الكلمة .. ابداع والتزام
إدارة منتدى (الكلمة..إبداع وإلتزام) ترحّب دوماً بأعضائها الأعزاء وكذلك بضيوفها الكرام وتدعوهم لقضاء أوقات مفيدة وممتعة في منتداهم الإبداعي هذا مع أخوة وأخوات لهم مبدعين من كافة بلداننا العربية الحبيبة وكوردستان العراق العزيزة ، فحللتم أهلاً ووطئتم سهلاً. ومكانكم بالقلب.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الكلمة .. ابداع والتزام
إدارة منتدى (الكلمة..إبداع وإلتزام) ترحّب دوماً بأعضائها الأعزاء وكذلك بضيوفها الكرام وتدعوهم لقضاء أوقات مفيدة وممتعة في منتداهم الإبداعي هذا مع أخوة وأخوات لهم مبدعين من كافة بلداننا العربية الحبيبة وكوردستان العراق العزيزة ، فحللتم أهلاً ووطئتم سهلاً. ومكانكم بالقلب.
الكلمة .. ابداع والتزام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكلمة .. ابداع والتزام

منتدى للابداع .. ثقافي .. يعنى بشؤون الأدب والشعر والرسم والمسرح والنقد وكل ابداع حر ملتزم ، بلا انغلاق او اسفاف

منتدى الكلمة .. إبداع وإلتزام يرحب بالأعضاء الجدد والزوار الكرام . إدارة المنتدى ترحب كثيراً بكل أعضائها المبدعين والمبدعات ومن كافة بلادنا العربية الحبيبة ومن كوردستان العراق الغالية وتؤكد الإدارة بأن هذا المنتدى هو ملك لأعضائها الكرام وحتى لزوارها الأعزاء وغايتنا هي منح كامل الحرية في النشر والاطلاع وكل ما يزيدنا علماً وثقافة وبنفس الوقت تؤكد الإدارة انه لا يمكن لأحد ان يتدخل في حرية الأعضاء الكرام في نشر إبداعاتهم ما دام القانون محترم ، فيا هلا ومرحبا بكل أعضاءنا الرائعين ومن كل مكان كانوا في بلداننا الحبيبة جمعاء
اخواني واخواتي الاعزاء .. اهلا وسهلا بكم في منتداكم الابداعي (الكلمة .. إبداع وإلتزام) .. نرجوا منكم الانتباه الى أمر هام بخصوص أختيار (كلمة المرور) الخاصة بكم ، وهو وجوب أختيار (كلمة المرور) الخاصة بكم كتابتها باللغة الانكليزية وليس اللغة العربية أي بمعنى ادق استخدم (الاحرف اللاتينية) وليس (الاحرف العربية) لان هذا المنتدى لا يقبل الاحرف العربية في (كلمة المرور) وهذا يفسّر عدم دخول العديد لأعضاء الجدد بالرغم من استكمال كافة متطلبات التسجيل لذا اقتضى التنويه مع التحية للجميع ووقتا ممتعا في منتداكم الابداعي (الكلمة .. إبداع وإلتزام) .
إلى جميع زوارنا الكرام .. أن التسجيل مفتوح في منتدانا ويمكن التسجيل بسهولة عن طريق الضغط على العبارة (التسجيل) أو (Sign Up ) وملء المعلومات المطلوبة وبعد ذلك تنشيط حسابكم عن طريق الرسالة المرسلة من المنتدى لبريدكم الالكتروني مع تحياتنا لكم
تنبيه هام لجميع الاعضاء والزوار الكرام : تردنا بعض الأسئلة عن عناوين وارقام هواتف لزملاء محامين ومحاميات ، وحيث اننا جهة ليست مخولة بهذا الامر وان الجهة التي من المفروض مراجعتها بهذا الخصوص هي نقابة المحامين العراقيين او موقعها الالكتروني الموجود على الانترنت ، لذا نأسف عن اجابة أي طلب من أي عضو كريم او زائر كريم راجين تفهم ذلك مع وافر الشكر والتقدير (إدارة المنتدى)
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» شقق مفروشة للايجار بأفضل المستويات والاسعار بالقاهرة + الصور 00201227389733
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Emptyالأربعاء 05 فبراير 2020, 3:45 am من طرف doniamarika

» تفسير الأحلام : رؤية الثعبان ، الأفعى ، الحيَّة ، في الحلم
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Emptyالأحد 15 ديسمبر 2019, 3:05 pm من طرف مصطفى أبوعبد الرحمن

»  شقق مفروشة للايجار بأفضل المستويات والاسعار بالقاهرة + الصور 00201227389733
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Emptyالخميس 21 نوفمبر 2019, 4:27 am من طرف doniamarika

»  شقق مفروشة للايجار بأفضل المستويات والاسعار بالقاهرة + الصور 00201227389733
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 4:19 am من طرف doniamarika

» شقق مفروشة للايجار بأفضل المستويات والاسعار بالقاهرة + الصور 00201227389733
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 4:17 am من طرف doniamarika

» تصميم تطبيقات الجوال
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Emptyالخميس 07 يونيو 2018, 5:56 am من طرف 2Grand_net

» تصميم تطبيقات الجوال
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Emptyالخميس 07 يونيو 2018, 5:54 am من طرف 2Grand_net

» تحميل الاندرويد
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Emptyالثلاثاء 05 يونيو 2018, 3:35 am من طرف 2Grand_net

» تحميل تطبيقات اندرويد مجانا
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Emptyالثلاثاء 22 مايو 2018, 2:42 am من طرف 2Grand_net

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
pubarab
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

المواضيع الأكثر نشاطاً
تفسير الأحلام : رؤية الثعبان ، الأفعى ، الحيَّة ، في الحلم
مضيفكم (مضيف منتدى"الكلمة..إبداع وإلتزام") يعود إليكم ، ضيف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني ، مبدعنا ومشرفنا المتألق العزيز الاستاذ خالد العراقي من محافظة الأنبار البطلة التي قاومت الأحتلال والأرهاب معاً
حدث في مثل هذا اليوم من التأريخ
الصحفي منتظر الزيدي وحادثة رمي الحذاء على بوش وتفاصيل محاكمته
سجل دخولك لمنتدى الكلمة ابداع والتزام بالصلاة على محمد وعلى ال محمد
أختر عضو في المنتدى ووجه سؤالك ، ومن لا يجيب على السؤال خلال مدة عشرة أيام طبعا سينال لقب (اسوأ عضو للمنتدى بجدارة في تلك الفترة) ، لنبدأ على بركة الله تعالى (لتكن الاسئلة خفيفة وموجزة وتختلف عن أسئلة مضيف المنتدى)
لمناسبة مرور عام على تأسيس منتدانا (منتدى "الكلمة..إبداع وإلتزام") كل عام وانتم بألف خير
برنامج (للذين أحسنوا الحسنى) للشيخ الدكتور أحمد الكبيسي ( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) يونس) بثت الحلقات في شهر رمضان 1428هـ
صور حصرية للمنتدى لأنتخابات نقابة المحامين العراقيين التي جرت يوم 8/4/2010
صور نادرة وحصرية للمنتدى : صور أنتخابات نقابة المحامين العراقيين التي جرت يوم 16/11/2006

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 2029 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو ن از فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 54777 مساهمة في هذا المنتدى في 36583 موضوع

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين)

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين)




(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على الإنترنت)



الكتاب : المراجعات
تأليف : الامام السيد عبد الحسين شرف الدين
يوجد في: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 14/321، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 3/119 ح1162 غاية المرام ص539 (باب) 45 ط ايران، الغدير للأميني: 3/177، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/73 ط مصطفى محمد بمصر و: 1/68 ط آخر، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/30، فرائد السمطين للحمويني: 1/177.
وذكره في احقاق الحق: 5/624، أرجح المطالب لعبيدالله الحنفي: 598 ط لاهور.
ونقله في الغدير: 3/178 عن: المناقب لابن مردوية، فضائل الصحابة للسمعاني، ربيع الأبرار للزمخشري.
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
«
رحم الله علياً، اللهم أدر الحق معه حيث دار».
يوجد في: صحيح الترمذي: 5/297 ح3798، المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري: 3/124، المناقب للخوارزمي الحنفي: 56 ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 3/117 ح1159 و1160 غاية المرام: 539 (باب) 45 ط ايران، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/572 أفست بيروت على ط مصر، و: 10/270 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/62 ط الميمنية بمصر، الفتح الكبير للنبهاني: 2/131، جامع الأصول لابن الأثير: 9/420 فرائد السمطين للحمويني: 1/176.
وذكره في احقاق الحق: 5/626 عن: المحاسن والمساوي للبيهقي: 41 ط بيروت، الأنصاف للباقلاني: 58 ط القاهرة، المناقب لعبدالله الشافعي: 28 مخطوط، الجمع بين الصحاح لزرين ج3 مخطوط، تاريخ الاسلام للذهبي: 2/198 ط مصر، مفتاح النجا للبدخشي مخطوط، شرح ديوان أمير المؤمنين للمبيدي: 180 مخطوط، أرجح المطالب للشيخ عبيدالله الحنفي: 599 ط لاهور...
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال مشيراً الى علي بن أبي طالب عليه السلام «الحق مع ذا الحق مع ذا».
(16/3)
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Preview_html_m6e23a4e9
راجع: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 3/119 ح1161؛ مجمع الزوائد: 7/35، الغدير: 3/179.
عن عبدالله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
«
الحق مع علي بن أبي طالب حيث دار».
راجع: فرائد السمطين للحمويني الشافعي: 1/177 ح139.
--- ...
الصفحة 302 ... ---
--- ...
الصفحة 303 ... ---
عليه وآله وسلم: «علي مني بمنزلة رأسي من بدني(1) »(2) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم، في حديث عبدالرحمن بن عوف(3) : «والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة، أو لأبعثن اليكم رجلاً مني أو كنفسي... الحديث؛
____________
(1)
أخرجه الخطيب من حديث البراء، والديلمي من حديث ابن عباس، ونقله ابن حجر في صفحة 75 من صواعقه، فراجع الحديث 35 من الأربعين حديثاً التي أوردها في الفصل الثاني من الباب 9 من صواعقه (منه قدس).
(2)
يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/375 ح870، الصواعق المحرقة لابن حجر: 123 ط المحمدية وص75 الميمنية، نور الأبصار للشبلنجي: 73 ط السعيدية بمصر وص73 ط العثمانية، اسعاف الراغبين للصبان المطبوع بهامش نور الأبصار: 158 ط السعيدية وص143 ط العثمانية، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 180 و185 254 و284 ط اسلامبول وص212 و219 و303 و341 ط الحيدرية و: 2/4 و10 و79 و109 ط العرفان بصيدا، المناقب للخوارزمي الحنفي: 87 و91 ط الحيدرية، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 92 ح135 و136، الجامع الصغير للسيوطي: 2/56 ط الميمنية و: 2/140 ح5596 ط مصطفى محمد، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/30، الرياض النضرة للطبري الشافعي: 2/214.
(16/4)


وفي احقاق الحق: 5/236 عن: فردوس الأخبار الديلمي، المناقب المرتضوية: 88 ط بمبي، كنوز الحقائق: 18 ط بولاق مفتاح النجا في مناقب آل العبا للبدخشي: 28 و43 مخطوط، مشارق الأنوار للحمزاوي: 91 ط الشرقية بمصر، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 7/12 ط السعادة بمصر، انتهاء الأفهام: 213.
وقريب من هذا اللفظ يوجد في: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافي: 92 ح135 و136، ذخائر العقبى للمحب الطبري الشافعي: 63.
(3)
وهو الحديث 6133 ص405 من الجزء 6 من كنز العمال وحسبك حجة على أن علياً كنفس رسول الله آية المباهلة على ما فصله الرازي في معناها من تفسيره الكبير ـ مفاتيح الغيب ـ ص488 من جزئه الثاني، ولا يفوتنك ما ذكرناه من مباحث الآية من كلمتنا الغراء. (منه قدس).
--- ...
الصفحة 304 ... ---
وآخره ـ فأخذ بيد علي، فقال: هذا هو»(1) ، الى ما لا يحصى من أمثال هذه السنن، وهذه فائدة جليلة ألفت اليها كل غوّاص على الحقائق، كشاف عن الغوامض، موغل في البحث بنفسه لنفسه، لا يتبع الا ما يفهمه من لوازم تلك السنن المقدسة، بقطع النظر عن العاطفه، والسلام.
ـ ش ـ
--- ...
الصفحة 304 ... ---
المراجعة 51
14
المحرم سنة 1330
معارضة الأدلة بمثلها
ربما عارضكم خصومكم بالسنن الواردة في فضائل الخلفاء الثلاثة الراشدين(2) ، وبما جاء منها في فضائل أهل السوابق من المهاجرين والأنصار، فما تقولون؟
ـ س ـ
____________
(1)
يوجد في: السمتدرك على الصحيحين للحاكم: 2/120، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/368 ح867 و868، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/163 وص134، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي: 75 ط الميمنية وص124 ط المحمدية بمصر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 40 و285 ط اسلامبول وص44 و341 ط الحيدرية و: 1/38 و110 ط العرفان بصيدا، كنز العمال للمتقي الهندي: 15/144 ح412 ط2، عبقات الأنوار قسم حديث الثقلين: 1/276.
(16/5)
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Preview_html_m6e23a4e9
وذكره في احقاق الحق: 6/451 عن: أرجح المطالب للشيخ عبيدالله الحنفي: 446 ط لاهور، انتهاء الأفهام ص212، مفتاح النجا للبدخشي: 28 مخطوط. وقريب منه يوجد في: خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 89 ط الحيدرية وص32 ط بيروت، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 40 الحيدرية، الاستيعاب لابن عبدالبر بهامش الاصابة: 3/46، المناقب للخوارزمي الحنفي: 81.
ويأتي أن علياً كنفس الرسول تحت رقم (763) فراجع.
(2)
فضائل الخلفاء
أكثر هذه الفضائل والأحاديث مكذوبة وموضوعة راجع في ذلك: الغدير للمرحوم العلامة الأميني: 5/297 الى ص375 ط بيروت و: 7/87 ـ 114 وص237 ـ 329 و: 8/30 ـ 96 ط بيروت فانه يذكر جملة من الأحاديث مع التصريح بوضعها وكذبها من أعلام القوم. و: 9/218 ـ 396 و: 10/137 ط بيروت، كتاب (أبو هريرة) للسيد عبدالحسين شرف الدين: 28 و29 و30 و36 و37 و38 و117 و135 و136 و137 ط الحيدرية.
--- ...
الصفحة 305 ... ---
المراجعة 52
15
المحرم سنة 1330
دفع دعوى المعارضة
نحن نؤمن بفضائل أهل السوابق من المهاجرين والأنصار كافة رضي الله عنهم ورضوا عنه، وفضائلهم لا تحصى ولا تستقصى، وحسبهم ما جاء في ذلك من آيات الكتاب وصحاح السنة، وقد تدبرناه اذ تتبعناه فما وجدناه ـ كما يعلم الله عز وجل ـ معارضاً لنصوص علي، ولا صالحاً لمعارضة شيء من سائر خصائصة. نعم ينفرد خصومنا برواية أحاديث في الفضائل لم تثبت عندنا، فمعارضتهم ايانا بها مصادرة، لا تنتظر من غير مكابر متحكم، اذ لا يسعنا اعتبارها بوجه من الوجوه، مهما كانت معتبرة عند الخصم؛ ألا ترى أنا لا نعارض خصومنا بما أنفردنا بروايته، ولا نحتج عليهم الا بما جاء من طريقهم كحديث الغدير ونحوه، على أنا تتبعنا ما انفرد به القوم من أحاديث الفضائل، فما وجدنا فيه شيئاً من المعارضة، ولا فيه أي دلالة على الخلافة، ولذلك لم يستند اليه ـ في خلافة الخلفاء الثلاثة ـ أحد، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 53
(16/6)
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Preview_html_m6e23a4e9
16 المحرم سنة 1330
التماسه حديث الغدير
وتكرر منك ذكر الغدير، فاتل حديثه من طريق أهل السنة نتدبره، والسلام.
--- ...
الصفحة 306 ... ---
المراجعة 54
18
المحرم سنة 1330
شذرة من شذور الغدير
أخرج الطبراني وغيره بسند مجمع على صحته(1) ، عن زيد بن أرقم، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بغدير خم تحت شجرات، فقال: «أيها الناس يوشك أن أدعى فأجيب(2) ، واني مسؤول(3) ، وانكم مسؤولون(4) ، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجاهدت ونصحت فجزاك الله خيراً، فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق، وأن ناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت، وأن السعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد، ثم قال: يا أيها
____________
(1)
صرح بصحته غير واحد من الأعلام، حتى اعترف بذلك ابن حجر اذ أورده نقلاً عن الطبراني وغيره في أثناء الشبهة الحاديثة عشرة من الشبهة التي ذكرها في الفصل الخامس من الباب الأول من الصواعق ص25 (منه قدس).
(2)
انما نعى اليهم نفسه الزكية تنبيهاً الى أن الوقت قد استوجب تبليغ عهده، واقتضى الأذان بتعيين الخليفة من بعده وأنه لا يسعه تأخير ذلك مخافة أن يدعى فيجيب قبل احكام هذه المهمة التي لا بد له من احكامها، ولا غنى لأمته عن اتمامها (منه قدس).
(3)
لما كان عهده الى أخيه ثقيلاً على أهل التنافس والحسد والشحناء والنفاق أراد صلى الله عليه وآله وسلم ـ قبل أن ينادي بذلك ـ أن يتقدم في الاعتذار اليهم تأليفاً لقلوبهم واشفاقاً من معرة أقوالهم وأفعالهم، فقال: واني مسؤول ليعلموا أنه مأمور بذلك ومسؤول عنه، فلا سبيل له الى تركه. وقد أخرج الامام الواحدي في كتابه أسباب النزول بالاسناد الى أبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (منه قدس).
(16/7)
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Preview_html_m6e23a4e9
(4) لعله أشار بقوله صلى الله عليه وآله وسلم، وانكم مسؤولون، الى ما أخرجه الديلمي وغيره كما في الصواعق وغيرها ـ عن ابن سعيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: وقفوهم انهم مسؤولون عن ولاية علي، وقال الامام الواحدي: انهم مسؤولون عن ولاية علي وأهل البيت، فيكون الغرض من قوله: وانكم مسؤولون، تهديد أهل الخلاف لوليه ووصيه (منه قدس).
--- ...
الصفحة 307 ... ---
الناس ان الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا اولى بهم من أنفسهم(1) ، فمن كنت مولاه(2) ، فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم قال: يا أيها الناس اني فرطكم، وانكم واردون على الحوض؛ حوض أعرض مما بين بصري الى صنعاء، فيه عدد النجوم قد حان من فضة، واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله تعالى، وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض اهـ.(3) »(4) .
____________
(1)
تدبر هذه الخطبة من تدبرها، وأعطى التأمل فيها حقه، فعلم أنها ترمي الى أن ولاية علي من أصول الدين كما عليه الامامية، حيث سألهم أولاً، فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله؟ الى أن قال: وأن الساعة آتية لا ريب فيه، وأن الله يبعث من في القبور، ثم عقب ذلك بذكر الولاية ليعلم أنها على حد تلك الأمور التي سألهم عنها فأقروا بها، وهذا ظاهر لكل من عرف أساليب الكلام ومغازيه من أولي الأفهام (منه قدس).
(2)
قوله: وأنا أولى، قرينة لفظية، على أن المراد من المولى انما هو الأولى، فيكون المعنى: أن الله أولى بي من نفسي وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ومن كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه (منه قدس).
(16/Cool
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Preview_html_m6e23a4e9
(3) هذا لفظ الحديث عن الطبراني وابن جرير والحكيم الترمذي عن زيد بن أرقم، وقد نقله ابن حجر عن الطبراني وغيره باللفظ الذي سمعته، وأرسل صحته ارسال المسلمات، فراجع ص25 من الصواعق (منه قدس).
(4)
خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الغدير:
برواية حذيفة بن أسيد الغفاري الصحابي الجليل. أخرج الطبراني في المعجم الكبير: عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع: نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا ثم بعث اليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد اليهن فصلى تحتهن ثم قام فقال:
«
يا أيها الناس اني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي الا نصف عمر الذي يليه من قبله واني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب واني مسؤول وانكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ قالوا نشهد انك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيراً.
فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: اللهم اشهد. ثم قال: ايها الناس ان الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعني علياً رضي الله عنه ـ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
ثم قال: يا أيها الناس اني فرطكم وانكم واردون علي الحوض؛ حوض أعرض ما بين بصرى وصنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا (لن يفترقا) حتى يردا علي الحوض».
(16/9)
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Preview_html_m6e23a4e9
توجد هذه الخطبة في: الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي المكي الشافعي: 25 ط الميمنية بمصر وص41 ـ 42 ط المحمدية بمصر وصحح الحديث، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/164، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/45 ح545، كنز العمال للمتقي الهندي: 1/168 ح959 ط2، الغدير للأميني: 1/26 ـ 27، عبقات الأنوار مجلد حديث الثقلين ج1 مجلد12 ص312 ط أصفهان و: 1/156 ط قم، نوادر الأصول للحكيم الترمذي الشافعي: 289 ط مصر ويد الطبع الأثيمة قد حذفت منه هذا الحديث ولم يبق الا الاشارة اليه وقد نقل عنه الحديث تاماً البدخشي في كتابه نزل الأبرار: 18 فراجع، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 37 ط اسلامبول وص41 ط الحيدرية.
وبلفظ اخر توجد في: الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 24، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 16/23، كنز العمال: 1/168 ح958 ط2 برواية زيد بن أرقم.
--- ...
الصفحة 308 ... ---
وأخرج الحاكم في مناقب علي من مستدركه(1) ؛ عن زيد بن أرقم من طريقين صححهما على شرط الشيخين، قال: «لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن، فقال: كأني دعيت فأجبت، واني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله تعالى وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»، ثم قال: «ان الله عز وجل مولاي، وأنا مولى كل
____________
(1)
ص109 من جزئه الثالث (منه قدس).
--- ...
الصفحة 309 ... ---
مؤمن، ثم أخذ بيد علي، فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه… وذكر الحديث بطوله، ولم يتعقبه الذهبي في التلخيص، وقد أخرجه الحاكم أيضاً في باب ذكر زيد بن أرقم(1) ، من المستدرك مصرحاً بصحته. والذهبي ـ على تشدده ـ صرح بهذا أيضاً في ذلك الباب من تلخيصه؛ فراجع(2) .
(16/10)
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Preview_html_m6e23a4e9
وأخرج الامام أحمد من حديث زيد بن أرقم(3) قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بواد يقال له: وادي خم، فأمر بالصلاة فصلاها بهجير، قال: فخطبنا، وظلل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بثوب على شجرة سمرة، من الشمس، فقال: ألستم تعلمون؟ أولستم تشهدون أني أولى بكم مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى؛ قال: فمن كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»(4) اهـ.
وأخرج النسائي عن زيد بن أرقم(5) ؛ قال: لما رجع النبي من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن ثم قال: كأني دعيت فأجبت، واني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله، وعترتي أهل
____________
(1)
ص533 من جزئه الثالث (منه قدس).
(2)
حديث الغدير برواية زيد بن أرقم الصحابي الكبير.
يوجد في خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 93 ط الحيدرية وص21 ط التقدم بمصر وص35 ط بيروت، المناقب للخوارزمي الحنفي: 93 ط الحيدرية، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 32 ط اسلامبول، الغدير للأميني: 1/30، كنز العمال للمتقي الهندي: 15/91 ح255 ط2، عبقات الأنوار قسم حديث الثقلين: 1/117 و121 و144 و152 و161.
(3)
في ص372 من الجزء الرابع من مسند (منه قدس).
(4)
أخرجه ابن عساكر في ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق: 2/42 ح543.
(5)
ص21 من الخصائص العلوية عند ذكر قول النبي: من كنت وليه فهذا وليه (منه قدس).
--- ...
الصفحة 310 ... ---
(16/11)
طالع وحمل كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، وهو مناقشات بين علمين من اعلام المذهبين السني (ويمثله الشيخ سليم البشري المالكي إمام الجامع الأزهر في مصر) والشيعي (ويمثله السيد شرف الدين) Preview_html_m6e23a4e9
بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال: ان الله مولاي، وأنا ولي كل مؤمن، ثم أنه أخذ بيد علي، فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال أبو الطفيل: فقلت لزيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(1) ، فقال: وانه ما كان في الدوحات أحد الا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه(2) . اهـ. وهذا الحديث أخرجه مسلم في باب فضائل علي من صحيحه(3) من عدة طرق عن زيد بن أرقم، لكنه أختصره فبتره ـ وكذلك يفعلون ـ.
وأخرج الامام أحمد من حديث البراء بن عازب(4) من طريقين، قال: كنا مع رسول الله، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تحت شجرتين، فصلى الظهر وأخذ بيد
____________
(1)
سؤال أبي الطفيل ظاهر في تعجبه من هذه الأمة اذ صرفت هذا الأمر عن علي مع ما ترويه عن نبيها في حقه يوم الغدير وكأنه شك في صحة ما ترويه في ذلك فقال لزيد حين سمع روايته منه أسمعته من رسول الله؟ كالمستغرب المتعجب الحائر المرتاب، فأجابه زيد بأنه لم يكن في الدوحات أحد على كثرة من كان يؤمئذ من الخلائق هناك؛ الا من رآه بعينيه وسمعه بأذنيه، فعلم أبو الطفيل حينئذ أن الأمر كما قال الكميت عليه الرحمة:
ويود الدوح دوح غدير خم * أبان له الخلافه لو أطيعا
ولكن الرجال تبايعوها * فلم أر مثلها خطراً مبيعا
ولم أر مثل ذاك اليوم يوما * ولم أر مثله حقاً أضيعاً
(
منه قدس)
(16/12)



يتبع

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

خصائص أمير المؤمينن للنسائي الشافعي: 93 ط الحيدرية وص35 ط بيروت، صحيح مسلم: 2/362 ط عيسى الحلبي بمصر و: 7/122 ط محمد علي صبيح بمصر و: 7/123 ط المكتبة التجارية في بيروت، وقد اختصر الحديث، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر: 2/36 ح534، أنساب الاشراف للبلاذري: 2/315، عبقات الأنوار (حديث الثقلين): 1/122 و125 و132 و159 و177 و212، المناقب للخوارزمي: 93، كنز العمال: 15/91.
(3) ص325 من جزئه الثاني (منه قدس).
(4) في ص281 من الجزء الرابع من مسنده (منه قدس).
--- ... الصفحة 311 ... ---
علي، فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فأخذ بيد علي، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له: هنيئاً يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة(1) .
وأخرج النسائي عن عائشة بنت سعد(2) ، قالت: سمعت أبي يقول: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يوم الجحفة، فأخذ بيد علي وخطب، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس اني وليكم، قالوا صدقت يا رسول الله، ثم رفع يد علي، فقال: هذا وليي ويؤدي عني ديني، وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه»(3) .
____________
(1) حديث الغدير برواية الصحابي البراء بن عازب.
يوجد هذا الحديث في: ذخائر العقبى للطبري الشافعي: 67، فضائل الخمسة: 1/350، الرياض النضرة للطبري الشافعي: 2/223، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 24، الحاوي للفتاوي لجلال الدين السيوطي الشافعي: 1/122، كنز العمال: 15/117 ح335 ط2.

(16/13)



وقريب منه يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/47 ح546 و547 و548 و549 و550، أنساب الأشراف للبلاذري: 2/215، المناقب للخوارزمي: 94، الغدير للأميني: 1/18 ـ 20، فرائد السمطين: 1/64 و65 و71.
(2) في ص4 من خصائصه العلوية في باب ذكر منزلة علي من الله عز وجل، وفي ص25 في باب الترغيب في موالاته، والترهيب من معاداته (منه قدس).
(3) حديث الغدير برواية سعد بن أبي وقاص.
يوجد في: خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 101 ط الحيدرية وص40 ط بيروت وص25 ط التقدم بمصر، فضائل الخمسة: 1/365 ط بيروت، البداية والنهاية: 5/212، الغدير: 1/38 و41.
--- ... الصفحة 312 ... ---
وعن سعد أيضاً،(1) قال: «كنا مع رسول الله فلما بلغ غدير خم، وقف للناس ثم رد من تبعه، ولحق من تخلف، فلما اجتمع الناس اليه قال: أيها الناس من وليكم؟ قالوا: الله ورسوله، ثم أخذ بيد علي فأقامه، ثم قال: من كان الله ورسوله وليه، فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»(2) . اهـ.
والسنن في هذه كثيرة لا تحاط ولا تضبط، وهي نصوص صريحة بأنه ولي عهده وصاحب الأمر من بعده(3) ، كما قال الفضل بن العباس بن أبي لهب(4) :
وكان ولي العهد بعد محمد * علي وفي كل المواطن صاحبه
ش
____________
(1) فيما أخرجه النسائي صفحة 25 من خصائصه (منه قدس).
(2) راجع: خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 101 ط الحيدرية وص41 ط بيروت وص25 ط التقدم بمصر، فضائل الخمسة: 1/365 ط بيروت، فرائد السمطين: 1/70، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر: 2/53 ح552، الغدير: 1/38.
(3) راجع في ذلك: الغدير للعلامة الأميني: 1/14 ـ 213 ط بيروت، عبقات الأنوار مجلدان في حديث الغدير ط الهند، وغاية المرام، وترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/5 ـ 90.

(16/14)



قول عمر بن الخطاب لعلي يوم الغدير: «هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة».
يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/50 ح548 و549 و550، المناقب للخوارزمي الحنفي: 94، مسند أحمد بن حنبل: 4/281 ط الميمنية، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي المكي: 24، الحاوي للفتاوي للسيوطي: 1/122، ذخائر العقبى: 67 فضائل الخمسة: 1/350 فضائل الصحابة للسمعاني مخطوط تاريخ الاسلام للذهبي: 2/197 ط مصر، علم الكتاب لخواجه الحنفي: 161، وذكره في نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 109، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 30 و31 و249 ط اسلامبول وص33 و34 و397 ط الحيدرية، تفسير الفخر الرازي الشافعي: 3/63 ط الدار العامرة بمصر و: 12/50 ط مصر 1375 هـ، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي: 29، مشكاة المصابيح: 3/246، عبقات الأنوار قسم حديث الثقلين: 1/285، فرائد السمطين للحمويني: 1/77 ب13.
وذكره في الغدير: 1/272 عن: المصنف لابن أبي شيبة، المسند الكبير لأبي العباس الشيباني، المسند لأبي يعلى الموصلي، تفسير ابن مردويه، الكشف والبيان للثعلبي، الرياض النضرة: 2/169 ط الخانجي، كفاية الطالب في حياة علي بن أبي طالب للشنقيطي: 28، المناقب لابن الجوزي الحنبلي، الخصائص العلوية للنطنزي، وسيلة المتعبدين لعمر بن محمد الملا، البداية والنهاية لابن كثير: 5/212، الخطط للمقريزي: 223، بديع المعاني للأذرعي الشافعي: 75، شرح ديوان أمير المؤمنين للمبيدي: 406، كنز العمال: 6/397، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى للسمهودي الشافعي: 2/173، الصراط السوي في مناقب آل النبي لمحمود الشيخاني المدني، وسيلة المال للشيخ أحمد باكثير الشافعي، من أفض الروافض لحسام الدين السهارنبوري، مفتاح النجا للبدخشي، نزل الأبرار له أيضاً، الروضة الندية للصنعاني، معارج العلى للشيخ محمد صدر العالم.
«من كنت مولاه فعلي مولاه».

(16/15)



يوجد في: صحيح الترمذي: 5/297 ح3797، سنن ابن ماجة: 1/45 ح121، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/213 ح276 و277 و278 و279 و281 و460 و461 و465 و: 2/14 ح509 و510 و519 و520 و524 و525 و529 و530 و531 و533 و534 و536 و537 و538 و540 و541 و542 و551 و554 و555 و556 و557 و563 و564 و574 و575 و577 و578 و579 و587 ط1 بيروت، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/103 و105 و106 و107 و108، كنز العمال: 15/91 و92 و120 و135 و143 و147 و150 ط2، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 94 و95 و50 ط الحيدرية، المستدرك على الصحيحين للحاكم: 3/110 وصححه وص116، تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك: 3/110، حلية الأولياء لأبي نعيم: 5/26، أسد الغابة لابن الأثير: 1/369، و: 3/274 و: 5/208، جامع الأصول لابن الأثير: 9/468، المناقب للخوارزمي الحنفي: 79 و94 و95، الدر المنثور للسيوطي: 5/182، نظم درر السمطين للزرندي الحفني: 112، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 19 ح24 و23 و30 و31 و32 و34 و36، الحاوي للسيوطي: 1/122، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4 ق2 ص431 ط حيدر آباد اشار الى الحديث فقط مسند أحمد بن حنبل: 1/88 ط1 و: 2/672 بسند صحيح، و: 4/372 ط1، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 31 و33 و36 و37 و38 و181 و187 و274، ذخائر العقبى: 67، الاصابة: 1/305 و372 و567 و: 2/257 و382 و408 و509 و: 3/542 و: 4/80 الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني: 8/307 تاريخ الخلفاء للسيوطي الشافعي: 169 ط السعادة بمصر وص65 ط الميمنية بمصر، مصابيح السنة للبغوي الشافعي: 2/275 كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 58 و60 و62 و286 ط الحيدرية وص14 و15 و16 و153 ط الغري، الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري المتوفي سنة 276 هـ: 1/101 شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 1/157 ح210 و212 و213، سر العالمين للغزالي: 21، مشكاة المصابيح للعمري: 3/243،

(16/16)



الرياض النضرة: 2/222 و223 و224 التاريخ الكبير للبخاري ج1 ق1 ص375 ط2 بتركيا، فرائد السمطين: 1/63 و66.
ورواه في ذيل احقاق الحق: 6/228 عن: أخبار أصفهان لأبي نعيم: 1/235، فضائل الصحابة للسمعاني الشافعي مخطوط، الجمع بين الصحاح لرزين العبدري مخطوط، تاريخ الاسلام للذهبي: 2/196، البداية والنهاية: 5/211 و212 و213 و214 و: 7/338 و348 و448 و334، المناقب لعبدالله الشافعي: 106 مخطوط، وفاء الوفاء: 2/173، مفتاح النجا للبدخشي: 58 مخطوط، تيسير الوصول لابن الديبع: 2/147 ط نول كشور، راموز الأحاديث للنقشبندي: 168، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 8/290، الكنى والأسماء للدولابي: 1/160 ط حيدر آباد، نزهة الناظرين: 39، الجرح والتعديل لابن المنذر: ج4 ق2 ص431، أخلاق النبي لعبدالله الأصفهاني، الشذرات الذهبية ص54، أخبار الدول للقرماني: 102، شرح أرجوزة الشيخ الخزرجي له: 275 و293 مخطوط، ذخائر المواريث للنابلسي: 1/213، كنوز الحقائق للمناوي حرف الميم ط بولاق، أرجح المطالب للشيخ عبيدالله الحنفي: 564 و568 و570 و571 و448 و581 و36 و579، المنتخب من صحيح البخاري ومسلم ملحمد بن عثمان البغداي: 217 مخطوط، فتح البيان لحسن خان الحنفي: 7/251 ط بولاق، الأربعين لابن أبي الفوارس: 39 مخطوط، الاعتقاد على مذهب السلف للبيهقي: 182، الأربعين حديثاً للهروي مخطوط، المعتصر من المختصر: 2/332 ط حيدر آباد، موضع أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي: 1/91، التهذيب لابن حجر العسقلاني الشافعي: 1/337، البيان والتعريف لابن حمزة: 2/230، الأضداد: 25 و180، العثمانية للجاحظ: 134 و144، مختلف الحديث لابن قتيبة: 52، النهاية لابن الأثير الجزري: 4/346 ط المنيرية بمصر، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي: 2/244 ط الخانجي بمصر، دول الاسلام: 1/20، تذكرة الحفاظ للذهبي: 1م10 المواقف للايجي: 2/611، شرح المقاصد للتفتازاني: 2/219، شرح ديوان أمير المؤمنين

(16/17)



للمبيدي: 4 مخطوط، متخب كنز العمال للمتقي الهندي المطبوع بهامش مسند أحمد: 5/30، فيض القدير للمناوي الشافعي: 1/57 أسنى المطالب في أحاديث مختلف المراتب: 221، الروض الأزهر للقندر الهندي: 94، الجامع الصغير للسيوطي ح900، الكنى والأسماء للدولابي: 2/88.
رواه في ذيل ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق عن: المعجم الكبير للطبراني ج1 ورق 149 والورق 205، الفضائل لأحمد بن حنبل ح91 و82 و139 من باب فضائل أمير المؤمنين مخطوط، الكامل لابن عدي ج2 الورق 20 مخطوط، وفي احقاق الحق أيضاً عن: الشرف المؤبد لآل محمد للنبهاني البيروتي: 111، مقاصد الطالب للبرزنجي: 11، تاريخ آل محمد لبهجت أفندي: 121، بلوغ الأماني المطبوع في ذيل الفتح الرباني: 21/213.
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في يوم الغدير:
«من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه».

(16/18)



يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/211 ح275 و: 2/5 ح501 و503 و504 و505 و506 و512 و526 و527 و532 و535 و539 و543 و545 و546 و549 و561 و566 و567 و568 و570 و571 و572 و573 و580 و583 ط1 بيروت خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 96 و100 و104 ط الحيدرية وص23 و25 ط التقدم بمصر، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 56 و59 و62 ط الحيدرية وص14 و17 ط الغري، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 16 ح23 و26 و27 و29 و33 و37 و38 و155، أسد الغابة لابن الأثير الشافعي: 1/367 و: 2/233 و: 3/92 و93 و307 و321 و: 4/28 و: 5/6 و205 و275، مسند أحمد بن حنبل: 2/ ح961 بسند صحيح ط دار المعارف و: 4/281 ط1، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: 1/190 ح245 و247 و248، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 7/17 و: 9/104 و105 و106 و107 و108 ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 29 و30 و31 و32 و33 و37 و38 و206 و249 و274 و281 وصححه ط اسلامبول وص33 و34 و35 و36 و37 ط الحيدرية، أنساب الأشراف للبلاذري: 2/112، تاريخ اليعقوبي: 2/93، المستدرك على الصحيحين للحاكم: 3/116 و371، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي: 1/47، مناقب الكلابي من المسند ح31 مطبوع بآخر المناقب لابن المغازلي، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 109، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 23 و24، ذخائر العقبى: 67، المناقب للخوارزمي الحنفي: 93، الحاوي للفتاوي: 1/122، ميزان الاعتدال للذهبي: 3/294، الاستيعاب لابن عبدالبر المالكي المطبوع بهامش الاصابة: 3/36، تاريخ الخلفاء للسيوطي الشافعي: 169 ط السعادة بمصر وص65 ط الميمنية بمصر، الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي الشافعي: 25 وصححه وص73 ط الميمنية بمصر وص41 وصححه وص120 ط المحمدية، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4/388 ط1 بمصر و: 19/217 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، تفسير الفخر الرازي الشافعي: 3/636 ط الدار

(16/19)



العامرة بمصر و: 12/50 ط مصر 1375 هـ مشكاة المصابيح للعمري: 3/246 كنز العمال: 15/138 ح400 و401 و426 و430 ط2، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري: 2/223، أخبار أصفهان لأبي نعيم: 1/107 و: 2/227، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 14/236، الشرف المؤبد للنبهاني: 113، صفوة الصفوة لابن الجوزي الحنبلي: 1/121، نهاية العقول للفخر الرازي الشافعي: 199، المعتصر من المختصر ليوسف بن موسى الحنفي: 2/301، تاريخ الاسلام للذهبي. فرائد السمطين للحمويني: 1/71 و77.
ورواه في احقاق الحق: 6/233 عن أرجح المطالب: 213 و560 و562 و563 و572 و574 و577 و580 و679 ط لاهور، البداية والنهاية لابن كثير: 5/210 و211 و213 و219 و366 و: 7/346، تفسير الثعلبي مخطوط، وفاء الوفاء للسمهودي: 2/173، الاعتقاد على مذهب السلف للبيهقي: 195، الكاف الشاف لابن حجر العسقلاني الشافعي: 29 وص95 ط مصر، فضائل الصحابة للسمعاني مخطوط، الروض الأزهر: 100، سعد الشموس والأقمار: 209، درر بحر المناقب: 92 مخطوط، مفتاح النجا للبدخشي: 57 وصححه مخطوط، نقد عين الميزان للشيخ محمد بهجت: 22، تاريخ آل محمد لبهجت أفندي: 48، مختلف الحديث لابن قتيبة الدينوري: 276، معجم ما استعجم لأبي عبيد الأندلسي: 2/368، الشفاء للقاضي عياض: 2/41، روضات الجنات للاسفزاري: 158، الكواكب الدرية للمناوي الشافعي: 1/39.
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم:
«من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذ من خذله».

(16/20)



يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/13 ح508 و513 و514 و515 و523 و544 و562 و569 ط1 بيروت، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 63 ط الحيدرية وص17 ط الغري، كنز العمال: 6/403 ط1 و: 15/115 ح332 و402 ط2، شواهد التنزيل في الآيات النازلة في أهل البيت للحاكم الحسكاني الحنفي: 1/157 ح211 وص192 ح250 مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/105، اسعاف الراغبين للشيخ محمد الصبان الشافعي المطبوع بهامش نور الأبصار: 151 ط السعيدية و137 ط العثمانية، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 96 ط الحيدرية وص26 و27 ط مصر، الملل والنحل للشهرستاني الشافعي: 1/163 أفست بيروت وبهامش الفصل لابن حزم: 1/220 أفست على ط مصر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/209 و289 ط1 بمصر و: 2/289 و: 3/208 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/32، أنساب الأشراف للبلاذري: 2/112، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 112، المناقب للخوارزمي الحنفي: 80 و94 و130، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 249 ط اسلامبول وص297 ط الحيدرية.
قول عمر بن الخطاب لعلي يوم الغدير:
«بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم».
يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/75 و575 و577 و578 ط1 بيروت، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 18 ح24، المناقب للخوارزمي الحنفي: 94، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 8/290، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 1/158 ح213، سر العالمين لأبي حامد الغزالي: 21، احقاق الحق: 6/256، الغدير للأميني: 1/132، فرائد السمطين: 1/77.
(3)من أبيات له أجاب فيها الوليد بن عقبة بن أبي معيط، فيما ذكره محمد محمود الرافعي في مقدمة شرح الهاشميات صفحة 8 (منه قدس).
--- ... الصفحة 313 ... ---
المراجعة 55
19 المحرم سنة 1330

(16/21)



ما الوجه في الاحتجاج به مع عدم تواتره؟
--- ... الصفحة 314 ... ---
الشيعة متفقون على اعتبار التواتر فيما يحتجون به على الامامة لأنها عندهم من
--- ... الصفحة 315 ... ---
أصول الدين، فما الوجه في احتجاجكم بحديث الغدير مع عدم تواتره عند أهل السنة؟ وان كان ثابتاً من طرقهم الصحيحة؟
ـ س ـ
--- ... الصفحة 316 ... ---
المراجعة 56
22 المحرم سنة 1330
--- ... الصفحة 317 ... ---
1 ـ النواميس الطبيعية تقضي بتواتر نص الغدير
--- ... الصفحة 318 ... ---
2 ـ عناية الله عز وجل به
3 ـ عناية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
4 ـ عناية أمير المؤمنين
5 ـ عناية الحسين
6 ـ عناية الأئمة التسعة
7 ـ عناية الشيعة
8 ـ تواتره من طريق الجمهور.
حسبك من وجوه الاحتجاج هنا ما قلناه لك آنفاً ـ في المراجعة 24 ـ.
1 ـ على أن تواتر حديث الغدير(1) مما تقضي به النواميس التي فطر الله
____________
(1) تواتر حديث الغدير: اعترف بتواتره.
1 ـ جلال الدين السيوطي الشافعي: 1 ـ في الفوائد المتكاثرة في الاخبار المتواترة و2 ـ في الأزهار المتناثرة في الاخبار المتواترة.
ونقل كلام السيوطي في تواتر الحديث:
1 ـ العلامة المناوي في التيسير في شرح الجامع الصغير: 2/442.
2 ـ العلامة العزيزي في شرح الجامع الصغير: 3/360.
3 ـ الملا علي القاري الحنفي في المرقاة شرح المشكاة: 5/568.
4 ـ جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي في كتابه الأربعين مخطوط، وراجع: خلاصة عبقات الأنوار: 6/123.
5 ـ المناوي الشافعي في كتابه التيسير في شرح الجامع الصغير: 2/442.
6 ـ ميرزا مخدوم بن مير عبدالباقي في النواقص على الروافض، وراجع: خلاصة عبقات الأنوار: 6/121.
7 ـ محمد بن اسماعيل اليماني الصناعاني في كتاب الروضة الندية. راجع احقاق الحق: 6/294، وخلاصة عبقات الأنوار: 6/126.
8 ـ محمد صدر عالم في كتاب معارج العلى في مناقب المرتضى، راجع: خلاصة عبقات الأنوار: 6/127.

(16/22)



9 ـ الشيخ عبدالله الشافعي في كتابه الأربعين.
10 ـ الشيخ ضياء الدين المقبلي في كتاب الأبحاث المسددة في الفنون المتعددة، وراجع: خلاصة عبقات الأنوار: 6/125.
11 ـ ابن كثير الدمشقي في تاريخه في ترجمة محمد بن جرير الطبري.
12 ـ أبو عبدالله الحافظ الذهبي. نقل كلامه بتواتر حديث الغدير ابن كثير في تاريخه: 5/213 ـ 214.
13 ـ الحافظ ابن الجزري. ذكر تواتر الحديث في كتابه أسنى المطالب من مناقب علي بن أبي طالب: 48 حيث قال: «هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة، تواتر عن أمير المؤمنين علي، وهو متواتر أيضاً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، رواه الجم الغفير ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم…».
14 ـ الشيخ حسام الدين المتقي، ذكر ذلك في كتابه مختصر قطف الأزهار المتناثرة.
15 ـ ثناء الله باني بتي تواتر الحديث في السيف المسلول راجع عبقات الأنوار: 6/127.
16 ـ محمد مبين اللكهنوي في وسيلة النجاة في فضائل السادات: 104.
راجع بقيتهم في احقاق الحق: 2/423 وعبقات الأنوار، والغدير للعلامة الأميني ج1 ط بيروت.
طرق حديث الغدير
1 ـ رواه أحمد بن حنبل من ـ 40 ـ طريقاً.
2 ـ وابن جرير الطبري من ـ 72 ـ طريقاً.
3 ـ والجزري المقري من ـ 80 ـ طريقاً.
4 ـ وابن عقدة من ـ 105 ـ طرق.
5 ـ وأبو سعد السجستاني من ـ 120 ـ طريقاً.
6 ـ وأبو بكر الجعابي من ـ 125 ـ طريقاً.
7 ـ ومحمد اليمني أن له ـ 150 ـ طريقاً. الغدير للأميني: 1/14.
8 ـ رواه أبو العلاء العطار الهمداني من 250 ـ طريقاً. الغدير: 1/158.
9 ـ مسعود السجستاني يروي حديث الغدير ب ـ 1300 ـ اسناد.
10 ـ وقال الشيخ عبدالله الشافعي في كتابه المناقب: 108 مخطوط وهذا الخبر ـ أي حديث الغدير ـ قد تجاوز حد التواتر فلا يوجد خبر قط نقل من طرق كهذه الطرق… الخ كما في احقاق الحق: 6/290.
--- ... الصفحة 319 ... ---
--- ... الصفحة 320 ... ---

(16/23)

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

الطبيعة عليها، شأن كل واقعة تاريخية عظيمة يقوم بها عظيم الأمة، فيوقعها بمنظر وبمسمع من الألوف المجتمعة من أمته من أماكن شتى، ليحملوا نبأها عنه الى من وراءهم من الناس(1) ، ولا سيما اذا كانت من بعده محل العناية من أسرته وأوليائهم في كل خلف، حتى بلغوا بنشرها واذاعتها كل مبلغ(2) ، فهل يمكن
____________
(1) عدد من كان مع النبي في غدير خم:
اختلف في عددهم على أقوال:
1 ـ قيل (000،90) تسعون ألفاً.
2 ـ وقيل: (000،114) مائة وأربعة عشر ألفاً.
3 ـ وقيل (000،120) مائة ألف وعشرون ألفاً.
4 ـ وقيل (000،124) مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، ويقال أكثر من ذلك. وهذه عدة من خرج معه، وأما الذين حجوا معه فأكثر من ذلك كالمقيمين بمكة والذين أتوا مع علي أمير المؤمنين عليه السلام وأبي موسى.
راجع تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 30، السيرة الحلبية: 3/257، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية: 3/3، الغدير: 1/9.
(2) المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير:
1 ـ مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام يوم الشورى.
2 ـ مناشدته أيام عثمان.
3 ـ مناشدته يوم الرحبة في الكوفة.
4 ـ مناشدته يوم الجمل.
5 ـ حديث الركبان في الكوفة.
6 ـ مناشدته يوم صفين.
7 ـ احتجاج فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديث الغدير.
8 ـ احتجاج الامام الحسن عليه السلام.
9 ـ مناشدة الامام الحسين عليه السلام.
10 ـ احتجاج عبدالله بن جعفر بحديث يوم الغدير على معاوية.
11 ـ احتجاج برد على عمرو بن العاص بحديث الغدير.
12 ـ احتجاج عمرو بن العاص بحديث الغدير على معاوية.
13 ـ احتجاج عمار بن ياسر يوم صفين على الحجز.
14 ـ احتجاج الأصبغ بن نباتة في مجلس معاوية.
15 ـ مناشدة شاب أبا هريرة بحديث الغدير في الكوفة.
16 ـ مناشدة رجل زيد بن أرقم بحديث الغدير.
17 ـ مناشدة رجل عراقي جابر بن عبدالله الأنصاري.

(16/24)



18 ـ احتجاج قيس بن عبادة بحديث الغدير على معاوية.
19 ـ احتجاج درامية الحجونية على معاوية.
20 ـ احتجاج عمرو الاودي على مناوئي أمير المؤمنين عليه السلام.
21 ـ احتجاج عمر بن عبدالعزيز.
22 ـ احتجاج المأمون على الفقهاء بحديث الغدير.
راجع في ذلك: الغدير للمرحوم الأميني: 1م159 و212.
--- ... الصفحة 321 ... ---
أن يكون نبؤها ـ والحال هذه ـ من أخبار الآحاد؟ كلا؛ بل لابد أن ينتشر انتشار الصبح، فينظم حاشيتي البر والبحر (ولن تجد لسنة الله تحويلاً) .
2 ـ ان حديث الغدير كان محل العناية من الله عز وجل؛ اذ أوحاه تبارك وتعالى، الى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وأنزل فيه قرآناً يرتله المسلمون آناء الليل وأطراف النهار، يتلونه في خلواتهم وجلواتهم، وفي أورادهم وصلواتهم، وعلى أعواد منابرهم، وعوالي منائرهم: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)(1)(2) فلما بلغ
____________

(16/25)



(1) لا كلام عندنا في نزولها بولاية علي يوم غدير خم، وأخبارنا في ذلك متواترة عن أئمة العترة الطاهرة، وحسبك مما جاء في ذلك من طريق غيرهم، ما أخرجه الامام الواحدي في تفسير الآية من سورة المائدة ص150 من كتابه ـ أسباب النزول ـ من طريقين معتبرين عن عطية عن أبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك) يوم غدير خم في علي بن أبي طالب، قلت: وهو الذي أخرجه الحافظ أبو نعيم في تفسيرها من كتابه نزول القرآن ـ بسندين «أحدهما» عن أبي سعيد «والآخر» عن أبي رافع، ورواه الامام ابراهيم بن محمد الحمويني الشافعي في كتابه ـ الفرائد ـ بطرق متعددة عن أبي هريرة. وأخرجه الامام أبو اسحاق الثعلبي في معنى الآية من تفسيره الكبير بسندين معتبرين، ومما يشهد له أن الصلاة كانت قبل نزولها قائمة، والزكاة مفروضة، والصوم كان مشروعاً، والبيت محجوجاً، والحلال بيناً، والحرام بيناً، والشريعة متسقة، وأحكامها مستتبة، فأي شيء غير ولاية العهد يستوجب من الله هذا التأكيد، ويقتضي الحض على بلاغه بما يشبه الوعيد، وأي أمر غير الخلافة يخشى النبي الفتنة بتبليغه، ويحتاج الى العصمة من أذى الناس بأدائه؟ (منه قدس).
(2)
آية التبليغ
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين) المائدة 67، نزلت يوم 18 ـ من ذي الحجة في غدير خم حينما نصب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام علماً للناس، وخليفة من بعده. وذلك يوم الخميس، فقد نزل بها عليه جبرائيل بعد مضي خمس ساعات من النهار فقال: يا محمد ان الله يقرئك السلام ويقول لك: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك…) الخ.
نزول هذه الآية في يوم الغدير:

(16/26)



يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/86 ح586ط بيروت، فتح البيان في مقاصد القرآن للعلامة السيد صديق حسن خان ملك بهوبال: 3/63 ط مطبعة العاصمة بالقاهرة و: 3/89 ط بولاق بمصر، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت للحاكم الحسكاني: 1/187 و243 و244 و245 و246 و247 و248 و249 و240 ط1 بيروت، اسباب النزول للواحدي النيسابوري: 115 ط الحلبي بمصر و150 ط الهندية بمصر، الدر المنثور في تفسير القرآن لجلال الدين السيوطي الشافعي: 2/298 أفست بيروت على ط مصر، فتح القدير للشوكاني: 2/60 ط2 الحلبي وص57 ط1، تفسير الفخر الرازي الشافعي: 12/50 ط مصر 1375 هـ و: 3/636 ط الدار العامرة بمصر، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 1/44 ط دار الكتب في النجف وص16 ط طهران، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي المكي: 25 ط الحيدرية وص27 ط آخر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 120 و249 ط اسلامبول وص140 و297 ط الحيدرية، الملل والنحل للشهرستاني الشافعي: 1/163 أفست بيروت على ط مصر وبهامش الفصل لابن حزم: 1/220 أفست على ط مصر، فرائد المسطين للحمويني: 1/158 ح120 ط1 بيروت.

(16/27)



وفي الغدير للعلامة الأميني: 1/214 ط بيروت عن: كتاب الولاية في طرق حديث الغدير لابن جرير الطبري صاحب التاريخ المشهور، الأمالي للمحاملي، ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين لأبي بكر الشيرازي، الكشف والبيان للثعلبي مخطوط، ما نزل من القرآن في علي لأبي نعيم الأصبهاني، كتاب الولاية لأبي سعيد السجستاني، تفسير الرسعني الموصلي الحنبلي، الخصائص العلوية للنطنزي، عمدة القاري في شرح صحيح البخاري لبدر الدين الحنفي: 8/584، مودة القربي للهمداني، شرح ديوان أمير المؤمنين للمبيدي: 415 مخطوط، تفسير النيسابوري: 6/170، تفسير القرآن لعبد الوهاب البخاري عند تفسير قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) الأربعين لجمال الدين الشيرازي، مفتاح النجا للبدخشي: 41 مخطوط، روح المعاني للألوسي: 2/348، تفسير المنار لمحمد عبده: 6/463، كتاب النشر والطي وفي احقاق الحق: 6/347 عن: المناقب لعبدالله الشافعي: 105 و106 مخطوط، أرجح المطالب لعبيدالله الحنفي الآمرتسري: 66 و67 و68 و566 و567 و570. وأما الشيعة فانها مجمعة على أن هذه الآية نزلت في يوم 18 من ذي الحجة في يوم غدير خم وفيها أمر الله نبيه أن يجعل علياً خليفة واماماً. راجع: بحار الأنوار للعلامة المجلسي:37 ط الجديد وغيره من كتبهم.
--- ... الصفحة 322 ... ---
الرسالة يومئذ بنصه على علي بالامامة، وعهده اليه بالخلافة، أنزل الله عز وجل عليه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً)(1)
____________
(1) صحاحنا في نزول هذه الآية بما قلناه متواترة من طريق العترة الطاهرة، فلا ريب فيه وان روى البخاري أنها نزلت يوم عرفة ـ وأهل البيت أدرى ـ (منه قدس).
--- ... الصفحة 323 ... ---
(1) بخ بخ (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) ان من نظر الى هذه الآيات بخع لهذه العنايات
____________
(1)
آية الاكمال

(16/28)



(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) سورة المائدة. آية: 3.
نزلت هذه الآية بعد أن نصب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب خليفة واماما على أمته في اليوم ـ 18 ـ من ذي الحجة في مكان يقال له غدير خم.
يوجد ذلك في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/75 ح575 و576 و577 و585 ط1 بيروت. شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 1/157 ح211 و212 و213 و214 و215 و250 ط1 بيروت مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 19 ح24 ط1 طهران، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 8/290 ط السعادة بمصر، الدر المنثور في تفسير القرآن لجلال الدين السيوطي الشافعي: 2/259 ط1 بمصر، الاتقان للسيوطي الشافعي: 1/31 ط سنة 1360 هـ و: 1/52 ط المشهد الحسيني بمصر، المناقب للخوارزمي الحنفي: 80 ط الحيدرية، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 30 ط الحيدرية وص18 ط آخر، تفسير ابن كثير الشافعي: 2/14 ط1 بمصر و: 3/281 ط بولاق مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي: 1/47 ط مطبعة الزهراء، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 115 ط اسلامبول وص135 ط الحيدرية، فرائد السمطين للحمويني: 1/72 و74 و315 ط1 بيروت، تاريخ اليعقوبي: 2/35 وصححه ط الحيدرية في النجف وفي الغدير للعلامة الأميني: 1/230 عن كتاب الولاية لابن جرير الطبري صاحب التاريخ، مفتاح النجا للبدخشي مخطوط، ما نزل من القرآن في علي لأبي نعيم الأصبهاني، كتاب الولاية لأبي سعيد السجستاني، الخصائص العلوية لأبي الفتح النطنزي، توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل لشهاب الدين أحمد، تاريخ ابن كثير الدمشقي الشافعي: 5/210، كتاب النشر والطي.

(16/29)



ونقله في احقاق الحق: 6 عن: المناقب لعبدالله الشافعي: 106 مخطوط، أرجح المطالب لعبيدالله، الحنفي الآمرتسري: 568 و67 ط لاهور، الكشف والبيان للثعلبي مخطوط، روح المعاني للألوسي: 6/55 ط المنيرية، البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي الشافعي: 5/213 و: 7/349 ط القاهرة.
وأما من طريق الشيعة فلا كلام لنا فيه فان شئت فراجع البحار للمجلسي ج37 باب ـ 52 ـ ط الجديد.
--- ... الصفحة 324 ... ---
3 ـ واذا كانت العناية من الله عز وجل، على هذا الشكل، فلا غرو أن يكون من عناية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ما كان، فانه لما دناه أجله، ونعيت اليه نفسه، أجمع ـ بأمر الله تعالى ـ على أن ينادي بولاية علي في الحج الأكبر على رؤوس الأشهاد، ولم يكتف بنص الدار يوم الانذار بمكة(1) ، ولا بغيره من النصوص المتوالية، وقد سمعت بعضها، فأذن في الناس قبل الموسم أنه حاج في هذا العام حجة الوداع، فوافاه الناس من كل فج عميق، وخرج من المدينة بنحو
____________
(1) حديث الدار يوم الانذار: تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (459) فراجع.
--- ... الصفحة 325 ... ---

(16/30)



مئة ألف أو يزيدون(1) فلما كان يوم الموقف بعرفات نادى في الناس: «علي مني، وانا من على، ولا يؤدي عني إلا أنا وعلي(2) »(3) ، ولما قفل بمن معه من تلك الألوف وبلغوا وادي خم، وهبط عليه الروح الأمين بآية التبليغ عن رب العالمين، حط صلى الله عليه وآله وسلم، هناك رحله، حتى لحقه من تأخر عنه من الناس، ورجع اليه من تقدمه منهم، فلما اجتمعوا صلى بهم الفريضة، ثم خطبهم عن الله عز وجل فصدع بالنص في ولاية علي، وقد سمعت شذرة من شذوره، وما لم تسمعه أصح وأصرح، على أن فيما سمعته كفاية، وقد حمله عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كل من كان معه يومئذٍ من تلك الجماهير، وكانت تربو على مئة الف نسمة(4) من بلاد شتى، فسنة الله عز وجل، التي لا تبديل لها في خلقه تقتضي تواتره مهما كانت هناك موانع تمنع من نقله، على أن لأئمة أهل البيت طرقاً تمثل الحكمة في بثه واشاعته.
4 ـ وحسبك منها ما قام به أمير المؤمنين أيام خلافته، إذ جمع الناس في الرحبة فقال: «أنشد الله كل امرىء مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول يوم غدير خم ما قال، الا قام فشهد بما سمع، ولا يقم الا من رآه بعينيه وسمعه بأذنيه، فقام ثلاثون صحابياً فيهم اثنا عشر بدرياً، فشهدوا أنه أخذ بيده،
____________
(1) قال السيد أحمد زيني دحلان في باب حجة الوداع من كتابه ـ السيرة النبوية ـ: وخرج معه صلى الله عليه وآله وسلم ـ من المدينة ـ تسعون ألفاً، ويقال مئة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، ويقال أكثر من ذلك (قال) وهذه عدة من خرج معه، وأما الذين حجوا معه فأكثر من ذلك الى آخر كلامه. ومنه يعلم أن الذين قفلوا معه كانوا أكثر من مئة ألف وكلهم شهدوا حديث الغدير. (منه قدس).
(2) أوردناه هذا الحديث في المراجعة 48 فراجعه تجده الحديث 15 ولنا هناك في أصل الكتاب وفي التعليقة عليه كلام يجدر بالباحثين أن يقفوا عليه (منه قدس).

(16/31)



(3) تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (65) فراجع.
(4) عدد من حضر خطبة النبي يوم غدير خم: (000،100) مائة ألف أو يزيدون، تقدمت مصادر ذلك تحت رقم (624) فراجع.
--- ... الصفحة 326 ... ---
فقال للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم، قال صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه… الحديث(1) . وأنت تعلم أن تواطؤ الثلاثين صحابياً على الكذب مما يمنعه العقل، فحصول التواتر بمجرد شهادتهم اذن قطعي لا ريب فيه، وقد حمل هذا الحديث، عنهم كل من كان في الرحبة من تلك الجموع، فبثوه بعد تفرقهم في البلاد، فطار كل مطير، ولا يخفى أن يوم الرحبة انما كان في خلافة أمير المؤمنين، وقد بويع سنة خمس وثلاثين، ويوم الغدير انما كان في حجة الوداع سنة عشر، فبين اليومين ـ في أقل الصور ـ خمس وعشرون سنة، كان في خلالها طاعون عمواس، وحروب الفتوحات والغزوات على عهد الخلفاء الثلاثة، وهذه المدة ـ وهي ربع قرن ـ بمجرد طولها وبحروبها وغاراتها، وبطاعون عمواسها الجارف، قد أفنت جل من شهد يوم الغدير من شيوخ الصحابة وكهولهم، ومن فتيانهم المتسرعين ـ في الجهاد ـ الى لقاء الله عز وجل، ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى لم يبق منهم حياً بالنسبة الى من مات الا قليل، والأحياء منهم كانوا منتشرين في الأرض اذ لم يشهد منهم الرحبة الا من كان مع أمير المؤمنين في العراق من الرجال دون النساء، ومع هذا كله فقد قام ثلاثون صحابياً، فيهم اثنا عشر بدرياً فشهدوا بحديث الغدير سماعاً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورب قوم أقعدهم البغض عن القيام بواجب الشهادة كأنس بن مالك(2) وغيره، فأصابتهم دعوة أمير المؤمنين عليه السلام(3) ، ولو
____________
(1) يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/7 ح503 ط بيروت مع اختلاف يسير.

(16/32)



(2) حيث قال له علي عليه السلام: ما لك لا تقوم مع أصحاب رسول الله فتشهد بما سمعته يومئذٍ منه؟ فقال: يا أمير المؤمنين، كبرت سني ونسيت. فقال علي: ان كنت كاذباً فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة، فما قام حتى أبيض وجهه برصاً، فكان بعد ذلك يقول: أصابتني دعوة العبد الصالح. اهـ. قلت: هذه منقبة مشهورة ذكرها الامام ابن قتيبة الدينوري حيث ذكر أنساً في أهل العاهات من كتابه ـ المعارف ـ آخر ص194. ويشهد لها ما أخرجه الامام أحمد بن حنبل في آخر ص119 من الجزء الأول من مسنده، حيث قال: فقاموا إلا ثلاثة لم يقوموا، فأصابتهم دعوته (منه قدس).
(3) من كتم حديث الغدير عند المناشدة فأصابتهم دعوة أمر المؤمنين عليه السلام:
1 ـ أنس بن مالك؛ أصابه البرص: المعارف لابن قتيبة: 194 و391، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/362 و: 4/388 بمصر قديم: و: 4/74 و: 19 ص217 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل برقم 317 من الأصل، عبقات الأنوار (حديث الثقلين) 2/309.
2 ـ البراء بن عازب؛ فقد عمي: ذكره في احقاق الحق ج6 عن: أرجح المطالب لعبيدالله الآمرتسري الشافعي: 580 ط لاهور، الأربعين حديثاً للهروي مخطوط، أنساب الأشراف للبلاذري ج1 كما في البحار: 37/197 ط جديد، عبقات الأنوار (حديث الثقلين) 2/312.
3 ـ زيد بن أرقم: كتم الحديث فأصابه العمى: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 23 ح33 ط1 طهران، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/362 ط1 بمصر و: 4/74 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، السيرة الحلبية: 3/337، عبقات الأنوار (حديث الثقلين) 2/312.
4 ـ جرير بن عبدالله البجلي: رجع أعرابياً بعد أن دعا عليه أمير المؤمنين عليه السلام: أنساب الأشراف للبلاذري: 2/156، عبقات الأنوار (حديث الثقلين) 2/313.
--- ... الصفحة 327 ... ---

(16/33)



تسنى له أن يجمع كل من كان حياً يومئذ من الصحابة رجالاً ونساء، ثم يناشدهم مناشدة الرحبة، لشهد له أضعاف أضعاف الثلاثين، فما ظنك لو تسنت له المناشدة في الحجاز قبل أن يمضي على عهد الغدير ما مضى من الزمن؟ فتدبر هذه الحقيقة الراهنة تجدها أقوى دليل على تواتر حديث الغدير، وحسبك مما جاء في يوم الرحبة من السنن ما اخرجه الامام أحمد ـ من حديث زيد بن أرقم في ص370 من الجزء الرابع من مسنده ـ عن أبي الطفيل، قال: «جمع علي الناس في الرحبة، ثم قال لهم: أنشد الله كل امرىء مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام، فقام ثلاثون من الناس (قال) وقال أبو نعيم: فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده، فقال للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه، فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، قال أبو الطفيل: فخرجت وكأن في نفسي شيئاً
--- ... الصفحة 328 ... ---
ـ أي من عدم عمل جمهور الأمة بهذا الحديث ـ فلقيت زيد بن أرقم، فقلت له: اني سمعت علياً يقول: كذا وكذا قال زيد: فما تنكر؟ قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول ذلك له اهـ.(1) .

