أجواء الحزن تتجلّى في مقابر القطاع
الحصار والانقسام والفقر.. ثالوث يجهض فرحة العيد في غزة
سكان غزة يشترون الحلويات بمناسبة العيد
غزة – هبة خلف
بقليل من الفرحة وكثير من الأمل بغد أفضل، استقبل الفلسطينيون في غزة عيد الفطر المبارك، الذي يحل هذا العام في ظل ظروف قاسية، لم تختلف عن السنوات الأربع الماضية التي شهدت حصاراً إسرائيلياً وانقساماً داخلياً دفع بسطاء غزة ثمنه غالياً، وسلب منهم فرحة العيد وغيرها من المناسبات.
أجواء الحزن تتجلّى في مقابر القطاع
وغابت أجواء البهجة المعتادة عن شوارع غزة مع سطوح شمس أول أيام العيد، رغم محاولات البعض إظهار عكس ذلك، وألقت الظروف الصعبة التي أثقلت كاهل الغزيين بظلالها، فيما كان العيد بالنسبة للبعض مناسبة لتجدد الألم والجرح مع تذكر أعزاء رحلوا إما في السجون، أو في المقابر التي اكتظت بالزائرين ممن فقدوا أبنائهم أو ذويهم خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة وبعدها.
أسواق بلا مشترين
وبدا لافتاً امتلاء أسواق غزة بالسلع والاحتياجات المختلفة رغم الحصار الذي تفرضه إسرائيل، لكن تكدس تلك البضائع لا يعبر بالضرورة عن حركة نشطة في الشراء، كما يقول أحد الباعة ويدعى جمال فرحان، ويعزو ذلك إلى نسبة الفقر المرتفعة في القطاع وعدم قدرة الكثير من الأسر على الشراء.
ويوضح فرحان لـ"العربية.نت"، أن سكان غزة أنهكوا خلال السنوات الأربعة الماضية، ولم يعد السواد الأعظم منهم قادراً على تلبية احتياجات أسرته في مناسبة كالعيد. ويضيف قائلاً: "معظم من يدخل السوق يشتري القليل أو يكتفي بالسؤال عن الثمن، قبل أن يغادر وقد بدت عليه علامات الحزن والأسف".
ويؤكد فهمي طه أن المناسبات الهامة كالعيد أصبحت بالنسبة له تعني المزيد من التكاليف والأعباء في ظل المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقه مع تدني دخله، فضلاً عن الارتفاع الكبير في الأسعار.
ويقول لـ"العربية.نت": "العيد مناسبة دينية هامة ومن المفترض أن يساهم في إسعاد أبنائنا وأطفالنا، لكن للأسف ظروفنا في غزة مختلفة عن أي مكان آخر، ورغم ذلك نحاول بقدر الإمكان رسم البسمة على وجوههم في حدود إمكاناتنا المحدودة".
وزادت نسبة الفقر والبطالة في غزة على نحو غير مسبوق في السنوات الأربع الماضية، بفعل التدمير الذي لحق بآلاف المصانع والمنشآت، فضلاً عن توقف عشرات الآلاف من العمال عن العمل داخل الخط الأخضر، بينما زادت الحرب التي شنتها إسرائيل قبل عام ونصف العام من حجم المعاناة ودفعت مئات الأسر للعيش دون مأوى وبحالة من الفقر المدقع.
"العيدية" غائبة
الإقبال على الحلويات
ورغم أن العيد يشكّل مناسبة للتزاور وصلة الأرحام، فإن كثيراً من الغزيين فضّلوا البقاء في منازلهم لعجزهم عن دفع ثمن تلك الزيارات، فقد اعتاد أهل غزة كما غيرهم على تقديم الهدايا والأموال للأطفال والنساء من أقاربهم، لكن عدم القدرة على ذلك دفع البعض لإلغاء الزيارات خوفاً من الإحراج.
ولعل أكثر الأماكن التي تشهد حركة نشطة في يوم العيد بغزة هي المقابر، إذ تحرص العديد من العائلات على زيارتها لقراءة الفاتحة على أضرحة أبنائهم الذي قتلتهم إسرائيل خلال السنوات الماضية، ليتحول العيد بالنسبة لتلك العائلات إلى يوم للدموع والحسرة وتذكّر أبنائهم الذين رحلوا وهم في ريعان الشباب.
وبالتزامن مع حلول العيد، أبت إسرائيل إلا أن تشارك أهل غزة به، ولكن على طريقتها الخاصة، إذ شنت في الساعات الأولى من الفجر سلسلة من الغارات على مناطق متفرقة من القطاع، دون أن تسفر عن وقوع إصابات بشرية، إلا أنها ألحقت أضراراً جسيمة بالممتلكات، وزرعت الرعب والفزع في قلوب الأطفال عشية العيد.
ويجمع أهل غزة على أن إنهاء الانقسام والصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس، سيكون بمثابة العيد الحقيقي، ويروا أن ذلك سيكفل لهم ولأبنائهم حياة أفضل، كون الانقسام ألقى بظلاله القاتمة على كل شيء، ولم يترك لهم مجالاً للاحتفال بأي مناسبة حتى لو كانت عيد الفطر.
