من اوراق مدير مخابرات صدام الفريق طاهر الحبوش(الحوزه العلميه)
في هذه الورقة يتناول الفريق طاهر الحبّوش وضع حوزة النجف في زمن النظام السابق ويروي وقائع تتعلق بآية الله السيد علي السيستاني وآية الله السيد أبي القاسم الخوئي .
قبيل الغزو الأميركي للعراق أفتى السيد السيستاني وبقية مراجع الدين والعلماء المسلمين بوجوب التصدي للعدوان . و التأصيل الفقهي لهذه الفتوى يستند لدعاء الثغور المأثور عن الإمام الرابع علي بن الحسين الملقب بزين العابدين , و مؤداه بأن الغزو الأجنبي لأرض إسلامية يستدعي الجهاد الدفاعي والمقاومة وهو فرض عين على كل مسلم , ولم يخالف هذا الإجتهاد أحد من فقهاء الشيعة بما فيهم السيد محسن الحكيم .
كنت زائراً مداوماً للسيد السيستاني سواء بتوجيه من الرئيس صدام حسين أو بمبادرة شخصية مني وذلك لتفقده وتقصّي أحواله عسى أن يكون بحاجة لأمر ما من الدولة , وكان يقابل ذلك دائماً بالدعاء لرئيس الجمهورية . وفي إحدى زياراتي له تفضّل بإهدائي قرآناً وسجادة صلاة من حرير كاشان . وقد تعاملت الدولة معه بهذا التقدير العالي احتراماً للإجماع على مرجعيته برغم أن إنتاجه العلمي والفقهي يُعتبر ضحلا فيما لو قورن بمثيله لدى بعض المجتهدين كالمرجع الشهيد محمد صادق الصدر والسيد محمد حسين فضل الله مما يعطي سبباً للإعتقاد بأن السيستاني قد جرى إعداده للعب دور خطير , ويتضح ذلك من خلال الدعاية التي روّجها لأعلميته من كان أشد المشككين بها كعبد العزيز الحكيم الذي كان يقلد مرجعا آخر وسبق له أن قال أن مرجعية السيستاني قد برزت للوجود بولادة قيصرية . ولقد عبّر الشهيد محمد صادق الصدر مراراً عن شكوكه في أن يكون السيستاني قد بلغ درجة المجتهد وذلك قياساً لأعلميته على أعلمية غيره من المجتهدين .
لم تتعرض الحوزة العلمية في النجف الأشرف في عهد صدام حسين إلى مضايقة من أي نوع , ولم تتدخل الدولة في شؤونها بدليل الشواهد التالية :
- كانت الحوزة مستقلة في وضع مناهجها الدراسية بدون تدخّل من وزارتي الأوقاف والتربية .
- كانت حرة في قبول طلابها سواء كانوا عراقيين أو أجانب , وكانت الدولة تمنح الإقامة للطالب الأجنبي بمجرد أن يبرز تأييداً من مرجع ديني .
- لم تتدخل الدولة في مسألة تحصيل أموال الخمس ولا في أوجه صرفها برغم أن تلك الأوجه كانت محلا للتساؤلات .
- كانت الحوزة حرة في اختيار مراجعها , وحرة في اختيار مباني مدارسها بدون معقب عليها من الدولة , وكان المراجع الكرام بغض النظر عن جنسيتهم موضع احترام وتقدير من الدولة .
كنت في عام 1986 ضابطاً في مديرية الأمن العامة , وذات يوم استدعاني المدير العام اللواء عبد الرحمن الدوري وأطلعني على كتاب رسمي من الرئيس صدام حسين مرفق به رسالة من آية الله أبي القاسم الخوئي مضمونها كما يلي :
" بعد التحية والسلام فقد دعاني شاه إيران ودعوتموني أنتم فلبيت دعوتكم وقدمت إلى النجف منذ ذلك الزمن وأشكركم , لكن الآن أشعر بضيق من سلوك بعض المسؤولين في النجف بسبب تدخلهم في بعض أعمالنا . أرجو أن تأمر بكف التدخل والمضايقة وبغيرها أرجو أن تمهلني أربعين يوماً لمغادرة العراق وجزاكم الله خيرا ".
