل والتعذيب وبخاصة ضد السنة .
ولعل الأرقام التي نشرتها الوثائق حول التطهير الطائفي الذي حدث في العراق بعد تولي المالكي رئاسة الحكومة مباشرة تلقي أيضا الضوء على ما أطلق عليه “مخطط المالكي ضد السنة “.
فوفقًا للوثائق ، إن “التطهير الطائفي المنظم” هو الذي أوصل عمليات القتل بالعراق إلى درجة “مسعورة” وبات كانون الأول (ديسمبر) 2006 أسوأ شهر يشهده العراق حيث قتل نحو 3800 مدني أغلبهم من السنة، بل إن المالكي أمر أيضا في 2009 باعتقال 5 من كبار ضباط الشرطة من السنة .
وبالإضافة إلى ما سبق ، فإن الوثائق أظهرت أيضا قيام الجيش الأميركي بـ”التستر على أعمال التعذيب” التي تعرض لها سجناء عراقيون أغلبهم من السنة على أيدي قوات الشرطة والجيش العراقيين، قائلةً “إن الولايات المتحدة كانت على علم بأعمال التعذيب هذه لكنها أمرت جنودها بعدم التدخل ، المالكي استعمل قوات خاصة لكي تقوم بعمليات الاعتقال بأمر مباشر منه”.
وكشفت الوثائق في هذا الصدد أن 180 ألف شخص سجنوا لأسباب تتعلق بالحرب على العراق أغلبهم من المناطق السنية، كما أظهرت الوثائق التي تغطي الفترة بين الأول من كانون الثاني (يناير) 2004 حتى كانون الأول (ديسمبر) 2009 تورط القوات العراقية بعمليات التعذيب الممنهج للسجناء باستخدام وسائل تعذيب عديدة بينها الكهرباء والانتهاك الجنسي كما ثبت أن عددا من أفراد الشرطة العراقية من السنة جرى قتلهم على أيدي تلك القوات.
ومن أبرز جرائم التعذيب التي أبرزتها الوثائق في هذا الصدد هي واقعة تعرض أحد المعتقلين من السنة للتعذيب بالضرب والكهرباء وادعاء من قاموا بتعذيبه فيما بعد أنه وقع من دراجة نارية. هذا بالإضافة إلى وثيقة حول مقتل عراقي جراء التعذيب ظهرت صور معاناته على الإنترنت ومع ذلك فإن واشنطن لم تحرك ساكنا.
كما تطرقت الوثائق إلى الدور الإيراني في العراق ، مشيرة إلى أن إيران كانت حاضرة في المشهد العراقي ولكن على نحو سري عبر تهريب السلاح التقليدي للأحزاب والمنظمات الشيعية الموالية لها وخصوصا جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر ومنظمة بدر التي كانت الجناح العسكري للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي بقيادة عائلة الحكيم قبل أن تتحول إلى تنظيم سياسي.
وتابعت الوثائق في هذا الصدد أن ضباط مخابرات إيرانيين كانوا يعملون بشكل يومي في العراق وأن بعضهم متورط في شن هجمات بالصواريخ على المنطقة الخضراء وبعضهم الآخر متورط في تفجيرات ضد مدنيين، بل وتم الكشف أيضا عن سيارة كانت قادمة من إيران وتستهدف اغتيال إياد علاوي ، علاوة على إقامة نقاط تفتيش مشتركة في المناطق الشيعية يشرف عليها عناصر أمن إيرانيون بوجود عناصر من جيش المهدي ومنظمة بدر.
ورغم أن الوثائق أشارت إلى احتمال تورط إيران في العنف الطائفي بالعراق ، إلا أنها أبرزت أيضا أن إيران كانت مهتمة أكثر بتسليح الميليشيات الشيعية لشن هجمات على الاحتلال وبخاصة في المنطقة الخضراء المحصنة بدباباته وطائراته للإسراع بطرده من بلاد الرافدين.
