فيسك: من الأفضل للكويت استخلاص العبر من ألمانيا هتلر
آخر تحديث: الاربعاء, 29 يوليو/ تموز, 2009, 02:58 GMT
مها الريشة
بي بي سي ـ لندن
تشمل التعويضات خسارة الكويت من إنتاج النفط حينها
روبرت فيسك الصحافي البريطاني المعروف في الشرق الأوسط يطرح تفسيرا قد لا يريح الكويت لتشبثها بطلبها تقاضي الديون المستحقة لها من العراق، والتي تراكمت عليه إبان حكم الرئيس السابق صدام حسين.
يستعرض فيسك في مقاله في صحيفة الاندبندنت المبالغ المستحقة للكويت والتي لا تقتصر على التعويضات عن الخسائر التي لحقت به بسبب غزوه من قبل نظام صدام حسين 1990 وإنما تشمل ايضا قروضا بمقدار 16 مليار دولار لتمويل الحرب التي خاضها العراق في عهد صدام ضد إيران في الثمانينات.
ثم يشير إلى أن عددا من الدول اسقطت ديونا لها على العراق استجابة لضغوط من الولايات المتحدة، ويذكر الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال والتي أسقطت مؤخرا ديونا مستحقة لها بمقدار 7 مليارات دولار.
يتساءل فيسك: هل هذا هو الشح الكويتي المعهود؟ إمارة تقطر نفطا بمتوسط دخل للفرد فيه يبلغ 41 ألف دولار تسحق دولة متوسط دخل الفرد فيها لا يتجاوز 4 آلاف دولار؟ لا ، يجيب فيسك على لسان أحد خبراء النفط في الشرق الأوسط ـ فالأمر يتعدى ذلك".
ويستكمل الرجل مع نفاذ صبر ـ كما يقول فيسك ـ لقد عرف عن الكويتيين البخل، لكني أعتقد أن الأمر يتعدى ذلك، فالكويت من الدول المؤسسة للصندوق الخليجي للتنمية، كما أنها أنفقت في الستينات والسبعينات والثمانينات عن سعة على الفلسطينيين واللبنانيين، ثم خذلهم الفلسطينيون بالوقوف إلى صف صدام في غزو عام 1990".
السر كما يرى خبير فيسك هو التركيبة العرقية لسكان الدولتين، فنحو 40% تقريبا من الكويتيين الآن هم شيعة لا سنة، وهم يستثمرون بقوة في جنوبي العراق، واصبح شيعة الكويت "بصراويين" والعكس بالعكس، ويزداد باطراد عدد أبناء الشيعة من جنوبي العراق الذين يصبحون رجال أعمال ويشتغلون بالتجارة مع الكويت، وهذا يسبب تداخلا للحدود بين البلدين، وشعورا بأن اقتصادي البلدين متشابكان، ولا عجب إذن أن يصر الكويتيون على التمسك بحرفية القانون.
غير أن فيسك يرى أن هناك سوابق في التاريخ غير مستحبة أمام الكويتيين،" فالديون الساحقة التي فرضتها اتفاقية فرساي على ألمانيا درس كاف، إذ كانت خسائر المانيا غنائم لهتلر، وربما يستخلص الكويتيون بعض العبر من التاريخ، ويتأملوا فيما سيصبح عليه العراق في المستقبل ـ ومن سيكون زعيمه، بعد عشرين عاما.