(16/34)



قلت: فاذا ضممت شهادة زيد هذه، وكلام علي يومئذ في هذا الموضوع الى شهادة الثلاثين، كان مجموع الناقلين للحديث يومئذ اثنين وثلاثين صحابياً، وأخرج الامام أحمد من حديث علي ص119 من الجزء الاول من مسنده عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، قال: شهدت علياً في الرحبة ينشد الناس، فيقول: أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم، من كنت مولاه فعلي مولاه لما قام فشهد، ولا يقم الا من قد رآه، قال عبدالرحمن: فقام اثنا عشر بدرياً كأني أنظر الى أحدهم، فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول يوم غدير خم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا: بلى يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. اهـ.(2) .
ومن طريق آخر، أخرجه الامام أحمد في آخر الصفحة المذكورة، قال: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذ من خذله، قال: فقاموا
____________
(1) يوجد في: مسند أحمد بن حنبل: 4/370 بسند صحيح ط الميمنية بمصر، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/7 ح503، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/104 وصححه، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 56 ط الحيدرية وص14 ط الغري، الغدير للأميني: 1/174.
وقريب منه في: خصائص النسائي الشافعي: 100 ط الحيدرية وص40 ط بيروت، وفي الغدير عن الرياض النضرة: 2/169، والبدخشي في نزل الأبرار: 20، البداية والنهاية لابن كثير: 5/211، زين الفتى لمعاصمي.
(2) يوجد في: مسند أحمد بن حنبل: 1/119 ط الميمنية بمصر و: 2/199 ح961 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/11 ح506، كنز العمال: 15/151 ح430 ط2، وقريب منه في: فرائد السمطين: 1/69.
--- ... الصفحة 329 ... ---

(16/35)



الا ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم فأصابتهم دعوته اهـ.(1) وانت اذا ضممت علياً وزيد بن أرقم الى الأثني عشر المذكورين في الحديث، كان البدريون يومئذ 14 رجلاً كما لا يخفى، ومن تتبع السنن الواردة في مناشدة الرحبة، عرف حكمة أمير المؤمنين في نشر حديث الغدير واذاعته.
5 ـ ولسيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام، موقف ـ على عهد معاوية ـ حصحص فيه الحق، كموقف أمير المؤمنين في الرحبة، اذ جمع الناس ـ أيام الموسم بعرفات، فأشاد بذكر جده وأبيه وأمه وأخيه، فلم يسمع سامع بمثله بليغاً حكيماً يستعبد الأسماع، ويملك الأبصار والأفئدة، جمع في خطابه فأوعى، وتتبع فاستقصى، وأدى يوم الغدير حقه، ووفاه حسابه؛ فان لهذا الموقف العظيم أثره، في اشتهار حديث الغدير وانتشاره(2) .
6 ـ وان للأئمة التسعة من أبنائه الميامين طرقاً ـ في نشر هذا الحديث واذاعته ـ تريك الحكمة محسوسة بجميع الحواس، كانوا يتخذون اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عيداً في كل عام، يجلسون فيه للتهنئة والسرور، بكل بهجة وحبور، ويتقربون فيه الى الله عز وجل بالصوم والصلاة، والابتهال ـ بالأدعية ـ الى الله تعالى، ويبالغون فيه بالبر والاحسان، شكراً لما أنعم الله به عليهم في مثل هذا اليوم من النص على أمير المؤمنين بالخلافة، والعهد اليه بالامامة، وكانوا يصلون فيه أرحامهم، ويوسعون على عيالهم، ويزورون إخوانهم، ويحفظون جيرانهم ويأمرون أولياءهم بهذا كله.
____________
(1) يوجد في: مسند أحمد بن حنبل: 1/119 ط الميمنية و: 2/201 ح964 ط دار المعارف بمصر، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/11 ح507.
(2) احتاج الإمام الحسين عليه السلام بحديث الغدير:
راجع: كتاب سليم بن قيس الهلالي التابعي المتوفي سنة (90 هـ) ص206 ـ 209 ط النجف، الغدير للعلامة الأميني: 1/198.
--- ... الصفحة 330 ... ---

(16/36)



7 ـ وبهذا كان يوم 18 من ذي الحجة في كل عام عيداً عند الشيعة(1)(2) ،
____________
(1) عيد الغدير عند العترة الطاهرة وشيعتهم: تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي من أهل القرن الثالث ص12 ط الحيدرية، الكافي لثقة الاسلام الكليني: 4/148 ح1 وص149 ح3 ط الجديد بطهران، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 1/44 ط النجف، بحار الانوار للعلامة المجلسي: 37/109 باب 52 ح2 و40 و46 و53 و54 و98 ص298 باب4 ح1 و6 ط الجديد في طهران، أمالي الصدوق: 111، الخصال للشيخ الصدوق: 240، ثواب الأعمال للصدوق: 74.
عيد الغدير في الاسلام
ان عيد الغدير لم يختص بشيعة أهل البيت بل اتخذه أكثر المسلمين عيداً لهم في الأزمنة المتقادمة. كما في كتاب الغدير للعلامة الأميني: 1/267 نقله عن: الآثار الباقية في القرون الخالية للبيروني: 334، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 1/44 ط النجف، وفيات الأعيان لابن خلكان: 1/60 ترجمة المستعلي بن المنتصر و: 2/223 في ترجمة المستنصر بالله العبيدي.
فضل صوم عيد الغدير:
عن أبي هريرة قال: من صام يوم الثامن عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهراً (سنة) وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (ص) بيد علي صلوات الله عليه وآله فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره. فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم.
هذا ويوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/75 ح575 و576 و577، شواهد التنزيل للحسكاني: 1/158 ح210 و213، الغدير للأميني: 1/402، تاريخ بغداد: 8/290 وفي بعض الروايات بدل ستين (شهراً) ستين (سنة) كما في فرائد السمطين للحمويني: 1/77 ب 13، المناقب للخوارزمي.

(16/37)



--- ... الصفحة 331 ... ---
في جميع الأعصار والأمصار، يفزعون فيه الى مساجدهم، للصلاة فريضة، ونافلة، وتلاوة القرآن العظيم، والدعاء المأثور، شكراً لله تعالى على اكمال الدين، واتمام النعمة، بامامة امير المؤمنين، ثم يتزاورون، ويتواصلون فرحين مبتهجين، متقربين الى الله عز وجل بالبر والاحسان، وادخال السرور على الأرحام والجيران. ولهم في ذلك اليوم من كل سنة زيارة لمشهد أمير المؤمنين، لا يقل المجتمعون عند ضراحه عن مئة ألف يأتون من كل فج عميق، ليعبدوا الله بما كان يعبده في مثل ذلك اليوم ائمتهم الميامين، من الصوم والصلاة والانابة الى الله، والتقرب اليه بالمبرات والصدقات، ولا ينفضون حتى يحدقوا بالضراح الأقدس، فيلقوا في زيارته خطاباً مأثوراً عن بعض أئمتهم، يشتمل على الشهادة لأمير المؤمنين بمواقفه الكريمة، وسوابقه العظيمة، وعنائه في تأسيس قواعد الدين، وخدمة سيد النبيين والمرسلين، الى ما له من الخصائص والفضائل، التي منها عهد النبي اليه، ونصه يوم الغدير عليه، هذا دأب الشيعة في كل عام، وقد استمر خطباؤهم على الأشادة في كل عصر ومصر، بحديث الغدير مسنداً ومرسلاً، وجرت عادة شعرائهم على نظمه في مدائحهم قديماً(1)(2) وحديثاً، فلا سبيل الى التشكيك
____________
(1) شعراء الغدير: فقد ذكرهم العلامة الأميني وذكر شعرهم في حديث الغدير مع تراجم اضافية، وابتدأ من القرن الأول بالامام أمير المؤمنين وحتى القرن الرابع عشر، وذلك في كتابه الجليل (الغدير في الكتاب والسنة والأدب) وقد طبع منه أحد عشر مجلداً ترجم فيه ـ 105 ـ من شعراء الغدير، انتهى به المطاف الى القرن الثاني عشر الهجري فراجعه ففيه الكفاية.
(2) وقال الكميت بن زيد:
ويوم الدوح دوح غدير خم * أبان له الولاية لو أطيعا
الخ.
وقال أبو تمام من عبقريته الرائية، وهي في ديوانه:
ويوم الغدير استوضح الحق أهله * بفيحاء ما فيها حجاب ولا ستر

(17/1)



أقام رسول الله يدعوهم بها * ليقربهم عرف وينآهم، نكر
يمد بضبعيه ويعلم أنه * ولي ومولاكم فهل لكم خبر
يروح ويغدو بالبيان لمعشر * يروح بهم غمر ويغدو بهم غمر
فكان له جهر بإثبات حقه * وكان لهم في بزهم حقه جهر
أثم جعلتم حظه حد مرهف من * البيض يوماً حظ صاحبه القبر
(منه قدس)
--- ... الصفحة 332 ... ---
في تواتره من طريق أهل البيت وشيعتهم، فان دواعيهم لحفظه بعين لفظه، وعنايتهم بضبطه وحراسته ونشره واذاعته، بلغت أقصى الغايات، وحسبك ما تراه في مظانه من الكتب الأربعة وغيرها من مسانيد الشيعة المشتملة على أسانيده الجمة المرفوعة وطرقه المعنعنة المتصلة، ومن ألم بها، تجلى له تواتر هذا الحديث من طرقهم القيمة(1) .
8 ـ بل لا ريب في تواتره من طريق أهل السنة(2) بحكم النواميس الطبيعية كما سمعت (لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) . وصاحب الفتاوى الحامدية ـ على تعنته ـ يصرح بتواتر الحديث في رسالته المختصرة الموسومة بالصلوات الفاخرة في الأحاديث المتواترة، والسيوطي وأمثاله من الحفاظ ينصون على ذلك، ودونك محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ المشهورين، وأحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، ومحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، فانهم تصدوا لطرقه، فأفرد له كل منهم كتاباً على حدة(3) وقد أخرجه ابن جرير في كتابه من خمس وسبعين طريقاً، وأخرجه ابن
____________
(1) حديث الغدير من طرق أهل البيت عليهم السلام: وهو مما لا ريب فيه من طرقهم، وكتبهم طافحة بالحديث عن ذلك اليوم فان شئت فراجع: بحار الانوار للمجلسي: 37 باب ـ 52 ـ ط الجديد وغيره من كتبهم.
(2) تواتر حديث الغدير: قد تقدم تواتر هذا الحديث من طريق علماء السنة تحت رقم (623) فراجع.
(3) المؤلفون في حديث الغدير من علماء السنة:

(17/2)



1 ـ محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ المتوفي: 310 هـ. له كتاب الولاية في طريق حديث الغدير رواه فيه بخمسة وسبعين طريقاً وقيل بخمسة وتسعين طريقاً. ذكر هذا الكتاب للطبري: 1 ـ الذهبي وابن كثير في تاريخه في ترجمة الطبري: 11/147، 2 ـ ياقوت الحموي في معجم الأدباء: 6/455، 3 ـ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب: 7/339.
2 ـ أبو العباس أحمد بن عقدة المتوفي 333 هـ. له كتاب الولاية في طرق حديث الغدير رواه فيه بمائة وخمسة طرق وقيل بمائة وخمسين طريقاً من الصحابة.
3 ـ ابو بكر الجعابي المتوفي 355 هـ. له كتاب (من روى حديث غدير خم) رواه بمائة وخمسة وعشرين طريقاً.
4 ـ الدارقطني المتوفي 385 هـ. له جزء في طرق الغدير، ذكره له الكنجي الشافعي في كفاية الطالب من مناقب علي بن أبي طالب: 60.
5 ـ أبو سعيد السجستاني المتوفي 477 هـ. له كتاب (الدراية في حديث الولاية) في 17 جزءاً روى الحديث عن مائة وعشرين صحابياً، راجع عبقات الأنوار: 6/100.
6 ـ أبو القاسم عبيدالله الحسكاني المتوفي بعد 490 هـ. له كتاب (دعاة الهداة الى أداء حق الموالاة) في (10) أجزاء كما ذكره المؤلف نفسه في شواهد التنزيل: 1/190 ح246 ط بيروت.
7 ـ شمس الدين الذهبي المتوفي 748 هـ. له كتاب (طريق حديث الولاية).
8 ـ شمس الدين محمد بن محمد الجزري الشافعي المتوفي 833 هـ. له كتاب (أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب) الكتاب مطبوع راجع منه ص48 أثبت تواتر حديث الغدير فيه ورواه من ثمانين طريقاً.
راجع: الغدير في الكتاب والسنة والأدب للعلامة الأميني: 1/152 ط بيروت، عبقات الأنوار مجلد حديث الغدير: 6/56 ـ 108 ط قم، وكفاية الطالب للكنجي الشافعي: 60 ط الحيدرية، الفهرست للنجاشي: 69 ط بمبي.
المؤلفون في حديث الغدير من علماء الشيعة:

(17/3)



9 ـ أبو غالب الزراري المتوفي 368هـ، له جزء في خطبة الغدير نص عليه هو بنفسه في رسالته في ال عين التي ألفها لحفيده أبي طاهر الزراري ص83 ط أصفهان.
10 ـ أبو طالب عبيدالله الأنباري الواسطي المتوفي بواسط 356 هـ. له كتاب (طرق حديث الغدير) ذكره له النجاشي في الفهرست ص162.
11 ـ أبو الفضل محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني المتوفي 372 هـ له كتاب (من روى حديث غدير خم) ذكره له النجاشي في الفهرست ص282.
12 ـ الشيخ محسن بن الحسين النيسابوري الخزاعي له كتاب (بيان حديث الغدير) ذكره له الشيخ منتجب الدين في الفهرست المطبوع في البحار ج105 ط الجديد.
13 ـ علي بن عبدالرحمن القناني المتوفي 413 هـ. له كتاب (طرق خبر الولاية) ذكره له النجاشي في الفهرست ص192.
14 ـ أبو عبدالله الحسين بن الغضائري المتوفي 15 صفر سنة 411 هـ له (كتاب يوم الغدير) ذكره له النجاشي في الفهرست ص51 ط بمبي.
15 ـ أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي المتوفي 449 هـ. له كتاب (عدة البصير في حج يوم الغدير) ذكره له النوري في المستدرك: 3/498 ط ايران.
16 ـ علي بن بلال بن معاوية المهلبي له كتاب (حديث الغدير) ذكره له شيخ الطائفة الطوسي في الفهرست ص122 ط2 بالحيدرية، وابن شهر اشوب في مناقب آل أبي طالب: 3/25 ط قم.
17 ـ الشيخ منصور اللائي الرازي له كتاب (حديث الغدير) ذكره ابن شهر اشوب في المناقب: 3/25 ط قم.
18 ـ علي بن الحسن الطاطري له كتاب (الولاية) ذكره له الشيخ الطوسي في الفهرست ص118 ط2 بالحيدرية.
19 ـ المولى عبدالله بن شاه منصور القزويني الطوسي من معاصري صاحب الوسائل له كتاب (الرسالة الغديرية) كما في أمل الآمل: 2/161 ط النجف.
20 ـ السيد سبط الحسن الجايسي الهندي اللكهنوي له كتاب (حديث الغدير) بلغة أردو، ط في الهند، كما في الغدير للأميني.

(17/4)



21 ـ السيد مير حامد حسين بن السيد محمد قلي الموسوي الهندي اللكهنوي المتوفي 1306 هـ. ذكر حديث الغدير وطرقه وتواتره ومفاده في مجلدين ضخمين في ألف وثمان صحائف، وهما من مجلدات كتابه الجليل (عبقات الأنوار في اثبات امامة الأئمة الأطهار) ط في الهند وغيرها وهذا الكتاب معجزة يعرف قيمته العلمية من وقف عليه.
22 ـ السيد مهدي بن السيد علي الغريفي المتوفي 1343 هـ. له كتاب (حديث الولاية في حديث الغدير) ذكره له صاحب الذريعة.
23 ـ الشيخ عباس القمي المتوفي 23 ذي الحجة 1359 هـ. له كتاب (فيض القدير في حديث الغدير).
24 ـ السيد مرتضى حسين الهندي له كتاب (تفسير التكميل) في آية الاكمال النازلة في واقعة الغدير ط الهند.
25 ـ الشيخ محمد رضا فرج الله له كتاب (الغدير في الاسلام) ط بالنجف.
26 ـ السيد مرتضى الخسروشاهي التبريزي له كتاب (اهداء الحقير في معنى حديث الغدير) ط في العراق.
27 ـ العلامة الجليل الشيخ عبدالحسين الأميني المتوفي 28 ربيع الثاني سنة 1390 هـ. له كتاب (الغدير في الكتاب والسنة والأدب) عشرون مجلداً طبع منه الى الآن أحد عشر مجلداً. وهو كتاب عديم النظير فجدير بكل باحث وطالب للحقيقة أن يقف عليه.
ـ نادرة ـ
قال الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في كتاب ينابيع المودة: 36 ط اسلامبول: حكى العلامة علي بن موسى وعلي بن محمد أبي المعلى الجويني الملقب بامام الحرمين أستاذ أبي حامد الغزالي ـ (رحمهما الله ـ يتعجب ويقول: رأيت مجلداً في بغداد في يد صحاف فيه روايات خبر غدير خم مكتوباً عليه المجلدة الثامنة والعشرون من طرق قوله صلى الله عليه وآله وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه ويتلوه المجلدة التاسعة والعشرون، وص39 ط الحيدرية.
--- ... الصفحة 333 ... ---

(17/5)



عقدة في كتابه من مئة وخمسة طرق(1) والذهبي ـ على تشدده ـ صحح كثيراً من طرقه(2) ، وفي الباب السادس عشر من غاية المرام تسعة وثمانون حديثاً من طريق أهل السنة في نص الغدير، على أنه لم ينقل عن الترمذي ولا عن الطبراني ولا عن البزار ولا عن أبي يعلى، ولا عن كثير ممن أخرج
____________
(1) نص صاحب غاية المرام في أواخر الباب 16 ص89 من كتابه المذكور: ابن جرير أخرج حديث الغدير من خمسة وتسعين طريقاً في كتاب أفرده له سماه كتاب: الولاية، وأن ابن عقدة أخرجه من مائة وخمسة طرق وفي كتاب أفرده له أيضاً، ونص الامام أحمد بن محمد بن الصديق المغربي على أن كلا من الذهبي وابن عقدة أفرد لهذا الحديث كتاباً خاصاً به، فراجع خطبة كتابه القيم الموسوم ـ بفتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ـ (منه قدس).
(2) نص على ذلك ابن حجر في الفصل 5 من الباب الأول من صواعقه (منه قدس).
--- ... الصفحة 334 ... ---
هذا الحديث، والسيوطي نقل الحديث في أحوال علي من كتابه تاريخ الخلفاء عن
--- ... الصفحة 335 ... ---
الترمذي، ثم قال: وأخرجه أحمد عن علي، وأبي أيوب الأنصاري، وزيد بن أرقم، وعمر، وذي مر(1) ، (قال) وأبو يعلي عن أبي هريرة، والطبراني عن ابن عمر، ومالك بن الحويرث، وحبشي بن جنادة، وجرير، وسعد بن أب وقاص وأبي سعيد الخدري وأنس، (قال) والبزار، عن ابن عباس، وعمارة وبريدة،
____________
(1) أقول: وأخرجه أيضاً من حديث ابن عباس ص131 من الجزء الأول من مسنده، ومن حديث البراء في ص281 من الجزء الرابع من مسنده (منه قدس).
--- ... الصفحة 336 ... ---
اهـ.(1) ومما يدل على شيوع هذا الحديث واذاعته، ما أخرجه الامام أحمد في مسنده(2) ، عن رياح بن الحارث من طريقين اليه، قال: «جاء رهط الى علي
____________
(1) رواة حديث الغدير من الصحابة:
ـ أ ـ
1 ـ أبو هريرة الدوسي ت 57 / 58 / 59 وهو ابن ثمان وسبعين عاماً.

(17/6)



2 ـ أبو ليلى الأنصاري يقال: انه قتل بصفين سنة 37.
3 ـ أبو زينب بن عوف الأنصاري.
4 ـ أبو فضالة الأنصاري من أهل بدر قتل بصفين مع علي عليه السلام.
5 ـ أبو قدامة الأنصاري أحد المستنشدين يوم الرحبة.
6 ـ أبو عمرة بن عمرو بن محصن الأنصاري.
7 ـ أبو الهيثم بن التيهان قتل بصفين سنة 37.
8 ـ أبو رافع القبطي مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
9 ـ أبو ذويب خويلد (أو خالد) بن خالد بن محرث الهزلي الشاعر الجاهلي الاسلامي المتوفي في خلافة عثمان.
10 ـ أبو بكر بن أبي قحافة التيمي المتوفي سنة 13.
11 ـ أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي المتوفي 54 وهو وابن 75 عاماً.
12 ـ أبيّ بن كعب الأنصاري الخزرجي سيد القراء المتوفي سنة 30 / 32.
13 ـ أسعد بن زرارة الأنصاري.
14 ـ أسماء بنت عميس الخثعمية.
15 ـ أم سلمة زوج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
16 ـ أم هاني بنت أبي طالب سلام الله عليهما.
17 ـ أبو حمزة أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي خادم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المتوفي 93.
ـ ب ـ
18 ـ براء بن عازب الأنصاري الاوسي نزيل الكوفة المتوفي 72.
19 ـ بريدة بن الحصيب أبو سهل الأسلمي المتوفي 63.
20 ـ أبو سعيد ثابت بن وديعة الأنصاري المدني.
ـ ج ـ
21 ـ جابر بن سمرة بن جنادة أبو سليمان السوائي نزيل الكوفة والمتوفي بعد 70 وقيل 74.
22 ـ جابر بن عبدالله المتوفي بالمدينة 73 / 74 / 78 وهو ابن 94 عاماً.
23 ـ جبلة بن عمرو الأنصاري.
24 ـ جبير بن مطعم بن عدي القرشي النوفلي المتوفي 57 / 58 / 59.
25 ـ جرير بن عبدالله بن جابر البجلي المتوفي 51 / 54.
26 ـ أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري المتوفي 31.
27 ـ أبو جنيدة جندب بن عمرو بن مازن الأنصاري.
ـ ح ـ
28 ـ حبّة بن جوين أبو قدامة العُرَني البجلي المتوفي 76 / 79.
29 ـ حبشي بن جنادة السلولي نزيل الكوفة.
30 ـ حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي.

(17/7)



31 ـ حذيفة بن أسيد أبو تسريحة الغفاري من أصحاب الشجرة توفي 40 / 42.
32 ـ حذيفة بن اليمان اليماني المتوفي 36.
33 ـ حسان بن ثابت أحد شعراء الغدير.
34 ـ الامام المجتبى الحسن السبط صلوات الله عليه.
35 ـ الامام السبط الحسين الشهيد سلام الله عليه.
ـ خ ـ
36 ـ أبو أيوب خالد بن زيد الانصاري استشهد غازياً بالروم سنة 50 / 51 / 52.
37 ـ أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي المتوفي 21 / 22.
38 ـ خزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين المقتول بصفين مع علي عليه السلام 37.
39 ـ أبو شريح خويلد بن عمرو الخزاعي نزيل المدينة المتوفي 68.
40 ـ رفاعة بن عبدالمنذر الأنصاري.
ـ ز ـ
41 ـ زبير بن العوام القرشي المقتول سنة 36.
42 ـ زيد بن أرقم الأنصاري الخزرجي المتوفي 66 / 68.
43 ـ أبو سعيد زيد بن ثابت المتوفي 45 / 48 وقيل بعد الخمسين.
44 ـ زيد (يزيد) بن شراحبيل الأنصاري.
45 ـ زيد بن عبدالله الأنصاري.
ـ س ـ
46 ـ أبوا اسحاق سعد بن أبي وقاص المتوفي 54 / 55 / 56 / 58.
47 ـ سعد بن جنادة العوفي والد عطية العوفي.
48 ـ سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي المتوفي 14 / 15 أحد النقباء الاثني عشر.
49 ـ أبو سعيد سعد بن مالك الأنصاري الخدري المتوفي 63 أو 75 أو 74.
50 ـ سعيد بن زيد القرشي العدوي المتوفي 50 / 51.
51 ـ سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري.
52 ـ أبو عبدالله سلمان الفارسي المتوفي 36 / 37.
53 ـ أبو مسلم سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي المتوفي 74.
54 ـ أبو سليمان سمرة بن جندب الفزاري المتوفي بالبصرة 58 / 59 / 60.
55 ـ سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي المتوفي 38.
56 ـ أبو العباس سهل بن سعد الأنصاري الخزرجي الساعدي المتوفي 91 عن 100 سنة.
ـ ص، ض ـ
57 ـ أبو أمامة الصدي بن عجلان الباهلي نزيل الشام والمتوفي بها سنة 86.
58 ـ ضميرة الأسدي.
ـ ط ـ
59 ـ طلحة بن عبيدالله التميمي المقتول يوم الجمل سنة 36 وهو ابن 63 عاماً.
ـ ع ـ

(17/Cool



60 ـ عامر بن عمير النميري.
61 ـ عامر بن ليلى بن ضمرة.
62 ـ عامر بن ليلى الغفاري.
63 ـ أبو الطفيل عامر بن وائلة الليثي المتوفي: 100 / 102 / 108 / 110.
64 ـ عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة زوج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
65 ـ عباس بن عبدالمطلب بن هاشم عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم توفي 32.
66 ـ عبدالرحمن بن عبدرب الانصاري.
67 ـ أبو محمد عبدالرحمن بن عوف القرشي الزهري المتوفي 31 ـ 32.
68 ـ عبدالرحمن بن يعمر الديلي نزيل الكوفة.
69 ـ عبدالله بن أبي عبدالأسد المخزومي.
70 ـ عبدالله بن بديل بن ورقاء سيد خزاعة المقتول لصفين مع علي عليه السلام.
71 ـ عبدالله بن بشر (بسر) المازني.
72 ـ عبدالله بن ثابت الأنصاري.
73 ـ عبدالله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي المتوفي 80.
74 ـ عبدالله بن حنطب القرشي المخزومي.
75 ـ عبدالله بن ربيعة.
76 ـ عبدالله بن عباس المتوفي 68.
77 ـ عبدالله بن أبي أوفى علقمة الأسلمي المتوفي 86 / 87.
78 ـ أبو عبدالرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي المتوفي 72 / 73.
79 ـ أبو عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود الهذلي المتوفي 32 / 33 والمدفون بالبقيع.
80 ـ عبدالله بن ياميل (يامين).
81 ـ عثمان بن عفان المتوفي 35.
82 ـ عبيد بن عازب الأنصاري أخو البراء بن عازب.
83 ـ أبو طريف عدي بن حاتم المتوفي 68 وهو ابن 100 سنة.
84 ـ عطية بن بسر المازني.
85 ـ عقبة بن عامر الجهني ولي أمر مصر لمعاوية ثلاث سنين مات في قرب الستين.
86 ـ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه والمستشهد في سنة 40.
87 ـ أبو اليقظان عمار بن ياسر العنسي الشهيد بصفين 37.
88 ـ عمر بن أبي سلمة بن عبدالأسد المخزومي ربيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمه أم سلمة زوج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم توفي 83.
89 ـ عمر بن الخطاب المقتول 23.
90 ـ عمارة الخزرجي الأنصاري المقتول يوم اليمامة.

(17/9)



91 ـ أبو نجيد عمران بن حصين الخزاعي المتوفي 52 بالبصرة.
92 ـ عمرو بن الحمق الخزاعي المستشهد 50.
93 ـ عمرو بن شراحبيل.
94 ـ عمرو بن العاص.
95 ـ عمرو بن مرة الجهني أبو طلحة أو أبو مريم.
ـ ف ـ
96 ـ الصديقة فاطمة بنت النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
97 ـ فاطمة بنت حمزة بن عبدالمطلب.
ـ ق ـ ك ـ
98 ـ قيس بن ثابت بن شماس الأنصاري.
99 ـ قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي.
100 ـ أبو محمد كعب بن عجزة الانصاري المدني المتوفي 51.
ـ م ـ
101 ـ أبو سليمان مالك بن الحويرث الليثي المتوفي 74.
102 ـ المقدام بن عمرو الكندي الزهري المتوفي 33 وهو ابن سبعين عاماً.
ـ ن ـ
103 ـ ناجية بن عمرو الخزاعي.
104 ـ أبو برزة فضلة بن عتبة الأسلمي المتوفي بخراسان سنة 65.
105 ـ نعمان بن عجلان الأنصاري.
ـ هـ ـ
106 ـ هاشم المرقال بن عتبة بن أبي وقاص المدني المقتول بصفين مع أمير المؤمنين 37.
ـ و ـ
107 ـ أبو وسمة وحشي بن حرب الحبشي الحمصي.
108 ـ وهب بن حمزة.
109 ـ أبو جحيفة وهب بن عبدالله السوائي (وهب الخير) المتوفي 74.
ـ ي ـ
110 ـ أبو مرازم يعلي بن مرة بن وهب الثقفي.
راجع رواياتهم مع مصادرها من كتب القوم في كتاب الغدير للعلامة المغفور له الأميني: 1/14 ـ 60 ط بيروت. وذكر السيد بن طاوس في كتاب الطرائف عن ابن عقدة في كتاب الولاية زيادة على ذلك:
111 ـ عثمان بن حنيف الأنصاري.
112 ـ رفاعة بن رافع الأنصاري.
113 ـ أبو الحمراء خادم النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
114 ـ جندب بن سفيان العقلي البجلي.
115 ـ أمامة بن زيد بن حارثة الكلبي.
116 ـ عبدالرحمن بن مدلج.
وراجع أيضاً مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب: 3/25 ـ 26 ط قم.
رواة حديث الغدير من التابعين
1 ـ أبو رائد الحبراني الشامي.
2 ـ أبو سلمة عبدالله (اسماعيل) بن عبدالرحمن بن عوف الزهري المدني ت94.
3 ـ أبو سليمان المؤذن.
4 ـ أبو صالح السمان ذكوان المدني المتوفي 101.

(17/10)



5 ـ أبو عنفوانة المازني.
6 ـ أبو عبدالرحيم الكندي.
7 ـ الأصبغ بن نباتة التميمي الكوفي.
8 ـ أبو ليلى الكندي.
9 ـ أياس بن نذير.
ـ ج ـ
10 ـ جميل بن عمارة.
ـ ح ـ
11 ـ حارثة بن نصر.
12 ـ حبيب بن أبي ثابت الأسدي الكوفي.
13 ـ الحارث بن مالك.
14 ـ الحسين بن مالك الحويرث.
15 ـ حكم بن عتيبة الكوفي الكندي المتوفي 114 أو 115.
16 ـ حميد بن عمارة الخزرجي الأنصاري.
17 ـ حميد الطويل أبو عبيدة بن أبي حميد البصري توفي 143.
ـ خ ـ
18 ـ خيثمة بن عبدالرحمن الجعفي مات بعد 80.
ـ ر ـ
19 ـ ربيعة الجرشي المقتول سنة 60 / 61 / 74.
20 ـ أبو المثنى رياح بن الحاراث النخعي الكوفي.
ـ ز ـ
21 ـ أبو عمرو أذان الكندي البزاز (البزار) ت82.
22 ـ أبو مريم زر بن حبيش الأسدي ت 81 / 82 / 83.
23 ـ زياد بن أبي زياد.
24 ـ زيد بن يثيع الهمداني الكوفي.
ـ س ـ
25 ـ سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني ت106.
26 ـ سعيد بن جبير الأسدي الكوفي قتل بين يدي الحجاج سنة 95.
27 ـ سعيد بن أبي حدان ويقال ذي حُدَّان.
28 ـ سعيد بن المسيب القرشي المخزومي صهر أبي هريرة ت94.
29 ـ سعيد بن وهب الهمداني الكوفي ت76.
30 ـ أبو يحيى سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي ت121.
31 ـ أبو صادق سليم بن قيس الهلالي ت90.
32 ـ أبو محمد سليمان بن مهران الاعمش ت ولد 61 ـ 147 أو 148.
33 ـ سهم بن الحصين الأسدي.
ـ ش ـ
34 ـ شهر بن حوشب.
ـ ض ـ
35 ـ الضحاك بن مزاحم الهلالي ت105.
ـ ط ـ
36 ـ طاووس بن كيسان اليماني الجندي ت106.
37 ـ طلحة بن المنصرف الأيامي (اليمامي) الكوفي ت112.
ـ ع ـ
38 ـ عامر بن سعد بن أبي وقاص المدني ت104.
39 ـ عائشة بنت سعد بن أبي وقاص ت117.
40 ـ عبدالحميد بن المنذر بن الجاورد العبدي.
41 ـ أبو عمارة عبدخير بن يزيد الهمداني الكوفي.
42 ـ عبدالرحمن بن أبي ليلى ت82 / 83 / 86.
43 ـ عبدالرحمن سابط ويقال: ابن عبدالله بن سابط الجمحي المكي ت118.

(17/11)



44 ـ عبدالله بن أسعد بن زرارة.
45 ـ أبو مريم عبدالله بن زياد الأسدي الكوفي.
46 ـ عبدالله بن شريك العامري الكوفي.
47 ـ أبو محمد عبدالله بن محمد بن عقيل الهاشمي المدني توفي بعد 140.
48 ـ عبدالله بن يعلى بن مرة.
49 ـ عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي الخطمي ت116.
50 ـ أبو الحسن عطية بن سعد بن جنادة العوفي الكوفي ت111.
51 ـ علي بن زيد بن جدعان البصري ت129 و131.
52 ـ أبو هارون عمار بن جوين العبدي ت134.
53 ـ عمر بن عبدالعزيز الأموي ت101.
54 ـ عمر بن عبدالغفار.
55 ـ عمر بن علي أمير المؤمنين ت زمان الوليد وقيل قبل ذلك.
56 ـ عمرو بن جعدة بن هبيرة.
57 ـ عمرو بن مرة أبو عبدالله الكوفي الهمداني ت116.
58 ـ عمرو بن عبدالله أبو اسحاق السبيعي الهمداني ت127.
59 ـ عمرو بن ميمون الأودي ت74 وقيل بعدها.
60 ـ عميرة بنت سعد بن مالك اخت سهل أم رفاعة بن مبشر.
61 ـ عميرة بن سعد الهمداني.
62 ـ عيسى بن طلحة بن عبدالله التميمي أبو محمد المدني مات في خلافة عمر بن عبدالعزيز.
ـ ف ـ
63 ـ أبو بكر فطر بن خليفة المخزومي مولاهم الحناط ت150 / 153.
ـ ق ـ
64 ـ قبيصة بن ذؤيب ت 86.
65 ـ أبو مريم قيس الثقفي المدايني.
ـ م ـ
66 ـ محمد بن عمر بن علي أمير المؤمنين ت في خلافة عمر بن عبدالعزيز ويقال سنة 100.
67 ـ أبو الضحى مسلم بن صبيح الهمداني الكوفي العطار.
68 ـ مسلم الملائي.
69 ـ أبو زرارة مصعب بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني ت 103.
70 ـ مطلب بن عبدالله القرشي المخزومي المدني.
71 ـ مطر الوراق.
72 ـ معروف بن خربوذ.
73 ـ منصور بن ربعي.
74 ـ مهاجر بن مسمار الزهري المدني.
75 ـ موسى بن أكتل بن عمير النميري.
76 ـ أبو عبدالله ميمون البصري مولى عبدالرحمن بن سمرة.
ـ ن، هـ ـ
77 ـ نذير الضبي الكوفي.
78 ـ هاني بن هاني الهمداني الكوفي.
ـ ي ـ
79 ـ أبو بلج يحيى بن سليم الفزاري الواسطي.

(17/12)



80 ـ يحيى بن جعدة بن هبيرة المخزومي من المائة الثالثة.
81 ـ يزيد بن أبي زياد الكوفي ت136 وله تسعون سنة.
82 ـ يزيد بن حيان التيمي الكوفي.
83 ـ أبو داود يزيد بن عبدالرحمن بن الأودي الكوفي.
84 ـ أبو نجيح يسار الثقفي ت109.
راجع في تراجمهم ورواياتهم مع مصادرها من كتب القوم كتاب الغدير للعلامة الاميني: 1/62 ـ 72 ط بيروت.
علماء السنة يروون حديث الغدير في كتبهم
فقد روى علماء السنة حديث الغدير وأخرجوه في كتبهم على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم من القرن الثاني الهجري حتى القرن الرابع عشر وعددهم ـ 360 ـ عالماً كما ذكرهم الأميني في كتابه الغدير: 1/73 الى 151 ـ ط بيروت فراجع ذ

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

84 ـ أبو نجيح يسار الثقفي ت109.
راجع في تراجمهم ورواياتهم مع مصادرها من كتب القوم كتاب الغدير للعلامة الاميني: 1/62 ـ 72 ط بيروت.
علماء السنة يروون حديث الغدير في كتبهم
فقد روى علماء السنة حديث الغدير وأخرجوه في كتبهم على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم من القرن الثاني الهجري حتى القرن الرابع عشر وعددهم ـ 360 ـ عالماً كما ذكرهم الأميني في كتابه الغدير: 1/73 الى 151 ـ ط بيروت فراجع ذلك تجد تراجمهم وتعيين مصادر رواياتهم، عبقات الأنوار (قسم حديث الغدير).
(2) راجع ص419 من جزئه الخامس (منه قدس).
--- ... الصفحة 337 ... ---
فقالوا: السلام عليك يا مولانا، قال: من القوم؟ قالوا: مواليك يا أمير
--- ... الصفحة 338 ... ---
المؤمنين، قال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب، قالوا: سمعنا رسول الله
--- ... الصفحة 339 ... ---
صلى الله عليه وآله وسلم، يوم غدير خم يقول: من كنتم مولاه فإن هذا
--- ... الصفحة 340 ... ---
مولاه، قال رياح فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار
--- ... الصفحة 341 ... ---
--- ... الصفحة 342 ... ---
--- ... الصفحة 343 ... ---
--- ... الصفحة 344 ... ---
فيهم أبو أيوب الأنصاري»(1) . اهـ. ومما يدل على تواتره ما أخرجه أبو اسحاق الثعلبي في تفسير سورة المعارج من تفسيره الكبير بسندين معتبرين «ان
____________
(1)
حديث الركبان
يوجد في: ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 33 ط اسلامبول وص37 ط الحيدرية، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/22 ح520.

(17/13)



وفي احقاق الحق: 6/326 عن المناقب لأحمد بن حنبل مخطوط، البداية والنهاية لابن كثير: 5/213 و: 7/347 ط مصر، أرجح المطالب لعبيدالله الآمرتسري الحنفي: 577 ط لاهور.
--- ... الصفحة 345 ... ---
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان يوم غدير خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه، فعلي مولاه، فشاع ذلك فطار في البلاد، وبلغ ذلك الحاراث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، على ناقة له، فأناخها ونزل عنها، وقال يا محمد أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله فقبلنا منك، وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلنا، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلنا، وأمرتنا بالحج فقبلنا، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا، فقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شيء منك أم من الله؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: فوالله الذي لا إله إلا هو إن هذا لمن الله عز وجل، فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل الى راحلته حتى رماه الله سبحانه بحجر سقط على هامته، فخرج من دبره فقتله، وأنزل الله تعالى (سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع، من الله ذي المعارج) انتهى الحديث بعين لفظه(1) ، وقد أرسله جماعة من أعلام السنة إرسال المسلمات(2)(3) والسلام.
ـ ش ـ
____________
(1) وقد نقله عن الثعلبي جماعة من أعلام السنة كالعلامة الشبلنجي المصري في أحوال علي من كتابه ـ نور الأبصار ـ فراجع منه ص11 ان شئت (منه قدس).
(2) قصة الحارث بن النعمان الفهري ووقوع العذاب:

(17/14)



توجد في: نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 93، نور الأبصار للشبلنجي: 71 ط السعيدية وص71 ط العثمانية وص78 ط آخر، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 30، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 25، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 328 ط الحيدرية وص274 ط اسلامبول و: 2/99 ط العرفان بصيدا، السيرة الحلبية لبرهان الدين الحلبي الشافعي: 3/274 ط البهية بمصر.
راجع بقية المصادر على اختلاف الفاظها تحت رقم (91) عند نزول قوله تعالى (سأل سائل بعذاب واقع) .
(3) فراجع ما نقله الحلبي من أخبار حجة الوداع في سيرته المعروفة بالسيرة الحلبية، تجد هذا الحديث في آخر ص214 من جزئها الثالث (منه قدس).
--- ... الصفحة 346 ... ---
المراجعة 57
25 المحرم سنة 1330
1 ـ تأويل حديث الغدير
2 ـ القرينة على ذلك
1 ـ حمل الصحابة على الصحة يستوجب تأويل حديث الغدير متواتراً، كان أو غير متواتر؛ ولذا قال أهل السنة لفظ المولى يستعمل في معان متعددة ورد بها القرآن العظيم، فتارة يكون بمعنى الأولى، كقوله تعالى مخاطباً للكفار (مأواكم النار هي مولاكم) أي أولى بكم، وتارة بمعنى الناصر، كقوله عز اسمه (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم) وبمعنى الوارث، كقوله سبحانه (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون) أي ورثة وبمعنى العصبة، نحو قوله عز وجل (وإني خفت الموالي من ورائي) وبمعنى الصديق (يوم لا يغني مولىً عن مولىً شيئاً) وكذلك لفظ الولي يجيء بمعنى الاولى بالتصرف كقولنا: فلان ولي القاصر، وبمعنى الناصر والمحبوب، قالوا: فلعل معنى الحديث من كنت ناصره، أو صديقه، أو حبيبه، فإن علياً كذلك، وهذا المعنى يوافق كرامة السلف الصالح وامامة الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم أجمعين.

(17/15)



2 ـ وربما جعلوا القرينة على إرادته من الحديث، أن بعض من كان مع علي في اليمن رأى منه شدة في ذات الله، فتكلم فيه ونال منه، وبسبب ذلك قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يوم الغدير بما قام فيه من الثناء على الامام، وأشاد بفضله تنبهاً الى جلالة قدره، ورداً على من تحامل عليه، ويرشد بذلك أنه اشاد في خطابه بعلي خاصة، فقال من كنت وليه فعلي وليه، وبأهل البيت عامة، فقال: «إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي»(1) فكان كالوصية لهم بحفظه في علي بخصوصه، وفي أهل بيته عموماً، وقالوا: ليس فيها عهد بخلافة، ولا
____________
(1) حديث الثقلين: تقدم بألفاظه المتعددة تحت رقم (28 و29 و30 و31 و32 و33 و34) فراجع.
--- ... الصفحة 347 ... ---
دلالة على إمامة، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 58
27 المحرم سنة 1330
1 ـ حديث الغدير لا يمكن تأويله
2 ـ قرينة التأويل جزاف وتضليل

(17/16)



1 ـ أنا أعلم بان قلوبكم لا تطمئن بما ذكرتموه، ونفوسكم لا تركن إليه، وأنكم تقدِّرون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في حكمته البالغة، وعصمته الواجبة، ونبوته الخاتمة، وأنه سيد الحكماء، وخاتم الأنبياء (وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى)(1) فلو سألكم فلاسفة الأغيار عما كان منه يوم غدير خم، فقال: لماذا منع تلك الألوف المؤلفة يومئذ عن المسير؟ وعلى م حبسهم في تلك الرمضاء بهجير؟ وفيم اهتم بإرجاع من تقدم منهم وإلحاق من تأخر؟ ولم أنزلهم جميعاً في ذلك العراء على غير كلأ ولا ماء؟ ثم خطبهم عن الله عز وجل في ذلك المكان الذي منه يتفرقون، ليبلغ الشاهد منهم الغائب، وما المقتضي لنعي نفسه إليهم في مستهل خطابه؟ إذ قال: يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وإني مسؤول، وإنكم مسؤولون، وأي أمر يسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عن تبليغه؟ وتسأل الأمة عن طاعتها فيه، ولماذا سألهم فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق، وان ناره حق، وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت؛ وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، قالوا: بلى نشهد بذلك، ولماذا أخذ حينئذ على الفور بيد علي فرفعها اليه حتى بان بياض إبطيه؟ فقال: يا ايها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، ولماذا فسر كلمته ـ وأنا مولى المؤمنين ـ بقوله: وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ ولماذا قال بعد التفسير: فمن كنت مولاه، فهذا مولاه أو من كنت وليه فهذا وليه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه وانصر من
____________
(1) سورة النجم آية: 3 و4 و5.

(17/17)



--- ... الصفحة 348 ... ---
نصره، واخذل من خذله، ولم خصه بهذه الدعوات التي لا يليق لها إلاّ أئمة الحق، وخلفاء الصدق، ولماذا أشهدهم من قبل، فقال: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: بلى. فقال: من كنت مولاه، فعلي مولاه، أو من كنت وليه، فعلي وليه، ولماذا قرن العترة بالكتاب؟ أجعلها قدوة لأولي الألباب الى يوم الحساب؟ وفيم هذا الاهتمام العظيم من هذا النبي الحكيم؟ وما المهمة التي احتاجت الى هذه المقدمات كلها؟ وما الغاية التي توخاها في هذا الموقف المشهود؟ وما الشيء الذي أمره الله تعالى بتبليغه إذ قال عز من قائل (يا أيها الرسول بلِّغ ما أنزل إليك من ربِّك وإن لم تفعل فما بلَّغت رسالته والله يعصمك من الناس)(1) وأي مهمة استوجبت من الله هذا التأكيد؟ واقتضت الحض على تبليغها بما يشبه التهديد؟ وأي أمر يخشى النبي الفتنة بتبليغه؟ ويحتاج الى عصمة الله من أذى المنافقين ببيانه؟ أكنتم ـ بجدك لو سألكم عن هذا كله ـ تجيبونه بأن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، إنما أراد بيان نصرة علي للمسلمين، وصداقته لهم ليس إلا، ما أراكم ترتضون هذا الجواب، ولا أتوهم أنكم ترون مضمونه جائزاً على رب الأرباب، ولا على سيد الحكماء وخاتم الرسل والأنبياء، وأنتم أجلُّ من أن تجوزوا عليه أن يصرف هممه كلها، وعزائمه بأسرها، الى تبيين شيء بين لا يحتاج الى بيان، وتوضيح أمر واضح بحكم الوجدان والعيان، ولا شك أنكم تنزهون أفعاله وأقواله عن أن تزدري بها العقلاء، أو ينتقدها الفلاسفة والحكماء، بل لا ريب في أنكم تعرفون مكانة قوله وفعله من الحكمة والعصمة، وقد قال الله تعالى: (إنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين، وما صاحبكم بمجنون)(2) فيهتم بتوضيح الواضحات، وتبيين ما هو بحكم البديهيات، ويقدم لتوضيح هذا الواضح مقدمات أجنبية، لا ربط له بها ولا دخل لها فيه، تعالى الله
____________

(18/1)



(1) آية التبليغ: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) .
المائدة آية: 67 نزلت في اليوم ـ 18 ـ من ذي الحجة في غدير خم على خمس ساعات مضت من نهار يوم الخميس فأمر الله تعالى رسوله العظيم صلى الله عليه وآله وسلم أن ينصب علياً اماماً وخليفة من بعده. تقدمت مصادر نزولها في ذلك تحت رقم (626) فراجع.
(2) سورة التكوير آية: 19 و20 و21 و22.
--- ... الصفحة 349 ... ---
عن ذلك ورسوله علواً كبيراً، وأنت ـ نصر الله بك الحق ـ تعلم أن الذي يناسب مقامه في ذلك الهجير، ويليق بأفعاله وأقواله يوم الغدير، إنما هو تبليغ عهده، وتعيين القائم مقامه من بعده، والقرائن اللفظية، والأدلة العقلية، توجب القطع الثابت الجازم بأنه صلى الله عليه وآله وسلم، ما أراد يومئذ إلا تعيين علي ولياً لعهده، وقائماً مقامه من بعده، فالحديث مع ما قد حف به من القرائن نص جلي، في خلافة علي، لا يقبل التأويل، وليس الى صرفه عن هذا المعنى من سبيل، وهذا واضح (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) .

(18/2)



2 ـ أما القرينة التي زعموها فجزاف وتضليل، ولباقة في التخليط والتهويل، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بعث علياً الى اليمن مرتين، والأولى كانت سنة ثمان(1) ، وفيها أرجف المرجفون به، وشكوه الى النبي بعد رجوعهم الى المدينة، فأنكر عليهم ذلك(2) حتى أبصروا الغضب في وجهه، فلم يعودوا لمثلها، والثانية كانت سنة عشر(3) وفيها عقد النبي له اللواء، وعممه صلى الله عليه وآله وسلم بيده، وقال له: امض ولا تلتفت، فمضى لوجهه راشداً مهدياً حتى انفذ أمر النبي، ووافاه صلى الله عليه وآله وسلم، في حجة الوداع، وقد أهل بما أهل به رسول الله فأشركه صلى الله عليه وآله وسلم بهديه، وفي تلك المرة لم يرجف به مرجف، ولا تحامل عليه مجحف، فكيف يمكن ان يكون الحديث مسبباً عما قاله المعترضون؟ أو مسوقاً للرد على أحد كما يزعمون. على أن مجرد التحامل على علي، لا يمكن أن يكون سبباً لثناء النبي عليه بالشكل الذي أشاد به صلى الله عليه وآله وسلم، على منبر الحدائج يوم خم، إلا أن يكون ـ والعياذ بالله ـ مجازفاً في أقواله
____________
(1) راجع: السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية: 2/346 ط البهية بمصر.
(2) كما بيناه في المراجعة 36، فراجعها ولا يفوتنك ما علقناه عليها (منه قدس).
(3) كما في: سيرة ابن هشام: 4/212، وتاريخ الطبري: 3/131 و149، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 2/300، السيرة الحلبية: 3/206، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية: 2/45، الطبقات الكبرى لابن سعد: 2/169.
--- ... الصفحة 350 ... ---

(18/3)



وأفعاله، وهممه وعزائمه، وحاشا قدسي حكمته البالغة، فإن الله سبحانه يقول: (إنه لقول رسول كريم، وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون، ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون، تنزيل من رب العالمين)(1) ولو أراد مجرد بيان فضله، والرد على المتحاملين عليه، لقال: هذا ابن عمي وصهري وأبو ولدي، وسيد أهل بيتي، فلا تؤذوني فيه، أو نحو ذلك من الأقوال الدالة على مجرد الفضل وجلالة القدر على أن لفظ الحديث(2) لا يتبادر الى الافهام منها، ولا يلتفت الى أسبابها كما لا يخفى. وأما ذكر أهل بيته في حديث الغدير، فإنه من مؤيدات المعنى الذي قلناه، حيث قرنهم بمحكم الكتاب، وجعلهم قدوة لأولي الألباب؛ فقال: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنما فعل ذلك لتعليم الأمة أن لا مرجع بعد نبيها إلا إليهما، ولا معول لها من بعده إلا عليهما، وحسبك في وجوب اتباع الأئمة من العترة الطاهرة اقترانهم بكتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فكما لا يجوز الرجوع الى كتاب يخالف في حكمه كتاب الله سبحانه وتعالى، لا يجوز الرجوع الى إمام يخالف في حكمه أئمة العترة(3) ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: إنهما لن ينقضيا أو لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، دليل على أن الأرض لن تخلو بعده من إمام منهم، وهو عدل الكتاب، ومن تدبر الحديث وجده يرمي الى حصر الخلافة في أئمة العترة الطاهرة، ويؤيد ذلك ما أخرجه الامام أحمد في مسنده(4) عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض». اهـ.(5) . وهذا نص في خلافة أئمة العترة عليهم السلام. وأنت تعلم أن النص
____________
(1) سورة الحاقة آية: 40 و41 و42 و43.
(2) ولاسيما بسبب ما أشرنا اليه من القرائن العقلية والنقلية (منه قدس).

(18/4)



(3) وذلك بحكم حديث الثقلين والأمر بالتمسك بهما كما تقدم تحت رقم (28 و29 و35). فراجع.
(4) راجع أول ص122 من جزئه الخامس. (منه قدس).
(5) يوجد في: مسند أحمد بن حنبل: 5/122 و182 و189 ط الميمنية بمصر، الدر المنثور لجلال الدين السيوطي الشافعي: 2/60، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 38 ط اسلامبول وص42 ط الحيدرية، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/162، راجع بقية المصادر تحت رقم (30) فيما تقدم.
--- ... الصفحة 351 ... ---
على وجوب اتباع العترة، نص على وجوب اتباع علي، اذ هو سيد العترة لا يدافع، وإمامها لا ينازع، فحديث الغدير وأمثاله، يشتمل على النص على علي تارة، من حيث إنه إمام العترة، المنزلة من الله ورسوله منزلة الكتاب، وأخرى من حيث شخصه العظيم، وإنه ولي كل من كان رسول الله وليه، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 59
28 المحرم سنة 1330
1 ـ حصحص الحق
2 ـ المراوغة عنه
1 ـ لم أجد فيمن عبر وغير ألين منك لهجة، ولا ألحن منك بحجة، وقد حصحص الحق بما أشرت اليه من القرائن، فانكشف قناع الشك عن محيا اليقين، ولم تبق لنا وقفة في أن المراد من الولي والمولى في حديث الغدير إنما هو الأولى، ولو كان المراد الناصر، أو نحوه ما سأل سائل بعذاب واقع فرأيكم في المولى ثابت مسلم.
2 ـ فليتكم تقنعون منا في تفسير الحديث بما ذكره جماعة من العلماء كالامام ابن حجر في صواعقه، والحلبي في سيرته، إذ قالوا: سلمنا أنه أولى بالامامة فالمراد المآل، وإلا كان هو الامام مع وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تعرض فيه لوقت المآل، فكأن المراد حين يوجد عقد البيعة له، فلا ينافي حينئذٍ تقديم الأئمة الثلاثة عليه، وبهذا تحفظ كرامة السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم جميعاً.
ـ س ـ
المراجعة 60
30 المحرم سنة 1330
دحض المراوغة
طلبتم ـ نصر الله بكم الحق ـ أن نقنع بأن المراد من حديث الغدير أن علياً أولى
--- ... الصفحة 352 ... ---

(18/5)



بالإمامة حين يختاره المسلمون لها، ويبايعونه بها، فتكون أولويته المنصوص عليها يوم الغدير مآلية لا حالية، وبعبارة أخرى تكون أولوية بالقوة لا بالفعل، لئلا تنافي خلافة الأئمة الثلاثة الذين تقدموا عليه؛ فنحن ننشدكم بنور الحقيقة، وعزة العدل، وشرف الانصاف، وناموس الفضل، هل في وسعكم أن تقنعوا بهذا لنحذوا حذوكم وننحو فيه نحوكم، وهل ترضون أن يؤثر هذا المعنى عنكم، أو يعزى إليكم، لنقتص أثركم، وننسج على منوالكم؟ ما اراكم قانعين ولا راضين، وأعلم يقيناً أنكم تتعجبون ممن يحتمل ارادة هذا المعنى الذي لا يدل عليه لفظ الحديث، ولا يفهمه أحد منه، ولا يجتمع مع حكمة النبي ولا مع بلاغته صلى الله عليه وآله وسلم، ولا مع شيء من أفعاله العظيمة، وأقواله الجسيمة يوم الغدير، ولا مع ما أشرنا اليه سابقاً من القرائن القطعية، ولا مع ما فهمه الحارث بن النعمان الفهري من الحديث، فأقره الله تعالى على ذلك ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والصحابة كافة.
على أن الأولوية المآلية لا تجتمع مع عموم الحديث، لأنها تستوجب أن لا يكون علي مولى الخفاء الثلاثة، ولا مولى أحد ممن مات من المسلمين على عهدهم كما لا يخفى، وهذا خلاف ما حكم به الرسول حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى، فقال من كنت مولاه ـ يعني من المؤمنين فرداً فرداً ـ فعلي مولاه من غير استثناء كما ترى. وقد قال أبو بكر وعمر لعلي(1) ـ حين سمعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول فيه في الغدير ما قال ـ «أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمنين ومؤمنة»(2) ، فصرحا
____________

(18/6)



(1) فيما أخرجه الدارقطني ـ كما في أواخر الفصل الخامس من الباب الأول من صواعق ابن حجر ـ فراجع منها ص26، وقد رواه غير واحد أيضاً من المحدثين بأسانيدهم وطرقهم، وأخرج أحمد نحو هذا القول عن عمر من حديث البراء بن عازب في ص281 من الجزء الرابع من مسنده، وقد مر عليك في المراجعة 54 من هذا الكتاب (منه قدس).
(2) يوجد في: الصواعق المحرقة لابن الهيثمي الشافعي: 26 ط الميمنية بمصر وص42 ط المحمدية، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 62 ط الحيدرية وص17 ط الغري.
وذكره في الغدير: 1/273 عن: كتاب الولاية لابن عقدة، فيض القدير للمناوي الشافعي: 6/218، شرح المواهب اللدنية للزرقاني المالكي: 7/13، الفتوحات الاسلامية لأحمد زين دحلان المكي الشافعي: 2/306، زين الفتى للعاصمي.
--- ... الصفحة 353 ... ---
بأنه مولى كل مؤمن ومؤمنة على سبيل الاستغراق لجميع المؤمنين والمؤمنات منذ أمسى مساء الغدير، وقيل لعمر(1) : «إنك تصنع لعلي شيئاً لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: إنه مولاي»(2) ، فصرح بأنه مولاه، ولم يكونوا حينئذٍ قد اختاروه للخلافة، ولا بايعوه بها، فدل ذلك على أنه مولاه ومولى كل مؤمن ومؤمنة بالحال لا بالمآل، منذ صدع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بذلك عن الله تعالى يوم الغدير، واختصم اعرابيان الى عمر، فالتمس من علي القضاء بينهما، فقال أحدهما: هذا يقضي بيننا؟ فوثب اليه عمر(3) وأخذ بتلابيبه، وقال: ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاك ومولى كل مؤمن، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن(4) ، والأخبار في هذا المعنى كثيرة. وأنت ـ نصر الله بك الحق ـ تعلم أن لو تمت فلسفة ابن حجر وأتباعه في حديث الغير، لكان النبي
____________
(1) فيما أخرجه الدارقطني كما في ص36 من الصواعق أيضاً. (منه قدس).

(18/7)



(2) يوجد في: الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي الشافعي: 26 ط الميمنية بمصر وص42 ط المحمدية بمصر، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/82 ح581، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي: 2/224 ط2.
(3) أخرجه الدارقطني ـ كما في أواخر الفصل الأول من الباب الحادي عشر من الصواعق المحرقة لابن حجر ـ (منه قدس).
(4) يوجد في: الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي: 107 ط الميمنية وص177 ط المحمدية بمصر، ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري الشافعي: 68، المناقب للخوارزمي الحنفي: 98، الرياض النضرة للطبري الشافعي: 2/224 ط2، وفي الغدير: 1/382 عن وسيلة المآل للشيخ أحمد بن باكثير المكي.
--- ... الصفحة 354 ... ---

(18/Cool



صلى الله عليه وآله وسلم، كالعابث يومئذ في هممه وعزائمه ـ والعياذ بالله ـ الهاذي في أقواله وأفعاله ـ وحاشا لله ـ اذ لا يكون له ـ بناء على فلسفتهم ـ مقصد يتوخاه في ذلك الموقف الرهيب، سوى بيان أن علياً بعد وجود عقد البيعة له بالخلافة يكون أولى بها، وهذا معنى تضحك من بيانه السفهاء، فضلاً عن العقلاء؛ لا يمتاز ـ عندهم ـ أمير المؤمنين به على غيره، ولا يختص فيه ـ على رأيهم ـ واحد من المسلمين دون الآخر، لأن كل من وجد عقد البيعة له كان ـ عندهم ـ أولى بها، فعلي وغيره من سائر الصحابة والمسلمين في ذلك شرع سواء، فما الفضيلة التي أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يومئذ أن يختص بها علياً دون غيره من أهل السوابق، إذا تمت فلسفتهم يا مسلمون؟ أما قولهم بأن أولوية علي بالامامة لو لم تكن مآلية، لكان هو الامام مع وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فتمويه عجيب، وتضليل غريب، وتغافل عن عهود كل من الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء الى من بعدهم، وتجاهل بما يدل عليه حديث: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي»(1) وتناس لقوله صلى الله عليه وآله وسلم، في حديث الدار يوم الانذار: «فاسمعوا له وأطيعوا»(2) ، ونحو ذلك من السنن المتضافرة. على أنا لو سلمنا بأن أولوية علي بالامامة لا يمكن أن تكون حالية لوجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلا بد أن تكون بعد وفاته بلا فصل، عملاً بالقاعدة المقررة عند الجميع، أعني حمل اللفظ ـ عند تعذر الحقيقة ـ على أقرب المجازات اليها كما لا يخفى وأما كرامة السلف الصالح فمحفوظة بدون هذا التأويل، كما سنوضحه اذ اقتضى الأمر بذلك، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 61
1 صفر سنة 1330
التماس النصوص الواردة من طريق الشيعة
اذا كانت كرامة السلف الصالح محفوظة، فلا بأس بشيء مما أرودتموه من
____________
(1) تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (475) فراجع.

(18/9)

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول



(2) تقدم تمام هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (459) فراجع.
--- ... الصفحة 355 ... ---
الأحاديث المختصة بالامام سواء في ذلك حديث الغدير وغيره، ولا موجب لتأويلها، ولعل عندكم في هذا الموضوع أحاديث لا يعرفها أهل السنة، فألتمس إيرادها لنكون على علم منها، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 62
1 صفر سنة 1330
أربعون نصاً
نعم عندنا من النصوص التي لا يعرفها أهل السنة صحاح متواترة، من طريق العترة الطاهرة نتلو عليك منها أربعين حديثاً(1) .
1 ـ أخرج الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بن موسى بن بابويه القمي في كتابه إكمال الدين وإتمام النعمة ـ بالاسناد الى عبدالرحمن بن سمرة من حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، جاء فيه: يا بن سمرة اذا اختلفت الأهواء وتفرقت الآراء، فعليك بعلي بن أبي طالب، فإنه إمام أمتي وخليفتي عليهم من بعدي(2) .
2 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تبارك وتعالى، اطلع على أهل الأرض اطلاعة، فاختارني منها فجعلني نبياً، ثم اطلع الثانية، فاختار علياً فجعله إماماً، ثم ارمني أن أتخذه أخاً وولياً، ووصياً وخليفة ووزيراً، الحديث(3) .
____________

(18/10)



(1) انما آثرنا هذا العدد لما رويناه عن كل من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعبدالله بن عباس، وعبدالله بن مسعود، وعبدالله بن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأبي الدرداء، وأبي هريرة، وأنس بن مالك، ومعاذ بن جبل، من طرق كثيرة متنوعة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء، وفي رواية: بعثه الله فقيهاً عالماً. وفي رواية أبي الدرداء: كنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً، وفي رواية ابن مسعود: قيل له ادخل من أي ابواب الجنة شئت. وفي رواية ابن عمر: كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء. وحسبنا في حفظ هذه الأربعين وغيرها مما اشتملت عليه مراجعاتنا كلها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: نصر الله امراءاً سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ليبلغ الشاهد منكم الغائب (منه قدس).
(2)
أربعون نصاً من طريق أهل البيت
اكمال الدين واتمام النعمة للشيخ الصدوق وابن بابويه القمي: 251 ط الحيدرية النجف الأشرف.
(3) كتاب اكمال الدين للصدوق: 251.
--- ... الصفحة 356 ... ---
3 ـ اخرج الصدوق في الاكمال أيضاً بسنده الى الامام الصادق عن أبائه عليهم السلام، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: حدثني جبرائيل عن رب العزة جل جلاله، أنه قال: من علم أن لا إله إلا أنا وحدي، وأن محمداً عبدي ورسولي، وأن علي بن أبي طالب خليفتي، وأن الأئمة من ولده حججي، أدخلته الجنة برحمتي. الحديث(1) .
4 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً بسنده الى الامام الصادق عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الأئمة بعدي اثنا عشر، أولهم علي وآخرهم القائم، هم خلفائي وأوصيائي. الحديث(2) .

(18/11)



5 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً بالاسناد الى الأصبغ بن نباتة، قال: خرج علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ذات يوم، ويده في يد ابنه الحسن، وهو يقول: خرج علينا رسول الله ذات يوم، ويده في يدي هكذا، وهو يقول: خير الخلق بعدي وسيدهم أخي هذا، وهو إمام كل مسلم، وأمير كل مؤمن بعد وفاتي. الحديث(3) .
6 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً بسنده الى الامام الرضا عن آبائه مرفوعاً الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: من أحب أن يتمسك بديني،
____________
(1) اكمال الدين للصدوق: 252.
(2) اكمال الدين للصدوق: 253.
(3) الاكمال للصدوق: 253.
--- ... الصفحة 357 ... ---
ويركب سفينة النجاة بعدي، فليقتد بعلي بن أبي طالب فإنه وصيي، وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد وفاتي. الحديث(1) .
7 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً بسنده الى الامام الرضا عن أبيه عن آبائه مرفوعاً الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من حديث قال فيه: وأنا وعلي أبوا هذه الأمة، من عرفنا فقد عرف الله، ومن أنكرنا فقد أنكر الله عز وجل، ومن علي سبطا أمتي وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين، ومن ولد الحسين تسعة طاعتهم طاعتي، ومعصيتهم معصيتي، تاسعهم قائمهم ومهديهم(2) .
8 ـ أخرج الصدوق في الاكمال بالاسناد الى الامام الحسن العسكري عن أبيه مرفوعاً الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من حديث قال فيه: يا بن مسعود علي بن أبي طالب إمامكم بعدي وخلفتي عليكم. الحديث(3) .
9 ـ أخرج الصدوق ف الاكمال أيضاً بالاسناد الى سلمان، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا الحسين بن علي على فخذه، وهو يلتم فاه، ويقول أنت ابن سيد، وأنت إمام ابن إمام، أخو إمام أبو الأئمة وأنت حجة الله وابن حجته، وأبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم(4) .

(18/12)



10 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً بالاسناد الى سلمان أيضاً، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حديث طويل جاء فيه: يا فاطمة، أما علمت أنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وأن الله تبارك وتعالى، اطلع الى أهل الأرض اطلاعة، فاختارني من خلقه، ثم اطلع اطلاعة ثانية، فاختار زوجك، وأوحى اليَّ أن أزوجك إياه، وأتخذه ولياً ووزيراً، وأن أجعله خليفتي في أمتي، فأبوك خير الأنبياء، وبعلك خير الأوصياء، وأنت أول من يلحق بي.
____________
(1) الاكمال أيضاً للصدوق: 254.
(2) الاكمال أيضاً للصدوق: 255.
(3) الاكمال أيضاً للصدوق: 255.
(4) الاكمال للصدوق: 256.
--- ... الصفحة 358 ... ---
الحديث(1) .
11 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً من حديث طويل، ذكر فيه اجتماع أكثر من مئتي رجل من المهاجرين الأنصار في المسجد على عهد عثمان، يتذاكرون العلم والفقه، وأنهم تفاخروا بينهم، وعلي ساكت، فقالوا: يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم؟ فذكرهم بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علي أخي ووزيري، ووارثي ووصيي، وخليفتي في أمتي، وولي كل مؤمن بعدي، فأقروا له بذلك. الحديث(2) .
12 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً عن كل من عبدالله بن جعفر، والحسن، والحسين، وعبدالله بن عباس، وعمر بن أبي سلمة، وأسامة بن زيد، وسلمان، وأبي ذر، والمقداد، قالوا جميعاً: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أخي علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم. الحديث(3) .
13 ـ أخرج الصدوق في الأكمال أيضاً عن الاصبغ بن نباتة، عن ابن عباس، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون. الحديث(4) .
14 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً عن عباية بن ربعي، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا سيد النبيين وعلي سيد الوصيين. الحديث(5) .

