آخر تحديث: الثلاثاء, 1 يونيو/ حزيران, 2010, 21:35 GMT
إسرائيل تقول إنها سترحل الرعايا الأجانب الذين كانوا على متن "أسطول الحرية"
أعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان اسرائيل سترحل جميع الرعايا الأجانب الذين اعتقلتهم الاثنين على متن أسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات انسانية الى قطاع غزة واعترضته القوات الاسرائيلية في عرض البحر المتوسط.
قال بعض من كان حاضرا إنه لم يعاين
استخدام سلاح ناري أو أبيض
استخدام سلاح ناري أو أبيض
وقال المكتب في بيان ان "جميع الرعايا الاجانب الذين كانوا على متن الأسطول وتم اعتقالهم سيتم ترحيلهم اعتبارا من مساء الثلاثاء".
وأضاف البيان أن هذا القرار اتخذته الحكومة الأمنية (سبعة وزراء) برئاسة نتنياهو.
وحسب الإذاعة العسكرية الاسرائيلية، فان عمليات الترحيل ستنتهي الخميس. والقسم الاكبر من ركاب الأسطول الـ650 شخصا من التابعية التركية.
مطالبة بالتحقيق
وقد أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تأييدها قيام اسرائيل بالتحقيق في الهجوم على السفن التي كانت تنقل مساعدات انسانية الى قطاع غزة, الا انها شددت على ضرورة تمتع هذا التحقيق بـ"المصداقية".
وشددت كلينتون على ان واشنطن "ستواصل بحث هذه الافكار" في الاسابيع المقبلة مع اسرائيل وباقي "الشركاء الدوليين".
والتقت كلينتون الثلاثاء على مدى اكثر من ساعتين صباح الثلاثاء نظيرها التركي احمد داود أوغلو.
من جهة أخرى، دعا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف الى إجراء تحقيق بالغ الدقة لحادثة الهجوم اسرائيلي على " اسطول الحرية " وذلك في تصريح ادلي به في مدينة روستوف على الدون حيث جرت قمة " روسيا - الاتحاد الاوروبي" .
ووصف ميدفيديف مقتل الناس جراء استيلاء العسكريين الاسرائيليين على " قافلة السلام " المتوجهة الى قطاع غزة بأنه " أمر لا مبرر له و لا يمكن التعويض عنه".
وبدوره قال رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومباي أن الاتحاد يطالب باجراء تحقيق مفصل في الحادث، وبضمان حرية تنقل الناس والبضائع من القطاع واليه.
على صعيد آخر نُشر يوم الثلاثاء بيان مشترك لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونائبة رئيس الاتحاد الاوروبي كاترين إيشتون، جاء فيه أن " روسيا الاتحادية والاتحاد الاوروبي يعبران عن اسفهما لسقوط قتلى اثناء العملية العسكرية الاسرائيلية بحق الاسطول المتوجه الى قطاع غزة، ويطالبان باجراء تحقيق شامل".
شهادات
وقد أثارت روايات شهود عيان كانوا على متن سفن أسطول المساعدات عندما هوجم من قبل قوات الكوماندوز الإسرائيلية التشكك في الرواية الإسرائيلية عن هذه الأحداث التي خلفت مقتل 10 أشخاص على الأقل.
فقد أكدت النائبة في الكنيست الإسرائيلي حنين زعبي من عرب إسرائيل والتي كانت ضمن المشاركين في حملة أسطول الحرية أن إطلاق النار على ركاب السفينة بدأ قبل عملية إنزال كوماندوز البحرية الإسرائيلية على السفينة، وقبل أن يحصل أي احتكاك بين الجنود وبين ركاب السفينة.
كما أكدت أيضا أن إثنين من الجرحى قد نزفوا حتى الموت نتيجة عدم تلقي المساعدة الطبية لهما، رغم المطالبة المستمرة من قبل النائبة زعبي بإسعافهما.
وأضافت "أنه كان من المتوقع أن يتم وقف الأسطول، ولكن ليس بهذه الكثافة العسكرية وبهذه المعدات وهذا الهجوم الفظيع على 600 مشارك في الحملة، وهم مدنيون وبرلمانيون وناشطو سلام تعاملت معهم إسرائيل ووصفتهم سلفا، ومنذ انطلاق الأسطول، بأنهم "إرهابيون" وذلك لتبرير العدوان عليهم".
وأوضحت زعبي أن الهجوم على السفينة وقع في المياه الدولية، على بعد 130 ميلا، قرابة الساعة الرابعة والربع فجرا حيث طلب من من الركاب ارتداء سترات النجاة، وعدم التواجد على سطح السفينة، إلا أن عملية الإنزال بدأت بشكل خاطف وسريع، وخلال أقل من 10 دقائق كان هناك 3 قتلى وعشرات الجرحى.
