12.08.2010
برلين تحيي ذكرى ضحايا الجدار الذي سقط إلى غير رجعة
في مثل هذا اليوم قبل 46 عاما تم البدء في بناء جدار برلين الذي قسم ألمانيا إلى شطرين والعالم إلى معسكرين وخلف وراءه عدداً كبيراً من الضحايا. برلين أحيت اليوم ذكرى الضحايا الذين سقطوا أثناء محاولتهم عبور الجدار.
بناء الجدار عام 1961
شهد يوم 13 أغسطس/آب من عام 1961 بداية تشييد جدار برلين، الذي مثل فيما بعد حدا فاصلا، ليس بين شطري ألمانيا فحسب، بل وبين المعسكرين، الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق والغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وكان زعماء الأحزاب الشيوعية فيما كان يسمى بدول الكتلة الشرقية قد اجتمعوا في موسكو في بداية شهر أغسطس/آب عام 1961 وقرروا إغلاق الحدود بين شطري ألمانيا، وهو ما تم بالفعل في الثاني عشر من الشهر نفسه، حيث أصدر رئيس ألمانيا الشرقية آنذاك، فالتر أولبريشت أوامره بإغلاق الحدود مع غرب ألمانيا والبدء ببناء الجدار.
وقد قسم الجدار العاصمة الألمانية برلين إلى جزأين شرقي وغربي. وتم بناءه من ألواح أسمنتية بطول 155 كيلومتراً ومتوسط ارتفاع بلغ 3.60 مترا وشمل أبراجاً للمراقبة. امتدت حياة الجدار لما يقرب من 30 عاما، إلى أن سقط في 9 من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1989 قبيل إعادة توحدي شطري ألمانيا.
عدد ضحايا تقسيم ألمانيا في تزايد!
الجدار الذي قسم العاصمة الالمانية إلى
شطرين والعالم إلى معسكرين
شطرين والعالم إلى معسكرين
وفي ذكرى هذا الحدث، أكدت الجمعية التي يطلق عليها "الثالث عشر من أغسطس/ آب" أن ضحايا تقسيم الألمانيتين منذ بداية الاحتلال السوفيتي للطرف الشرقي من ألمانيا عام 1945 وحتى انهيار جدار برلين في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989 وصل إلى 1245 شخص. وقالت الكسندرا هايلدبراندت مسؤولة الجمعية إن 768 من بين هؤلاء الضحايا لقوا حتفهم بعد إنشاء جدار برلين، مشيرة إلى أن 40 منهم كانوا من الأطفال أو الفتيان بينما بلغ عدد الضحايا من النساء 70 امرأة، وأضافت مسؤولة الجمعية قائلة أن هذا العدد "مع الأسف ليس نهائيا". من ناحيته قال مركز بحوث التاريخ المعاصر في مدينة بوتسدام القريبة من برلين إنه توصل إلى أن 133 شخصا قضوا ضحايا لنظام ألمانيا الشرقية في الفترة مابين 1961 و 1989، مشيرا أن من بين هؤلاء أطفال تقل أعمارهم عن 16 عام.
أين ذهب الجدار؟
انهيار الستار الحديدي عام 1989
واليوم ينقب الكثير من زوار برلين في المدينة لرؤية ما تبقى من الجدار ويندهشون من قلة ما يعثرون عليه. تساؤلات الزوار دفعت السياسيين إلى الاهتمام الجدي بتاريخ الحائط وبمحاولات توثيقه، وذلك كما ترى جابريلا كامهاوزن المسؤولة في اتحاد "جدار برلين". ففي فترة التسعينات قل اهتمام الساسة بالجدار وتداعياته على التاريخ الألماني، وحلت فترة زمنية ساد فيها النفور من الانشغال بهذا الفصل الدامي من فصول التاريخ الألماني. وابتعد الجميع عن أي شيء يعكر صفو الفرحة بالوحدة، لذلك لم يتبقَ من الجدار سوى أجزاء قليلة في برلين، ما عدا ذلك يجد الزائر علامات في الطريق تشير إلى المكان الذي كان يوجد فيه الجدار سابقا.
آفاق جديدة بعد زوال الجدار
لكن ذكرى الجدار لا توجد في الأحجار التي تبقت منه، وإنما في القصص والمصائر التي ارتبطت به، وهي ذكرى لا تهم الزائر فحسب، بل تهم أبناء المدينة أيضا من صغار السن الذين لم يشهدوا الجدار ولم يعايشوه. السيدة كامهاوزن تقول "كلما مرت الأعوام كلما ظهرت أسئلة جديدة. الجيل الجديد يثير أسئلة لم تخطر على عقولنا قبل ذلك". لذلك على الأرجح قررت بلدية مدينة برلين مؤخرا توسيع وتحديث النصب التذكاري للجدار في شارع بيرناور بمنطقة فيدنج، بعد 46 عاما من بناء الجدار و18 عاما على سقوطه.
دويتشه فيله + وكالات (ع.ج.م)
http://www.dw-world.de/dw/article/0,,2737062,00.html