الجمعة، 28 أيار/مايو 2010، آخر تحديث 18:18 (GMT+0400)
غموض يلف تساقط عمال من الطبقة السابعة بمصنع صيني
العمال يسقطون قتلى من مقر سكنهم بالمصنع
شنتشن، الصين(CNN)-- خلص تحقيق أولي للشرطة الصينية في حالة وفاة بمصنع شنتشن التابع لمجموعة "فوكسكون" للتكنولوجيا ليل الأربعاء، إلى أن الموظف أقدم على الانتحار بإلقاء نفسه من الطابع السابع للمبنى السكني الذي يقيم فيه، حسبما ذكرت الشرطة بمدينة شنتشن الخميس.
وقال مكتب الأمن العام في شنتشن أن الرجل المتوفى، يبلغ من العمر 23 عاماً، وهو أعزب من مقاطعة قانسو بشمال غرب الصين، كان قد بدأ العمل في المصنع في 18 يونيو/ حزيران العام الماضي.
وبحسب وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، فقد هرع رجال الشرطة إلى المصنع إثر ورود تقارير عند حوالي الساعة 11:20 ليل الأربعاء، وأفاد شهود عيان بأن الرجل شوهد وهو يقفز من شرفة في الطابق السابع من مبنى الإقامة رقم "2 سي" بالمصنع.
الغموض القاتل
حتى الآن الخبر قد يبدو عادياً، ولكن غير العادي في الأمر هو أن هذا الموظف هو العاشر الذي يقدم على الانتحار في المصنع ذاته، إذ سبقته تسع حالات مماثلة، سقطوا خلالها جميعهم قتلى من المبنى السكني الذي يقيمون فيه، فيما تقوم الشرطة بالتحقيق في الأسباب التي تقف وراء ظاهرة انتحار الموظفين في الشركة.
وبالإضافة إلى حالات الانتحار العشرة هذه، فشل اثنان من موظفي الشركة نفسها في الانتحار، مما يعني وقوع 12 حالة انتحار خلال الشهور الخمسة الماضية، نجم عنها مقتل عشرة.
وأوضحت الشرطة أن الحادث وقع بعد ساعات فقط من الوعد الذي قطعه رئيس "فوكسكون"، تيري قوه، بتوفير رعاية اجتماعية أفضل لموظفي الشركة ومطالبة الحكومة المحلية صغار العمال الاهتمام بحياتهم.
قبل انتحار الموظف الأخير، ألقى موظف آخر في الحادية والعشرين من عمره بنفسه من المبنى نفسه وذلك يوم الرابع عشر من مايو/ أيار الجاري، وهو شاب مهاجر من الريف إلى المدينة بحثاً عن حياة أفضل.
وقال المتحدث باسم الشركة، ليو كون، إنه بحسب ما ورد في تقرير الشرطة، فإن معظم حالات الانتحار نتجت عن مشاكل شخصية تتعلق بحياتهم العاطفية أو الصحية.
وحتى الآن، لا يوجد سبب واضح ومقنع وراء "الانتحار الغامض" لهؤلاء الموظفين، إذ تصر شركة "فوكسكون" على أن موظفيها البالغ عددهم 800 ألف موظف في البر الصيني و420 ألفاً في شنتشن، يتلقون معاملة جيدة وأن هناك عوامل أخرى قد تكون وراء انتحارهم.
وقال ليو كون إن الشركة تعمل على تحليل أوضاع العمال والموظفين فيها من أجل الوقوف على الأسباب الحقيقية للمشكلة.
وأوضح كون أن موظفي وعمال الشركة، ومعظمهم قدموا من مناطق ريفيه وبعيدة، يظلون في المكان نفسه 24 ساعة في اليوم على مدى أيام الأسبوع، وأن معظمهم لا يعرفون حتى اسم الشخص الذي يقيم معه في الغرفة نفسها، وأنهم لا يتواصلون مع بعضهم البعض، مفضلين ممارسة الأنشطة الترفيهية على هواتفهم الخلوية أو أجهزة الكمبيوتر.
إلى ذلك، استدعت الشركة رهباناً لمساعدة العمال في تجاوز مشاكلهم روحياً، كما خصصت أرقام هواتف للمساعدة في تجاوز أوضاعهم النفسية.
http://arabic.cnn.com/2010/entertainment/5/28/suicide.china_factory/index.html