آخر تحديث: الثلاثاء, 14 سبتمبر/ أيلول, 2010, 15:47 GMT
جدل في لبنان بعد منع فيلم يتناول الحرب الأهلية
ندى عبد الصمد
بي بي سي لبنان
بي بي سي لبنان
إنه السجال نفسه يتكرر كل فترة حول قرار منع عمل فني عن الحرب الاهلية في لبنان بحجة أنه يهدد السلم الأهلي.
والعمل الذي شمله القرار هذه المرة يحمل عنوان "شو صار" وهو يندرج في اطار افلام الواقع.
يروي مخرج الفيلم دوغول عيد سيرته الذاتية، وكيف قتلت أمه ووالده وشقيقته أمام عينيه واخرون من افرد عائلته في مجزرة ارتكبت في خلال الحرب الاهلية.
ويقول مخرج الفيلم إن عمله يطرح موضوع الحرب الاهلية ليس من وجهة نظر طرف دون اخر، بل من وجهة نظر تعني كل لبناني، لان كل مواطن عانى تلك الحرب وعاش المجازر التى حصلت خلالها.
وينفي عيد أن يكون عمله يحمل أي تحريض وان هدفه هو قول الحقيقة ليس اكثر.
والحقيقة حسب عيد مؤلمة ولكنه يرى أن مراجعة الحرب تتطلب كلاما صريحا ومؤلما كما يقول.
كان عيد قد أرسل فيلمه إلى دائرة مراقبة الافلام في أغسطس/ اب الماضي بغية عرضه في مهرجان سينمائي شهدته العاصمة لكنه لم يسمع جوابا وطلب منه الانتظار.
ومع اقتراب المهرجان الثاني الذي ستشهده العاصمة "أيام بيروت السينمائية" ابلغ عيد قرار منع عرض الفيلم.
البلاغ كان شفهيا ومضمونه أن الفيلم يسمي أشخاصا واحزابا وأنه قد يعتبر تحريضيا ويجر الى ردود فعل لم يقنع التبرير عيد، إذ يقول انه يشاهد يوميا على شاشات التلفزة اللبنانية سياسيين يتحدثون بنبرة عالية قد تجر البلاد الى فتنة فهل تقف الفتنة على عمل فني؟ وتساءل عن أسباب عدم منع السياسين من التحريض.
أما العمل الفني بنظر عيد، فيهدف الى دفع الجيل القادم كي لا يقع في اخطاء وقع فيها السياسيون وغيرهم في لبنان.
لقد غادر عيد بلدته بعيد مقتل افراد عائلته قبل ثلاثين عاما ولم يعد إليها الا عند تصوير الفيلم.
وبينما كان يصور في قريته ويقابل اناسا عاشوا تلك المجزرة راى الشخص الذي يعتقد أنه قتل عائلته، تذكره من مشيته وتاكد من وجهه.
وفي الفيلم يواجه عيد هذا الشخص الذي بقي صامتا ومن دون تعليق وقد بادره بالقول " هل تذكرني؟" ثم افرغ ما في صدره من ألم كما قال.
وقد يكون هذا المشهد أحد الاسباب التى دفعت لمنع عرض الفيلم.
قرار المنع هذا اثار اعتراض الاوساط الثقافية كما هي الحال في كل مرة يمنع فيها عمل فني.
ويقول بيار ابي صعب رئيس تحرير الصفحة الثقافية في جريدة الاخبار الللبنانية إن "مراجعة الحرب الاهلية لم تتم يوما وهذا خطا لانه لا ينهي الحرب".
فقد جرى القفز فوق تلك المرحلة من دون معالجة لاثارها واسبابها، ومن دون معرفة ما الذي حصل كما يقول ابي صعب.
فهو يقول "فاذا لم نقم بتقييم ومراجعة حساباتنا مع الماضي فاننا نكون بذلك قد تجنبنا دفن تلك الحرب".
لا يعتبر منع فيلم دوغيل عيد الإجراء الوحيد من نوعه، فقد سبق ان تدخلت الكنيسة لوقف عرض مسلسل عن السيد المسيح اعتبرت انه اساءة له، وقبلها تدخل المجلس المذهبي للطائفة الدرزية لوقف عرض فيلم طيارة من ورق على الشاشة الصغيرة لانه يتحدث عن تفاصيل تعتبر مسيئة للطائفة، ومنذ سنوات منعت اغنية مارسيل خليفة انا يوسف يا ابي لانها تلحين لاية قرءانية.
http://www.bbc.co.uk/arabic/artandculture/2010/09/100914_lebanonfilmban_tc2.shtml