وقالت زعبي "إنها لم تر أي راكب يحمل عصا، أو آلة حادة وأن الهجوم الإسرائيلي أعطى انطباعا بأن شيئا كبيرا سيحدث".
وأضافت أنه تمت السيطرة على غرفة القيادة بعد ساعة ونصف، وتم إدخال جميع الركاب إلى قاعات كبيرة وقاموا بتقييد الجميع، ما عدا النساء وكبار السن، وقاموا بإجراء تفتيش جسدي على الناس واستخدموا الكلاب في عملية التفتيش، ولكنهم لم يعثروا على أية قطعة سلاح.
أما نورمان بيخ المواطن الألماني المعني بالقضية الفسطينية، فقال إنه لم يعاين سوى عصيا خشبية لُوِح بها عندما نزل الجنود على السفينة.
وتقول إسرائيل إن جنودها هوجموا بـ"السكاكين، والهراوات وأسلحة أخرى" وإنهم فتحوا النار دفاعا عن النفس.
ويعترض بيخ على هذه الرواية قائلا: "لم تكن العملية دفاعا عن النفس، أنا شخصيا رأيت عصيين اثنين ونصف استخدمت ليس أكثر ... لم يكن هناك أي شيء آخر في واقع الأمر. لم نر أبدا أي سكين."
وأضاف السياسي الألماني بعد عودته إلى برلين ملفوفا في بطانية زرقاء: "هذا هجوم على مهمة إنسانية في مياه دولية... لقد كان قرصنة واضحة."
وقالت زميلته ومواطنته إينجه هوجر إنهما كانا على متن السفينة لأهداف "سلمية".
وواصلت قائلة: "كنا نريد نقل مساعدات إلى غزة، ولا أحد كان يحمل سلاحا."
"كنا مدركين أن الرحلى لن تكون رحلة استجمام عبر البحر لتسليم الغذاء إلى غزة. لكننا لم نكن نتوقع مثل هذا الصنف من الوحشية."
بيرم كايلون العائد لتوه إلى إسطنبول، كان من بين ركاب سفينة الركاب "مافي مرمرة" حيث سقط كل إن لم يكن جل القتلى.
يروي كايلون في شهادته: " القبطان... قال لنا ’إنهم يُطلقون النار عشوائيا، إنهم يهشمون النوافذ ويقتحمون. لهذا عليكنم أن تخرجوا من هناك في أسرع وقت ممكن.‘ كانت هذه آخر محادثة معه."
وتقول مصادر دبلوماسية في أنقرة إن أربعة من القتلى على الأقل أتراك.
تنديد
واثار الهجوم الإسرائيلي على السفن الست –التي أبحرت من قبرص في محاولة لفك الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة- تنديدا واسعا.
وفي سياق ردود الفعل، طلب الأمين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فو راسموسن الثلاثاء من إسرائيل الإفراج "فورا" عن السفن والمدنيين الذين ما زالوا محتجزين بعد الهجوم العسكري.
وقال الأمين العام بعد اجتماع خاص لسفراء الحلف الاطلسي في بروكسل بناء على طلب تركيا، "أضم صوتي إلى نداءي الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي لإجراء تحقيق سريع ومحايد ويتسم بالمصداقية والشفافية حول الحادث".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من جانبه إسرائيل إلى رفع الحصار عن قطاع غزة و"المسؤول عن الهجوم الاسرائيلي الدامي على أسطول الحرية".
وقال المسؤول الأممي لوكالة الأنباء الفرنسية: "لو أخذ الإسرائيليون دعوتي ودعوة الأسرة الدولية لرفع الحصار عن غزة في الاعتبار لما وقع هذا الحادث المأساوي ".
وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا في اعلان غير ملزم أعقب جلسة طارئة إلى تحقيق غير منحاز عن الهجوم الاسرائيلي وطالب بالإفراج عن سفن الأسطول الست ومئات المدنيين المعتقلين.
وأضاف مون قائلا: "إنها مسألة آخذها على محمل الجد (...) وفور عودتي إلى نيويورك سأجري محادثات حول نوع التدابير الواجب اتخاذها من اجل فتح تحقيق شامل حول هذا الحادث".
وفي تطور ذي صلة، اندلعت أعمال العنف مجددا في القطاع، حيث قتل خمسة فلسطينيين.
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2010/06/100601_flotilla_gaza_israel_turkey_witness_tc2.shtml