الذكرى المئوية الثانية لجلوس عائلة برنادوت على عرش السويد
جان بابتيست برنادوت الذي عرف باسم كارل الرابع عشر يوهان وصل من فرنسا عام 1810 وجلس ملكا على السويد. هذا التمثال للملك السويدي، الفرنسي الاصل، يقف في سلسبلان في منطقة سلوسن في ستوكهولم وهو من تنفيذ الفنان بنغت ارلاند فوغلبري وتمت ازاحة الستار عنه في العام 1854. Foto: Simon Paulin / SvD / SCANPIXيصادف هذا الاسبوع الذكرى المئوية الثانية لوصول عائلة بيرنادوت الى عرش المملكة السويدية. في مثل هذا الوقت من العام 1810، دخل رجل فرنسي لا يستطيع النطق باي كلمة سويدية، دخل الى مدينة هيلسينبوري ليصبح ملكا. هذا الرجل كان جان بابتيست بيرنادوت، الذي عرف باسم كارل الرابع عشر يوهان.
العام 1810 شهد اسوء حقبة في تاريخ المملكة السويدية، بعد خسارة فادحة في الحرب ضد روسيا، طرد الملك غوستاف الرابع آدولف من السويد فيما جهزت كل من فرنسا، الدنمارك، وروسيا نفسها من اجل تقسيم السويد. ظروف السويد آنذاك كانت من الاسوء التي مرت بها البلاد، كما قال المؤرخ والكاتب هرمان ليندكفيست، وتابع ان السويد كانت قد خسرت ثلث مساحتها، وهي فنلندا التي كانت ملك السويد منذ 700 عام، كما وخسرت ربع عدد السكان. الاقتصاد كانت منهارا والجيش كان مهزوما، والسويد كانت بلادا مدمرة
الملك الجديد كارل الثالث عشر كان كبيرا في السن، ومن دون اولاد لخلافة العرش. وبعد وفاة الامير الذي كان الملك قد تبناه من الدنمارك، ووصول امير دنماركي جديد الى العرش، تعالت الاصوات التي طالبت بشخص يكون غنيا وصاحب كفاءة في ساحات القتال من اجل ان يصبح ملكا على السويد. وبهذا انطلقت بعثة سرية الى فرنسا، المكان الذي ضم في ذلك الوقت اشهر واكثر الجنرالات كفاءة، والمملكة التي كان على عرشها نابليون.
البرفسور دك هاريسون من جامعة لوند يقول ان البعثة المؤلفة من قادة في الجيش توجهت الي باريس لترى اذا ما ثمة كان هناك من يرغب بان يصبح ملكا على السويد التي كانت تشهد حالة من الفوضى
ووصل المبعوث السويدي كارل اوتو مورنر الى باريس ومعه لائحة باسماء قادة وجنرالات مرشحين لتولي منصب ملك السويد، منها اسماء كموراي، وماكدونالد، كما يقول هرمان ليندكفيست، الا ان الشخص الوحيد الذي كان موجودا هناك، ومستعدا للانتقال الى القطب الشمالي كان جان بابتيست برنادوت، والذي كان ايضا على خلاف مع نابليون بونابارت، ويرغب بالابتعاد عن فرنسا
ويتابع ليندكفيست ان البعثة كانت اشبه بمن يبحث عن مدير لشركة منهارة، وبيرنادوت الذي كان قد شغل مناصب عدة لفترات قصيرة تتراوح بين سنتين وثلاثة، قرر ان يأتي الى السويد. كل هذا جاء عن طريق الصدفة حيث ان بيرنادوت كان الشخص الوحيد المتوفر بهذه السرعة، كما قال ليندكفيست
ويمكن وصف جان بابتیست بیرنادوت بالرجل العادي الموهوب والذي تواجد في المكان المناسب في الوقت المناسب. وعلى الرغم من انه اراد ان يكون محاميا منذ البداية، الا ان الحياة العسكرية استهوت بيرنادوت الشاب الذي ارتفع من مرتبة الى اخرى في الجيش الفرنسي لكي يصبح من المقربين للقيصر الفرنسي نابليون. وبصفته واحدا من جنرلات الجيش الفرنسي، فقد كان برنادوت عدوا للسويد، حيث ان فرنسا والسويد كانتا بحالة حرب آنذاك، ولو انه لم يصبح ملكا على السويد، لكان محتملا ان يقوم جان بابتيست برنادوت بمهاجمتنا، كما قال دك هاريسون