(18/13)



15 ـ أخرج الصدوق في الاكمال بالاسناد الى الامام الصادق، عن آبائه
____________
(1) الاكمال للصدوق: 257.
(2) الاكمال للصدوق: 271.
(3) الاكمال أيضاً للصدوق: 265.
(4) الاكمال للصدوق: 274.
(5) الاكمال للصدوق: 274.
--- ... الصفحة 359 ... ---
مرفوعاً الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: إن الله عز وجل اختارني من جميع الأنبياء، واختار مني علياً وفضله على جميع الأوصياء، واختار من علي الحسن والحسين، واختار من الحسين الأوصياء من ولده، ينفون عن الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الضالين(1) .
16 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً عن علي؛ قال: قال رسول الله: الأئمة من بعدي اثنا عشر، أولهم أنت يا علي، وآخرهم القائم الذي يفتح الله عز وجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها(2)(3) .
17 ـ أخرج الصدوق في أماليه عن الامام الصادق عن آبائه مرفوعاً من حديث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني، وأنا من علي، خلق من طينتي، يبين للناس ما اختلفوا فيه من سنتي، وهو أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، وخير الوصيين. الحديث(4) .
18 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً بسنده الى علي مرفوعاً، من حديث طويل، قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن علياً أمير المؤمنين، بولاية من الله عز وجل عقدها فوق عرشه، واشهد على ذلك ملائكته، وإن علياً خليفة الله وحجة الله، وإنه لامام المسلمين. الحديث(5) .
19 ـ أخرج الصدوق في الأمالي أيضاً عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، وقائد الغر
____________
(1) الاكمال للصدوق: 275.
(2) هذا الحديث والأحاديث التي قبله موجودة في باب ما روي عن النبي في النص على القائم، وأنه الثاني عشر من الأئمة، وهو الباب الرابع والعشرون من أبواب اكمال الدين واتمام النعمة ص149 وما بعدها الى ص167 (منه قدس).

(18/14)



(3) الاكمال للصدوق: 276.
(4) أمالي الصدوق: 111 ط الحيدرية.
(5) أمالي الصدوق: 116.
--- ... الصفحة 360 ... ---
المحجلين، وحجة الله بعدي، وسيد الوصيين. الحديث(1) .
20 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت خليفتي على أمتي، وأنت مني كشيت من آدم. الحديث(2) .
21 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً بالاسناد الى أبي ذر، قال: كنا ذات يوم عند رسول الله في مسجده، فقال: يدخل عليكم من هذا الباب رجل هو أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، فإذا بعلي بن أبي طالب قد طلع، فاستقبله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أقبل علينا بوجهه الكريم، فقال: هذا إمامكم بعدي. الحديث(3)(4) .
22 ـ أخرج الصدوق في أماليه عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علي بن أبي طالب أقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً، الى ان قال: وهو الامام والخليفة بعدي(5) .
23 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً بسنده الى ابن عباس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: معاشر الناس من أحسن من الله قيلاً؟ إن ربكم جل جلاله، أمرني أن أقيم لكم علياً علماً وإماماً وخليفة ووصياً، وأن أتخذه أخاً ووزيراً. الحديث(6) .
____________
(1) أمال الصدوق: 266.
(2) الأمالي للصدوق: 329.
(3) هذا الحديث مع الأربعة التي قبله نقلها عن الصدوق في أماليه السيد البحريني في الباب التاسع من كتابه: غاية المرام، وهي طويلة نقلنا منها محل الشاهد. أما ما بعده من الأحاديث كلها فموجود في الباب الثالث عشر من غاية المرام (منه قدس).
(4) الأمالي للصدوق: 484.
(5) الأمالي للصدوق: 7.
(6) الأمالي للصدوق: 27.
--- ... الصفحة 361 ... ---

(18/15)



24 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً بالاسناد الى أبي عياش، قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنبر فخطب ثم ذكر خطبته، وقد جاء فيها: وإن ابن عمي علياً هو أخي، ووزيري، وهو خليفتي، والمبلغ عني. الحديث(1) .
25 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً بسنده الى أمير المؤمنين؛ قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم، فقال: أيها الناس إنه قد أقبل شهر الله، ثم ساق الحديث في فضل شهر رمضان، قال علي: فقال يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ قال: الورع عن محارم الله، ثم بكى، فقلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال: يا علي أبكي لما يُستحل منك في هذا الشهر، الى أن قال: يا علي أنت وصيي، وأبو ولدي، وخليفتي على امتي في حياتي وبعد موتي، أمرك أمري، ونهيك نهيي. الحديث(2) .
26 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت أخي وأنا أخوك، أنا المصطفى للنبوة وأنت المجتبى للامامة، أنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل وأنت أبو هذه الأمة يا علي أنت وصيي وخليفتي، ووزيري ووارثي، وأبو ولدي، الحديث(3) .
27 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً بسنده الى ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ذات يوم في مسجد قباء، والأنصار مجتمعون، يا علي أنت أخي، وأنا أخوك، وأنت وصيي وخليفتي، وإمام أمتي بعدي، والى الله من والاك، وعادى الله من عاداك(4) .
28 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً من حديث طويل عن أم سلمة، قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أم سلمة اسمعي واشهدي، هذا علي بن
____________
(1) الأمالي للصدوق: 58.
(2) الأمالي للصدوق: 84.
(3) الأمالي للصدوق: 295.
(4) الأمالي للصدوق: 315.
--- ... الصفحة 362 ... ---
أبي طالب وصيي وخليفتي من بعدي، وقاضي عداتي، والذائذ عن حوضي(1) .

(18/16)



29 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً بسنده الى سلمان الفاراسي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: يا معاشر المهاجرين والأنصار، ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هذا علي أخي ووصيي، ووزيري ووارثي وخليفتي، إمامكم فأحبوه بحبي، وأكرموه كرامتي، فإن جبرائيل أمرني أن أقول لكم(2) .
30 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً بسنده الى زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تهلكوا، ولن تضلوا، قال: إن إمامكم ووليكم علي بن أبي طالب فوازروه وناصحوه، وصدقوه، فإن جبرائيل أمرني بذلك(3) .
31 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً عن ابن عباس، من حديث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي. الحديث(4) .
32 ـ أخرج الصدوق في أماليه عن ابن عباس أيضاً، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تبارك وتعالى أوحى إلي أنه جاعل من أمتي أخاً ووارثاً، وخليفة ووصياً، فقلت: يا رب من هو؟ فأوحى إليّ أنه إمام أمتك، وحجتي عليها من بعدك، فقلت: يا رب من هو؟ فقال: ذاك من أحبه ويحبني، الى أن قال في بيانه: هو علي بن أبي طالب(5) .
33 ـ أخرج الصدوق في أماليه عن الامام الصادق عن آبائه مرفوعاً قال: قال
____________
(1) الأمالي للصدوق: 341.
(2) الأمالي للصدوق: 427.
(3) الأمالي للصدوق: 427.
(4) الأمالي للصدوق: 228.
(5) الأمالي للصدوق: 490.
--- ... الصفحة 363 ... ---
رسول الله: لما اسري بي الى السماء عهد الي ربي جل جلاله في علي: إنه إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين. الحديث(1) .
34 ـ أخرج الصدوق في أماليه بسنده الى الامام الرضا عن آبائه مرفوعاً الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: علي مني وأنا من علي، قاتل الله من قاتل علياً، علي إمام الخليقة بعدي(2) .

(18/17)



35 ـ أخرج شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في أماليه بسنده الى عمار بن ياسر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: إن الله زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب الى الله منها، زينك في الزهد بالدنيا فجعلك لا ترزأ منها شيئاً، ولا ترزأ منك شيئاً، ووهب لك حب المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك. الحديث(3) .
36 ـ أخرج الشيخ في أماليه أيضاً بالاسناد الى علي، اذ قال على منبر الكوفة: أيها الناس إنه كان لي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عشر خصال، هن أحب الي مما طلعت عليه الشمس، قال لي صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأنت أقرب الخلائق إليَّ يوم القيامة، ومنزلك في الجنة مواجه منزلي، وأنت الوارث لي، وأنت الوصي من بعدي في عداتي وأسرتي، وأنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي، وأنت الامام لأمتي، وأنت القائم بالقسط في رعيتي، وأنت وليي، ووليي ولي الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله(4) .
37 ـ أخرج الصدوق في كتاب النصوص على الأئمة بإسناده الى الحسن بن علي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول لعلي: أنت وارث
____________
(1) الأمالي للصدوق: 426.
(2) أمالي الشيخ الصدوق: 589.
(3) أمالي الطوسي: 1/184 ط النعمان في النجف.
(4) أمالي الشيخ الطوسي: 1/136.
--- ... الصفحة 364 ... ---
علمي، ومعدن حكمي، والامام بعدي(1) .
38 ـ أخرج الصدوق في كتاب النصوص على الأئمة أيضاً، بسنده الى عمران بن حصين، قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: وأنت الامام والخليفة بعدي(2) .
39 ـ أخرج الصدوق في كتاب النصوص على الأئمة أيضاً، بسنده الى علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت الوصي على الأموات من أهل بيتي، والخليفة على الاحياء من أمتي. الحديث(3) .

(18/18)



40 ـ أخرج الصدوق في كتاب النصوص على الأئمة أيضاً بسنده الى الحسين بن علي، قال: لما أنزل الله تعالى: (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) ، سألت رسول الله عن تأويلها، فقال: أنتم أولو الأرحام، فإذا مت فأبوك علي أولى بي وبمكاني، فإذا مضى أبوك، فأخوك الحسن أولى به، فإذا مضى الحسن، فأنت أولى به. الحديث(4) .
هذا آخر ما أردنا إيراده في هذه العجالة، وما نسبته الى ما بقي من النصوص إلاّ كنسبة الباقة الى الزهر، أو القطرة الى البحر؛ على أن البعض منها كاف والحمد لله رب العالمين، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 63
3 صفر سنة 1330
1 ـ لا حجة بنصوص الشيعة
2 ـ لماذا لم يخرجها غيرهم؟
____________
(1) غاية المرام للسيد البحراني: 65 باب 13 ح54 ط ايران.
(2) غاية المرام: 56 باب 13 ح5 ط ايران.
(3) غاية المرام: 56 باب 13 ح56 ط ايران.
(4) غاية المرام: 56 باب 13 ح57 ط ايران.
--- ... الصفحة 365 ... ---
3 ـ طلب المزيد من غيرها
1 ـ لا حجة بهذه النصوص على أهل السنة إذ لم تثبت عندهم.
2 ـ ولماذا لم يخرجوها لو كانت ثابتة؟
3 ـ فعج بنا إلى ما بقي من حديث أهل السنة في هذا الموضوع، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 64
4 صفر سنة 1330
1 ـ إنما أوردناها إجابة للطلب.
2 ـ إنما حجتنا على الجمهور صحاحهم
3 ـ السبب في عدم إخراجهم صحاحنا.
4 ـ الاشارة الى نص الوراثة
1 ـ إنما أوردنا هذه النصوص لتحيطوا بها علماً، وقد رغبتم الينا في ذلك.
2 ـ وحسبنا حجة عليكم ما قد أسلفناه من صحاحكم.

(18/19)



3 ـ أما عدم إخراج تلك النصوص فإنما هو لشنشنة نعرفها لكل من أضمر لآل محمد حسيكة، وأبطن لهم الغل من حزب الفراعنة في الصدر الأول، وعبدة أولي السلطة والتغلب الذين بذلوا في إخفاء فضل أهل البيت؛ وإطفاء نورهم كل حول وكل طول، وكل ما لديهم من قوة وجبروت، وحملوا الناس كافة على مصادرة مناقبهم وخصائصهم بكل ترغيب وترهيب، واجلبوا على ذلك تارة بدراهمهم ودنانيرهم وأخرى بوظائفهم ومناصبهم، ومرة بسياطهم وسيوفهم، يدنون من كذب بها، ويقصون من صدّق بها، أو ينفونه أو يقتلونه. وأنت تعلم أن نصوص الامامة، وعهود الخلافة لما يخشى الظالمون منها أن تدمر عروشهم، وتنقض أساس ملكهم، فسلامتها منهم ومن أوليائهم المتزلفين إليهم، ووصولها إلينا بالأسانيد المتعددة، والطرق المختلفة، آية من آيات الصدق، ومعجزة من
--- ... الصفحة 366 ... ---
معجزات الحق، إذ كان المستبدون بحق أهل البيت، والمستأثرون بمراتبهم التي رتبهم الله فيها، يسومون من يتهمونه بحبهم سوء العذاب، يحلقون لحيته، ويطوفون به في الأسواق، ثم يرذلونه ويسقطونه ويحرمونه من كل حق، حتى ييأس من عدل الولاة(1)(2) ، ويقنط من معاشرة الرعية، فإذا ذكر علياً ذاكر بخير برئت منه الذمة، وحلت بساحته النقمة، فتستصفى أمواله، وتضرب عنقه، وكم استلوا ألسنة نطقت بفضله، وسملوا أعيناً رمقته باحترام، وقطعوا أيدياً أشارات إليه بمنقبة، ونشروا أرجلاً سعت نحوه بعاطفة، وكم حرقوا على أوليائه بيوتهم، وأجتثوا نخيلهم، ثم صلبوهم على جذوعها، أو شردوهم عن عقر ديارهم، فكانوا طرائق قددا(3) وكان في حملة الحديث وحفظة الآثار، قوم يعبدون أولئك
____________
(1) راجع 15 من المجلد الثالث من شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، تجد بعض ما وقع من المحن لأهل البيت وشيعتهم في تلك الأيام، وللإمام الباقر ثمة كلام في هذا الموضوع، ألفت اليه الباحثين (منه قدس).
(2)
اضطهاد أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم

(18/20)



راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3/15 ط1 بمصر و: 11/43 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، الغدير للأميني: 11/16 ـ 37.
(3)
قتل شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم
قتل معاوية من شيعة أهل البيت خلقاً كثيراً منهم:
1 ـ حجر بن عدي الكندي الصحابي الجليل وستة من أصحابه.
2 ـ شريك بن شداد الحضرمي.
3 ـ صيفي بن فسيل الشيباني.
4 ـ قبيصة بن ضبيعة العبسي.
5 ـ محرز بن شهاب المنقري.
6 ـ كدام بن حيان العنزي.
7 ـ عبدالرحمن بن حسان العنزي.
8 ـ عمرو بن الحمق الخزاعي ـ صحابي ـ وحمل رأسه، وهو أول رأس حمل في الاسلام.
9 ـ مسلم بن زيمر الحضرمي.
10 ـ عبدالله بن نجى الحضرمي.
11 ـ مالك بن الحارث الأشتر النخعي.
12 ـ محمد بن أبي بكر قتله ووضع في جيفة حمار ثم أحرق.
هكذا يفعل بأولياء الله.
راجع: تاريخ الطبري: 5/253 ـ 280 و95 ـ 105، عيون الاخبار لابن قتيبة: 1/147، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 3/352 ـ 357 و: 3/472 ـ 488، الغدير للأميني: 11/37 ـ 70، أحاديث أم المؤمنين عائشة للعسكري ق1 ص258 ـ 260.
--- ... الصفحة 367 ... ---
الملوك الجبابرة وولاتهم من دون الله عز وجل، ويتزلفون إليهم بكل ما لديهم من تصحيف، وتحريف، وتصحيح وتضعيف(1) ، كالذين نراهم في زماننا هذا
____________
(1)
تزلف أهل الحديث الى السلطات الجائرة
فهناك من حملة الأحاديث من يعبد المادة فينعقون مع كل ناعق فيضعون الأحاديث على الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كذباً واختلافاً.
راجع: الغدير للعلامة الأميني: 5/208 ـ 356 و: 7/87 ـ 114 وص237 ـ 239 و: 8/30 ـ 96 و: 9/218 ـ 396 و: 10/67 ـ 137 و: 11/74 ـ 195، شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/358 و: 3/15 و258 ط1 بمصر و: 4/63 و: 11/44 و: 13/219 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، كتاب أبو هريرة للسيد عبدالحسين شرف الدين: 132.
بعض المنحرفين عن علي يضعون الأحاديث في ذمه
1 ـ أبو هريرة الدوسي.

(18/21)



راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/358 و359 ـ 360 ط1 بمصر و: 4/63 و64 و67 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، كتاب أبو هريرة للسيد عبدالحسين شرف الدين: 42 و43.
2 ـ عمرو بن العاص:
راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/358 ط1 بمصر و: 4/64 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
3 ـ المغيرة بن شعبة: شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/358 و: 3/258 ط1 بمصر و: 13/220 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
4 ـ عروة بن الزبير:
شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/358 ط1 بمصر و: 4/64 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
5 ـ حريز بن عثمان:
شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/360 ط1 بمصر و: 4/69 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
6 ـ سمرة بن جندب:
شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/361 ط1 بمصر و: 4/73 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
--- ... الصفحة 368 ... ---

(18/22)



من شيوخ التزلف، وعلماء الوظائف، وقضاة السوء، يتسابقون الى مرضاة الحكام، بتأييد سياستهم عادلة كانت أو جائرة، وتصحيح أحكامهم، صحيحة كانت أو فاسدة، فلا يسألهم الحاكم فتوى تؤيد حكمه، أو تقمع خصمه، إلا بادروا إليها على ما تقتضيه رغبته، وتستوجبه سياسته، وإن خالفوا نصوص الكتاب والسنة، وخرقوا إجماع الأمة، حرصاً على منصب يخافون العزل عنه، أو يطمعون في الوصول إليه، وشتان بين هؤلاء وأولئك، فإنه لا قيمة لهؤلاء عند حكوماتهم، أما أولئك فقد كانت حاجة الملوك اليهم عظيمة، إذ كانوا يحاربون الله ورسوله بهم، ولذا كانوا عند الملوك والولاة أولي منزلة سامية، وشافعة مقبولة؛ فكانت لهم بسبب ذلك صولة ودولة، وكانوا يتعصبون على الأحاديث الصحيحة إذا تضمنت فضيلة لعلي أو لغيره من أهل بيت النبوة، فيردونها بكل شدة، ويسقطونها بكل عنف، وينسبون رواتها الى الرفض ـ والرفض أخبث شيء عندهم ـ هذه سيرتهم في السنن الواردة في علي(1) ، ولا سيما اذا تشبث الشيعة بها، وكان لأولئك المتزلفين من يرفع ذكرهم من الخاصة في كل قطر، ولهم من بروج رأيهم من طلبة العلم الدنيويين، ومن المرائين بالزهد والعبادة، ومن الزعماء وشيوخ العشائر، فإذا سمع
____________
(1)
تعصب القوم في فضائل علي عليه السلام
فان جماعة منهم اذا رأوا فضيلة للامام أمير المؤمنين عليه السلام حاولوا تضعيفها برمي رواتها بالرفض أو غيرها كما في الذهبي وغيره: فهذه طريقته في ميزانه وتذكرة الحفاظ.
راجع: كلام المغربي فيه في كتاب فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي للمغربي: 160 ط الحيدرية وص98 ط مصر.
وراجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3/259 ط1 بمصر و: 13/223 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
--- ... الصفحة 369 ... ---

(18/23)



هؤلاء ما يقولون في رد تلك الأحاديث الصحيحة اتخذوا قولهم حجة، وروجوه عند العامة والهمج، وأشاعوه وأذاعوه في كل مصر، وجعلوه أصلاً من الأصول المتبعة في كل عصر. وهناك قوم آخرون من حملة الحديث في تلك الأيام، اضطرهم الخوف الى ترك التحديث بالمأثور من فضل علي وأهل البيت، وكان هؤلاء المساكين إذا سئلوا عما يقوله أولئك المتزلفون في رد السنن الصحيحة المشتملة على فضل علي وأهل البيت يخافون ـ من مبادهة العامة بغير ما عندهم ـ أن تقع فتنة عمياء صماء بكماء، فكانوا يضطرون في الجواب الى اللواذ بالمعاريض من القول، خوفاً من تألب أولئك المتزلفين، ومروجيهم من الخاصة، وتألب من ينعق معهم من العامة ورعاع الناس، وكان الملوك والولاة أمروا الناس بلعن أمير المؤمنين، وضيقوا عليهم في ذلك، وحملوهم بالنقود، وبالجنود، وبالوعيد والوعود، على تنقيصه وذمه، وصوروه للناشئة في كتاتيبها بصورة تشمئز منها النفوس، وحدثوها عنه بما تستك منها المسامع، وجعلوا لعنه على منابر المسلمين من سنن العيدين والجمعة(1) ،
____________
(1)
معاوية يلعن أمير المؤمنين علياً عليه السلام
العقد الفريد لابن عبد ربه: 4/366 ط لجنة التأليف والنشر: 2/301 ط اخر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/356 و: 3/258 ط1 بمصر و: 4/56 و: 13/220 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
معاوية يأمر بسب علي بن أبي طالب عليه السلام

(18/24)



راجع في ذلك: صحيح مسلم: 2/360، صحيح الترمذي: 5/301 ح3808، المستدرك على الصحيحين للحاكم: 3/109، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/206 ح271 و272، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 48 و81 ط الحيدرية، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 107، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 84 ـ 86 ط الحيدرية وص28 ط الغري، المناقب للخوارزمي الحنفي: 59، أسد الغابة لابن الأثير: 1/134 و: 4/25 ـ 26، الاصابة لابن حجر العسقلاني الشافعي: 2/509، الغدير للعلامة الأميني: 1/257 و: 3/200، العقد الفريد: 4/29 ط لجنة التأليف والترجمة بمصر و: 2/144 ط آخر، وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 92 و82، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/256 و361 ط1 بمصر و: 3/100 و: 4/72 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 63.
عمال معاوية يسبون علياً عليه السلام
راجع: تاريخ الطبري: 5/167 ـ 168، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 3/413، المستدرك للحاكم: 1/385 و: 2/358، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/356، و361 ط1 بمصر و: 4/57 و71 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 190، العقد الفريد: 4/365 ط لجنة التأليف والنشر بمصر و: 2/300 ط آخر.
وفي الغدير للأميني: 10/264 عن: ارشاد الساري في شرح صحيح البخاري للقسطلاني الشافعي: 4/368، تحفة الباري في شرح صحيح البخاري للأنصاري مطبوع بذيل ارشاد الساري.
--- ... الصفحة 370 ... ---
فلولا أن نور الله لا يطفأ، و فضل أوليائه لا يخفى، ما وصلت إلينا السنن من طريق الفريقين صحيحة صريحة بخلافته، ولا تواترت النصوص بفضله، وإني والله لأعجب من الفضل الباهر الذي اختص به عبده و أخا رسوله، علي بن أبي طالب، كيف خرق نوره الحجب من تلك الظلمات المتراكمة، والأمواج المتلاطمة، فأشرق، على العالم كالشمس في رائعة النهار.

(18/25)



4- و حسبك ـ مظافاً الى كل ما سمعت من الأدلة القاطعة ـ نص الورائة، فإنه بمجرده حجة بالغة، والسلام.
- ش -
المراجعة 65
5 صفر سنة 1330
حدثنا بحديث الوراثة من طريق أهل السنة، والسلام.
- س -
المراجعة 66
5 صفر سنة 1330
علي وارث النبي صلي الله عليه وآله وسلم، قد أورث علياً من العلم
--- ... الصفحة 371 ... ---
والحكمة، ما أورث الأنبياء أوصياءهم، حتى قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب(1) »(2) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا دار الحكمة وعلي بابها»(3) وقال: «علي باب علمي، ومبين من بعدي لأمتي ما أرسلت به، حبه إيمان، وبغضه نفاق… الحديث»(4) وقال صلى الله عليه وآله وسلم، في حديث زيد بن أبي أوفى(5) : «وأنت أخي ووارثي؛ قال: وما أرث منك؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: ما ورث الأنبياء من قبلي»(6) ، ونص صلى الله عليه وآله وسلم؛ في حديث بريدة(7) على أن وارثه علي بن أبي طالب(Cool ،
____________
(1) أوردنا هذا الحديث والحديثين اللذين بعده في المراجعة 48 ودونك من تلك المراجعة الحديث 9 والحديث 10 والحديث 11، فراجع ولا تغفل عما علقناه ثمة (منه قدس).
(2) هذا الحديث تقدم مع مصادره تحت رقم (558) فراجع.
(3) تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (559) فراجع.
(4) يوجد في: كنز العمال: 6/156 ط1، فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي للمغربي: 47 ط2، بالحيدرية وص18 ط مصر، الغدير للأميني: 3/96، كشف الخلفاء: 1/204. كشف الخلفاء: 1/204. وتقدم هذا الحديث تحت رقم (560) فراجع.
(5) راجعه في المراجعة 68 (منه قدس).
(6) راجع: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/108 ح148، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 23، الغدير للأميني: 3/115، الرياض النضرة: 2/234 ط2. تقدم الحديث مع مصادر أخرى تحت رقم (482) فراجع.

(18/26)



(7) أوردناه في المراجعة 32 (منه قدس).
(Cool قوله صلى الله عليه وآله وسلم من حديث بريدة: «لكل نبي وصي ووارث وان علياً وصيي ووراثي».
ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 3/5 ح1021 و1022، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 200 ح238 المناقب للخوارزمي الحنفي: 42، ذخائر العقبى: 71، الميزان للذهبي: 2/273، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 232 و248 و79 ط اسلامبول، وص90 و275 ط الحيدرية و: 1/77 و: 2/56 و72 ط العرفان بصيدا، علي والوصية للعسكري: 59 ط الآداب.
تقدم هذا الحديث تحت رقم (244) ويأتي تحت رقم (718) مع بقية مصادره.
--- ... الصفحة 372 ... ---
وحسبك حديث الدار يوم الانذار(1) ، وكان علي يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «والله إني لأخوه، ووليه وابن عمه، ووارث علمه، فمن أحق به مني(2) ؟»(3) .
وقيل له مرة: «كيف ورثت ابن عمك دون عمك، فقال: جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بني عبدالمطلب وهم رهط، كلهم يأكل الجذعة، ويشرب الفرق، فصنع لهم مداً من طعام، فأكلوا حتى شبعوا، وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا بني عبدالمطلب إني بعثت إليكم خاصة، والى بقية الناس عامة، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي، وصاحبي ووارثي؟ فلم يقم إليه أحد، فقمت إليه وكنت من أصغر القوم، فقال لي: اجلس، ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه، فيقول لي: اجلس حتى كان في
____________
(1) حديث الدار يوم الانذر: هذا الحديث مع مصادر المتعددة قد تقدم تحت رقم (459) فراجع.
(2) هذه الكلمة بعين لفظها ثابتة عن علي؛ أخرجها الحاكم في صفحة 126 من الجزء 3 من المستدرك بالسند الصحيح على شرط البخاري، ومسلم، واعترف الذهبي في تلخيصه بذلك (منه قدس).

(18/27)

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول



(3) يوجد في: خصاص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 18 ط مصر وص86 ط الحيدرية وص29 ط بيروت، فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي للمغربي: 21 ط مصر وص51 ط الحيدرية، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 97، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/134 وصححه، ذخائر العقبى للمحب الطبري الشافعي: 100، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13 ص288 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل راجع بقية مصادر هذا الحديث تحت رقم (503).
--- ... الصفحة 373 ... ---
الثالثة، ضرب بيده على يدي، فلذلك ورثت ابن عمي دون عمي(1)(2) . وسئل قثم بن العباس ـ في ما أخرجه الحاكم في المستدرك(3) والذهبي في تلخيصه جازمين بصحته ـ فقيل له: كيف ورث علي رسول الله دونكم فقال: لأنه كان أولنا به لحوقاً، وأشدنا به لزوقاً»(4) قلت: كان الناس يعلمون أن وارث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إنما هو علي، دون عمه العباس وغيره من بني
____________
(1)
كيف ورث علي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
ان رجلاً قال لعلي عليه السلام: يا أمير المؤمنين، بم ورثت ابن عمك دون عمك؟ فقال: هاؤم ثلاث مرات حتى اشرأب الناس ونشروا آذانهم. ثم قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ أو دعا رسول الله ـ بني عبد المطلب منهم رهطه….».
يوجد في تاريخ الطبري: 2/321، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 18 ط مصر وص86 ط الحيدرية وص30 ط بيروت، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13/212 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 206 ط الحيدرية وص90 ط الغري، الغدير للأميني: 2/280 ط بيروت، مسند أحمد بن حنبل: 2/352 ح1371 بسند صحيح ط دار المعارف. ذكره بالمعنى، منتخب كنز العمال للمتقي الهندي بهامش مسند أحمد: 5/42 ط الميمنية بمصر، كنز العمال: 15/154 ح453 بحيدر آباد.

(18/28)



(2) هذا الحديث ثابت ومستفيض، أخرجه الضياء المقدسي في المختارة، وابن جرير في تهذيب الآثار، وهو الحديث 6155 في صفحة 408 من الجزء 6 من كنز العمال، وأخرجه السنائي في صفحة 18 من الخصائص العلوية، ونقله ابن أبي الحديد عن تاريخ الطبري في أواخر شرح الخطبة القاصعة 255 من المجلد 3 من شرح النهج، ودونك صفحة 159 من الجزء الأول من مسند الامام أحمد بن حنبل، تجد الحديث بالمعنى (منه قدس).
(3) صفحة 125 من جزئه الثالث، وأخرجه ابن أبي شيبة أيضاً، وهو الحديث 6084 في صفحة 400 من الجزء السادس من كنز العمال (منه قدس).
(4) يوجد في: المستدرك للحاكم: 3/125 أفست على ط حيدر آباد، تلخيص المستدرك للذهبي مطبوع بذيل المستدرك: 3/125 وصححه، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/42 ط الميمنية، كنز العمال للمتقي الهندي: 15/125 ح362 ط2 و: 6/400 ح6084 ط1.
--- ... الصفحة 374 ... ---

(18/29)



هاشم، وكانوا يرسلون ذلك إرسال المسلمات كما ترى، وإنما كانوا يجهلون السبب في حصر ذلك التراث بعلي وهو ابن عم النبي دون العباس، وهو عمه، ودون غيره من بني أعمامه وسائر أرحامه صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك سألوا علياً تارة، وقثماً أخرى، فأجابهم بما سمعت، وهو غاية ما تصل اليه مدارك أولئك السائلين، وإلا فالجواب: «إن الله عز وجل اطلع الى أهل الأرض فاختار منهم محمداً فجعله نبياً، ثم اطلع ثانية فاختار علياً، فاوحى الى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: أن يتخذه وارثاً ووصياً»(1) قال الحاكم في صفحة 125 من الجزء الثالث من المستدرك بعد أن أخرج عن قثم ما سمعته: حدثني قاضي القضاة أبو الحسن محمد بن صالح الهاشمي، قال: سمعت ابا عمر القاضي، يقول سمعت اسماعيل بن اسحاق القاضي يقول: وقد ذكر له قول قثم هذا فقال: إنما يرث الوارث بالنسب؛ أو بالولاء، ولا خلاف بين أهل العلم أن ابن العم لا يرث مع العم (قال) فقد ظهر بهذا الاجماع أن علياً ورث العلم من النبي دونهم. اهـ.(2) قلت: والأخبار في هذا متواترة ولا سيما من طريق العترة الطاهرة،(3) وحسبنا الوصية ونصوصها الجلية والسلام.
ـ ش ـ
____________
(1) يأتي تحت رقم (721) فراجع.
وقريب منه في: المناقب للخوارزمي الحنفي: 62، مناقب الامام علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 101 ح144 ط1.
(2)
علي وارث النبي
راجع: كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 261 ح309 ط1، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/89 ح141 و148 ط بيروت، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 53 و114 ط اسلامبول وص59 و135 ط الحيدرية، فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي: 19 ط الاسلامية وص48 ط الحيدرية، الرياض النضرة للطبري الشافعي: 2/234 ط2، فرائد السمطين: 1/315.
ويأتي ما يدل على الوراثة تحت رقم (718) فراجع.
(3)
علي وارث النبي صلى الله عليه وآله وسلم
من طريق أهل البيت

(18/30)



الكافي لثقة الاسلام الكليني: 1/234 ح3 و7 و8 و9 وص279 ح1 ط الجديد بطهران.
بحار الأنوار: 22 ص456 ح3 وحديث 31 ط الجديد بطهران، علل الشرائع للشيخ الصدوق: 196 باب ـ 133 ـ ح1 و2 وص469 ح30 ط الحيدرية، أمالي الشيخ الصدوق: 13 و34 و110 و162 و272 و295 و309 و326 و329 و427 و521 و587 ط الحيدرية.

(18/31)



--- ... الصفحة 375 ... ---
المراجعة 67
6 صفر سنة 1330
البحث عن الوصية
أهل السنة لا يعرفون الوصية الى علي، ولا يتعرفون بشيء من نصوصها، فتفضلوا بها ولكم الشكر، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 68
9 صفر سنة 1330
نصوص الوصية
نصوص الوصية متواترة، عن أئمة العترة الطاهرة(1) ، وحسبك ما جاء من طريق غيرهم ما سمعته في المراجعة 20 من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أخذ برقبة علي: «هذا أخي ووصيي، وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا»(2) .
____________
(1) الوصية لعلي من طرق أهل البيت متواترة لا مرية فيها.
فراجع: بحار الأنوار ج22 باب ـ 1 ـ ص459 و: 38 باب ـ 56 ـ ط الجديد بطهران، أمالي الشيخ الصدوق ط الحديرية وغيرها من كتب الامامية.
(2)
الوصية لعلي عليه السلام
تقدم هذا الحديث بكامله مع مصادره تحت رقم (459) فراجع.
--- ... الصفحة 376 ... ---
وأخرج محمد بن حميد الرازي، عن سلمة الأبرش، عن ابن إسحاق، عن أبي ربيعة الأيادي، عن ابن بريدة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «لكل نبي وصي ووارث، وإن وصيي ووارثي علي بن أبي طالب(1) » اهـ(2) . وأخرج الطبراني في الكبير بالاسناد الى سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن وصيي وموضع سري، وخير من أترك بعدي، ينجز عدتي ويقضي ديني، علي بن أبي طالب(3) ، عليه السلام»(4) . وهذا نص في كونه الوصي، وصريح في أنه أفضل الناس بعد
____________

(19/1)



(1) هذا الحديث أورده الذهبي في أحوال شريك من ميزان الاعتدال، وكذب به، وزعم أن شريكاً لا يحتمله، وقال: ان محمد بن حميد الرازي ليس بثقة، والجواب: ان الامام أحمد بن حنبل والامام أبا القاسم البغوي والامام ابن جرير الطبري وامام الجرح والتعديل ابن معين وغيرهم من طبقتهم، وثقوا محمد بن حميد ورووا عنه، فهو شيخهم ومعتمدهم كما يعترف به الذهبي في ترجمة محمد بن حميد من الميزان، والرجل ممن لم يتهم بالرفض ولا بالتشيّع، وانما هو من سلف الذهبي فلا وجه لتهمته في هذا الحديث (منه قدس).
(2) قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لكل نبي وصي ووارث، وان وصيي ووارثي علي بن أبي طالب».
يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 3/5 ح1021 و1022، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 200 ح238، المناقب للخوارزمي الحنفي: 42، ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري الشافعي: 71، الميزان للذهبي: 2/273، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 79 و207 و232 و248 ط اسلامبول وص90 و275 و295 ط الحيدرية و: 1/77 و: 2/56 و72 ط العرفان بصيدا، علي والوصية للشيخ نجم الدين العسكري: 59، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 620 ط الحيدرية وص131 ط الغري، شرح الهاشميات لمحمد محمود الرافعي: 29 ط2 مطبعة شركة التمدن بمصر، الرياض النضرة للطبري الشافعي: 2/234 ط2، كنوز الحقائق للمناوي الشافعي: 130 ط بولاق وص110 ط آخر، احقاق الحق: 4/72.
(3) هذا الحديث بلفظه وسنده هو الحديث 2570 من أحاديث كنز العمال في آخر صفحة 154 من جزئه السادس، وأورده في منتخب الكنز، فراجع من المنتخب ما هو مطبوع في هامس ص32 من الجزء الخامس من مسند أحمد (منه قدس).
(4) يوجد في: مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/113 أفست على ط مكتبة القدسي، كنز العمال: 6/154 ح2570 ط1، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/32 ط الميمنية بمصر، احقاق الحق: 4/75.

(19/2)



--- ... الصفحة 377 ... ---
النبي، وفيه من الدلالة الالتزامية على خلافته، ووجوب طاعته، ما لا يخفى على أولي الألباب. وأخرج أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء(1) ، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب إمام المتقين، وسيد المسلمين، ويعسوب الدين، وخاتم الوصيين، وقائد الغر المحجلين، قال أنس، فجاء علي، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مستبشراً فاعتنقه، وقال له: أنت تؤدي عني، وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي»(2) .
____________
(1) كما في ص450 من المجلد الثاني من شرح النهج، وقد أوردناه في المراجعة 48 (منه قدس).
(2) قوله صلى الله عليه وآله وسلم لأنس بن مالك: «يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين، وخاتم الوصيين».
قال أنس: قلت اللهم اجعله رجلاً من الأنصار وكتمته.
اذ جاء علي فقال: «من هذا يا أنس؟» فقلت علي، فقام اليه مستبشراً فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه. قال علي: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بي من قبل؟ قال: «وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي»؟
يوجد في: حلية الأولياء لأبي نعيم: 1/63، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9/169 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، المناقب للخوارزمي الحنفي: 42، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/487 ح1005، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 212 ط الحيدرية وص93 ط الغري، ميزان الاعتدال للذهبي: 1/64، فضائل الخمسة: 2/254، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 21 ط طهران و: 1/60 ط النجف.
راجع بقية المصادر لهذا الحديث فيما تقدم تحت رقم (554).
--- ... الصفحة 378 ... ---

(19/3)



وأخرج الطبراني في الكبير بالاسناد الى أبي أيوب الأنصاري، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «يا فاطمة، أما علمت أن الله عز وجل اطلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبياً، ثم اطلع الثانية، فاختار بعلك، فأوحى إلي، فأنكحته، واتخذته وصياً»(1)(2) .
انظر كيف اختار الله علياً من أهل الأرض كافة بعد ان اختار منهم خاتم أنبيائه، وانظر الى اختيار الوصي وكونه على نسق النبي، وانظر كيف أوحى الله إلى نبيه أن يزوجه ويتخذه وصياً، وانظر هل كانت خلفاء الأنبياء من قبل إلا أوصياءهم، وهل يجوز تأخير خيرة الله من عباده ووصي سيد أنبيائه، وتقديم غيره عليه، وهل يصح لأحد أن يتولى الحكم عليه، فيجعله من سوقته ورعاياه؟ وهل يمكن عقلاً أن تكون طاعة ذلك المتولي واجبة على هذا الذي اختاره الله كما اختار نبيه؟ وكيف يختاره الله ورسوله ثم نحن نختار غيره (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً)(3) .
____________
(1) هذا الحديث بلفظه وسنده هو الحديث 2541 من أحاديث كنز العمال في ص153 من جزئه السادس، وأورده في المنتخب أيضاً، فراجع من المنتخب ما هو مطبوع في هامش ص31 من الجزء الخامس من مسند أحمد (منه قدس).
(2) يوجد في: كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 296 ط الحيدرية وص162 ط الغري، البيان في أخبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي مطبوع مع كفاية الطالب: 502 ط الحيدرية، مجمع الزوائد: 8/253، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 281، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 101 ح144 ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 92 ط الحيدرية وص81 ط اسلامبول، الغدير: 3/23.
(3) سورة الأحزاب آية: 36.
امتناع النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن تزويج فاطمة من أبي بكر وعمر.

(19/4)



راجع ذلك في: كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 302 و304 ط الحيدرية وص166 و168 ط الغري، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/204 و205 و206، خصائص امير المؤمنين للنسائي الشافعي: 114 ط الحيدرية وص31 ط التقدم بمصر وص51 ط بيروت، الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي الشافعي: 139 و161 ط المحمدية بمصر وص84 و97 ط الميمنية بمصر، نظم در السمطين للزرندي الحنفي: 184، ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري الشافعي: 27، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 346 ح397 و399، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 306، أسد الغابة لابن الأثير الجزري الشافعي: 1/386، الاصابة لابن حجر العسقلاني: 1/374، ينابيع المودة: 175 و196 ط اسلامبول وص206 و231 ط الحيدرية، جامع الأصول لابن الأثير: 9/474، كنز العمال: 15/99 ح285 ط2، المناقب للخوارزمي الحنفي: 247، شرح النهج لابن أبي الحديد: 13/228 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 3/261 ط1 بمصر، اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: 83 ط السعيدية وص89 ط العثمانية، منتخب كنز العمال للمتقي الهندي المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل: 5/99 و101، محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني: 4/477 ط بيروت، روضة الأحباب للهروي: 210 مخطوط، أعلام النساء لعمر رضا كحالة: 3/1199، رشفة الصادي لأبي بكر الحضرمي الشافعي: 7 و8 ط مصر، المواهب اللدنية للقسطلاني: 2/4، السيرة النبوية لزين دحلان الشافعي المطبوعة بهامش السيرة الحلبية: 2/7، مشارق الأنوار للحمزواي: 107، أرجح المطالب لعبيدالله الحنفي: 253 و440، وسيلة المآل ص81 مخطوط، مشكاة المصابيح: 3/246، فرائد السمطين للحمويني: 1/88، تحفة الأشراف: 2/83، مفتاح النجا للبدخشي: 30 مخطوط، سعد الشموس والأقمار: 210، فضائل سيدة النساء لابن شاهين: 15 مخطوط، الثغور الباسمة في مناقب سيدتنا فاطمة للسيوطي الشافعي: 6، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 14/363، الرياض النضرة: 2/238 و240 ط2،

(19/5)



الطبقات الكبرى لابن سعد: 8/19.
--- ... الصفحة 379 ... ---
وقد تضافرت الروايات أن أهل النفاق والحسد والتنافس لما علموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سيزوج علياً من بضعته الزهراء ـ وهي عديلة مريم وسيدة نساء أهل الجنة ـ حسدوه لذلك وعظم عليهم الأمر، ولا سيما بعد أن خطبها من خطبها فلم يفلح(1) ، وقالوا إن هذه ميزة يظهر بها فضل علي، فلا يلحقه بعدها
____________
(1) أخرج ابن أبي حاتم عن أنس، قال: جاء أبو بكر وعمر يخطبان فاطمة الى النبي فسكت ولم يرجع اليهما شيئاً، فانطلقا الى علي ينبهانه الى ذلك، الحديث وقد نقله عن ابن أبي حاتم كثير من الاثبات، كابن حجر في أوائل باب 11 من صواعقه، ونقل ثمة عن أحمد بالاسناد الى أنس نحوه، وأخرج ابو داود السجستاني ـ كما في الآية 12 من الآيات التي أوردها ابن حجر في الباب 11 من صواعقه ـ أن ابا بكر خطبها، فأعرض عنه صلى الله عليه وآله وسلم، ثم عمر فأعرض عنه فنبهاه الى خطبتها، الحديث.
وعن علي، قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة الى رسول الله، فأبى صلى الله عليه وآله وسلم عليهما، قال عمر: أنت لها يا علي. الحديث. أخرجه أبن جرير، وصححه وأخرجه الدولابي في الذرية الطاهرة، وهو الحديث 6007 من أحاديث كنز العمال: 392 من جزئه السادس (منه قدس).
--- ... الصفحة 380 ... ---
لاحق، ولا يطمع في إدراكه طامع، فاجلبوا بما لديهم من إرجاف، وعملوا لذلك أعمالاً، فبعثوا نساءهم الى سيدة نساء العالمين ينفرنها، فكان مما قلن لها: إنه فقير ليس له شيء، لكنها عليها السلام لم يخف عليها مكرهن، وسوء مقاصد رجالهن، ومع ذلك لم تبد لهن شيئاً يكرهنه، حتى تم ما أراده الله عز وجل ورسوله لها، وحينئذ أرادت أن تظهر من فضل أمير المؤمنين ما يخزي الله به أعداءه، فقالت: يا رسول الله زوجتني من فقير لا مال له فأجابها صلى الله عليه وآله وسلم، بما سمعت.
وإذا أراد الله نشر فضيلة * طويت أتاح لها لسان حسود

(19/6)



وأخرج الخطيب في المتفق بسنده المعتبر الى ابن عباس، قال: لما زوَّج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة من علي، قالت فاطمة: يا رسول الله زوجتني من رجل فقير ليس له شيء، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أما ترضين أن الله اختار من أهل الأرض رجلين، أحدهما أبوك والآخر بعلك(1) » اهـ.(2) أخرج الحاكم في مناقب علي ص129 من الجزء الثالث من المستدرك عن طريق سريج بن يونس، عن أبي حفص الأبار، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قالت فاطمة: «يا
____________
(1) هذا الحديث بلفظه وسنده هو الحديث 5992 من أحاديث الكنز، أورده في فضائل علي ص391 من جزئه السادس، وصرح بحسن سنده (منه قدس).
(2) يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/249 ح317 و315، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 308، كنز العمال: 15/95 ح270 ط2، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي: 2/240.
--- ... الصفحة 381 ... ---
رسول الله زوجتني من علي وهو فقير لا مال له؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا فاطمة أما ترضين أن الله عز وجل، اطلع الى أهل الأرض فاختار رجلين، أحدهما أبوك والآخر بعلك» اهـ.(1) وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاماً، وأعلمهم علماً، وأنك سيدة نساء أمتي، كما سادت مريم نساء قومها، أما ترضين يا فاطمة أن الله اطلع على أهل الأرض فاختار منها رجلين، فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك»ا اهـ.(2)(3) .

(19/7)



وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد هذا إذا ألم بسيدة النساء من الدهر لمم، يذكرها بنعمة الله ورسوله عليها، إذ زوجها من أفضل أمته، ليكون ذلك عزاء لها، وسلوة عما يصيبها من طوارق الدهر، وحسبك شاهداً لهذا ما أخرجه الامام أحمد في ص26 من الجزء الخامس من مسنده من حديث معقل بن يسار «إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عاد فاطمة في مرض أصابها على عهده، فقال لها: كيف تجدينك؟ قالت: والله لقد اشتد حزني، واشتدت فاقتي، وطال سقمي، قال صلى الله عليه وآله وسلم: أوما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً. اهـ.(4)
____________
(1) تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (582) فراجع.
(2) وهذا الحديث بلفظه وسنده هو الحديث 2543 من أحاديث كنز العمال ص153 من جزئه السادس، نقله عن الحاكم بالاسناد الى كل من ابن عباس وأبي هريرة، ونقله عن الطبراني وعن الخطيب بالاسناد الى ابن عباس فقط. أما في منتخب الكنز فقد نقله عن الخطيب في المتفق بالاسناد الى ابن عباس فراجع من المنتخب ما هو في السطر الأول في هامش 39 من الجزء الخامس من مسند أحمد، ونقله علامة المعتزلة في ص451 من المجلد الثاني من شرح النهج عن مسند الامام أحمد (منه قدس).
(3) هذا الحديث رواه ابن عساكر في ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق: 1/248 عن ابن عباس بعدة طرق وبألفاظ مختلفة، الغدير: 3/95، ويوجد في كنز العمال: 6/153 ح2543 ط1.
(4) يوجد في: نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 188، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3/261 ط1 بمصر و: 3/227 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ص66 ط الحيدرية وص31 ط الاسلامية بمصر، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/31 ط الميمنية ذكر عجز الحديث، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي: 2/55 ط2.
--- ... الصفحة 382 ... ---

(19/Cool



والأخبار في ذلك متضافرة لا تحتملها مراجعتنا، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 69
10 صفر سنة 1330
حجة منكري الوصية
أهل السنة والجماعة ينكرون الوصية محتجين بما رواه البخاري في صحيحه عن الأسود، قال: ذكر عند عائشة، رضي الله عنها، أن النبي أوصى الى علي(1) رضي الله عنه، فقالت: من قاله؟ لقد رأيت النبي، وإني لمسندته إلى صدري فدعا بالطست فانخنث فمات، فما شعرت، فكيف أوصى إلى علي(2)(3) ؟ وأخرج البخاري في الصحيح عنها أيضاً من عدة طرق أنها كانت تقول:
____________
(1) هذا الحديث، اخرجه البخاري في كتاب الوصايا ص83 من الجزء الثاني من صحيحه وفي باب مرض النبي ووفاته ص64 من الجزء الثالث من الصحيح، وأخرجه مسلم في كتاب الوصية ص14 من الجزء الثاني من صحيحه. (منه قدس).
(2) قد تعلم أن الشيخين رويا في هذا الحديث وصية النبي الى علي من حيث لا يقصدان، فان الذين ذكروا يومئذ أن النبي أوصى الى علي لم يكونوا خارجين من الأمة، بل كانوا من الصحابة أو التابعين الذين لهم الجرأة على المكاشفة بما يسوء أم المؤمنين ويخالف السياسة في ذلك العهد، ولذلك ارتبكت، رضي الله عنها، عندما سمعت حديثهم ارتباكاً عظيماً يمثله ردها عليهم بأوهى الردود وأوهنها، قال الامام السندي ـ في تعليقته على هذا الحديث من سنن النسائي ص241 من جزئها السادس، طبع المطبعة المصرية بالأزهر ـ: ولا يخفى أن هذا لا يمنع الوصية قبل ذلك، ولا يقتضي أنه مات فجأة بحيث لا تمكن منه الوصية ولا تتصور، فكيف وقد علم أنه علم بقرب اجله قبل المرض ثم مرض أياماً إلى آخر كلامه، فامعن النظر فيه، تجده في غاية المتانة (منه قدس).
(3) صحيح البخاري: 3/186 و: 5/142 ط دار الفكر و: 4/3 و: 6/18 ط مطابع الشعب، صحيح مسلم: 2/15 ط الحلبي بمصر.
--- ... الصفحة 383 ... ---

(19/9)



«مات رسول الله بين حاقنتي وذاقنتي»(1) وكثيراً ما قالت: «مات بين سحري ونحري(2) » وربما قالت: «نزل به ورأسه على فخذي»(3)(4) فلو كانت ثمة وصية لما خفيت عليها. وفي صحيح مسلم عن عائشة(5) ، قالت: «ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ديناراً ولا درهما ولا شاة ولا بعيراً ولا أوصى بشيء»(6) اهـ. وفي الصحيحين(7) عن طلحة بن مصرف، قال: سألت أبا عبدالله بن أبي أوفى: هل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى؟ قال: لا، فقلت: كيف كتب على الناس الوصية ـ ثم تركها ـ قال: أوصى بكتاب الله» اهـ.(Cool وحيث أن هذه الأحاديث أصح من الأحاديث التي أوردتموها لثبوتها في الصحيحين دون تلك، كانت هي المقدمة عن التعارض وعليها المعول، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 70
11 صفر سنة 1330
____________
(1) صحيح البخاري: 6/14 ط مطابع الشعب و: 5/142 ط دار الفكر.
(2) صحيح البخاري: 6/16 ط مطابع الشعب.
(3) قولها: مات بين حاقنتي وذاقنتي، وقولها: مات بين سحري ونحري، موجودان في باب مرضه ووفاته صلى الله عليه وآله وسلم، من صحيح البخاري أما قولها: نزل به ورأسه على فخذي، فموجود في باب آخر ما تكلم به بعد باب مرضه ووفاته، بل فصل (منه قدس).
(4) صحيح البخاري: 6/18 ط مطابع الشعب.
(5) راجع من صحيحه كتاب الوصية؛ أو ص14 من جزئه الثاني، تجد الحديث (منه قدس).
(6) صحيح مسلم: 2/15 ط الحلبي.
(7) راجع كتاب الوصايا من كل من الصحيحين، تجد الحديث (منه قدس).
(Cool صحيح البخاري: 4/3 مطابع الشعب.
--- ... الصفحة 384 ... ---
1 ـ لا يمكن جحود الوصية
2 ـ السبب في إنكارها
3 ـ لا حجة للمنكرين بما رووه
4 ـ العقل والوجدان يحكمان بها
1 ـ وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى علي لا يمكن جحودها، إذ لا ريب في أنه عهد إليه ـ بعد أن أورثه العلم والحكمة(1) ـ بأن يغسله، ويجهزه، ويدفنه(2)
____________

(19/10)



(1) قف على المراجعة 66، تعلم أنه صلى الله عليه وآله وسلم؛ أورثه ذلك. (منه قدس).
(2) أخرج ابن سعد ص61 من القسم 2 من الجزء الثاني من طبقاته عن علي، قال: أوصى النبي أن لا يغسله أحد غيري، وأخرج أبو الشيخ وابن النجار ـ كما في 54 من الجزء 4 من كنز العمال ـ عن علي، قال: اوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: اذا أنا مت فغسلني بسبع قرب؛ وأخرج ابن سعد عند ذكر غسل النبي 63 من القسم الثاني من الجزء 2 من طبقاته، عن عبدالواحد بن أبي عوانة، قال: قال رسول الله في مرضه الذي توفي فيه: يا علي اغسلني اذا مت، قال: قال علي: فغسلته، فما آخُذُ عضواً الا تبعني؛ وأخرج الحاكم ص59 من الجزء الثالث من المستدرك، والذهبي في تلخيصه وصححاه بالاسناد الى علي، قال: غسلت رسول الله فجعلت أنظر ما يكون من الميت، فلم أر شيئاً، وكان طيباً حياً وميتاً، وهذا الحديث أخرجه سعيد بن منصور في سننه، والمروزي في جنائزه؛ وأبو داود في مراسيله، وابن منيع، وابن أبي شيبة في السنن، وهو الحديث 1094 في ص54 من الجزء 4 من الكنز، وأخرج البيهقي في سننه عن عبدالله بن الحارث: أن علياً غسل النبي، وعلى النبي قميص، الحديث وهو الحديث 1104 في ص55 من الجزء 4 من الكنز، وعن ابن عباس، قال: ان لعلي أربع خصال ليست لأحد غيره، وهو اول من صلّى مع رسول الله، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم فر عنه غيره، وهو الذي غسله وأدخله قبره؛ أخرجه ابن عبدالبر في ترجمة علي من الاستيعاب، والحاكم في ص111 من الجزء 3 من المستدرك، وعن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله: يا علي أنت تغسلني، وتؤدي ديني، وتواريني في حفرتي؛ أخرجه الديلمي وهو الحديث 2583 في ص155 من الجزء 6 من الكنز، وعن عمر، من حديث قال فيه رسول الله لعلي: وأنت غاسلي ودافني، الحديث في ص393 من الجزء 6 من الكنز، وفي هامش ص45 من الجزء 5 من مسند أحمد، وعن علي سمعت رسول الله صلى

(19/11)



الله عليه وآله وسلم، يقول: أعطيت في علي خمساً لم يعطها نبي في أحد قبلي، أما الأولى فانه يقضي ديني، ويواريني، الحديث في أول ص403 من الجزء 6 من الكنز، ولما وضع على السرير وأرادوا الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم، قال علي لا يئم على رسول الله أحد هو امامكم حياً وميتاً، فكان الناس يدخلون رسلاً رسلاً، فيصلون صفاً صفاً، ليس لهم امام، ويكبرون، وعلي قائم حيال رسول الله يقول: سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، اللهم انا نشهد أن قد بلغ ما أنزلت اليه، ونصح لأمته، وجاهد في سبيل الله حتى أعز الله عز وجل دينه، وتمت كلمته، اللهم فاجعلنا مما يتبع ما أنزل الله اليه، وثبتنا بعده، واجمع بيننا وبينه، فيقول الناس: آمين آمين، حتى صلى عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان، روى هذا كله باللفظ الذي أوردناه ابن سعد عند ذكره غسل النبي من طبقاته؛ وأول من دخل على رسول الله يومئذ بنو هاشم، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، ثم الناس؛ وأول من صلى عليه علي والعباس وقفا صفاً، وكبرا عليه خمساً (منه قدس).
--- ... الصفحة 385 ... ---
(1) ، ويفي دينه، وينجز وعده ويبرىء ذمته(2)(3) ، ويبين للناس بعده ما
____________
(1)
علي هو الذي غسل النبي وجهزه

(19/12)



راجع: المناقب للخوارزمي الحنفي: 236، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/487 ح1006، مجمع الزوائد للهيثمي: 9/30 و31 و33 و36، المستدرك للحاكم: 1/362، السيرة النبوية لابن هشام: 4/229، تاريخ اليعقوبي: 2/94 ط الغري وص103 ط الحيدرية، نور الأبصار للشبلنجي: 48 ط العثمانية وص47 ط السعيدية، الرياض النضرة للطبري الشافعي: 2/235 و236، مسند أحمد بن حنبل: 1/260 ط الميمنية بمصر. ونقله في احقاق الحق ج8 عن: الأنس الجليل للمقدسي: 194، كنز العمال: 7/179 ط حيدر آباد، السنن الكبرى للبيهقي: 4/53، أنساب الاشراف للبلاذري: 570 ط دار المعارف بمصر، نزهة المجالس للصفوري الشافعي: 2/165، مشارق الأنوار للحمزاوي: 65، فرائد السمطين: 1/321.

(19/13)



(2) الأخبار في هذا كله متواترة من طريق العترة الطاهرة وحسبك ما أخرجه الطبراني في الكبير عن ابن عمر، وأبو يعلي في مسنده عن علي، واللفظ للأول من حديث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت أخي ووزيري، تقضي ديني، وتنجز موعدي، وتبرئ ذمتي، الحديث تجده في ص155 من الجزء 6 من كنز العمال مسنداً الى ابن عمر، وفي ص404 من الجزء 6 أيضاً مسنداً الى علي، ونقل ثمة عن البوصيري أن رواته ثقات، واخرج ابن مردوية والديلمي ـ كما في ص155 من الجزء 6 من الكنز ـ عن سلمان الفارسي، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علي بن أبي طالب ينجز عدتي، ويقضي ديني؛ وأخرج البزار ـ كما في ص153 من الجزء 6 من الكنز عن انس نحوه، وأخرج الامام أحمد بن حنبل في ص164 من الجزء 4 من مسنده عن حبشي بن جنادة قال: سمعت رسول الله يقول: لا يقضي ديني الا أنا أو علي؛ وأخرج ابن مردوية ـ كما في ص401 من الجزء 6 من الكنز ـ عن علي، قال لما نزلت: (وأنذر عشيرتك الأقربين) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علي يقضي ديني، وينجز بوعدي. وعن سعد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجحفة، فأخذ بيد علي وخطب فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس اني وليكم، قالوا: صدقت يا رسول الله، ثم رفع يد علي، فقال: هذا وليي ويؤدي عني ديني… الحديث، وقد سمعته في أواخر المراجعة 54. وأخرج عبدالرزاق في جامعه عن معمر عن قتادة: أن علياً قضى عن النبي أشياء بعد وفاته كان عامتها عدة حسبت أنه قال خمسمئة ألف درهم، فقيل لعبدالرزاق: وأوصى اليه النبي بذلك؟ قال: نعم لا أشك أن النبي أوصى الى علي، ولولا ذلك ما تركوه يقضي دينه؛ الحديث أورده صاحب الكنز في ص60 من جزئه الرابع، فكان الحديث 1170 (منه قدس).
(3)
علي يفي دين النبي وينجز وعده ويبرئ ذمته
تقدمت تحت رقم (498).

(19/14)



وراجع زيادة على ذلك: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 101 ح142 و143 و285 و309 ط طهران، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 264 ط الحيدرية وص135 ط الغري، مسند الكلابي مطبوع مع المناقب لابن المغازلي: 426 ح1 طهران، المناقب للخوارزمي الحنفي: 76 و236، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3/261 ط1 بمصر و: 13/228 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/85 ح138 و139 و141 و152 و154 و155 و156 و157 و158، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 43، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/32، الرياض النضرة للطبري الشافعي: 2/221، فرائد السمطين: 1/60.
--- ... الصفحة 386 ... ---
--- ... الصفحة 387 ... ---
اختلفوا فيه(1)(2) من أحكام الله وشرائعه عز وجل، وعهد الله إلى الأمة بأنه وليها من بعده(3)(4) ، وأنه أخوه(5)(6) ، وأبو ولده(7)(Cool ، وأنه
____________
(1) تضافرت النصوص الصريحة بأنه صلى الله عليه وآله وسلم عهد الى علي بأن يبين لأمته ما اختلفوا فيه من بعده، وحسبك منها الحديث 11، والحديث 12، من المراجعة 48، وغيرهما مما أسلفناه ومما تركناه لشهرته (منه قدس).
(2) قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام:
«أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي» تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (561 و720).
وراجع أيضاً: ترجمة الامام علي ببن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/487 ح1005 و1007 و1008 و1009.
(3) يعلم ذلك من المراجعة 36 والمراجعة 40 والمراجعة 54 والمراجعة 56 (منه قدس).
(4)
علي ولي الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم
راجع ما تقدم من الأحاديث ومصادرها تحت رقم (517 و518 و520 و521 و523 و524 و525 و526 و527 و537 و622 و626).
(5) المؤاخاة بين النبي والوصي متواترة، وحسبك في ثبوتها ما قد أوردناه في المراجعة 32، والمراجعة 34 (منه قدس)
(6)

(19/15)



علي أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
راجع ما تقدم من الأحاديث مع مصادرها تحت رقم (459 و482 و484 و488 و490 و492 و493 و494 و495 و496 و497 و498 و499 و500 و501 و502 و503 و504 و505 و506).
(7) كونه أبا ولده معلوم بالوجدان وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: أنت أخي وأبو ولدي تقاتل على سنتي، الحديث، أخرجه أبو يعلى في مسنده، كما في ص404 من الجزء 6 من كنز العمال، ورواته ثقات كما صرح به البوصيري، وأخرجه أيضاً احمد في المناقب، كما في أواخر الفصل الثاني من الباب 9 ص75 من الصواعق المحرقة لابن حجر؛ وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ان الله جعل ذرية كل نبي في صلبه، وجعل ذريتي في صلب علي»، أخرج الطبراني في الكبير عن جابر، والخطيب في تاريخه عن ابن عباس، وهو الحديث 2510 في صفحة 152 من الجزء 6 من الكنز، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «كل بني أنثى ينتمون الى عصبتهم الا ولد فاطمة فأنا وليهم، وأنا عصبتهم، وأنا أبوهم» أخرجه الطبراني عن الزهراء، وهو الحديث 22 من الأحاديث التي نقلها ابن حجر في الفصل الثاني من الباب 11 من صواعقه، صفحة 112، وأخرجه الطبراني عن ابن عمر كما في الصفحة المذكورة، وأخرج الحاكم نحوه صفحة 164 من الجزء 3 من المستدرك عن جابر، ثم قال: هذا حديث صحيح الاسناد، ولم يخرجاه، وقال صلى الله عليه وآله وسلم ـ من حديث أخرجه الحاكم في في المستدرك والذهبي في تلخيصه، وصححاه على شرط الشيخين ـ: «وأما أنت يا علي فأخي وأبو ولدي، ومني، والي» الى كثير من هذه النصوص الصريحة (منه قدس).
(Cool
علي أبو ولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
تقدم ذلك تحت رقم (497).

(19/16)



وراجع أيضاً مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 49 ح72 و154 و269، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/122 ح152، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 36 ط التقدم العلمية بمصر وص122 ط الحيدرية وص85 ط بيروت، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 53 ط اسلامبول وص59 ط الحيدرية، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري: 2/221، فرائد السمطين: 1/324، الفتح الكبير للنبهاني: 1/330.
--- ... الصفحة 388 ... ---
وزيره(1)(2)
____________
(1) وحسب من النصوص في وزارته، قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، كما أوضحناه في المراجعة 26 وغيره، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الانذار يوم الدار: «فأيكم يؤازرني على أمري هذا؟ فقال علي: أنا يا رسول الله، أكون وزيرك عليه»… الحديث، وقد سمعته في المراجعة 20، ولله در الامام البوصيري اذ يقول في همزيته العصماء:
ووزير ابن عمه في المعالي * ومن الأهل تسعد الوزراء
لم يزده كشف الغطاء يقينا * بل هو الشمس ما عليه غطاء
(2)
علي وزير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وزارة علي للرسول تقدم تحت رقم (498).
وراجع أيضاً: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 111 ح154، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديدي: 3/261 ط أفست بيروت و: 13/228 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 43، المناقب للخوارزمي الحنفي: 62 و250، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر: 1/89 ح141 و143 و155 و157 و158، احقاق الحق: 4/27، فرائد السمطين: 1/311 و318.
--- ... الصفحة 389 ... ---
ونجيه(1)(2) ووليه(3)(4) ،
____________

(19/17)



(1) أجمعت الأمة على أن في كتاب الله آية ما عمل بها سوى علي، ولا يعمل بها أحد من بعده الى يوم القيامة؛ ألا وهي آية النجوى في سورة المجادلة تصافق على هذا أولياؤه وأعداؤه، وأخرجوا في هذا نصوصاً صححوها على شرط الشيخين، يعرفها بر الأمة وفاجرها، وحسبك منها ما أخرجه الحاكم في صفحة 482 من الجزء الثاني من المستدرك والذهبي في تلك الصفحة من تلخيصه؛ وعليك بتفسير الآية من تفاسير الثعلبي والطبري، والسيوطي، والزمخشري، والرازي، وغيرهم، وستسمع في المراجعة 74 حديثي أم سلمة وعبدالله بن عمر من مناجاة النبي وعلي، عند وفاته صلى الله عليه وآله وسلم وتقف ثمة على تناجيهما يوم الطائف، قول رسول الله يومئذ: ما أنا إنتجيته، ولكن الله انتجاه، وعلى تناجيهما في بعض أيام عائشة، فتأمل (منه قدس).
(2)
مناجاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام:
راجع: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 124 ح162 ص163 و164 و165 و166 و372 و373، صحيح الترمذي: 5/303، أسد الغابة لابن الأثير: 4/27، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 327 ـ 328 ط الحيدرية وص: 186 ـ 187 ط الغري، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/431 أفست بيروت و: 9/173 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 58 ط اسلامبول وص66 ط الحيدرية، مشكاة المصابيح للعمري: 3/244، كنز العمال: 15/122 ح353 ط2، الرياض النضرة للطبري الشافعي: 2/265، فرائد السمطين: 1/322.
(3) حسبك نصاً في أنه وليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث ابن عباس… وقد مر عليك في المراجعة 26: «أنت وليي في الدنيا والآخرة»، على أن هذا ثابت بالضرورة من دين الاسلام، فلا حاجة الى الاستقصاء (منه قدس).
(4) قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: «أنت وليي في الدنيا والآخرة».
هذا جزء من حديث قد تقدم مع مصادره تحت رقم (468).

