الثلاثاء، 11 أيار/مايو 2010، آخر تحديث 17:20 (GMT+0400)
دراسة: غسل اليدين كناية عن غسل خطايا الماضي
غسل اليدين مرتبط بغسل الآثام والخطايا
والقرارات الخاطئة السابقة بحسب الدراسة
والقرارات الخاطئة السابقة بحسب الدراسة
ميتشغان، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- عندما حاول ماكبث، في المسرحية الشهيرة لشكسبير، غسل يديه من الدماء التي لطختها جراء قتله الملك، قال إن "أطايب وعطور العرب كلها لن تستطيع تنظيفها" وقالت زوجته، الليدي ماكبث "زولي أيتها البقعة الملعونة" في محاولة منها لغسل الذنب الذي ارتكبته من خلال مشاركتها في الجريمة نفسها، رغم معرفتنا بأن الدماء زالت عن يدي ماكبث.
العلماء يقولون إن غسل اليدين يمكن أن يساعد الناس قولاً وفعلاً بتنظيف أنفسهم من مخاوف وقلق القرارات التي اتخذوها سابقاً، على الأقل بصورة مؤقتة.
قد يبدو هذا كله شكلاً من أشكال الجنون، فالناس يغسلون أيديهم مرات عدة في اليوم للتخلص من البكتيريا والجراثيم التي علقت بأيديهم لسبب أو آخر، وأن يرتبط هذا بحالتهم العقلية.. فهذا ليس وارداً على الإطلاق بحسب الاعتقاد.
على أن الباحث سبايك لي من جامعة ميتشغان يوضح أن هذا السلوك الرمزي لغسل اليدين إنما له ارتباطات ثقافية، بينما وجدت دراسة أجريت في العام 2006، ونشرته مجلة "ساينس" أن غسل اليدين يمكن أن يساعد الناس في تحسين شعورهم تجاه سلوك غير أخلاقي ارتكبوه في وقت سابق.
ويقول سبايك لي، وهو بالمناسبة لا علاقة له بالمخرج الأمريكي المعروف بالاسم نفسه: "عندما يرتكب الناس أفعالاً سيئة، فإنه يشعرون بأنهم ارتكبوا خطيئة ما في الماضي وبقيت ذيولها معلقة في أيديهم.. وعن طريق غسل أيديهم، فكأنهم يغسلون هذه الخطيئة وهذا الماضي."
هذه خلاصة الدراسة التي أجراها سبايك لي وزملاؤه وستنشرها مجلة "ساينس" الأمريكية هذا الأسبوع.
وتضيف الدراسة أن غسل اليدين يساعد الناس في التخلص من آثامهم والنظر في خيارات أخرى قرروها وكانت أكثر إيجابية، كما لو كانوا يزيلون عبء قرار اتخذوه في الماضي.
الفكرة الأساسية هنا أن الإنسان يميل إلى تجربة ما يسمى بـ"التنافر المعرفي"، وهو شعور غير مريح يأتي جراء توارد أفكار متناقضة في الوقت نفسه، ويفعلوا ما بوسعهم للتقليل من الشعور بعدم الراحة تجاه هذا الأمر.
على سبيل المثال، إذا قررت أن العمل في مدينة أخرى أفضل من العمل الذي تقوم به في مدينتك، فإنك قد تركز تفكيرك على المظاهر الإيجابية للمدينة الجديدة من أجل تبرير اختيارك للعمل الجديد على العمل القديم.
عودة إلى دراسة سبايك لي، ففي التجربة الأولى للدارسة، والتي شملت 40 طالباً جامعياً، اختاروا 10 أقراص صلبة يرغبون في امتلاكها من بين 30 قرصاً صلباً ورتبوها بحسب الأفضلية، ثم طلب منهم اختيار ما بين 5 و6 خيارات من القائمة، وقام نصف الطلبة بعد ذلك بغسل أيديهم، بينما لم يفعل الباقي ذلك.
وفي التجربة الثانية، وشملت 85 طالباً، تم تقديم 4 أنواع من مربى فواكه لهم، ثم طلب منهم اختيار اثنين منها، وقام نحو نصف أفراد العينة بغسل أيديهم بعد هذا الأمر بمواد مطهرة.
ويتوقع أن من لم يغسلوا أيديهم كانت خياراتهم أفضل من خيارات الذين غسلوا أيديهم.
وقال لي: "ينبغي كذلك توقع أن الغسل الحقيقي بالماء أزال ما كان يؤرقهم في الماضي سواء أكانت قرارات أو تصرفات لاأخلاقية، وهو ما كنا قادرين على إظهاره من هذه التجارب.
http://arabic.cnn.com/2010/scitech/5/11/washing.hands_metaphor/index.html