وخلال حرب 1809، تواجد جان بابتيست برنادوت في الدنمارك مع مجموعة من الجنود الاسبان، بانتظار اوامر من فرنسا باجتياح منطقة سكونه جنوب السويد، الا ان هذه الاوامر لم تصدر، وبرنادوت انتقل الى السويد بصفة اخرى
وكان الاعتقاد السائد لدى وصول برنادوت الى عرش السويد ان هذا الامر سوف يضع السويد في حالة حرب مع فرنسا، الا انه سياسة الملك الجديد كانت سياسة سلام. وكان برنادوت اداريا ناجحا، كما يقول المؤرخ والكاتب هرمان ليندكفيست، فقد قام ببناء جسور وقنوات ومواصلات بالاضافة الى البنوك. الملك الجديد اتبع سياسة الحياد وساهم بجعل السويد بلدا عصريا ومنفتحا
برنادوت، الذي لم يتكلم السويدية، وصل الى السويد في الوقت الذي تكونت به القومية السويدية الحديثة، حيث ان وصوله تزامن مع الوقت الذي ابتدعت به السويد تسمية الفايكينغ وربطته بالقومية السويدية والاساطير القديمة وكل ما يقال عنه الان بانه سويدي، كما قال دك هاريسون
وتابع هاريسون ان برنادوت تفهم ما دار في السويد في ذلك الوقت، وحاول دمج نفسه بهذا الواقع، ولهذا فان كل ما هو مقرون الان بالملكية والقومية السويدية وضع اساسه في عصر برنادوت خلال النصف الاول من القرن التاسع عشر.
جان بابتيست برنادوت الذي عرف باسم كارل الرابع عشر يوهان وصل من فرنسا عام 1810 وجلس ملكا على السويد. هذا التمثال للملك السويدي، الفرنسي الاصل، يقف في سلسبلان في منطقة سلوسن في ستوكهولم وهو من تنفيذ الفنان بنغت ارلاند فوغلبري وتمت ازاحة الستار عنه في العام 1854. Foto: Simon Paulin / SvD / SCANPIXيصادف هذا الاسبوع الذكرى المئوية الثانية لوصول عائلة بيرنادوت الى عرش المملكة السويدية. في مثل هذا الوقت من العام 1810، دخل رجل فرنسي لا يستطيع النطق باي كلمة سويدية، دخل الى مدينة هيلسينبوري ليصبح ملكا. هذا الرجل كان جان بابتيست بيرنادوت، الذي عرف باسم كارل الرابع عشر يوهان.
العام 1810 شهد اسوء حقبة في تاريخ المملكة السويدية، بعد خسارة فادحة في الحرب ضد روسيا، طرد الملك غوستاف الرابع آدولف من السويد فيما جهزت كل من فرنسا، الدنمارك، وروسيا نفسها من اجل تقسيم السويد. ظروف السويد آنذاك كانت من الاسوء التي مرت بها البلاد، كما قال المؤرخ والكاتب هرمان ليندكفيست، وتابع ان السويد كانت قد خسرت ثلث مساحتها، وهي فنلندا التي كانت ملك السويد منذ 700 عام، كما وخسرت ربع عدد السكان. الاقتصاد كانت منهارا والجيش كان مهزوما، والسويد كانت بلادا مدمرة
الملك الجديد كارل الثالث عشر كان كبيرا في السن، ومن دون اولاد لخلافة العرش. وبعد وفاة الامير الذي كان الملك قد تبناه من الدنمارك، ووصول امير دنماركي جديد الى العرش، تعالت الاصوات التي طالبت بشخص يكون غنيا وصاحب كفاءة في ساحات القتال من اجل ان يصبح ملكا على السويد. وبهذا انطلقت بعثة سرية الى فرنسا، المكان الذي ضم في ذلك الوقت اشهر واكثر الجنرالات كفاءة، والمملكة التي كان على عرشها نابليون.