بل وهناك من أشار إلى أن تورط إيران في العنف الطائفي لا يخدم مشروعها في العراق بل إنه يزيد من أمد بقاء الاحتلال الأميركي بحجة وقف العنف. هذا فيما ذهبت وجهة نظر أخرى إلى أن إيران ركزت على تسليح الشيعة أكثر من اهتمامها بقتل السنة وأن هناك من أعوانها من لم يلتزم بمشروعها تماما وتعاون أيضا مع الاحتلال وأجج العنف الطائفي.
برادلي مانينغ ضحية التسريب الافغاني
الجندي الأميركي برادلي مانينغ (22 عاماً) موقوف بتهمة الخيانة ومتهم بأنه سرّب نحو 90 ألف وثيقة عسكرية حول الحرب الأميركية في افغانستان الى موقع «ويكيليكس» وهو يخضع للتحقيق في سجن قرب واشنطن تحت حراسة مشددة خوفاً من إقدامه على الانتحار. اما التهمة التي اعتقل بسببها فهي تسريبه لشريط فيديو يظهر طوافة عسكرية اميركية من طراز أباتشي تطلق النار على مدنيين في افغانستان ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً بينهم مراسلان لوكالة «رويترز».
ونسبت صحيفة «نيويورك تايمز» الى مصدر عسكري اميركي قوله ان مانينغ وهو محلل معلومات كان يهرّب المعلومات العسكرية على اسطوانات مدمجة كانت في الأساس اسطوانة موسيقية لـ«الليدي غاغا» وهو كان يردد كلمات اغانيها عند عملية النسخ كي لا يلفت الانظار.
وبحسب صفحة مانينغ على «Face book” فإنه كان يعيش حالاً من الاحباط بسبب انفصال والديه. أمه بريطانية ووالده أميركي التقيا خلال خدمة الوالد في قاعدة عسكرية اميركية في وايلز. وكتب في احدى المرات انه يشعر نفسه مجرد «قطعة اثاث».
وفي مرة لاحقة كتب: «براد لي لا يريد هذه الحرب. هناك الكثير لنخسره... وبسرعة كبيرة». وذكرت تقارير اخرى انه عانى احباطاً اضافياً بسبب مشكلة عاطفية. أما عائلته فرغم الهجوم على ابنها بحجة انه يعرض حياة الجنود الاميركيين للخطر، فأعربت عن فخرها بما فعله.
ولم يكن معروفاً عن براد لي مانينغ انه مثير للشغب خلال دراسته او مراهقته سوى ابدائه الاضطراب بسبب علاقته مع والده. ولم يبدِ في صغره سوى اهتمام بالكمبيوتر وعلومه من دون أن يصل اهتمامه الى حد الانطواء.
جوليان أسانغ رجل «بلا حدود»
من هاوٍ يتسلل عبر شبكات الكمبيوتر الى مهدد للأمن والسلم العالميين، جوليان أسانغ استرالي في العقد الرابع من العمر، ملاحق من عدد كبير من الدول بينها مسقط رأسه استراليا، بدأ حياته مع عالم النت بالتسلل الى مواقع رسمية، اعتقلته الشرطة الاسترالية وأطلقت سراحه بكفالة بعد اعترافه بالذنب والتهم الموجهة اليه، أسس بعد تخرجه من الجامعة شركة متخصصة بأمن الشبكات الى أن قام قبل اربعة اعوام وبمشاركة بضعة صحفيين استقصائيين بتأسيس موقع «ويكيليكس» لنشر الوثائق والكشف عن الحقيقة خوفاً من ان تصبح مهملة.
