الثلاثاء، 06 تموز/يوليو 2010، آخر تحديث 20:26 (GMT+0400)
الزعيم الروحي محمد حسين فضل الله يوارى الثرى بمشاركة عشرات الآلاف
نعش فضل الله محمولا على الأكتاف
بيروت، لبنان (CNN)-- شيع عشرات الآلاف من اللبنانيين المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله، في موكب كبير سار في شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، الذي تولى الجانب التنظيمي من المسيرة، وسط حداد ساد البلاد بقرار من الحكومة اللبنانية.
وانطلق الموكب من منزل فضل الله إلى مسجد "الحسنين،" الذي كان المرجع الراحل قد أشرف شخصياً على تشييده، وجرى دفنه في صحن المسجد، لتنتهي بذلك صفحة من التاريخ اللبناني الحديث الذي كان فضل الله أحد علاماته الفارقة سياسياً ودينياً قبل رحيله لأحد عن 75 عاماً، جراء نزيف داخلي حاد.
وأم الصلاة على فضل الله شقيقه محمد علي، وهو أيضاً رجل دين بارز، ونقلت التقارير الإعلامية أن حشد التشييع سار على وقع تسجيلات تبث مواقفه وخطبه حول المقاومة والقضية الفلسطينية والوحدة الإسلامية وغيرها من المواقف، وسط قرع أجراس كنائس مجاورة.
وشارك في التشييع وفد رفيع المستوى من المسؤولين الإيرانيين، ضم أمين مجلس صيانة الدستور، أحمد جنتي، ونائب الرئيس الإيراني، مسعود زريبافان، وعدد من النواب، إلى جانب ممثلين عن دول عربية وإسلامية بينها العراق والإمارات.
وتوق موكب التشييع في الموقع والمكان الذي تعرض فيه فضل الله لمحاولة اغتيال عام 1985.
وكان حزب الله قد نعى في بيان فور رحيل العلامة واصفاً فيه فقدانه بـ"الخسارة الكبيرة التي منيت به ساحاتنا مع تأكيده ببقاء علمه وجهاده ومواقفه نبراساً للمجاهدين الأحرار."
وجاء في البيان: "وهو الذي وقف بكل جرأة ووضوح نصيراً للمقاومة ضد العدو الصهيوني وللمجاهدين الأبطال، حيث تشهد الساحة تحديه وتصديه للإحتلال وأفعاله الإجرامية، والأثمان التي دفعها نتيجة لمواقفه، وعبَّر عن رفضه لمؤامرات الاستكبار."
وتضمن البيان:" لقد كان من أبرز الداعين والملحِّين إلى الوحدة الإسلامية محارباً التفرقة والفتنة، وعاش مع الناس في شؤونهم وشجونهم وتوجيهاتهم،" وفق موقع قناة "المنار" التابعة لحزب الله.
ونعاه رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، في بيان جاء فيه: "يخسر لبنان بغياب العلامة السيد محمد حسين فضل الله مرجعية وطنية وروحية كبرى،اسهمت اسهاما فعالا في ترسيخ قيم الحق والعدل لمقاومة الظلم، واضافت إلى الفكر الإسلامي صفحات مميزة ستتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل."
وكانت شائعات قد انتشرت الجمعة مفادها وفاته، إلا أن مسؤولا في مكتب المرجع الديني أكد لـCNN، أن فضل الله، يرقد في إحدى مستشفيات العاصمة بيروت "في حالة حرجة"، ونفى مكتبه، في ذات الوقت تقارير إعلامية تحدثت عن وفاته.
يُذكر أن فضل الله، الذي ولد بمدينة "النجف" العراقية عام 1935، قبل أن ينتقل للإقامة في لبنان عام 1966، يعاني منذ سنوات من الإصابة بمرض السكري، وارتفاع في ضغط الدم، إلا أنه ليس من المعروف بعد سبب النزيف الداخلي المفاجئ الذي تعرض له الجمعة.
وبعد انتقاله إلى لبنان قبل 44 عاماً، أسس فضل الله "حوزة المعهد الشرعي الإسلامي"، كما حصل على لقب "آية الله العظمى"، وهو لقب يطلق على كل ما يحصل على درجة "الاجتهاد" في "الفقه الشيعي"، وقد جمع فتاواه في كتاب "فقه الشريعة" المكون من ثلاثة أجزاء.
وهناك "اختلافات اجتهادية" بين فضل الله وعدد من المراجع الشيعية الأخرى، لدرجة أن البعض لا يقرون له بالمرجعية، ويعتبرونه بأنه "ضال ومضل"، كما تعرض لعدة محاولات اغتيال.
http://arabic.cnn.com/2010/middle_east/7/6/lebanon.fadlallah/index.html