علماء يوصون بالحوار والتكافل بين المسلمين في أمريكا
واشنطن- أحمد الشيتي
مشروع إفطار الصائم لما فيه من تقرب إلى المولى عز وجل، وزيادة في سجل حسنات المسلم كان دعوة خطباء المراكز الإسلامية في صلاة الجمعة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال الدكتور زياد محمود في المركز الإسلامي في ولاية فرجينيا إن "هذا المشروع الذي يساهم فيه أصحاب الأيادي البيضاء يعمل على تلاحم أفراد المجتمع ويشعر الفقراء بأن الميسورين يفكرون فيهم وأنهم جزء لا يتجزأ من نسيج مجتمعنا الكبير ويخفف من آلامهم ويساعد على إيجاد فرص عمل للقادرين صحيا منهم من خلال هذه الموائد".
وأضاف محمود: هذا المشروع الخيري الكبير يدعم أواصر التلاحم والتكافل الاجتماعي ويعطي انطباعا بأن المجتمع المسلم في أمريكا لا ينسى المحتاجين وغير القادرين.
من جانبه أوضح أستاذ الحوار بين الأديان الشيخ ناصر عبد القدوس: مشروع إفطار الصائم أو مائدة الرحمن هو تطبيق لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من فطر صائما كان له مثل أجرهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئا"، وهذه دعوة للاستفادة من قيمة موائد الرحمن ولكن يبقى سؤال: ما هو مصدر المال الذي ينفق صاحب المائدة منه خاصة إذا كان يعمل في وظيفة ليست فوق مستوى الشبهات؟
رمضان في سطور التحليل النفسي
وفي حديث عن السلوك الرمضاني في شهر الصوم أكد الدكتور أحمد الربيعي قائلا: بالنسبة لنظرة الفقراء لموائد الرحمن فهي نظرة إيحابية وتفاؤلية لأن مفهومها يعني المساواة والعدالة وألا يوجد فرق بين غني وفقير وبالتالي تدعم أواصر المحبة بين الطرفين ويشعر المسلم الغني بأخيه المسلم الفقير، وهذا يعود على الفقير بمشاعر نفسية طيبة ويدعم صورة الذات داخل الفقير ،فتصبح قوية لإحساسه بأن الآخرين يعينونه في أزماته كما تمنحه إحساسا بالأمان والمشاركة الاجتماعية وارتفاعا في تقدير الذات.
وتابع الربيعي: لا ننسى أن الفقير فرد من أفراد المجتمع، وشعوره بأنه جزء لا يتجزأ يمنحه صورة القبول الاجتماعي، ولموائد الرحمن آثار نفسية على الفرد كونها تخفف لديه الشعور بالهامشية وتمنحه شعورا بالبهجة والسرور لأن هناك من يهتمون به ومن أهم ما تدعمه موائد الرحمن التكافل الاجتماعي وتخفف عن الفقير العصبية والتوتر والضيق والبعد عن الأفكار العدوانية وإيذاء نفسه وإيذاء الآخرين.
تأثيرات اجتماعية إيجابية
ويقول أستاذ علم اجتماع الأسرة الدكتور أحمد هلال: لرمضان آثار وتأثيرات نفسية إيجابية وتمتد اجتماعيا ومن هذه الآثار الاجتماعية موضوع التراحم والتآلف والتكافل، وكلها صور حث عليها الدين الإسلامي ومن هذا المنطلق نؤكد أن ظاهرة موائد الرحمن أو الإفطار الجماعي ظاهرة صحية محببة خاصة إذا شارك فيها أهالي المنطقة الفقراء طعامهم وهذا يعطي انطباعا بأن المجتمع المسلم لا ينسى الفقراء وعابري السبيل والمحتاجين لأن الكل يسعى وراء حسن الثواب وهذه الظاهرة من المفروض أن تمتد طوال العام ولا تقتصر على شهر رمضان فقط، وهناك جزء من العائلات تتبع هذا الأسلوب فإذا مر ببابها محتاج أو عامل منحته وجبة غذائية وماء وطلبت منه أن يحصل على جزء من الراحة حتى يستطيع إكمال مهام عمله.