شخصيته ملتبسة، يتنقل بسرية تامة ولا يستخدم بطاقات الاعتماد ويدفع نقداً في الفنادق التي يحل بها تحسباً للملاحقة والتعقب. يتنقل بين دول تحمي قوانينها حرية التعبير كالسويد وايسلندا. لكن حظه العاثر او ما يسميه «الحرب مع اجهزة الاستخبارات» ورطه في اتهامات تحرش جنسي واغتصاب ما قد يدفعه الى عدم زيارة السويد نهائيا التي رفضت منحه حق الاقامة الدائمة رغم اسقاط تهمة الاغتصاب وابقاء التحرش. ورفض خلال مقابلة مع (CNN) التطرق الى هذا الموضوع بحجة انه يصرف الانتباه عن القضية الأساسية واتهم محاولة لاري كينغ دفعه الى الحديث عن حياته الشخصية بالمعيب والمهين لارواح لآلاف الضحايا.
تسونامي ويكليكس في بحيرة المالكي الصحافة الالكترونية تضرب من جديد. لم تكن الضربة تفاعلية ولا مصورة ولا رقمية، بل عودة الى أساليب الصحافة التقليدية. موقع “ويكيليكس” الاسترالي المنشأ، السويدي الاقامة، المتعدد المحررين عاد الى الأصول، وكشف عن وثائق سرية
بعد ان حصل عليها ودقق فيها، كان من المفترض أن يكشفها صحفيون متمرسون من مؤسسات ذات أسماء براقة مكتوبة أو مرئية، لكن الانترنت خطفت السبق، وأطلقت “تسونامي” سياسيا وأمنيا اجتاح شواطئ حقوق الانسان وبحيرة المالكي، وثغور الأتباع والمشغلين من طهران الى لندن وواشنطن وما بينهم من مدن قرار.
تداعيات مكشوفات بيانات “ويكيليكس” العسكرية تتواصل وهي مرشحة الى أن تصل الى أبعد مما يصل إليه عادة انجاز صحفي، وان قيل ان كثرة عدد المتضررين من تسريبات الضباط الاميركيين كفيل بحماية الجميع، وبالحد الأقصى إطاحة الموقع المتمرد الخاضع الآن الى عملية صيانة الكترونية تمنعه من تلقي اي وثائق او معلومات. وبالتالي وضعه خارج الخدمة.
وقبل الخوض في تفاصيل التداعيات لا بد من اشارة الى اعلام الانترنت او ما يسمى بالاعلام الجديد، الذي لم يكف يوماً عن تأكيد ريادته، ولا بد من العودة بالذاكرة الى صحفي الانترنت الأول او المدون الاول مات درادج صاحب “درادج ريبورت” الذي نشر محادثات المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، لتبدأ بعدها سلسلة تحقيقات وصلت الى البدء باجراءات تاريخية تمهد لعزل الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون. يومها قيل ان رصاصة الرحمة اطلقت على الصحافة التقليدية، لا التلفزيون ولا الصحف استطاعت أن تنشر الوثائق او محاضر جلسات الاستماع الخاصة او تلك التي جرت في الكونغرس، الرصاصة كادت تكون رصاصة رحمة لو لم يكن الفضاء بالاتساع الكافي ليستوعب “النت” وغيرها من الوسائل.
آليات “ويكيليكس” ليست غريبة عن الادوات الصحفية الاكترونية السائدة منذ اكثر من عقد. موقع الكتروني بسيط في تركيبته التقنية أهم ما فيه “صندوق بريد” محمي بنظام تشفير معقد يحول دون كشف هوية المرسل او موقع الارسال ويضمن عدم تعقبه.
الموقع نشر نحو اربعمئة ألف وثيقة عسكرية عن الحرب الأميركية على العراق، كشفت عن فظائع انسانية تضع سمعة العدالة الدولية وصدقيتها على المحك، أرقام عدد القتلى لا يصدق، والأخطاء المودية الى نتائج قاتلة اكثر من أن تحصى. أما المتورطون فحدِّث ولا حرج. ولم تصدر نتيجتها سوى دعوات خجولة أطلقتها الامم المتحدة ومنظمة هيومن رايتس واتش للتحقيق، مولية الامر الى الاجهزة الاميركية!