وكان مضمون كتاب رئيس الجمهورية : " السيد مدير الأمن العام , مرفق مع كتابي هذا رسالة آية الله أبي القاسم الخوئي , اطلعوا عليها وتابعوا الموضوع بكل دقة وإعلامي عاجلا سبب انزعاج السيد " .
وعلى ضوء كتاب الرئيس تم عقد اجتماع في بغداد بين وفد يمثل السيد الخوئي برئاسه نجله السيد عبد المجيد , ولجنة برئاسة مدير الأمن العام وعضوية العميد خيري جلميران والعقيد سعدون صبري والعقيد نوري مدير أمن النجف والمقدم طاهر الحبّوش , و بدأ مدير الأمن العام الحديث بالسؤال عن سبب انزعاج السيد الخوئي , ودار الحوار كما يلي :
- السيد عبد المجيد : أزعجت السيد أمور عديدة منها أن الدولة فرضت مبلغ عشرة آلاف دينار كرسوم كمركية على خمسة وعشرين جهاز تبريد مهداة إلى الحوزة من خارج العراق .
- مدير الأمن العام : أنت تعلم بأن الدولة لم تخصم شيئاً من مبلغ مليون وأربعمائة ألف دولار ومعها ستمائة ألف دينار كويتي كانت مرسلة من السيد الكاظمي في الكويت عبر مركز سفوان الحدودي كحقوق شرعية للسيد الخوئي , ولكن أجهزة التبريد هذه دخلت باسم مواطن عراقي فلا بد أن تخضع للقانون , فلماذا تنزعجون من مبلغ لا يستحق الذكر بينما الدولة لم تنزعج من ملايين الدولارات الواردة ؟
- السيد عبد المجيد : نحن نعتذر ولم نكن مقدرين للأمر . هناك مسألة أخرى وهي أن وزراة الأوقاف أشعرت وكلاءنا بضرورة تغيير شعار الشمس المرفوع فوق الحسينيات وتبديله بالهلال إسوة بالجوامع , ويقول السيد أن شعار الشمس بابلي وشعار الهلال يمثل عصر الإستعمار التركي , فلماذا هذا الإجراء غير المدروس ؟
- مديرالأمن العام : هل تؤيدون أن نرفع مقترح باسمكم لوزارة الأوقاف لتغيير الهلال من فوق منائر الجوامع والشمس من فوق الحسينيات ووضع لفظ الجلالة ( الله ) مكانهما ؟
- السيد عبد المجيد : أفضّل ترك الموضوع لوقت آخر . هناك قضية ثالثة تتعلق بإعفاء طلاب الحوزة من الخدمة العسكرية أسوة بطلاب المعاهد الدينية التابعة لوزارة الأوقاف .
- مدير الأمن العام : إن طلاب وزارة الأوقاف خاضعون لوزارة في الدولة , فهل تقبلون أن يخضع طلاب الحوزة لتعليمات الدولة من حيث المناهج الدراسية وانتظام دوامهم ؟
- السيد عبد المجيد : كلا من الصعب قبول ذلك . ويتساءل السيد عن سبب إلحاح المسؤولين في الدولة والحزب على توحيد يوم عيد الفطر بين السنّة والشيعة ؟
- مدير الأمن العام : هذه مسائل شرعية لا دخل لنا فيها , وربما رغب بعضهم في أن يكون العيد شاملا للجميع , ونرجو أن تذكّر السيد أن المرجعية في النجف الشرف ومفتي بغداد لم يختلفا في موضوع العيد حتى ثورة تموز 1958 , فلماذا كنا موحدين في العهد الملكي وأصبحنا مختلفين في العهد الجمهوري ؟ ومع ذلك أنتم أحرار وسنبلغ ذلك للجهات المختصة .
وبعد أسبوعين من ذلك اللقاء ترأس مدير الأمن العام وفداً حكومياً لزيارة السيد الخوئي الذي أقام له وليمة غداء , وكان ارتياح السيد واضحاً و حمّل الوفد تحياته وشكره للرئيس صدام حسين على اهتمامه .