تشجّع على اعتناق الإسلام
كما أكد لـ"العربية.نت" كمال نور الدين في المركز الإسلامي في ولاية إنديانا: في رأيي أن موائد الرحمن تشجع الأجانب على اعتناق الإسلام لأنهم يلمسون أنه دين رحمة ومحبة والشعور بالفقير، كما أنها تعطي للغرب صورة حضارية عن المسلمين لأن معظم القنوات الفضائية تنقل هذه المظاهر الاحتفالية على الهواء مباشرة وهي رسالة للمتعصبين منهم ضد الدين الإسلامي ليفهموا ويستوعبوا أن المسلمين ليسوا إرهابيين يعدون السلاح من أجل الغدر بأصدقائهم كما يشيعون ويروجون بل إن أمة الإسلام غنية وتقدر الصائمين وتمد لهم موائد الطعام ولا تفرق بين مسلم ومن يعتنق أي ديانة أخرى فالجائع عليه ان يجلس ويأكل ويكرم، هذه هي شيم المسلمين المتمسكين بعراقة دينهم وسنة نبيهم وتعاليم قرآنهم.
فيما أوضح نادر حسين عالم دين باكستاني مقيم في ولاية فرجينيا الأمريكية قائلا: في الحقيقة مشروع إفطار الصائم عمل إنساني مفيد ونبيل ولكن يحتاج إلى دعم أكبر، فبعض شركات الأغذية والمطاعم لا تستوعب الهدف والمغزى من وراء هذه الموائد وترفع أسعار الوجبات للضعف وكأن شهر رمضان هو شهر لتعويض خسائر العام كله حتى لو كان على حساب الفقراء والمحتاجين وأناشد كل شخص قادر على المساهمة المادية أو العينية في موائد الرحمن لكي يكسب ثوابا عظيما ويربح دعاء ملايين المسلمين وغير المسلمين ويعتبرها في النهاية جزءا من الزكاة التي فرضها الإسلام على الصائمين.
تبادل الحوار
ويقول الشيخ محمد مسعود في المركز الإسلامي في واشنطن: "نحن كمسلمين بحاجة إلى مثل هذه المناسبات الدينية للتجمع وتبادل الحوار في قضايانا المصيرية، ولا يوجد أفضل من موائد الرحمن مكانا لفتح باب المناقشات وسماع الآراء المتباينة. وأتمنى هذا العام وجود بعض المشايخ والدعاة على المائدة لكي يفسروا للمسلمين وغير المسلمين ما استعصى عليهم من فهم الأحاديث النبوية والسور القرآنية لكي تتحول المائدة الرمضانية إلى حلقة ثقافية كبرى لأن حشو البطون لا يغني عن استنارة العقول وهذا هو المطلوب.
واشنطن- أحمد الشيتي
مشروع إفطار الصائم لما فيه من تقرب إلى المولى عز وجل، وزيادة في سجل حسنات المسلم كان دعوة خطباء المراكز الإسلامية في صلاة الجمعة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال الدكتور زياد محمود في المركز الإسلامي في ولاية فرجينيا إن "هذا المشروع الذي يساهم فيه أصحاب الأيادي البيضاء يعمل على تلاحم أفراد المجتمع ويشعر الفقراء بأن الميسورين يفكرون فيهم وأنهم جزء لا يتجزأ من نسيج مجتمعنا الكبير ويخفف من آلامهم ويساعد على إيجاد فرص عمل للقادرين صحيا منهم من خلال هذه الموائد".
وأضاف محمود: هذا المشروع الخيري الكبير يدعم أواصر التلاحم والتكافل الاجتماعي ويعطي انطباعا بأن المجتمع المسلم في أمريكا لا ينسى المحتاجين وغير القادرين.
من جانبه أوضح أستاذ الحوار بين الأديان الشيخ ناصر عبد القدوس: مشروع إفطار الصائم أو مائدة الرحمن هو تطبيق لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من فطر صائما كان له مثل أجرهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئا"، وهذه دعوة للاستفادة من قيمة موائد الرحمن ولكن يبقى سؤال: ما هو مصدر المال الذي ينفق صاحب المائدة منه خاصة إذا كان يعمل في وظيفة ليست فوق مستوى الشبهات؟
رمضان في سطور التحليل النفسي
وفي حديث عن السلوك الرمضاني في شهر الصوم أكد الدكتور أحمد الربيعي قائلا: بالنسبة لنظرة الفقراء لموائد الرحمن فهي نظرة إيحابية وتفاؤلية لأن مفهومها يعني المساواة والعدالة وألا يوجد فرق بين غني وفقير وبالتالي تدعم أواصر المحبة بين الطرفين ويشعر المسلم الغني بأخيه المسلم الفقير، وهذا يعود على الفقير بمشاعر نفسية طيبة ويدعم صورة الذات داخل الفقير ،فتصبح قوية لإحساسه بأن الآخرين يعينونه في أزماته كما تمنحه إحساسا بالأمان والمشاركة الاجتماعية وارتفاعا في تقدير الذات.