نوري المالكي الدوار على عواصم القرار يفصّل المناصب الوزارية على اجسام القوى المحلية والمحيطة به والبعيدة عنه، تلقى صفعة مدوية، فالمدافع الأول عن الخيار السلمي للعملية السياسية في بلاد ما بين النهرين، تبين ان له باعاً طويلاً في قيادة الميليشيات والعصابات المسلحة وفرق القتل والتعذيب، وتبين انه يدير السلطة من بغداد بأسلوب جورج بوش صاحب نظرة الفوضى الخلاقة. فالمالكي، على ما اظهرت الوثائق التي لم تقرأ بتفاصيلها الكاملة بعد، كان مستفيداً من الفوضى ومن صراعات الأحزاب والطوائف والقوميات، بل كان محفزاً للفوضى وعاملاً على استمرارها ودوامها.
فبالنسبة إليه لا شيء مضمون في العراق بعد الانسحاب الأميركي، لا السنَّة يستطيع الركون إليهم ولا الأكراد مضمون ولاءهم للسلطة المركزية ولا الشيعة مجمعون عليه.
صحيح ان مهمة تشكيل الحكومة باتت شبه منتهية ما يعني ان التسريبات لم تأخذ حجما واسعا بين مكونات أطياف المشهد السياسي العراقي، رغم الدعوات لفتح تحقيقات حولها وتصريح أكثر من مسؤول بان ما تضمنته البيانات العسكرية كاف لرفع عشرات الدعاوى الجنائية.
اقتراب المالكي من الاتفاق مع اياد علاوي، وتراجع عمار الحكيم عن معارضته يطلق دخان التشكيلة الحكومية الابيض، وينشر دخانا أسود يحجب الحقيقة ويؤكد ان منطق القانون (ليس دولة القانون بحسب تسمية لائحة رئيس الوزراء) والمحاسبة لا يزالان خارج صناديق الاقتراع العراقية.
رئيس الوزراء الساعي الى ولاية ثانية يتهم أطرافا خارجية بتسميم مسعاه الحكومي علماً أن اجماعاً دولياً وإقليمياً على شخصه كالمرشح الاوفر حظا لرئاسة الحكومة يجعل من الصعب ابقاء احتمال التآمر المذكور قائماً، الا اذا كان المالكي يقصد “الجزيرة” وجوليان أسانغ، مؤسس “ويكيليكس”. ما أغاظ المالكي ان الوثائق حملت بعض المعلقين العراقيين وغير العراقيين على وصفه بأنه أسوأ من صدام، ربما لهذا سارع الى اطلاق سلسلة اعدامات طاولت رموز “البعث” السابق وعلى رأسهم رئيس دبلوماسيته طارق عزيز.
“سياج من الكذب” بهذه الجملة علق الكاتب والصحفي البريطاني روبرت فيسك على ما نشره موقع “ويكيليكس”. وقال ان ما يثير الاشمئزاز ان الجنرالات الأميركيين لم يغضبوا لأن دماء بريئة اريقت بل لأنهم ضبطوا وهم يكذبون. ويضيف “ان العرب بطبيعة الحال علموا بما حصل وعرفوا كل شيء عن التعذيب الجماعي وعلموا بالمرتزقة الأميركيين والبريطانيين الدنيئين وبمقابر القتل، والعراقيون كلهم علموا بذلك لأنهم كانوا هم الضحايا”. ورغم ذلك لم يصرح المالكي سوى بأن الحكومة المنتهية ولايتها ستحيل الى التحقيق والمحاكمة اي شخص يثبت ضلوعه بالانتهاكات المذكورة.
وأوضح وزير داخليته جواد بولاني ان بعض ما جاء في التقرير قديم في محاولة للتقليل من الاهتمام الاعلامي به.
وكان بيان للمالكي اعتبر ان نشر الوثائق مثير بتوقيته ويهدف الى عرقلة عودته للحكم. وأكد “ثقته بوعي المواطن العراقي ونظرته الثاقبة لمثل هذه الالاعيب والفقاعات الاعلامية”.
