في الذكرى الثامنة للاحتلال الغاشم..الأمين العام لهيئة علماء المسلمين يوجه رسالة مفتوحة الى الشعب العراقي
جدد الشيخ الدكتور حارث الضاري الامين العام لهيئة علماء المسلمين تأكيده على اهمية الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الأمريكية من العراق نهاية العام الحالي، وعدم تمديد بقاء قواعده العسكرية في هذا البلد الجريح.
ودعا الشيخ الضاري في رسالة مفتوحة وجهها اليوم الى الشعب العراقي بمناسبة الذكرى الثامنة للاحتلال السافر الذي قادته الإدارة الأمريكية ضد العراق عام 2003، رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي الى الرحيل .. واصفا إياه بأنه من أكثر الذين حكموا العراق على مدى تاريخه، إجراما وفسادا وسفكا للدماء وتبعية لأعداء العراق وشعبه الذي اتخذ قرار المواجهة بعد صبر طويل على الخديعة والتضليل، ويأس من الإصلاح الموعود.
وأكد أن المسؤولين الحكوميين في المجالس الثلاثة ( الرئاسة، والوزراء، والنواب ) مشاركون للمالكي مشاركة تامة في جرائمه الوحشية التي ارتكبها ضد الشعب العراقي، وانتهاكاته الصارخة لحقوق الإنسان، وفي فساده الإداري والمالي والأمني، وغير ذلك من وجوه الدمار التي يشهدها العراق في ظل استبداده بالسلطة .. موضحا ان المشاركين للمالكي في الحكم، يعطونه الغطاء للاستمرار في السلطة ، سواء رضوا بسياسته أم لم يرضوا، عارضوه إعلاميا أم لم يعارضوه.
وطالب الشيخ الضاري، منتسبي الأجهزة الحكومية المختلفة بان لا يكونوا أداة إرهاب وبطش في ايدي جلادي الشعب العراقي ، وسارقي قوته وأمواله، وأن يعلموا أنهم جزء من هذا الشعب ويفترض فيهم أن يعملوا على خدمته، وتوفير الأمن الحقيقي له .
كما دعا الأمين العام للهيئة، النظام الإيراني إلى الكف عن تدخله السافر في شؤون العراق المختلفة، وإيقاف دعمه للقوى الشريرة التي تعبث بأمن هذا البلد واستقراره وتتسبب في الكثير من مآسيه وأحزانه .. موضحا إن المصلحة الحقيقية وطويلة الأمد لهذا النظام هي مع الشعب العراقي صاحب الأرض والسيادة، وليس مع شرذمة فاسدة لم يعد لها أي رصيد في صفوف هذا الشعب بكل مكوناته.
وأعاد الشيخ الضاري إلى أذهان العراقيين ، ما سببه الاحتلال البغيض وعملائه الأذلاء من ويلات ومصائب ما زالوا يعيشونها حتى اليوم .. مشيرا إلى أن العراق فقد خلال السنوات الثماني الماضية نحو مليوني شهيد، وأكثر من ( 800 ) ألف سجين ومعتقل لا يعرف مصير أكثرهم حتى الآن، وما يزيد عن مليون أرملة وخمسة ملايين يتيم، وسبعة ملايين مهاجر ومهجر خارج العراق وداخله، إضافة إلى استمرار الاعتقالات الجائرة والاغتيالات بالمتفجرات والمفخخات والكواتم التي تحصد يوميا العشرات من أرواح العراقيين الأبرياء الذين يعيش عشرات الآلاف منهم تحت خط الفقر نتيجة تفاقم البطالة، فضلا عن انتشار الأمية، والأمراض الفتاكة بسبب إهمال الممسكين بزمام السلطة، وعدم تفكيرهم في معالجة هذه الآفات الاجتماعية الخطيرة.
وحيا الدكتور الضاري في رسالته الانتفاضة الشعبية وثورة الشباب السلمية التي تطالب بالتغيير، وإنهاء المعاناة والظلم، وتحرير السجناء المعتقلين الأبرياء في سجون الاحتلال، والسجون السرية والعلنية للحكومة الحالية، والقضاء على الفساد المستشري في جميع مفاصل الحياة، ومحاكمة المفسدين، وتوفير الخدمات وغير ذلك من المطالب العادلة .. محذرا أبناء العراق الاصلاء من الوثوق بالوعود الكاذبة التي يطلقها المسؤولون في الحكومة الحالية، وضرورة الاستمرار في التظاهرات والاعتصامات حتى تحقيق مطالبهم المشروعة .
وفي ختام رسالته دعا الأمين العام لهيئة علماء المسلمين، العراقيين كافة إلى المشاركة الواسعة في التظاهرات التي ستنظم يوم غد السبت " يوم استعادة الكرامة والخلاص "، للمطالبة برحيل المحتل الغاصب من ارض الرافدين الطاهرة نهائيا، ورحيل المالكي وحكومته التي لا تحظى بأية شرعية .. متضرعا إلى الباري جل في علاه أن يتغمد شهداء المقاومة العراقية الأبرار وشهداء الانتفاضة الأحرار، وكل شهداء العراق بواسع رحمته وان يلهم ذويهم الصبر الجميل، وان يمنّ سبحانه وتعالى على السجناء والمعتقلين بالفرج القريب .
يتبع
منقول
منقول