(19/18)



وراجع أيضاً: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 277 ح323، ميزان الاعتدال للذهبي: 2/75.
--- ... الصفحة 390 ... ---
ووصيه(1)(2) وباب مدينة علمه(3)(4) ، وباب دار حكمته(5)(6) . وباب حطة هذه
____________
(1) حسبك من نصوص الوصية ما قد سمعته في المراجعة 68 (منه قدس).
(2)
علي وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 53 و81 و82 و114 و122 و123 و329 ط اسلامبول وص59 و89 و90 و91 و92 و93 و98 و135 و145 ط الحيدرية، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 89 ح132 و144 و280 و309 و322 و326 و353، المناقب للخوارزمي الحنفي: 63 و149 و234، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 168 و261 ط الحيدرية وص70 و131 ط الغري، البيان في أخبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي: مطبوع في آخر كفاية الطالب ص502 ط الحيدرية، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 281 ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/87 ح139 و140 و141 و143 وص239 و303 و: 3/5 ح1021 و1022 و1023، المستدرك للحاكم: 3/172، ذخائر العقبى: 136، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 43، مجمع الزوائد: 8/253 ط بيروت، فرائد السمطين: 1/150 وص272 ح211 وص315 ح250 و: 2/35 ح371 و403 و431 و564.
وتقدم تحت رقم (459 و708 و718 و719 و720 و721) وغيرها مما تقدم، ومما يأتي تحت رقم (919 و920 و924 و925 و926 الى 963) فراجع.
(3) راجع الحديث 9، من المراجعة 48 وما علقناه عليه (منه قدس).
(4) قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا مدينة العلم وعلي بابها».
تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (558) فراجع.
(5) راجع الحديث 10 من المراجعة 48 (منه قدس).
(6) قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: «أنا دار الحكمة وعلي بابها».
تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (559) فراجع.
--- ... الصفحة 391 ... ---

(19/19)



الأمة(1)(2) وأمانها، وسفينة نجاتها(3)(4) ، وأن طاعته فرض عليها كطاعته، ومعصيته موبقة كمعصيته(5)(6) ، وأن متابعته كمتابعته، ومفارقته كمفارقته(7)(Cool وأنه سلم لمن سالمه، وحرب لمن حاربه(9)
____________
(1) راجع الحديث 14 من المراجعة 48 (منه قدس).
(2) قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «علي بن أبي طالب باب حطة من دخلة كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافراً».
تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (564) فراجع.
(3) كما تحكم به السنن التي أوردناها في المراجعة 8 (منه قدس).
(4) «علي بن أبي طالب أمان لهذه الأمة وسفينة نجاتها».
راجع ما تقدم تحت رقحم (39 و40 و41).
(5) بحكم الحديث 16 من المراجعة 48 وغيره (منه قدس).
(6) «طاعة علي كطاعة الرسول ومعصية علي كمعصية الرسول».
يوجد في: المستدرك للحاكم: 3/121 و128 تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك: 3/121 وصرح بصحته، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/188 ح671 و786 و787 و788، ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري الشافعي: 66، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 205 و257 ط اسلامبول وص242 و307 ط الحيدرية، الرياض الحنفي: 205 و257 ط اسلامبول وص242 و307 ط الحيدرية، الرياض النضرة: 2/220، فرائد السمطين: 1/179 ح142، راجع ما تقدم تحت رقم (568).
(7) بحكم الحديث 17 من المراجعة 48 وغيره (منه قدس).
(Cool
من فارق علياً فارق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
تقدم ذلك تحت رقم (569).
وراجع أيضاً: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 240 ح287 و288 و324، المناقب للخوارزمي الحنفي: 57، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/268 ح789، مجمع الزوائد: 9/128، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 303 ط اسلامبول وص364 ط الحيدرية، فرائد السمطين: 1/399 ح237.

(19/20)

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول



(9) أخرج الامام احمد من حديث أبي هريرة في صفحة 442 من الجزء الثاني من مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظر الى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: «أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم» اهـ. وقال صلى الله عليه وآله وسلم يوم جللهم بالكساء من حديث صحيح: «أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم، وعدو لمن عاداهم» نقله ابن حجر في تفسير الآية الأولى من آيات فضلهم التي أوردها في الفصل الأول من الباب 11 من صواعقه، وقد استفاض قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «حرب علي حربي وسلمه سلمي». (منه قدس).
--- ... الصفحة 392 ... ---
(1) ، وولي لمن والاه، وعدو لمن عاداه(2)
____________
(1) قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين: «أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم».
وفي لفظ اخر: «أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم».
راجع: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 64 ح90، المستدرك على الصحيحين للحاكم: 3/149، تلخيص المستدرك مطبوع بذيل المستدرك: 3/149، صحيح الترمذي: 5/360 ح3962، سنن ابن ماجة: 1/52 ح145، أسد الغابة لابن الأثير: 3/11 و: 5/523، ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري: 25، الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي الشافعي: 112 ط الميمنية بمصر وص185 ط المحمدية بمصر، مجمع الزوائد: 9/166 و169، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 330 و331 ط الحيدرية وص188 و189 ط الغري، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 294 و261 و309 و370 و230 و194 و172 و165 ط اسلامبول، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 2/27، المناقب للخوارزمي الحنفي: 91، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي: 1/61 و99 المعجم الصغير للطبراني: 2/3 الفتح الكبير للنبهاني: 1/271، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/92، فرائد السمطين: 2/38 ح372، الرياض النضرة: 2/189، ترجمة الامام الحسين من تاريخ دمشق لابن عساكر: 100، تاريخ بغداد: 7/136.

(19/21)



راجع بقية مصادر الحديث في احقاق الحق: 9/161 ـ 174 ط طهران.
حرب علي حرب الرسول وسلم علي سلم الرسول
راجع: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 50 ح73 و285، المناقب للخوارزمي الحنفي: 76، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/221 ط1 بمصر ونقل أن النبي قال لعلي في ألف مقام: «أنا حرب لمن حاربت وسلم لمن سالمت» و: 18/24 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل. ولكن يوجد فيها تحريف فانه قد زيد لفظ «لو» قبل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو تحريف ظاهر.
(2) راجع الحديث 20 من المراجعة 48، على أن قوله المتواتر: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» كاف والحمد لله، وقد سمعت في المراجعة 36 قوله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث بريدة: «من أبغض علياً فقد أبغضني ومن فارق علياً فقد فارقني»، وقد تواتر أنه لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه الا منافق، انه والله لعهد النبي الأمي (منه قدس).
--- ... الصفحة 393 ... ---
(1) ، وأن من احبه فقد احب الله ورسوله، ومن أبغضه فقد أبغض الله ورسوله(2)(3) ، ومن والاه فقد والاهما، ومن عاداه فقد عاداهما(4)(5) ،
____________
(1)
عدو علي عدو للرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
تقدم ذلك تحت رقم (574).
وراجع أيضاً: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 382 ح430، كنز العمال: 15/96 ح273 ط2.
(2) بحكم الحديث 19 والحديث 20 والحديث 21 من المراجعة 48 وغيرها (منه قدس).
(3)
من أحب علياً فقد أحب الله ورسوله
ومن أبغضه فقد أبغض الله ورسوله
تقدم ذلك تحت رقم (49 و572 و577).

(19/22)



وراجع أيضاً: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 103 ح145 و277، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/190 ح673 و736، مجمع الزوائد: 9/129 و131 و132 و133، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9/171 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 2/430 أفست بيروت، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 312 و314 و315 ط اسلامبول، كنز العمال: 15/95 ح272 و273 ط2، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري: 2/220 ط2 وراجع أيضاً ما تقدم تحت رقم (574).
(4) بحكم الحديث 23 من تلك المراجعة وحسبك: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (منه قدس).
(5) من والى علياً فقد والى الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم: تقدم ذلك تحت رقم (577) فراجع.
--- ... الصفحة 394 ... ---
ومن آذاه فقد آذاهما(1)(2) ومن سبه فقد سبهما(3)(4) ، وأنه إمام البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله(5)(6) ، وأنه سيد المسلمين وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين(7)(Cool . وأنه راية الهدى، وإمام أولياء الله، ونور من أطاع الله، والكلمة التي ألزمها الله للمتقين(9)(10) ، وأنه الصديق الأكبر، وفاروق الأمة(11)
____________
(1) حسبك قوله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث عمرو بن شاش: «من آذى علياً فقد آذاني» أخرجه أحمد في ص483 من الجزء 3 من مسنده، والحاكم في ص123 من الجزء 3 من المستدرك، والذهبي في تلك الصفحة من تلخيصه معترفاً بصحته، وأخرجه البخاري في تاريخه، وابن سعد في طبقاته وابن أبي شيبة في مسنده، والطبراني في الكبير، وهو موجود في ص400 من الجزء 6 من الكنز (منه قدس).
(2) من آذى علياً فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تقدم ذلك تحت رقم (571) فراجع.
(3) بحكم الحديث 18 من المراجعة 48 وغيره (منه قدس).
(4) من سب علياً فقد سب الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم: تقدم ذلك تحت رقم (570) فراجع.

(19/23)



(5) بحكم الحديث الأول من تلك المراجعة وغيره (منه قدس).
(6) قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: «هذا امام البررة، قاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله» تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (550) فراجع.
(7) راجع الحديث 2 و3 و4 و5 من المراجعة 48 (منه قدس).
(Cool قوله صلى الله عليه وآله وسلم عن علي: «أنه سيد المسلمين، وامام المتقين، وقائد الغر المحجلين». تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (551) فراجع.
(9) راجع الحديث 6 من تلك المراجعة (منه قدس).
(10) قوله صلى الله عليه وآله وسلم عن علي: «انه راية الهدى، وامام اوليائي ونور من أطاعني…» تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (555).
من هو الصديق ومن هو الفاروق؟
نصت الأحاديث المتواترة على أن الصديق الأكبر والفاروق الأعظم هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
(11) بحكم الحديث 7 من تلك المراجعة وغيره (منه قدس).
--- ... الصفحة 395 ... ---
(1) ، ويعسوب المؤمنين، وأنه بمنزلة الفرقان العظيم، والذكر الحكيم(2)(3) ، وأنه منه بمنزلة هارون من موسى(4)(5) وبمنزلته من ربه(6)
____________
(1) راجع ذلك في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/74 ح121 و122 و123 و124 و126، السيرة الحلبية لبرهان الدين الحلبي الشافعي: 1/380، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/102، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3/261 ط1 بمصر و: 13/228 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، الاستيعاب لابن عبدالبر مطبوع بهامش الاصابة: 4/170، أسد الغابة لابن الأثير الجزري الشافعي: 5/287، ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري الشافعي: 56، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 187 ط الحيدرية وص79 ط الغري، الغدير للأميني: 2/313، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/33، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي: 2/204، فرائد السمطين للحمويني: 1/39 و40.

(19/24)



وفي احقاق الحق: 4/29 وغيرها عن: لسان الميزان لابن حجر العسقلاني الشافعي: 2/414، البيان والتعريف لابن حمزة الحنفي: 2/110، درر بحر المناقب لابن حسنويه الحنفي: 99 مخطوط، الأربعون لأبي الفوارس ص49 مخطوط، رسالة النقض على العثمانية للاسكافي: 290، أرجح المطالب للشيخ عبيدالله الحنفي: 447، مفتاح النجا للبدخشي: 21 مخطوط، انتهاء الأفهام: 74.
وراجع ما تقدم تحت رقم (556) ففيه مصادر أخرى.
(2) حسبك في ذلك ما سمعته في المراجعة 8 من صحاح الثقلين، فانها توضح الحق لذي عينين، وقد مر عليك في المراجعة 50 أن علياً مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان (منه قدس).
(3) على بمنزلة القرآن:
راجع ما تقدم تحت رقم (28 و29 و30 و31 و32 و33 و34 و35) من حديث الثقلين ورقم 611 من حديث علي مع القرآن.
(4) علي من الرسول بمنزلة هارون من موسى.
تقدم حديث المنزلة مع مصادره تحت رقم (468 و473 و474 و475 و476 و478 و479) فراجع.
(5) كما توضحه المراجعة 26 والمراجعة 28 والمراجعة 30 والمراجعة 32، والمراجعة 34 (منه قدس).
(6) بحكم الحديث 13 من المراجعة 48 وغيره (منه قدس).
--- ... الصفحة 396 ... ---
(1) ، وبمنزلة رأسه من بدنه(2)(3) ، وأنه كنفسه(4)(5) ، وأن الله عز وجل اطلع الى أهل الأرض فاختارهما منها(Cool(7) ، وحسبك عهده يوم عرفات من حجة الوداع بأنه لا يؤدي عنه إلا علي(Cool(9) ، الى كثير من هذه
____________
(1) قوله صلى الله عليه وآله وسلم عن علي: «علي مني بمنزلتي من ربي».
تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (563) فراجع.
(2) بحكم الحديث الذي أوردناه في المراجعة 50 فراجعه وما قد علقناه عليه. (منه قدس).
(3) قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «علي مني بمنزلة رأسي من بدني».
تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (612) فراجع.
(4) بحكم آية المباهلة وحديث ابن عوف وقد أوردناه في المراجعة 50. (منه قدس).

(19/25)



(5) علي كنفس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تقدم ذلك تحت رقم (613).
وراجع أيضاً: خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 89 ط الحيدرية وص32 ط بيروت، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 40، الاستيعاب لابن عبدالبر بهامش الاصابة: 3/46، المناقب للخوارزمي الحنفي: 81، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 312 ط اسلامبول، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 288 ـ 289 ط الحيدرية وص155 ط الغري، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 40، الرياض النضرة للطبري الشافعي: 2/216.
(6) اختار الله من أهل الأرض محمداً وعلياً.
تقدم ذلك تحت رقم (582 و721 و723 و724 و725) وراجع أيضاً: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 101 ح144، المناقب للخوارزمي الحنفي: 63، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 436 ط اسلامبول و523 ط الحيدرية، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 281، البيان في أخبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي مطبوع في آخر كفاية الطالب: 502 ط الحيدرية.
(7) كما هو صريح السنن التي أوردناها في المراجعة 68. (منه قدس).
(Cool راجع الحديث 15 من المراجعة 48، وراجع ما علقناه عليه. (منه قدس).
(9) لا يؤدي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ علي.
تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (565) وزيادة على ذلك راجع: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 222 ح268 و272 و273 و274، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/85 ح137، كنوز الحقائق للمناوي: 170 بدون ذكر الطبع.
--- ... الصفحة 397 ... ---
الخصائص التي لا يليق لها إلا الوصي، والمخصوص منهم بمقام النبي، فكيف وأنّى ومتى يتسنى لعاقل أن يجحد بعدها وصيته؟! أو يكابر بها لولا الغرض؛ وهل الوصية إلا العهد ببعض هذه الشؤون؟!
2 ـ أما أهل المذاهب الأربعة فإنما أنكرها منهم المنكرون، لظنهم أنها لا تجتمع مع خلافة الأئمة الثلاثة.

(19/26)



3 ـ ولا حجة لهم علينا بما رواه البخاري وغيره عن طلحة بن مصرف حيث قال: سألت عبدالله بن أبي أوفى: هل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى؟ فقال: لا. قلت: كيف كتب على الناس الوصية ـ ثم تركها ـ قال: أوصى بكتاب الله. اهـ.(1) ، فإن هذا الحديث غير ثابت عندنا، على أنه من مقتضيات السياسة وسلطتها، وبقطع النظر عن هذا كله، فإن صحاح العترة الطاهرة قد تواترت في الوصية، فليضرب بما عارضها عرض الجدار.
4 ـ على أن أمر الوصية غني عن البرهان، بعد أن حكم به العقل والوجدان(2) .
____________
(1) صحيح البخاري: 3/186 ط دار الفكر.
(2) العقل بمجرده يحيل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يأمر بالوصية ويضيق فيها على أمته، ثم يتركها في حال أنه أحوج اليها منهم، لأن له من التركة المحتاجة الى القيم، ومن اليتامى المضطرين الى الولي ما ليس لأحد من العالمين، وحاشا لله ان يهمل تركته الثمينة وهي شرائع الله وأحكامه ومعاذ الله أن يترك يتاماه وأياماه ـ وهم أهل الأرض في الطول والعرض ـ يتخبطون في عشوائهم، ويسرحون ويمرحون على مقتضى أهوائهم، بدون قيم تتم لله به الحجة عليهم، على أن الوجدان يحكم بالوصية الى علي حيث وجدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قد عهد اليه بأن يغسله ويحنطه ويجهزه ويدفنه ويفي دينه ويبرئ ذمته، ويبين للناس ما اختلفوا فيه من بعده، وعهد الى الناس بأنه وليهم من بعده، وأنه… الى آخر ما أشرنا اليه في أول هذه المراجعة (منه قدس).

(19/27)



--- ... الصفحة 398 ... ---
وإذا استطال الشي قام بنفسه * وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا
أما ما رواه البخاري عن ابن أبي أوفى من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أوصى بكتاب الله فحقّ، غير أنه أبتر، لأنه صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بالتمسك بثقليه معاً، وعهد الى أمته بالاعتصام بحبليه جميعاً، وأنذرها الضلالة إن لم تستمسك بهما، وأخبرها أنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض، وصحاحنا في ذلك متواترة من طريق العترة الطاهرة؛ وحسبك ما صح من طريق ما أوردناه في المراجعة 8 وفي المراجعة 54، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 71
10 صفر سنة 1330
ما السبب في الإعراض عن حديث أم المؤمنين وأفضل أزواج النبي؟
ما لك ـ عفا الله عنك ـ وليت أم المؤمنين وأفضل أزواج النبي صفحة إعراضك، فاتخذت حديثها ظهرياً وتركته نسياً منسياً، وقولها الفصل، وحكمها هو العدل، ولك مع ذلك رأيك، فاصدع به نتدبره، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 72
12 صفر سنة 1330
1 ـ لم تكن أفضل أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم
2 ـ إنما أفضلهن خديجة
3 ـ إشارة إجماليه الى السبب في الاعراض عن حديثها
1 ـ إن لأم المؤمنين عائشة فضلها ومنزلتها، غير أنها ليست بأفضل أزواج
--- ... الصفحة 399 ... ---

(20/1)



النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكيف تكون أفضلهن مع ما صح عنها إذ قالت: «ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، خديجة ذات يوم فتناولتها فقلت: عجوز كذا وكذا، قد أبدلك الله خيراً منها، قال: ما أبدلني الله خيراً منها، لقد امنت بي حين كفر بي الناس وصدقتني حين كذبني الناس واشركتني في مالها حين حرمني الناس ورزقني الله ولدها، وحرمني ولد غيرها…» الحديث(1)(2) ، وعن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوماً من الأيام، فأدركتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزاً، فقد أبدلك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب، ثم قال: لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذا حرمني أولاد النساء…) الحديث(3) .
____________
(1) هذا الحديث والذي بعده، من صحاح السنن المستفيضة فراجعهما في أحوال خديجة الكبرى من الاستيعاب. تجدها بعين اللفظ الذي أوردناه، وقد أخرجهما البخاري ومسلم في صحيحيهما بلفظ يقارب ذلك (منه قدس).
(2) راجع: الاستيعاب لابن عبدالبر المالكي مطبوع بهامش الاصابة: 4/287.
وقريب منه جداً: في اسعاف الراغبين للصبان الشافعي مطبوع بهامش نور الأبصار: 85 ط العثمانية وص90 ط السعيدية بمصر.
(3) يوجد في: الاستيعاب لابن عبدالبر المالكي مطبوع بهامش الاصابة: 4/286 ـ 287، مسند أحمد بن حنبل: 6/117 ط الميمنية بمصر، أحاديث أم المؤمنين عائشة للسيد العسكري القسم الأول: 25، الاصابة لابن حجر السعقلاني: 4/283، أسد الغابة لابن الأثير: 5/438.

(20/2)



وبهذا المعنى يوجد في: صحيح البخاري: 4/230 ـ 231 و: 6/158 و: 7/76 ط دار الفكر، صحيح الترمذي: 5/366 ح3977 و3978، سنن ابن ماجة: 1/643 ح1997، صحيح مسلم: 2/370، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 339 ح389، مسند أحمد بن حنبل: 6/58 و102 و150 و154 و202 و279 ط الميمنية بمصر، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 358 و359 ط الحيدرية وص213 ـ 214 ط الغري، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 303، نور الأبصار للشبلنجي: 40 ط العثمانية وص38 ط السعيدية بمصر.
--- ... الصفحة 400 ... ---
2 ـ فأفضل أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم خديجة الكبرى صديقة هذه الأمة، وأولها إيماناً بالله وتصديقاً بكتابه، ومواساة لنبيه، «وقد أوحي إليه صلى الله عليه وآله وسلم، أن يبشرها(1) ببيت لها في الجنة من قصب»(2) ونص على تفضيلها، فقال: «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم، ومريم بنت عمران»(3) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «خير
____________
(1) كما أخرجه البخاري في باب غيرة النساء ووجدهن، وهو في أواخر كتاب النكاح ص175 ج3 من صحيحه (منه قدس).
(2) أوحي الى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أن يبشرها ـ يعني خديجة ـ ببيت لها في الجنة من قصب.

(20/3)



يوجد في صحيح البخاري: 6/158 و: 4/230 و: 7/76 ط دار الفكر، صحيح مسلم: 15/200 ط مصر بشرح النووي و: 2/370 ط عيسى الحلبي، صحيح الترمذي: 5/366 ح3979 ط دار الفكر، المعجم الصغير للطبراني: 1/15، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 337 ح385 و386 و387 و388، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 357 و358 ط الحيدرية وص213 و214 ط الغري، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي: 303، أسد الغابة لابن الأثير: 5/438، السيرة النبوية لابن هشام: 1/225، اسعاف الراغبين للشيخ محمد الصبان الشافعي مطبوع بهامش نور الأبصار: 85 ط العثمانية وص90 ط السعيدية مصابيح السنة للبغوي الشافعي: 2/282.
(3)
أفضل أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم خديجة
يوجد في: مسند أحمد بن حنبل: 1/293 ط الميمنية بمصر وص322 نفس الطبعة، الاستيعاب لابن عبدالبر المالكي بهامش الاصابة: 4/284، و376، المستدرك على الصحيحين للحاكم: 3/160، تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك: 3/160 وصححه، ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري الشافعي: 42، أسد الغابة لابن الأثير الجزري الشافعي: 5/437، الاصابة لابن حجر العسقلاني الشافعي: 4/378، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 172 و173 و246 و198 ط اسلامبول وص202 و204 و234 ط الحيدرية.
ونقله في احقاق الحق: 10/52 عن مشكل الآثار للطحاوي: 1/48، الاعتقاد للبيهقي: 165 ط كامل مصباح، تاريخ الاسلام للذهبي: 2/92، تهذيب التهذيب للذهبي: 134، البداية والنهاية لابن كثير: 2/59، تهذيب التهذيب لابن حجر: 12/441، كنز العمال: 13/126، ط2 حيدر آباد، منتخب الكنز بهامش المسند لأحمد: 5/284، الخصائص للسيوطي: 2/295 ط عبداللطيف بمصر، الجامع الصغير للسيوطي: 1/168 ط مصر، طرح التثريب: 169 ط جميعة النشر بمصر، ارشاد الساري: 6/168، البيان والتعريف للحمزاوي: 1/123، وسيلة المآل: 80، حسن الأسوة: 31، الفتح الكبير للنبهاني: 1/214، أرجح المطالب: 240 و243.

(20/4)



--- ... الصفحة 401 ... ---
نساء العالمين أربع ثم ذكرهن»(1) وقال: «حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون»(2) الى كثير من أمثال هذه النصوص وهي من أصح الآثار النبوية وأثبتها(3) .
____________
(1) قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد».
يوجد في: الاستيعاب لابن عبدالبر المالكي بهامش الاصابة: 4/377 و284 و285، الاصابة لابن حجر العسقلاني: 4/378، أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير الجزري الشافعي: 5/437، ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري: 44، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 204 و218 ط الحيدرية وص173 ط اسلامبول.

(20/5)



(2) يوجد في: صحيح الترمذي: 5/367 ح3981 ط دار الفكر، المستدرك على الصحيحين: 3/157 و158، تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك: 3/158، الاستيعاب لابن عبدالبر المالكي مطبوع بهامش الاصابة: 4/285 و377، الاصابة لابن حجر العسقلاني الشافعي: 4/378، ذخائر العقبى لمحب الطبري: 43، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 172 و173 و198 ط اسلامبول وص199 وصححه و202 و234 ط الحيدرية، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 363 ح409 الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 129، مصابيح السنة للبغوي الشافعي: 2/283، احقاق الحق: 10/59، مشكل الآثار للطحاوي: 1/48، معالم التنزيل للبغوي الشافعي: 1/291، تفسير الخازن: 1/291 مشكاة المصابيح: 3/268، كنز العمال: 13/127، ط2 حيدر آباد، تهذيب التهذيب للذهبي: 134، البداية والنهاية لابن كثير: 2/61، تهذيب التهذيب لابن حجر: 12/441، طرح التثريب: 1/149، الكشف والبيان للثعلبي مخطوط، الخصائص للسيوطي: 2/265، الجامع الصغير للسيوطي: 1/505، الثغور الباسمة في مناقب سيدتنا فاطمة للسيوطي: 13، جمع الوسائل للهروي: 1/270، أرجح المطالب 243، شرح ثلاثيات مسند أحمد: 2/511، وسيلة المآل: 80، جمع الفوائد من جامع الأصول للفاسي: 2/233، الفتح الكبير للنبهاني: 2/72، مفتاح النجا للبدخشي مخطوط، السيف اليماني المسلول: 20، فرائد السمطين: 2/44 ح376.
(3) وقد أوردنا جملة منها في المطلب الثاني من كلمتنا الغراء، فليراجعها من أراد الاستقصاء. (منه قدس).
--- ... الصفحة 402 ... ---

(20/6)



على أنه لا يمكن القول بأن عائشة أفضل ممن عدا خديجة من أمهات المؤمنين. والسنن المأثورة والأخبار المسطورة، تأبى تفضيلها عليهن، كما لا يخفى على أولي الألباب، وربما كانت ترى أنها أفضل من غيرها، فلا يقرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك، كما اتفق هذا مع أم المؤمنين صفية بنت حيي، إذ دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها وهي تبكي، فقال لها: «ما يبكيك؟ قالت: بلغني أن عائشة وحفصة تنالان مني، وتقولان نحن خير من صفية؛ قال صلى الله عليه وآله وسلم: ألا قلت لهن كيف تكن خيراً مني، وأبي هارون، وعمي موسى، وزوجي محمد»(1)(2) . ومن تتبع حركات أم المؤمنين عائشة في أفعالها
____________
(1) أخرجه الترمذي من طريق كنانة مولى أم المؤمنين صفية، وأورده ابن عبدالبر في ترجمة صفية من الاستيعاب، وابن حجر في ترجمتها من الاصابة، والشيخ رشيد رضا في آخر ص589 من المجلد 12 من مناره، وغير واحد من نقلة الآثار (منه قدس).
(2) أفضلية صفية على عائشة وحفصة:
راجع: صحيح الترمذي: 5/367 ح3983 و3984، الاصابة لابن حجر العسقلاني الشافعي: 4/347، الاستيعاب لابن عبدالبر المالكي مطبوع بهامش الاصابة: 4/348 أسد الغابة لابن الأثير الجزري: 5/491، المستدرك للحاكم: 4/29، مصابيح السنة للبغوي الشافعي: 2/283.
--- ... الصفحة 403 ... ---
وأقوالها وجدها كما نقول.(1)
3 ـ أما إعراضنا عن حديثها في الوصية فلكونه ليس بحجة، ولا تسالني عن التفصيل، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 73
13 صفر سنة 1330
طلب التفصيل في سبب الاعراض عن حديثها
إنك ممن لا يدالس(2) ، ولا يوالس(3) ولا يدامج(4) ولا يحدج(5) بسوء، في نجوة(6) من التبعات(7) ، ومنتزح من التهم، وأنا والحمد لله ممن لا يندد، ولا يبحث عن عثرة، ولا يتتبع عورة، والحق ضالتي التي أنشدها، فسؤالي إياك عن التفصيل مما لا يسعني تركه، وإجابتك إياي إلى البيان مما لا بد منه.

(20/7)



فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة * وابشر وقر بذاك منك عيونا
____________
(1) راجع في ذلك: كتاب أحاديث أم المؤمنين عائشة القسم الأول ص15 ـ الى آخر الكتاب ط الحيدرية في طهران.
(2) لا يخادع.
(3) لا يغش.
(4) لا يظهر غير ما يبطن.
(5) لا يرمي.
(6) النجوة: المكان المرتفع لا يعلوه السيل، وهي هنا من الاستعارات البديعة.
(7) جمع تبعه وهي ما يلحق الانسان من المطالبة بظلامه ونحوها.
--- ... الصفحة 404 ... ---
ووسيلتي إليك في ذلك، إنما هي آية الذكر الحكيم (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى) ، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 74
15 صفر سنة 1330
1 ـ تفصيل الأسباب في الاعراض عن حديثها
2 ـ العقل يحكم بالوصية
3 ـ دعواها بأن النبي قضى وهو في صدرها معارضة.
1 ـ أبيت ـ أيدك الله ـ إلا التفصيل، حتى اضطررتني اليه، وأنت عنه في غنية تامة لعلمك بأنا من ها هنا أتينا وأن هنا مصرع الوصية، ومصارع النصوص الجلية، وهنا مهالك الخمس والارث والنحلة، وها هنا الفتنة، ها هنا الفتنة، ها هنا الفتنة(1)(2) ، حيث جابت في حرب أمير المؤمنين الأمصار، وقادت في انتزاع ملكه وإلغاء دولته ذلك العسكر الجرار.
وكان ما كان مما لست اذكره * فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر
فالاحتجاج على نفي الوصية الى علي بقولها ـ وهي من ألد خصومه ـ مصادرة لا تنتظر من منصف، وما يوم علي منها بواحد، وهل إنكار الوصية إلا دون يوم
____________
(1) بحكم صحاح السنة، فراجع من صحيح البخاري باب ما جاء في بيوت أزواج النبي من كتاب الجهاد والسير 125 من جزئه الثاني، تجد التفصيل (منه قدس).
(2) عن عبدالله بن عمر قال: «قام النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال: ها هنا الفتنة ـ ثلاثاً ـ من حيث يطلع قرن الشيطان».
يوجد في: صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب ما جاء في بيوت أزواج النبي: 4/46 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 4/100 ط مطابع الشعب.

(20/Cool



--- ... الصفحة 405 ... ---
الجمل الأصغر(1) ، ويوم الجمل الأكبر(2) ، اللذين ظهر بهما المضمر، وبرز بهما المستتر، ومثل بهما شأنها من قبل خروجها على وليها، ووصي نبيها، ومن بعد خروجها عليه الى أن بلغها موته، فسجدت لله شكراً، ثم أنشدت(3) :
فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عيناً بالإياب المسافر(4)
وإن شئت ضربت لك من حديثها مثلاً يريك أنها كانت في أبعد الغايات، قالت(3) : «لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واشتد به وجعه، خرج
____________
(1) كانت فتنة الجمل الأصغر في البصرة لخمس بقين من ربيع الثاني سنة 36 قبل ورود أمير المؤمنين الى البصرة، حيث هاجمتها أم المؤمنين ومعها طلحة والزبير وفيها عامله عثمان بن حنيف الأنصاري، فقتل أربعون رجلاً من شيعة علي عليه السالم في المسجد وسبعون آخرون منهم في مكان آخر، وأسر عثمان بن حنيف وكان من فضلاء الصحابة، فأرادوا قتله، ثم خافوا أن يثأر له أخوه سهل والأنصار، فنتفوا لحيته وشاربيه وحاجبيه ورأسه، وضربوه وحبسوه، ثم طردوه من البصرة، وقابلهم حكيم بن جبلة في جماعة من عشيرته عبدالقيس وهو سيدهم، وكان من أهل البصائر والحفاظ والنهي، وتبعه جماعة من ربيعة فما بارحوا الهيجاء حتى استشهدوا بأجمعهم واستشهد مع حكيم ابنه الأشرف، وأخوه الرعل، وفتحت البصرة، ثم جاء علي فاستقبلته عائشة بعسكرها، وكانت وقعة الجمل الأكبر، وتفصيل الوقعتين في تاريخي ابن جرير وابن الأثير وغيرهما من كتب السير والأخبار (منه قدس).
(2) يوم الجمل:
راجع في ذلك: كتاب أحاديث أم المؤمنين عائشة القسم الأول ص121 ـ 200 ط الحيدرية في طهران، كتاب الجمل للشيخ المفيد ط الحيدرية، وما تقدم تحت رقم (443 و444).
(3) فيما أخرجه الثقات من أهل الأخبار كأبي الفرج الأصفهاني في آخر أحوال علي من كتابه ـ مقاتل الطالبين ـ (منه قدس).
(4) سجود عائشة لله شكراً لما قتل علي عليه السلام.

(20/9)



راجع: مقاتل الطالبين لأبي الفرج الاصفهاني: 43، أحاديث أم المؤمنين عائشة للسيد العسكري ق1 ص203، كتاب الجمل للشيخ المفيد: 83 ـ 84.
(5) فيما اخرجه البخاري عنها في باب مرض النبي ووفاته صلى الله عليه وآله وسلم، ص62 من الجزء 3 من صحيحه (منه قدس).
--- ... الصفحة 406 ... ---
وهو بين رجلين تخط رجلاه في الأرض، بين عباس بن عبدالمطلب ورجل آخر، قال المحدث عنها ـ وهو عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود ـ فأخبرت عبدالله بن عباس عما قالت عائشة، فقال لي ابن عباس: هل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة؟ قال: قلت: لا. قال ابن عباس: هو علي بن أبي طالب، ثم قال(1) : إن عائشة لا تطيب له نفساً بخير اهـ.»(2) قلت: اذا كانت لا تطيب له نفساً بخير، ولا تطيق ذكره فيمن مشى معه النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطوة، فكيف تطيب له نفساً بذكر الوصية، وفيها الخير كله؟ وأخرج الامام أحمد من حديث عائشة في ص113 من الجزء السادس من مسنده عن عطاء بن يسار، قال: «جاء رجل فوقع في علي وفي عمار عند عائشة، فقالت: أما علي فلست قائلة لك فيه شيئاً، وأما عمار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول فيه: لا يخير بين أمرين الاختار أرشدهما» اهـ.(3) .
وَيْ وَيْ، تحذر أم المؤمنين من الوقيعة بعمار لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما، ولا تحذر من الوقيعة في علي وهو أخو النبي
____________

(20/10)



(1) هذه الكلمة بخصوصها ـ أعني قول ابن عباس: ان عائشة لا تطيب له نفساً بخير ـ تركها البخاري واكتفى بما قبلها من الحديث جرياً على عادته في أمثال ذلك، لكن كثيراً من أصحاب السنن أخرجوها بأسانيدهم الصحيحة، وحسبك منهم ابن سعد في ص29 من القسم الثاني من الجزء الثاني من طبقاته، اذ أخرجها عن أحمد بن الحجاج عن عبدالله بن مبارك عن يونس ومعمر عن الزهري عن عبيدالله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس، ورجال هذا السند كلهم حجج. (منه قدس).
(2) راجع: الطبقات لابن سعد ق2 ج2 ص29 بسند صحيح ط ليدن و: 2/232 ط دار صادر في بيروت، صحيح البخاري باب مرض النبي ووفاته: 5/139 ـ 140 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 3/93 دار احياء الكتب و: 6/13 ط محمد علي صبيح و: 6/10 ط الفجالة و: 3/59 ط الميمنية بمصر. ولكن البخاري أسقط لفظة «ان عائشة لا تطيب له نفساً بخير» وهي موجودة في الطبقات بسند صحيح، السيرة الحلبية: 3/344.
(3) يوجد في مسند أحمد بن حنبل: 6/113 ط الميمنية بمصر.
--- ... الصفحة 407 ... ---

(20/11)



ووليه، وهارونه ونجيه، وأقضى أمته، وباب مدينته، ومن يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، أول الناس إسلاماً، وأقدمهم إيماناً، وأكثرهم علماً وأوفرهم مناقب، وَيْ، كأنها لا تعرف منزلته من الله عز وجل، ومكانته من قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومقامه في الاسلام وعظيم عنائه، وحسن بلائه، وكأنها لم تسمع في حقه من كتاب الله وسنة نبيه شيئاً يجعله في مصاف عمار، ولقد حار فكري والله في قولها: «لقد رأيت النبي وإني لمسندته إلى صدري فدعا بالطست، فانخنث فمات، فما شعرت، فكيف أوصى الى علي»؟ وما أدري في أي نواحي كلامها هذا أتكلم، وهو محل البحث من نواحي شتى، وليت أحداً يدري كيف يكون موته ـ بأبي وأمي ـ وهو على الحال التي وصفتها دليلاً على أنه لم يوص، فهل كان من رأيها أن الوصية لا تصح إلا عند الموت، كلا، ولكن حجة من يكابر الحقيقة داحضة كائناً من كان، وقد قال الله عز وجل مخاطباً لنبيه الكريم في محكم كتابه الحكيم: (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية) فهل كانت أم المؤمنين تراه صلى الله عليه وآله وسلم، لكتاب الله مخالفاً؟ وعن أحكامه صادفاً؟ ومعاذ الله وحاشا لله، بل كانت تراه يقتفي أثره، ويتبع سوره، سباقاً الى التعبد بأوامره ونواهيه، بالغاً كل غاية من غايات التعبد بجميع ما فيه، ولا شك في أنها سمعته يقول(1) : «ما حق امرىء مسلم له شيء يوصي فيه أن يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده»(2) اهـ. أو سمعت نحوا من هذا، فإن أوامره الشديدة بالوصية مما لا ريب في صدوره منه، ولا يجوز عليه ولا على غيره من الأنبياء
____________
(1) فيما أخرجه في أول كتاب الوصايا من صحيحه ص83 من جزئه الثاني. واخرجه مسلم في كتاب الوصية ص10 من الجزء الثاني من صحيحه (منه قدس).

(20/12)



(2) يوجد في: صحيح البخاري كتاب الوصية في أوله: 3/186 أفست دار الفكر و: 2/124 ط دار احياء الكتب و: 4/2 ط مطابع الشعب وط محمد علي صبيح و: 2/84 ط المعاهد و: 2/132 ط الشرفية و: 4/3 ط الفجالة و: 2/78 ط الميمنية بمصر و: 3/82 ط بمبي، صحيح مسلم كتاب الوصية: 5/70 ط محمد علي صبيح و: 2/11 ط عيسى الحلبي و: 12/74 ط مصر بشرح النووي، موطأ مالك: 2/228 ط دار احياء الكتب العربية، الفتح الكبير للنبهاني: 3/91.
--- ... الصفحة 408 ... ---
صلوات الله عليهم أجمعين، أن يأمروا بالشيء، ثم لا يأتمرون به، أو يزجروا عن الشيء، ثم لا ينزجرون عنه، تعالى الله عن إرسال من هذا شأنه علواً كبيراً.
أما ما رواه مسلم وغيره عن عائشة إذ قالت: ما ترك رسول الله ديناراً ولا درهماً، ولا شاة ولا بعيراً ولا أوصى بشيء، فإنما هو كسابقه، على أنه يصح أن يكون مرادها أنه ما ترك شيئاً على التحقيق، وأنه كان صفراً من كل شيء يوصي به، نعم لم يترك من حطام الدنيا ما يتركه أهلها، إذ كان أزهد العالمين فيها، وقد لحق بربه عز وجل وهو مشغول الذمة بدين(1)(2) وعدات، وعنده أمانات تستوجب الوصية، وترك مما يملكه شيئاً يقوم بوفاء دينه، وإنجاز عداته ويفضل عنهما شيء يسير لوارثه، بدليل ما صح من مطالبة الزهراء بإرثها(3) عليها السلام(4) .
2 ـ على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قد ترك من الاشياء
____________
(1) فعن معمر عن قتادة: أن علياً قضى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشياء بعد وفاته كان عامتها عدة حسبت أنه قال خمسمئة ألف درهم، الحديث، فراجعه في ص60 من الجزء الرابع من كنز العمال وهو الحديث 1170 من أحاديثه (منه قدس).
(2) الدين الذي كان على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. راجع: كنز العمال: 4/60 ح1170 ط قديم.

(20/13)



(3) كما أخرجه البخاري في أواخر باب غزوة خيبر، من صحيحه ص37 من جزئه الثالث. وأخرجه مسلم في باب قول النبي: لا نورث ما تركناه فهو صدقة، من كتاب الجهاد من صحيحه ص72 من جزئه الثاني (منه قدس).
(4) مطالبة الزهراء بإرثها:
يوجد في: صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر: 5/82 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 3/55 دار احياء الكتاب و: 3/38 ط المعاهد و: 3/39 ط الشرفية و: 5/177 ط محمد علي صبيح ومطابع الشعب: و: 5/115 ط الفجالة و: 3/35 ط الميمنية بمصر و: 5/19 ط بمبي و: 3/40 ط الخيرية بمصر، وأيضاً في كتب الجهاد والسير باب فرض الخمس، صحيح مسلم كتاب الجهاد باب قول النبي لا نورث: 5/153 ط محمد علي صبيح وط المكتبة التجارية و: 2/81 ط عيسى الحلبي و: 12/76 ط مصر بشرح النووي، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16/217 و218 و219 و228 و232 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 4/81 و82 و87 ط1 بمصر، كتاب أبو هريرة للسيد شرف الدين: 137، تاريخ الطبري: 3/208، النص والاجتهاد: 55 ـ 66.
خطبة الزهراء في المسجد:
راجع: بلاغات النساء لأبي الفضل أحمد بن أبي طيفور البغدادي: 14، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4/78 ـ 79 و93 ط1 بمصر و: 16/211 و249 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، أعلام النساء لعمر رضا كحالة: 3/1219.
--- ... الصفحة 409 ... ---

(20/14)



من يرعاها حق رعايتها، ومعاذ الله ان يترك الوصية بعد أن أوحي بها اليه، فأمر أمته المستوجبة للوصية ما لم يتركه أحد من العالمين، وحسبك أنه ترك دين الله القويم في بدء فطرته وأول نشأته، ولهو أحوج الى الوصي من الذهب والفضة، والدار والعقار، والحرث والأنعام، وإن الأمة بأسرها ليتاماه وأياماه، المضطرون الى وصيه ليقوم مقامه في ولاية أمورهم، وإدارة شؤونهم الدينية والدنيوية، ويستحيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أن يوكل دين الله، وهو في مهد نشأته ـ إلى الأهواء، او يتكل في حفظ شرائعه على الآراء، من غير وصي يعهد بشؤون الدين والدنيا إليه، ونائب عنه يعتمد ـ في النيابة العامة ـ عليه، وحاشاه أن يترك يتاماه ـ وهم أهل الأرض في الطول والعرض ـ كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية، ليس لها من يرعاها حقّ رعايتها ومعاذ الله أن يترك الوصية بعد أن أوحي بها اليه، فأمر أمته بها وضيَّق عليهم فيها. فالعقل لا يصغي إلى إنكار الوصية مهما كان منكرها جليلاً، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إلى علي في مبدأ الدعوة الاسلامية، قبل ظهورها في مكة حين أنزل الله سبحانه (وأنذر عشيرتك الأقربين) كما بيناه ـ في المراجعة 20 ـ ولم يزل بعد ذلك يكرر وصيته إليه، ويؤكدها المرة بعد المرة بعهوده التي أشرنا فيما سبق من هذا الكتاب الى كثير منها، حتى أراد وهو محتضر ـ بأبي وأمي ـ أن يكتب وصيته إلى علي تأكيداً لعهوده اللفظية إليه، وتوثيقاً لعرى نصوصه القولية عليه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إئتوني أكتب لكم كتاباً لن تلوا بعده أبداً، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله(1)
____________

(20/15)



(1) أخرجه بهذه الألفاظ محمد بن اسماعيل البخاري في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير من صحيحه ص118 من جزئه الثاني، وأخرجه مسلم في صحيحه، وأحمد بن حنبل من حديث ابن عباس في مسنده، وسائر أصحاب السنن والمسانيد (منه قدس).
--- ... الصفحة 410 ... ---
(1) . اهـ.» وعندها علم صلى الله عليه وآله وسلم أنه لم يبق ـ بعد كلمتهم هذه ـ أثر لذلك الكتاب إلا الفتنة، فقال لهم: قوموا. واكتفى بعهوده اللفظية، ومع ذلك فقد أوصاهم عند موته بوصايا ثلاث: أن يولوا عليهم علياً، وأن يخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأن يجيزوا الوفد بنحو ما كان يجيزه، لكن السلطة والسياسة يومئذ ما أباحتا للمحدثين أن يحدثوا بوصيته الأولى، فزعموا أنهم نسوها.
قال البخاري في آخر الحديث المشتمل على قولهم هجر رسول الله(2) ما هذا لفظه: «وأوصى عند موته بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزه ـ ثم قال ـ ونيست الثالثة وكذلك قال مسلم في صحيحه، وسائر أصحاب السنن والمسانيد(3) .
3 ـ أما دعوى أم المؤمنين بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لحق بربه تعالى وهو في صدرها فمعارضة بما ثبت من لحوقه صلى الله عليه وآله وسلم، بالرفيق الأعلى وهو في صدر أخيه ووليه، علي بن أبي طالب، بحكم الصحاح المتواترة عن أئمة العترة الطاهرة(4) ، وحكم غيرها من صحاح أهل السنة كما يعلمه المتتبعون،
____________
(1) يوجد في: صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب جوائز الوفد: 4/31 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 4/85 ط مطابع الشعب وط محمد علي صبيح و: 2/178 ط دار احياء الكتب و: 2/120 ط المعاهدة و: 2/125 ط الشرفية و: 4/55 ط الفجالة و: 2/111 ط الميمنية بمصر و: 3/115 ط بمبي. صحيح مسلم كتاب الوصية: 5/75 ط محمد علي صبيح وط المكتبة التجارية و: 2/11 ط عيسى الحلبي و: 11/89 ـ 93 ط مصر بشرح النووي.

(20/16)

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول



(2) فراجعه في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير ص118 من الجزء الثاني من صحيحه (منه قدس).
(3) مصادره نفس المصادر المتقدمة تحت رقم (783).
(4) مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في صدر علي عليه السلام:
أما من طريق أهل البيت فقد تواترت الأحاديث عنهم.
وأما من طريق غيرهم فراجع: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 3/14 ح1027 و1028، مجمع الزوائد: 9/36 و122، نهج البلاغة بشرح محمد عبده: 3/389 وبشرح ابن أبي الحديد: 2/571 أفست بيروت و: 10/265 ط مصر بتحقيق محمد ابو الفضل، الطبقات الكبرى لابن سعد ج262 و263.
ونقله في احقاق الحق ج8 عن: أرجح المطالب للشيخ عبيدالله الحنفي: 595 ط لاهور، تاريخ المدينة للسمهودي: 1/23، كنز العمال: 7/179 ط 1 حيدر آباد، المناقب المرتضوية للكشفي الحنفي: 269 ط بمبي.
--- ... الصفحة 411 ... ---
والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 75
17 صفر سنة 1330
1 ـ لا تستسلم أم المؤمنين في حديثها الى العاطفة
2 ـ الحسن والقبح العقليان منفيان
3 ـ البحث عما يعارض دعوى أم المؤمنين
1 ـ المحور الذي يدور عليه كلامكم مع أم المؤمنين في حديثها الصريح بعدم الوصية أمران:
أحدهما: إن انحرافها عن الامام يأبى عليها ـ فيما زعمتم ـ إلا نفي الوصية إليه، والجواب: أن المعروف من سيرتها أنها لا تستسلم في حديثها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الى العاطفة، ولا تراعي فيه الغرض، فلا تتهم فيما تنقله عن النبي سواء عليها أكان ذلك خاصاً بمن تحب، أم كان خاصاً بمن تبغض، وحاشا لله أن تستحوذ عليها الأغراض، فتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بغير الواقع، إيثاراً لغرضها على الحق.
--- ... الصفحة 412 ... ---

(20/17)



2 ـ الثاني: أن العقل بمجرده يمنع ـ فيما زعمتم ـ من تصديق هذا الحديث لامتناع مؤاده عقلاً، فإنه لا يجوز على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أن يترك دين الله عز وجل وهو في أول نشأته، وعباد الله تعالى وهم، في أول فطرتهم الجديدة، ثم يرتحل عن غير وصي يعهد إليه بأمورهم، والجواب أن هذا مبني على الحسن والقبح العقليين، وأهل السُنة لا يقولون بهما، فإن العقل عندهم لا يقتضي بحسن شيء ما أصلاً، ولا بقبح شيء ما على الاطلاق، وإن الحاكم بالحسن والقبح في جميع الأفعال إنما هو الشرع لا غير، فما حسنه الشرع فهو الحسن وما قبّحه فهو القبيح، والعقل لا معوَّل عليه في شيء من ذلك بالمرة.
3 ـ أما ما أشرتم إليه ـ في آخر المراجعة 74 ـ من معارضة أم المؤمنين في دعواها، بأن النبي قضى وهو في صدرها، فلا نعرف مما يعارضها حديثاً واحداً من طريق أهل السنة، فإذا كان لديكم شيء منه فتفضلوا به، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 76
19 صفر سنة 1330
1 ـ استسلامها الى العاطفة
2 ـ ثبوت الحسن والقبح العقلين
3 ـ الصحاح المعارضة لدعوى أم المؤمنين
4 ـ تقديم حديث أم سلمة على حديثها
1 ـ ذكرتم في الجواب عن الأمر الأول أن المعروف من سيرة السيدة أنها لا تستسلم الى العاطفة، ولا تراعي في حديثها شيئاً من الأغراض، فأرجوا ان تتحللوا من قيود التقليد والعاطفة، وتعيدوا النظر الى سيرتها فتبحثوا مع من تحب ومع من تبغض، بحث إمعان وروية، فهناك العاطفة بأجلى مظاهرها، ولا تنس سيرتها مع عثمان قولاً وفعلاً(1)(2) ووقائعها مع علي وفاطمة والحسن والحسين سراً
____________
(1) دونك ص77 من المجلد الثاني من شرح النهج لعلامة المعتزلة، وص457 وما بعدها، وص497 وما بعدها، من المجلد المذكور، تجد من سيرتها مع عثمان وعلي وفاطمة ما يريك العاطفة بأجلى المظاهر (منه قدس).
(2) سيرة عائشة مع عثمان واختلافها معه:

(20/18)



راجع: أحاديث أم المؤمنين عائشة للعسكري ق1 ص58 و103 ـ 111، تاريخ اليعقوبي: 2/152، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/77 و486 أفست بيروت و: 6/215 ـ 216 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 2/408 ط دار مكتبة الحياة في بيروت، الاستيعاب بهامش الاصابة: 2/192، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 61 و64، تاريخ الطبري: 4/407 و459 و465، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 3/206، تاج العروس للزبيدي: 8/141، لسان العرب لابن منظور 14/193، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/45، العقد الفريد: 4/295 ـ 306 ط لجنة التأليف والنشر بمصر و: 2/267 و272 ط اخر، الغدير للأميني: 9/77، الطبقات لابن سعد: 5/36 ط بيروت، أنساب الأشراف للبلاذري: 5/70 و75 و91، تاريخ أبي الفداء: 1/172، النص والاجتهاد: 419.
سيرة عائشة مع علي عليه السلام:
راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/77 و437 ط1 بمصر و: 6/216 ـ 218 و: 9/193 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل كتاب الجمل للشيخ المفيد: 81، النص والاجتهاد: 423 ـ 458.
--- ... الصفحة 413 ... ---
وعلانية، وشؤونها مع أمهات المؤمنين بل مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإن هناك العاطفة والغرض(1) .
وحسبك مثالاً لهذا ما أيدته ـ نزولاً على حكم العاطفة ـ من إفك أهل الزور إذ قالوا ـ بهتاناً وعدواناً في السيدة مارية وولدها إبراهيم عليه السلام ـ ما قالوا، حتى رأهما الله عز وجل من ظلمهم براءة ـ على يد أمير المؤمنين ـ محسوسة ملموسة(2)
____________
(1) غيرة عائشة من زوجات النبي:
راجع: كتاب أحاديث أم المؤمنين عائشة للسيد العسكري ق1 ص15 ـ 32 ط الحيدرية في طهران، النص والاجتهاد: 413.
(2) من أراد تفصيل هذه المصيبة فليراجع أحوال السيدة مارية رضي الله عنها. في ص3 من الجزء الرابع من المستدرك للحاكم، أو من تلخيصه للذهبي (منه قدس)
--- ... الصفحة 414 ... ---

(20/19)



(1) ، (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً)(2) وإن أردت المزيد، فاذكر نزولها عن حكم العاطفة إذ قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إني أجد منك ريح مغافير»(3) و (4) ليمتنع عن أكل العسل من بيت أم المؤمنين زينب رضي الله عنها، وإذا كان هذا الغرض التافه يبيح لها أن تحدث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن نفسه بمثل هذا الحديث فمتى نركن الى نفيها الوصاية الى علي عليه السلام؟ ولا تنس نزولها عند حكم العاطفة يوم زفت أسماء بنت النعمان عروساً الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت لها(5) : إن النبي ليعجبه من المرأة إذا دخل عليها أن تقول له: أعوذ بالله منك(6) ، وغرضها
____________
(1) عائشة مع مارية زوجة النبي:
راجع: أحاديث أم المؤمنين عائشة للسيد العسكري، النص والاجتهاد: 413.
(2) سورة الأحزاب: 25.
(3) فيما أخرجه البخاري في تفسير سورة التحريم من صحيحه ص136 من جزئه الثالث، فراجع وأعجب: وهناك عدة أحاديث عن عمر أن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله أنهما عائشة وحفصة، وثمة حديث طويل كله من هذا القبيل (منه قدس).
(4) يوجد ذلك في: صحيح البخاري كتاب التفسير باب سورة التحريم: 6/68 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 6/194 ط1 الفجالة وج3 ط الميمنية بمصر، سنن السنائي: 6/151 و: 7/71 أفست على ط حيدر آباد، النص والاجتهاد: 414. وذكره المفسرين في تفسير قوله تعالى (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) راجع ما يأتي تحت رقم (811).
(5) فيما أخرجه الحاكم في ترجمة أسماء من صحيحه المستدرك ص37 من جزئه الرابع، وأخرجه ابن سعد في ترجمتها أيضاً ص104 من الجزء الثامن من الطبقات، والقضية مشهورة نقلها في ترجمة أسماء كل من صاحبي الاستيعاب والاصابة. وأخرجها ابن جرير وغيره (منه قدس).
(6) عائشة كانت سبباً في تحريم أسماء على النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

(20/20)



راجع: الاصابة لابن حجر: 4/233 ـ 234، تاريخ اليعقوبي: 2/69، أحاديث أم المؤمنين عائشة للسيد العسكري: ق1 ص21، النص والاجتهاد: 413 ط بيروت، الطبقات الكبرى لابن سعد: 8/145 ط بيروت.
--- ... الصفحة 415 ... ---
من ذلك تنفير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عروسه، وإسقاط هذه المؤمنة البائسة من نفسه، وكأن أم المؤمنين تستبيح مثل هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ترويجاً لغرضها، حتى لو كان تافهاً أو كان حراماً، وكلفها صلى الله عليه وآله وسلم، بالاطلاع على امرأة مخصوصة لتخبره عن حالها فأخبرته ـ إيثاراً لغرضها ـ غير ما رأت(1)(2) ، وخاصمته صلى الله عليه وآله وسلم، يوماً الى أبيها ـ نزولاًعلى حكم العاطفة ـ فقالت له: اقصد(3) ، فلطمها أبوها حتى سال الدم على ثيابها(4) ، وقالت له مرة في كلام غضبت عنده(5) : «أنت الذي
____________
(1) تفصيل هذه الواقعة في كتب السنن والأخبار، فراجع ص249 من الجزء السادس من كنز العمال، أو ص115 من الجزء الثامن من طبقات ابن سعد حيث ترجم شراف بنت خليفة (منه قدس).
(2) أخبار عائشة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلاف ما رأت.
راجع: طبقات ابن سعد: 8/161 ط دار صادر في بيروت، تاريخ بغداد ترجمة محمد بن أحمد أبي بكر المؤدب، عيون الأخبار ـ ك ـ النساء، عبقات الأنوار (حديث الثقلين) 2/334، النص والاجتهاد: 417.
(3) أقصد: فعل أمر من القصد وهو العدل وهذه القضية أخرجها أصحاب السنن والمسانيد، فراجع الحديث 1020 من أحاديث الكنز وهو في ص116 من الجزء السابع وأوردها الغزالي في الباب الثالث من كتاب آداب النكاح ص35 من الجزء الثاني من احياء العلوم؛ ونقلها أيضاً في الباب 94 من كتابه مكاشفة القلوب آخر ص238، فراجع (منه قدس).
(4) كنز العمال: 7/116 ح1020 ط حيدر آباد، النص والاجتهاد: 417.
وقريب منه في: احياء علوم الدين للغزالي كتاب آداب النكاح الباب الثالث: 2/29 ط مصر.

(20/21)



(5) كما نقله الغزالي في البابين المذكورين من الكتابين المسطورين (منه قدس).
--- ... الصفحة 416 ... ---
تزعم أنك نبي الله؟»(1) ، إلى كثير من أمثال هذه الشؤون، والاستقصاء يضيق عنه هذا الاملاء، وفيما أوردناه كفاية لما أردناه.
2 ـ وقلتم في الجواب عن الامرالثاني إن أهل السنة لا يقولون بالحسن والقبح العقليين إلى آخر كلامكم في هذا الموضوع؛ وأنا أربأ بكم عن هذا القول، فإنه شبيه بقول السوفسطائية الذين ينكرون الحقائق المحسوسة، لأن من الأفعال ما نعلم بحسنه، وترتب الثناء والثواب على فعله، لصفة ذاتية له قائمة به، كالاحسان والعدل من حيث هما إحسان وعدل، ومنها ما نعلم بقبحه وترتب الذم والعقاب على فعله، لصفة ذاتية له قائمة به، كالاساءة والجور من حيث هما إساءة وجور، والعاقل يعلم أن ضرورة قاضية بذلك، وليس جزم العقلاء بهذا أقل من جزمهم بكون الواحد نصف الاثنين، والبداهية الأولية قاضية بالفرق بين من أحسن اليك دائماً، وبين من أساء اليك دائماً، إذ يستقل العقل بحسن فعل الأول معك، واستحقاقه للثناء والثواب منك، وقبح فعل الثاني واستحقاقه للذم والقصاص، والمشكك في ذلك مكابر لعقله، ولو كان الحسن والقبح فيما ذكرناه شرعيين، لما حكم بهما منكرو الشرائع كالزنادقة والدهرية، فإنهم مع إنكارهم الأديان يحكمون بحسن العدل والاحسان ويرتبون عليهما ثناءهم وثوابهم، ولا يرتابون في قبح الظلم والعدوان، ولا في ترتيب الذم والقصاص على فعلهما، ومستندهم في هذا إنما هو العقل لا غير، فدع عنك قول من يكابر العقل والوجدان، وينكر ما علمه العقلاء كافة، ويحكم بخلا ما تحكم به فطرته التي فطر عليها، فإن الله سبحانه فطر عباده على إدراك بعض الحقائق بعقولهم كما فطرهم على الادارك بحواسهم ومشاعرهم، ففطرتهم توجب أن يدركوا بعقولهم حسن العدل ونحوه، وقبح الظلم ونحوه، كما يدركون بأذواقهم حلاوة العسل
____________

(20/22)



(1) يوجد في: احياء علوم الدين للغزالي كتاب آداب النكاح الباب الثالث من: 2/29 ط مصر، النص والاجتهاد: 418.
--- ... الصفحة 417 ... ---
ومرارة العلقم، ويدركون بمشامهم طيب المسك ونتن الجيف، ويدركون بملامسهم لين اللين وخشونة الخشن، ويميزون بأبصارهم بين المنظرين الحسن والقبيح، وبأسماعهم بين الصوتين: صوت المزامير وصوت الحمير، تلك فطرة الله (التي فطرالناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)(1) .
وقد أراد الأشاعرة أن يبالغوا في الايمان بالشرع والاستسلام لحكمه، فأنكروا حكم العقل، وقالوا: لا حكم إلا للشرع، ذهولاً منهم عن القاعدة العقلية المطردة ـ وهي كل ما حكم به العقل حكم به الشرع ـ ولم يلتفتوا الى أنهم قطعوا خط الرجعة بهذا الرأي على أنفسهم، فلا يقوم لهم بعده على ثبوت الشرع دليل، لأن الاستدلال على ذلك بالأدلة الشرعية دوري لا تتم به حجة، ولولا سلطان العقل لكان الاحتجاج بالنقل مصادرة، بل لولا العقل ما عبد الله عابد، ولا عرفه من خلقه كلهم واحد، وتفصيل الكلام في هذا المقام موكول الى مظانه من مؤلفات علمائنا الأعلام.
3 ـ أما دعوى أم المؤمنين بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قضى وهو في صدرها فمعارضة، بصحاح متواترة من طريق العترة الطاهرة(2) وحسبك من طريق غيرهم ما أخرجه ابن سعد(3) بالاسناد الى علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في مرضه: «ادعوا لي أخي، فأتيته، فقلت: ادنُ مني، فدنوت منه، فاستند إليَّ فلم يزل مستنداً، وإنه ليكلمني حتى أن بعض ريقه
____________
(1) سورة الروم آية: 30.
(2) تواترت الأحاديث من طريق أهل البيت أن النبي مات في صدر علي عليه السلام وأما من طريق غيرهم فراجع ما تقدم تحت رقم (785).

(20/23)



(3) في ص51 من القسم الثاني من الجزء الثاني من الطبقات، في باب من قال: توفي رسول الله وهو في حجر علي، وهذا الحديث هو الحديث 1107 من الكنز في ص55 من جزئه الرابع (منه قدس).
--- ... الصفحة 418 ... ---
ليصيبني، ثم نزل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم».(1) وأخرج أبو نعيم في حليته، وأبو أحمد الفرضي في نسخته، وغير واحد من أصحاب السنن، عن علي، قال: «علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ يعني حينئذ ـ ألف باب كل باب يفتح ألف باب(2) »(3) وكان عمر بن الخطاب إذا سئل عن شيء يتعلق ببعض هذه الشؤون، لا يقول غير: سلوا علياً، لكونه هو القائم بها، فعن جابر بن عبدالله الأنصاري، أن كعب الأحبار سأل عمر فقال: ما كان آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال عمر: سل علياً، فسأله كعب، فقال علي: أسندت رأسه على منكبي، فقال: الصلاة الصلاة؛ قال كعب: كذلك آخر عهد الانبياء، وبه أمروا وعليه يبعثون، قال كعب: فمن غسله يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: سل علياً، فسأله فقال: كنت أنا أغسله... الحديث(4)
____________
(1) راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ق2 ص51 ط ليدن و: 2/263 ط دار صادر، كنز العمال:4/55 ح1107 ط حيدر آباد.
(2) هذا هو الحديث 6009 من الكنز في آخر ص392 من جزئه السادس (منه قدس).
(3) يوجد في: كنز العمال: 15/100 ط2، فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي: 19 ط الاسلامية بمصر وص49 ط الحيدرية، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 73 و77 ط اسلامبول وص83 ط الحيدرية، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 1/80 ط النجف،ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/483 ح1003، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 113، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/43، احقاق الحق: 6/40، فرائد السمطين: 1/101.

(20/24)



(4) أخرجه ابن سعد في ص51 من القسم الثاني من الجزء الثاني من الطبقات المتقدم ذكرها، وهذا الحديث هو الحديث 1106 من أحاديث الكنز في ص55 من جزئه الرابع (منه قدس).
--- ... الصفحة 419 ... ---
(1) وقيل لابن عباس: «أرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، توفي ورأسه في حجر أحد؟ قال: نعم توفي وإنه لمستند إلى صدر علي، فقيل له: إن عروة يحدث عن عائشة أنها قالت: توفي بين سحري ونحري، فأنكر ابن عباس ذلك قائلاً للسائل: أتعقل؟ والله لتوفي رسول الله وإنه لمستند إلى صدر علي، وهوالذي غسله... الحديث(2)(3) وأخرج ابن سعد(4) بسنده إلى الامام أبي محمد علي بن الحسين زين العابدين، قال: «قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورأسه في حجر علي»(5) اهـ.
قلت والأخبار في ذلك متواترة، عن سائر أئمة العترة الطاهرة، وإن كثيراً من المنحرفين عنهم ليعترفون بهذا، حتى أن ابن سعد أخرج(6) بسنده الى الشعبي، قال: «توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورأسه في حجر علي،وغسله علي. اهـ»(7) وكان أمير المؤمنين عليه السلام يخطب بذلك على رؤوس الاشهاد، وحسبك قوله من خطبه له(Cool عليه السلام: «ولقد علم المستخفظون
____________
(1) راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ق2ج2 ص51 ط ليدن و: 2/263 ط دار صادر في بيروت.
(2) راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ق2 ج2 ص51 ط ليدن و: 2/263 ط دار صادر في بيروت.
(3) أخرجه ابن سعد في الصفحة المتقدم ذكرها. وهو الحديث 1108 من أحاديث الكنز في ص55 من جزئه الرابع (منه قدس).
(4) في صحة 51 المتقدمة الذكر في الطبقات (منه قدس).
(5) راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ق2 ج2 ص51 ط ليدن و: 2/263 ط دار صادر في بيروت.
(6) في الصفحة المتقدم ذكرها في الطبقات (منه قدس).
(7) راجع: الطبقات الكبرىلابن سعد ق2 ج2ص51 ط يدن و: 2/263 ط دار صادر بيروت.

