الاثنين، 19 تموز/يوليو 2010، آخر تحديث 23:59 (GMT+0400)
بريطاني ينام في العراء بصيف دبي بسبب ديون البنوك
وارنر في الحديقة التي ينام بها
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كل الأحلام كانت ممكنه في هذا المكان قبل عامين، فإمارة دبي التي تضم أعلى ناطحة سحاب بالعالم وأفخم الفنادق والمرافق جذبت مئات الآلاف من الراغبين بالعيش بترف، قبل أن يتفجر فقاعة الديون بشركات الإمارة ومن فيها.
وما قصة البريطاني نيكولاس وارنر إلا واحدة منها، فقد حصل على مبالغ كبيرة كديون شخصية وبطاقات ائتمان قبل أن يفقد وظيفته العام الماضي ليجد نفسه مضطراً للنوم في الشارع دون جواز سفره الموجود لدى الشرطة بانتظار دفع ديونه، منضماً إلى مئات العالقين في هذه الدوامة بعيدة عن أوطانهم.
ويقول ورنر إنه بدأ أول الأمر بالنوم في سيارته، من ثم باشر النوم في الحديقة لعدم توفر المال لديه لشراء الوقود وتشغيل المحرك وجهاز التبريد.
وبجسب ورنر، فإن "بنك الإمارات دبي الوطني،" اتهمه بأخذ قرض والفرار خارج البلد كما حصل مع الآلاف من الأجانب الذين فقدوا وظائفهم في الإمارات في ذروة الأزمة المالية العالمية، ولكن ورنر يشدد على أنه سافر في عطلة ومن ثم عاد إلى دبي لتعتقله الشرطة بسبب بلاغ من المصرف، وتضع يدها على جواز سفره.
وجرى الإفراج عن ورنر في وقت لاحق، لكن القضية أدت إلى خسارته وظيفة في منصب مستشار استراتيجي لدى شركة للعلاجات البديلة لعدم رغبة رب عمله في تحمل تبعات ديونه.
ورد "بنك الإمارات دبي الوطني" على قضية ورنر ببيان مكتوب لـCNN قال فيه: "لدى السيد نيكولاس ورنر العديد من القروض والالتزامات المالية مع المصرف، وقد عجز عن سداد عدة دفعات، وقد سعى المصرف إلى القيام بعدة محاولات لحل القضية بشكل ودي."
وأضاف البيان: "السيد ورنر للأسف لم يعلم المصرف بوضعه المالي الصعب، كما غادر البلاد في وقت لاحق دون أن يخطر المصرف بشكل مسبق أو يقدم اقتراحاً مقبولاً للتسوية، ولذلك لم يكن لدى المصرف من خيارات سوى اللجوء إلى الوسائل القانونية المطبقة وتسليم القضية للسلطات المختصة."
وختم البنك بالتأكيد على انه "يتعاطف مع الزبائن الذين وجدوا أنفسهم في وضع يعجزون معه عن سداد ديونهم، وهو يقوم بكل الجهود الممكنة لمساعدتهم على معالجة هذه القضية بشكل مقبول من الجميع،" مؤكداً أن كل ما يقوم به حالياً يتوافق مع التعهدات المصرفية التي وقع عليها ورنر.
ولكن البريطاني العالق في حدائق دبي يرد بالقول: "قضيتي مستمرة منذ سبعة أشهر.. كان بوسعهم تسليم الجوازات لأي شركة توظفني."
وقال ورنر إن السفارة البريطانية رفضت مساعدته ودعته إلى تحمل مسؤولية قروضه، مضيفاً: "هناك المئات من الباكستانيين والهنود والفلبينيين لديهم نفس المشكلة، وتعرفت على شخص غربي لديه نفس الوضع ومشكلته أكبر."
وعن النوم في العراء بصيف دبي الملتهب قال ورنر ساخراً، "الأمر ليس بالسوء الذي يتصوره البعض، في الليل هناك بعض النسيم.. وعموماً ليس عندي خيار آخر.. الحرارة في الخارج تصل إلى 51 درجة تقريباً، وأحاول خلال النهار تجنب الوقوف في الشمس.
قد يكون ورنر من بين القلة المحظوظة التي وجدت طريقها إلى الإعلام لعرض مشاكلها ..لكن هناك من تغربوا بعد أن باعت عائلاتهم الغالي والنفيس لتشتري لهم تذكرة سفر إلى أرض الأحلام.. ليجدوا أنفسهم وسط المأساة يسعون لجمع ثمن تذكرة العودة حتى إلى الفقر.
http://arabic.cnn.com/2010/entertainment/7/19/warner.debt/index.html