الجمعة، 07 أيار/مايو 2010، آخر تحديث 14:30 (GMT+0400)
الكويتيون من أسمن الشعوب والعلاج يبدأ بالصغار
المأكولات السريعة تحكم الغذاء بالكويت
الكويت (CNN) -- بدأت جهات حكومية وأهلية كويتية العمل من أجل مواجهة انتشار السمنة والأمراض الناجمة عنها في البلاد، بعد تحذيرات منظمة الصحة العالمية التي وصفت السمنة في البلاد بأنها "وباء" ينتشر بين 74 في المائة من السكان، ويتسبب بأمراض متعددة، بينها ارتفاع نسبة المصابين بالسكري إلى 15 في المائة من السكان.
ويعود سبب الزيادة المفرطة في وزن الكثير من الكويتيين إلى النظام الغذائي الذي دخل البلاد من بوابة الاحتكاك مع الغرب، والمتمثل في الأطعمة السريعة، إلى جانب طبيعة المناخ والتقاليد التي تجعل المراكز التجاري والمطاعم المتنفس شبه الوحيد للكثير من العائلات.
وتصف نوال الحمد، رئيسة قسم التغذية في وزارة الصحة الكويتية الوضع بالقول: "زيادة الوزن والسمنة المفرطة في تزايد مضطرد منذ 15 عاماً، أما أسباب ذلك فهي متشعبة، أبرزها نمط الحياة المرفه ووجود العديد من المطاعم التي تقدم وجبات بكل الأذواق."
وأضافت الحمد لـCNN: "الدخل في الكويت مرتفع، أما الأطعمة فأسعارها رخيصة، ولكن الأهم من ذلك أن أفراد الشعب الكويتي غالبوا لا يتحركون بما يكفي لحرق السعرات الزائدة، فمنازل البلاد مزودة بأحدث النظم التقنية، كما أن معظم العائلات لديها مدبرة منزل واحدة أو أكثر."
من جهته، قال سامي البدر، رئيس مبادرة "Get healthy" الصحية الأهلية، التي تحاول معاجلة هذه المشكلة: "الأرقام التي تردنا حول نسب البدانة باتت مثيرة للقلق الشديد خاصة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة."
وحذر البدر من خطر السمنة المتزايد على الأجيال المقبلة من الكويتيين، خاصة وأن الأرقام تظهر توسع الظاهرة بشكل واضح في صفوف صغار السن والأطفال، فنصف الفتيات في المدارس مصابات بالسمنة أو بمرض السكري من النوع الثاني الذي كان في العادة لا يصيب إلا كبار السن، ولكنه حالياً بدء يصيب الأطفال بعمر ثماني سنوات.
ودعا البدر إلى محاولة فهم أهمية الطعام في حياة الشعب الكويتي لفهم تطور السمنة قائلاً: "الطعام عامل أساسي في كل الأنشطة الاجتماعية والعائلية الكويتية، فكلما اجتمعت العائلة يكون الطعام في مقدمة الأمور المرتبطة بالجلسة.. أما على المستوى الاجتماعي فبات تقديم الأطعمة بشكل متزايد للضيوف دليل رقي المضيف."
ولفت البدر إلى التغيير في البيئة السكنية الكويتية، قائلاً إنه لم يكن يجد أي مطعم حول منزله قبل عشرين عاماً، أما الآن، فالمطاعم، وخاصة تلك التي تقدم وجبات سريعة، منتشرة في كل مكان، أما من يفتقد وجود تلك المحلات، فيمكنه الاستفادة من خدمة التوصيل المجاني إلى باب منزله.
وعن سبل حل المشكلة، قال البدر إنه من الصعب محاولة تغيير العادات الغذائية لدى كبار السن، لذلك فقد قرر العمل مع الحكومة لتوعية الصغار، وخاصة في المدارس، من خلال إزالة الوجبات السريعة في مطاعم المؤسسات التربوية واستبدالها بأطعمة صحية، وتقديم برامج توعية للطلاب وزيادة حصص التربية البدنية والرياضة.
http://arabic.cnn.com/2010/scitech/5/7/kuwait.eating/index.html