(20/25)



(Cool تجدها في آخر ص196 من الجز الثاني من نهج البلاغة، وفي ص561 من المجلد الثاني من شرح ابن أبي الحديد (منه قدس).
--- ... الصفحة 420 ... ---
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أني لم أرد على الله ولا على رسوله ساعة قط، ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الأبطال، وتتأخر فيها الأقدام، نجدة أكرمني الله بها، ولقد قبض صلى الله عليه وآله وسلم، وإن رأسه لعلى صدري، ولقد سالت نفسه في كفي، فأمررتها على وجهي، ولقد وليت غسله صلى الله عليه وآله وسلم، والملائكة أعواني. فضجت الدار والأفنية، ملأ يهبط وملأ يعرج، وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلون عليه، حتى واريناه في ضريحه، فمن ذا أحق به مني حياً وميتاً»(1) ومثله قوله(2) ـ من كلام له عند دفنه سيدة النساء عليهما السلام ـ: «السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك، والسريعة اللحاق بك، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري، ورق عنها تجلدي، إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك، وفادح مصيبتك، موضع تعز، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين نحري وصدري نفسك، فإنا لله وإنا اليه راجعون... إلىآخر كلامه»(3) وصح عن أم سلمة أنها قالت: «والذي أحلف به أن كان علي لأقرب الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عدناه غداة وهو يقول: جاء علي، جاء علي، مراراً، فقالت فاطمة: كأنك بعثته في حاجة؟ قالت: فجاء بعد، فظننت أن له إليه حاجة، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب، قالت أم سلمة: وكنت من أدناهم الى الباب، فأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجعل يساره ويناجيه، ثم قبض صلى الله عليه وآله وسلم، من يومه ذلك، فكان علي أقرب الناس به عهداً(4) »(5) .
____________

(20/26)



(1) رجع: نهج البلاغة خطبة ـ 195 ـ ص380 ط مصر بشرح محمد عبده و: 2/541 بشرح ابن أبي الحديد أفست بيروت و: 10/190 مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 2/860 ط دار الفكر و: 3/493 ط دار الحياة بيروت.
(2) هذا الكلام موجود في اخر ص207 من الجزء الثاني من النهج. وفي ص590 من المجلد الثاني من شرح ابن أبي الحديد (منه قدس).
(3) يوجد في: نهج البلاغة خطبة ـ 200 ـ ص389 ط مصر بشرح محمد عبده و: 2/570 بشرح ابن أبي الحديد أفست بيروت و: 10/265 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 3/552 ط دار الحياة في بيروت و: 2/908 ط دار الفكر.
(4) هذا الحديث أخرجه الحاكم في أول ص139 من الجزء 3 من صحيحه المستدرك ثم قال: هذا حديث الأسناد، ولم يخرجاه، قلت: واعترف بصحته الذهبي اذ أورده في التلخيص وأخرجه أيضاً ابن أبي شيبة في السنن، وهو الحديث 6096 من أحاديث الكنز في آخر ص400 من جزئه السادس (منه قدس).
(5) يوجد ذلك في: المستدرك على الصحيحين للحاكم: 3/138 أفست على ط حيدر آباد، تلخيص المستدرك للذهبي: 3/138 وصححه، خصائص أمير المؤمنين: 40 ط التقدم العلمية بمصر وص65 ط بيروت وص130 ط الحيدرية، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 3/16 ح1029 و1030 و1031، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 263 ط الحيدرية وص134 ط الغري، مجمع الزوائد للهيثمي: 9/112، كنز العمال: 15/128 ح374 ط2، الرياض النضرة للطبري الشافعي: 2/237 ط2.
--- ... الصفحة 421 ... ---
وعن عبدالله بن عمرو(1) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال في مرضه: «ادعوا لي أخي، فجاء أبو بكر، فأعرض عنه ثم قال: ادعوا لي أخي، فجاء عثمان، فأعرض عنه، ثم دعي علي، فستره بثوبه وأكب عليه، فلما خرج من عنده قيل له: ما قال لك؟ قال: علمني ألف باب كل باب يفتح لفه ألف باب»(2)
____________

(20/27)



(1) فيما أخرجه أبو يعلى عن كامل بن طلحة عن ابن لهيعة عن حي بن عبدالمغافيري عن ابي عبدالرحمن الحلبي عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً؛ وأخرجه أبو نعيم في حليته، وأبو أحمد الفرضي في نسخته كما في ص392 من الجزء السادس من كنز العمال؛ وأخرج الطبراني في الكبير أنه لما كانت غزوة الطائف قام النبي مع علي (يناجيه) ملياً، ثم مر فقال له أبو بكر: يا رسول الله لقد طالت مناجاتك علياً منذ اليوم، فقال صلى الله عليه وآله وسلم ما أنا انتجيه، ولكن الله انتجاه، هذا الحديث هو الحديث 6075 من أحاديث الكنز في ص399 من جزئه السادس وكان كثيراً ما يخلوا بعلي يناجيه وقد دخلت عائشة عليهما وهما يتناجيان، فقالت: يا علي ليس لي إلا يوم من تسعة أيام، أفما تدعني يا ابن أبي طالب ويومي، فأقبل رسول الله عليها وهو محمر الوجه غضباً، الحديث، راجعه أول ص78 من المجلد الثاني من شرح نهج البلاغة الحميدي (منه قدس).
(2) يوجد في: الغدير للأميني: 3/120 عن عبدالله بن عمر. وفيه: يفتح كل باب الى ألف باب. ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي:2/484 ح1003 وفيه: يفتح كل باب ألف باب.
وقريب من هذا الحديث يوجد في: مقتل الحسين للخوارزمي: 1/38، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر: 3/15.
--- ... الصفحة 422 ... ---

(20/28)



وأنت تعلم أنه هو الذي يناسب حال الانبياء، وذاك إنما يناسب أزيار(1) النساء، ولو أن راعي غنم مات ورأسه بين سحر زوجته ونحرها، أو بين حاقنتها وذاقنتها، أو على فخذها، ولم يعهد برعاية غنمه، لكان مضيعاً مسوفاً،عفا الله عن أم المؤمنين، ليتها ـ إذ حاولت صرف هذه الفضيلة عن علي ـ نسبتها الى أبيها، فإن ذلك أولى بمقام النبي مما ادعت، لكن أباها كان يومئذ ممن عبأهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده الشريفة في جيش أسامة، وكان حينئذ معسكراً في الجرف، وعلى كل حال فإن القول بوفاته صلى الله عليه وآله وسلم وهو في حجرها، لم يسند إلا إليها، والقول بوفاته ـ بأبي وأمي ـ وهو في حجر علي، مسند إلى كل من علي، وابن عباس، وأم سلمة، وعبدالله بن عمرو، والشعبي، وعلي بن الحسين وسائر أئمة أهل البيت، فهو أرجح سنداً وأليق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
4 ـ ولو لم يعارض حديث عائشة إلا حديث أم سلمة وحده، لكان حديث أم سلمة هو المقدم، لوجوه كثيرة غير التي ذكرناها، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 77
20 صفر سنة 1330
البحث عن السبب في تقديم حديث أم سلمة عند التعارض
لم تكتلف سلمك الله ـ في تقديم حديث أم سلمة على حديث عائشة رضي الله عنهما ـ بما ذكرت سابقاً، حتى زعمت أن ما لم تذكره من الوجوه المقتضية لذلك أكثر مما ذكرت، فهاتها رحمك الله على كثرتها، ولا تستأثر بشيء منها، فإن المقام مقام بحث وإفادة، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 78
22 صفر سنة 1330
الأسباب المرجحة لحديث أم سلمة مضافاً الى ما تقدم
إن السيدة أم سلمة لم يصغ قلبها بنص الفرقان العظيم، ولم تؤمر بالتوبة في
____________
(1) جمع وزير وهو الرجل يحب محادثة النساء لغير سوء (منه قدس).
--- ... الصفحة 423 ... ---

(20/29)



محكم الذكر الحكيم(1)(2) ، ولا نزل القرآن بتظاهرها على النبي، ولا تظاهرت من بعده على الوصي(3)(4) ، ولا تأهب الله لنصرة نبيه عليها وجبريل. وصالح المؤمنين واالملائكة بعد ذلك ظهير،ولا توعدها الله بالطلاق، ولا هددها بان يبدله خيراً منها(5)(6) ، ولا ضرب امراة نوح وامرأة لوط لها مثلا(7)
____________
(1) اشارة الى قوله تعالى في سورة التحريم (ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما) (منه قدس).
(2) عائشة تؤمر بالتوبة:
الكشاف للزمخشري: 4/566 ط بيروت، التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي: 4/131، فتح البيان لصديق حسن خان: 9/480، تفسير الفخر الرازي: 8/332، تفسير أبو السعود بهامش تفسير الرازي: 8/332، الدر المنثور للسيوطي: 6/239 و342، تفسير القطربي: 18/177 و188، فتح القدير للشوكاني: 5/250، تفسير ابن كثير: 4/387 و388.
(3) تظاهرها على الوصي كان بانكارها الوصية اليه وبتحاملها عليه مدة حياته بعد النبي، أما تظاهرها على النبي وتأهب الله لنصرة نبيه عليها، فمدلول عليهما بقوله تعالى: (وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه، وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير) (منه قدس).
(4) تظاهر عائشة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي: راجع تظاهرها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في: صحيح البخاري كتاب التفسير باب سورة التحريم: 6/70 ط دارالفكر،الكشاف للزمخشري: 4/ 566، التسهيل لعلوم التنزيل: 4/131، تفسير الفخر الرازي: 8/334، تفسير أبي السعود بهامش تفسير الرازي: 8/332، تفسير القرطبي: 18/202، فتح القدير للشوكاني: 5/252، تفسير ابن كثير: 5/388.
وأما تظاهرها على عليه عليه السلام فمعلوم ذلك بحرب الجمل وغيره، راجع ما تقدم تحت رقم (443 و444 و776 و800) ففيه كفاية.
(5) هذا والذي قبله اشارة الى قوله تعالى: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات) الاية (منه قدس).

(20/30)



(6) قوله تعالى: (عسى ربه ان طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات...) سورة التحريم آية: 5، يوجد في: تفسير الفخر الرازي: 8/334، تفسير أبي السعود بهامش تفسير الرازي نفس الصفحة، تفسير القرطبي: 18/191.
(7) اشارة الى قوله تعالى: (ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط) الى اخر السورة (منه قدس).

(20/31)



--- ... الصفحة 424 ... ---
(1) ، ولا حاولت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحرم على نفسه ما أحل الله له(2)(3) ، ولا قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً على منبره فأشار نحو مسكنها قائلاً: «ها هنا الفتنة، ها هنا الفتنة، ها هنا الفتنة؛ حيث يطلع قرن الشيطان(4) »(5) ، ولا
____________
(1) قوله تعالى: (ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط…) سورة التحريم آية: 10.
يوجد في: تفسير القرطبي: 18/202، فتح القدير للشوكاني: 255/5 ط2.
(2) اشارة الى قوله تعالى: (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك) (منه قدس).
(3) قوله تعالى: (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك) .
سورة التحريم آية: 1. نزلت في عائشة وحفصة.
راجع: تفسير الطبري: 28/156 و157 و158 ط2، الدر المنثور للسيوطي: 6/239، الكشاف للزمخشري: 4/563، تفسير القرطبي: 18/177، تفسير الفخر الرازي: 8/231، وغيرها من التفاسير.
(4) أخرجه البخاري في باب ما جاء في بيوت أزواج النبي من كتاب الجهاد والسير من صحيحه، وهو في ص125 من جزئه الثاني بعد باب فرض الخمس وباب أداء الخمس بيسير؛ ولفظه في صحيح مسلم: خرج رسول الله من بيت عائشة، فقال: رأس الكفر ها هنا حيث يطلع قرن الشيطان، فراجع: 503 من جزئه الثاني. (منه قدس).
(5) قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مشيراً الى مسكن عائشة: «ها هنا الفتنة، ها هنا الفتنة، ها هنا الفتنة حيث يطلع قرن الشيطان».
يوجد في: صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب ما جاء في بيوت أزواج النبي: 4/46 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 4/100 ط مطابع الشعب وط محمد علي صبيح و: 2/189 ط دار احياء الكتب و: 2/127 ط المعاهد بالقاهرة و: 2/132 ط الشرفية و: 4/65 ط الفجالة و: 2/177 ط الميمنية بمصر و: 4/4 ط بمبي.

(21/1)



وفي لفظ آخر: «خرج رسول الله من بيت عائشة. فقال: «رأس الكفر من ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان».
يوجد في: صحيح مسلم كتاب الفتن من المشرق: 2/560 ط عيسى الحلبي بمصر و: 8/181 ط شركة الاعلانات وط المكتبة التجارية و: 18/31 ـ 32 بشرح النووي ط المطبعة المصرية.
--- ... الصفحة 425 ... ---
بلغت في آدابها أن تمد رجلها في قبلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو يصلي ـ احتراماً له ولصلاته ـ ثم لا ترفعها عن محل سجودها حتى يغمزها، فإذا غمزها رفعتها، حتى يقوم فتمدها ثانية(1)(2) وهكذا كانت، ولا أرجفت بعثمان، ولا ألبت عليه، ولا نبزته نعثلاً ولا قالت: اقتلوا نعثلاً فقد كفر(3)(4) ، ولا خرجت
____________
(1) راجع من صحيح البخاري باب ما يجوز من العمل في الصلاة وهو في ص143 من جزئه الاول؛ (منه قدس).
(2) عائشة تضع رجلها أمام النبي وهو يصلي.
راجع: صحيح البخاري كتاب الصلاة: 2/61 ط دار الفكر و: 2/81 ط مطابع الشعب و: 1/209 ط دار احياء الكتب و: 1/145 ط المعاهد و: 1/151 ط الشرفية و: 2/77 ط محمد علي صبيح و: 2/57 ط الفجالة و: 1/63 ط الميمنية.
(3) ارجافها بعثمان، وانكارها كثيراً من أفعاله، ونبزها اياه، وقولها: اقتلوا نعثلاً فقد كفر، مما لا يخلو منه كتاب يشتمل على تلك الحوادث والشؤون وحسبك ما في تاريخ ابن جرير وابن الأثير وغيرهما، وقد أنبها جماعة من معاصريه، وشافهها بالتنديد بها اذا قال لها:
فمنك البداء ومنك الغير * ومنك الرياح ومنك المطر
وأنت أمرت بقتل الامام * وقلت لنا إنه قد كفر
إلى آخرالأبيات وهي في ص80 من الجزء الثالث من الكامل لابن الأثير حيث ذكر ابتداء أمر وقعة الجمل (منه قدس).
(4)
فتوى عائشة في عثمان
قالت: «اقتلوا نعثلاً فقد كفر» تعني عثمان.

(21/2)



راجع تاريخ الطبري: 4/459 الكامل في التاريخ لابن الأثير الجزري الشافعي: 3/206، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 61 و64، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/49 وفيه (فجر) بدل (كفر) ط مصطفى محمد بمصر، السيرة الحلبية لعلي برهان الدين الحلبي الشافعي: 3/286 ط المطبعة البهية بمصر سنة 1320 هـ، ونقله العسكري في كتاب أحاديث أم المؤمنين عائشة ق1 ص105 عن كتاب تاريخ ابن اعثم: 155 بمبي فراجع.
فتوى أخرى لعائشة في عثمان.
قالت: «اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً» تعني عثمان.
يوجد في: النهاية لابن الجزري الشافعي: 5/80 تحقيق محمود محمد الطناحي ط دار احياء التراث العربي في بيروت، تاج العروس من شرح القاموس للزبيدي الحنفي: 8/141، لسان العرب لابن منظور: 14/193، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/77 أفست بيروت على ط1 بمصر و: 6/215 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 2/408 ط مكتبة الحياة في بيروت و: 2/121 ط دار الفكر.
--- ... الصفحة 426 ... ---
من بيتها الذي أمرها الله عز وجل أن تقر(1) فيه، ولا ركبت العسكر(2)(3) قعوداً من الابل تهبط وادياً وتعلو جبلاً، حتى نبحتها كلاب الحوأب، وكان رسول
____________
(1) حيث قال عز من قائل: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) (منه قدس).
(2) كان الجمل الذي ركبته عائشة يوم البصرة يدعى العسكر، جاءها به يعلى بن أمية، وكان عظيم الخلقة شديداً، فلما رأته أعجبها، فلما عرفت أنه أسمه عسكر استرجعت، وقالت: ردوه لا حاجة لي فيه، وذكرت ان رسول الله ذكر لها هذا الاسم ونهاها عن ركوبه، فغيروه لها بجلال غير جلاله، وقالوا لها أصبنا لك أعظم منه وأشد قوة فرضيت به، وقد ذكر هذه القضية جماعة من أهل الأخبار والسير، راجع ص80 من المجلد الثاني من شرح نهج البلاغة لعلامة المعتزلة (منه قدس).
(3) اسم جمل عائشة عسكر:

(21/3)



راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6/224 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، نور الأبصار للشبلنجي: 82 ط العثمانية، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 65.
--- ... الصفحة 427 ... ---
الله صلى الله عليه وآله وسلم أنذرها(1)(2) بذلك، فلم ترعوِ ولم تلتوِ عن قيادة جيشها اللهام الذي حشدته على الامام، فقولها، مات رسول الله بين سحري ونحري معطوف على قولها: «إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى السودان يلعبون في مسجده بدرقهم وحرابهم، فقال لها: أتشتهين تنظرين إليهم؟ قالت: نعم، قالت: فأقامني وراءه وخدي على خده، وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة ـ اغراء لهم باللعب لتأنس السيدة ـ قالت: حتى إذا مللت، قال: حسبك؟ قلت: نعم، قال: فأهذبي(3) »(4) وان شئت فاعطفه على قولها: «دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
____________
(1) والحديث في ذلك مشهور وهو من أعلام النبوة وآيات الاسلام، وقد أختصره الامام أحمد بن حنبل اذ أخرجه من حديث عائشة في مسنده ص52 وص97 من جزئه السادس. وكذلك فعل الحاكم إذ اخرجه في ص120من الجزء الثالث من صحيحه المستدرك. واعترف الذهبي بصحته إذ أورده في تلخيص المستدرك (منه قدس).

(21/4)



(2) النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحذر عائشة من أن تنبحها كلاب الحوأب وقد نقل بألفاظ متعددة راجع: العقد الفريد لابن عبدربه: 4/332 ط2، مطبعة لجنة التاليف والنشر بمصر و: 2/283 ط آخر بمصر، تاريخ الطبري: 4/457 و469، النهابة لابن الأثير الجزري الشافعي: 1/456 و: 2/96، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 171 ط الحيدرية وص71 ط الغري، مجمع الزوائد: 7/134، اسعاف الراغبين للصبان الشافعي بهامش نور الأبصار: 64 ط العثمانية وص65 ط السعيدية، الاستيعاب لابن عبدالبر بهامش الاصابة: 4/361، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/59، نور الأبصار للشبلنجي: 82 ط العثمانية وط السعيدية، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 66، تاريخ اليعقوبي: 2/157، الكامل في التاريخ لابن الأثير ج3، مروج الذهبي للمسعودي: 2/357، تاج العروس للزبيدي الحنفي: 1/244 و195، الغدير للأميني: 3/188 ـ 191، كتاب عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/168 ـ 171 ط3 في بيروت، لسان العرب لابن منظور: 1/280 و358، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 280 ط اسلامبول وص236 ط الحيدرية، الصواعق المحرقة لابن حجر: 117 ط المحمدية وص71 ط الميمنية بمصر، السيرة الحلبية: 3/285.
(3) هذا الحديث ثابت عنها، أخرجه الشيخان في صحيحيهما، فراجع من صحيح البخاري أوائل كتاب العيدين: 116 من جزئه الأول، وراجع من مسند أحمد صفحة 57 من جزئه السادس (منه قدس).
(4) راجع: صحيح البخاري كتاب الصلاة باب العيدين والتجمل: 2/3 ط دار الفكر و: 2/20 ط مطابع الشعب و: 1/169 ط دار الكتب و: 1/118 ط المعاهد و: 1/122 ط الشرفية و: 2/19 ط محمد علي صبيح و: 2/15 ط الفجالة و: 1/108 ط الميمنية.
وراجع: صحيح مسلم كتاب صلاة العيدين: 3/22 ط محمد علي صبيح و: 1/352 ط عيسى الحلبي، مسند أحمد: 6/57 ط الميمنية بمصر.
--- ... الصفحة 428 ... ---

(21/5)



وعندي جاريتان تغنينان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند رسول الله، قالت: فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: دعهما… الحديث(1) »(2) .
واعطفه إن شئت على قولها(3) : «سابقني النبي فسبقته، فلبثناه حتى رهقني اللحم، سابقني فسبقني، فقال: هذه بتيك»(4) أو على قولها(5) : كنت ألعب بالبنات ويجيء صواحبي فيلعبن معي، وكان رسول الله يدخلهن علي فيلعبن
____________
(1) أخرجه البخاري ومسلم والامام احمد من حديث عائشة في المواضع التي أشرنا اليها من كتبهم في التعليقة السابقة (منه قدس).
(2) نفس المصادر السابقة والصفحات المتقدمة تحت رقم (817).
(3) فيما أخرجه الامام احمد من حديث عائشة في ص39 من الجزء السادس من مسنده (منه قدس).
(4) راجع: مسند أحمد بن حنبل: 6/39 ط الميمنية بمصر.
(5) فيما أخرجه الامام أحمد عن عائشة ص75 من الجزء السادس من مسنده (منه قدس).
--- ... الصفحة 429 ... ---
معي… الحديث»(1) أو على قولها(2) : «خلال في سبع لم تكن في أحد من الناس إلا ما آتى الله مريم بنت عمران، نزل الملك بصورتي، وتزوجني رسول الله بكراً لم يشركه في أحد من الناس، وأتاه الوحي وأنا وإياه في لحاف واحد، وكنت من أحب النساء إليه، ونزل في آيات من القرآن كادت الأمة تهلك فيهن، ورأيت جبرائيل ولم يره من نسائه أحد غيري، وقبض في بيتي لم يله أحد غيري(3) أنا والملك. أهـ.»(4) الى آخر ما كانت تسترسل فيه من خصائصها وكله من هذا القبيل.
أما أم سلمة فحسبها الموالاة لوليها ووصي نبيها، وكانت موصوفة بالرأي الصائب، والعقل البالغ، والدين المتين. وإشارتها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية(5) تدل على فور عقلها، وصواب رأيها، وسمو مقامها، رحمة الله وبركاته عليها، والسلام.
ـ ش ـ
____________
(1) راجع: مسند أحمد: 6/75 ط الميمنية بمصر.

(21/6)



(2) أخرجه ابن أبي شيبة وهو الحديث 1017 من أحاديث الجزء السابع من كنز العمال (منه قدس).
(3) وقع الاتفاق على أنه صلى الله عليه وآله وسلم مات وعلي حاضر لموته، وهو الذي كان يقبله ويمرضه، وكيف يصح أنه قبض ولم يله أحد غيرها وغير الملك، فأين كان علي والعباس؟ وأين كانت فاطمة وصفية؟ وأين كان أزواج النبي وبنو هاشم كافة؟ وكيف يتركونه كلهم لعائشة وحدها! ثم لا يخفى أن مريم عليها السلام، لم يكن فيها شيء من الخلال السبع التي ذكرتها أم المؤمنين، فما الوجه في استثنائها اياها؟ (منه قدس).
(4) راجع: كنز العمال: 7/1017 ط حيدر آباد، مجمع الزوائد للهيثمي: 9/241.
(5) مشورة أم سلمة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية:
توجد في: المغازي للواقدي: 2/613 تحقيق الدكتور جونس ط جامعة اكسفورد، تاريخ الطبري: 2/637، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 2/205.
--- ... الصفحة 430 ... ---
المراجعة 79
23 صفر سنة 1330
الاجماع يثبت خلافة الصديق
إذا تم كل ما قلتم من العهد والوصية، والنصوص الجلية، فماذا تصنعون بإجماع الأمة على بيعة الصديق؟ وإجماعها حجة قطعية لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تجتمع أمتي على الخطأ(1) ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم «لا تجتمع على ضلال» فماذا تقولون؟(2) .
ـ س ـ
المراجعة 80
25 صفر سنة 1330
لا إجماع

(21/7)

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول



نقول: إن المراد من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تجتمع على الخطأ، ولا تجتمع على الضلال، إنما هو نفي الخطأ والضلال عن الأمر الذي اشتورت فيه الأمة ففررته باختيارها، واتفاق آرائها، وهذا هو المتبادر من السنن لا غير، أما الأمر الذي يراه نفر من الأمة فينهضون به، ثم يتسنى لهم إكراه أهل الحل والعقد عليه، فلا دليل على صوابه، وبيعة السقيفة لم تكن عن مشورة، وإنما قام بها الخليفة الثاني، وأبو عبيدة، ونفر معهما، ثم فاجأوا بها أهل الحل والعقد، وساعدتهم تلك الظروف على ما أرادوا، وأبو بكر يصرح بأن بيعته لم تكن عن مشورة ولا عن روية، وذلك حين خطب الناس في أوائل خلافته معتذراً إليهم، فقال: «إن بيعتي كانت فلتة،
____________
(1)
لا اجماع
راجع: الغدير للأميني: 7/142 و143 و150 و151.
(2) راجع: كنز العمال: 1/185 ح1030 و1031 ط2 و: 1/160 ح910 ط2، الدر المنثور للسيوطي: 2/222.
--- ... الصفحة 431 ... ---
وقى الله شرها، وخشيت الفتنة… الخطبة(1) »(2) ، وعمر يشهد بذلك على رؤوس الأشهاد في خطبة خطبها على المنبر النبوي يوم الجمعة في أواخر خلافته، وقد طارت كل مطير، وأخرجها البخاري في صحيحه(3) ، وإليك محل الشاهد منها بعين لفظه، قال: ثم إنه «بلغني أن قائلاً(4) منكم يقول: والله لو مات عمر بايعت فلاناً؛ فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت، ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها (إلى أن قال): من بايع رجلاً من غير مشورة فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا(5) ، (قال): وإنه قد كان من خبرنا
____________
(1) أخرجها أبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري، في كتاب السقيفة، ونقلها ابن أبي الحديد: 132 من المجلد الأول من شرح النهج. (منه قدس).

(21/Cool



(2) يوجد ذلك في: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/132 و: 2/19 أفست بيروت على ط1 بمصر و: 1/311 ط دار مكتبة الحياة و: 2/50 و: 6/47 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 1/154 ط دار الفكر في بيروت.
ونقله في هامش البحار: 28/315 عن: أنساب الأشراف للبلاذري: 1/590 ط مصر.
(3) راجع من الصحيح باب رجم الحبلى من الزنا اذا أحصنت ـ وهو في ص119 من جزئه الرابع، وأخرجها غير واحد من اصحاب السنن والأخبار كابن جرير الطبري في حوادث سنة 11 من تاريخه، ونقلها ابن أبي الحديد ص122 من المجلد الأول من شرح النهج. (منه قدس).
(4) القائل هو ابن الزبير ونص مقالته: والله لو مات عمر لبايعت علياً فان بيعة أبي بكر انما كانت فلتة وتمت، فغضب عمر غضباً شديداً وخطب هذه الخطبة، صرح بهذا كثير من شراح البخاري، فراجع تفسير هذا الحديث من شرح القسطلاني ص352 من جزئه الحادي عشر، تجده ينقل ذلك عن البلاذري في الأنساب مصرحاً بصحة سنده ـ على شرط الشيخين ـ. (منه قدس).

(21/9)



(5) قال ابن الأثير في تفسير هذا الحديث من نهايته، تغرة: مصدر غررته اذا ألقيته في الغرر، وهي من التغرير كالتعلة من التعليل، وفي الكلام مضاف محذور وأقام المضاف اليه الذي هو تغرة مقامه، وانتصب على أنه مفعول له، ويجوز أن يكون قوله أن يقتلا بدلاً من تغرة ويكون المضاف اليه محذوفاً، كالأول، ومن أضاف تغرة الى أن يقتلا فمعناه: خوف تغرة قتلهما، قال: ومعنى الحديث: أن البيعة حقها أن تقع صادرة عن المشور والاتفاق، فاذا استبد رجلان دون الجماعة فبايع أحدهما الآخر، فذلك تظاهر منهما بشق العصا واطراح الجماعة، فان عقد لأحد بيعة فلا يكون المعقود له واحداً منهما، وليكونا معزولين من الطائفة التي تتفق على تمييز الامام منها، لأنه ان عقد لواحد منهما وقد ارتكبا تلك الفعلة الشنيعة التي أحفظت الجماعة من التهاون بهم والاستغناء عن رأيهم، لم يؤمن أن يقتلا. اهـ. قلت: كان من مقتضيات العدل الذي وصف به عمر، أن يحكم بهذا الحكم على نفسه وعلى صاحبه كما حكم به على الغير، وكان قد سبق منه ـ قبل قيامه بهذه الخطبة ـ أن قال: ان بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها، فمن عاد الى مثلها فاقتلوه، واشتهرت هذه الكلمة عنه أي اشتهار، ونقلها عنه حفظة الأخبار كالعلامة ابن أبي الحديد في ص123 من المجلد الأول من شرح النهج (منه قدس).
--- ... الصفحة 432 ... ---
حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن الأنصار خالفونا، واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما»(1) ، ثم استرسل في الاشارة
____________
(1)
بيعة أبي بكر فلتة
قول عمر بن الخطاب: «.. أن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها..».

(21/10)



يوجد في: صحيح البخاري كتاب الحدود باب رجم الحبلى من الزنا اذا أحصنت: 8/26 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 8/210 ط مطابع الشعب و: 8/208 ط محمد علي صبيح و: 4/179 ط دار إحياء الكتب و: 4/119 ط المعاهد و: 4/125 ط الشرفية و: 8/140 ط الفجالة و: 4/110 ط الميمنية بمصر و: 8/8 ط بمبي بالهند و: 4/128 ط الخيرية بمصر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/123 و124 أفست بيروت على ط1 بمصر و: 2/23 و26 و29 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 1/292 ط مكتبة الحياة و: 1/144 ط دار الفكر في بيروت، السيرة النبوية لابن هشام: 4/226 ط دار الجيل وص338 ط اخر، النهاية لابن الأثير الجزري الشافعي: 3/466 ط بيروت تحقيق الطناحي وص238 ط آخر، تاريخ الطبري: 3/205، الكامل لابن الأثير: 2/327، الصواعق المحرقة: 5 و8 ط الميمنية بمصر وص8 و12 ط المحمدية بمصر، تاج العروس للزبيدي الحنفي: 1/568، لسان العرب لابن منظور: 2/371، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 67، السيرة الحلبية لبرهان الدين الشافعي: 3/360 و363.
ونقله في الغدير للأميني: 5/370 عن: مسند أحمد: 6/55، أنساب الاشراف للبلاذري: 5/15، تيسير الوصول: 2/42 و44، الرياض النضرة: 1/161، تاريخ ابن كثير: 5/246، تمام المتون للصفدي: 137.
قول عمر بن الخطاب
«ان بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها فمن عاد الى مثلها فاقتلوه».
يوجد في: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/123 أفست بيروت على ط1 بمصر و: 2/26 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، الصواعق المحرقة لابن حجر: 21 ط الميمنية بمصر وص34 ط المحمدية بمصر، الملل والنحل للشهرستاني الشافعي: 1/24 أفست دار المعرفة على ط مصر وبهامش الفصل: 1/22 أفست دار المعرفة على ط مصر.
--- ... الصفحة 433 ... ---
الى ما وقع في السقيفة من التنازع والاختلاف في الرأي، وارتفاع أصواتهم بما يوجب الفرق على الاسلام. وإن عمر بايع أبا بكر في تلك الحال.

(21/11)



ومن المعلوم بحكم الضرورة من أخبارهم، أن أهل بيت النبوة وموضوع الرسالة، لم يحضر البيعة منهم أحد قط، وقد تخلفوا عنها في بيت علي، ومعهم سلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمار، والزبير، وخزيمة بن ثابت، وأبي بن كعب، وفروة بن عمرو بن ودقة الأنصاري، والبراء بن عازب، وخالد بن سعيد بن العاص الأموي، وغير واحد من أمثالهم، فكيف يتم الاجماع مع تخلف هؤلاء كلهم، وفيهم آل محمد كافة وهم من الامة بمنزلة الرأس من الجسد، والعينين من الوجه، ثقل رسول الله وعيبته، وأعدال كتاب الله وسفرته، وسفن نجاة الأمة وباب حطتها، وأمانها من الضلال في الدين وأعلام هدايتها، كما اثبتناه فيما أسلفناه(1) ، على أن شأنهم غني عن البرهان، بعد أن كان شاهده الوجدان.
____________
(1) قف على المراجعة 6 وما بعدها الى منتهى المراجعة 12 تعرف شأن أهل البيت عليهم السلام (منه قدس).
--- ... الصفحة 434 ... ---
وقد أثبت البخاري ومسلم في صحيحيهما(1) ،وغير واحد من أثبات السنن والأخبار، تخلف علي عن البيعة(2) ، وأنه لم يصالح حتى لحقت سيدة النساء
____________
(1) راجع من صحيح البخاري اواخر باب غزوة خيبر ص39 من جزئه الثالث، وراجع من صحيح مسلم باب قول النبي: لا نورث ما تركناه فهو صدقة، من كتاب الجهاد والسير ص72 من جزئه الثاني، تجد الأمر كما ذكرناه مفصلاً (منه قدس).
(2) تخلف علي عليه السلام عن بيعة أبي بكر:

(21/12)



يوجد في: صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر: 5/82 ط دار الفكر و: 5/177 ط مطابع الشعب وط محمد علي صبيح و: 3/55 ط دار إحياء الكتب و: 3/38 ط المعاهد و: 3/39 ط الشرفية و: 5/115 ط الفجالة و: 3/35 ط الميمنية بمصر و: 5/20 ط بمبي و: 3/40 ط المطبعة الخيرية بمصر، صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير: 5/152 ط محمد علي صبيح و: 5/153 ط المكتبة التجارية و: 2/81 ط عيسى الحلبي و: 12 ص77 ط مصر بشرح النووي، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/11 ـ 13 ط مصطفى محمد بمصر، مروج الذهبي للمسعودي: 2/302 تاريخ الطبري: 3/208، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 2/327 و331، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 370 ط الحيدرية وص226 ط الغري، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/18 ط1 بمصر، الصواعق المحرقة لابن حجر: 13 ط المحمدية وص8 ط الميمنية بمصر، عبدالله بن سبأ للعسكري: 112، العقد الفريد: 5/259، الغدير للأميني: 5/371.
المتخلفون عن بيعة أبي بكر
1 ـ العباس بن عبدالمطلب.
2 ـ عتبة بن أبي لهب.
3 ـ سلمان الفارسي.
4 ـ أبو ذر الغفاري.
5 ـ عمار بن ياسر.
6 ـ المقداد.
7 ـ البراء بن عازب.
8 ـ أبي بن كعب.
9 ـ سعد بن أبي وقاص.
10 ـ طلحة بن عبيدالله.
11 ـ الزبير بن العوام.
12 ـ خزيمة بن ثابت.
13 ـ فروة بن عمرو الأنصاري.
14 ـ خالد بن سعيد بن العاص الاموي.
15 ـ سعد بن عبادة الأنصاري لم يبايع حتى توفي بالشام في خلافة عمر.
16 ـ الفضل بن العباس.
وفي مقدمة هؤلاء أمير المؤمنين علي عليه السلام وبنو هاشم.

(21/13)



راجع في ذلك: العقد الفريد لابن عبد ربه: 4/259 ـ 260 ط2 و: 2/251 ط آخر، و: 3/64 ط آخر، عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/105، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/131 ـ 134 ط1 بمصر، الغدير للأميني: 7/76 و77 و: 5/370 ـ 371، مروج الذهبي للمسعودي: 2/301، أسد الغابة لابن الأثير: 3/222، تاريخ الطبري: 3/208، الكامل لابن الاثير: 2/325 و331، تاريخ اليعقوبي: 2/103 و105، سمط النجوم العوالي لعبدالملك العاصمي المكي: 2/244، السيرة الحلبية: 3/356.
--- ... الصفحة 435 ... ---
بأبيها صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك بعد البيعة بستة أشهر، حيث اضطرته المصلحة الاسلامية العامة في تلك الظروف الحرجة الى الصلح والمسالمة، والحديث في هذا مسند الى عائشة، وقد صرحت فيه: أن الزهراء هجرت أبا بكر، فلم تكلمه بعد رسول الله، حتى ماتت(1) ، وأن علياً لما صالحهم، نسب اليهم الاستبداد بنصيبه من الخلافة، وليس في ذلك الحديث تصريح بمبايعته إياهم حين الصلح، وما أبلغ حجته إذ قال مخطاباً لأبي بكر:
____________
(1) فاطمة بنت الرسول هجرت أبا بكر فلم تكلمه بعد الرسول حتى ماتت. يوجد في: صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر: 5/82 ط دار الفكر على ط1 استانبول و: 5/177 ط مطابع الشعب وط محمد علي صبيح و: 3/55 ط دار احياء الكتب و: 3/38 ط المعاهد و: 3/39 ط الشرفية و: 5/115 ط الفجالة و: 5/35 ط الميمنية و: 5/20 ط بمبي بالهند و: 3/40 ط المطبعة الخيرية بمصر، وصحيح البخاري أيضاً كتاب الجهاد والسير باب فرض الخمس: 4/42 أفست دار الفكر على ط استانبول.
وصحيح البخاري أيضاً كتاب الفرائض باب قول النبي لا نورث: 8/3 أفست دار الفكر على ط إستانبول.

(21/14)



صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير باب قول النبي لا نورث: 5/152 ط محمد علي صبيح و: 5/153 ط المكتبة التجارية و: 2/81 ط عيسى الحلبي و: 12/77 ط مصر بشرح النووي، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 370 ط الحيدرية وص226 ط الغري، الغدير للأميني: 7/226 ـ 228، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/18 ط1 بمصر، كتاب عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/112، الصواعق المحرقة لابن حجر: 13 ط بمصر المحمدية وص8 ط الميمنية بمصر، تاريخ الطبري: 3/208.
--- ... الصفحة 436 ... ---
فان كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب
وإن كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غُيّب(1)
واحتج العباس بن عبدالمطلب بمثل هذا على أبي بكر، إذ قال له في كلام دار بينهما(2) : «فإن كنت برسول الله طلبت، فحقنا أخذت، وإن كنت بالمؤمنين طلب، فنحن منهم متقدمون فيهم، وإن كان هذا الأمر إنما يجب
____________
(1) هذان البيتان موجدان في نهج البلاغة، وقد ذكر ابن أبي الحديد في تفسيرهما من شرح النهج ص319 من مجلده الرابع: ان حديثه فيهما موجه لأبي بكر، لأن أبا بكر حاجّ الأنصار في السقيفة، فقال: نحن عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبيضته التي تفقأت عنه؛ فلما بويع، احتج الى الناس بالبيعة، وأنها صدرت عن أهل الحل والعقد، فقال علي عليه السلام: أما احتجاجك على الانصار بأنك من بيضة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن قومه، فغيرك أقرب نسباً منك اليه، وأما احتجاجك بالاختيار ورضا الجماعة بك، فقد كان قوم من جملة الصحابة غائبين لم يحضروا العقد، فكيف يثبت. اهـ. وللشيخ محمد عبده تعليقتان على هذين البيتين تتضمنان ما قاله ابن أبي الحديد في تفسيرهما (منه قدس).
(2) ذكره ابن قتيبة ص16 من كتابه الامامة والسياسة (منه قدس).
--- ... الصفحة 437 ... ---
لك بالمؤمنين، فما وجب إذ كنا كارهين» اهـ.(1) .

(21/15)



فأين الاجماع بعد هذا التصريح من عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصنو أبيه؟ ومن ابن عمه وأخيه؟ ومن سائر أهل بيته وذويه؟
ـ ش ـ
المراجعة 81
28 صفر سنة 1330
انعقاد الاجماع بعد تلاشي النزاع
أهل السنة لا ينكرون أن البيعة لم تكن عن مشورة ولا عن روية، ويسلمون بأنها إنما كانت فجأة وارتجالاً، ولا يرتابون في مخالفة الأنصار وانحيازهم الى سعد، ولا في مخالفة بني هاشم وأوليائهم من المهاجرين والأنصار، وانضوائهم الى الامام، لكنهم يقولون: إن أمر الخلافة قد استتب لأبي بكر، ورضيه الجميع إماماً لهم، فتلاشى ذلك الخلاف، وارتفع النزاع بالمرة؛ وأصفق الجميع على مؤازرة الصديق والنصح له في السر والعلانية، فحاربوا حربه، وسالموا سلمه، وأنفذوه أمره ونهيه، ولم يختلف منهم عن ذلك أحد وبهذا تم الاجماع وصح عقد الخلافة، والحمد لله على جمع كلمتهم بعد تفرقها، وائتلاف قلوبهم بعد تنافرها، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 82
30 صفر سنة 1330
لم ينعقد إجماع ولم يتلاش نزاع
إصفاقهم على مؤزارة الصديق والنصح له في السر والعلانية شيء، وصحة
____________
(1)
احتجاج العباس على أبي بكر في أمر الخلافة
يوجد في: الامامة والسياسة لابن قتيبة: 15 ط مصطفى محمد بمصر، تاريخ اليعقوبي: 2/104، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/221 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل: و: 1/74 ط1 بمصر.
--- ... الصفحة 438 ... ---

(21/16)



عقد الخلافة له بالاجماع شيء آخر، وهما غير متلازمين عقلاً وشرعا، فإن لعلي والأئمة المعصومين من بنيه مذهباً في مؤارزة أهل السلطة الاسلامية معروفاً، وهو الذي ندين الله به، وأنا أذكر لك جواباً عما قلت، وحاصله أن من رأيهم أن الأمة الاسلامية لا مجد لها إلا بدولة تلم شعثها، وترأب صدعها، وتحفظ ثغورها، وتراقب أمورها، وهذه الدولة لا تقوم إلاّ برعايا تؤازرها بأنفسها وأموالها فإن أمكن أن تكون الدولة في يد صحابها الشرعي ـ وهو النائب في حكمه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نيابة صحيحة ـ فهو المتعين لا غير، وإن تعذر ذلك، فاستولى على سلطان المسلمين غيره، وجبت على الامة مؤازرته في كل أمر يتوقف عليه عز الاسلام ومنعته، وحماية ثغوره وحفظ بيضته، ولا يجوز شق عصا المسلمين، وتفريق جماعتهم بمقاومته، بل يجب على الأمة أن تعامله ـ وإن كان عبداً مجدع الأطراف ـ معاملة الخلفاء بالحق، فتعطيه خراج الأرض ومقاسمتها، وزكاة الأنعام وغيرها، ولها أن تأخذ منه ذلك بالبيع والشراء، وسائر أسباب الأنتقال، كالصلات والهبات ونحوها، بل لا إشكال في براءة ذمة المتقبل منه بدفع القبالة إليه، كما لو دفعها الى إمام الصدق، والخليفة بالحق، هذا مذهب علي والأئمة الطاهرين من بنيه(1) ، وقد قال(2) صلى الله عليه وآله وسلم: «ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها، قالوا: يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك، قال صلى الله عليه وآله وسلم: تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم»(3) وكان أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، يقول(4) «إن خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصاني أن أسمع
____________
(1) وهذا ظاهر لمن راجع كتبهم الفقهية.
(2) في حديث عبدالله بن مسعود، وقد أخرجه مسلم في: 118 من الجزء الثاني من صحيحه، وغير واحد من أصحاب الصحاح والسنن (منه قدس).

(21/17)



(3) راجع: صحيح مسلم كتاب الامارة باب وجوب الوفاء ببيعة الخليفة: 2/133 ط عيسى الحلبي و: 6/17 ط المكتبة التجارية و: 12/232 ط مصر بشرح النووي و: 2/118 ط اخر، المعجم الصغير للطبراني: 2/80.
(4) فيما أخرجه عنه مسلم أيضاً في الجزء الثاني من صحيحه وهو من الأحاديث المستفيضة (منه قدس).
--- ... الصفحة 439 ... ---
وأطيع، وإن كان عبداً مجدع الأطراف»(1) .
وقال سلمة الجعفي(2) : «يا نبي الله أرايت إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم، ويمنعوننا حقنا، فما تأمرنا؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا، وعليكم ما حملتم»(3) . وقال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث حذيف اليمان(4) رضي الله عنه: «يكون بعدي ائمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس، قال حذيفة: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع»(5) ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم، في حديث أم سلمة: «ستكون أمراء عليكم، فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برىء، ومن أنكر سلم(6) ، قالوا: أفلا نقاتلهم قال: لا ما صلوا» اهـ.(7) . والصحاح في ذلك متواترة، ولا سيما من طريق العترة الطاهرة؛
____________
(1) راجع: صحيح مسلم كتاب الامارة باب وجوب طاعة الأمراء: 6/14 ط المكتبة التجارية و: 2/130 ط عيسى الحلبي و: 12/225 ط مصر بشرح النووي.
(2) فيما أخرجه عنه مسلم وغيره (منه قدس).
(3) يوجد في: صحيح مسلم: 2/134 ط عيسى الحلبي و: 6/19 ط المكتبة التجارية وط شركة الاعلانات و: 6/19 ط محمد علي صبيح و: 12/236 ط مصر بشرح النووي.
(4) الذي أخرجه مسلم في ص120 من الجزء الثاني من صحيحه، ورواه سائر أصحاب السنن (منه قدس).

(21/18)



(5) راجع: صحيح مسلم كتاب الامارة: 2/35 ط عيسى الحلبي و: 6/20 ط محمد علي صبيح وط شركة الاعلانات والمكتبة التجارية و: 12/238 ط مصر بشرح النووي.
(6) هذا الحديث: أخرجه مسلم في ص122 من الجزء الثاني من صحيحه، والمراد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: فمن عرف برئ، أن من عرف المنكر ولم يشتبه عليه، فقد صار له طريق الى البراءة من إثمه وعقوبته بأن يغيره بيده. أو بلسانه، فان عجز فليكرهه بقلبه (منه قدس).
(7) يوجد في: صحيح مسلم كتاب الامارة باب وجوب الانكار: 2/137 ط عيسى الحلبي و: 2/22 ط شركة الاعلانات والمكتبة التجارية وط محمد علي صبيح و: 12/242 ط مصر بشرح النووي.
الخلافة والعدالة:
هذا الحديث والأحاديث الأربعة التي قبله لا يمكن قبولها ويشك في صحتها كبقية الأحاديث المدعاة على هذا الطراز ومن هذا المعنى كما في سنن البيهقي: 8/159. فان هذه الأحاديث مخالفة لروح الدين الاسلامي وللعدالة الاسلامية التي اشترطت في الخليفة بالاجماع قال القاضي عبدالرحمن الايجي الشافعي المتوفي 756 هـ في كتابه المواقف في شرائط الامام «يجب أن يكون عدلاً لئلا يجور» وقال أبو الثناء في مطالع الأنظار ص470 في صفات الأئمة «الرابعة: أن يكون عدلاً لأنه متصرف في رقاب الناس وأموالهم وأبضاعهم فلو لم يكن عدلاً لا يؤمن تعديه…» الخ. وراجع تفسير القرطبي: 1/231 و232.
الحديث للسياسة:

(21/19)



بعد رحلة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم الى الرفيق الأعلى قام المنافقون وخدام السلاطين ووعاظهم بوضع الحديث لصالحهم، كما وقع في عهد الخليفة الثالث وبعدها تطور الوضع وكثر في عهد معاوية بن أبي سفيان فصار طلاب الدنيا يضعون عشرات الأحاديث في فضائله وفضائل بني أمية ويضعون الذم لأعدائه. راجع الغدير: 9/264 ـ 396 وج10 و11، أضواء على السنة المحمدية: 126 ـ 134. وقال أبو جعفر الاسكافي فيما نقله عنه ابن أبي الحديد ان معاوية حمل قوماً من الصحابة، وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه، وجعل لهم على ذلك جعلاً يرغب في مثله فاختلفوا له ما أرضاه (قال) منهم: أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ومن التابعين عروة بن الزبير.
وفي دولة بني العباس لم يكن وضع الحديث أقل من الدور الذي كان في عهد الدولة الأموية فقد وضع الوضاعون الحديث في فضائل بني العباس واخبار النبي بدولتهم راجع: أضواء على السنة المحمدية: 135.
وهذه الأحاديث الخمسة وما شاكلها في الحقيقة قد وضعتها يد السياسة ومصلحة الملوك والأمراء وتدعو الى تأييدهم ودعمهم أو على الأقل الى الغض عنهم مهما صدر منهم من جرائم وانحراف عن الاسلام الحقيقي ما داموا يقيمون الصلاة الشكلية أو حتى لو لم يقيموها وهذا ما لا يقره الاسلام ولا يرضى به، وبنشر هذه الروايات «تمكن معاوية بن أبي سفيان من أن يجلس بالكوفة للبيعة ويبايعه الناس على البراءة من علي بن أبي طالب» البيان والتبيين للجاحظ: 2/85.
وتمكن يزيد الفجور والكفر أن يكون أميراً على المسلمين وخليفة لهم كما تمكن بنو أمية وبنو العباس من اقامة دولتيهما وادعاء الخلافة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وجر ذلك على الامة الويلات والمصائب.

(21/20)



ولنأخذ مثلاً على ذلك في لمحة خاطفة الى شخصية قد عاشت في صدر الاسلام وصحبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم حقبة من الزمن وكيف أنها تلونت بمختلف الأحوال، ألا ذلك هو الراوي المشهور عبدالله بن عمر.
عبدالله بن عمر والبيعة:
ابن عمر من الأشخاص الذين تخلفوا عن بيعة الامام أمير المؤمنين محتجاً بعدم الاجماع على بيعته كما زعمه له ابن حجر في فتح الباري: 5/19 و: 13/165. ولكن الصحيح أن السبب في عدم بيعته لأمير المؤمنين هو نفس السبب الذي كان عند والده وما يحمله أبوه من نفسية تجاه الامام عليه عليه السلام. والا فهل حصل اجماع على بيعة أبي بكر؟ ألم يتخلف عنها بنو هاشم وعلى رأسهم الامام أمير المؤمنين عليه السلام وجملة من الصحابة كعمار وأبي ذر والمقداد وسعد بن عبادة وغيرهم؟ ثم كسروا سيف الزبير لتخلفه، ولببوا الامام علياً عليه السلام بحمائل سيفه وأكرهوه على البيعة والا يقتل، وهل حصل اجماع على البيعة لأبيه عمر؟ فيا عجباً بين هو يستقيلها في حياته اذ عقدها لآخر بعد وفاته.
ابن عمر يبايع ليزيد:
وبينما ابن عمر يتقاعس عن البيعة لامام الحق يقوم بعد فترة من الزمن بالبيعة لأخس خلق الله على وجه الأرض وهو يزيد بن معاوية يزيد الخمور والفجور والكفر والالحاد فبايعه إزاء مائة ألف قدمها اليه معاوية في حال حياته. ولما انتشر الحاده للمجتمع وما فعل من أعمال منكرة وفي مقدمتها قتل سيد شباب أهل الجنة سبط الرسول وقرة عين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وقام أهل المدينة بخلع بيعة يزيد وقف ابن عمر في قبالهم وصار يصف لهم الأحاديث لأجل دعم جرائم يزيد وأفعاله بهذه الأحاديث:

(21/21)



روى البخاري وغيره عن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه ومواليه، وفي رواية سليمان: حشمه وولده وقال: اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة» وزاد الزهري: وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله، واني لا أعلم غدراً أعظم من أن تبايع رجلاً على بيعة الله ورسوله ثم تنصب له القتال، واني لا أعلم أحداً منكم خلع ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه» صحيح البخاري: 1/166، سنن البيهقي: 8/159، مسند أحمد: 2/96.
وقعة الحرة وابن عمر:
غار يزيد على المدينة المنورة وأباحها ثلاثة أيام حتى افتضت أكثر من ألف بنت باكر وولدت أكثر من ألف امرأة من غير زوج، وقتل أكثر من سبعمائة من حملة القرآن من الصحابة والتابعين من المهاجرين والأنصار، وأكثر من عشرة آلاف من سائر الناس وفيهم النساء والصبيان. في هذه الواقعة مع هذا يأتي ابن عمر ليحدث بحديث ليدعم موقف يزيد ويبرر جرائمه. فقد روى مسلم: 6/22 عن نافع قال: جاء عبدالله بن عمر الى عبدالله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال: اطرحوا لابي عبدالرحمن وسادة فقال: اني لم آتك لاجلس أتيتك لأحدثك حديثاً، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له؛ ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية».
وبناء على ذلك فقد بايع سفاك الدماء في العراق الحجاج ببيعة هي الذل والهوان حيث مد ابن عمر يده ليبايع الحجاج رجله وبايعه بها. وهكذا في عصرنا الحاضر اتخذ سلاطين وشياطين الجور والفجور هذه الروايات مدركاً لتسلطهم على الشعوب الاسلامية وسفك دمائهم وبيع ثرواتهم الى الاستكبار العالمي، وصاروا أداة قمع للكافر الاجنبي مثل الأنكليز والامريكان والشيوعية ومن يدور في فلكهم.

(21/22)



والعلاج أن تعي الشعوب اسلامها وتعرف مسؤوليتها وذلتها وعزتها لتقوم بواجبها وتثأر لكرامتها واسلامها وتقيم حكم الله في الأرض ليعم العدل الاجتماعي والسعادة الأبدية.
--- ... الصفحة 440 ... ---
ولذلك صبروا وفي العين قذى، وفي الحلق شجا، عملاً بهذه الأوامر المقدسة وغيرها مما عهده النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليهم بالخصوص، حيث أمرهم بالصبر على الأذى،
--- ... الصفحة 441 ... ---
والغض على القذى، احتياطاً على الأمة، واحتفاظاً بالشوكة، فكانوا يتحرون
--- ... الصفحة 442 ... ---
للقائمين بأمور المسلمين وجوه النص، وهم ـ من استئثارهم بحقهم ـ على أمرّ من العلقم، ويتوخون لهم مناهج الرشد، وهم ـ من تبوئهم عرشهم ـ على آلم للقلب من حز الشفار، تنفيذاً للعهد، ووفاء بالوعد، وقياماً بالواجب شرعاً وعقلاً من تقديم الأهم ـ في مقام التعارض ـ على المهم، ولذا محض أمير المؤمنين كلاً من الخلفاء الثلاثة نصحه، واجتهد لهم في المشورة(1) . ومن تتبع سيرته في
____________
(1) عمر وأبو بكر وعثمان يرجعون الى رأي علي عليه السلام:
رجوع عمر الى علي.
يوجد في: الاستيعاب بهامش الاصابة: 3/39، ذخائر العقبى: 18 و82 تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 144 ـ 148، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 192 ط الغري وص334 ط الحيدرية، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي: 2/255 ـ 261، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 17، المناقب للخوارزمي الحنفي: 38 و39 و50 و51 و53 و54، النص والاجتهاد لشرف الدين: 271 ـ 275، فرائد السمطين: 1/337 و342 و346 و347 ـ 351 و354 وغيرها من الكتب.
وأما رجوع أبي بكر الى علي في رأيه، فيوجد في: ذخائر العقبى: 97 ط القدسي.

(21/23)



وأما رجوع عثمان الى علي. فيوجد في: تفسير ابن كثير: 9/185 و151 ط بولاق وغيرها من عشرات الكتب وان أردت المزيد فعليك بكتاب: احقاق الحق للقاضي التستري: 8/182 الى 242 ط الاسلامية في طهران، والغدير للأميني ج6 وج7 وج8 ط بيروت وط ايران. ففيهما عشرات الموارد.
--- ... الصفحة 443 ... ---
أيامهم، علم أنه بعد أن يئس من حقه في الخلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بلا فصل، شق بنفسه طريق الموادعة، وآثر مسالمة القائمين بالأمر، فكان يرى عرشه ـ المعهود به إليه ـ في قبضتهم، فلم يحاربهم عليه، ولم يدافعهم عنه احتفاظاً بالأمة واحتياطاً على الملة، وضناً بالدين، وإيثاراً للآجلة على العاجلة، وقد مني بما لم يمن به غيره، حيث مثل على جناحية خطبان فادحان، الخلافة بنصوصها وعهودها الى جانب، تستصرخه وتستفزه اليها بصوت يدمي الفؤاد، وأنين يفتت الأكباد(1) ، والفتن الطاغية الى جانب آخر، تندره بانتفاض الجزيرة، وانقلاب العرب، واجتياح الاسلام، وتهدده بالمنافقين من أهل المدينة، وقد مروا على النفاق، وبمن حولهم من الأعراب، وهم منافقون بنص الكتاب، بل هم أشد كفراً ونفاقاً، وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله، وقد قويت بفقده صلى الله عليه وآله وسلم شوكتهم، إذ صار المسلمون بعده كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية، بين ذئاب عادية، ووحوش ضارية، ومسيلمة الكذاب، وطليحة بن خويلد الأفاك، وسجاج بنت الحرث الدجالة، وأصحابهم قائمون ـ في
____________
(1) تقدمت نصوص الخلافة وعهد النبي الى علي تحت رقم (459 و460 و461 و468 و469 و470) وغيرها من الأرقام المتقدمة والمتأخرة.
وراجع: الغدير للأميني: 1/389 و: 7/78 و80 و81 و82.
--- ... الصفحة 444 ... ---

(21/24)



محق الاسلام وسحق المسلمين ـ على ساق، والرومان والأكاسرة وغيرهما، كانوا بالمرصاد، الى كثير من هذه العناصر الجياشة بكل حنق من محمد وآله وأصحابه، وبكل حقد وحسيكة لكلمة الاسلام، تريد أن تنقض أساسها، وتستأصل شأفتها، وإنها لنشيطة في ذلك مسرعة متعجلة، ترى أن الأمر قد استتب لها، وأن الفرصة ـ بذهاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الى جانب الرفيق الأعلى ـ قد حانت، فأرادت أن تسخر الفرصة، وتنتهز تلك الفوضى قبل أن يعود الاسلام الى قوة وانتظام، فوقف أمير المؤمنين بين هذين الخطرين فكان من الطبيعي له أن يقدم حقه قرباناً لحياة الاسلام، وإيثاراً للصالح العام، فانقطاع ذلك النزاع، وارتفاع الخلافة بينه وبين أبي بكر، لم يكن إلا فرقاً على بيضة الدين، وإشفاقاً على حوزة المسلمين، فصبر هو وأهل بيته كافة، وسائر أوليائه المهاجرين والأنصاري، وفي العين قذى، وفي الحلق شجا، وكلامه مدة حياته بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صريح بذلك والأخبار في ذلك متواترة عن أئمة العترة الطاهرة(1) .
لكن سيد الأنصار سعد بن عبادة، لم يسالم الخليفتين أبدا، ولم تجمعه معهما جماعة في عيد أو جمعة، وكان لا يفيض بإفاضتهم، ولا يرى اثراً لشيء من أوامرهم ونواهيهم(2) ، حتى قتل غيلة بحوران على عهد الخليفة الثاني، فقالوا قتله
____________
(1) مطالبة الامام أمير المؤمنين عليه السلام بحقه:
راجع مما تقدم تحت رقم (631 و633 و634 و635 و636)، والاحتجاج للطبرسي ج1 وج2 ط النجف، وبحار الانوار للعلامة المجلسي: 28 باب ـ 4 ص175 وما بعدها ط الجديد، تلخيص الشافي للشيخ الطوسي: 3/47 ـ 57 ط الآداب، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/476 أفست على ط1 بمصر و: 9/306 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
وراجع ما يأتي تحت رقم (892 و898 و899 و900 و901 و902 و903 و904 و905 و906 و907 و908 و909 و910).
(2) تخلف سعد بن عبادة سيد الانصار عن بيعة أبي بكر.

(21/25)



يوجد في تاريخ الطبري: 3/222، الاستيعاب لابن عبدالبر بهامش الاصابة: 2/40، الاصابة لابن حجر العسقلاني: 2/30، العقد الفريد لابن عبد ربه: 4/259 و260 ط لجنة التأليف والنشر بمصر و: 2/251 ط آخر، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/10، مروج الذهبي للمسعودي: 2/301، أسد الغابة لابن الأثير: 2/284 و: 3/222 و223 و331، الكامل لابن الأثير: 3/331، عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/125 و126 و127 و128، الغدير للأميني: 5/371، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6/10 و11 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 2/4 ط1 بمصر، الفصول المهمة لشرف الدين: 45 ط5 النعمان.
--- ... الصفحة 445 ... ---
الجن، وله كلام يوم السقيفة وبعده، لا حاجة بنا الى ذكره(1)(2) .
أما أصحابه كحباب بن المنذر(3) ، وغيره من الأنصار، فإنما خضعوا عنوة، واستسلموا للقوة(4) ، فهل يكون العمل بمقتضيات الخوف من السيف أو
____________
(1) سعد بن عبادة هو أبو ثابت، كان من أهل بيعة العقبة، ومن أهل بدر وغيرها من المشاهد وكان سيد الخزرج ونقيبهم، وجواد الأنصار وزعيمهم، وكلامه الذي أشرنا اليه، طفحت به كتب السير والأخبار، وحسبك منه ما ذكره ابن قتيبة في كتاب الامامة والسياسة، وابن جرير الطبري في تاريخه، وابن الأثير في كامله، وأبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب السقيفة، وغيرهم (منه قدس).
(2) كلام سعد بن عابدة يوم السقيفة.
راجعه في: تاريخ الطبري: 3/218 و222، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 2/328 و331، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/10، عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/125.
(3) كان حباب من سادة الأنصار وأبطالهم بدرياً أحدياً، ذا مناقب وسوابق، وهو القائل: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، أنا أبو شبل في عرينة الأسد، والله لئن شئتم لنعيدنها جذعة. وله كلام أمض من هذا، رأينا الأعراض عنه أولى (منه قدس).
(4) موقف حباب بن المنذر من البيعة:

(21/26)



راجع: الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/5 و6، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6/8 و9 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 2/4 ط1 بمصر، تاريخ الطبري: 3/220، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 3/329 و330.
استعمال القوة في بيعة أبي بكر
راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/219 و: 6/9 و11 و19 و40 و47 و48 و49 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 1/74 و: 2/4 ـ 19 ط1 بمصر.
--- ... الصفحة 446 ... ---
التحريق بالنار(1)(2) إيماناً بعقد البيعة؟ ومصداقاً للاجماع المراد من
____________
(1) تهديدهم علياً بالتحريق ثابت بالتواتر القطعي، وحسبك ما ذكره الامام ابن قتيبة في أوائل كتاب الامامة والسياسة، والامام الطبري في موضعين من أحداث السنة الحاديث عشرة من تاريخه المشهور، وابن عبدربه المالكي في حديث السقيفة من الجزء الثاني من العقد الفريد، وأبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب السقيفة كما في ص134 من المجلد الأول من شرح النهج الحميدي الحديدي، والمسعودي في مروج الذهبي نقلاً عن عروة بن الزبير في مقام الاعتذار عن أخيه عبدالله، اذ هم بتحريق بيوت بني هاشم حين تخلفوا عن بيعته، والشهرستاني نقلاً عن النظام عند ذكره الفرقة النظامية من كتاب الملل والنحل، وأفرد أبو مخنف لأخبار السقيفة كتاباً فيه تفصيل ما أجملناه. وناهيك في شهرة ذلك وتواترة قول شاعر النيل حافظ إبراهيم في قصيدته العمرية السائرة الطائرة:
وقوله لعلي قالها عمر * أكرم بسامعها أعظم بملقبيها
حرقت دارك لا أبقي عليك بها * ان لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص بقائلها * أمام فارس عدنان وحاميها
هذه معاملتهم للامام الذي لا يكون الاجماع حجة عندنا الا اذا كان كاشفاً عن رأيه، فمتى يتم الاحتجاج بمثل اجماعكم هذا علينا، والحال هذه يا منصفون؟! (منه قدس).
(2)
تهديد عمر علياً وفاطمة بالاحراق

(21/27)

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول


راجع: الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/ مصطفى محمد بمصر، العقد الفريد لابن عبدربه المالكي: 4/259 و260 ط لجنة التأليف والنشر بمصر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/134 و: 2/19 ط1 بمصر و: 2/56 و: 6/48 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 1/157 ط دار الفكر، تاريخ الطبري: 3/202، الملل والنحل للشهرستاني: 1/57 نقلاً عن النظام ط دار المعرفة في بيروت وبهامش الفصل لابن حزم: 1/73 ط مصر، بحار الأنوار: 28/338 و339 ط الجديد، الغدير للأميني: 7/77.
ونقله في كتاب عبدالله بن بن سبأ: 1/108 عن: أنساب الاشراف للبلاذري: 1/586، تاريخ ابن شحنة: 164 بهامش الكامل: 7 وفي الغدير: 7/77 عن: تاريخ أبي الفداء: 156 وأعلام النساء: 3/1207.
تأسف أبي بكر
قال أبو بكر في مرض موته «أما اني لا آسي على شيء في الدنيا ألا على ثلاث فعلتها وددت أني لم افعلهن ـ الى قوله ـ فأما الثلاثة التي فعلتها: فوددت أني لم أكشف عن بيت فاطمة وتركته ولو أغلق على حرب…».
راجع كلامه هذا في: تاريخ الطبري: 3/430 ط دار المعارف بمصر و: 2/619 ط آخر، مروج الذهبي للمسعودي: 2/301، الامامة والسياسة: 1/18، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/130 و: 2/20 أفست بيروت على ط1 بمصر و: 2/46 ـ 47 و: 6/51 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/106، العقد الفريد: 4/268 ط لجنة التأليف والنشر و: 2/254 ط آخر.
ونقله العسكري في عبدالله بن سبأ: 1/106 عن: كنز العمال: 3/135 ومنتخب الكنز بهامش أحمد: 2/271، الأموار لأبي عبيدة: 131، لسان الميزان: 4/189، تاريخ الذهبي: 1/388 مرآة الزمان للسبط بن الجوزي، ترجمة أبي بكر من تاريخ دمشق.
--- ... الصفحة 447 ... ---
قوله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تجتمع أمتي على الخطأ، أفتونا ولكم الأجر، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 83
2 ربيع الأول سنة 1330
هل يمكن الجمع بين ثبوت النص وحمل الصحابة على الصحة ؟

(21/28)



إن أولي البصائر النافذة، والرؤية الثاقبة، ينزهون الصحابة عن مخالفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في شيء من ظواهر أوامره ونواهيه، ولا يجوزون عليهم غير التعبد بذلك، فلا يمكن أن يسمعوا النص على الامام، ثم يعدلوا عنه أولاً وثانياً

(21/29)



--- ... الصفحة 448 ... ---
وثالثاً، وكيف يمكن حملهم على الصحة في عدولهم عنه مع سماعهم النص عليه ؟ ما أراك بقادر على أن تجمع بينهما، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 84
5 ربيع الأول سنة 1330
1 ـ الجمع بين ثبوت النص وحملهم على الصحة
2 ـ الوجه في قعود الامام عن حقه
1 ـ أفادتنا سيرة كثيرة من الصحابة أنهم إنما كانوا يتعبدون بالنصوص إذا كانت متمحضة للدين، مختصة بالشؤون الأخروية، كنصه صلى الله عليه وآله وسلم، على صوم شهر رمضان دون غيره، واستقبال القبلة في الصلاة دون غيرها، ونصه على عدد الفرائض في اليوم والليلة، وعدد ركعات كل منها وكيفياتها، ونصه على أن الطواف حول البيت اسبوع، ونحو ذلك من النصوص المتمحضة للنفع الأخروي.
أما ما كان منها متعلقاً بالسياسة كالولايات والامارات، وتدبير قواعد الدولة، وتقرير شؤون المملكة، وتسريب الجيش، فإنهم لم يكونوا يرون التعبد به والالتزام في جميع الأحوال بالعمل على مقتضاه، بل جعلوا لأفكارهم مسرحاً للبحث، ومجالاً للنظر والاجتهاد، فكانوا إذا رأوا في خلافه، رفعاً لكيانهم، أو نفعاً في سلطانهم، ولعلهم كانوا يحرزون رضا النبي بذلك، وكان قد غلب على ظنهم أن العرب لا تخضع لعلي ولا تتعبد بالنص عليه، إذ وترها في سبيل الله، وسفك دماءها بسيفه في إعلاء كلمة الله، وكشف القناع منابذاً لها في نصرة الحق، حتى ظهر أمر الله على رغم كل عات كفور فهم لا يطيعونه إلا عنوة، ولا يخضعون للنص عليه إلا بالقوة، وقد عصبوا به كل دم أراقه الاسلام أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، جرياً على عادتهم في أمثال ذلك، اذ لم يكن بعد النبي في عشيرته صلى الله عليه وآله وسلم، أحد يستحق أن تعصب به تلك الدماء عند العرب غيره، لأنهم إنما كانوا يصبونها في أمثل العشيرة، وأفضل القبيلة، وقد كان هو أمثل الهاشميين؛ وأفضلهم بعد رسول الله، لا يدفاع ولا ينازع في ذلك، ولذا تربص
--- ... الصفحة 449 ... ---

(22/1)



العرب به الدوائر، وقلبوا له الأمور، وأضمروا له ولذريته كل حسيكة، ووثبوا عليهم كل وثبة، وكان ما كان مما طار في الأجواء، وطبق رزؤه الأرض والسماء.
وكذلك فإن قريشاً خاصة والعرب عامة، كانت تنقم من علي شدة وطأته على أعداء الله، ونكال وقعته فيمن يتعدى حدود الله، أو يهتك حرماته عز وجل، وكانت ترهب من أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وتخشى عدله في الرعية، ومساواته بين الناس في كل قضية، ولم يكن لأحد فيه مطمع، ولا عنده لأحد هوادة، فالقوي العزيز عنده ضعيف ذليل حتى يأخذ منه الحق، والضعيف الذليل عنده قوي عزيز حتى يأخذ له بحقه، فمتى تخضع الأعراب طوعاً لمثله وهم (أشد كفراً ونفاقاً وأجدر أن لا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله)(1) (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم)(2) وفيها بطانة لا يألونهم خبالاً.
وأيضاً فإن قريشاً وسائر العرب، كانوا يحسدونه على ما آتاه الله من فضله، حيث بلغ في علمه وعمله رتبة ـ عند الله ورسوله وأولي الألباب ـ تقاصر عنها الأقران، وتراجع عنها الأكفاء، ونال من الله ورسوله بسوابقه وخصائصه، منزلة، تشرئب إليها أعناق الأماني، وشأواً تنقطع دونه هوداي المطامع، وبذلك دبت عقارب الحسد له في قلوب المنافقين، واجتمعت على نقض عهده كلمة الفاسقين والناكثين والقاسطين والمارقين، فاتخذوا النص ظهرياً، وكان لديهم نسياً منسياً.
فكان ما كان مما لست أذكره * فظن خيراً ولا تسئل عن الخبر
وأيضاً، فإن قريشاً وسائر العرب، كانوا قد تشوقوا الى تداول الخلافة في قبائلهم، وأشرئبت الى ذلك أطماعهم، فأمضوا نياتهم على نكث العهد، ووجهوا عزائمهم الى نقض العقد، فتصافقوا على تناسي النص، وتبايعوا على أن لا يذكر بالمرة، وأجمعوا على صرف الخلافة من أول أيامها عن وليها المنصوص عليه من
____________
(1) سورة التوبة آية: 97.
(2) سورة التوبة آية: 101.
--- ... الصفحة 450 ... ---

(22/2)



نبيها، فجعلوها بالانتخاب والاختيار، ليكون لكل حي من أحيائهم أمل في الوصول إليها ولو بعد حين، ولو تعبدوا بالنص، فقدموا علياً بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لما خرجت الخلافة من عترته الطاهرة، حيث قرنها يوم الغدير وغيره بمحكم الكتاب، وجعلها قدوة لأولي الألباب، الى يوم الحساب، وما كانت العرب لتصبر على حصر الخلافة في بيت مخصوص، ولا سيما بعد أن طمحت إليها الأبصار من جميع قبائلها، وحامت عليها النفوس من كل أحيائها.
لقد هزلت حتى بدا من هزالها * كلاها وحتى استامها كل مفلس
وأيضاً، فإنّ من ألم بتاريخ قريش والعرب في صدر الاسلام، يعلم أنهم لم يخضعوا للنبوة الهاشمية، إلا بعد أن تهشموا، ولم يبق فيهم من قوة، فكيف يرضون باجتماع النبوة والخلافة في بني هاشم، وقد قال عمر بن الخطاب لابن عباس في كلام دار بينهما: «إن قريشاً كرهت أن تجتمع فيكم النبوة والخلافة، فتجحفون على الناس(1) »(2) .
2 ـ والسلف الصالح لم يتسن له أن يقهرهم يومئذ على التعبد بالنص فرقاً من انقلابهم إذا قاومهم، وخشية من سوء عواقب الاختلاف في تلك الحال، وقد ظهر النفاق بموت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقويت بفقده شوكة المنافقين، وعتت نفوس الكافرين، وتضعضعت أركان الدين، وانخلعت قلوب المسلمين، وأصبحوا بعده كالغنم المطيرة، في الليلة الشاتية، بين ذئاب عادية، ووحوش ضارية، وارتدت طوائف من العرب، وهمت بالردة أخرى، كما فصلناه في المراجعة 82، فأشفق علي في تلك الظروف أن يظهر إرادة القيام بأمر الناس مخافة البائقة،
____________
(1) نقله ابن أبي الحديد في 107 من المجلد الثالث من شرح النهج، في قضية يجدر بالباحثين أن يقفوا عليها، وقد أوردها ابن الأثير في أواخر أحوال عمر ص24 من الجزء الثالث من كامله، قبل ذكر قصة الشورى. (منه قدس).
(2) محاورة بين ابن عباس وعمر في أمر الخلافة.