الوحشية، ولسوء حظ العراقيين ليست حكراً على المالكي، ما ظهر من الوثائق كشف أن أرقام القتلى اكبر بكثير مما هو معلن، وان عدد المدنيين بينهم مرتفع جداً والأبشع ان المستشفيات مُنعت من اجراء عمليات التشريح لتعمية أسباب القتل ومع ذلك رفضت هيئات الأمم المتحدة فتح تحقيق. خلال خمسة اعوام بين 2004 و2009 قتل 209 آلاف شخص بينهم 66081 مدنياً منهم نحو 1500 لم يعلن عنهم سابقاً، لا يستحقون لجنة تحقيق.
أما الجنود الأميركيون فيحميهم ما يسمى بـ”قواعد الاشتباك” التي تتيح لهم التنصل مما ورد من انتهاكات. ما هو على المحك صدقية الرئيس الأميركي باراك اوباما الواصل الى البيت الأبيض بتعهد انقلاب اخلاقي على سلفه. الانتهاكات المبينة في الوثائق العسكرية تظهر ان الفرق بين العهدين الرئاسيين الأميركيين شبه معدوم على الأقل من حيث الأداء الميداني.
وقال دانيال السبرغ، ضابط الاستخبارات الاميركية الاسبق الذي سرب قبل أربعين عاما ما عرف لاحقا باوراق البنتاغون حول حرب فيتنام ان “السرية أمر أساسي للامبراطورية”. واتهم خلال ظهور نادر له برفقة أسانغ خلال مؤتمر صحفي عقد في لندن الرئيس اوباما بالاستمرار في المسار الذي حدده بوش القاضي بوقف تدفق المعلومات حول الحروب التي تشنها الولايات المتحدة”.
وارتفعت أصوات يمينية في الولايات المتحدة تطالب بمحاكمة ناشر الوثائق وزملائه بتهمة التجسس، داعية حلفاء واشنطن الى حذو حذوها. ودعى تلفزيون فوكس بمقالة نشرها موقعه الاكتروني الى اعتبار ناشر الموقع جوليان اسانغ “مقاتل عدو” وذلك لاتخاذ اجراءات غير قضائية ضده. ودعا المقال الى تجميد اصول “ويكيليكس” وملاحقته ماليا. وبالفعل توقف موقع “باي بال” الالكتروني المتخصص بتحويل الاموال عبر الانترنت عن تسديد التبرعات المحولة الى “ويكيليكس”. كما دعا الى ان تتولى الوحدات القتالية الاكترونية في الجيش الاميركي بالاغارة على الموقع لتعطيله لأنه يتسبب بقتل جنود أميركيين ويكشف من يتعاون معهم. لكن أسانغ نفى الامر، وذلك واضح من البيانات المنشورة اذ ان لا أسماء مستخدمة فيها على الاطلاق.
وأخيرا دعا المقال الى جلسة استماع في الكونغرس للبحث في أمر تسريب المعلومات السرية وأفضل الطرق لمكافحتها.
وثائق “ويكيليكس” لن تحدث المرجو منها في الوقت القريب على الاقل، ولكنها حققت نصرا صحفيا كان لمحطة عربية نصيب فيه.
إيران والمالكي في الوثائق
وثائق ويكيليكس قدمت أدلة ملموسة على ما أسمته “الشخصية الطائفية” لنوري المالكي. فهي أظهرت تورط رئيس الوزراء العراقي في إدارة فرق للقتل والتعذيب وبخاصة ضد السنة .
ولعل الأرقام التي نشرتها الوثائق حول التطهير الطائفي الذي حدث في العراق بعد تولي المالكي رئاسة الحكومة مباشرة تلقي أيضا الضوء على ما أطلق عليه “مخطط المالكي ضد السنة “.
