عصابات الأطفال تجتاح العراق والمستشفيات تستقبل جرحى "المعارك"
طفل عراقي مع لعبة لقاذفة الصواريخ
المنامة - محمد العرب
يلاحظ علماء النفس والاجتماع أن ظاهرة العنف باتت من أكثر ثقافات الأطفال انتشاراً في العراق، ما قد يشكل خطورة جسيمة على نشأة تلك الشريحة من المجتمع، فقد تنعكس بشكل لافت في المستقبل القريب على الواقع. حيث يغرق سوق ألعاب الأطفال في العراق بالأسلحة البلاستيكة من مختلف الأصناف العسكرية.
فلم تعد المسدسات والبنادق هي الأسلحة البلاستيكة الوحيدة في الشارع العراقي بل أضيف إليها الهاون والقاذفة والقنابل الهجومية والدفاعية، وتطور الامر أخيراً لتباع مجسمات الدبابة أو طائرات والهمرات في محال بيع ألعاب الاطفال ما يرسخ مبدأ العنف، خاصة مع انفتاح السوق العراقي على الأصناف الفاخرة وجيدة الصنع من تلك الألعاب الصينية المنشأ.
تنتشر الاسلحة البلاستيكية بشكل لافت
وأصبحت السوق العراقية مصدراً جيداً للربح لدى تجار الصين الذين لا يكفون عن ابتكار ألعاب جديدة تحتل مكان القديمة في سلم اهتمام الطفل العراقي وسط غياب الوعي الحكومي المنشغل في جدلية تشكيل الحكومة وحل الملفات العالقة.
وتشبه بعض البنادق إلى حد كبيرة البنادق التي يحملها الجنود العراقيون والأمريكيون، فضلاً عن أنواع أخرى كثيراً ما تشاهد في أفلام الخيال العلمي أو أفلام الكرتون وقد حذرت القوات الأمريكية من مغبة انتشارها لأن الأمر قد يكون صعب التميز في بعض الاحيان ما قد يتسبب في حالات من القتل الخطأ.
وتنتشر الأسلحة البلاستيكية بشكل لافت في شوارع وأزقة المدن العراقية في الأعياد والمناسبات، حتى يصبح المشهد وكأنه ساحة حرب يتقاسمها المنتصر والمهزوم ولكن بلا قتلى.
يقول بائع الألعاب محمد الدليمي إن "ألعاب الأسلحة والقتال ومجسمات الآليات العسكرية تجذب لنا نسبة كبيرة من الزبائن، خاصة من الأطفال الذين يفضلونها على ألعاب أخرى متوافرة. والكثير من أولياء الأمور يخوضون نقاشات مطولة مع اطفالهم لإقناعهم بالعدول عن شراء مجسمات الاسلحة، إلا أن إرادة الاطفال كثيراً ما تنتصر وسط إلحاحهم ودموعهم أحياناً".
أما نوري البدراني (بائع حلوى) فيخبرنا أن سوق ألعاب الفتيات تأثر هو الآخر حيث نجد كثيراً من الفتيات يبحثن عن لعب محاربات وأسلحة بناتية، كما هو الحال مع المسلسل الكرتوني الشهير الجاسوسات ومحاربات الامازون.
وكانت لجنة المرأة والطفولة في البرلمان العراقي قد تقدمت بمشروع قانون إلى مجلس النواب يقضي بمنع استيراد ألعاب الأطفال المحرضة على العنف إلا أنه ضاع وسط تغيرات المشهد السياسي العام الذي يبدو أنه مهتم بأمور كثيرة غير لعب الاطفال وتأثيرها عليهم.
حروب إلكترونية
لها نتائج سلبية كثيرة على حياتهم وحياة الاخرين
كذلك يدخل أطفال العراق ميداناً آخر للعنف، هو ميدان الحروب الالكترونية والافتراضية حيث تنتشر مئات الصالات التي تجعل الطفل يقتل ويناور ويهاجم ويدافع من دون دراية بخطورة هذه الالعاب.
ويرى اختصاصي الطب النفسي الدكتور عقيل الصباغ أن الأطفال الذكور يمتازون بالميل الى استخدام السلاح والألعاب التي فيها قوة وعنف، مشدداً على أن العنف بصورة عامة عند الأطفال هو جزء من مفهوم العنف العام عند البشر والكائن البشري والحيواني، وهو جزء من هذا السلوك الذي يمتاز بالقوة والتهور وإبراز الشجاعة وإبراز الغلبة على الغير.