(22/3)



راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3/107 ط1 بمصر و: 12/52 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 3/876 ط مكتبة الحياة و: 3/141 ط دار الفكر، الكامل لابن الأثير ج3 ط دار صادر، تاريخ الطبري: 4/223 ط دار المعارف بمصر و: 2/289 ط آخر، عبدالله ابن سبأ للعسكري: 1/114.
--- ... الصفحة 451 ... ---
وفساد العاجلة، والقلوب على ما وصفنا، والمنافقون على ما ذكرنا، يعضون عليهم الأنامل من الغيظ، وأهل الردة على ما بينا، والأمم الكافرة على ما قدمنا، والأنصار قد خالفوا المهاجرين، وانحازوا عنهم يقولون: منا أمير ومنكم أمير.(1) . فدعاه النظر للدين الى الكف عن طلب الخلافة، والتجافي عن الأمور، علماً منه أن طلبها والحال هذه، يستوجب الخطر بالأمة، والتغرير في الدين، فاختار الكف إيثاراً للاسلام، وتقديماً للصالح العام، وتفضيلاً للآجلة على العاجلة.
غير أنه قعد في بيته ـ ولم يبايع حتى أخرجوه كرهاً ـ(2) احتفاظاً بحقه، واحتجاجاً على من عدل عنه، ولو أسرع الى البيعة ما تمت له حجة ولا سطع له برهان، لكنه جمع فيما فعل بين حفظ الدين، والأحتفاظ بحقه من إمرة المؤمنين، فدل هذا على أصالة رأيه، ورجاحة حلمه، وسعة صدره، وإيثاره المصلحة العامة، ومتى سخت نفس امرئ عن هذا الخطب الجليل، والأمر الجزيل، ينزل من الله تعالى بغاية منازل الدين، وإنما كانت غايته مما فعل أربح الحالين له، وأعود المقصودين عليه، بالقرب من الله عز وجل.
أما الخلفاء الثلاثة وأولياؤهم، فقد تأولوا النص عليه بالخلافة للأسباب التي قدمناها، ولا عجب منهم في ذلك بعد الذي نبهنا إليه من تأولهم واجتهادهم في كل ما كان من نصوصه صلى الله عليه وآله وسلم، متعلقاً بالسياسات والتأميرات، وتدبير قواعد الدولة، وتقرير شؤون المملكة، ولعلهم لم يعتبروها كأمور دينية،
____________

(22/4)



(1) راجع: تاريخ الطبري: 4/218 و219 و220 ط دار المعارف بمصر، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6/6 و9 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 2/4 ط1 بمصر، تاريخ اليعقوبي: 2/102.
(2) اخراج الامام علي بن أبي طالب عليه السلام كرهاً لأجل البيعة.
راجع: العقد الفريد: 4/335 ط لجنة التأليف والنشر بمصر و: 2/285 ط آخر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3/415 أفست بيروت.
--- ... الصفحة 452 ... ---
فهان عليهم مخالفته فيها، وحين تم لهم الأمر، اخذوا بالحزم في تناسي تلك النصوص وأعلنوا الشدة على من يذكرها أو يشير اليها، ولما توفقوا في حفظ النظام، ونشر دين الاسلام، وفتح الممالك، والاستيلاء على الثروة والقوة، ولم يتدنسوا بشهوة، علا أمرهم، وعظم قدرهم، وحسنت بهم الظنون، وأحبتهم القلوب، ونسج الناس في تناسي النص على منوالهم، وجاء بعدهم بنو أمية ولا هم لهم إلا اجتياح أهل البيت واستئصال شأفتهم، ومع ذلك كله، فقد وصل إلينا من النصوص الصريحة، في السنن الصحيحة، ما فيه الكفاية، والحمد لله، والسلام عليكم.
ـ ش ـ
المراجعة 85
7 ربيع الأول سنة 1330
التماس الموارد التي لم يتعبدوا فيها بالنص
أخذت كتابك الأخير، فإذا هو معجز في تقريب ما استبعدناه، مدهش في تمثيله بأجلى مظاهر التصوير، فسبحان من ألان لك أعطاف البرهان، وألقى إليك مقاليد البيان، فبلغت ما لا تبلغ إليه الوسائل، وظفرت بما لا تظفر به الأماني. وكنا نظن أن الأسباب لا تتعلق بما استشهدت عليه بنصوص الأثبات، وأن لا سبيل إلى ما خرجت من عهدته بنواهض البينات. وليتك أشرت الى الموارد التي لم يتعبدوا فيها بالنصوص الصريحة، ليتبين وجه السداد، ويتضح سبيل الرشاد، فالتمس تفصيل ذلك، استظهاراً بذكر المأثور من سيرتهم، وسبر المسطور في كتب الأخبار من طريقتهم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ س ـ
المراجعة 86
8 ربيع الأول سنة 1330
1 ـ رزية يوم الخميس

(22/5)



2 ـ السبب في عدول النبي عما أمرهم به يومئذ
--- ... الصفحة 453 ... ---
1 ـ الموارد التي لم يتعبدوا فيها بالنص أكثر من أن تحصى، وحسبك منها رزية يوم الخميس فإنها من اشهر القضايا، وأكبر الرزايا، أخرجها أصحاب الصحاح، وسائر أهل السنن، ونقلها أهل السير والأخبار كافة، ويكفيك منها ما أخرجه البخاري(1) بسنده الى عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس، قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا(2) بعده، فقال عمر: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي كتاباً لا تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قاله عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قوموا [ عنّي خ ل]، فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم. اهـ.(3) وهذا الحديث مما لا كلام في صحته ولا في صدوره؛ وقد أورده البخاري في عدة مواضع من صحيحه(4) ؛ وأخرجه مسلم في
____________
(1) في باب قول المريض قوموا عني من كتاب المرضى، ص5 من الجزء الرابع من صحيحه. (منه قدس).
(2) بحذف النون مجزوماً، لكونه جواباً ثانياً لقوله هلم (منه قدس).
(3)
رزية يوم الخميس وأذية الرسول

(22/6)



هذا اللفظ يوجد في: صحيح البخاري كتاب المرضى باب قول المريض قوموا عن: 7/9 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 7/156 ط محمد علي صبيح وط مطابع الشعب و: 4/7 ط دار احياء الكتب و: 4/5 ط المعاهد و: 4/5 ط الميمنية بمصر و: 6/97 ط بمبي و: 4/6 ط المطبعة الخيرية بمصر، صحيح مسلم في آخر كتاب الوصية: 5/75 ط محمد علي صبيح و ط المكتبة التجارية و: 2/16 ط عيسى الحلبي و: 11/95 ط مصر بشرح النووي، مسند أحمد بن حنبل: 4/356 ح2992 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر.
(4) أورده في كتاب العلم ص22 من جزئه الأول، وفي مواضع أخر يعرفها المتتبعون (منه قدس).
--- ... الصفحة 454 ... ---

(22/7)



آخر الوصايا من صحيحه أيضاً(1) ، ورواه أحمد من حديث ابن عباس في مسنده(2) ؛ وسائر أصحاب السنن والأخبار، وقد تصرفوا فيه إذ نقلوه بالمعنى، لأن لفظه الثابت: إن النبي يهجر، لكنهم ذكروا أنه قال: إن النبي قد غلب عليه الوجع تهذيباً للعبارة، وتقليلاً لمن يستهجن منها، ويدل على ذلك ما أخرجه أبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب السقيفة(3) بالاسناد الى ابن عباس، قال: «لما حضرت رسول الله الوفاة، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال رسول الله: ائتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده، (قال): فقال عمر كلمة معناها أن الوجع قد غلب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: عندنا القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف من في البيت واختصموا، فمن قائل: قربوا يكتب لكم النبي، ومن قائل ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط واللغو والاختلاف غضب صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: قوموا… الحديث»(4) وتراه صريحاً بأنهم إنما نقلوا معارضة عمر بالمعنى لا بعين لفظه، ويدلك على هذا أيضاً أن المحدثين حيث لم يصرحوا باسم المعارض يومئذ، نقلوا المعارضة بعين لفظها، قال البخاري في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير من صحيحه(5) : حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سلمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء، فقال: اشتد برسول الله وجعه يوم الخميس، فقال: ائتوني
____________
(1) ص 14 من جزئه الثاني (منه قدس).
(2) راجع ص325 من جزئه الأول (منه قدس).
(3) كما في ص20 من المجلد الثاني من شرح النهج للعلامة المعتزلي (منه قدس).
(4) يوجد في: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6/51 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 2/20 ط1 بمصر وأفست بيروت و: 2/294 ط دار مكتبة الحياة و: 2/30 ط دار الفكر في بيروت.
--- ... الصفحة 455 ... ---

(22/Cool



بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله، قال صلى الله عليه وآله وسلم: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه، وأوصى عند موته بثلاث: أخرجوا المشكرين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم (قال) ونسيت الثالثة(1) . اهـ.(2) ».
هذا الحديث أخرجه مسلم أيضاً في آخر كتاب الوصية من صحيحه، وأحمد من حدث ابن عباس في مسنده(3) ، ورواه سائر المحدثين، وأخرج مسلم في كتاب الوصية من الصحيح عن سعيد بن جبير من طريق آخر عن ابن عباس، قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ائتوني بالكتف والدواة، أو اللوح والدواة، أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فقالوا: إن رسول الله يهجر(4) . اهـ(5) .
____________
(1) ليس الثالثة الا الأمر الذي أراد النبي أن يكتبه حفظاً لهم من الضلال، لكن السايسة اضطرت المحدثين الى نسيانه، كما نبه اليه مفتي الحنفية في صور الحاج داود الددا (منه قدس).
(2) يوجد في: صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب جوائز الوفد: 4/31 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 4/85 ط مطابع الشعب و: 2/178 ط دار احياء الكتب و: 2/120 ط المعاهد و: 2/125 ط الشرفية و: 5/85 ط محمد علي صبيح و: 4/55 ط الفجالة و: 2/111 ط الميمنية بمصر و: 3/115 ط بمبي بالهند.
صحيح مسلم كتاب الوصية باب ترك الوصية لمن ليس عنده شيء: 2/16 ط عيسى الحلبي و: 5/75 ط محمد علي صبيح بمصر و: 5/75 ط المكتبة التجارية في بيروت و: 11/89 ـ 94 ط مصر بشرح النووي، مسند أحمد: 1/222 ط الميمنية بمصر و: 3/286 ح1935 بسند صحيح و: 5/45 ح3111 ط دار المعارف بمصر.
(3) ص 222 من جزئه الأول. (منه قدس).

(22/9)



(4) وأخرج هذا الحديث بهذه الألفاظ، أحمد في ص355 من الجزء الأول من مسنده، وغير واحد من أثبات السنن (منه قدس).
(5) يوجد ذلك في: صحيح مسلم كتاب الوصية باب ترك الوصية لمن ليس عنده شيء 2/16 ط عيسى الحلبي و: 5/75 ط محمد علي صبيح و: 5/75 ط المكتبة التجارية و: 11/94 ـ 95 ط مصر بشرح النووي، مسند أحمد بن حنبل: 1/355 ط الميمنية بمصر و: 5/116 ح3336 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر، تاريخ الطبري: 3/193 بمصر، الكامل لابن الأثير: 2/320.
رزية يوم الخميس بلفظ ثالث للبخاري:
«عن ابن عباس قال: لما اشتد بالنبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وجعه قال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده. قال عمر: ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وأكثروا اللفظ قال: قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع. فخرج ابن عباس يقول: ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين كتابه».
يوجد في: صحيح البخاري كتاب العلم: 1/37 أفست دار الفكر على ص استانبول و: 1/39 ط مطابع الشعب و: 1/14 ط بمبي بالهند و: 1/32 ط دار احياء الكتب و: 1/22 ط المعاهد و: 1/22 ط الشرفية و: 1/38 ط محمد علي صبيح و: 1/28 ط الفجالة و: 1/20 ـ 21 ط الميمنية بمصر.
رزية يوم الخميس بلفظ رابع للبخاري:
«قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعه فقال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبداً فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا: ما شأنه أهجر؟ استفهموه، فذهبوا يردون عليه فقال: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني اليه، وأوصاهم بثلاث: قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحوما كنت أجيزهم، وسكت عن الثالثة أو قال فنسيتها».

(22/10)



يوجد في: صحيح البخاري كتاب النبي الى كسرى وقيصر باب مرض النبي ووفاته: 5/137 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 6/11 ط مطابع الشعب و: 5/40 ط بمبي بالهند و: 3/66 ط المطبعة الخيرية، تاريخ الطبري: 3/192 ـ 193.
رزية يوم الخيمس بلفظ خامس للبخاري:
«سعيد بن جبير سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى قلت له يا بن عباس ما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعه فقال ائتوني بكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا: ما له أهجر استفهموه فقال: ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني اليه فأمرهم بثلاث قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم والثالثة أما أن سكت عنها واما أن قالها فنسيتها».
يوجد في: صحيح البخاري كتاب الجزية باب اخراج اليهود من جزيرة العرب: 4/65 ـ 66 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 4/12 ط بمبي بالهند و: 2/132 ط آخر. وهذا قريب مما تقدم في اللفظ الأول تحت رقم (848) فراجع.
رزية يوم الخميس بلفظ سادس للبخاري:
«عن ابن عباس قال لما حضر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال: هلم أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده قال عمر: ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله واختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول: ما قال عمر فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: قوموا عني».
قال عبيدالله فكان ابن عباس يقول: ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم».

(22/11)



يوجد في: صحيح البخاري كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب كراهية الخلاف: 8/161 أفست دار الفكر على ص استانبول و: 8/64 ط بمبي بالهند و: 4/194 ط المطبعة الخيرية.
وذكر هذه الرواية في كتاب النبي الى كسرى وقيصر باب مرض النبي ووفاته بعد الرواية المتقدمة في لفظه الرابع.
رزية يوم الخميس في مصادر اخرى:
راجع: عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/79، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/133 أفست بيروت على ط1 بمصر، الملل والنحل للشهرستاني: 1/22 ط بيروت، الطبقات الكبرى لابن سعد: 2/242 ـ 244.
قول عمر بن الخطاب ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليهجر:
يوجد في: تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 62 ط الحيدرية وص36 ط ايران، سر العالمين وكشف ما في الدارين لأبي حامد الغزالي: 21 ط مطبعة النعمان.
--- ... الصفحة 456 ... ---
ومن ألم بما حول هذه الرزية من الصحاح، يعلم أن أول من قال يومئذ:
--- ... الصفحة 457 ... ---
هجر رسول الله. إنما هو عمر، ثم نسج على منواله من الحاضرين من كانوا على رأيه، وقد سمعت قول ابن عباس ـ في الحديث الأول(1) ـ: فاختلف أهل البيت
--- ... الصفحة 458 ... ---
فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من قول: ما قاله عمر ـ أي يقول: هجر رسول الله ـ وفي رواية أخرى أخرجها الطبراني في الأوسط عن عمر(1) ، قال: «لما مرض النبي قال: ائتوني بصحيفة ودواة؛ أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فقال النسوة من رواء الستر: ألا تسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال عمر: فقلت إنكن صويحبات يوسف إذا مرض رسول الله عصرتن أعينكن، وإذا صح ركبتن عنقه! قال: فقال رسول الله: دعوهن فإنهن خير منكم» اهـ.(2) .

(22/12)



وأنت ترى أنهم لم يتعبدوا هنا بنصه الذي لو تعبدوا به لأمنوا من الضلال، وليتهم اكتفوا بعدم الامتثال ولم يردوا قوله إذ قالوا: حسبنا كتاب الله، حتى كأنه لا يعلم بمكان كتاب الله منهم، أو أنهم أعلم منه بخواص الكتاب وفوائده، وليتهم اكتفوا بهذا كله ولم يفاجئوه، بكلمتهم تلك ـ هجر رسول الله ـ وهو مختصر بينهم، وأي كلمة كانت وداعاً منهم له صلى الله عليه وآله وسلم، وكأنهم ـ حيث لم يأخذوا بهذا النص اكتفاء منهم بكتاب الله على ما زعموا ـ لم يسمعوا هتاف الكتاب آناء الليل وأطراف النهار في أنديتهم (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)(3) وكأنهم حيث قالوا: هجر، لم يقرأوا قوله تعالى: (إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين، وما صاحبكم بمجنون)(4) وقوله عز من قائل: (إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلاً ما
____________
(1) كما في ص138 من الجزء الثالث من كنز العمال (منه قدس).
(2) راجع: عبدالله بن سبأ للسيد العكسري: 1/79، الطبقات الكبرى لابن سعد: 2/423 ـ 244.
(3) سورة الحشر آية: 7.
(4) سورة التكوير آية: 19.
--- ... الصفحة 459 ... ---
تؤمنون، ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون، تنزيل من رب العالمين)(1) وقوله جل وعلا (ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى)(2) الى كثير من أمثال هذه الآيات البينات، المنصوص فيها على عصمة قوله من الهجر، على أن العقل بمجرده مستقل بذلك، لكنهم علموا أنه صلى الله عليه وآله وسلم، إنما أراد توثيق العهد بالخلافة، وتأكيد النص بها على علي خاصة، وعلى الأئمة من عترته عامة، فصدوه عن ذلك كما اعترف به الخليفة الثاني في كلامه دار بينه وبين ابن عباس(3)(4) .

(22/13)



وأنت إذا تأملت في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا، بعده، وقوله في حديث الثقلين: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي(5) ، تعلم أن المرمى في الحديثين واحد، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم، اراد في مرضه أن يكتب لهم تفصيل ما أوجبه عليهم في حديث الثقلين.
2 ـ وإنما عدل عن ذلك، لأن كلمتهم تلك التي فاجأوه بها اضطرته إلى العدول، إذ لم يبق بعدها أثر لكتابة الكتاب سوى الفتنة والاختلاف من بعده في أنه هل هجر فيما كتبه ـ والعياذ بالله ـ أو لم يهجر، كما اختلفوا في ذلك وأكثروا اللغو واللغط نصب عينيه، فلم يتسن له يومئذٍ اكثر من قوله لهم: قوموا؛ كما سمعت، ولو أصرّ فكتب الكتاب
____________
(1) سورة الحاقة آية: 40 ـ 43.
(2) سورة النجم آية: 2 ـ 50.
(3) كما في السطر 27 من الصفحة 114 من المجلد الثالث من شرح النهج الحديدي (منه قدس).
(4) اعترف عمر بأنه انما صد عن كتابة الكتاب حتى لا يجعل الأمر لعلي:
راجع: شرح نهج البلاغة: 3/114 سطر 27 ط1 بمصر وأفست بيروت و: 12/79 سطر 3 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 3/803 ط دار مكتبة الحياة و: 3/167 ط دار الفكر.
(5) حديث الثقلين تقدم تحت رقم (28 و29 و30 و31 و32 و33) فراجع.
--- ... الصفحة 460 ... ---
للجوا في قولهم هجر، ولأوغل أشياعهم في إثبات هجره ـ والعياذ بالله ـ فسطروا به اساطيرهم، وملأوا طواميرهم رداً على ذلك الكتاب وعلى من يحتج به.

(22/14)



لهذا اقتضت حكمته البالغة أن يضرب صلى الله عليه وآله وسلم، عن ذلك الكتاب صفحاً لئلا يفتح هؤلاء المعارضون وأولياؤهم باباً الى الطعن في النبوة ـ نعوذ بالله وبه نستجير ـ. وقد رأى صلى الله عليه وآله وسلم ان علياً وأولياءه خاضعون لمضمون ذلك الكتاب سواء عليهم أكتب ام لم يكتب، وغيرهم لا يعمل به ولا يعتبره لو كتب، فالحكمة ـ والحال هذه توجب تركه، إذ لا أثر له بعد تلك المعارضة سوى الفتنة كما لا يخفى، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 87
9 ربيع الأول سنة 1330
العذر في تلك الرزية مع المناقشة فيه
لعله عليه السلام حين أمرهم بإحضار الدواة والبياض، لم يكن قاصداً لكتابة شيء من الأشياء، وانما أراد بكلامه مجرد اختبارهم لا غير، فهدى الله عمر الفاروق لذلك دون غيره من الصحابة، فمنعهم من إحضارهما. فيجب ـ على هذا ـ عد تلك الممانعة من جملة موافقاته لربه تعالى، وتكون من كراماته رضي الله عنه، هكذا أجاب بعض الأعلام، لكن الانصاف أن قوله عليه السلام: «لا تضلوا بعده» يأبى ذلك، لأنه جواب ثان للأمر، ولا يخفى أن الاخبار بمثل هذا الخبر لمجرد الأختبار إنما هو من نوع الكذب الواضح، الذي يجب تنزيه كلام الأنبياء عنه، ولا سيما في موضع يكون ترك إحضار الدواة والبياض أولى من احضارهما، على أن في هذا الجواب نظراً من جهات أخر فلا بد هنا من اعتذار آخر، وحاصل ما يمكن أن يقال: إن الأمر لم يكن أمر عزيمة وايجاب، حتى لا تجوز مراجعته، ويصير المراجع عاصياً، بل كان أمر مشورة وكانوا يراجعونه عليه السلام في بعض تلك الأوامر ولا سيما عمر، فانه كان يعلم من نفسه أنه موفق للصواب في ادراك المصالح، وكان صاحب الهام من الله تعالى، وقد أراد التخفيف عن النبي اشفاقاً
--- ... الصفحة 461 ... ---

(22/15)



عليه من التعب الذي يلحقه بسبب املاء الكتاب في حال المرض والوجع، وقد رأى رضي الله عنه، أن ترك احضار الدواة والبياض أولى، وربما خشي أن يكتب النبي أموراً يعجز عنها الناس، فيستحقون العقوبة بسبب ذلك لأنها تكون منصوصة لا سبيل الى الاجتهاد فيها، ولعله خاف من المنافقين أن يقدحوا في صحة ذلك الكتاب لكونه في حال المرض فيصير سبباً للفتنة؛ فقال: حسبنا كتاب الله لقوله تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وقوله: (اليوم أكملت لكم دينكم) وكأنه رضي الله عنه أمن من ضلال الأمة حيث أكمل الله لها الدين وأتم عليها النعمة.
هذا جوابهم وهو كما ترى، لأن قوله عليه السلام: لا تضلوا، يفيد أن الأمر أمر عزيمة وايجاب، لأن السعي فيما يوجب الامن من الضلال واجب مع القدرة عليه بلا ارتياب، واستياؤه منهم وقوله لهم قوموا، حين لم يمتثلوا أمره دليل آخر على أن الأمر انما كان للايجاب لا للمشورة.
فإن قلت لو كان واجباً ما تركه النبي عليه السلام، بمجرد مخالفتهم، كما أنه لم يترك التبليغ بسبب مخالفة الكافرين، قلنا: هذا الكلام لو تم، فإنما يفيد كون كتابة ذلك الكتاب لم تكن واجبة على النبي عليه السلام، وهذا لا ينافي وجوب الاتيان بالدواة والبياض عليهم حين أمرهم النبي به، وبين لهم أن فائدته الأمن من الضلال ودوام الهداية لهم، اذ الأصل في الأمر انما هو الوجوب على المأمور لا على الآمر، ولا سيما اذا كانت فائدته الى المأمور خاصة، والوجوب علهيم هو محل الكلام لا الوجوب عليه.
على أنه يمكن أن يكون واجباً عليه أيضاً، ثم سقط الوجوب عنه بعدم امتثالهم، وقولهم: هجر، حيث لم يبق لذلك الكتاب أثر سوى الفتنة كما أفدت.

(22/16)



وربما اعتذر بعضهم بأن عمر رضي الله عنه، لم يفهم من الحديث أن ذلك الكتاب سيكون سبباً لحفظ كل فرد من افراد الأمة من الضلال، بحيث لا يضل بعده منهم أحد أصلاً، وانما فهم من قوله: لا تضلوا، أنكم لا تجتمعون على الضلال بقضكم وقضيضكم، ولا تتسرى الضلالة بعد كتابة الكتاب الى كل فرد من أفرادكم، وكان رضي الله عنه يعلم أن اجتماعهم على الضلال مما لا يكون
--- ... الصفحة 462 ... ---
أبداً، وبسبب ذلك لم يجد أثراً لكتابته، وظن أن مراد النبي ليس إلا زيادة الاحتياط في الأمر لما جبل عليه من وفور الرحمة، فعارضه تلك المعارضة بناء منه على أن الامر ليس للايجاب، وانما هو أمر عطفة ورأفة ليس إلا، هذا كل ما قيل في الاعتذار عن هذه البادرة، ومن أمعن النظر فيه جزم ببعده عن الصواب، لأن قوله عليه السلام: لا تضلوا، يفيد أن الأمر للايجاب كما ذكرنا، واستياؤه منهم دليل على انهم تركوا أمراً من الواجبات عليهم، فالأولى أن يقال في الجواب: ان هذه قضية في واقعة كانت منهم على خلاف سيرتهم، كفرطة سبقت، وفلتة ندرت، ولا نعرف وجه الصحة فيها على التفصيل، والله الهادي الى سواء السبيل، والسلام عليكم.
ـ س ـ
المراجعة 88
11 ربيع الأول سنة 1330
تزييف تلك الأعذار
إن من كان عنده فصل الخطاب، لحقيق بأن يصدع بالحق وينطق بالصواب، وقد بقي بعض الوجوه في رد تلك الأعذار، فأحببت عرضه عليكم، ليكون الحكم فيه موكولاً اليكم.
قالوا في الجواب الاول: لعله صلى الله عليه وآله وسلم، حين أمرهم بإحضار الدواة لم يكن قاصداً لكتابة شيء من الأشياء، وانما اراد مجرد اختبارهم لا غير، فنقول ـ مضافاً الى ما أفدتم ـ: ان هذه الواقعة انما كانت حال احتضاره ـ بأبي وأمي ـ كما هو صريح الحديث، فالوقت لم يكن وقت اختبار، وانما كان وقت اعذار وانذار، ووصية بكل مهمة، ونصح تام للأمة، والمحتضر بعيد عن الهزل والمفاكهة، مشغول بنفسه وبمهماته ومهمات ذويه، ولا سيما اذا كان نبياً.

(22/17)



وإذا كانت صحته مدة حياته كلها لم تسع اختبارهم، فكيف يسعها وقت احتضاره، على أن قوله صلى الله عليه وآله وسلم ـ حين أكثروا اللغو واللغط والاختلاف عنده ـ: قوموا، ظاهر في استيائه منهم، ولو كان الممانعون مصيبين
--- ... الصفحة 463 ... ---
لاستحسن ممانعتهم، وأظهر الارتياح اليها، ومن ألم بأطراف هذا الحديث ولا سيما قولهم: هجر رسول الله، يقطع بأنهم كانوا عالمين أنه انما يريد أمراً يكرهونه، ولذا فاجأوه بتلك الكلمة، وأكثروا عنده اللغو واللغط والاختلاف كما لا يخفى، وبكاء ابن عباس بعد ذلك لهذه الحادثة، وعدها رزية دليل على بطلان هذا الجواب.
قال المعتذرون: ان عمر كان موفقاً للصواب في ادراك المصالح، وكان صاحب الهام من الله تعالى، وهذا مما لا يصغى اليه في مقامنا هذا، لأنه يرمي الى أن الصواب في هذه الواقعة انما كان في جانبه لا في جانب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن الهامه كان أصدق من الوحي الذي نطق عنه الصادق الأمين، صلى الله عليه وآله وسلم.
وقالوا: بأنه أراد التخفيف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اشفاقاً عليه من التعب الذي يلحقه بسبب املاء الكتاب في حال المرض؛ وأنت ـ نصر الله بك الحق ـ تعلم بأن في كتابة ذلك الكتاب راحة قلب النبي، وبرد فؤاده، وقرة عينه، وأمنه على أمته صلى الله عليه وآله وسلم، من الضلال. على أن الأمر المطاع، والارادة المقدسة، مع وجوده الشريف انما هما له، وقد أراد ـ بأبي وأمي ـ احضار الدواة والبياض، وأمر به، فليس لأحد أن يرده أمره أو يخالف ارادته (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً)(1) .

(22/18)



على أن مخالفتهم لأمره في تلك المهمة العظيمة، ولغوهم ولغطهم واختلافهم عنده، كان أثقل عليه وأشق من املاء ذلك الكتاب، الذي يحفظ أمته من الضلال، ومن يشفق عليه من التعب باملاء الكتاب كيف يعارضه ويفاجئه بقوله هجر؟!
وقالوا: ان عمر رأى أن ترك احضار الدواة والورق أولى، وهذا من أغرب الغرائب، وأعجب العجائب، وكيف يكون ترك احضارهما أولى مع أمر النبي
____________
(1) سورة الأحزاب آية: 36.
--- ... الصفحة 464 ... ---
باحضارهما؛ وهل كان عمر يرى أن رسول الله يأمر بالشيء الذي يكون تركه أولى؟
وأغرب من هذا قولهم: وربما خشي أن يكتب النبي أموراً يعجز عنها الناس فيستحقون العقوبة بتركها، وكيف يخشى من ذلك مع قول النبي: لا تضلوا بعده، أتراهم يرون عمر أعرف منه بالعواقب، وأحوط منه وأشفق على أمته؟ كلا.
وقالوا: لعل عمر خاف من المنافقين أن يقدحوا في صحة ذلك الكتاب، لكونه في حال المرض فيصير سبباً للفتنة، وأنت ـ نصر الله بك الحق ـ تعلم أن هذا محال مع وجود قوله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تضلوا، لأنه نص بأن ذلك الكتاب سبب للأمن عليهم من الضلال، فيكف يمكن ان يكون سبباً للفتنة بقدح المنافقين؟ وإذا كان خائفاً من المنافقين أن يقدحوا في صحة ذلك الكتاب، فلماذا بذر لهم بذرة القدم القدح حيث عارض ومانع، وقال هجر.
وأما قولهم في تفسير قوله: حسبنا كتاب الله أنه تعالى قال: (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وقال عز من قائل: (اليوم أكملت لكم دينكم) فغير صحيح، لأن الآيتين لا تفيدان الأمن من الضلال، ولا تضمنان الهداية للناس، فكيف يجوز ترك السعي في ذلك الكتاب اعتماداً عليهما؟ ولو كان وجود القرآن العزيز موجباً للأمن من الضلال، لما وقع في هذه الأمة من الضلال والتفرق، ما لا يرجى زواله(1) .
____________

(22/19)



(1) وأنت ـ نصر الله بك الحق ـ تعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل: ان مرادي أن أكتب الأحكام، حتى يقال في جوابه حسبنا في فهمها كتاب الله تعالى، ولو فرض أن مراده كان كتابة الأحكام، فلعل النص عليها منه كان سبباً للأمن من الضلال، فلا وجه لترك السعي في ذلك النص اكتفاء بالقرآن، بل لو لم يمكن لذلك الكتاب الا الأمن من الضلال بمجرده لما صح تركه والاعراض عنه، واعتمادا على أن كتاب الله جامع لكل شيء، وأنت تعلم اضطرار الأمة الى السنة المقدسة وعدم استغنائها عنها بكتاب الله تعالى وان كان جامعاً مانعاً، لأن الاستنباط منه غير مقدور لكل أحد، ولو كان الكتاب مغنياً عن بيان الرسول ما أمره الله تعالى ببيانه للناس اذ قال عز من قائل: (وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم) (منه قدس).
--- ... الصفحة 465 ... ---
وقالوا في الجواب الأخير: ان عمر لم يفهم من الحديث أن ذلك الكتاب سيكون سبباً لحفظ كل فرد من أمته من الضلال، وانما فهم أنه سيكون سبباً لعدم اجتماعهم ـ بعد كتابته ـ على الضلال (قالوا): وقد علم رضي الله عنه أن اجتماعهم على الضلال مما لا يكون أبداً، كتب ذلك الكتاب أو لم يكتب، ولهذا عارض يومئذ تلك المعارضة.

(22/20)



وفيه مضافاً الى ما أشرتم اليه: ان عمر لم يكن بهذا المقدار من البعد عن الفهم، وما كان ليخفى عليه من هذا الحديث ما ظهر لجميع الناس، لأن القروي والبدوي إنما فهما منه أن ذلك الكتاب لو كتب لكان علة تامة في حفظ كل فرد من الظلال، وهذا المعنى هو المتبادر من الحديث الى افهام الناس وعمر كان يعلم يقيناً ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن خائفاً على أمته أن تجتمع على الضلال لأنه رضي الله عنه، كان يسمع قوله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تجتمع أمتي على ضلال، ولا تجتمع على الخطأ، وقوله: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق… الحديث(1) وقوله تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً)(2) الى كثير من نصوص الكتاب والسنة الصريحين بأن الأمة لا تجتمع بأسرها على الضلال، فلا يعقل مع هذا أن يسنح في خواطر عمر أو غيره أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حين طلب الدواة والبياض، كان خائفاً من اجتماع امته على الضلال، والذي يليق بعمر أن يفهم من الحديث ما يتبادر الى الأذهان، لا ما تنفيه صحاح السنة ومحكمات القرآن. على ان استياء النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهم، المستفاد من قوله: قوموا، دليل على أن الذي تركوه كان من الواجب عليهم، ولو كانت معارضة عمر عن اشتباه منه في فهم الحديث كما زعموا؛ لأزال النبي شبهته وأبان له مراده
____________
(1) راجع: كنز العمال: 1/160 ح910 وص 185 ح1030 و1031 ط2 بحيدر آباد، الدر المنثور للسيوطي: 2/222.
(2) سورة النور آية: 55.
--- ... الصفحة 466 ... ---
منه، بل لو كان في وسع النبي أن يقنعهم بما أمرهم به لما آثر اخراجهم عنه، وبكاء ابن عباس وجزعه من أكبر الأدلة على ما نقوله.

(22/21)



والانصاف، أن هذه الرزية لما يضيق عنها نطاق العذر، ولو كانت ـ كما ذكرتم ـ قضية في واقعة، كفرطة سبقت، وفلتة ندرت، لهان الأمر، وان كانت بمجردها بائقة الدهر، وفاقرة الظهر، فانا لله وإنا اليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ ش ـ
المراجعة 89
14 ربيع الأول سنة 1330
1 ـ الاذعان بتزييف تلك الأعذار.
2 ـ التماسه بقية الموارد
1 ـ قطعت على المعتذرين وجهتهم، وملكت عليهم مذاهبهم، وحلت بينهم وبين ما يرومون، فلا موضع للشبهة فيما ذكرت، ولا مساغ للريب في شيء مما به صدعت.
2 ـ فامض على رسلك حتى تأتي على سائر الموارد التي تأولوا فيها النصوص، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 90
17 ربيع الأول سنة 1330
سرية أسامة
لئن صدعت بالحق، ولم تخش فيه لومة الخلق، فأنت العذق المرجب، والجذل المحكك، وإنك لأعلى ـ من أن تلبس الحق بالباطل ـ قدراً، وأرفع ـ من ان تكتم الحق ـ محلاً، وأجل من ذلك شأنا، وأبر وأطهر نفساً.
أمرتني ـ أعزك الله ـ أن أرفع اليك سائر الموارد التي آثروا فيها رأيهم على التعبد بالأوامر المقدسة، فحسبك منها سرية أسامة بن زيد بن حارثة الى غزو الروم، وهي
--- ... الصفحة 467 ... ---
آخر السرايا على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد اهتم فيها ـ بأبي وأمي ـ اهتماماً عظيماً، فأمر أصحابه بالتهيؤ لها، وحضهم على ذلك، ثم عبأهم بنفسه الزكية إرهافاً لعزائمهم واستنهاضاً لهممهم، فلم يبق أحداً من وجوه المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر(1)(2) .
____________

(22/22)



(1) أجمع اهل السير والأخبار على أن أبا بكر وعمر (رض) كانا في الجيش وأرسلوا ذلك في كتبهم ارسال المسلمات وهذا مما لم يختلفوا فيه. فراجع ما شئت من الكتب المشتملة على هذه السرية، كطبقات ابن سعد، وتاريخي الطبري وابن الأثير، والسيرة الحلبية، والسيرة الدحلانية وغيرها، لتعلم ذلك، وقد أورد الحلبي حيث ذكر هذه السرية في الجزء الثالث من سيرته، حكاية ظريفة، نوردها بعين لفظه، قال: ان الخليفة المهدي لما دخل البصرة رأى أياس بن معاوية الذي يضرب به المثال في الذكاء، وهو صبي ووراءه أربعمئة من العلماء وأصحاب الطيالسة فقال المهدي: أف لهذه العثانين أي ـ اللحى ـ أما كان فيهم شيخ يتقدمهم غير هذا الحدث؟ ثم التفت اليه المهدي وقال: كم سنك يا فتى؟ فقال: سني أطال الله بقاء أمير المؤمنين سن أسامة بن زيد بن حارثة لما ولاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جيشاً فيه أبو بكر وعمر، فقال: تقدم بارك الله فيك (وقال الحلبي) وكان سنه سبع عشرة سنة. اهـ. (منه قدس).
(2)
أبو بكر وعمر في جيش أسامة
راجع في كون أبي بكر وعمر في جيش أسامة الذي بعثه النبي في مرضه: الطبقات الكبرى لابن سعد: 2/190، تاريخ اليعقوبي: 2/93 ط الغري و: 2/74 ط بيروت، الكامل لابن الأثير: 2/317، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/53 و: 2/21 أفست على ط1 بمصر و: 1/159 و: 6/52 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، سمط النجوم العوالي لعبدالملك العاصمي المكي: 2/224، السيرة الحلبية للحلبي الشافعي: 3/207، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية: 2/339.
ونقله في عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/71 عن: كنز العمال: 5/312، ومنتخب الكنز بهامش مسند أحمد: 4/180 وأنساب الأشراف: 1/474 وتهذيب ابن عساكر: 2/391 بترجمة أسامة.
--- ... الصفحة 468 ... ---

(22/23)

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول



وأبي عبيدة وسعد وأمثالهم، الا وقد عبأه بالجيش(1)(2) وكان ذلك لأربع ليالٍ بقين من صفر سنة إحدى عشرة للهجرة، فلما كان من الغد دعا أسامة، فقال له: سر الى موضع قتل ابيك فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش، فاغز صباحاً على اهل أبنى(3) ، وحرق عليهم، وأسرع السير لتسبق الأخبار، فإن أظفرك الله عليهم فأقل اللبث فيهم، وخذ معك الأدلاء، وقدم العيون والطلائع معك. فلما كان اليوم الثامن والعشرون من صفر، بدأ به صلى الله عليه وآله وسلم، مرض الموت فحم ـ بأبي وأمي ـ وصدع، فلما اصبح يوم التاسع والعشرين ووجدهم مثاقلين، خرج اليهم فحضهم على السير، وعقد صلى الله عليه وآله وسلم، اللواء لأسامة بيده الشريفة تحريكاً لحميتهم، وارهافاً لعزيمتهم، ثم قال: اغز بسم الله وفي سبيل الله، وقاتل من كفر بالله. فخرج بلوائه معقوداً، فدفعه الى بريدة، وعسكر بالجرف، ثم تثاقلوا هناك فلم يبرحوا، مع ما وعوه من النصوص الصريحة في وجوب اسراعهم لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «اغز صباحاً على أهل أبني»(4) وقوله: «وأسرع السير لتسبق الأخبار»(5) الى كثير من
____________
(1) كان عمر يقول لأسامة: مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنت علي أمير نقل عنه جماعة من الأعلام كالحلبي في سرية أسامة من سيرته الحلبية، وغير واحد من المحدثين والمؤرخين (منه قدس).
(2) عمر يقول لأسامة: مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنت علي أمير.
راجع: السيرة الحلبية: 3/209، كنز العمال للمتقي الهندي: 15/241 ح710 ط2، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية: 2/341.
(3) أبنى ـ بضم الهمزة وسكون الباء ثم نون مفتوحة بعدها ألف مقصورة ـ: ناحية بالبلقاء من أرض سوريا بين عسقلان والرملة، وهي قرب مؤتة التي استشهد عندها زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين في الجنة عليه السلام (منه قدس).

(22/24)



(5) راجع: المغازلي للواقدي: 3/1117 و1123، السيرة الحلبية: 3/207، السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية: 2/339، الطبقات الكبرى لابن سعد: 2/190.
--- ... الصفحة 469 ... ---
أمثال هذه الأوامر التي لم يعلموا بها في تلك السرية. وطعن قوم منهم في تأمير أسامة كما طعنوا من قبيل في تأمير أبيه، وقالوا في ذلك فأكثروا، مع ما شاهدوه من عهد النبي له بالامارة، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم له يومئذ: «فقد وليتك هذه الجيش»(1) ورأوه يعقد له لواء الامارة ـ وهو محموم ـ بيده الشريفة، فلم يمنعهم ذلك من الطعن في تأميره حتى غضب صلى الله عليه وآله وسلم، من طعنهم غضباً شديداً؛ فخرج ـ بأبي وأمي ـ معصب الرأس(2) ، مدثراً بقطيفته، محمومماً ألماً، وكان ذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول قبل وفاته بيومين، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال ـ فيما أجمع أهل الأخبار على نقله، واتفق أولو العلم على صدوره ـ: «أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة؟ ولئن طعنتم في تأميري أسامة، لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله، وأيم الله إنه كان لخليقاً بالامارة، وان ابنه من بعده لخليق بها»(3) وحضهم على المبادرة الى السير، فجعلوا يودعونه ويخرجون الى العسكر بالجرف، وهو يحضهم على
____________
(1) راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/53 أفست على ط1 بمصر و: 1/159 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، المغازي للواقدي: 3/1117، السيرة الحلبية: 3/207، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية: 2/339، الطبقات الكبرى لابن سعد: 2/190.

(22/25)



(2) كل من ذكر هذه السرية من المحدثين وأهل السير والأخبار، نقل طعنهم في تأمير أسامة وأنه صلى الله عليه وآله وسلم، غضب غضباً شديداً، فخرج على الكيفية التي ذكرناها، فخطب الخطبة التي أوردناها، فراجع سرية أسامة من طبقات ابن سعد، وسيرتي الحلبي والدحلاني، وغيرها من المؤلفات في هذا الموضوع (منه قدس).
(3) راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/53 أفست على ط1 بمصر و: 1/159 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/70، المغازي للواقدي: 3/1119، السيرة الحلبية: 3/207، السيرة النبوية بهامش الحلبية: 2/339، الطبقات الكبرى لابن سعد: 2/190.
--- ... الصفحة 470 ... ---
التعجيل، ثم ثقل في مرضه، فجعل يقول: جهزوا جيش أسامة، أنفذوا جيش أسامة، أرسلوا بعث أسامة، يكرر ذلك وهم مثاقلون، فلما كان يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول دخل أسامة من معسكره على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأمره بالسير قائلاً له: «اغد على بركة الله تعالى»(1) فودعه وخرج الى المعسكر ثم رجع ومعه عمر وأبو عبيدة فانتهوا اليه وهو يجود بنفسه، فتوفي ـ روحي وأرواح العالمين له الفداء ـ في ذلك اليوم.
فرجع الجيش باللواء الى المدينة الطيبة، ثم عزموا على الغاء البعث بالمرة، وكلموا أبا بكر في ذلك، واصروا عليه غاية الاصرار، مع ما رأوه بعيونهم من اهتمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في إنفاذه، وعنايته التامة في تعجيل إرساله، ونصوصه المتوالية في الاسراع به على وجه يسبق الأخبار، وبذله الوسع في ذلك منذ عبأه بنفسه وعهد الى أسامة في أمره، وعقد لواءه بيده الى أن احتضر ـ بأبي وأمي ـ فقال: اغد على بركة الله تعالى، كما سمعت، ولولا الخليفة لأجمعوا يومئذ على رد البعث، وحل اللواء، لكنه أبى عليهم ذلك، فلما رأوا منه العزم على ارسال البعث، جاءه عمر بن الخطاب حينئذ يلتمس منه بلسان الأنصار أن يعزل أسامة، يولي غيره.

(22/26)



هذا ولم يطل العهد منهم بغضب النبي وانزعاجة، من طعنهم في تأمير أسامة. ولا بخروجه من بيته بسبب ذلك محموماً معصباً مدثراً، يرسف في مشيته، ورجله لا تكاد تقله، مما كان به من لغوب، فصعد المنبر وهو يتنفس الصعداء ويعالج البرحاء، فقال: «ايها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة، ولئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله، وأيم الله إنه كان لخليقاً بالامارة، وان ابنه من بعده لخليق بها»
____________
(1) راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/53 أفست على ط1 بمصر و: 1/160 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، المغازي للواقدي: 3/1120، السيرة الحلبية: 3/208، السيرة النبوية بهامش الحلبية: 2/340، الطبقات الكبرى لابن سعد: 2/191.
--- ... الصفحة 471 ... ---
فأكد صلى الله عليه وآله وسلم، الحكم بالقسم، وان، واسمية الجملة، ولام التأكيد، ليقلعوا عما كانوا عليه، فلم يقلعوا، لكن الخليفة أبي أن يجيبهم الى عزل أسامة، كما أبى أن يجيبهم الى إلغاء البعث، ووثب فأخذ بلحية عمر(1) فقال: «ثكلتك أمك وعدمتك يا بن الخطاب، استعمله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتأمرني أن أنزعه»(2) ولما سيروا الجيش ـ وما كادوا يفعلون ـ، خرج أسامة في ثلاثة آلاف مقاتل فيهم ألف فرس(3) ، وتخلف عنه جماعة ممن عبأهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في جيشه. وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم ـ فيما أورده الشهرستاني في المقدمة الرابعة من كتاب الملل والنحل: «جهزوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عنه»(4) .
وقد تعلم، أنهم إنما تثاقلوا عن السير أولاً، وتخلفوا عن الجيش أخيراً، ليحكموا قواعد سياستهم، ويقيموا عمدها، ترجيحاً منهم لذلك على التعبد بالنص، حيث رأوه أولى بالمحافظة، وأحق بالرعاية، إذ لا يفوت البعث بتثاقلهم
____________

(22/27)



(1) نقله الحلبي والدحلاني في سيرتيهما، وابن جرير الطبري في أحداث سنة 11 من تاريخه، وغير واحد من أصحاب الأخبار (منه قدس).
(2) راجع: تاريخ الطبري: 3/226، الكامل: 2/335، السيرة الحبية: 3/209، السيرة النبوية بهامش الحلبية: 2/340.
(3) فشن الغارة على أهل أبنى، فحرق منازلهم، وقطع نخلهم، وأجال الخيل في عرصاتهم، وقتل من قتل منهم، واسر من أسر، وقتل يومئذ قاتل أبيه، ولم يقتل، والحمد لله رب العالمين من المسلمين أحد، وكان أسامة يومئذٍ على فرس أبيه وشعارهم يا منصور أمت ـ وهو شعار النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر ـ واسهم للفارس سهمين، وللراجل سهماً وأخذ لنفسه مثل ذلك. (منه قدس).
(4) يوجد في: الملل والنحل للشهرستاني الشافعي: 1/23 أفست دار المعرفة في بيروت على ط مصر تحقيق محمد كيلاني و: 1/20 بهامش الفصل لابن حزم أفست دار المعرفة أيضاً.
--- ... الصفحة 472 ... ---

(22/28)



عن السير، ولا بتخلف من تخلف منهم عن الجيش، أما الخلافة فإنها تنصرف عنهم لا محالة اذا انصرفوا الى الغزوة قبل وفاته صلى الله عليه وآله وسلم، وكان ـ بأبي وأمي ـ أراد أن تخلو منهم العاصمة، فيصفو الأمر من بعده لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب على سكون وطمأنينة، فإذا رجعوا وقد أبرم عهد الخلافة، وأحكم لعلي عقدها، كانوا على المنازعة والخلاف أبعد. وإنما أمر عليهم أسامة وهو ابن سبع عشرة سنة(1) ليّاً لأعنة البعص، ورداً لجماح أهل الجماح منهم، واحتياطاً على الأمن في المستقبل من نزاع أهل التنافس لو أمر أحدهم، كما لا يخفى، لكنهم فطنوا الى ما دبر صلى الله عليه وآله وسلم، فطعنوا في تأمير أسامة، وتثاقلوا عن السير معه، فلم يبرحوا من الجرف حتى لحق النبي صلى الله عليه وآله وسلم بربه، فهموا حينئذ بإلغاء البعث وحل اللواء تارة، وبعزل أسامة أخرى، ثم تخلف كثير منهم عن الجيش كما سمعت، فهذه خمسة أمور في هذه السرية لم يتعبدوا فيها بالنصوص الجلية، إيثاراً لرأيهم في الأمور السياسية، وترجيحاً لاجتهادهم فيها على التعبد بنصوصه صلى الله عليه وآله وسلم، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 91
19 ربيع الأول سنة 1330
1 ـ العذر فيما كان منهم في سرية أسامة
2 ـ لم يرد حديث في لعن المتخلف عن تلك السرية
1 ـ نعم كان رسول الله عليه السلام قد حضهم على تعجيل السير في غزوة أسامة، وأمرهم بالاسراع كما ذكرت، وضيق عليهم في ذلك حتى قال لأسامة حين عهد اليه: اغز صباحاً على أهل أبنى، فلم يمهله الى المساء، وقال له: أسرع السير فلم يرض منه إلاّ بالاسراع، لكنه عليه السلام تمرض بعد ذلك بلا فصل، فثقل
____________
(1) على الأظهر، وقيل كان ابن ثمان عشرة سنة، وقيل ابن تسع عشرة سنة وقيل ابن عشرين سنة، ولا قائل بأن عمره كان أكثر من ذلك (منه قدس).
--- ... الصفحة 473 ... ---

(22/29)



حتى خيف عليه؛ فلم تسمح نفوسهم بفراقه وهو في تلك الحال، فتربصوا ينتظرون في الجرف ما تنتهي اليه حاله، وهذا من وفور اشفاقهم عليه، وولوع قلبهم به، ولم يكن لهم مقصد في تثاقلهم الا انتظار احدى الغايتين، اما قرة عيونهم بصحته، واما الفوز بالتشرف في تجهيزه، وتوطيد الأمر لمن يتولى عليهم من بعده، فهم معذورون في هذا التربص، ولا جناح عليهم فيه.
وأما طعنهم قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تأمير أسامة مع ما وعوه ورأوه من النصوص قولاً وفعلاً على تأميره، فلم يكن منهم إلا لحداثته مع كونهم بين شيوخ وكهول، ونفوس الكهول والشيوخ تأبى ـ بجبلتها ـ أن تنقاد الى الأحداث، وتنفر بطبعها من النزول على حكم الشبان، فكراهتهم لتأميره ليست بدعاً منهم، وإنما كانت على مقتضى الطبع البشري، والجبلة الآدمية، فتأمل.
وما طلبهم عزل أسامة بعد وفاة الرسول، فقد اعتذر عنه بعض العلماء بأنهم ربما جوزوا أن يوافقهم الصديق على رجحان عزله لاقتضاء المصلحة ـ بحسب نظرهم ـ هكذا قالوا، والانصاف أني لا أعرب وجهاً يقبله العقل في طلبهم عزله بعد غضب النبي من طعنهم في تأميره، وخروجه بسبب ذلك محموماً معصباً مدثراً، وتنديده بهم في خطبته تلك على المنبر التي كانت من الوقائع التاريخية الشائعة بينهم، وقد سارت كل مسير، فوجه معذرتهم بعدها لا يعلمه الا الله تعالى.

(22/30)



وأما عزمهم على إلغاء البعث، وإصرارهم على الصديق في ذلك، مع ما رأوه من اهتمام النبي في إنفاذه، وعنايته التامة في تعجيل إرساله، ونصوصه المتوالية في ذلك، فإنما كان منهم احتياطاً على عاصمة الاسلام أن يتخطفها المشركون من حولهم، إذا خلت من القوة، وبعد عنها الجيش، وقد ظهر النفاق بموت النبي عليه السلام، وقويت نفوس اليهود والنصارى، وارتدت طوائف من العرب، ومنعت الزكاة طوائف أخرى، فكلم الصحابة سيدنا الصديق في منع أسامة من السفر فأبى، وقال: والله لئن تخطفني الطير أحبّ إليَّ من ان أبدأ بشيء قبل أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا ما نقله أصحابنا عن الصديق، وأما غيره فمعذور من رد البعث، إذ لم يكن
--- ... الصفحة 474 ... ---
لهم مقصد سوى الاحتياط على الاسلام.
وأما تخلف أبي بكر وعمر وغيرهما عن الجيش حين سار به أسامة، فإنما كان لتوطيد الملك الاسلامي، وتأييد الدولة المحمدية، وحفظ الخلافة التي لا يحفظ الدين وأهله يومئذ إلاّ بها.
2 ـ وأما ما نقلتموه عن الشهرستاني في الملل والنحل، فقد وجدناه مرسلاً غير مسند، والحلبي والسيد الدحلاني في سيرتيهما قالا: لم يرد فيه حديث أصلاً. فإن كنت سلمك الله ترى من طريق أهل السنة حديثاً في ذلك، فدلني عليه والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 92
22 ربيع الأول سنة 1330
1 ـ عذرهم لا ينافي ما قلناه
2 ـ الذي نقلناه عن الشهرستاني جاء في حديث مسند
1 ـ سلمتم ـ سلمكم الله تعالى ـ بتأخرهم في سرية أسامة عن السير، وتثاقلهم في الجرف تلك المدة، مع ما قد أمروا به من الاسراع والتعجيل.
وسلمتم بطعنهم في تأمير أسامة مع ما وعوه ورأوه من النصوص قولاً وفعلاً على تأميره.

(22/31)



وسملتم بطلبهم من أبي بكر عزله بعد غضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طعنهم في إمارته، وخروجه بسبب ذلك محموماً معصباً مدثراً، وتنديده بهم في خطبته تلك على المنبر، التي قلتم: إنها كانت من الوقائع التاريخية، وقد أعلن فيها كون أسامة أهلاً لتلك الامارة.
وسلمتم بطلبهم من الخليفة إلغاء البعث الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحل اللواء الذي عقده بيده الشريفة، مع ما رأوه من اهتمامه في إنفاذه، وعنايته التامة في تعجيل ارساله، ونصوصه المتوالية في وجوب ذلك.
وسلمتم بتخلف بعض من عبأهم صلى الله عليه وآله وسلم، في ذلك
--- ... الصفحة 475 ... ---

(22/32)



الجيش، وأمرهم بالنفوذ تحت قيادة أسامة، سلمتم بكل هذا كما نص عليه أهل الأخبار، واجتمعت عليه كلمة المحدثين وحفظة الآثار، وقلتم إنهم كانوا معذورين في ذلك، وحاصل ما ذكرتموه من عذرهم أنهم إنما آثروا في هذه الامور مصلحة الاسلام بما اقتضته أنظارهم لا بما أوجبته النصوص النبوية، ونحن ما ادعينا ـ في هذا المقام ـ أكثر من هذا، وبعبارة أخرى، موضوع كلامنا إنما هو في أنهم كانوا يتعبدون في جميع النصوص أم لا، اخترتم الاول، ونحن اخترنا الثاني، فاعترافكم الآن بعدم تعبدهم في هذه الأوامر يثبت ما اخترناه، وكونهم معذورين أو غير معذورين خارج عن موضع البحث كما لا يخفى، وحيث ثبت لديكم إيثارهم في سرية أسامة مصلحة الاسلام بما اقتضته أنظارهم على التعبد بما أوجبته تلك النصوص، فلم لا تقولون إنهم آثروا في أمر الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مصلحة الاسلام بما اقتضته أنظارهم على التعبد بنصوص الغدير وأمثالها؟ اعتذرتم عن طعن الطاعنين في تأمير أسامة: بأنهم إنما طعنوا بتأميره لحداثته مع كونهم بين كهول وشيوخ، وقلتم: إن نفوس الكهول والشيوخ تأبى بجبلتها وطبعها أن تنقاد الى الأحداث، فلم لم تقولوا هذا بعينه فيمن لم يتعبدوا بنصوص الغدير المقتضية لتأمير علي وهو شاب على كهول الصحابة وشيوخهم، لأنهم ـ بحكم الضرورة من أخبارهم ـ قد استحدثوا سن أسامة يوم ولاه صلى الله عليه وآله وسلم، عليهم في تلك السرية، وشتان بين الخلافة وإمارة السرية، فإذا أبت نفوسهم أن تنقاد للحدث في سرية واحدة، فهي أولى بأن تأبى أن تنقاد للحدث مدة حياته، في جميع الشؤون الدنيوية والاخروية.

(22/33)



على أن ما ذكرتموه من أن نفوس الشيوخ والكهول تنفر بطبعها من الأنقياد للحدث ممنوع، إن كان مرادكم الاطلاق في هذا الحكم، لأن نفوس المؤمنين من الشيوخ الكاملين في إيمانهم لا تنفر من طاعة الله ورسوله في الانقياد للأحداث، ولا في غيره من سائر الأشياء (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً)(1) (وما آتاكم الرسول
____________
(1) سورة النساء آية: 65.

(22/34)



--- ... الصفحة 476 ... ---
فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)(1) .
2 ـ أما الكلمة المتعلقة فيمن تخلف عن جيش أسامة، التي أرسلها الشهرستاني إرسال المسلمات، فقد جاءت في حديث مسند، أخرجه أبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب السقيفة، أنقله لك بعين لفظه، «قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح، عن أحمد بن سيار، عن سعيد بن كثير الانصاري ورجاله، عن عبدالله بن عبدالرحمن: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في مرض موته أمر أسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جلة من المهاجرين والأنصار، منهم: أبو بكر، وعمر، وابو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة، والزبير، وأمره أن يغير على مؤته حيث قتل أبوه زيد، وأن يغزو وادي فلسطين، فتثاقل أسامة وتثاقل الجيش بتثاقله، وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في مرضه يثقل ويخف ويؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث، حتى قال له أسامة: بأبي أنت وأمي، أتأذن لي أن أمكث اياماً حتى يشفيك الله تعالى، فقال أخرج وسر على بركة الله، فقال: يا رسول الله إن أنا خرجت وأنت على هذه الحال، خرجت وفي قلبي قرحة، فقال: سر على النصر والعافية، فقال: يا رسول الله إني أكره أن أسائل عنك الركبان، فقال: انفذ ما أمرتك به، ثم أغمي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقام أسامة فتجهز للخروج، فلما أفاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سأل عن أسامة والبعث، فأخبر أنهم يتجهزون، فجعل يقول: أنفذوا بعث أسامة لعن الله من تخلف عنه، وكرر ذلك، فخرج أسامة واللواء على رأسه والصحابة بين يديه حتى إذا كان بالجرف نزل ومعه: أبو بكر، وعمر، واكثر المهاجرين، ومن الأنصار: اسيد بن حضير، وبشر بن سعد، وغيرهم من الوجوه، فجاءه رسول أم أيمن يقول له: أدخل فإن رسول الله يموت، فقام من فوره، فدخل المدينة واللواء معه، فجاء به حتى ركزه بباب رسول الله، ورسول الله قد مات في تلك الساعة»(2) انتهى بعين لفظه، وقد

(23/1)



____________
(1) سورة الحشرة آية: 7.
(2) راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/21 أفست بيروت على ط1 بمصر و: 6/52 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
--- ... الصفحة 477 ... ---
نقله جماعة من المؤرخين، منهم العلامة المعتزلي في آخر ص20 والتي بعدها من المجلد الثاني من شرح نهج البلاغة، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 93
23 ربيع الأول سنة 1330
التماس بقية المورد
أطلنا الكلام فيما يتعلق بسرية أسامة، كما أطلناه في رزية يوم الخميس؛ حتى بانت الرغوة عن الصريح، وظهر الصبح فيهما لذي عينين، فمل بنا الى غرهما من الموارد، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 94
25 ربيع الأول سنة 1330
أمره صلى الله عليه وآله وسلم بقتل المارق
حسبك مما تلتمسه ما أخرجه جماعة من أعلام الأمة وحفظة الأئمة. واللفظ للامام أحمد بن حنبل في ص15 من الجزء الثالث من مسنده من حديث أبي سعيد الخدري، قال: إن أبا بكر جاء الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله إني مررت بوادي كذا وكذا، فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اذهب اليه فاقتله»، قال: فذهب إليه أبو بكر، فلما رآه على تلك الحال، كره أن يقتله، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمر: اذهب فاقتله، فذهب عمر فرآه على تلك الحال التي رآه أبو بكر عليها، قال: فكره أن يقتله، قال: فرجع، فقال: يا رسول الله اني رأيته متخشعاً فكرهت أن أقتله، قال: «يا علي اذهب فاقتله»، قال: فذهب علي فلم يره، فرجع علي فقال: يا رسول الله اني لم أره، قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن هذا وأصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا
--- ... الصفحة 478 ... ---

(23/2)



يعودون فيه حتى يعود السهم من فوقه، فاقتلوهم هم شر البرية». اهـ.(1) . وأخرج أبو يعلى في مسنده كما في ترجمة ذي الثدية من إصابة ابن حجر ـ عن أنس، قال: كان في عهد رسول الله رجل يعجبنا تعبده واجتهاده، وقد ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، باسمه فلم يعرفه، فوصفناه بصفته فلم يعرفه، فبينا نحن نذكره اذ طلع الرجل، قلنا: هو هذا؛ قال: إنكم لتخبروني عن رجل إن في وجهه لسفعة من الشيطان، فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنشدك الله هل قتل حين وقفت على المجلس: ما في القوم أحد أفضل مني أو خير مني؟ قال: اللهم نعم، ثم دخل يصلي، فقال رسول الله صلى الله عله وآله وسلم: من يقتل الرجل؟ فقال أبو بكر: أنا، فدخل عليه فوجده يصلي، فقال: سبحان الله، أقتل رجلاً يصلي، فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعلت؟ قال: كرهت أن أقتله وهو يصلي، وأنت نهيت عن قتل المصلين، قال: من يقتل الرجل؟ قال عمر؟ أنا، فدخل فوجده واضعاً جبهته، فقال عمر: أبو بكر أفضل مني، فخرج، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: مهيم؟ قال: وجدته واضعاً جبهته لله، فكرهت أن أقتله، فقال: من يقتل الرجل؟ فقال علي؟ أنا، فقال: أنت إن أدركته، فدخل عليه، فوجده خرج، فرجع الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ميهم؟ قال: وجدته قد خرج، قال: لو قتل ما اختلف من أمتي رجلان(2) ، الحديث. وأخرجه الحافظ محمد بن موسى الشيرازي في كتابه الذي استخرجه من تفاسير يعقوب بن سفيان، ومقاتل بن سليمان، ويوسف القطان، والقاسم بن سلام، ومقاتل بن حيان، وعلي بن حرب، والسدي، ومجاهد، وقتادة ووكيع، وابن جريح، وأرسله ارسال المسلمات جماعة من الثقات كالامام شهاب الدين أحمد ـ المعروف بابن عبد ربه الأندلسي ـ عند انتهائه الى القول
____________
(1) راجع: سمند احمد بن حنبل: 3/15 ط الميمنية بمصر.