فوفقًا للوثائق ، إن “التطهير الطائفي المنظم” هو الذي أوصل عمليات القتل بالعراق إلى درجة “مسعورة” وبات كانون الأول (ديسمبر) 2006 أسوأ شهر يشهده العراق حيث قتل نحو 3800 مدني أغلبهم من السنة، بل إن المالكي أمر أيضا في 2009 باعتقال 5 من كبار ضباط الشرطة من السنة .
وبالإضافة إلى ما سبق ، فإن الوثائق أظهرت أيضا قيام الجيش الأميركي بـ”التستر على أعمال التعذيب” التي تعرض لها سجناء عراقيون أغلبهم من السنة على أيدي قوات الشرطة والجيش العراقيين، قائلةً “إن الولايات المتحدة كانت على علم بأعمال التعذيب هذه لكنها أمرت جنودها بعدم التدخل ، المالكي استعمل قوات خاصة لكي تقوم بعمليات الاعتقال بأمر مباشر منه”.
وكشفت الوثائق في هذا الصدد أن 180 ألف شخص سجنوا لأسباب تتعلق بالحرب على العراق أغلبهم من المناطق السنية، كما أظهرت الوثائق التي تغطي الفترة بين الأول من كانون الثاني (يناير) 2004 حتى كانون الأول (ديسمبر) 2009 تورط القوات العراقية بعمليات التعذيب الممنهج للسجناء باستخدام وسائل تعذيب عديدة بينها الكهرباء والانتهاك الجنسي كما ثبت أن عددا من أفراد الشرطة العراقية من السنة جرى قتلهم على أيدي تلك القوات.
ومن أبرز جرائم التعذيب التي أبرزتها الوثائق في هذا الصدد هي واقعة تعرض أحد المعتقلين من السنة للتعذيب بالضرب والكهرباء وادعاء من قاموا بتعذيبه فيما بعد أنه وقع من دراجة نارية. هذا بالإضافة إلى وثيقة حول مقتل عراقي جراء التعذيب ظهرت صور معاناته على الإنترنت ومع ذلك فإن واشنطن لم تحرك ساكنا.
كما تطرقت الوثائق إلى الدور الإيراني في العراق ، مشيرة إلى أن إيران كانت حاضرة في المشهد العراقي ولكن على نحو سري عبر تهريب السلاح التقليدي للأحزاب والمنظمات الشيعية الموالية لها وخصوصا جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر ومنظمة بدر التي كانت الجناح العسكري للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي بقيادة عائلة الحكيم قبل أن تتحول إلى تنظيم سياسي.
وتابعت الوثائق في هذا الصدد أن ضباط مخابرات إيرانيين كانوا يعملون بشكل يومي في العراق وأن بعضهم متورط في شن هجمات بالصواريخ على المنطقة الخضراء وبعضهم الآخر متورط في تفجيرات ضد مدنيين، بل وتم الكشف أيضا عن سيارة كانت قادمة من إيران وتستهدف اغتيال إياد علاوي ، علاوة على إقامة نقاط تفتيش مشتركة في المناطق الشيعية يشرف عليها عناصر أمن إيرانيون بوجود عناصر من جيش المهدي ومنظمة بدر.
ورغم أن الوثائق أشارت إلى احتمال تورط إيران في العنف الطائفي بالعراق ، إلا أنها أبرزت أيضا أن إيران كانت مهتمة أكثر بتسليح الميليشيات الشيعية لشن هجمات على الاحتلال وبخاصة في المنطقة الخضراء المحصنة بدباباته وطائراته للإسراع بطرده من بلاد الرافدين.
بل وهناك من أشار إلى أن تورط إيران في العنف الطائفي لا يخدم مشروعها في العراق بل إنه يزيد من أمد بقاء الاحتلال الأميركي بحجة وقف العنف. هذا فيما ذهبت وجهة نظر أخرى إلى أن إيران ركزت على تسليح الشيعة أكثر من اهتمامها بقتل السنة وأن هناك من أعوانها من لم يلتزم بمشروعها تماما وتعاون أيضا مع الاحتلال وأجج العنف الطائفي.