ويشير الصباغ الى أن هذا السلوك لا يوجد في كل المجتمعات بل يختلف، وهو ثقافة وحضارة وعادات وتقاليد اكتساب خبرة من خلال المجتمع الذي يعيشون فيه. ويبين أن المجتمع العراقي مر بظروف قاسية وحروب وعنف شديدة خلال الثلاثين سنة الأخيرة بداخل هذه الظروف تعلم الطفل على السلاح والعنف وإيذاء الآخرين على امتلاك الغير واستخدام اللعب كالأسلحة، كما نشاهد هذا من خلال رسوماتهم فهو يرسم الدبابة والمسدس وغيره ويضيف في ظاهرة رأيتها الآن خاصة في هذه الفترة فترة الأعياد نرى مجاميع وكأنها عصابات، يمكن أن نطلق عليها العصابات الكاذبة، لأنهم مجموعة من الأفراد يحملون مسدسات وهي غير مؤذية، مجرد مسدسات مائية أو مسدسات لعب.
من جهتها، ترى رئيسة قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بغداد ناهد عبدالكريم أن الإقبال على اقتناء اللعب النارية ظاهرة خطيرة يمارسها الأطفال، لها نتائج سلبية كثيرة على حياتهم وحياة الآخرين ومن ثم خلق نوع من الاضطراب لديهم "فالطفل لا يستطيع أن يعي ما تؤدي اليه هذه اللعبة فهو قد يتصورها لعبة يتسلى بها ولكن نتائجها وخيمة".
وتحصر الدكتورة ناهد عبدالكريم أسباباً عديدة لهذه الظاهرة منها تأثره بما يشاهده سواء في الوسط الذي يعيشه أو عن طريق وسائل الإعلام كالفضائيات او ما يشاهده في الشارع من خلال مرور الأرتال العسكرية سواء كانت أمريكية أم عراقية والطفل بطبيعته يحب التقليد وعن طريق الإيحاء وعن طريق العدوى الاجتماعية يمكن انتشار استعمال هذه اللعب بين الاطفال.
وناشدت الأسر أن تكون واعية لتصرفات أطفالها وما يستعملونه في ألعابهم، "وأن يكونوا على حذر من اقتناء لعب الاسلحة لأن لها نتائج وخيمة على حياة ابرياء".
وكانت نقابة أطباء العراق قد حذرت من هذه الالعاب بعد انتشار حالات الاصابة بالعيارات البلاستيكية خاصة في منطقة العين أثناء المعارك الوهمية بين الاطفال.
طفل عراقي مع لعبة لقاذفة الصواريخ
المنامة - محمد العرب
يلاحظ علماء النفس والاجتماع أن ظاهرة العنف باتت من أكثر ثقافات الأطفال انتشاراً في العراق، ما قد يشكل خطورة جسيمة على نشأة تلك الشريحة من المجتمع، فقد تنعكس بشكل لافت في المستقبل القريب على الواقع. حيث يغرق سوق ألعاب الأطفال في العراق بالأسلحة البلاستيكة من مختلف الأصناف العسكرية.
فلم تعد المسدسات والبنادق هي الأسلحة البلاستيكة الوحيدة في الشارع العراقي بل أضيف إليها الهاون والقاذفة والقنابل الهجومية والدفاعية، وتطور الامر أخيراً لتباع مجسمات الدبابة أو طائرات والهمرات في محال بيع ألعاب الاطفال ما يرسخ مبدأ العنف، خاصة مع انفتاح السوق العراقي على الأصناف الفاخرة وجيدة الصنع من تلك الألعاب الصينية المنشأ.
تنتشر الاسلحة البلاستيكية بشكل لافت
وأصبحت السوق العراقية مصدراً جيداً للربح لدى تجار الصين الذين لا يكفون عن ابتكار ألعاب جديدة تحتل مكان القديمة في سلم اهتمام الطفل العراقي وسط غياب الوعي الحكومي المنشغل في جدلية تشكيل الحكومة وحل الملفات العالقة.
وتشبه بعض البنادق إلى حد كبيرة البنادق التي يحملها الجنود العراقيون والأمريكيون، فضلاً عن أنواع أخرى كثيراً ما تشاهد في أفلام الخيال العلمي أو أفلام الكرتون وقد حذرت القوات الأمريكية من مغبة انتشارها لأن الأمر قد يكون صعب التميز في بعض الاحيان ما قد يتسبب في حالات من القتل الخطأ.
وتنتشر الأسلحة البلاستيكية بشكل لافت في شوارع وأزقة المدن العراقية في الأعياد والمناسبات، حتى يصبح المشهد وكأنه ساحة حرب يتقاسمها المنتصر والمهزوم ولكن بلا قتلى.
