الجمعة، 30 تموز/يوليو 2010، آخر تحديث 15:33 (GMT+0400)
عبدالله الثاني والأسد ببيروت لبحث التوتر بملف الحريري
الأسد مع عبدالله في لقاء سابق
بيروت، لبنان (CNN) -- وصل العاهل السعودي، الملك عبدالله الثاني، والرئيس السوري بشار الأسد إلى بيروت الجمعة، في زيارة هي غير مسبوقة لناحية الشكل والتوقيت، إذ أنهما وصلا على طائرة واحدة من دمشق، في وقت يشهد فيه لبنان حالة من التوتر الداخلي جراء توقع صدور قرار من المحكمة الدولية الناظرة باغتيال رئيس الحكومة السابق، رفيق الحريري، يشير بأصابع الاتهام لحزب الله.
وشهدت العاصمة اللبنانية منذ ساعات الصباح الأولى إجراءات أمنية مشددة، وانتقلت كبار قادة الدولة إلى المطار بطوافة لهذه الأسباب، في الوقت الذي انشغلت فيه الأوساط السياسية بما نقله التلفزيون الإسرائيلي عن عزم المحكمة الدولية توجيه الاتهام بقضية الحريري إلى القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين، صهر قائد الجناح العسكري بالحزب، عماد مغنية، الذي اغتيل بدمشق عام 2008.
وقالت القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ستتهم بدر الدين، دون أن توضح مصدر الخبر، مشيرة إلى أن بدر الدين، يحمل الاسم الحركي "إلياس صعب" وكانت السلطات الكويتية قد اعتقلته في الثمانينات.
وبالتزامن مع هذه التطورات، تواصلت المواقف السياسية الداخلية في بيروت، فتحدث عضو المكتب السياسي لحركة أمل الشيعية المتحالفة مع حزب الله، أيوب حميد، قائلاً إن الزيارات العربية إلى لبنان "سيكون لها مفاعيل ايجابية على صعيد تجاوز الاشتباكات السياسية الداخلية وتجاوز من يهول على لبنان من حروب نفسية."
وقال حميد إنه من الحكمة "أن يتجاوز الجميع الكثير من الأمور وإن كانت شخصية، لان بقاء الوطن ومصلحته أسمى من الجميع.
أما نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، فقد قال إن اتهام الحزب باغتيال الحريري "مؤامرة إسرائيلية - أميركية على المقاومة، لأن الحزب بعيد عن هذا النمط وهذا العمل."
ورأى قاسم أن القرار الإتهامي "يعد جزءا من الضغط على حزب الله لإضعافه ونحن لا نتعامل مع تعديل إقليمي دولي يسعى لإيصالنا إلى مرحلة تقييدنا لاتهامنا وإدخالنا في لعبة الأمم."
وتابع قاسم: "ما حصل حتى الآن تزوير للحقائق ولم تصل المحكمة للقرار الصحيح ومن البداية نحن خارج الاتهام ولسنا خائفين من أي استحقاق ولنا الحق بالدفاع عن أنفسنا بكل الوسائل المتاحة ولن نكون في خانة الاتهام."
أما القوى المنضوية ضمن تحالف "14 آذار" الذي يمثل الغالبية النيابية، بقيادة رئيس الوزراء الحالي سعد الدين الحريري، فقد انتقدت مواقف حزب الله، كما جاء في إعلان المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار، أحد أحزاب هذا التحالف الذي هاجم ما وصفها بـ" الحملة الإعلامية القائمة على ضرب صدقية المحكمة."
وأضاف البيان: "نرفض الخيار الأوحد أو بالأحرى اللاخيار الذي يسعى حزب الله إلى فرضه على اللبنانيين بمعادلة ظالمة: فإما انقلابهم على المحكمة واستطرادا على الشرعية الدولية وإلغاؤها، وإما تحمل تبعة تشبثهم بها."
وكان العاهل السعودي قد وصل إلى العاصمة السورية دمشق الخميس، وعقد جلسة مباحثات مع الأسد تناولت "مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك والإرادة المشتركة لدى الجانبين لمواصلة هذه المسيرة والعمل معا لمواجهة تحديات الأمة العربية وخدمة قضاياها العادلة" وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء السورية.
وأكد الأسد وعبدالله الثاني حرصهما على "دعم مسيرة التوافق التي شهدها لبنان منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ودعم كل ما يسهم في تثبيت استقراره ووحدته وتعزيز الثقة بين أبنائه."
http://arabic.cnn.com/2010/middle_east/7/30/abdullah.assad/index.html