فتحت الباب و دخلت ، الكلّ ينظر إليك بذعر ، تشبّث الأطفال بأمّهاتهم و ساد صمت طويل ....
لم تقل شيئا ، رحت تبحث عن وجه قد تجد فيه فرحتك ، التفتّ ، أمّك هي أمّك ، نظرت إليك و أسرعت إلى غرفة مجاورة ثمّ اختفت ، أحسست برعشة تنهش قلبك ....لفحك نسيم حارّ و أصحاب -- الحوش – ينظرون إليك يبحثون عن ملامحك ....تحمّلت قليلا و خطوت نحوهم ، لكنّ أختك ضمّت طفليها و انصرفت هي الأخرى تفهّمت الموقف ...
..نظرت إليها ، خديجة الّتي كانت تسرع إليك تلتصق بصدرك فتخذلها الكلمات ....
هاهي اليوم تتفرّج على احتضارك و موتك المقرف بين البقايا ...... لم تستفد من غربتك سوى بهذا الدّاء ......و أيّ داء ؟؟؟؟
خديجة تشدّ على يديها تحاور نفسها بكلمات غير مفهومة ....لا تسمعها لكنّك تحنّ إلى حضنها دون أن تقول شيئا .....
حتّى أمّك و من لك غيرها ؟ انصرفت تراقبك و تبتلع ريقها مرّا ....تجمّدت من جديد و رميت بصرك إليها ، كم داعبت شعرك الأسود و هي أمامك تروي أحاديث قديمة ....
قل يا أحمد هل تعرف حلّ هذا اللّغز ؟؟؟؟
تبتسم ، لا تعرف الحلّ تحكّ أذنيك بعفوية و تضمّك إلى صدرها و عيناك تغرقان في نوم عميق .....
خديجة بكت يوم أعلمتها و عاهدتك بكلّ الأغاني الحزينة أن تعيش لك مهما حصل ....
الآن تشعر أنّ لغز الطّفولة صار سهلا جدّا .....
الصّمت في –الحوش—ينشر الرّعب في جسدك و يمنعك من لحظات وداع تليق بميّت يتسوّل الرّحمة ...
توقظك قطرات الماء تتساقط متناسقة من الحنفية العامّة ......
شيء آخر تحوّل إلى شبح مخيف ....أخيرا وجدت الحلّ .....لا تستطيع أن تتكلّم و لا أمّك تستطيع أن تسمعك ....
تمشي خطوة أخرى ، أصوات متداخلة تتزاحم في مقدّمة رأسك ...لا تقترب رجاء ؟؟؟؟
يرتفع بكاء الأطفال ....يتزايد الصّدى في دماغك ....تريد أن تخرج ....تسقط على الأرض ....تريد ماء ....تنادي أمّك تموت الكلمات في صدرك ....ترفع بصرك إلى خديجة ...إلى أمّك ...وجدت الحلّ ...نعم إنّها ......................لا أحد يسمعك.. تسرع أمّك من بعيد تذرف الدّموع و تلطم صدرها ....تناديك بأقصى اتّساع الحنجرة ....
لا أحد يسمعك ....تبصق بقايا كبدك و تنظر إلى أختك ...تنتشل بعض الطّاقة من أشلاء جسدك لتصنع ابتسامة لخديجة ....لا تستطيع ...ترتخي عضلاتك تستسلم لوضع جسدك العفوي ....تقذف أحشاءك ، كلّ أحشائك ....تعود لوضعك الأوّل فتحتضر بشجاعة ...تقف و تفتح ذراعيك و تنادي أمّك ...لكنّ أمّك لا ترى غير جثّة تهاوت ، تتذكّر أنّك غير قادر على الحركة ....ترى شيئا أبيض يقترب منك ...إنّه طبيبك / لا تقتربوا منه احذروا ...أطفالكم ....قططكم ....و كلابكم .....
تشعر بسخرية عميقة ، حتّى الكلاب ترفضك ....زمن أعوج ، الأسد يخاف من الدّيك ...تتذكّر أستاذ الفلسفة ---حدّثنا عن الخوف --- هل يعني ذلك أنّ الدّيك أقوى من الأسد ؟ لكن ....
لكنّك تردّد كلمات أخرى في أعماقك و تغمض عينيك و تموت للمرّة الأخيرة بين أهلك و كلابهم .