الحصار والانقسام والفقر.. ثالوث يجهض فرحة العيد في غزة
سكان غزة يشترون الحلويات بمناسبة العيد
غزة – هبة خلف
بقليل من الفرحة وكثير من الأمل بغد أفضل، استقبل الفلسطينيون في غزة عيد الفطر المبارك، الذي يحل هذا العام في ظل ظروف قاسية، لم تختلف عن السنوات الأربع الماضية التي شهدت حصاراً إسرائيلياً وانقساماً داخلياً دفع بسطاء غزة ثمنه غالياً، وسلب منهم فرحة العيد وغيرها من المناسبات.
أجواء الحزن تتجلّى في مقابر القطاع
وغابت أجواء البهجة المعتادة عن شوارع غزة مع سطوح شمس أول أيام العيد، رغم محاولات البعض إظهار عكس ذلك، وألقت الظروف الصعبة التي أثقلت كاهل الغزيين بظلالها، فيما كان العيد بالنسبة للبعض مناسبة لتجدد الألم والجرح مع تذكر أعزاء رحلوا إما في السجون، أو في المقابر التي اكتظت بالزائرين ممن فقدوا أبنائهم أو ذويهم خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة وبعدها.
أسواق بلا مشترين
وبدا لافتاً امتلاء أسواق غزة بالسلع والاحتياجات المختلفة رغم الحصار الذي تفرضه إسرائيل، لكن تكدس تلك البضائع لا يعبر بالضرورة عن حركة نشطة في الشراء، كما يقول أحد الباعة ويدعى جمال فرحان، ويعزو ذلك إلى نسبة الفقر المرتفعة في القطاع وعدم قدرة الكثير من الأسر على الشراء.
ويوضح فرحان لـ"العربية.نت"، أن سكان غزة أنهكوا خلال السنوات الأربعة الماضية، ولم يعد السواد الأعظم منهم قادراً على تلبية احتياجات أسرته في مناسبة كالعيد. ويضيف قائلاً: "معظم من يدخل السوق يشتري القليل أو يكتفي بالسؤال عن الثمن، قبل أن يغادر وقد بدت عليه علامات الحزن والأسف".
ويؤكد فهمي طه أن المناسبات الهامة كالعيد أصبحت بالنسبة له تعني المزيد من التكاليف والأعباء في ظل المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقه مع تدني دخله، فضلاً عن الارتفاع الكبير في الأسعار.
ويقول لـ"العربية.نت": "العيد مناسبة دينية هامة ومن المفترض أن يساهم في إسعاد أبنائنا وأطفالنا، لكن للأسف ظروفنا في غزة مختلفة عن أي مكان آخر، ورغم ذلك نحاول بقدر الإمكان رسم البسمة على وجوههم في حدود إمكاناتنا المحدودة".
وزادت نسبة الفقر والبطالة في غزة على نحو غير مسبوق في السنوات الأربع الماضية، بفعل التدمير الذي لحق بآلاف المصانع والمنشآت، فضلاً عن توقف عشرات الآلاف من العمال عن العمل داخل الخط الأخضر، بينما زادت الحرب التي شنتها إسرائيل قبل عام ونصف العام من حجم المعاناة ودفعت مئات الأسر للعيش دون مأوى وبحالة من الفقر المدقع.
"العيدية" غائبة
الإقبال على الحلويات
ورغم أن العيد يشكّل مناسبة للتزاور وصلة الأرحام، فإن كثيراً من الغزيين فضّلوا البقاء في منازلهم لعجزهم عن دفع ثمن تلك الزيارات، فقد اعتاد أهل غزة كما غيرهم على تقديم الهدايا والأموال للأطفال والنساء من أقاربهم، لكن عدم القدرة على ذلك دفع البعض لإلغاء الزيارات خوفاً من الإحراج.
ولعل أكثر الأماكن التي تشهد حركة نشطة في يوم العيد بغزة هي المقابر، إذ تحرص العديد من العائلات على زيارتها لقراءة الفاتحة على أضرحة أبنائهم الذي قتلتهم إسرائيل خلال السنوات الماضية، ليتحول العيد بالنسبة لتلك العائلات إلى يوم للدموع والحسرة وتذكّر أبنائهم الذين رحلوا وهم في ريعان الشباب.
وبالتزامن مع حلول العيد، أبت إسرائيل إلا أن تشارك أهل غزة به، ولكن على طريقتها الخاصة، إذ شنت في الساعات الأولى من الفجر سلسلة من الغارات على مناطق متفرقة من القطاع، دون أن تسفر عن وقوع إصابات بشرية، إلا أنها ألحقت أضراراً جسيمة بالممتلكات، وزرعت الرعب والفزع في قلوب الأطفال عشية العيد.
ويجمع أهل غزة على أن إنهاء الانقسام والصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس، سيكون بمثابة العيد الحقيقي، ويروا أن ذلك سيكفل لهم ولأبنائهم حياة أفضل، كون الانقسام ألقى بظلاله القاتمة على كل شيء، ولم يترك لهم مجالاً للاحتفال بأي مناسبة حتى لو كانت عيد الفطر.