البرفسور دك هاريسون من جامعة لوند يقول ان البعثة المؤلفة من قادة في الجيش توجهت الي باريس لترى اذا ما ثمة كان هناك من يرغب بان يصبح ملكا على السويد التي كانت تشهد حالة من الفوضى
ووصل المبعوث السويدي كارل اوتو مورنر الى باريس ومعه لائحة باسماء قادة وجنرالات مرشحين لتولي منصب ملك السويد، منها اسماء كموراي، وماكدونالد، كما يقول هرمان ليندكفيست، الا ان الشخص الوحيد الذي كان موجودا هناك، ومستعدا للانتقال الى القطب الشمالي كان جان بابتيست برنادوت، والذي كان ايضا على خلاف مع نابليون بونابارت، ويرغب بالابتعاد عن فرنسا
ويتابع ليندكفيست ان البعثة كانت اشبه بمن يبحث عن مدير لشركة منهارة، وبيرنادوت الذي كان قد شغل مناصب عدة لفترات قصيرة تتراوح بين سنتين وثلاثة، قرر ان يأتي الى السويد. كل هذا جاء عن طريق الصدفة حيث ان بيرنادوت كان الشخص الوحيد المتوفر بهذه السرعة، كما قال ليندكفيست
ويمكن وصف جان بابتیست بیرنادوت بالرجل العادي الموهوب والذي تواجد في المكان المناسب في الوقت المناسب. وعلى الرغم من انه اراد ان يكون محاميا منذ البداية، الا ان الحياة العسكرية استهوت بيرنادوت الشاب الذي ارتفع من مرتبة الى اخرى في الجيش الفرنسي لكي يصبح من المقربين للقيصر الفرنسي نابليون. وبصفته واحدا من جنرلات الجيش الفرنسي، فقد كان برنادوت عدوا للسويد، حيث ان فرنسا والسويد كانتا بحالة حرب آنذاك، ولو انه لم يصبح ملكا على السويد، لكان محتملا ان يقوم جان بابتيست برنادوت بمهاجمتنا، كما قال دك هاريسون
وخلال حرب 1809، تواجد جان بابتيست برنادوت في الدنمارك مع مجموعة من الجنود الاسبان، بانتظار اوامر من فرنسا باجتياح منطقة سكونه جنوب السويد، الا ان هذه الاوامر لم تصدر، وبرنادوت انتقل الى السويد بصفة اخرى
وكان الاعتقاد السائد لدى وصول برنادوت الى عرش السويد ان هذا الامر سوف يضع السويد في حالة حرب مع فرنسا، الا انه سياسة الملك الجديد كانت سياسة سلام. وكان برنادوت اداريا ناجحا، كما يقول المؤرخ والكاتب هرمان ليندكفيست، فقد قام ببناء جسور وقنوات ومواصلات بالاضافة الى البنوك. الملك الجديد اتبع سياسة الحياد وساهم بجعل السويد بلدا عصريا ومنفتحا
برنادوت، الذي لم يتكلم السويدية، وصل الى السويد في الوقت الذي تكونت به القومية السويدية الحديثة، حيث ان وصوله تزامن مع الوقت الذي ابتدعت به السويد تسمية الفايكينغ وربطته بالقومية السويدية والاساطير القديمة وكل ما يقال عنه الان بانه سويدي، كما قال دك هاريسون
وتابع هاريسون ان برنادوت تفهم ما دار في السويد في ذلك الوقت، وحاول دمج نفسه بهذا الواقع، ولهذا فان كل ما هو مقرون الان بالملكية والقومية السويدية وضع اساسه في عصر برنادوت خلال النصف الاول من القرن التاسع عشر.