وتابع الربيعي: لا ننسى أن الفقير فرد من أفراد المجتمع، وشعوره بأنه جزء لا يتجزأ يمنحه صورة القبول الاجتماعي، ولموائد الرحمن آثار نفسية على الفرد كونها تخفف لديه الشعور بالهامشية وتمنحه شعورا بالبهجة والسرور لأن هناك من يهتمون به ومن أهم ما تدعمه موائد الرحمن التكافل الاجتماعي وتخفف عن الفقير العصبية والتوتر والضيق والبعد عن الأفكار العدوانية وإيذاء نفسه وإيذاء الآخرين.
تأثيرات اجتماعية إيجابية
ويقول أستاذ علم اجتماع الأسرة الدكتور أحمد هلال: لرمضان آثار وتأثيرات نفسية إيجابية وتمتد اجتماعيا ومن هذه الآثار الاجتماعية موضوع التراحم والتآلف والتكافل، وكلها صور حث عليها الدين الإسلامي ومن هذا المنطلق نؤكد أن ظاهرة موائد الرحمن أو الإفطار الجماعي ظاهرة صحية محببة خاصة إذا شارك فيها أهالي المنطقة الفقراء طعامهم وهذا يعطي انطباعا بأن المجتمع المسلم لا ينسى الفقراء وعابري السبيل والمحتاجين لأن الكل يسعى وراء حسن الثواب وهذه الظاهرة من المفروض أن تمتد طوال العام ولا تقتصر على شهر رمضان فقط، وهناك جزء من العائلات تتبع هذا الأسلوب فإذا مر ببابها محتاج أو عامل منحته وجبة غذائية وماء وطلبت منه أن يحصل على جزء من الراحة حتى يستطيع إكمال مهام عمله.
تشجّع على اعتناق الإسلام
كما أكد لـ"العربية.نت" كمال نور الدين في المركز الإسلامي في ولاية إنديانا: في رأيي أن موائد الرحمن تشجع الأجانب على اعتناق الإسلام لأنهم يلمسون أنه دين رحمة ومحبة والشعور بالفقير، كما أنها تعطي للغرب صورة حضارية عن المسلمين لأن معظم القنوات الفضائية تنقل هذه المظاهر الاحتفالية على الهواء مباشرة وهي رسالة للمتعصبين منهم ضد الدين الإسلامي ليفهموا ويستوعبوا أن المسلمين ليسوا إرهابيين يعدون السلاح من أجل الغدر بأصدقائهم كما يشيعون ويروجون بل إن أمة الإسلام غنية وتقدر الصائمين وتمد لهم موائد الطعام ولا تفرق بين مسلم ومن يعتنق أي ديانة أخرى فالجائع عليه ان يجلس ويأكل ويكرم، هذه هي شيم المسلمين المتمسكين بعراقة دينهم وسنة نبيهم وتعاليم قرآنهم.
فيما أوضح نادر حسين عالم دين باكستاني مقيم في ولاية فرجينيا الأمريكية قائلا: في الحقيقة مشروع إفطار الصائم عمل إنساني مفيد ونبيل ولكن يحتاج إلى دعم أكبر، فبعض شركات الأغذية والمطاعم لا تستوعب الهدف والمغزى من وراء هذه الموائد وترفع أسعار الوجبات للضعف وكأن شهر رمضان هو شهر لتعويض خسائر العام كله حتى لو كان على حساب الفقراء والمحتاجين وأناشد كل شخص قادر على المساهمة المادية أو العينية في موائد الرحمن لكي يكسب ثوابا عظيما ويربح دعاء ملايين المسلمين وغير المسلمين ويعتبرها في النهاية جزءا من الزكاة التي فرضها الإسلام على الصائمين.
تبادل الحوار
ويقول الشيخ محمد مسعود في المركز الإسلامي في واشنطن: "نحن كمسلمين بحاجة إلى مثل هذه المناسبات الدينية للتجمع وتبادل الحوار في قضايانا المصيرية، ولا يوجد أفضل من موائد الرحمن مكانا لفتح باب المناقشات وسماع الآراء المتباينة. وأتمنى هذا العام وجود بعض المشايخ والدعاة على المائدة لكي يفسروا للمسلمين وغير المسلمين ما استعصى عليهم من فهم الأحاديث النبوية والسور القرآنية لكي تتحول المائدة الرمضانية إلى حلقة ثقافية كبرى لأن حشو البطون لا يغني عن استنارة العقول وهذا هو المطلوب.