زرت في العام 2000 المراجع الكبار في النجف ومن بينهم آية الله بشير النجفي , وسألته مداعباً عن استبدال لقبه النجفي بالباكستاني , فرد عليّ أنه يعشق النجف ويُلقّب بالباكستاني لأنه لم يحصل على الجنسية العراقية . ولدى عودتي إلى بغداد حررت رسالة إلى الرئيس صدام حسين بينت له فيها رغبة آية الله الباكستاني بالحصول على الجنسية العراقية , وقد جاء الجواب بعد أيام على شكل مرسوم جمهوري يلبي للشيخ رغبته . وعندما كنت مديراً للأمن العام علمت أن جهة في حوزة النجف قد وضع يدها على مكتبة آل الحكيم الذين طلبوا تدخلي في هذا الأمر , وهو ما جرى فعلا وتمت إعادة المكتبة لهم .
إن معلوماتنا القاطعة تؤكد أن جهات عديدة تقف وراء اغتيال الرموز الدينية لأسباب مختلفة , منها ما يتعلق بالصراع بين قيادات الحوزة , ومنها تم بتدبير إيراني , ومنها ما قامت به أدوات صهيونية بهدف إثارة الكراهية بين أبناء الشعب الواحد وزعزعة ثقة العراقيين بقيادتهم الوطنية . كان نظام صدام حسين يمنح العطل الرسمية لكل العراقيين في أول شهر محرّم وفي العاشر منه , وكان الإعلام الرسمي للدولة يوجه برامجه الدينية إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين , وكانت مراسم الزيارة متواصلة دون انقطاع مع رعاية أمنية مكثفة من الدولة .
لقد سمع العالم أجمع وتناقل فتاوى السيد السيستاني وبقية المراجع الكبار ممهورة بأختامهم والتي نصّت على وجوب مقاومة الغزو والعدوان وذلك قبل أسابيع قليلة من وقوعه , ولم يصدر نفي أو تشكيك من أي منهم بتلك الفتاوى التي كان مؤداها أن من لايقاوم الإحتلال فسيموت ميتة جاهلية , وأما القتلى فهم شهداء عند ربهم يُرزقون
في هذه الورقة يتناول الفريق طاهر الحبّوش وضع حوزة النجف في زمن النظام السابق ويروي وقائع تتعلق بآية الله السيد علي السيستاني وآية الله السيد أبي القاسم الخوئي .
قبيل الغزو الأميركي للعراق أفتى السيد السيستاني وبقية مراجع الدين والعلماء المسلمين بوجوب التصدي للعدوان . و التأصيل الفقهي لهذه الفتوى يستند لدعاء الثغور المأثور عن الإمام الرابع علي بن الحسين الملقب بزين العابدين , و مؤداه بأن الغزو الأجنبي لأرض إسلامية يستدعي الجهاد الدفاعي والمقاومة وهو فرض عين على كل مسلم , ولم يخالف هذا الإجتهاد أحد من فقهاء الشيعة بما فيهم السيد محسن الحكيم .
كنت زائراً مداوماً للسيد السيستاني سواء بتوجيه من الرئيس صدام حسين أو بمبادرة شخصية مني وذلك لتفقده وتقصّي أحواله عسى أن يكون بحاجة لأمر ما من الدولة , وكان يقابل ذلك دائماً بالدعاء لرئيس الجمهورية . وفي إحدى زياراتي له تفضّل بإهدائي قرآناً وسجادة صلاة من حرير كاشان . وقد تعاملت الدولة معه بهذا التقدير العالي احتراماً للإجماع على مرجعيته برغم أن إنتاجه العلمي والفقهي يُعتبر ضحلا فيما لو قورن بمثيله لدى بعض المجتهدين كالمرجع الشهيد محمد صادق الصدر والسيد محمد حسين فضل الله مما يعطي سبباً للإعتقاد بأن السيستاني قد جرى إعداده للعب دور خطير , ويتضح ذلك من خلال الدعاية التي روّجها لأعلميته من كان أشد المشككين بها كعبد العزيز الحكيم الذي كان يقلد مرجعا آخر وسبق له أن قال أن مرجعية السيستاني قد برزت للوجود بولادة قيصرية . ولقد عبّر الشهيد محمد صادق الصدر مراراً عن شكوكه في أن يكون السيستاني قد بلغ درجة المجتهد وذلك قياساً لأعلميته على أعلمية غيره من المجتهدين .
