الأربعاء، 05 أيار/مايو 2010، آخر تحديث 16:02 (GMT+0400)
هل الخشية من الطقس مسألة غريزية؟
الاعصار مر من هنا
لندن، إنكلترا (CNN) -- نحن نعيش في عالم مكيف، سواء في المنزل أو المكتب أو السيارة، وتحتوي هذه الأماكن على وحدات تحكم بالجو داخلها.. الحقول تتحكم فيها وحدات للتحكم بالري إما بالتنقيط أو في أوقات محددة وغيرها من الأمور التي يجري التحكم بها بشكل أو آخر.
ومع ذلك، فإننا مازلنا نتصرف بنفس الطريقة التي تصرف بها أجدادنا وآباؤنا عندما تعترضنا حالة جوية غير متوقعة.. كالخوف أو الأسى أو الارتباك أو ارتفاع نسبة الأدرنالين في الدم لدينا.
يقول البروفيسور آندي نيميك، أستاذ علم النفس في كلية كينيون بأوهايو: "هذا الأمر له علاقة بالتطور.. تاريخياً، تعلمنا أن الطقس إن لم يكن شيئاً نخشاه فإنه قد ينجم عنه أمراً مأساوياً.. وأعتقد أن لذلك علاقة بمراكز الاستشعار وربما تنشيط أجزاء اللاوعي في عقولنا."
ولا بد أن المرء تابع الأنباء والأخبار مؤخراً عن حدوث فيضانات وأمطار غزيرة تسببت بانزلاقات أرضية أو جليدية في أنحاء مختلفة من العالم، ولا بد أنه تابع بشكل أو آخر حدوث كوارث طبيعية ناجمة عن الأحوال الجوية.
ربما لم يتأثر البعيد عنها، ولكن لم اعايش هذه الظواهر، لا بد أنه شعر بالخوف.. هذا الشعور بالخوف يعد أمراً بدائياً بالنسبة لنيميك.
ويعتقد نيميك أن أجدادنا عاشوا في بيئات مفتوحة وعرضة للأخطار الطبيعية، كانت تدفعه للبحث عن ملاذات آمنة ليتقي شر الطقس الغادر.
ومع تطور الإنسان، ودخوله عصر الزراعة، تعلم الإنسان تأثير الجو ودورة الطقس على حياته وعلى نمو المحاصيل، غير أن هذا التطور لم يمنعه من توقع أمور أصبحت بالنسبة إليه أقرب إلى واقع، فالأمثال تغض بمثل هذه التوقعات.
عرب بلاد الشام على سبيل المثال قالوا عن شهر مارس/آذار: "آذار أبو سبع ثلجات كبار" أي أن هذا الشهر عادة ما كان يشهد سقوط الثلوج بكثرة في بلاد الشام.
ومن الأمثال التي تدل على معرفة بحالة الطقس، شهر فبراير/ شباط: "شباط الخباط.. يشبط ويخبط ورائحة الصيف فيه" أي أنه برغم التنوع الكبير في حالة الطقس في هذا الشهر، إلا إنه يدل عن قدوم الصيف.
المصريون القدماء من جانبهم، كانوا يقدمون الأضاحي للإله أوزيريس للمحافظة على نسق تدفق مياه النيل، وفي بلاد ما بين النهرين، ثمة عدد كبير من الآلهة ذات العلاقة بالزراعة والمحاصيل الزراعية.
أما اليوم، فإننا نفهم الطقس من خلال العلم.. لكننا مع ذلك لا يمكننا التحكم فيه، وهذا هو سبب خشية بعض الناس من الأمور غير الطبيعية فيما يخص الأحوال الجوية.
بل ربما يكون لمعرفتنا بالطقس وعلم المناخ أثر في تزايد مخاوفنا، فنحن نعرف الكثير من الأمور عن الطقس.. بحيث صار البعض يخشى من مصطلحات ومفاهيم مثل "الأعاصير"، التي عادة ما يرافقها الدمار في الأماكن التي يضربها.
والأمر نفسه ربما ينطبق على الزلازل، لكنها بعكس حالة الطقس تظل أمراً غير متوقع.
http://arabic.cnn.com/2010/scitech/5/5/weather.brain/index.html