برادلي مانينغ ضحية التسريب الافغاني
الجندي الأميركي برادلي مانينغ (22 عاماً) موقوف بتهمة الخيانة ومتهم بأنه سرّب نحو 90 ألف وثيقة عسكرية حول الحرب الأميركية في افغانستان الى موقع «ويكيليكس» وهو يخضع للتحقيق في سجن قرب واشنطن تحت حراسة مشددة خوفاً من إقدامه على الانتحار. اما التهمة التي اعتقل بسببها فهي تسريبه لشريط فيديو يظهر طوافة عسكرية اميركية من طراز أباتشي تطلق النار على مدنيين في افغانستان ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً بينهم مراسلان لوكالة «رويترز».
ونسبت صحيفة «نيويورك تايمز» الى مصدر عسكري اميركي قوله ان مانينغ وهو محلل معلومات كان يهرّب المعلومات العسكرية على اسطوانات مدمجة كانت في الأساس اسطوانة موسيقية لـ«الليدي غاغا» وهو كان يردد كلمات اغانيها عند عملية النسخ كي لا يلفت الانظار.
وبحسب صفحة مانينغ على «Face book” فإنه كان يعيش حالاً من الاحباط بسبب انفصال والديه. أمه بريطانية ووالده أميركي التقيا خلال خدمة الوالد في قاعدة عسكرية اميركية في وايلز. وكتب في احدى المرات انه يشعر نفسه مجرد «قطعة اثاث».
وفي مرة لاحقة كتب: «براد لي لا يريد هذه الحرب. هناك الكثير لنخسره... وبسرعة كبيرة». وذكرت تقارير اخرى انه عانى احباطاً اضافياً بسبب مشكلة عاطفية. أما عائلته فرغم الهجوم على ابنها بحجة انه يعرض حياة الجنود الاميركيين للخطر، فأعربت عن فخرها بما فعله.
ولم يكن معروفاً عن براد لي مانينغ انه مثير للشغب خلال دراسته او مراهقته سوى ابدائه الاضطراب بسبب علاقته مع والده. ولم يبدِ في صغره سوى اهتمام بالكمبيوتر وعلومه من دون أن يصل اهتمامه الى حد الانطواء.
جوليان أسانغ رجل «بلا حدود»
من هاوٍ يتسلل عبر شبكات الكمبيوتر الى مهدد للأمن والسلم العالميين، جوليان أسانغ استرالي في العقد الرابع من العمر، ملاحق من عدد كبير من الدول بينها مسقط رأسه استراليا، بدأ حياته مع عالم النت بالتسلل الى مواقع رسمية، اعتقلته الشرطة الاسترالية وأطلقت سراحه بكفالة بعد اعترافه بالذنب والتهم الموجهة اليه، أسس بعد تخرجه من الجامعة شركة متخصصة بأمن الشبكات الى أن قام قبل اربعة اعوام وبمشاركة بضعة صحفيين استقصائيين بتأسيس موقع «ويكيليكس» لنشر الوثائق والكشف عن الحقيقة خوفاً من ان تصبح مهملة.
شخصيته ملتبسة، يتنقل بسرية تامة ولا يستخدم بطاقات الاعتماد ويدفع نقداً في الفنادق التي يحل بها تحسباً للملاحقة والتعقب. يتنقل بين دول تحمي قوانينها حرية التعبير كالسويد وايسلندا. لكن حظه العاثر او ما يسميه «الحرب مع اجهزة الاستخبارات» ورطه في اتهامات تحرش جنسي واغتصاب ما قد يدفعه الى عدم زيارة السويد نهائيا التي رفضت منحه حق الاقامة الدائمة رغم اسقاط تهمة الاغتصاب وابقاء التحرش. ورفض خلال مقابلة مع (CNN) التطرق الى هذا الموضوع بحجة انه يصرف الانتباه عن القضية الأساسية واتهم محاولة لاري كينغ دفعه الى الحديث عن حياته الشخصية بالمعيب والمهين لارواح لآلاف الضحايا.