لم تتعرض الحوزة العلمية في النجف الأشرف في عهد صدام حسين إلى مضايقة من أي نوع , ولم تتدخل الدولة في شؤونها بدليل الشواهد التالية :
- كانت الحوزة مستقلة في وضع مناهجها الدراسية بدون تدخّل من وزارتي الأوقاف والتربية .
- كانت حرة في قبول طلابها سواء كانوا عراقيين أو أجانب , وكانت الدولة تمنح الإقامة للطالب الأجنبي بمجرد أن يبرز تأييداً من مرجع ديني .
- لم تتدخل الدولة في مسألة تحصيل أموال الخمس ولا في أوجه صرفها برغم أن تلك الأوجه كانت محلا للتساؤلات .
- كانت الحوزة حرة في اختيار مراجعها , وحرة في اختيار مباني مدارسها بدون معقب عليها من الدولة , وكان المراجع الكرام بغض النظر عن جنسيتهم موضع احترام وتقدير من الدولة .
كنت في عام 1986 ضابطاً في مديرية الأمن العامة , وذات يوم استدعاني المدير العام اللواء عبد الرحمن الدوري وأطلعني على كتاب رسمي من الرئيس صدام حسين مرفق به رسالة من آية الله أبي القاسم الخوئي مضمونها كما يلي :
" بعد التحية والسلام فقد دعاني شاه إيران ودعوتموني أنتم فلبيت دعوتكم وقدمت إلى النجف منذ ذلك الزمن وأشكركم , لكن الآن أشعر بضيق من سلوك بعض المسؤولين في النجف بسبب تدخلهم في بعض أعمالنا . أرجو أن تأمر بكف التدخل والمضايقة وبغيرها أرجو أن تمهلني أربعين يوماً لمغادرة العراق وجزاكم الله خيرا ".
وكان مضمون كتاب رئيس الجمهورية : " السيد مدير الأمن العام , مرفق مع كتابي هذا رسالة آية الله أبي القاسم الخوئي , اطلعوا عليها وتابعوا الموضوع بكل دقة وإعلامي عاجلا سبب انزعاج السيد " .
وعلى ضوء كتاب الرئيس تم عقد اجتماع في بغداد بين وفد يمثل السيد الخوئي برئاسه نجله السيد عبد المجيد , ولجنة برئاسة مدير الأمن العام وعضوية العميد خيري جلميران والعقيد سعدون صبري والعقيد نوري مدير أمن النجف والمقدم طاهر الحبّوش , و بدأ مدير الأمن العام الحديث بالسؤال عن سبب انزعاج السيد الخوئي , ودار الحوار كما يلي :
- السيد عبد المجيد : أزعجت السيد أمور عديدة منها أن الدولة فرضت مبلغ عشرة آلاف دينار كرسوم كمركية على خمسة وعشرين جهاز تبريد مهداة إلى الحوزة من خارج العراق .
- مدير الأمن العام : أنت تعلم بأن الدولة لم تخصم شيئاً من مبلغ مليون وأربعمائة ألف دولار ومعها ستمائة ألف دينار كويتي كانت مرسلة من السيد الكاظمي في الكويت عبر مركز سفوان الحدودي كحقوق شرعية للسيد الخوئي , ولكن أجهزة التبريد هذه دخلت باسم مواطن عراقي فلا بد أن تخضع للقانون , فلماذا تنزعجون من مبلغ لا يستحق الذكر بينما الدولة لم تنزعج من ملايين الدولارات الواردة ؟
- السيد عبد المجيد : نحن نعتذر ولم نكن مقدرين للأمر . هناك مسألة أخرى وهي أن وزراة الأوقاف أشعرت وكلاءنا بضرورة تغيير شعار الشمس المرفوع فوق الحسينيات وتبديله بالهلال إسوة بالجوامع , ويقول السيد أن شعار الشمس بابلي وشعار الهلال يمثل عصر الإستعمار التركي , فلماذا هذا الإجراء غير المدروس ؟
- مديرالأمن العام : هل تؤيدون أن نرفع مقترح باسمكم لوزارة الأوقاف لتغيير الهلال من فوق منائر الجوامع والشمس من فوق الحسينيات ووضع لفظ الجلالة ( الله ) مكانهما ؟
- السيد عبد المجيد : أفضّل ترك الموضوع لوقت آخر . هناك قضية ثالثة تتعلق بإعفاء طلاب الحوزة من الخدمة العسكرية أسوة بطلاب المعاهد الدينية التابعة لوزارة الأوقاف .
