يُِسحرنى شارع عماد الدين, شريان نابض من قلب القاهرة غرامى الدفين، منذ تردُدى إليها صغيراً حتى أقمت بها للدراسة، ذهبت إلى هيئه المساحة بالجيزة فأحضرت خارطتين لشمال وجنوب القاهرة، ووضعت خطةَ التودد إليها، لم تُمهلنى كثيراً، ففتحت لى قلبها وآمنتنى عزَ أسرارها بما يَجبُر ذلَ الحبيب.
بجوار حلوانى (الفاليرو) تقبع كافتيريا من طابقين .. لم تكد شمس القاهرة الزاهرة تضيئ قبة سينما (رويال) حتى ساقتنى قدماى ..هرولا.. إلى الطابق الأعلى بالكافتيريا, خلف شرفته الزجاجية أرقب المارة وأرتقب قهوة الصباح. رواد قليلون، وقفت أمامى فنسجت عيناها ِشباكَ تسربلى فى لجتها الزرقاء الصافية بين ضفتى شعرها الكستنائى الناعم, لم أفق حتى لهمسها, تنبهت, فاقتربت تضم لائحة الطعام الى صدر يُصارع الأفلاكَ مسَّ السماء، وهمهمت جداول عينيها:
- سلمى.. أنا سلمى يا برنس.
فأصمتَ هتافى همهماتِها:
- سلمى !
هبطتُ مسرعاً إلى الشارع أنتظر إنتهاء دوامها بالكافتيريا لم أدر هل إحتسيت القهوة أم لا وهل دفعت الحساب لا أذكر إلا وَعدَها اللقاءُ عند عم خليفه أسفل كوبرى قصر النيل.
أمام (قصورالأربعة أميرات الخديويات)، إنسابت جداول عِذاب الألحان بين أزاهر الشرفات ,إحتضنت راحتيها كفى نستقبل موكب العربات الذهبيات تجرها الجياد الصافنات, الشمس بهية النسمات، وأناس يتطايرون بأجنحة زاهية الألوان, سار الركب مسرعاً, وأنا أسير مشدوها إلى عينيها, بعد إعياء كبير قاربنا العربة، نظرتنى أكابد أن أطير, توقفت الخيل والصهيل، دفعتنى إلى داخل العربة، وراحت تضمنى إلى صدر فسيح, فرُحت فى غىٍ سحيق, وأطلقتُ زفرات جيادى، فطوقت ساقيها ظهرى والعربة لا تستكين, تفر أمامنا فلول المماليك من القلعة.. راكضة.. مستغيثة .. وما زالت العربة تستجير، فنشبت أظافرها فى كتفى والجياد فى غيها تستبيح كل الأزمنة والطرقات إلى (بركة باب اللوق) .. يسير عرابى إلى قصر عابدين .., , فراحت تقضم زندى لتكتم أنينها وآهاتها التى تسعِّرنى دافعة خيلى الى أقصاى غيها المجنون. وسط أمواج الارتجاجات, هبت رياح النيران من كل أتون .. البيوت والحوانيت, وأحترقت القاهرة, إلى (بركة ميدان الإسماعيلية) ,جمع غفير ,جنازة (الزعيم) تسير .. صارعت خيلى هذا الجحيم.. قابضاً على الشباك النحاسى للعربة.إلى كوبرى قصر النيل تدافعت الخيل والجماهير. إهتز الكوبرى .. فتحطمت العربة, وإنهالت الشرفات النحاسية، وأنا ممسك بها. فهوينا إلى النيل.
وقف عم خليفة ماداً لنا يداً هامساً:
- صَبَحِيه مباركة يا أستاذ .. (الفطار) جاهز.
بجوار حلوانى (الفاليرو) تقبع كافتيريا من طابقين .. لم تكد شمس القاهرة الزاهرة تضيئ قبة سينما (رويال) حتى ساقتنى قدماى ..هرولا.. إلى الطابق الأعلى بالكافتيريا, خلف شرفته الزجاجية أرقب المارة وأرتقب قهوة الصباح. رواد قليلون، وقفت أمامى فنسجت عيناها ِشباكَ تسربلى فى لجتها الزرقاء الصافية بين ضفتى شعرها الكستنائى الناعم, لم أفق حتى لهمسها, تنبهت, فاقتربت تضم لائحة الطعام الى صدر يُصارع الأفلاكَ مسَّ السماء، وهمهمت جداول عينيها:
- سلمى.. أنا سلمى يا برنس.
فأصمتَ هتافى همهماتِها:
- سلمى !
هبطتُ مسرعاً إلى الشارع أنتظر إنتهاء دوامها بالكافتيريا لم أدر هل إحتسيت القهوة أم لا وهل دفعت الحساب لا أذكر إلا وَعدَها اللقاءُ عند عم خليفه أسفل كوبرى قصر النيل.
أمام (قصورالأربعة أميرات الخديويات)، إنسابت جداول عِذاب الألحان بين أزاهر الشرفات ,إحتضنت راحتيها كفى نستقبل موكب العربات الذهبيات تجرها الجياد الصافنات, الشمس بهية النسمات، وأناس يتطايرون بأجنحة زاهية الألوان, سار الركب مسرعاً, وأنا أسير مشدوها إلى عينيها, بعد إعياء كبير قاربنا العربة، نظرتنى أكابد أن أطير, توقفت الخيل والصهيل، دفعتنى إلى داخل العربة، وراحت تضمنى إلى صدر فسيح, فرُحت فى غىٍ سحيق, وأطلقتُ زفرات جيادى، فطوقت ساقيها ظهرى والعربة لا تستكين, تفر أمامنا فلول المماليك من القلعة.. راكضة.. مستغيثة .. وما زالت العربة تستجير، فنشبت أظافرها فى كتفى والجياد فى غيها تستبيح كل الأزمنة والطرقات إلى (بركة باب اللوق) .. يسير عرابى إلى قصر عابدين .., , فراحت تقضم زندى لتكتم أنينها وآهاتها التى تسعِّرنى دافعة خيلى الى أقصاى غيها المجنون. وسط أمواج الارتجاجات, هبت رياح النيران من كل أتون .. البيوت والحوانيت, وأحترقت القاهرة, إلى (بركة ميدان الإسماعيلية) ,جمع غفير ,جنازة (الزعيم) تسير .. صارعت خيلى هذا الجحيم.. قابضاً على الشباك النحاسى للعربة.إلى كوبرى قصر النيل تدافعت الخيل والجماهير. إهتز الكوبرى .. فتحطمت العربة, وإنهالت الشرفات النحاسية، وأنا ممسك بها. فهوينا إلى النيل.
وقف عم خليفة ماداً لنا يداً هامساً:
- صَبَحِيه مباركة يا أستاذ .. (الفطار) جاهز.