(23/3)



(2) راجع: الاصابة لابن حجر: 1/484، العقد الفريد لابن عبد ربه: 2/403 ـ 404 ط لجنة التأليف والنشر و: 1/167 ط آخر.
--- ... الصفحة 479 ... ---
في أصحاب الأهواء من الجزء الأول من عقده الفريد، وقد جاء في آخر ما حكاه في هذه القضية: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: إن هذا لأول قرن يطلع في أمتي، لو قتلتموه ما اختلف بعده اثنان، إن بني اسرائيل افترقت اثنتين وسبعين فرقة، وإن هذه الأمة ستفترق ثلاثاً وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة(1) . اهـ.
وقريب من هذه القضية ما أخرجه أصحاب السنن(2) عن علي، قال: «جاء النبي أناس من قريش فقالوا: يا محمد إنا جيرانك وحلفاؤك، وإن ناساً من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه، إنما فروا من ضياعنا وأموالنا فارددهم الينا، فقال لأبي بكر: ما تقول؟ قال: صدقوا إنهم جيرانك: قال: فتغير وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال لعمرك ما تقول؟ قال: صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك، فتغير وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا معشر قريش، والله ليبعثن الله عليكم رجلاً قد امتحن الله قلبه بالايمان فيضربكم على الدين، فقال أبو بكر: أنا يا رسول الله، قال: لا، قال عمر: أنا يا رسول الله؛ قال: لا، ولكنه الذي يخصف النعل، وكان أعطى علياً نعله يخصفها»(3) والسلام عليكم.
ش
____________
(1) فرقة وشيعة لفظان ـ بحساب الجمل ـ مترادفان لأن كلا منهما 385 وهذا مما تتفأل به عوام تلك الفرقة (منه قدس).
(2) كالامام أحمد في أواخر ص155 من الجزء الأول من مسنده، وسعيد بن منصور في سننه، وابن جرير في تهذيب الآثار، وصححه ونقله عنهم جميعاً المتقي الهندي في ص396 من الجزء السادس من كنز العمال (منه قدس).
(3) يوجد في: خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 11 ط التقدم العلمية بمصر وص68 ـ 69 ط الحيدرية وص19 ط بيروت، مسند أحمد بن حنبل: 2/338 ح1335 بسند صحيح.

(23/4)



ذكر الى تغير وجه النبي عند قول عمر. ط دار المعارف بمصر، كنز العمال: 15/112 ح317 و434 ط2 بحيدر آباد.
وقريب منه يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/366 ح866، فرائد السمطين: 1/162 ح124.
--- ... الصفحة 480 ... ---
المراجعة 95
26 ربيع الأول سنة 1330
العذر في عدم قتل المارق
لعلهما رضي الله عنهما فهما استحباب قتله حملاً منهما للأمر على الاستحباب لا على الوجوب، ولذا لم يقتلاه، أو ظنا أن قتله واجب كفائي، فتركاه اعتماداً على غيرهما من الصحابة لوجود من تتحقق به الكفاية منهم، ولم يكونا حين رجعا عنه خائفين من فوات الأمر بسبب هربه، إذ لم يخبراه بالقضية، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 96
29 ربيع الأول سنة 1330
ردُّ العذر
الأمر حقيقة في الوجوب، فلا يتبادر الى الأذهان منه سواه، فحمله على الاستحباب مما لا يصح إلا بالقرينة ولا قرينة في المقام على ذلك، بل القرائن تؤكد إرادة المعنى الحقيقي، أعني الوجوب، فأنعم النظر في تلك الأحاديث تجد الأمر كما قلناه، وحسبك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم في فوقه فاقتلوهم هم شر البرية، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: لو قتل ما اختلف من أمتي رجلان، فإن هذا الكلام ونحوه، لا يقال إلا في إيجاب قتله والحض الشديد على ذلك.
وإذا راجعت الحدث في مسند أحمد، تجد الأمر بقتله متوجهاً الى أبي بكر خاصة، ثم الى عمر بالخصوص، فكيف ـ والحال هذه ـ يكون الوجوب كفائياً.
على أن الأحاديث صريحة بأنهما لم يحجما عن قتله إلا كراهة أن يقتلاه وهو على تلك الحال، من التخشع في الصلاة لا لشيء آخر، فلم يطيبا نفساً بما طابت له نفس
--- ... الصفحة 481 ... ---

(23/5)



النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يرجا ما أمرهما به من قتله، فالقضية من الشواهد على أنهم كانوا يؤثرون العمل برأيهم على التعبد بنصه كما ترى، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 97
30 ربيع الأول سنة 1330
التماس الموارد كلها
هَلُمَّ ببقية الموارد، ولا تُبقوا منها ما نلتمسه مرة أخرى، وإن احتاج ذلك الى التطويل، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 98
3 ربيع الثاني سنة 1330
1 ـ لمعة من الموارد
2 ـ الاشارة الى موارد أخر
1 ـ حسبك منها صلح الحديبية، وغنائم حنين، وأخذ الفداء من أسرى بدر، وأمره صلى الله عليه وآله وسلم، بنحر بعض الابل إذا أصابتهم مجاعة في غزوة تبوك، وبعض شؤونهم يوم أحد وشعبه، ويوم أبي هريرة إذ نادى بالبشارة لكل من لقي الله بالتوحيد، ويوم الصلاة على ذلك المنافق، ويوم اللمز في الصدقات وسؤالهم بالفحش، وتأول آيتي الخمس والزكاة وآيتي المتعتين، وآية الطلاق الثلاث، وتأول السنة الواردة في نوافل شهر رمضان كيفية وكمية، والمأثورة في كيفية الآذان، وكمية التكبير في صلاة الجنائز، الى ما لا يسع المقام بيانه، كالمعارضة في أمر حاطب بن بلتعة، والمعارضة لما فعله النبي في مقام ابراهيم، وكإضافة دور جماعة من المسلمين الى المسجد، وكالحكم على اليمانيين بدية أبي خراش الهذلي، وكنفي نصر بن الحجاج السلمي، وإقامة الحد على جعدة بن سليم(1) ، ووضع الخراج على السواد، وكيفية ترتيب الجزية، والعهد بالشورى
____________
(1) راجع ترجمة عمر من طبقات ابن سعد، تقف على اقامة الحد على جعدة بلا شاهد ولا مدع سوى ورقة فيها أبيات لا يعرف قائلها، تتضمن رمي جعدة بالفاحشة (منه قدس).
--- ... الصفحة 482 ... ---
على الكيفية المعلومة، وكالعس ليلاً، والتجسس نهاراً، وكالعول في الفرائض(1) الى ما لا يحصى من الموارد التي آثروا فيها القوة والسطوة، والمصالح العامة، وقد أفردنا لها في كتابنا ـ سبيل المؤمنين(1) ـ باباً واسعاً.

(23/6)



2 ـ على أن هناك نصوصاً أخرى خاصة في علي وفي العترة الطاهرة غير نصوص الخلافة لم يعملوا بها أيضاً، بل عملوا بنقيضها كما يعلمه الباحثون، فلا عجب بعدها من تأولهم نص الخلافة عليه، وهل هو إلا كأحد النصوص التي تأولوها فقدموا العمل بآرائهم على التعبد بها؟ والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 99
5 ربيع الثاني سنة 1330
1 ـ إيثارهم المصلحة في تلك الموارد
2 ـ التماس ما بقي منها
1 ـ لا يرتاب ذو مسكة في حسن مقاصدهم، وإيثارهم المصلحة العامة في كل ما كان منهم في تلك الموارد إذ كانوا يتحرون فيها الأصلح للأمة، والأرجح للملة، والأقوى للشوكة، فلا جناح عليهم في شيء مما فعلوه، سواء عليهم أتعبدوا بالنص أم تأولوها.
____________
(1) الموارد التي لم يتعبد الصحابة فيها بالنصوص:
راجع في ذلك: كتاب النص والاجتهاد لشرف الدين طبع عدة طبعات، الفصول المهمة للامام شرف الدين أيضاً ص44 ـ 130 ط5 بمطبعة النعمان، الغدير للأميني ج6.
(2) لئن فاتكم سبيل المؤمنين، فلا تفوتنكم الفصول المهمة، فان فيها من الفوائد ما لا يوجد في غيرها، وقد عقدنا فيها للمتأولين فصلاً على حدة، وهو الفصل 8 ص44 وما بعدها الى ص130 من الطبعة الثانية. فيه تفصيل هذه الموارد (منه قدس).
--- ... الصفحة 483 ... ---
2 ـ وكنا كلفناكم باستقصاء الموارد، فأوردتم منها ما أوردتم، ثم ذكرتم أن في الامام وعترته نصوصاً غير نصوص الخلافة لم يعمل بها سلفنا، فليتكم أوردتموها مفصلة وأغنيتمونا عن التماسها، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 100
8 ربيع الثاني سنة 1330
1 ـ خروج المناظر عن محل البحث
2 ـ إجابته الى ملتمسه
1 ـ سلمتم بتصرفهم في النصوص المأثورة في تلك الموارد، فصدقتم بما قلناه والحمد لله. أما حسن مقاصدهم وإيثارهم المصلحة العامة وتحريهم الأصلح للأمة، والأرجح للملة، ولأقوى للشوكة، فخارج عن محل البحث كما تعلمون.

(23/7)



2 ـ التمست في المراجعة الأخيرة تفصيل ما اختص بعلي من الصحاح المنصوص فيها عليه بغير الامامة من الأمور التي لم يتعبدوا بل لم يبالوا بها، وأنت إمام السنن، في هذا الزمن، جمعت أشتاتها، واستفرغت الوسع في معاناتها، فمن ذا يتوهم أنك ممن لا يعرف تفصيل ما أجملناه، ومن ذا يرى أنه أولى منك بمعرفة كنه ما أشرنا اليه، وهل يجاريك أو يباريك في السنة أحد، كلا، ولكن الأمر كما قيل: «وكم سائل عن أمره وهو عالم».
إنكم لتعلمون أن كثيراً من الصحابة كانوا يبغضون علياً ويعادونه، وقد فارقوه وآذوه، وشتموه وظلموه، وناصبوه، وحاربوه، فضربوا وجهه ووجوه أهل بيته وأوليائه بسيوفهم، كما هو معلوم بالضرورة من أخبار السلف، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع علياً فقد أطاعني، ومن عصى علياً فقد عصاني»(1) وقال
____________
(1) تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (568) وتقدم كون طاعة علي كطاعة الرسول تحت رقم (747) فراجع.
--- ... الصفحة 484 ... ---
صلى الله عليه وآله وسلم: «من فارقني فارق الله ومن فارقك يا علي فقد فارقني»(1) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك بعدي(2) » وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من سب علياً فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله»(3) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من آذى علياً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله»(4) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من أحب علياً فقد أحبني ومن أبغض علياً فقد أبغضني»(5) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يحبك يا علي إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق»(6) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «الهم والِ من والاه، وعادِ
____________
(1) تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (569) فراجع، وتحت رقم (748) أيضاً.

(23/Cool



(2) تقدم تحت رقم (574) فراجع.
(3) تقدم تحت رقم (570) وما بعده فراجع.
(4) يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/393 ح501 الاستيعاب بهامش الاصابة: 3/37، ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري: 65، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 205 و303 ط اسلامبول وص243 و338 ط الحيدرية.
وتقدم صدره تحت رقم (571) مع مصادره فراجع.
(5) تقدم مع مصادره تحت رقم (572) فراجع.
(6) قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي:
«لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق».

(23/9)



يوجد في: صحيح الترمذي: 5/306 ح3819 ط دار الفكر، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 27 ط التقدم العلمية بمصر وص105 ط الحيدرية وص44 ط بيروت، سنن النسائي: 8/116، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/188 حديث 671 و674 و675 و678 و680 و683 و684 و686 و687 و688 و689 و690 و691 و692 و693 و694 و695 و702 و703، أسد الغابة: 4/26، حلية الأولياء: 4/185 وصححه وذكره بطرق مختلة، ميزان الاعتدال للذهبي: 2/41، الاستيعاب لابن عبدالبر بهامش الاصابة: 3/37، مجمع الزوائد للهيثمي: 9/133، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد الحنفي: 4/520 ط1 بمصر 20/221 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 190 ح225 و226 و228 و229 و331 ط1 بطهران، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 47 و48 و182 ط اسلامبول وص52 و53 و215 ط الحيدرية، كنوز الحقائق للمناوي: 38 و171 بدون ذكر المطبعة وص46 و192 ط بولاق بمصر، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/30، كنز العمال: 15/157 ح444 ط2، الرياض النضرة: 2/284. ونقله في احقاق الحق ج7 عن: مسند أحمد: 1/95 ط الميمنية، علل الحديث لأبي حاتم: 2/400، سنن البيهقي: 2/271 ط الميمنية، طبقات الحنابلة: 1/320، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 8/417 و: 14/426، موضح الجمع والتفريق للبغدادي: 468، معالم التنزيل للبغوي: 6/180، لسان الميزان لابن حجر: 2/446، سعد الشموس والأقمار: 210، شرح ديوان أمير المؤمنين للمبيدي: 191 مخطوط، الشفاء للقاضي عياض: 2/41، تذكرة الحفاظ للذهبي: 1/10، الفتح الكبير للنبهاني: 1/446، نقد عين الميزان لمحمد بهجت: 14 ط مجلة القيمرية، السيف اليماني المسلول: 49، فرائد السمطين: 1/133.
وتقدم هذا الحديث بضمير المتكلم مع مصادره تحت رقم (573) فراجع.
--- ... الصفحة 485 ... ---

(23/10)



من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله»(1) ونظر يوماً الى علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم»(2) وحين غشاهم بالكساء قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم، وعدو لمن عاداهم»(3) الى كثير من أمثال هذه السنن التي لم يعمل كثير من الصحابة بشيء منها،
____________
(1) تقدم هذا الحديث مع مصادره بين رقم (662 وبين 623) فراجع.
(2) تقدم مع مصادره تحت رقم (749) فراجع.
(3) يوجد في: الصواعق المحرقة لابن حجر: 142 و185 ط المحمدية وص85 و112 ط الميمنية بمصر، الاصابة لابن حجر العسقلاني: 4/378، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 229 و294 و309 ط اسلامبول، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 232 و239، مصابيح السنة للبغوي الشافعي: 2/280، مشكاة المصابيح للعمري: 3/258، ذخائر العقبى للطبري الشافعي: 23، الرياض النضرة لمحب الدي الطبري الشافعي: 2/94.
--- ... الصفحة 486 ... ---

(23/11)



إنما عملوا بنقيضها تقديماً لأهوائهم، وإيثاراً لأغراضهم، وأولو البصائر يعلمون أن سائر السنن المأثورة في فضل علي ـ وإنها لتربو على المئات ـ كالنصوص الصريحة في وجوب موالاته، وحرمة معاداته، لدلالة كل منها على جلال قدره وعظم شأنه، وعلو منزلته عند الله ورسوله، وقد أوردنا منها في غضون هذه المراجعات طائفة وافرة، وما لم نورده أضعاف أضعاف ما أوردنا(1) ، وأنتم ـ بحمد الله ـ ممن وسعوا السنن علماً، وأحاطوا بها فهماً، فهل وجدتم شيئاً منها يتفق مع مناصبته ومحاربته، أو يلتئم مع إيذائه وبغضه وعداوته، أو يناسب هضمه وظلمه، وسبه على منابر المسلمين، وجعل ذلك سنة من سنن الخطباء، أيام الجمع والأعياد، كلا. ولكن الذين ارتكبوا منه ذلك لم يبالوا بها على كثرتها وتواترها، ولم يكن لهم منها وازع عن العمل بكل ما تقتضيه سياستهم، وكانوا يعلمون أنه أخو النبي ووليه ووارثه ونجيه، وسيد عترته، وهارون أمته، وكفؤ بضعته وأبو ذريته، وأولهم اسلاماً وأخلصهم إيماناً، وأغزرهم علماً، وأكثرهم عملاً، وأكبرهم حلماً، وأشدهم يقيناً، وأعظمهم عناءً، وأحسنهم بلاء، وأوفرهم مناقب، وأكرمهم سوابق، وأحوطهم على الاسلام، وأقربهم من رسول الله، وأشبههم به هدياً
____________
السنن الواردة في فضل علي وأهل بيته

(23/12)



(1) راجع: احقاق الحق للتستري ج1 وج2 وج3 وج4 وج5 وج6 وج7 وج8 وج9 وج10 وج11 ط المطبعة الاسلامية في طهران مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ط المطبعة الاسلامية بطهران، ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج1 وج2 وج3 ط بيروت، كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب للكنجي الشافعي ط الحيدرية، الغدير للأميني ج1 الى ج11 ط ايران وط بيروت، فضائل الخمسة من الصحاح الستة للفيروز ابادي ط في النجف وبيروت، المناقب للخوارزمي الحنفي ط تبريز وط الحيدرية، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج1 وج2 ط في بيروت، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ط في اسلامبول وايران وصيدا والنجف وقد طبع 8 طبعات، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ط في النجف، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ط في مصر وبيروت والنجف، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي: 2/201 ـ 334 ط2 مطبعة دار التألف بمصر وغيرها من عشرات الكتب المطبوعة والمخطوطة.
--- ... الصفحة 487 ... ---

(23/13)



وخلقاً وسمتاً، وأمثلهم فعلاً وقولاً وصمتاً، لكن الأغراض الشخصية كانت هي المقدمة عندهم على كل دليل؛ فأي عجب بعد هذا من تقديم رأيهم في الامامة على التعبد بنص الغدير، وهل نص الغدير الا حديث واحد من مئات الأحاديث التي تأولوها؟ إيثاراً لآرائهم وتقديماً لمصالحهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي»(1) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له»(2) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس»(3) ، إلى آخر ما جاء على هذا النمط من صحاح السنن التي لم يتعبدوا بشيء منها، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 101
10 ربيع الثاني سنة 1330
لِمَ لَمْ يحتج الامام يوم السقيفة بنصوص الخلافة والوصاية؟
صرح الحق عن محضه، والحمد لله رب العالمين، ولم يبق إلا أمر واحد، تنكرت معالمه، وخفيت أعلامه، أذكره لك لتميط حجابه، وتعلن سره، وهو أن الامام لم يحتج ـ يوم السقيفة على الصديق ومبايعيه ـ بشيء من نصوص الخلافة والوصاية التي أنتم عليها عاكفون، فهل أنتم أعرف بمفادها منه؟ والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 102
11 ربيع الثاني سنة 1330
1 ـ موانع الامام من الاحتجاج يوم السقيفة.
____________
(1) حديث الثقلين تقدم تحت رقم (28 و29 و30 و31 و32 و33) فراجع.
(2) حديث السفينة: تقدم تحت رقم (40) فراجع.
(3) وهذا أيضاً تقدم تحت رقم (41) فراجع.
--- ... الصفحة 488 ... ---
2 ـ الاشارة الى احتجاجه واحتجاج مواليه مع وجود الموانع

(23/14)



1 ـ الناس كافة يعلمون أن الامام وسائر أوليائه بني هاشم وغيرهم، لم يشهدوا البيعة، ولا دخلوا السقيفة يومئذ وكانوا في معزل عنها وعن كل ما كان فيها، منصرفين بكلهم الى خطبهم الفادح بوفاة رسول الله، وقيامهم بالواجب من تجهيزه صلى الله عليه وآله وسلم، لا يعنون بغير ذلك، وما واروه في ضراحه الأقدس حتى أكمل أهل السقيفة أمرهم فأبرموا البيعة، وأحكموا العقد، وأجمعوا ـ أخذاً بالحزم ـ على منع كل قول أو فعل يوهن بيعتهم، أو يخدش عقدهم، أو يدخل التشويش والاضطراب على عامتهم، فأين كان الامام عن السقيفة وعن بيعة الصديق ومبايعيه ليحتج عليهم؟ وأنى يتسنى الاحتجاج له أو لغيره بعد عقد البيعة وقد أخذ أولو الأمر والنهي بالحزم، وأعلن أولو الحول والطول تلك الشدة، وهل يتسنى في عصرنا الحاضر لأحد أن يقابل أهل السلطة بما يرفع سلطتهم، ويلغي دولتهم؟ وهل يتركونه وشانه لو أراد ذلك؟ هيهات هيهات، فقس الماضي على الحاضر، فالناس ناس والزمان زمان.

(23/15)



على أن علياً لم ير للاحتجاج عليهم يومئذ أثراً إلا الفتنة التي كان يؤثر ضياع حقه على حصولها في تلك الظروف، إذ كان يخشى منها على بيضة الاسلام وكلمة التوحيد، كما أوضحناه سابقاً حيث قلنا: إنه مني في تلك الأيام بما لم يمن به أحد، إذ مثل على جناحيه خطبان فادحان، الخلافة بنصوصها ووصاياها الى جانب تستصرخه وستتفزه بشكوى تدمي الفؤاد، وحنين يفتت الأكباد، والفتن الطاغية الى جانت آخر تنذره بانتقاص شبه الجزيرة، وانقلاب العرب، واجتياح الاسلام، وتهدده بالمنافقين من أهل المدينة، وقد مردوا على النفاق، وبمن حولهم من الأعراب، وهم منافقون بنص الكتاب، بل هم أشد كفراً ونفاقاً وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله، وقد قويت شوكتهم بفقده صلى الله عليه وآله وسلم، وأصبح المسلمون بعده كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية، بين ذئاب عادية، ووحوش ضارية، ومسيلمة الكذاب، وطليحة بن خويلد الأفاك، وسجاح بنت الحرث الدجالة، وأصحابهم الرعاع الهمج، قائمون ـ في محق الاسلام وسحق
--- ... الصفحة 489 ... ---

(23/16)



المسلمين ـ على ساق، والرومان والأكاسرة والقياصرة وغيرهم، كانوا للمسلمين بالمرصاد، الى كثير من هذه العناصر الجياشة بكل حنق من محمد وآله وأصحابه، وبكل حقد وحسيكة لكلمة الاسلام تريد أن تنقض أساسها وتستأصل شأفتها، وإنها لنشيطة في ذلك مسرعة متعجلة، ترى أن الأمر قد استتب لها، والفرصة ـ بذهاب النبي الى الرفيق الأعلى ـ قد حانت فأرادت أن تسخر الفرصة، وتنتهز تلك الفوضى قبل أن يعود الاسلام الى قوة وانتظام، فوقف علي بين هذين الخطرين، فكان من الطبيعي له أن يقدم حقه قرباناً لحياة المسلمين(1) ، لكنه أراد الاحتفاظ بحقه في الخلافة، والاحتجاج على من عدل عنه بها على وجه لا تشق بهما للمسلمين عصاً، ولا تقع بينهم فتنة ينتهزها عدوهم، فقعد في بيته حتى أخرجوه كرهاً بدون قتال، ولو أسرع اليهم ما تمت حجة، ولا سطع لشيعته برهان، لكنه جمع فيما فعل بين حفظ الدين والاحتفاظ بحقه من خلافة المسلمين، وحين رأى أن حفظ الاسلام، ورد عادية أعدائه موقوفان في تلك الأيام على الموادعة والمسالمة، شق بنفسه طريق الموادعة، وآثر مسالمة القائمين في الأمر احتفاظاً بالأمة، واحتياطاً على الملة، وضناً بالدين، وإيثاراً للآجلة على العاجلة، وقياماً بالواجب شرعاً وعقلاً من تقديم الأهم ـ في مقام التعارض ـ على المهم، فالظروف يومئذٍ لا تسع مقاومة بسيف، ولا مقارعة بحجة(*) .
____________

(23/17)



(1) وقد صرح عليه السلام بذلك في كتاب له بعثة الى أهل مصر مع مالك الأشتر لما ولاه امارتها اذ قال: أما بعد، فان الله سبحانه بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، نذيراً للعالمين ومهيمناً على المرسلين، فلما مضى عليه السلام، تنازع المسلمون الأمر من بعده، فوالله ما كان يلقى في روعي ولا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذه الأمر من بعده صلى الله عليه وآله وسلم، عن أهل بيته، ولا أنهم منحوه عني من بعده، فما راعني الا انثيال الناس على فلان يبايعونه، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الاسلام يدعون الى محق دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فخشيت أن لم أنصر الاسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً، تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم، التي انما هي متاع أيام قلائل يزول منها ما كان، كما يزول السراب أو كما يتقشع السحاب، فنهض في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق، واطمأن الدين وتنهنه، الى آخر كلامه، فراجعه في نهج البلاغة.
(*) وللدكتور سعيد عاشور المصري محاضرة قيمة جداً ألقاها في جامعة الكويت موضوعها: كتابة التاريخ من جديد، وتعرض فيها الى جلوس أمير المؤمنين عن الخلافة، فعلى الباحثين أن يقفوا عليها فهي جديرة بالاهتمام وهي منتشرة بصوته ومطبوعة أيضاً.
--- ... الصفحة 490 ... ---
2 ـ ومع ذلك فإنه وبنيه، والعلماء من مواليه، كانوا يستعلمون الحكمة في ذكر الوصية، ونشر النصوص الجلية، كما لا يخفى على المتتبعين، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 103
12 ربيع الثاني سنة 1330
البحث عن احتجاجه واحتجاج مواليه
متى كان ذلك من الامام؟ ومتى كان ذلك من ذويه ومواليه؟ أوقفونا على شيء منه، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 104
15 ربيع الثاني سنة 1330
1 ـ ثلة من موارد احتجاج الامام
2 ـ احتجاج الزهراء عليها السلام

(23/18)



1 ـ كان الامام يتحرى السكينة في بث النصوص عليه، ولا يقارع بها خصومه احتياطاً على الاسلام، واحتفاظاً بريح(1) المسلمين، وربما اعتذر عن سكوته وعدم مطالبته ـ في تلك الحالة ـ بحقه فيقول(2) : «لا يعاب المرء بتأخير حقه، إنما يعاب من أخذ ما ليس له(3) » وكان له في نشر النصوص عليه طرق
____________
(1) الريح: حقيقة في القوة والغلبة والنصر والدولة (منه قدس).
(2) هذه الكلمة من كلمة القصير الخارج في غرضه الشريف وهي في نهج البلاغة، فراجع ما ذكره علامة المعتزلة في شرحها ص324 من المجلد الرابع من شرح النهج (منه قدس).
(3) راجع: نهج البلاغة للامام علي باب المختار من حكم أمير المؤمنين رقم ـ 166 ـ وفي شرح النهج لابن أبي الحديد: 18/168 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 5/461 ط مكتبة الحياة و: 4/434 ط دار الفكر.
--- ... الصفحة 491 ... ---
تجلت الحكمة فيها بأجلى المظاهر، ألا تراه ما فعل يوم الرحبة إذ جمع الناس فيها أيام خلافته لذكرى يوم الغدير، فقال لهم: انشاء الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول يوم غدير خم ما قال، إلاّ قام فشهد بما سمع، ولا يقم إلاَّ من رآه، فقام ثلاثون، من الصحاب فيهم اثنا عشر بدرياً فشهدوا بما سمعوه من نص الغدير(1)(2) وهذا غاية ما يتسنى له في تلك الظروف الحرجة بسبب قتل عثمان، وقيام الفتنة في البصرة والشام، ولعمري

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

فشهد بما سمع، ولا يقم إلاَّ من رآه، فقام ثلاثون، من الصحاب فيهم اثنا عشر بدرياً فشهدوا بما سمعوه من نص الغدير(1)(2) وهذا غاية ما يتسنى له في تلك الظروف الحرجة بسبب قتل عثمان، وقيام الفتنة في البصرة والشام، ولعمري إنه قصارى ما يتفق من الاحتجاج يومئذ مع الحكمة في تلك الأوقات، ويا له مقاماً محموداً بعث نص الغدير من مرقده، فأنعشه بعد أن كاد، ومثل ـ لكل من كان في الرحبة من تلك الجماهير ـ موقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم خم،وقد أخذ بيد علي فأشرف به على مئة ألف أو يزيدون، من أمته، فبلغهم أنه وليهم من بعده، وبهذا كان نص الغدير أظهر مصاديق السنن المتواترة، فانظر الى حكمة النبي إذ أشاد به على رؤوس الاشهاد،
____________
(1) كما ذكرناه في المراجعة 56 (منه قدس).

(23/19)



(2) مناشدة أمير المؤمنين الصحابة بحديث الغدير في يوم الرحبة.
تقدمت تحت رقم (631 و633 و634 و635) فراجع.
وراجع في مطالبته بحقه: الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/11 و143 ط مصطفى محمد بمصر و: 1/11 و155 ط الحلبي بمصر و: 1/18 و133 ط سجل العرب بالقاهرة تحقيق طه الزيني ولكن في هذه الطبعة ص18 و14 و20 و22 من ج1 قد طبعت في ص18 و14 و20 و22 من الجزء الثاني وضعت في الجزء الأول فليعلم ذلك.
وراجع أيضاً: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/5 و476 أفست على ط1 بمصر و: 6/11 ـ 12 و: 9/306 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، الغدير للأميني: 7/80 ط بيروت، عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/109 ـ 110، المناقب للخوارزمي: 224 ط الحيدرية، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 386 ط الحيدرية وص242 ط الغري.
وراجع ما تقدم تحت رقم (593) و594 و595 و838).
وراجع ما يأتي تحت رقم (897 وما بعده من الأرقام).
--- ... الصفحة 492 ... ---
وانتبه الى حكمة الوصي يوم الرحبة إذ ناشدهم بذلك النشاد، فاثبت الحق بكل تؤدة اقتضتها الحال، وكل سكينة كان الامام يؤثرها، وهكذا كانت سيرته في بث العهد اليه، ونشر النص عليه، فإنه إنما كان ينبه الغافلين بأساليب لا توجب ضجة ولا تقتضي نفرة.

(23/20)



وحسبك ما أخرجه أصحاب السنن من حديثه عليه السلام في الوليمة التي أولمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في دار عمه شيخ الأباطح بمكة يوم أنذر عشيرته الأقربين وهو حديث طويل جليل(1) ، وكان الناس ولم يزالوا يعدونه من أعلام النبوة، وآيات الاسلام، لاشتماله على المعجز النبوي بإطعام الجم الغفير من الزاد اليسير، وقد جاء في آخره: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أخذ برقبته، فقال: «إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا»(2) وكثيراً ما كان يحدث بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال له: «أنت ولي كل مؤمن بعدي»(3) وكم حدث بقوله له: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»(4) وكم حدث بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: من كنت وليه فهذا ـ علي ـ وليه»(5)(6) الى كثير من النصوص التي لم تجحد، وقد أذاعها بين الثقات والأثبات، وهذا ما يتسنى له في تلك الأوقات، (حكمة بالغة فما تغن النذر) ويوم الشورى أعذر وأنذر، ولم يبق من خصائصه ومناقبه شيئاً إلا احتج به(7) ، وكم احتج أيام خلافته متظلماً، وبث شكواه على المنبر متألماً،
____________
(1) أوردناه في المراجعة 20 (منه قدس).
(2) يوجد في: كنز العمال: 15/100 ح286 ط2. وتقدم هذا الحديث بكامله مع مصادره تحت رقم (459) فراجع.
(3) تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (517 و524 و468) فراجع.
(4) تقدم مع مصادره تحت رقم (475) فراجع.
(5) تقدم مع مصادره تحت رقم (528) فراجع.
(6) أخرجه ابن عاصم كما بيناه في آخر المراجعة 26. (منه قدس).

(23/21)



(7) احتجاج الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام في يوم الشورى يوجد في: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافي: 112 ـ 118 ح155، المناقب للخوارزمي الحنفي: 222 ـ 225، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 386 ط الحيدرية وص242 ط الغري، ميزان الاعتدال للذهبي: 1/442، فرائد السمطين للحمويني الشافعي: 1/320 ـ 322.
--- ... الصفحة 493 ... ---
حتى قال: «أما والله لقد تقمصها فلان، وانه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل، ولا يرقى الي الطير، فسدلت دونها ثوباً، وطويت عنها كشحاً، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه، فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى،وفي الحلق شجا، أرى تراثي نهباً…» إلى آخر الخطبة(1) الشقشقية(2) ، وكم قال: «اللهم إني أستعينك على قريش ومن أعانهم(3) ، فإنهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي،وأجمعوا على منازعتي
____________
(1)
الخطبة الشقشقية للامام أمير المؤمنين
قوله عليه السلام: «أما والله لقد تقمصها فلان (ابن أبي قحافة) وانه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى… الخ».
توجد في نهج البلاغة للامام علي وهي الخطبة الثالثة: 1/33 أفست أيران وتوجد هذه الخطبة في مصادر أخرى من الفريقين قبل وجود السيد الرضي ـ المولود سنة 359 والمتوفي 406 هـ الذي جمع كلام الامام علي عليه السلام وبعده.
راجع في ذلك: الغدير للعلامة الأمينين: 7/82 ـ 85. فانه ذكر 28 مصدراً و: 4/186 ـ 198 حول نهج البلاغة وصحة كونه للشريف الرضي.

(23/22)



وراجع أيضاً: كتاب مصادر نهج البلاغة للسيد عبدالزهراء الحسيني الخطيب: 2/20 ـ 31، مدارك نهج البلاغة لكاشف الغطاء: 237، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/69 أفست على ط1 بمصر و: 1/205 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 124، وتوجد في العقد الفريد لابن عبدربه المالكي المتوفي سنة 328 هـ كما ذكره في البحار: 8/161 ط قديم، والشيخ ابراهيم القطيفي في الفرقة الناجية. ولكن الأيدي (الأمينة) على ودائع العلم قد حذفتها عند الطبع!
وتوجد الخطبة الشقشقية أيضاً في مصادر شيعية قبل السيد الرضي.
راجع: علل الشرائع للشيخ الصدوق المتوفي 381 هـ 1/150 باب ـ 122 ـ رقم 12، معاني الأخبار للصدوق: 2/343، الارشاد للشيخ المفيد المتوفي 413 أستاذ السيد الرضي: 167، كتاب الجمل للشيخ المفيد: 62.
ونقلها بعد السيد الرضي: الشيخ الطوسي المتوفي 460 هـ من غير طريق الرضي في الأمالي: 1/382 ـ 384، وفي تلخيص الشافي: 3/53 ـ 57، والطبرسي في الاحتجاج: 1/281، والمجلسي في البحار: 8/159 ط قديم، وأوعزت لها كتب معاجم اللغة: لسان العرب: 12/53، النهاية لابن الأثير: 2/490، القاموس للفيروز آبادي: 3/251 ط دار العلم للجميع، مجمع الأمثال للميداني.
وراجع: ما هو نهج البلاغة للسيد هبة الدين الشهرستاني ط النعمان.
(2) هي الخطبة 3 من نهج البلاغة في ص25 من جزئه الأول (منه قدس).
(3) راجع الخطبة 167 أو ص103 من الجزء الثاني من النهج (منه قدس).
--- ... الصفحة 494 ... ---
أمراً هو لي، ثم قالوا: ألا إن في الحق أن تأخذه وفي الحق أن تتركه» اهـ.(1) وقد قال له قائل(2) : «إنك على هذا الأمر يا بن أبي طالب لحريص، فقال: بل أنتم والله لأحرص وانما طلبت حقاً لي وأنتم تحولون بيني وبينه»(3) وقال عليه السلام(4) : «فوالله ما زلت مدفوعاً عن حقي مستأثراً على منذ قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، حتى يوم الناس هذا»(5) .
____________

(23/23)



(1) يوجد في: نهج البلاغة للامام علي عليه السلام خطبة ـ 167 ـ 2/300 ط مصر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/495 و: 3/36 ط1 بمصر و: 9/305 و: 11/109 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/144 ط مصطفى محمد بمصر و: 1/155 ط الحلبي بمصر و: 1/134 ط سجل العرب بالقاهرة.
(2) كما في الخطبة 167 أيضاً (منه قدس).
(3) يوجد في: نهج البلاغة للامام علي خطبة ـ 167 ـ ص300 ط مصر، شرح ابن أبي الحديد: 2/495 أفست على ط مصر و: 9/305 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/144 ط مصطفى محمد بمصر و: 1/155 ط الحلبي و: 1/134 ط سجل العرب بالقاهرة.
(4) كما في الخطبة 5 ص37 من الجزء الأول من النهج (منه قدس).
(5) يوجد في: نهج البلاغة للامام علي خطبة ـ 6 ـ 1/43 ط مصر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/75 و: 2/496 ط1 بمصر و: 1/223 و: 9/306 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، وراجع مصادر نهج البلاغة: 2/45 ط القضاء بالنجف.
--- ... الصفحة 495 ... ---
وقال عليه السلام مرة: «لنا حق فإن أعطيناه، وإلا ركبنا أعجاز الابل، وإن طال السرى(1) »(2) وقال عليه السلام في كتاب كتبه الى أخيه عقيل(3) : «فجرت قريش عني الجوازي، فقد قطعوا رحمي، وسلبوني سلطان ابن أمي»(4) وكم قال عليه السلام:(5) «فنظرت فإذا ليس لي معين إلا أهل بيتي، فضننت بهم عن الموت، وأغضبت على القذى، وشربت على الشجى، وصبرت على أخذ الكظم، وعلى أمر من طعم العلقم»(6) .
وسأله بعض أصحابه: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به؟ فقال:(7) «يا أخا بني أسد إنك لقلق الوضين، ترسل في غير سدد، ولك بعد
____________
(1) هذه الكلمة هي 21 من كلماته في باب المختار من حكمه، ص155 من النهج، وقد علق عليها السيد الرضي كلمة نفيسة، وعلق عليها الشيخ محمد عبده كلمة أخرى، يجدر بالأديب مراجعتها (منه قدس).

(23/24)



(2) يوجد في: نهج البلاغة باب المختار من حكم أمير المؤمنين برقم ـ 21 ـ ص562 ط مصر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/496 و: 4/252 أفست بيروت على ط مصر و: 18/132 و: 9/307 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل تاريخ الطبري: 4/236، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 3/74.
(3) وهو الكتاب 36 في ص67 من الجزء 3 من النهج (منه قدس).
(4) يوجد في: نهج البلاغة للامام علي: 3/488 ط مصر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4/55 و: 2/496 أفست بيروت على ط1 بمصر و: 16/148 و: 9/306 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
(5) راجع الخطبة 25 ص62 من الجزء الأول من النهج (منه قدس).
(6) يوجد في: نهج البلاغة للامام علي خطبة ـ 26 ـ 1/68 ط مصر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/122 أفست بيروت على ط1 بمصر و: 2/20 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/144 ط مصطفى محمد و: 1/156 ط الحلبي و: 1/134 ط سجل العرب.
(7) كما في ص79 من الجزء الثاني من النهج من الكلام 157 (منه قدس).
--- ... الصفحة 496 ... ---

(23/25)



ذمامة الصهر وحق المسألة وقد استعلمت فاعلم، أما الاستبداد علينا بهذا المقام، ونحن الأعلون نسباً، والأشدون برسول الله نوطا، فإنها كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم؛ وسخت عنها نفوس آخرين، والحكم لله والمعود اليه يوم القيامة، ودع عنك نهباً صيح في حجراته… الخطبة»(1) وقال عليه السلام(2) : «أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا؟ كذباً علينا وبغياً أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يستعطى الهدى، ويُستجلى العمى؛ إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم.. الخ»(3) وحسبك قوله في بعض خطبه(4) : «حتى إذا قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، رجع قوم على الأعقاب، وغالتهم السبل، واتكلوا على الولائج(5) ، ووصلوا غير الرحم، وهجروا السبب الذي أمروا بمودته، ونقلوا البناء عن رص أساسه، فبنوه في غير مواضعه، معادن كل
____________
(1) يوجد في: نهج البلاغة للامام علي من كلام له برقم ـ 161 ـ 2/281 ط مصر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9/241 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 2/454 أفست على ط مصر.
(2) كما في ص36 والتي بعدها من الجزء الثاني من النهج من الكلام 140 (منه قدس).
(3) يوجد في: نهج البلاغة للامام أمير المؤمنين خطبة ـ 143 ـ 2/249 ط مصر و: 2/255 ط دار الأندلس و: 2/36 ط الاستقامة، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/401 أفست على ط1 بمصر و: 9/84 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
(4) راجعه في آخر ص48 والتي بعدها من الجزء الثاني من النهج في الخطبة 146 (منه قدس).
(5) دخائل المكر والخديعة (منه قدس).
--- ... الصفحة 497 ... ---

(23/26)



خطيئة، وأبواب كل ضارب في غمرة، قد ماروا في الحيرة، وذهلوا في السكرة، على سنة من آل فرعون؛ من منقطع الى الدنيا راكن، أو مفارق للدين مباين(1) » وقوله في خطبة خطبها بعد البيعة له، وهي من جلائل خطب النهج(2) «لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، من هذه الأمة أحد، ولا يسوى من جرت نعمتهم عليه أبداً، هم أساس الدين، وعماد اليقين، اليهم يفيء الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة، الآن إذ رجع الحق الى أهله، ونقل الى منتقله(3) » وقوله عليه السلام من خطبة أخرى يعجب فيها من مخالفيه: «فيا عجبي! ومالي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتصون أثر نبي، ولا يقتدون بعمل وصي… الخطبة(4) »(5) .
____________
(1) يوجد في: نهج البلاغة للامام علي من الخطبة رقم ـ 149 ـ 2/256 ط مصر و: 2/48 ط الاستقامة و: 2/263 ط دار الأندلس، شرح نهج البلاغة أبي الحديد: 9/132 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 2/437 أفست على ط مصر.
(2) تجدها في أول ص25 وهي آخر الخطبة 2 من الجزء الأول من النهج (منه قدس).
(3) يوجد في: نهج البلاغة للامام علي من الخطبة الثانية 1/32 ط مصر و: 1/24 ط الاستقامة بمصر و: 1/38 ط دار الأندلس، شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد: 1/138 ـ 139 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 1/45 و46 أفست بيروت على ط1 بمصر.
(4) راجعها في ص145 من الجزء الأول من النهج وهي الخطبة 84. (منه قدس).
(5) يوجد في: نهج البلاغة للامام علي من الخطبة ـ 87 ـ 1/151 ط مصر و: 1/154 ط الاستقامة بمصر و: 1/157 ط دار الأندلس، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6/384 ط مصر بتحقيق محمد ابو الفضل و: 2/133 أفست بيروت على ط1 بمصر، وراجع في مطالبة حقه ما تقدم تحت رقم (838).

(23/27)



وقال الامام علي عليه السلام لما عزموا على بيعة عثمان: «لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري ووالله لأسلمن ما سلمت امور المسلمين ولم يكن فيها جور…».
يوجد في: نهج البلاغة للامام علي، من كلام له برقم ـ 71 1/120 ط الاستقامة بمصر و: 1/129 ط الأندلس في بيروت.
--- ... الصفحة 498 ... ---
2 ـ وللزهراء عليها السلام حجج بالغة، وخطبتاها في ذلك سائرتان، كان أهل البيت يلزمون أولادهم بحفظهما كما يلزمونهم بحفظ القرآن، وقد تناولت أولئك الذين نقلوا البناء عن رص أساسه فبنوه في غير موضعه، فقالت: «ويحهم أنى زحزحوها ـ أي الخلافة ـ عن رواسي الرسالة؟! وقواعد النبوة، ومهبط الروح الأمين، الطبن(1) بأمور الدنيا والدين، ألا ذلك الخسران المبين، وما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا والله نكير سفيه، وشدة وطأته ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله، وتالله لو تكافأوا(2) على زمام نبذه اليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لاعتقله وسار بهم سيراً سجحاً لا يكلم خشاشه، ولا يتتعتع راكبه، ولأوردهم منهلاً روياً فضفاضاً(3) تطفح ضفتاه، ولا يترنم جانباه، ولأصدرهم بطانة(4) ونصح لهم سراً واعلاناً، غير متحل منهم بطائل الا بغمر الناهل(5) وردعة سورة الساغب(6) ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون، ألا هلم فاستمع وما عشت أراك الدهر عجباً، وان تعجب، فقد أعجبك الحادث، الى أي لجأ لجأوا؟ وبأي عروة تمسكوا، لبئس المولى ولبئس
____________
(1) الخبير.

(23/28)



(2) التكافؤ: التساوي، والزمام الذي نبذه اليه رسول الله ـ أي ألقاه اليه ـ انما هو زمام الأمة في أمور دينها ودنياها، والمعنى أنهم لو تساووا جميعاً في الانقياد بذلك الزمام، والاستسلام الى ذلك القائد العام، لاعتقله أي وضعه بين ركابه، وساقه كما يعتقل الرمح، وسار بهم سيراً سجحاً أي سهلاً، لا يكلم خشاشه أي لا يجرح أنف البعير، والخشاش: عود يجعل في أنف البعير يشد به الزمام ولا يتتعتع راكبه أي لا يصيبه أذى (منه قدس).
(3) أي يفيض منه الماء (منه قدس).
(4) أي شبعانين (منه قدس).
(5) أي ري الظمآن (منه قدس).
(6) أي كسر شدة الجوع (منه قدس).
--- ... الصفحة 499 ... ---
العشير، بئس للظالمين بدلاً، استبدلوا والله الذنابا بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغماً لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ألا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، ويحهم (أفمن يهدي الى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) … الى آخر الخطبة(1) »(2) وهي نموذج كلام العترة الطاهرة في هذا الموضوع، وعلى هذه فقس ما سواها، والسلام.
ـ ش ـ
المراجعة 105
16 ربيع الثاني سنة 1330
نلتمس تتميم الفائدة بنقل احتجاج غير الامام والزهراء، ولكم الفضل؛ والسلام.
ـ س ـ
____________

(23/29)



(1) أخرجها أبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب السقيفة وفدك عن محمد بن زكريا، عن محمد بن عبدالرحمن المهلبي، عن عبدالله بن حماد بن سليمان عن أبيه، عن عبدالله بن الحسن بن الحسن عن امه فاطمة بنت الحسين، مرفوعة الى الزهراء عليها السلام، ورواها الامام أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر المتوفي سنة 280، في ص23 من كتابه ـ بلاغات النساء ـ من طريق هارون بن مسلم بن سعدان، عن الحسن بن علوان، عن عطية العوفي الذي روى هذه الخطبة عن عبدالله بن الحسن بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن جدتها الزهراء عليها السلام. واصحابنا يروون هذه الخطبة عن سويد بن غفلة بن عوسجة الجعفي عن الزهراء عليها السلام. وقد أوردها الطبرسي في كتاب الاحتجاج، والمجلسي في بحار الأنوار، ورواها غير واحد من الأثبات الثقات (منه قدس).
(2)
خطبة فاطمة الزهراء في المسجد
الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم… الخ».
توجد في: بلاغات النساء لأبي الفضل أحمد بن أبي طيفور المتوفي 280 هـ ص12 ـ 19 ط الحيدرية، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4/78 ـ 79 وص 93 ـ 94 ط1 بمصر و: 16/211 ـ 213 وص249 ـ 253 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، أعلام النساء لعمر رضا كحالة: 3/1208.
خطبة الزهراء الثانية
توجد في: بلاغات النساء لابن أبي طيفور: 19 ـ 20 ط الحيدرية، شرح نهج البلاغة: 4/87 ط1 بمصر وأفست بيروت و: 16/233 ـ 234 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، أعلام النساء لعمر رضا كحالة: 3/1219.

(23/30)



--- ... الصفحة 500 ... ---
المراجعة 106
18 ربيع الثاني سنة 1330
1 ـ احتجاج ابن عباس
2 ـ احتجاج الحسن والحسين
3 ـ احتاج أبطال الشيعة من الصحابة
4 ـ الاشارة الى احتجاجهم بالوصية.
1 ـ الفتكم الى محاورة ابن عباس وعمر إذا قال عمر (في حديث طويل دار بينهما):
«يا بن عباس أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ (قال ابن عباس): فكرهت أن أجيبه، فقلت له: إن لم أكن أدري فإن أمير المؤمنين يدري، فقال عمر: كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتجحفوا على قومكم بجحاً بجحاً(1) ، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت (قال): فقلت: يا أمير المؤمنين، ان تأذن لي في الكلام وتمط عني الغضب، تكلمت، قال: تكلم (قال ابن عباس): أما قولك يا أمير المؤمنين: أختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت، فلو أن قريشاً اختارت لأنفسها من حين اختار الله لها، لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود، وأما قولك: أنهم أبو أن تكون لنا النبوة والخلافة، فإن الله عزَّ وجل، وصف قوماً بالكراهة، فقال: (ذلك بأنهم كرهوا ما انزل الله فأحبط أعمالهم) فقال عمر: هيهات يا بن عباس، قد كانت تبلغني عنك أشياء أكره أن أقرك عليها فتزيل منزلتك مني، قلت: ما هي يا أمير المؤمنين؟ فان كانت حقاً فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك، وان كانت باطلاً فمثلي أماط الباطل عن نفسه، فقال عمر: بلغني أنك تقول: انما
____________
(1) أي تبجحا، والبجح بالشيء: هو الفرح به (منه قدس).
--- ... الصفحة 501 ... ---
صرفوها عنا حسداً وبغياً وظلماً، (قال) فقلت: أما قولك يا أمير المؤمنين ظلماً فقد تبين للجاهل والحليم، وأما قولك حسداً فإن آدم حُسد ونحن ولده المحسودون، فقال عمر: هيهات هيهات، أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلاَّ حسداً لا يزول. (قال) فقلت: مهلاً يا أمير المؤمنين، لا تصف بهذا قلوب قوم اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً… الحديث(1) »(2) .

(24/1)



وحاوره مرة أخر، فقال له في حديث آخر: «كيف خلفت ابن عمك، قال: فظننته يعني عبدالله بن جعفر، قال: فقلت: خلفته مع أترابه، قال: لم أعن ذلك إنما عنيت عظيمكم أهل البيت، قال: قلت: خلفته يمتح بالغرب وهو يقرأ القرآن. قال: يا عبدالله عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة؟ قال: قلت: نعم. قال: أيزعم أن رسول الله نصَّ عليه؟ قال ابن عباس: قلت: وأزيدك سألت أبي عما يدعي ـ من نصَّ رسول الله عليه بالخلافة ـ فقال: صدق، فقال عمر: كان من سول الله في أمره ذرو(3) من قول لا يثبت حجة، ولا يقطع عذراً، ولقد كان يربع(4) في أمره وقناً ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرِّح باسمه
____________
(1) نقلناه من التاريخ الكامل لابن الأثير بعين لفظه وقد أورده في آخر سيرة عمر من حوادث سنة 23 ص24 من جزئه الثالث، وأوردها علامة المعتزلة في سيرة عمر أيضاً ص107 من المجلد الثالث من شرح نهج البلاغة (منه قدس).
(2) توجد في: الكامل لابن الأثير: 3/63، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3/107 أفست بيروت على ط1 بمصر و: 12/53 ـ 54 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 3/786 ط مكتبة الحياة و: 3/156 ط دار الفكر بيروت، تاريخ الطبري: 4/223، عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/114.
(3) الذرو ـ بالكسر والضم ـ: المكان المرتفع والعلو مطلقاً، والمعنى أنه كان من رسول الله في أمر علي علو من القول في الثناء عليه، وهذا اعتراف من عمر كما لا يخفى (منه قدس).
(4) هذا مأخوذ من قولهم ربع الرجل في هذا الحجر اذا رفعه بيده امتحاناً لقوته، يريد أن النبي كان في ثنائه على علي بتلك الكلمات البليغة، يمتحن الأمة في أنها هل تقبله خليفة أم لا (منه قدس).
--- ... الصفحة 502 ... ---
فمنعته من ذلك… الحديث»(1)(2) .

(24/2)



وتحاورا مرة ثالثة فقال: «يا بن عباس ما أرى صاحبك إلاّ مظلوماً، فقلت: يا أمير المؤمنين فاردد اليه ظلامته (قال) فانتزع يده من يدي ومضى يهمهم ساعة، ثم وقف فلحقته، فقال: يا بن عباس ما أظنهم منعهم عنه إلاَّ أنه أستصغره قومه، قال: فقلت له: والله ما استصغره الله ورسوله حين أمراه أن يأخذ براءة من صاحبك، قال: فأعرض عني وأسرع، فرجعت عنه»(3)(4) . وكم لحبر الأمة ولسان الهاشميين وابن عم رسول الله عبدالله بن
____________
(1) أخرجه الامام أبو الفضل أحمد بن طاهر في كتابه تاريخ بغداد بسنده المعتبر الى ابن عباس، وأورده علامة المعتزلة في أحوال عمر من شرح نهج البلاغة، ص97 من مجلده الثالث (منه قدس).
(2) توجد هذه المحاور في: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3/97 أفست بيروت على ط1 بمصر و: 12/20 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 3/141 ط دار الفكر و: 3/764 ط مكتبة الحياة.
(3) توجد في: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3/105 و: 2/18 أفست على ط1 بمصر و: 12/46 و: 6/45 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 3/781 ط مكتبة الحياة و: 3/153 ط دار الفكر.
قول عمر لابن عباس: «لقد كان علي فيكم أولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر…» يوجد في محاضرات الراغب الأصفهاني: 7/213 كما في الغدير: 1/389 و: 7/80 ط بيروت.
وقال عمر: «يا بن عباس أما والله أن صاحبك هذا [يشير الى عليه عليه السلام] لأولى الناس بالأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا أنا أخفناه على اثنين ـ الى أن قال ابن عباس ـ فقلت ما هما يا أمير المؤمنين قال: خفناه على حداثة سنه وحبه بني عبد المطلب».
يوجد في: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/134 و: 2/20 أفست على ط1 بمصر و: 2/57 و: 6/51 ـ 52 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
(4) أورد هذه المحاورة أهل السير في أحوال عمر، ونحن نقلناها من شرح نهج البلاغة لعلامة المعتزلة، فراجع ص105 من مجلده الثالث (منه قدس).

(24/3)



--- ... الصفحة 503 ... ---
العباس من أمثال هذه المواقف، وقد مر عليك ـ في المراجعة 26 ـ احتجاجه على ذلك الرهط العاتي ببضع عشرة من خصائص علي في حديث طويل جليل، قال فيه: «وقال النبي لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة فأبوا، وقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، فقال لعلي: أنت وليي في الدنيا والآخرة (الى أن قال ابن عباس): وخرج رسول الله في غزوة تبوك وخرج الناس معه، فقال له علي: أخرجه معك؟ فقال رسول الله: لا، فبكى علي، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي، انه لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي (قال): وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فإن علياً مولاه…» الحديث(1) .
2 ـ وكم لرجالات بني هاشم يومئذ من أمثال هذه الاحتجاجات، حتى أن الحسن بن علي جاء الى أبي بكر وهو على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له: أنزل عن مجلس أبي(2) ، ووقع للحسين نحو ذلك مع عمر وهو على المنبر أيضاً(3)(4) .
____________
(1) تقدم هذا الحديث بطوله مع مصادره تحت رقم (468) فراجع.
(2) قول الامام الحسن لأبي بكر وهو على منبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «انزل عن مجلس أبي فقال: صدقت والله انه لمجلس أبيك…».
يوجد في: الصواعق المحرقة لابن حجر: 175 ط المحمدية وص105 ط الميمنية بمصر، شرح النهج لابن أبي الحديد: 2/17 ط1 بمصر و: 6/42 ـ 43 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، الرسول الأعظم مع خلفائه ص35 ط بيروت، الاتحاف بحب الأشراف للشبراوي: 7.
(3) نقل ابن حجر كلتا القضيتين في المقصد الخامس، مما أشارت اليه آية المودة في القربى، وهي الآية 14 من آيات الباب 11 من صواعقه، فراجع من الصواعق ص160، وقد اخرج الدارقطني قضية الحسن مع أبي بكر، واخرج ابن سعد في ترجمة عمر من طبقاته قضية الحسين مع عمر (منه قدس).

(24/4)



(4) قول الامام الحسن لعمر: «… انزل عن مجلس أبي فقال له: منبر أبيك لا منبر أبي…».
يوجد في: الصواعق المحرقة: 175 ط المحمدية وص105 ط الميمنية بمصر.
--- ... الصفحة 504 ... ---
3 ـ وكتب الامامية تثبت في هذا المقام احتجاجات كثيرة قام بها الهاشميون وأولياؤهم من الصحابة والتابعين، فليراجعها من أرادها في مظانها، وحسبنا ما في كتاب الاحتجاج للامام البطرسي من كلام كل من خالد بن سعيد بن العاص الأموي(1) وسلمان الفارسي، وأبي ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، والمقداد، وبريدة الأسلمي، وأبي الهيثم بن التيهان، وسهل وعثمان ابني حنيف، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، وأبي بن كعب، وأبي أيوب الأنصاري، وغيرهم(2) . ومن تتبع أخبار أهل البيت وأولياءهم، علم أنهم كانوا لا ييعون فرصة تخولهم الاحتجاج بأنواعه كلها من تصريح وتلويح، وشدة ولين، وخطابة وكتابة، وشعر ونثر، حسبما تسمح لهم ظروفهم الحرجة.
4 ـ وأكثروا من ذكر الوصية محتجين بها كما يعلمه المتتبعون، والسلام.
ـ ش ـ
____________
(1) كان خالد بن سعيد بن العاص ممن أبى خلافة أبي بكر، وامتنع عن البيعة ثلاثة اشهر، نص على ذلك جماعة من اثبات أهل السنة كابن سعد في ترجمة خالد من طبقاته ص70 من جزئها الرابع، وذكر ان ابا بكر لما بعث الجنود الى الشام، عقد له على المسلمين وجاء باللواء الى بيته، فقال عمر لأبي بكر: أتولي خالداً وهو القائل ما قال؟ فلم يزل به حتى أرسل أبا أروى الدوسي فقال له: ان خليفة رسول الله يقول لك: اردد الينا لواءنا فأخرجه فدفعه اليه، وقال: ما سرتنا ولايتكم، ولا ساءنا عزلكم، فجاء أبو بكر فدخل عليه يعتذر اليه، ويعزم عليه أن لا يذكر عمر بحرف. اهـ. وكل من ذكر بعث الجنود الى الشام، أورد هذه القضية أو أشار اليها، فهي من الأمور المستفيضة (منه قدس).
(2) احتجاجات لبني هاشم وجماعة من الصحابة.

(24/5)



توجد في: كتاب سليم بن قيس الهلالي التابعي المتوفي سنة 90 هـ ص88 ـ 93 ط النجف، الاحتجاج للطبرسي: 1/97 ـ 104 ط النعمان، البحار للعلامة المجلسي: 28/189 ـ 202 وص208 ـ 219 ط الجديد، اليقين في امرة أمير المؤمنين لابن طاووس: 108 ـ 113 ط الحيدرية، الخصال للشيخ الصدوق: 429 ـ 434، رجال البرقي المتوفي حدود (274 هـ) ص63 ط ايران.
--- ... الصفحة 505 ... ---
المراجعة 107
19 ربيع الثاني سنة 1330
متى ذكروا الوصية؟
متى ذكروا الوصية الى الامام؟ ومتى احتجوا بها؟ وما رأيتم ذكروها الا في مجلس أم المؤمنين فأنكرتها، كما بيناه سابقاً، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 108
22 ربيع الثاني سنة 1330
الاحتجاج بالوصية
بلى ذكرها أمير المؤمنين على المنبر، وقد تلونا عليك ـ في المراجعة 104 ـ نصه. وكل من أخرج حديث الدار يوم الانذار فانما اسنده الى علي، وقد أوردناه سابقاً ـ في المراجعة 20 ـ وفيه النص الصريح بوصايته وخلافته، وخطب الامام أبو محمد الحسن السبط سيد شباب أهل الجنة حين قتل أمير المؤمنين خطبته الغراء(1) فقال فيها: «وأنا ابن النبي، وأنا ابن الوصي»(2) . وقال الامام جعفر الصادق(3) : «كان علي يرى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قبل الرسالة
____________
(1) أخرجه الحاكم في ص172 من الجزء 3 من صحيحه المستدرك (منه قدس).
(2)
الاحتاج بالوصية
خطبة الامام الحسن بعد قتل أبيه عليه السلام:
فقال فيها: «… وأنا ابن النبي وأنا ابن الوصي…».
توجد في: ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري: 138.
(3) كما في ص254 من المجلد الثالث من شرح نهج البلاغة في آخر شرح الخطبة القاصعة (منه قدس).
--- ... الصفحة 506 ... ---

(24/6)



الضوء، ويسمع الصوت (قال): وقال له صلى الله عليه وآله وسلم: لولا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكاً في النبوة، فإن لم تكن نبياً فإنك وصي نبي ووارثه»(1) ، وهذا المعنى متواتر عن أئمة أهل البيت كافة؛ وهو من الضروريات عندهم وعند أوليائهم، من عصر الصحابة الى يومنا هذا. وكان سلمان الفارسي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إن وصيي، وموضع سري، وخير من أترك بعدي، ينجز عدتي، ويقضي ديني، علي بن أبي طالب»(2) ، وحدث أبو أيوب الأنصاري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول لفاطمة: «أما علمت أن الله عز وجل اطلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبياً؛ ثم أطلع الثانية فاختار بعلك، فاوحى الي فأنكحته واتخذته وصياً»(3) ؛ وحدث بريدة فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: «لكل نبي وصي ووارث، وان وصيي ووارثي عل بن أبي طالب(4) »(5) . وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا حدث عن الامام الباقر يقول ـ كما في ترجمة جابر من ميزان الذهبي ـ: «حدثني وصي الأوصياء»(6) وخطبت أم الخير بنت الحريش البارقية في صفين تحرض أهل الكوفة على قتال معاوية خطبتها العصماء، فكان مما قالت فيها: «هلموا رحمكم الله الى الامام العادل، والوصي
____________
(1) يوجد في: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3/254 أفست على ط1 بمصر و: 13/210 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 3/375 ط دار الفكر و: 4/213 ط مكتبة الحياة.
(2) تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (719) فراجع.
(3) تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (721) فراجع.
(4) حديث بريدة هذا، وحديث أبي أيوب وسلمان المتقدمان أوردناهما في المراجعة 68. (منه قدس).
(5) تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (718) فراجع.
(6) يوجد في: ميزان الاعتدال: 1/383.
--- ... الصفحة 507 ... ---
الوفي، والصديق الأكبر…» الى آخر كلامها(1)(2) .

(24/7)



هذا بعض ما أشاد السلف بذكر الوصية فيه خطبهم وحديثهم. ومن تتبع أحوالهم، وجدهم يطلقون الوصي على أمير المؤمنين إطلاق الأسماء على مسمياتها، حتى قال صاحب تاج العروس في مادة الوصي ص392 من الجزء العاشر من التاج: والوصي ـ كغني ـ: لقب علي رضي الله عنه.
أما ما جاء من ذلك في شعرهم، فلا يمكن أن يحصى في هذا الاملاء، وانما نذكر منه ما يتم به الغرض، قال عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب:
وصي رسول الله من دون أهله * وفارسه إن قيل هل من منازل(3)
وقال المغيرة بن الحارث بن عبدالمطلب من أبيات يحرض فيها أهل العراق على حرب معاوية بصفين:
هذا وصيُّ رسول الله قائدكم * وصهره وكتاب الله قد نشرا(4)
وقال عبدالله بن أبي سفيان بن الحرث بن عبدالمطلب:
ومنا علي ذاك صاحب خيبر * وصاحب بدر يوم سالت كتائبه
وصي النبي المصطفى وابن عمه * فمن ذا يدانيه ومن ذا يقاربه(5)
____________
(1) أخرج الامام أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر البغدادي في ص41 من كتاب بلاغات النساء بسنده الى الشعبي. (منه قدس).
(2) توجد في: بلاغات النساء لابن أبي طيفور ص37 ـ 38 ط النجف.
(3)
الوصية في الشعر العربي
وقعة صفين لنصر بن مزاحم المتوفي 212 هـ ص416 ط2 بمصر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/50 ط1 بمصر و: 1/150 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
(4) وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 385، شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/50 ط1 بمصر و: 1/150 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
(5) شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/47 ط1 بمصر و: 1/143 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
--- ... الصفحة 508 ... ---
وقال أبو الهيثم بن التهيان، وكان بدرياً، من أبيات أنشأها يوم الجمل:
إن الوصي إمامنا وولينا * برح الخفاء وباحت الأسرار(1)
وقال خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وهو بدري، من ابيات أنشأها يوم الجمل أيضاً:
يا وصي النبي قد أجلت الحر * ب الأعادي وسارت الأظعان(2)
وقال رضي الله عنه:

(24/Cool



أعائش خلي عن علي وعيبه * بما ليس فيه إنما أنت والده
وصي رسول الله من دون أهله * وأنت على ما كان من ذاك شاهده(3)
.
وقال عبدالله بن بديل بن ورقاء الخزاعي، يوم الجمل وهو من ابطال الصحابة، وقد استشهد في صفين هو واخوه عبدالرحمن:
يا قوم للخطة العظمى التي حدثت * حرب الوصي وما للحب من آسي(4)
ومن شعر أمير المؤمنين في صفين:
ما كان يرضى أحمد لو أخبرا * أن يقرنوا وصيه والأبترا(5)
وقال جرير بن عبدالله البجلي الصحابي من أبيات أرسلها إلى شرحبيل بن السمط، وقد ذكر فيها علياً:
____________
(1) شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/47 ط1 بمصر و: 1/144 ط مصر. بتحقيق محمد أبو الفضل.
(2) شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/48 ط1 بمصر و: 1/145 ط مصر بتحقيق أبي الفضل.
(3) شرح النهج: 1/48 ط1 بمصر و: 1/146 ط مصر بتحقيق أبي الفضل.
(4) شرح النهج: 1/49 ط1 بمصر و: 1/146 ط مصر بتحقيق أبي الفضل.
(5) وقعة صفين لنضر بن مزاحم ص43، شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/49 ط1 بمصر و: 1/148 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
--- ... الصفحة 509 ... ---
وصي رسول الله من دون أهله * وفارسه الحامي به يضرب المثل(1)
وقال عمر بن حارثة الأنصاري من أبيات له في محمد ابن أمير المؤمنين المعروف بابن الحنفية:
سمي النبي وشبه الوصي * ورايته لونها العندم(2)
وقال عبدالرحمن بن جعيل إذا بايع الناس علياً بعد عثمان:
لعمري لقد بايعتم اذ حفيظة * على الدين معرفو العفاف موفقا
علياً وصي المصطفى وابن عمه * وأول من صلَّى أخا الدين والتقى(3)
وقال رجل من الأزد يوم الجمل:
هذا علي وهو الوصي * آخاه يوم النجوة النبي
وقال هذا بعدي الولي * وعاه واع ونسي الشقي(4)
وخرج يوم الجمل شاب من بني ضبة معلم من عسكر عائشة، وهو يقول:
نحن بنو ضبة أعداء علي * ذاك الذي يعرف قدماً بالوصي
وفارسي خيل على عهد النبي * ما أنا عن فضل علي بالعمي
لكنني أنعي ابن عفان التقي(5)

(24/9)



وقال سعيد بن قيس الهمداني يوم الجمل، وكان مع علي:
____________
(1) وقعة صفين لابن مزاحم: 49، شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/50 ط1 بمصر و: 1/149 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
(2) شرح النهج لابن ابي الحديد: 1/48 ط1 بمصر و: 1/144 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
(3) شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/47 ط1 بمصر و: 1/143 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 127 ط الحيدرية وص48 ط الغري.
(4) شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/48 ط1 بمصر و: 1/144 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
(5) شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/48 ط1 بمصر و: 1/144 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
--- ... الصفحة 510 ... ---
آية حرب أضرمت نيرانها * وكسرت يوم الوغى مرانها
قال للوصي أقبلت قحطانها * فادع بها تكفيكها همدانها
همُ بنو وهمُ إخوانها(1)
وقال زياد بن لبيد الأنصاري يوم الجمل، وكان من أصحاب علي:
كيف ترى الأنصار في يوم الكلب * إنا أنا لا نبالي من عطب
ولا نبالي في الوصي من غضب * وإنما الأنصار جد لا لعب
هذا علي وابن عبدالمطلب * ننصره اليوم على من قد كذب
من يكسب البغي فبئس ما اكتسب(2)
وقال حجر بن عدي الكندي في ذلك اليوم أيضاً:
يا ربَّنا سلِّم لنا علياً * سلم لنا المبارك المضيا
المؤمن الموحد التقيا * لا خطل الرأي ولا غويا
بل هادياً موفقاً مهدياً * واحفظه ربي واحفظ النبيا
فيه فقد كان له ولياً * ثم ارتضاه بعده وصياً(3)
وقال عمر بن أحجية يوم الجمل في خطبة الحسن بعد خطبة ابن الزبير:
حسن الخير يا شبيه أبيه * قمت فينا مقام خير خطيب
قمت بالخطبة التي صدع الله * بها عن أبيك أهل العيوب
لست كابن الزبير لجلج في القول * وطاطا عنان فسل مريب
وأبى الله أن يقوم بما قا * م به ابن الوصي وابن النجيب
ان شخصاً بين النبي لك الخير * وبين الوصي غير مشوب(4)
وقال زجر بن قيس الجعفي يوم الجمل أيضاً:
اضربكم حتى تقروا لعلي * خير قريش كلها بعد النبي

(24/10)

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول



____________
(1) شرح النهج: 1/48 ط1 و: 1/145 ط مصر بتحقيق محمد ابو الفضل.
(2) نفس المصدر السابق.
(3) نفس المصدر السابق، وقعة صفين لابن مزاحم: 381.
(4) شرح النهج: 1/49 ط1 بمصر و: 1/146 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
--- ... الصفحة 511 ... ---
من زانه وسماه الوصي(1)
وقال زجر بن قيس يوم صفين:
فصلى الإله على أحمد * رسول المليك تمام النعم
رسول المليك ومن بعده * خليفتنا القائم المدعم
علياً عنيت وصي النبي * يجالد عنه غواة الأمم(2)
وقال أشعث بن قيس الكندي:
أتانا الرسول رسول الإمام * فسُرَّ بمقدمه المسلمون
رسول الوصي وصي النبي * له السبق والفضل في المؤمنين(3)
وقال أيضاً:
أتانا الرسول رسول الوصي * على المهذب من هاشم
وزير النبي وذي صهره * وخير البرة والعالم(4)
وقال النعمان بن العجلان الزرقي الانصاري في صفين:
كيف التفرق والوصي إمامنا * لا كيف إلاّ حيرة وتخاذلا
فذروا معاوية الغوي وتابعوا * دين الوصي لتحمدوه آجلاً(5)
وقال عبدالرحمن بن ذؤيب الأسلمي من أبيات يهدد فيها معاوية بجنود العراق:
يقودهم الوصي إليك حتى * يردك عن ضلال وارتياب(6)(7)
____________
(1) شرح النهج: 1/49 ط1 بمصر و: 1/147 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
(2) وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 18، شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/49 ط1 بمصر و: 1/147 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
(3) وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 23، شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/49 ط1 بمصر و: 1/147 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
(4) وقعة صفين: 24 شرح النهج: 1/49 ط1 بمصر و: 1/148 ط مصر بتحقق محمد ابو الفضل.
(5) وقعة صفين لابن مزاحم: 365، شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/50 ط1 بمصر و: 1/149 ط مصر بتحقيق أبي الفضل.