يقول بائع الألعاب محمد الدليمي إن "ألعاب الأسلحة والقتال ومجسمات الآليات العسكرية تجذب لنا نسبة كبيرة من الزبائن، خاصة من الأطفال الذين يفضلونها على ألعاب أخرى متوافرة. والكثير من أولياء الأمور يخوضون نقاشات مطولة مع اطفالهم لإقناعهم بالعدول عن شراء مجسمات الاسلحة، إلا أن إرادة الاطفال كثيراً ما تنتصر وسط إلحاحهم ودموعهم أحياناً".
أما نوري البدراني (بائع حلوى) فيخبرنا أن سوق ألعاب الفتيات تأثر هو الآخر حيث نجد كثيراً من الفتيات يبحثن عن لعب محاربات وأسلحة بناتية، كما هو الحال مع المسلسل الكرتوني الشهير الجاسوسات ومحاربات الامازون.
وكانت لجنة المرأة والطفولة في البرلمان العراقي قد تقدمت بمشروع قانون إلى مجلس النواب يقضي بمنع استيراد ألعاب الأطفال المحرضة على العنف إلا أنه ضاع وسط تغيرات المشهد السياسي العام الذي يبدو أنه مهتم بأمور كثيرة غير لعب الاطفال وتأثيرها عليهم.
حروب إلكترونية
لها نتائج سلبية كثيرة على حياتهم وحياة الاخرين
كذلك يدخل أطفال العراق ميداناً آخر للعنف، هو ميدان الحروب الالكترونية والافتراضية حيث تنتشر مئات الصالات التي تجعل الطفل يقتل ويناور ويهاجم ويدافع من دون دراية بخطورة هذه الالعاب.
ويرى اختصاصي الطب النفسي الدكتور عقيل الصباغ أن الأطفال الذكور يمتازون بالميل الى استخدام السلاح والألعاب التي فيها قوة وعنف، مشدداً على أن العنف بصورة عامة عند الأطفال هو جزء من مفهوم العنف العام عند البشر والكائن البشري والحيواني، وهو جزء من هذا السلوك الذي يمتاز بالقوة والتهور وإبراز الشجاعة وإبراز الغلبة على الغير.
ويشير الصباغ الى أن هذا السلوك لا يوجد في كل المجتمعات بل يختلف، وهو ثقافة وحضارة وعادات وتقاليد اكتساب خبرة من خلال المجتمع الذي يعيشون فيه. ويبين أن المجتمع العراقي مر بظروف قاسية وحروب وعنف شديدة خلال الثلاثين سنة الأخيرة بداخل هذه الظروف تعلم الطفل على السلاح والعنف وإيذاء الآخرين على امتلاك الغير واستخدام اللعب كالأسلحة، كما نشاهد هذا من خلال رسوماتهم فهو يرسم الدبابة والمسدس وغيره ويضيف في ظاهرة رأيتها الآن خاصة في هذه الفترة فترة الأعياد نرى مجاميع وكأنها عصابات، يمكن أن نطلق عليها العصابات الكاذبة، لأنهم مجموعة من الأفراد يحملون مسدسات وهي غير مؤذية، مجرد مسدسات مائية أو مسدسات لعب.
من جهتها، ترى رئيسة قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بغداد ناهد عبدالكريم أن الإقبال على اقتناء اللعب النارية ظاهرة خطيرة يمارسها الأطفال، لها نتائج سلبية كثيرة على حياتهم وحياة الآخرين ومن ثم خلق نوع من الاضطراب لديهم "فالطفل لا يستطيع أن يعي ما تؤدي اليه هذه اللعبة فهو قد يتصورها لعبة يتسلى بها ولكن نتائجها وخيمة".
وتحصر الدكتورة ناهد عبدالكريم أسباباً عديدة لهذه الظاهرة منها تأثره بما يشاهده سواء في الوسط الذي يعيشه أو عن طريق وسائل الإعلام كالفضائيات او ما يشاهده في الشارع من خلال مرور الأرتال العسكرية سواء كانت أمريكية أم عراقية والطفل بطبيعته يحب التقليد وعن طريق الإيحاء وعن طريق العدوى الاجتماعية يمكن انتشار استعمال هذه اللعب بين الاطفال.
وناشدت الأسر أن تكون واعية لتصرفات أطفالها وما يستعملونه في ألعابهم، "وأن يكونوا على حذر من اقتناء لعب الاسلحة لأن لها نتائج وخيمة على حياة ابرياء".
وكانت نقابة أطباء العراق قد حذرت من هذه الالعاب بعد انتشار حالات الاصابة بالعيارات البلاستيكية خاصة في منطقة العين أثناء المعارك الوهمية بين الاطفال.