- مدير الأمن العام : إن طلاب وزارة الأوقاف خاضعون لوزارة في الدولة , فهل تقبلون أن يخضع طلاب الحوزة لتعليمات الدولة من حيث المناهج الدراسية وانتظام دوامهم ؟
- السيد عبد المجيد : كلا من الصعب قبول ذلك . ويتساءل السيد عن سبب إلحاح المسؤولين في الدولة والحزب على توحيد يوم عيد الفطر بين السنّة والشيعة ؟
- مدير الأمن العام : هذه مسائل شرعية لا دخل لنا فيها , وربما رغب بعضهم في أن يكون العيد شاملا للجميع , ونرجو أن تذكّر السيد أن المرجعية في النجف الشرف ومفتي بغداد لم يختلفا في موضوع العيد حتى ثورة تموز 1958 , فلماذا كنا موحدين في العهد الملكي وأصبحنا مختلفين في العهد الجمهوري ؟ ومع ذلك أنتم أحرار وسنبلغ ذلك للجهات المختصة .
وبعد أسبوعين من ذلك اللقاء ترأس مدير الأمن العام وفداً حكومياً لزيارة السيد الخوئي الذي أقام له وليمة غداء , وكان ارتياح السيد واضحاً و حمّل الوفد تحياته وشكره للرئيس صدام حسين على اهتمامه .
زرت في العام 2000 المراجع الكبار في النجف ومن بينهم آية الله بشير النجفي , وسألته مداعباً عن استبدال لقبه النجفي بالباكستاني , فرد عليّ أنه يعشق النجف ويُلقّب بالباكستاني لأنه لم يحصل على الجنسية العراقية . ولدى عودتي إلى بغداد حررت رسالة إلى الرئيس صدام حسين بينت له فيها رغبة آية الله الباكستاني بالحصول على الجنسية العراقية , وقد جاء الجواب بعد أيام على شكل مرسوم جمهوري يلبي للشيخ رغبته . وعندما كنت مديراً للأمن العام علمت أن جهة في حوزة النجف قد وضع يدها على مكتبة آل الحكيم الذين طلبوا تدخلي في هذا الأمر , وهو ما جرى فعلا وتمت إعادة المكتبة لهم .
إن معلوماتنا القاطعة تؤكد أن جهات عديدة تقف وراء اغتيال الرموز الدينية لأسباب مختلفة , منها ما يتعلق بالصراع بين قيادات الحوزة , ومنها تم بتدبير إيراني , ومنها ما قامت به أدوات صهيونية بهدف إثارة الكراهية بين أبناء الشعب الواحد وزعزعة ثقة العراقيين بقيادتهم الوطنية . كان نظام صدام حسين يمنح العطل الرسمية لكل العراقيين في أول شهر محرّم وفي العاشر منه , وكان الإعلام الرسمي للدولة يوجه برامجه الدينية إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين , وكانت مراسم الزيارة متواصلة دون انقطاع مع رعاية أمنية مكثفة من الدولة .
لقد سمع العالم أجمع وتناقل فتاوى السيد السيستاني وبقية المراجع الكبار ممهورة بأختامهم والتي نصّت على وجوب مقاومة الغزو والعدوان وذلك قبل أسابيع قليلة من وقوعه , ولم يصدر نفي أو تشكيك من أي منهم بتلك الفتاوى التي كان مؤداها أن من لايقاوم الإحتلال فسيموت ميتة جاهلية , وأما القتلى فهم شهداء عند ربهم يُرزقون