ليلى عامر 1998
لم تقل شيئا ، رحت تبحث عن وجه قد تجد فيه فرحتك ، التفتّ ، أمّك هي أمّك ، نظرت إليك و أسرعت إلى غرفة مجاورة ثمّ اختفت ، أحسست برعشة تنهش قلبك ....لفحك نسيم حارّ و أصحاب -- الحوش – ينظرون إليك يبحثون عن ملامحك ....تحمّلت قليلا و خطوت نحوهم ، لكنّ أختك ضمّت طفليها و انصرفت هي الأخرى تفهّمت الموقف ...
..نظرت إليها ، خديجة الّتي كانت تسرع إليك تلتصق بصدرك فتخذلها الكلمات ....
هاهي اليوم تتفرّج على احتضارك و موتك المقرف بين البقايا ...... لم تستفد من غربتك سوى بهذا الدّاء ......و أيّ داء ؟؟؟؟
خديجة تشدّ على يديها تحاور نفسها بكلمات غير مفهومة ....لا تسمعها لكنّك تحنّ إلى حضنها دون أن تقول شيئا .....
حتّى أمّك و من لك غيرها ؟ انصرفت تراقبك و تبتلع ريقها مرّا ....تجمّدت من جديد و رميت بصرك إليها ، كم داعبت شعرك الأسود و هي أمامك تروي أحاديث قديمة ....
قل يا أحمد هل تعرف حلّ هذا اللّغز ؟؟؟؟
تبتسم ، لا تعرف الحلّ تحكّ أذنيك بعفوية و تضمّك إلى صدرها و عيناك تغرقان في نوم عميق .....
خديجة بكت يوم أعلمتها و عاهدتك بكلّ الأغاني الحزينة أن تعيش لك مهما حصل ....
الآن تشعر أنّ لغز الطّفولة صار سهلا جدّا .....
الصّمت في –الحوش—ينشر الرّعب في جسدك و يمنعك من لحظات وداع تليق بميّت يتسوّل الرّحمة ...
توقظك قطرات الماء تتساقط متناسقة من الحنفية العامّة ......
شيء آخر تحوّل إلى شبح مخيف ....أخيرا وجدت الحلّ .....لا تستطيع أن تتكلّم و لا أمّك تستطيع أن تسمعك ....
تمشي خطوة أخرى ، أصوات متداخلة تتزاحم في مقدّمة رأسك ...لا تقترب رجاء ؟؟؟؟
يرتفع بكاء الأطفال ....يتزايد الصّدى في دماغك ....تريد أن تخرج ....تسقط على الأرض ....تريد ماء ....تنادي أمّك تموت الكلمات في صدرك ....ترفع بصرك إلى خديجة ...إلى أمّك ...وجدت الحلّ ...نعم إنّها ......................لا أحد يسمعك.. تسرع أمّك من بعيد تذرف الدّموع و تلطم صدرها ....تناديك بأقصى اتّساع الحنجرة ....
لا أحد يسمعك ....تبصق بقايا كبدك و تنظر إلى أختك ...تنتشل بعض الطّاقة من أشلاء جسدك لتصنع ابتسامة لخديجة ....لا تستطيع ...ترتخي عضلاتك تستسلم لوضع جسدك العفوي ....تقذف أحشاءك ، كلّ أحشائك ....تعود لوضعك الأوّل فتحتضر بشجاعة ...تقف و تفتح ذراعيك و تنادي أمّك ...لكنّ أمّك لا ترى غير جثّة تهاوت ، تتذكّر أنّك غير قادر على الحركة ....ترى شيئا أبيض يقترب منك ...إنّه طبيبك / لا تقتربوا منه احذروا ...أطفالكم ....قططكم ....و كلابكم .....
تشعر بسخرية عميقة ، حتّى الكلاب ترفضك ....زمن أعوج ، الأسد يخاف من الدّيك ...تتذكّر أستاذ الفلسفة ---حدّثنا عن الخوف --- هل يعني ذلك أنّ الدّيك أقوى من الأسد ؟ لكن ....
لكنّك تردّد كلمات أخرى في أعماقك و تغمض عينيك و تموت للمرّة الأخيرة بين أهلك و كلابهم .
ليلى عامر 1998