(24/11)



(6) هذا البيت وجميع ما قبله من الأشعار والأراجيز، مذكورة في كتب السير والأخبار، ولا سيما المختصة منها بوقعتي الجمل وصفين، ونقلها بأجمعها العلامة المتتبع ابن أبي الحديد في ص47 وما بعدها الى ص50 من المجلد الأول من شرح نهج البلاغة، طبع مصر، وذلك حيث شرح خطبة أمير المؤمنين المشتملة على ذكر آل محمد وقول فيهم: ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة، وبعد نقل هذه الاشعار والأراجيز قال ما هذا لفظه: والأشعار التي تتضمن هذه اللفظة «الوصية» كثيرة جداً، ولكنا ذكرنا منها ها هنا بعض ما قيل في هذين الحزبين ـ يعني كتاب وقعة الجمل لأبي مخنف، وكتاب نصر بن مزاحم في صفين ـ (قال): فأما ما عداهما فانه يجل عن الحصر، ويعظم عن الاحصاء والعد، ولولا خوف الملالة والاضجار لذكرنا من ذلك ما يملأ أوراقاً كثيرة. اهـ. (منه قدس).
(7) وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 382، شرح النهج: 1/50 ط1 بمصر و: 1/149 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
--- ... الصفحة 512 ... ---
وقال عبدالله بن ابي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب:
إن ولي الأمر بعد محمد * علي وفي كل المواطن صاحبه
وصي رسول الله حقاً وصنوه * وأول من صلَّى ومن لا جانبه(1)
وقال خزيم بن ثابت ذو الشهادتين:
وصي رسول الله من دون أهله * وفارسه مذ كانفي سالف الزمن
وأول من صلَّى من الناس كلهم * سوى خيرة النسوان والله ذو منن(2)
وقال زفر بن حذيفة الأسدي:
فحوطوا علياً وانصروه فإنه * وصيٌّ وفي الاسلام أول أول(3)(4)
____________
(1) شرح النهج لابن أبي الحديد: 3/262 أفست على ط1 بمصر و: 13/231 ط مصر تحقيق محمد أبو الفضل، الفصول المختارة للسيد المرتضى: 235، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 48 ط الغري وص127 ط الحيدرية.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3/263 افست على ط1 بمصر و: 13/231 ط مصر تحقيق أبي الفضل.

(24/12)



(3) ان بيت زفر هذا، وبيتي خزيمة السابقين عليه، وبيتي عبدالله بن أبي سفيان المتقدمين عليهما، قد رواها عنهم الامام الاسكافي في كتابه نقض العثمانية، ونقلها ابن أبي الحديد في آخر شرح الخطبة القاصعة ص258 وما بعدها من المجلد الثالث من شرح النهج طبع مصر (منه قدس).
(4) شرح النهج: 3/263 ط افست على ط1 بمصر و: 13/232 ط مصر بتحقيق أبي الفضل.
--- ... الصفحة 513 ... ---
وقال أبو الأسود الدؤلي:
أحب محمداً حباً شديداً * وعباسا ًوحمزة والوصيا(1)
وقال النعمان بن العجلان وكان شاعر الأنصار وأحد ساداتهم من قصيدة له(2) يخاطب فيها ابن العاص:
وكان هوانا في علي وإنه * لأهل لها من حيث تدري ولا تدري
فذاك بعون الله يدعو إلى الهدى * وينهى عن الفحشاء والبغي والنكر
وصي النبي المصطفى وابن عمه * وقاتل فرسان الضلالة والكفر(3)
وقال الفضل بن العباس من ابيات له(4) :
ألا إن خير الناس بعد نبيِّهم * وصي النبي المصطفى عند ذي الذكر
وأول من صلَّى وصنو نبيه * وأول من أردى الغواة لدى بدر(5)
وقال حسان بن ثابت من أبيات(6) يمدح فيها علياً بلسان الأنصار كافة:
حفظت رسول الله فينا وعهده * إليك ومن أولى به منك من ومن
ألست أخاه في الهدى ووصيه * وأعلم منهم بالكتاب وبالسنن؟(7)
وقال بعض الشعراء يخاطب الحسن بن علي عليهما السلام:
____________
(1) الكامل للمبرد مطبوع مع شرحه رغبة الأمل: 7/133.
(2) ذكرها الزبير بن بكار في الموفقيات، ونقلها علامة المعتزلة ص13 من المجلد الثالث من شرح النهج، لكن ابن عبدالبر أورد هذه القصيدة في ترجمة النعمان من الاستيعاب، فحذف محل الشاهد منها (وكذلك يفعلون) (منه قدس).
(3) شرح النهج لابن أبي الحديدي: 2/13 ط1 بمصر و: 6/31 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
(4) أوردها ابن الأثير في اخر أحوال عثمان ص74 من الجزء الثالث من تاريخه الكامل، غير أنه قال: الا أن خير الناس بعد ثلاثة البيت (منه قدس).

(24/13)



(5) الكامل في التاريخ لابن الأثير: 3/189.
(6) أوردها الزبير بن بكار في الموفقيات، ونقلها ابن أبي الحديد ص15 من المجلد الثاني من شرح النهج (منه قدس).
(7) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/15 ط أفست على ط1 بمصر و: 6/35 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
--- ... الصفحة 514 ... ---
يا أجلَّ الأنام يابن الوصي * أنت سبط النبي وابن علي(1)(2)
وقالت أم سنان بنت خيثمة بن خرشة المذحجية من أبيات(3) تخاطب فيها علياً وتمدحه:
قد كنت بعد محمد خلفاً لنا * أوصى إليك بنا فكنت وفياً(4)
هذا ما نالته يد العجالة ووسعه ذرع هذا الإملاء من الشعر المنظوم في هذا المعنى على عهد أمير المؤمنين، ولو تصدينا للمتأخر عن عصره لأخرجنا كتاباً ضخماً ثم اعترفنا بالعجز عن الاستقصاء، على أن استيعاب ما قيل في ذلك مما يوجب الملل، وقد نخرج به عن الموضع الأصلي، إذن فلنكتف باليسير من كلام المشاهير، ولنجعله مثالاً لسائر ما قيل في هذا المعنى.
____________
(1) نقله الشيخ محمد علي حشيشو الحنفي الصيداوي في هامش ص65 من كتابه: آثار ذوات السوار، اذ ذكر غانمه بنت عامر ومعاوية، وأنها أنشدت هذا البيت أمام معاوية في كلام جابهته فيه. (منه قدس).
(2) آثار ذوات السوار: 65 بالهامش.
(3) ذكرها الامام أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر البغدادي حين ذكر أم سنان ف ص67 من بلاغات النساء، ونقلها أيضاً عن أم سنان الشيخ محمد علي حشيشو الحنفي في آخر ص78 من آثار ذوات السوار.
(4) بلاغات النساء لابن أبي طيفور ص63 ط الحيدرية.
--- ... الصفحة 515 ... ---
قال الكميت بن زيد في قصيدته الميمية الهاشمية:
والوصي(1) الذي أمال التجوبي * به عرش أمة لا نهدام
كان أهل العفاف والمجد والخيـ * ـر ونقض الامور والإبرام
والوصي الولي(2) والفارس المعـ * ـل ومردي الخصوم يوم الخصام(3)
وقال كثير بن عبدالرحمن بن الأسود بن عامر الخزاعي ويعرف بكثير عزة:

(24/14)



وصي النبي المصطفى وابن عمه * وفكاك أعناق وقاضي مغارم(4)
وقال أبو تمام الطائي من قصيدته الرائية(5) :
ومن قبله أحلفتم لوصيِّه * بداهية دهياء ليس لها قدر
فجئتم بها بكراً عواناً ولم يكن * لها قبلها مثلاً عوان ولا بكر
أخوه إذا عد الفخار وصهره * فلا مثله أخ ولا مثله صهر
وشد به أزر النبي محمد * كما شد من موسى بهارونه الأزر(6)
وقال دعبل بن علي الخزاعي في رثاء سيد الشهداء:
رأس ابن بنت محمد ووصيه * يا للرجال على قناة يرفع(6)
وقال أبو الطيب المتنبي ـ إذ عوتب على تركه مدح أهل البيت كما في ديوانه:
____________
(1) قال العلامة الشيخ محمود الرافعي حين انتهى الى شرح هذا البيت من شرحه هاشميات الكيمت: المراد به علي كرم الله وجهه، وسمي وصياً لأن رسول الله أوصى اليه، فمن ذلك ما روي عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعاً أنه قال: لكل نبي وصي، وان علياً وصيي ووارثي (قال) وأخرج الترمذي عن النبي أنه قال: من كنت مولاه فعلي مولاه (قال) وروى البخاري عن سعد: أن رسول الله خرج الى تبوك واستخلف علياً، فقال: اتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (قال) قال ابن قيس الرقيات:
نحن منا النبي احمد والصـ * ـديق منا التقي والحكماء
وعلي وجعفر ذو الجنا * حين هناك الوصي والهشداء
(قال): وهذا شيء كانوا يقولونه ويكثرون فيه، ثم استشهد على ذلك بما نقلناه في الأصل عن كثير عزة.
(2) قال الشارح محمد محمود الرافعي ما هذا لفظه: يعني ولي العهد بعد رسول الله.
(3) الهاشميات للكيمت بن زيد الاسدي بشرح الرافعي: 29 ـ 30 و32.
(4) شرح الهاشميات للرافعي: 30.
(5) التي مطلعها ـ أظبية حيث استنت الكثب العفر ـ وهي في ديوانه.
(6) ديوان أبي تمام الطائي: 143، الغدير للأميني: 2/330.
(7) الغدير للأمينين: 2/383، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 446 ط الحيدرية وص298 ط الغري.

(24/15)



--- ... الصفحة 516 ... ---
وتركت مدحي للوصي تعمداً * إذ كان نوراً مستطيلاً شاملا
وإذا استطال الشيء قام بنفسه * وصفات نور الشمس تذهب باطلا(1)
وقال يمدح أبا القاسم طاهر بن الحسين بن طاهر العلوي كما في ديوانه أيضاً:
هو ابن رسول الله وابن وصيه * وشبههما شبهت بعد التجارب(2)
إلى ما لا يحصى ولا يستقصى من أمثال هذا والسلام.
ـ ش ـ
____________
(1) البيتان في آخر ديوان المتنبي ط ليدن بشرح الواحدي أما في باقي الطبعات فقد حذفا.
(2) ديوان المتنبي: 191 ط دار الزهراء بيروت.
الوصية في الشعر العربي:
يوجد شعر كثير جداً يذكر بالوصية من النبي للامام علي عليه السلام:
راجع: وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 137 و382 و436ن المناقب للخوارزمي الحنفي: 38 و65 و134 و288 و289، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 85 و108 و294، مروج الذهب للمسعودي: 2/428، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 104 و127 و192 و446 و55 ط الحيدرية وص38 و48 و81 و298 ط الغري، الغدير للمرحوم الأميني: 2/28 و43 و77 و114 و150 و213 و216 و217 و219 و226 و227 و228 و229 و230 و234 و243 و246 و247 و251 و237 و274 و276 و292 و330 و350 و383 و: 3/9 و29 و60 و231 و233 و353 و354 و367 و368 و377 و379 و393 و404 و: 4/3 و17 و19 و24 و39 و40 و41 و56 و66 و67 و68 و90 و101 و125 و127 و131 و135 و136 و137 و138 و139 و142 و148 و150 و151 و155 و158 و161 و171 و80 و223 و253 و255 و260 و298 و306 و307 و315 و316 و327 و339 و342 و343 و364 و375 و377 و378 و384 و385 و392 و397 و408. وراجع بقية أجزاء الغدير فانه يوجد فيه الشيء الكثير من شعر الوصية وغيره من كتب الأدب. العقد الفريد لابن عبدربه المالكي: 4/411 و344، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 8، فرائد السمطين: 1/23 و326 و: 2/164 ح451.
--- ... الصفحة 517 ... ---
المراجعة 109
23 ربيع الثاني سنة 1330

(25/1)



كنا ـ في المراجعة 10 ـ قلنا لكم: ان بعض المتعصبين عليكم قد يشاغبون في اسناد مذهبكم ـ في فروع الدين وأصوله ـ الى أئمة أهل البيت، ووعدنا أنفسنا بمراجعتكم في هذا الشأن، وهذا وقت الوعد، فهل تتفضلون بما يدر أشغبهم؟ والسلام.
س
المراجعة 110
29 ربيع الثاني سنة 1330
1 ـ تواتر مذهب الشيعة عن أئمة أهل البيت
2 ـ تقدم الشيعة في تدوين العلم زمن الصحابة
4 ـ المؤلفون من سلفهم زمن التابعين وتابعي التابعين
1 ـ إن أولي الألباب ليعلمون بالضرورة انقطاع الشيعة الامامية(1) خلفاً عن سلف في أصول الدين وفروعه الى العترة الطاهر، فرأيهم تبع لرأي الأئمة من العترة، في الفروع والأصول وسائر ما يؤخذ من الكتاب والسنة أو يتعلق بهما من جميع العلوم، لا يعولون في شيء من ذلك إلا عليهم، ولا يرجعون فيه إلا اليهم، فهم يدينون الله تعالى، ويتقربون اليه سبحانه بمذهب أئمة أهل البيت، لا يجدون عنه حولاً ولا يرتضون بدلاً، على ذلك مضى سلفهم الصالح من عهد أمير المؤمنين
____________
(1) ان مجلة الهدى العراقية قد أقتبست هذه المراجعة من هذا الكتاب، فنشرتها تباعاً في مجلديها الأول والثاني، وجعلتها كأمالي بتوقيع اسم مؤلفها الحقير عبدالحسين شرف الدين الموسوي (منه قدس).
--- ... الصفحة 518 ... ---

(25/2)



والحسن والحسين والأئمة التسعة من ذرية الحسين عليهم السلام الى زماننا هذا، وقد أخذ الفروع والأصول عن كل واحد منهم جمٌّ من ثقات الشيعة وحفاظهم وافر، وعدد من أهل الورع والضبط والاتقان يربو على التواتر، فرووا ذلك لمن بعدهم على سبيل التواتر القطعي، ومن بعدهم رواه لمن بعده على هذا السبيل، وهكذا كان الأمر في كل خلف وجيل، الى أن انتهى الينا كالشمس الضاحية ليس دونها حجاب، فنحن الآن في الفروع والأصول، على ما كان عليه الأئمة من آل الرسول، روينا بقصنا وقضيضنا مذهبهم عن جميع آبائنا، وروى جميع آبائنا ذلك عن جميع آبائهم، وهكذا كانت الحال، في جميع الأجيال، الى زمن النقيين العسكريين، والرضايين الجوادين، والكاظمين الصادقين، والعابدين الباقرين، والسبطين الشهيدين، وأمير المؤمنين عليهم السلام، فلا نحيط الآن بمن صحب أئمة أهل البيت من سلف الشيعة، فسمع أحكام الدين منهم، وحمل علوم السلام عنهم، وان الوسع ليضيق عن استقصائهم وعدهم(1) ، وحسبك ما خرج من أقلام أعلامهم، من المؤلفات الممتعة، التي لا يمكن استيفاء عدها في هذا الاملاء(2) ، وقد اقتبسوها من نور أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، واغترفوها من بحورهم، سمعوها من أفواههم، وأخذوها من شفاههم، فهي ديوان علمهم، وعنوان حكمهم، ألفت على عهدهم(3) فكانت مرجع الشيعة من بعدهم،
____________
(1) الذين صحبوا الأئمة ورووا عنهم.
راجع اسماءهم وتراجمهم في: رجال النجاشي المتوفي 463 هـ. ط في بمبي وايران، الفهرست للشيخ الطوسي المتوفي 460 هـ ط في كلكتة وايران والنجف، رجال الطوسي ط في النجف، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ط في بمبي وايران والنجف، رجال البرقي المتوفي حدود (274 هـ) ط في ايران، رجال ابن داوود المولود (647 هـ) ط في ايران والنجف، الخلاصة للعلامة الحلي المتوفي (726 هـ) ط في ايران والنجف، الفهرست للشيخ منتجب الدين طبع في البحار: 105 ط الجديد.

(25/3)



(2) راجع: رجال النجاشي، الفهرست للطوسي، معالم العلماء لابن شهرآشوب ط في النجف، مؤلفو الشيعة في صدر الاسلام لشرف الدين ط النجف، الذريعة الى تصانيف الشيعة للطهراني طبعت في النجف وايران.
(3) الأصول الأربعمائة وقد جمعت في الكتب الأربعة.
راجع: الذريعة ج2 مادة (أصل)، تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: 278 ـ 291، الامام الصادق والمذاهب الأربعة: 1/546 ـ 555.
--- ... الصفحة 519 ... ---
وبها ظهر امتياز مذهب أهل البيت على غيره من مذاهب المسلمين، فانا لا نعرف أن احداً من مقلدي الأئمة الأربعة مثلاً، ألف على عهدهم كتاباً في أحد مذاهبهم، وانما ألف الناس على مذاهبهم، فأكثروا بعد انقضاء زمنهم(1) ، وذلك حيث تقرر حصر التقليد فيهم، وقصر الامامة في الفروع عليهم، وكانوا أيام حياتهم كسائر من عاصرهم من الفقهاء والمحدثين، لم يكن لهم امتياز على من كان في طبقتهم، ولذلك لم يكن على عهدهم من يهتم بتدوين أقوالهم، اهتمام الشيعة بتدوين أقوال أئمتها المعصومين ـ على رأيها ـ فان الشيعة من أول نشأتها، لا تبيح الرجوع في الدين الى غير أئمتها، ولذلك عكفت هذا العكوف عليهم، وانقطعت في أخذ معالم الدين اليهم، وقد بذلت الوسع والطاقة في تدوين كل ما شافهوها به، واستفرغت الهمم والعزائم في ذلك بما لا مزيد عليه، حفظاً للعلم الذي لا يصح ـ على رأيها ـ عند الله سواه، وحسبك مما كتبوه أيام الصادق ـ تلك الأصول الأربعمئة، وهي اربعمائة مصنف لأربعمئة مصنف، كتبت من فتاوى الصادق على عهده(2) ولأصحاب الصادق غيرها هو أضعاف أضعافها، كما ستسمع تفصيله قريباً ان شاء الله تعالى.

(25/4)



أما الأئمة الأربعة فليس لهم عند أحد من الناس منزلة أئمة أهل البيت عند شيعتهم، بل يم يكونوا أيام حياتهم، بالمنزلة التي تبوأوها بعد وفاتهم، كما صرح به ابن لدون المغربي، في الفصل الذي عقده لعلم الفقه من مقدمته الشهيرة(3) ، واعترف به غير واحد من أعلامهم، ونحن مع ذلك لا نرتاب في أن مذاهبهم انما هي مذاهب أتباعهم، التي عليها مدار عملهم في كل جيل، وقد
____________
(1) راجع: الامام الصادق والمذاهب الأربعة: 1/310 و: 3/194 و: 4/474.
(2) الذريعة الى تصانيف الشيعة ج2 مادة (أصل) ط النجف، تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: 278 ـ 291.
(3) مقدمة ابن خلدون: 410 ـ 417.
--- ... الصفحة 520 ... ---
دونوها في كتبهم، لأن اتباعهم أعرف بمذاهبهم، كما أن الشيعة أعرف بمذهب أئمتهم، الذي يدينون الله بالعمل على مقتضاه، ولا تتحقق منهم نية القربة الى الله بسواه.
2 ـ وان الباحثين ليعلمون بالبداهة تقدم الشيعة في تدوين العلوم على من سواهم(1) ، اذ لم يتصد لذلك في العصر الأول غير علي وأولو العلم من شيعته، ولعل السر في ذلك اختلاف الصحابة في اباحة كتابة العلم وعدمها، فكرهها ـ كما عن العسقلاني في مقدمة فتح الباري وغيره ـ عمر بن الخطاب وجماعة آخرون، خشية أن يختلط الحديث في الكتاب(2) ، وأباحها علي وخلفه الحسن السبط المجتبى وجماعة من الصحابة، وبقي الامر على هذه الحال حتى اجمع أهل القرن الثاني في آخر عصر التابعين على اباحتها، وحينئذ ألف ابن جريح كتابه في الآثار عن مجتهد وعطاء بمكة، وعن الغزالي أنه أول كتاب صنف في الاسلام، والصواب أنه أول كتاب صنفه غير الشيعة من المسلمين، وبعده كتاب معتمر بن راشد الصنعاني باليمن، ثم موطأ مالك، وعن مقدمة فتح الباري أن الربيع بن صبيح أول من جمع، وكان في آخر عصر التابعين، وعلى كل فالاجماع منعقد على أنه ليس لهم في العصر الأول تأليف(3) .

(25/5)



أما علي وشيعته، فقد تصدوا لذلك في العصر الأول، وأول شيء دونه أمير
____________
(1) تقدم الشيعة في تدوين العلوم.
راجع: تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام للسيد الصدر ط شركة النشر والطباعة المحدودة في العراق، الشيعة وفنون الاسلام له أيضاً ط في ايران، الامام الصادق والمذاهب الأربعة: 4/546 ـ 555.
(2) كراهية عمر لتديون الحديث.
راجع: تنوير الحوالك شرح موطأ مالك: 1/ 4 الامام الصادق والمذاهب الأربعة: 4/543.
(3) لأنهم يقولون ان تدوين العلم ابتدأ من عهد عمر بن عبدالعزيز والصحيح أنه لم يدون أحد منهم في عهده.
راجع: تنوير الحوالك شرح موطأ مالك: 1/5، الامام الصادق والمذاهب الأربعة: 4/544 ط بيروت، تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ص278.
--- ... الصفحة 521 ... ---

(25/6)



المؤمنين كتاب الله عز وجل، فإنه عليه السلام بعد فراغه من تجهيز النبي صلى الله عليه وآله وسلم، آلى على نفسه أن لا يرتدي الا للصلاة، أو يجمع القرآن فجمعه مرتباً على حسب النزول، وأشار الى عامة خاصة، ومطلقه ومقيده، ومحكمه ومتشابهه، وناسخة ومنسوخه، وعزائمه ورخصه، وسننه وآدابه، ونبه على أسباب النزول في آياته البينات، وأوضح ما عساه يشكل من بعض الجهات، وكان ابن سيرين يقول(1) : «لو أصبت ذلك الكتاب كان فيه العلم»(2) ، وقد عني غير واحد من قراء الصحابة بجمع القرآن، غير أنه لم يتسن لهم أن يجمعوه على تنزيله، ولم يودعوه شيئاً من الرموز التي سمعتها(*) ، فإذن كان جمعه عليه السلام بالتفسير أشبه. وبعد فراغه من الكتاب العزيز ألف لسيدة نساء العالمين كتاباً كان يعرف عند أبنائها الطاهرين بمصحف فاطمة، يتضمن أمثالاً وحكماً، ومواعظ وعبراً، وأخباراً نوادر توجب لها العزاء عن سيد الأنبياء أبيها صلى الله عليه وآله وسلم(3) . وألف بعده كتاباً في الديات وسمه بالحصيفة، وقد أورده ابن سعد في آخر كتابه المعروف بالجامع مسنداً الى أمير المؤمنين عليه السالم، ورأيت البخاري ومسلماً يذكران هذه الصحيفة ويرويان عنها في عدة مواضع من صحيحيهما، ومما روياه عنها ما أخرجاه عن الأعمش عن ابراهميم التيمي عن أبيه، قال: «قال علي رضي الله عنه ما عندنا كتاب نقرؤه الا كتاب الله غير هذه الصحيفة، قال: فأخرجها فاذا فيها أشياء من الجراحات وأسنان الابل»(4) قال: وفيها «المدينة حرم ما بين عير الى ثور،
____________
(1) فيما نقله عنه ابن حجر في صواعقه، وغير واحد من الأعلام (منه قدس).
(2) يوجد في: الصواعق المحرقة لابن حجر: 126 ط المحمدية وص76 ط الميمنية، التمهيد في علوم القرآن: 1/277، آلاء الرحمن للبلاغي: 1/18 بالهامش، الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ق2 ص101، الاستيعاب بهامش الاصابة: 2/253.

(25/7)



(*) لأجل المزيد من ذلك راجع: التمهيد في علوم القرآن: 1/225 وما بعدها، آلاء الرحمن: 1/18.
(3) الكافي لثقة الاسلام الكليني: 1/239 و240 و241 ط3 الحيدرية في طهران.
(4) كتاب الصحيفة للامام علي عليه السلام.
نقل عنها في: صحيح البخاري كتاب الفرائض باب أثم من تبرأ من مواليه: 8/10 ط دار الفكر و: 8/192 ط مطابع الشعب، صحيح مسلم كتاب الحج باب فضل المدينة: 1/572 ط عيسى الحلبي، تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: 115 ط شركة الاعلانات وتوجد نسخة منها عند السيد حسن الصدر (قدس) كما ذكره في تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: 279 ط شركة الطباعة بالعراق.
--- ... الصفحة 522 ... ---
فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»(1) الحديث بلفظ البخاري في باب اثم من تبرأ من مواليه من كتاب «الفرائض» في الجزء الرابع من صحيحه(2) ، وهو موجود في باب فضل المدينة من كتاب الحج من الجزء الأول من صحيح مسلم(3) ، والامام احمد بن حنبل أكثر من الرواية عن هذه الصحيفة في مسنده، ومما رواه عنه ما أخرجه من حديث علي في صفحة 100 من الجزء الأول من مسنده عن طارق بن شهاب، قال: شهدت علياً رضي الله عنه، وهو يقول على المنبر: «والله ما عندنا كتاب نقرؤه عليكم الا كتاب الله تعالى، وهذه الصحيفة ـ وكانت معلقة بسيفه ـ أخذتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم… الحديث»(4) .
قد جاء في رواية الصفاء عن عبدالملك قال: دعا أبو جعفر بكتاب علي، فجاء به جعفر مثل فخذ الرجل مطوياً، فاذا فيه: «ان النساء ليس لهن من عقار الرجل اذا توفي عنهن شيء، فقال أبو جعفر: هذا والله خط علي واملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»(5) ، واقتدى بأمير المؤمنين ثلة من شيعته فألفوا على عهده، منهم: سلمان الفارسي، وأبو ذر الغفاري، فيما ذكره ابن شهراشوب، حيث قال: أول من صنف في الاسلام علي بن أبي طالب، ثم سلمان الفارسي، ثم
____________

(25/Cool



(1) عين المصدر السابق.
(2) في صفحة 111. (منه قدس).
(3) في صفحة 523. (منه قدس).
(4) مسند أحمد بن حنبل: 2/121 ح782 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر.
(5) بصائر الدرجات للصفار: 165.
--- ... الصفحة 523 ... ---
أبو ذر ـ اهـ.(1) .
ومنهم أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحب بيت مال أمير المؤمنين عليه السلام، وكان من خاصة أوليائه والمستبصرين بشأنه، له كتاب السنن والأحكام والقضايا جمعه من حديث علي خاصة، فكان عند سلفنا في الغاية القصوى من التعظيم، وقد رووه بطرقهم وأسانيدهم اليه(2) .
ومنهم علي بن أبي رافع ـ وقد ولد كما في ترجمته من الاصابة على عهد النبي فسماه علياً ـ له كتاب في فنون الفقه على مذهب أهل البيت، وكانوا عليهم السلام يعظمون الكتاب ويرجعون شيعتهم اليه، قال موسى بن عبدالله بن الحسن: سأل أبي رجل، عن التشهد، فقال أبي: هات كتاب ابن أبي رافع، فأخرجه وأملاه علينا. اهـ.(3) .
واستظهر صاحب روضات الجنات أنه أول كتاب فقهي صنف في الشيعة(4) ، وقد اشتبه في ذلك رحمه الله.
ومنهم عبيدالله بن أبي رافع ـ كاتب علي ووليه، سمع النبي وروى عنه صلى الله عليه وآله وسلم، قوله لجعفر: «اشبهت خلقي وخُلقي»(5) ، أخرج
____________
(1) مؤلفوا الشيعة في صدر الاسلام.
1 ـ سلمان الفارسي.
2 ـ أبو ذر الغفاري.
راجع: تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: 280 و281 معالم العلماء لابن شهرآشوب: 2.
(2) 3 ـ أبو رافع مولى رسول الله له كتاب السنن والأحكام.
راجع: رجال النجاشي: 4، تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: 280.
(3) 4 ـ علي بن أبي رافع له كتاب في الفقه.
راجع: رجال النجاشي: 5، تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: 298.
(4) روضات الجنات للخونساري.

(25/9)



(5) يوجد في: الاصابة لابن حجر: 2/435، المستدرك للحاكم: 3/120 تلخيص المستدرك للهذهبي بذيل المستدرك، كنز العمال: 15/229 ح675 و820 و821 و825 ط2، خصائص النسائي: 89 ط الحيدرية وص19 ط التقدم بمصر وص31 ط بيروت، مصابيح السنة للبغوي: 2/278.
--- ... الصفحة 524 ... ---
ذلك عنه جماعة عن أحمد بن حنبل في مسنده، وذكره ابن حجر في القسم الأول من اصابته بعنوان عبيدالله بن أسلم، لأن أباه أبا رافع اسمه أسلم، ألف عبيدالله هذا كتاباً فيمن حضر صفين مع علي من الصحابة رأيت ابن حجر ينقل عنه كثيراً في اصابته، فراجع(1)(2) .
ومنهم ربيعة بن سميع ـ له كتاب في زكاة النعم من حديث علي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(3) .
ومنهم عبدالله بن الحر الفارسي ـ له لمعة في الحديث جمعها عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(4) .
ومنهم الأصبغ بن نباتة صاحب أمير المؤمنين وكان من المنقطعين اليه، روى عنه عهده الى الأشتر، ووصيته الى ابنه محمد، ورواهما اصحابنا بأسانديهم الصحيحة اليه(5) .
____________
(1) ترجمة جبير بن الحباب بن المنذر الأنصاري في القسم الأول من الاصابة (منه قدس).
(2) عبيدالله بن ابي رافع كاتب أمير المؤمنين له كتاب من حضر صفين مع علي: ينقل عنه في: الاصابة لابن حجر العسقلاني: 1/146 و201 و221 و223 و234 و225 و292 و336 و456 و458 و503 و517 و560 و: 2/174 و477 أفست على ط السعادة، أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير: 1/267 و: 2/24 و123 و128 و163 و220 أفست على ط مصر.
(3) 6 ـ ربيعة بن سميع له كتاب في زكاة النعم.
راجع: رجال النجاشي: 6.
(4) 7 ـ عبيدالله بن الحر الفارسي له كتاب.
راجع: رجال النجاشي: 6.
(5) 8 ـ الأصبغ بن نباتة يروي عن أمير المؤمنين عهده الى الأشتر ووصيته الى ابنه محمد.
راجع: رجال النجاشي: 6.
--- ... الصفحة 525 ... ---

(25/10)



ومنهم سليم بن قيس الهلالي ـ صاحب عليه عليه السلام روى عنه وعن سلمان الفارسي، له كتاب في الامامة ذكره الامام محمد بن ابراهيم النعماني في الغيبة، فقال: وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم أو رواه عن الأئمة خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من كتب الأصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيت وأقدمها، وهو من الأصول التي ترجع الشيعة اليها وتعول عليها. اهـ.(1) .
وقد تصدى أصحابنا لذكر من الف من أهل تلك الطبقة م سلفهم الصالح، فليراجع فهارسهم وتراجم رجالهم من شاء(2) .
3 ـ وأما مؤلفوا سلفنا الصالح من أهل الطبقة الثانية ـ طبقة التابعين ـ فان مراجعاتنا هذه لتضيق عن بيانهم. والمرجع في معرفتهم ومعرفة مصنفاتهم وأسانيدها اليهم على التفصيل انما هو فهارس علمائنا ومؤلفاتهم ف تراجم الرجال(3)(4) .
____________
(1) 9 ـ سليم بن قيس الهلالي له كتاب، وقد طبع في النجف، تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: 282 ط العراق.
(2) راجع: رجال النجاشي: 2 ـ 7، تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: 278 ـ 291، مؤلفو الشيعة في صدر الاسلام لشرف الدين ط النعمان.
(3) كفهرست النجاشي، وكتاب منتهى المقال في أحوال الرجال للشيخ أبي علي، وكتاب منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال للميرزا محمد، وغيرها من مؤلفات في هذا الفن وهي كثيرة (منه قدس).
(4) راجع: رجال النجاشي ط في بمبي وايران، الفهرست للشيخ الطوسي ط في النجف وكلكته، معالم العلماء لابن شهرآشوب ط في النجف وغيرها، الفهرست لمنتجب الدين في ج105 من البحار ط جديد، الذريعة الى تصانيف الشيعة خرج منها (25) مجلداً ط في النجف وايران، وغيرها من كتب الفهارس والتراجم.
--- ... الصفحة 526 ... ---

(25/11)



سطع ـ أيام تلك الطبقة ـ نور أهل البيت، وكان قبلها محجوباً بسحائب ظلم الظالمين، لأن فاجعة الطف فضحت أعداء آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأسقطتهم من أنظار أولي الألباب، ولفتت وجوه الباحثين الى مصائب أهل البيت، منذ فقدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واضطرت الناس بقوارعها الفادحة الى البحث عن أساسها، وحملتهم على التنقيب عن أسبابها، فعرفوا جذرتها وبذرتها، وبذلك نهض أولو الحمية من المسلمين الى حفظ مقام أهل البيت والأنتصار لهم، لأن الطبيعة البشرية تنتصر بجبلتها للمظلوم، وتنفر من الظالم، وكأن المسلمين بعد تلك الفاجعة دخلوا في دور جديد، فاندفعوا الى موالاة الامام علي بن الحسين زين العابدين، فانقطعوا اليه في فروع الدين وأصوله، وفي كل ما يؤخذ من الكتاب والسنة من سائر الفنون الاسلامية، وفزعوا من بعده الى ابنه الامام أبي جعفر الباقر عليه السلام، وكان أصحاب هذين الامامية «العابدين الباقرين» من سلف الامامية ألوفاً مؤلفة لا يمكن اصحاؤهم، لكن الذين دونت أسماؤهم وأحوالهم في كتب التراجم من حملة العلم عنهما يقاربون أربعة آلاف بطل، ومصنفاتهم تقارب عشرة آلاف كتاب أو تزيد، رواها أصحابنا في كل خلف عنهم بالاسانيد الصحيحة، وفاز جماعة من أعلام أولئك الأبطال بخدمتهما وخدمة بقيتهما الامام الصادق عليهم السلام، وكان الحظ الأوفر لجماعة منهم فازوا بالقدح المعلى علماً وعملاً.
فمنهم أبو سعيد أبان بن تغلب بن رباح الجريري القارئ الفقيه المحدث المفسر الأصولي اللغوي المشهور، كان من أوثق الناس، لقي الأئمة الثلاثة فروى عنهم علوماً جمة، وأحاديث كثيرة، وحسبك أنه روى عن الصادق خاصة ثلاثين ألف حديث(1)(2) ، كما أخرجه الميرزا محمد في ترجمة أبان من كتاب منتهى المقال بالاسناد الى أبان بن عثمان عن الصادق عليه السلام، وكان له عندهم حظوة
____________

(25/12)

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

(1) نص على ذلك أئمة الفن كالشيخ البهائي في وجيزته، وغير واحد من أعلام الأمة. (منه قدس).
(2)
أبان بن تغلب
رجال النجاشي: 9.
--- ... الصفحة 527 ... ---
وقدم، قال له الباقر عليه السلام ـ وهما في المدينة الطيبة ـ: «اجلس في المسجد وأفت الناس؛ فاني أحب أن يرى في شيعتي مثلك»(1) ، وقال له الصادق عليه السلام: «ناظر أهل المدينة، فاني أحب أن يكون مثلك من رواتي ورجالي»(2) ، وكان اذا قدم المدينة تقوضت اليه الخلق، وأخليت له سارية النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقال الصادق عليه السلام لسليم بن أبي حبة: «ائت أبان بن تغلب فانه سمع مني حديثاً كثيراً، فما روى لك فاروه عني»(3) ، وقال عليه السلام لأبان بن عثمان: «ان أبان بن تغلب روى عني ثلاثين الف حديث فاروها عني»(4) . وكان اذا دخل أبان على الصادق يعانقه ويصافحه، ويأمر بوسادة تثنى له، ويقبل عليه بكله(5) . ولما نعي اليه قال عليه السلام: «أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان»(6) ، وكانت وفاته سنة أحدى وأربعين ومائة(7) ، ولأبان روايات عن أنس بن مالك والاعمش، ومحمد بن المنكدر، وسماك بن حرب، وابراهيم النخعي، وفضيل بن عمرو، والحكم، وقد احتج به مسلم وأصحاب السنن الأربعة كما بيناه اذ أوردناه ـ في المراجعة 16 ـ(Cool . ولا يضره عدم احتجاج البخاري به. فان له أسوة بأئمة أهل البيت، الصادق، والكاظم، والرضا، والجواد التقي، والحسن العسكري الزكي، اذ لم يحتج بهم، بل لم يحتج بالسبط الأكبر سيد شباب أهل الجنة، نعم احتج بمروان بن الحكم،
____________
(1) رجال النجاشي: 7، الفهرست للشيخ الطوسي: 31 ط2.
(2) رجال النجاشي.
(3) رجال النجاشي: 10، اختيار معرفة الرجال المعروف بـ (رجال النجاشي) ص331 ح604.
(4) رجال النجاشي: 9.
(5) رجال النجاشي: 8.
(6) رجال النجاشي: 7، الفهرست للشيخ الطوسي: 41 ط2 بالحيدرية، اختيار معرفة الرجال (رجال الشكي) ص330 ح601.

(25/13)



(7) رجال النجاشي: 10، الفهرست للطوسي: 42.
(Cool تقدم تحت رقم (142) فراجع.
--- ... الصفحة 528 ... ---
وعمران بن حطان، وعكرمة البربري، وغيرهم من أمثالهم، فإنا لله وإنا اليه راجعون(1) .
ولأبان مصنفات ممتعة، منها كتاب تفسير غريب القرآن، أكثر فيه من شعر العرب شواهد على ما جاء في الكتاب الحكيم(2) ، وقد جاء فيما بعد، عبدالرحمن بن محمد الأزدي الكوفي، فجمع من كتاب أبان، ومحمد بن السائب الكلبي، وابن روق عطية بن الحارث، فجعله كتاباً واحداً بين ما اختلفوا فيه، وما اتفقوا عليه، فتارة يجيء كتاب أبان منفرداً، وتارة يجيء مشتركاً على ما عمله عبدالرحمن، وقد روى أصحابنا كلاً من الكتابين بالأسانيد المعتبرة، والطرق المختلفة، ولأبان كتاب الفضائل، وكتب صفين، وله أصل من الأصول التي تعتمد عليها الامامية في أحكامها الشرعية، وقد روت جميع كتبه بالاسناد اليه، والتفصيل في كتب الرجال(3) .
ومنهم أبو حمزة الثمالي بن دينار(4) ، كان من ثقات سلفنا الصالح وأعلامهم، أخذ العلم عن الأئمة الثلاثة ـ الصادق والباقر وزين العابدين عليهم السلام ـ وكان منقطعاً اليهم، مقرباً عندهم، أنثى عليه الصادق، فقال عليه السلام: «أبو حمزة في زمانه مثل سلمان الفارسي في زمانه»(5) . وعن الرضا عليه السلام: «أبو حمزة في زمانه كلقمان في زمانه»(6) ، له كتاب تفسير القرآن، رأيت الامام الطبرسي ينقل عنه في ـ تفسيره ـ
____________
(1) فراجع: كتاب العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل للسيد محمد بن عقيل: 58 ط بيروت.
(2) الفهرست للشيخ الطوسي: 41.
(3) راجع: رجال النجاشي: 8، الفهرست للشيخ الطوسي: 41 ط2.
(4)
أبو حمزة الثمالي
له ترجمة في: رجال النجاشي: 83، الفهرست للشيخ الطوسي: 66 ط2 وغيرهما من الكتب.
(5) رجال النجاشي: 83.
(6) اختياره معرفة الرجال (رجال الكشي) 203 ح357.
--- ... الصفحة 529 ... ---

(25/14)



مجمع البيان(1) ـ وله كتاب النوادر، وكتاب الزهد، ورسالة الحقوق(2)(3) ، رواها عن الامام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام، وروى عنه دعاءه في السحر، وهو اسنى من الشمس والقمر؛ وله رواية عن أنس، والشعبي،وروى عنه وكيع، وأبو نعيم، وجماعة من أهل تلك الطبقة من أصحابنا وغيرهم، كما بيناه في أحواله ـ في المراجعة 16 ـ(4) .
وهناك أبطال لم يدركوا الامام زين العابدين، وانم فازوا بخدمة الباقرين الصادقين عليهما السلام.
فمنهم أبو القاسم بريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير ليث بن مراد البختري المرادي، وأبو الحسن زرارة بن أعين، وأبو جعفر محمد بن مسلم بن رباح الكوفي الطائفي الثقفي، وجماعة من أعلام الهدى ومصابيح الدجى، لا يسع المقام استقصاءهم(5) .
أما هؤلاء الأربعة فقد نالوا الزلفى، وفازوا بالقدح المعلى، والمقام الأسمى، حتى قال فيهم الصادق عليه السلام ـ وقد ذكرهم ـ: «هؤلاء أمناء الله على حلاله وحرامه»(6) ، وقال: «ما أجد أحداً أحيى ذكرنا الا زرارة وأبو بصير ليث، ومحمد بن مسلم، وبريد، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا، ثم
____________
(1) راجع من مجمع البيان تفسير قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) من سورة الشورى تجده ينقل عن تفسير أبي حمزة (منه قدس).
(2) وقد روى أصحابنا كتب أبي حمزة كلها بأسانيدهم اليه، والتفصيل في كتب الرجال، واختصر سيدنا الحجة السيد صدر الدين الصدر الموسوي رسالة الحقوق، وطبعها كرسالة مختصرة ليحفظها نشء المسلمين، وقد أجاد الى الغاية متع الله المسلمين بجميل رعايته، وجليل عنايته (منه قدس).
(3) راجع: رجال النجاشي: 83 ـ 84، الفهرست للطوسي: 66.
(4) تقدم تحت رقم (161) فراجع.
(5) رجال البرقي: 9 ـ 18 ط ايران، رجال الطوسي: 102 ـ 342.
(6) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص170 ح286.
--- ... الصفحة 530 ... ---

(25/15)



قال: هؤلاء حفاظ الدين، وأمناء أبي، على حلال الله وحرامه، وهم السابقون الينا في الدنيا، والسابقون الينا في الأخيرة»(1) ، وقال عليه السلام: «بشر المخبتين بالجنة(2) ثم ذكر الأربعة، وقال ـ في كلام طويل ذكرهم فيه ـ: «كان أبي أئتمنهم على حلاله الله وحرامه، وكانوا عيبة علمه، وكذلك اليوم هم عندي مستودع سري، وأصحاب أبي حقاً، وهم نجوم شيعتي أحياء وأمواتاً، بهم يكشف الله كل بدعة، ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين، وتأويل الغالين». اهـ.(3) الى غير ذلك من كلماته الشريفة التي أثبتت لهم الفضل والشرف والكرامة والولاية، ما لا تسع بيانه عبارة، ومع ذلك فقد رماهم أعداء أهل البيت بكل أفك مبين، كما فصلناه في كتابنا مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام(4) . وليس ذلك بقادح في سمو مقامهم، وعظيم خطرهم عند الله ورسوله والمؤمنين، كما أن حسدة الأنبياء ما زادوا انبياء الله الا رفعة، ولا أثروا في شرائعهم الا انتشاراً عند أهل الحق، وقبولاً في نفوس أولي الألباب.
وقد انتشر العلم في أيام الصادق عليه السلام بما لا مزيد عليه، وهرع اليه شيعة آبائه عليهم السلام من كل فج عميق، فأقبل عليهم بانبساطه، واسترسل اليهم بأنسه، ولم يأل جهداً في تثقيفهم، ولم يدخر وسعاً في ايقافهم على أسرار العلوم، ودقائق الحكمة، وحقائق الامور؛ كما اعترف به أبو الفتح الشهرستاني في كتابه الملل والنحل، حيث ذكر الصادق عليه السلام فقال(5) : وهو ذو علم غزير في الدين وأدب بالغ في الحكمة، وزهد بالغ في الدنيا، وورع تام عن الشهوات قال: وقد أقام بالمدينة مدة يفيدة الشيعة المنتمين اليه، ويفيض على الموالين له اسرار العلوم، ثم دخل العراق وأقام بها مدة ما تعرض للامامة ـ أي للسلطنة ـ قط، ولا نازع أحداً في
____________
(1) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص136 ح219.
(2) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص170 ح286.

(25/16)



(3) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص137 ح220.
(4) مؤلفو الشيعة في صدر الاسلام لشرف الدين ص53 ـ 55 ط النعمان. (5) عند ذكره الباقرية والجعفرية من فرق الشيعة من كتابه الملل والنحل (منه قدس).
--- ... الصفحة 531 ... ---
الخلافة (قال): ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط، ومن تعلى الى ذروة الحقيقة لم يخف من حط، الى آخر كلامه(1) . والحق ينطق منصفاً وعنيداً.
نبع من أصحاب الصادق جم غفير، وعدد كثير، كانوا أئمة هدى، ومصابيح دجى، وبحار علم، ونجوم هداية. والذين دونت أسماؤهم وأحوالهم في كتب التراجم منهم أربعة آلاف رجل من العراق والحجاز وفارس وسوريا، وهم أول مصنفات مشهورة لدى علماء الامامية، ومن جملتها الأصول الأربعمئة وهي كما ذكرناه سابقاً أربعمئة مصنف لأربعمئة مصنف كتبت من فتاوى الصادق عليه السلام على عهده، فكان عليها مدار العلم والعمل من بعده، حتى لخصها جماعة من أعلام الامة، وسفراء الأئمة في كتب خاصة، تسهيلاً للطالب، وتقريب على المتناول، وأحسن ما جمع منها الكتب الأربع التي هي مرجع الامامية في اصولهم وفروعهم من الصدر الأول الى هذا الزمان، وهي: الكافي، والتهذيب، والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه(2) ، وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها، والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها، وفيه ستة عشر ألف ومئة وتسعة وتسعون حديثاً، وهي أكثر مما اشتملت عليه الصحاح الستة بأجمعها، كما صرح به الشهيد في الذكرى(3) وغير واحد من الأعلام.
وألف هشام بن الحكم من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام كتباً كثيرة اشتهر
____________
(1) الملل والنحل لشهرتساني: 1/166 ط دار المعرفة ـ بيروت.
(2) الكتب الأربعة:
1 ـ الكافي لثقة الاسلام الكليني المتوفي 328 هـ وقيل 329 هـ ط أخيراً في 8 مجلدات الأوصل والفروع والروضة.
2 ـ من لا يضره الفقيه للشيخ الصدوق المتوفي 381 هـ ط في النجف وايران في 4 مجلدات.

(25/17)



3 ـ تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي المتوفي 460 هـ 10 مجلدات ط في النجف وغيرها.
4 ـ الاستبصار للشيخ الطوسي 4 مجلدات ط في النجف وغيرها.
(3) الذكرى للشهيد الأول ص6 ط ايران.
--- ... الصفحة 532 ... ---
منها تسعة وعشرون كتاباً(1) ، رواها أصحابنا بأسانيدهم اليه، وتفصيلها في كتابنا ـ مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام ـ وهي كتب ممتعة باهرة في وضوح بيانها، وسطوع برهانها، في الأصول والفروع، وفي التوحيد والفلسفة العقلية، والرد على كل من الزنادقة، والملاحدة، والطبيعين، والقدرية، والجبرية، والغلاة في علي وأهل البيت، وفي الرد على الخوارج والنصابة، ومنكري الوصية الى علي ومؤخريه ومحاربيه، والقائلين بجواز تقديم المفضول وغير ذلك، وكان هشام من أعلم أهل القرن الثاني في علم الكلام، والحكمة الالهية، وسائر العلوم العقلية والنقلية، مبرزاً في الفقه والحديث، مقدماً في التفسير، وسائر العلوم والفنون، وهو ممن فتق الكلام في الامامة، وهذب المذهب(2) بالنظر؛ يروي عن الصادق والكاظم وله عندهم جاه لا يحيط به الوصف، وقد فاز منهم بثناء يسمو به في الملأ الأعلى قدره، وكان في مبدأ أمره من الجهمية، ثم لقي الصادق فاستبصر بهديه ولحق به، ثم بالكاظم ففاق جميع أصحابهما، ورماه بالتجسيم وغيره من الطامات مريدو اطفاء نور الله من مشكاته، حسد لأهل البيت وعدواناً، ونحن أعرف الناس بمذهبه، وفي أيدينا أحواله وأقواله، وله في نصرة مذهبنا من المصنفات ما أشرنا اليه، فلا يجوز أن يخفى علينا من اقواله ـ وهو من سلفنا وفرطنا ـ ما ظهر لغيرنا، مع بعدهم عنه في المذهب والمشرب، على أن ما نقله الشهرستاني ـ في الملل والنحل من عبارة هشام ـ لا يدل على قوله بالتجسيم. واليك عين ما نقله، قال: وهشام بن الحكم صاحب غور في الأوصل، لا يجوز أن يغفل عن الزاماته على المعتزلة، فان الرجل وراء ما يلزمه على الخصم، ودون ما يظهره من التشبيه، وذلك أنه ألزم

(25/18)



العلاف، فقال: انك تقول الباري عالم بعلم، وعلمه ذاته، فيكون عالماً لا كالعالمين، فلم لا تقول: هو جسم لا كالأجسام. اهـ. ولا يخفى أن هذا
____________
(1)
هشام بن الحكم
راجع: رجال النجاشي: 304، الفهرست للطوسي: 204.
(2) راجع: هشام بن الحكم للشيخ عبدالله نعمة ط بيروت، فلاسفة الشيعة للشيخ عبدالله نعمة ص562 ط بيروت، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص255 ـ 280، الامام الصادق والمذاهب الأربعة لأسد حدير: 3/79 ـ 110.
--- ... الصفحة 533 ... ---
الكلام ان صح عنه فانما هو بصدد المعارضة مع العلاف، وليس كل من عارض بشيء يكون معتقداً له، اذ يجوز أن يكون قصده اختبار العلاف، وسبر غوره في العلم، كما أشار الشهرستاني اليه بقوله(1) : فان الرجل وراء ما يلزمه على الخصم، ودون ما يظهر من التشبيه. على أنه لو فرض ثبوت ما يدل على التجسيم عن هشام، فانما يمكن ذلك عليه قبل استبصاره، إذ عرفت أنه كان ممن يرى رأي الجهمية، ثم استبصر بهدي آل محمد، فكان من أعلام المختصين بأئمتهم، لم يعثر أحد من سلفنا على شيء مما نسبه الخصم اليه، كما أنا لم نجد أثراً لشيء مما نسبوه الى كل من زرارة بن أعين، ومحمد بن مسلم، ومؤمن الطاق، وأمثالهم، مع أنا قد استفرغنا الوصع والطاقة في البحث عن ذلك، وما هو الا البغي والعدوان، والافك والبهتان (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون) .

(25/19)



أما ما نقله الشهرستاني عن هشام من القول بإلهية علي، فشيء يضحك الثكلى، وهشام أجلُّ من أن تنسب اليه هذه الخرافة والسخافة، وهذا كلام هشام في التوحيد ينادي بتقديس الله عن الحلول، وعلوه عما يقوله الجاهلون، وذاك كلامه في الامامة والوصية يعلن بتفضيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على علي، مصرحاً بأن علياً من جملة أمته ورعيته، وأنه وصيه وخليفته، وأنه من عباد الله المظلومين المقهورين، العاجزين عن حفظ حقوقهم، المضطرين الى أن يضرعوا لخصومهم، الخائفين المترقبين الذين لا ناصر لهم ولا معين وكيف يشهد الشهرستاني لهشام بأنه صاحب غور في الأصول، وأنه لا يجوز أن يغفل عن إلزاماته على المعتزلة، وأنه دون ما أظهره للعلاف من قوله له: فلم لا تقول إن الله جسم لا كالأجسام، ثم ينسب اليه القول بأن علياً عليه السلام هو الله تعالى، أليس هذا تناقضاً واضحاً؟ وهل يليق بمثل هشام على غزارة فضله أن تنسب اليه الخرافات؟ كلا. لكن القوم أبوا الا الارجاف حسداً وظلماً لأهل البيت ومن يرى رأيهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
____________
(1) الملل والنحل للشهرستاني: 1/185 ط دار المعرفة.
--- ... الصفحة 534 ... ---
وقد كثر التأليف على عهد الكاظم، والرضا، والجواد، والهادي والحسن الزكي العسكر، عليهم السلام، بما لا مزيد عليه، وانتشرت الرواة عنهم وعن رجل الأئمة من آبائهم في الأمصار، وحسروا للعلم عن ساعد الاجتهاد وشمروا عن ساق الكد والجد، فخاضوا عباب العلوم، وغاصوا على أسرارها، وأحصوا مسائلها، ومحصوا حقائقها، فلم يألوا في تديون الفنون جهداً، ولم يدخروا في جمع أشتات المعارف وسعاً.

(25/20)



قال المحقق في المعتبر أعلى الله مقامه: وكان من تلامذة الجواد عليه السلام فضلاء كالحسين بن سعيد، وأخيه الحسين، وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي، وشاذان، وأبي الفضل العمي، وأيوب بن نوح، وأحمد بن محمد بن عيسى، وغيرهم ممن يطول تعداهم (قال أعلى الله مقامه): وكتبهم الى الآن منقولة بين الأصحاب دالة على العلم الغزير(1) .
قلت: وحسبك أن كتب البرقي تربو على مئة كتاب(2) ، وللبزنطي الكتاب الكبير المعروف بجامع البزنطي، وللحسين بن سعيد ثلاثون كتاباً(3) . ولا يمكن في هذا الاملاء احصاء ما ألفه تلامذة الأئمة الستة من أبناء الصادق عليهم السلام، بيد أني أحيلك على كتب التراجم والفهارس(4) فراجع منها أحوال محمد بن سنان، وعلي بن مهزيار، والحسن بن محبوب، والحسن بن محمد بن سماعة، وصفوان بن يحيى، وعلي بن يقطين، وعن ابن فضال، وعبدالرحمن بن نجران، والفضل بن شاذان ـ فإنه له مئتي كتاب ـ
____________
(1) المعتبر للمحق الحلي: 5 ط ايران، رجال البرقي: 55 ط ايران، رجال الطوسي: 397.
(2) راجع: رجال النجاشي: 55 ـ 56، الفهرست للطوسي: 44 ـ 46 ط2.
(3) راجع: رجال النجاشي: 43، الفهرست للطوسي: 83.
(4) مثل: رجال النجاشي ط في بمبي وايران، الفهرست للشيخ الطوسي ط في النجف، معالم العلماء لابن شهرآشوب ط في النجف، الفهرست لمنتجب الدين ط ضمن البحار ج105 ط الجديد، معالم العلماء ط في النجف.
--- ... الصفحة 535 ... ---

(25/21)



(1) ومحمد بن مسعود العياشي ـ فإن كتبه تربوا على المئتين ـ(2) ومحمد بن أبي عمير، وأحمد بن محمد بن عيسى، فإنه روى عن مئة رجل من أصحاب الصادق عليه السلام(3) ومحمد بن علي بن محبوب، وطلحة بن طلحة بن زيد، وعمار بن موسى الساباطي، وعلي بن النعمان، والحسين بن عبدالله، واحمد بن عبدالله بن مهران المعروف بابن خانة وصدقة بن المنذر القمي، وعبيدالله بن علي الحلبي، الذي عرض كتابه على الصادق عليه السلام، فصححه واستحسنه، وقال: «أترى لهؤلاء مثل هذا الكتاب»(4) ، وأبي عمرو الطبيب، وعبدالله بن سعيد، الذي عرض كتابه على أبي الحسن الرضا عليه السلام، ويونس بن عبدالرحمن الذي عرض كتابه على الامام أبي محمد الحسن الزكي العسكري عليه السلام(5) .
ومن تتبع أحوال السلف من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، واستقصى أصحاب كل من الائمة التسعة من ذرية الحسين، وأحصى مؤلفاتهم المدونة على عهد أئمتهم، وأستقرأ الذين رووا عنهم تلك المؤلفات، وحملوا عنهم حديث آل محمد في فروع الدين وأصوله من ألوف الرجال، ثم الم بحملة هذه العلوم في كل طبقة طبقة، يداً عن يد من عصر التسعة المعصومين الى عصرنا هذا، يحصل له القطع الثابت بتواتر مذهب الأئمة، ولا يرتاب في أن جميع ما ندين الله به من فروع وأصول، انما هو مأخوذ من آل الرسول، لا يرتاب في ذلك الا مكابر عنيد، أو جاهل بليد، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والسلام.
ـ ش ـ
____________
(1) رجال النجاشي: 217، الفهرست للطوسي: 150، معالم العلماء: 90.
(2) الفهرست للطوسي: 163 ـ 165، معالم العلماء لابن شهرآشوب: 99 ط2، رجال النجاشي: 284.
(3) الفهرست للشيخ الطوسي: 168.
(4) رجال النجاشي: 160، الفهرست للطوسي: 132.
(5) رجال النجاشي: 312.
أحاديث في الشيعة
1 ـ قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مشيراً الى علي بن أبي طالب عليه السلام:

(25/22)



«والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة».
يوجد هذا الحديث في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/442 حديث: 951 وص348 ح849 و851 ط بيروت، المناقب للخوارزمي الحنفي: 62 ط الحيدرية، شواهد التنزيل للحكساني الحنفي: 2/362 ح1139 ط بيروت، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 245 و313 و314 ط اليحدرية وص118 و175 ط الغري، كنوز الحقائق للمناوي الشافعي: 83 ط الهند، الدر المنقور للسيوطي الشافعي: 6/379 ط مصر، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 54 ط الحيدرية، فرائد السمطين: 1/156.
2 ـ قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام:
«تأتي يوم القيامة أنت وشيعتك راين مرضيين، ويأتي أعداؤك غضاباً مقحمين».
يوجد هذا الحديث في: نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 92 ط القضاء في النجف، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 301 ط اسلامبول وص362 ط الحيدرية، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 107 ط الحيدرية، الصواعق المحرقة لابن حجر: 159 ط المحمدية بمصر وص96 ط الميمنية بمصر، كنز العمال: 15/137 ح398 ط2 بحيدر آباد، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/131 ط بيروت، نور الأبصار للشبلنجي: 101 ط العثمانية.
3 ـ وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام.
«أما ترضى أنك معي في الجنة والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذريتنا وشيعتنا عن ايماننا وشمائلنا».
يوجد في: الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي: 159 ط المحمدية بمصر وص96 ط الميمنية بمصر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 301 ط اسلامبول ص361 ط الحيدرية، فرائد السمطين: 2/43 ح375.
4 ـ قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
«يا علي انك ستقدم على الله أنت وشيعتك مرضيين وتقدم أعداؤك غضاباً مقحمين».

(25/23)



يوجد في: نور الأبصار للشبلنجي الشافعي: 73 ط الثعمانية بمصر، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي: 152 ط المحمدية وص92 ط الميمنية بمصر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 299 ط اسلامبول ص359 ط الحيدرية.
5 ـ قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
«يا علي ان الله قد غفر لك ولذريتك وولدك ولشيعتك ولمحبي شيعتك».
يوجد هذا في: الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي: 96 و139 و140 ط الميمنية بمصر وص159 و130 و233 ط المحمدية بمصر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 270 وص301 ط اسلامبول وص361 ط الحيدرية، النهاية لابن الأثير: 3/276 ط الخيرية بمصر، فرائد السمطين: 1/308 ح247.
رواجع ما تقدم تحت رقم (111) من نزول قوله تعالى (أولئك هم خير البرية) قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: «هم أنت وشيعتك» وتقدم أيضاً مصادر نزول الاية في علي وشيعته.
والحمد لله أولاً وآخراً على ما تفضل به علينا من اتمام هذه التكملة وقد وقع الفراغ منها في ليلة الثلاثاء 29 صفر سنة 1398 هـ. بعد أن استغرقت أكثر من سنة وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.
النجف الأشرف
حسين الراضى
--- ... الصفحة 536 ... ---
--- ... الصفحة 537 ... ---
المراجعة 111
1 جمادي الاولى سنة 1330
أشهد أنكم في الفروع والأصول، على ما كان عليه الأئمة من آل الرسول، وقد أوضحت هذا الأمر فجعلته جلياً، وأظهرت من مكنونه ما كان خافياً، فالسك فيه خبال، والتشكيك تضليل، وقد استشففته(1) فراقني الى الغاية، وتمخرت ريحه(2) الطيبة فأنعشني قدسي مهبها بشذاه الفياح، وكنت ـ قبل أن أتصل بسببك ـ على لبس فيكم لما كنت أمسعه من ارجاف المرجفين، وأجحاف المجحفين، فلما يسر الله اجتماعنا أويت منك الى علم هدى ومصباح دجى، وانصرفت عنك ملفحاً
____________
(1) تقول استشففت الثوب اذا نشرته في الضوء وتفشته تطلب عيبه ان كان فيه عيب (منه قدس).
(2) تمخر الريح أن تبحث عن مهبها ومجراها (منه قدس).

(25/24)



--- ... الصفحة 538 ... ---
منجحاً، فما أعظم نعمة الله بك علي، وما أحسن عائدتك لدي، والحمد لله رب العالمين.
ـ س ـ
المراجعة 112
2 جمادي الاولى سنة 1330
أشهد أنك مطلع لهذا الامر ومقرن له(1) ، حسرت له عن ساق وانصلت(2) فيه أمضى من الشهاب(3) ، أغرقت في البحث عنه، واستقصيت في التحقيق التدقيق، تنظر في أعطافه وأثنائه، ومطاويه وأحنائه، تقلبه منقباً عنه ظهراً لطبن، تتعرف دخيلته، وتطلب كنهه وحقيقته، لا تستفزك العواطف القومية، ولا تستخفك الأغراض الشخصية، فلا تصدع صفات حلكم، ولا تستثار قطاة رأيك، مغرقاً في البحث بحلم أثبت من رضوى، وصدر أوسع من الدنيا، ممعنا في التحقيق لا تأخذك في ذاك آصرة(4) حتى برح الخفاء، وصرح الحق عن محضه، وبان الصبح لذي عينين، والحمد لله على هدايته لدينه، والتوفيق لما دعا اليه من سبيله، صلى الله عليه وآله وسلم.
ـ ش ـ
____________
(1) أي مطيق له قادر عليه (منه قدس).
(2) الانصالات: الجد والسبق (منه قدس).
(3) هو ما يرى في الليل من النجوم منقضاً (منه قدس).
(4) الآصرة: ما عطفك على رجل من رحم أو قرابة أو صهر أو المعروف.
تمت هذه التعليقة والحمد لله، كافلة لاكمال ما نقص في أصل الكتاب، وفيها من الفوائد ما لا يستغني عنه أبداً، ومن ألم بها علم أنها كذلك، وكان الفراغ من تأليفها يوم الفراغ من طبع هذا الكتاب منتصف رجب الحرام سنة 1355 بقلم المؤلف أقل خدمة الدين الاسلامي وسدنة المذهب الامامي عبدالحسين بن الشريف يوسف بن الشريف جواد بن الشريف اسماعيل بن الشريف محمد بن الشريف ابراهيم الملقب شرف الدين بن الشريف زين العابدين بن علي نور الدين بن نور الدين علي بن الحسين الموسوي العاملي عاملهم الله جميعاً بلطفه ورحمته، والحمد لله أولاً وآخر وصلى الله علي محمد وآله وسلم (منه قدس).
--- ... الصفحة 539 ... ---

(25/25)



تم الكتاب بمعونة الله عز وجل وحسن توفيقه تعالى بقلم مؤلفه عبدالحسين شرف الدين الموسوي العاملي، عامله الله بفضله، وعفا عنه بكرمه، إنه أرحم الراحمين.

(25/26)



http://dc150.4shared.com/img/7VwKWseO/preview.html

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

كتاب المراجعات للموبايل (637 KB)


http://www.4shared.com/get/vP8RdDtj/___online.html

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

تحميل كتاب المراجعات تأليف الإمام عبدالحسين شرف الدين الموسوي


http://www.4shared.com/file/97vPtAEB/morajaat.html


الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى