عقوق الوالدين عقابه عاجل وسريع
بعنوان «شكوى أم» وذلك ضمن الموسم الثقافي الحادي والثلاثين.
بدأت المحاضرة بقصة مؤثرة عن عقوق الأبناء والى أي مدى قد يصل حيث هذا الابن الذي توفي والده وهو صغير فاعتكفت أمه على حسن تربيته والاهتمام به والذود عنه تركت الزواج وهي في عز الشباب حتى كبر الابن وأراد الزواج فاختارت له الصالحة التقية فرفض واختار من أسرة عصرية متفتحة تلبس الضيق والشفاف وما يظهر العورات أكثر مما يحفظ ويستر واعترضت الأم على لبس زوجة أبنها فكانت البداية أن رفض هذا الابن هذا الاعتراض بل ورفع صوته على أمه يا أماه ليس لك الحق في التدخل في شؤون زوجتي دعيها تلبس ما تشاء فلكل عصر ملابسه واغتاظت زوجة الابن من أمه وبدأت تحيك ضدها المؤامرات والكذب على الزوج لتقلبه على أمه وكان ما أرادت حتى أقنعته على أنه يجب أن يتخلص من أمه ليصفو لهم الجو والمكان، وكان لها ما أرادت وفي يوم أخذ أمه إلى الشاطئ وترك أمه عليه وفي يدها ورقة كتب فيها من يجد هذه العجوز فليوصلها إلى أقرب دار عجزة وتركها في الدار ولم يزرها يوما ما حتى ماتت وهي تدعو عليه ولكن الله يمهل ولا يهمل فلم يمر يوم وفاتها حتى أصيب ابنها وزوجته وولده في حادث وماتوا جميعا بل وتقطعوا أشلاء، وهذا هو العقاب العاجل للعاق لوالديه.
قصة لا يمكن أن تكون في مجتمع أسلامي أستمع وعرف توجيهات الإسلام للاهتمام والإحسان إلى الوالدين اهتم الإسلام ببر الوالدين والإحسان إليهما والعناية بهما، وهو بذلك سبق النظم المستحدثة في الغرب مثل: «رعاية الشيخوخة، ورعاية الأمومة والمسنين» حيث جاء بأوامر صريحة تلزم المؤمن ببر والديه وطاعتهما قال تعالى موصيا عباده «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً»، وقرن برهما بالأمر بعبادته في كثير من الآيات، برهان ذلك قوله تعالى «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً»، وقوله تعالى «وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً»، وجاء ذكر الإحسان إلى الوالدين بعد توحيده عز وجل لبيان قدرهما وعظم حقهما ووجوب برهما. قال القرطبي رحمه الله في قوله تعالى «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً» أي: (برهما وحفظهما وصيانتهما وامتثال أوامرهما).
وأوضح د. علي ياسين إن عكس البر العقوق، ونتيجته وخيمة لحديث أبي محمد جبير بن مطعم أن رسول الله قال «لا يدخل الجنة قاطع» قال سفيان في روايته: (يعني قاطع رحم) رواه البخاري ومسلم والعقوق: هو العق والقطع، وهو من الكبائر بل كما وصفه الرسول من أكبر الكبائر وفي الحديث المتفق عليه«ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين. وكان متكئاً وجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يرددها حتى قلنا ليته سكت». والعق لغة: المخالفة، وضابطه عند العلماء أن يفعل مع والديه ما يتأذيان منه تأذياً ليس بالهيّن عُرفاً. وفي «المحلى» لابن حزم وشرح مسلم للنووي: (اتفق أهل العلم على أن بر الوالدين فرض، وعلى أن عقوقهما من الكبائر، وذلك بالإجماع) وعن أبي بكرة عن النبي قال «كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الموت» رواه الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك وصححاه.
فلا ينبغي للابن أن يتضجر منهما ولو بكلمة «أف» بل يجب الخضوع لأمرهما، وخفض الجناح لهما، ومعاملته باللطف والتوقير وعدم الترفع عليهما، عدم رفع الصوت عليهما أو مقاطعتهما في الكلام، وعدم مجادلتهما والكذب عليهما، وعدم إزعاجهما إذا كانا نائمين، وإشعارهما بالذل لهما، وتقديمهما في الكلام والمشي احتراما لهما وإجلالاً لقدرهما، شكرهما الذي جاء مقروناً بشكر الله والدعاء لهما لقوله تعالى «وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً» الإسراء:24، وأن يؤثرهما على رضا نفسه وزوجته وأولاده.
منقوللللللللللل
بعنوان «شكوى أم» وذلك ضمن الموسم الثقافي الحادي والثلاثين.
بدأت المحاضرة بقصة مؤثرة عن عقوق الأبناء والى أي مدى قد يصل حيث هذا الابن الذي توفي والده وهو صغير فاعتكفت أمه على حسن تربيته والاهتمام به والذود عنه تركت الزواج وهي في عز الشباب حتى كبر الابن وأراد الزواج فاختارت له الصالحة التقية فرفض واختار من أسرة عصرية متفتحة تلبس الضيق والشفاف وما يظهر العورات أكثر مما يحفظ ويستر واعترضت الأم على لبس زوجة أبنها فكانت البداية أن رفض هذا الابن هذا الاعتراض بل ورفع صوته على أمه يا أماه ليس لك الحق في التدخل في شؤون زوجتي دعيها تلبس ما تشاء فلكل عصر ملابسه واغتاظت زوجة الابن من أمه وبدأت تحيك ضدها المؤامرات والكذب على الزوج لتقلبه على أمه وكان ما أرادت حتى أقنعته على أنه يجب أن يتخلص من أمه ليصفو لهم الجو والمكان، وكان لها ما أرادت وفي يوم أخذ أمه إلى الشاطئ وترك أمه عليه وفي يدها ورقة كتب فيها من يجد هذه العجوز فليوصلها إلى أقرب دار عجزة وتركها في الدار ولم يزرها يوما ما حتى ماتت وهي تدعو عليه ولكن الله يمهل ولا يهمل فلم يمر يوم وفاتها حتى أصيب ابنها وزوجته وولده في حادث وماتوا جميعا بل وتقطعوا أشلاء، وهذا هو العقاب العاجل للعاق لوالديه.
قصة لا يمكن أن تكون في مجتمع أسلامي أستمع وعرف توجيهات الإسلام للاهتمام والإحسان إلى الوالدين اهتم الإسلام ببر الوالدين والإحسان إليهما والعناية بهما، وهو بذلك سبق النظم المستحدثة في الغرب مثل: «رعاية الشيخوخة، ورعاية الأمومة والمسنين» حيث جاء بأوامر صريحة تلزم المؤمن ببر والديه وطاعتهما قال تعالى موصيا عباده «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً»، وقرن برهما بالأمر بعبادته في كثير من الآيات، برهان ذلك قوله تعالى «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً»، وقوله تعالى «وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً»، وجاء ذكر الإحسان إلى الوالدين بعد توحيده عز وجل لبيان قدرهما وعظم حقهما ووجوب برهما. قال القرطبي رحمه الله في قوله تعالى «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً» أي: (برهما وحفظهما وصيانتهما وامتثال أوامرهما).
وأوضح د. علي ياسين إن عكس البر العقوق، ونتيجته وخيمة لحديث أبي محمد جبير بن مطعم أن رسول الله قال «لا يدخل الجنة قاطع» قال سفيان في روايته: (يعني قاطع رحم) رواه البخاري ومسلم والعقوق: هو العق والقطع، وهو من الكبائر بل كما وصفه الرسول من أكبر الكبائر وفي الحديث المتفق عليه«ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين. وكان متكئاً وجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يرددها حتى قلنا ليته سكت». والعق لغة: المخالفة، وضابطه عند العلماء أن يفعل مع والديه ما يتأذيان منه تأذياً ليس بالهيّن عُرفاً. وفي «المحلى» لابن حزم وشرح مسلم للنووي: (اتفق أهل العلم على أن بر الوالدين فرض، وعلى أن عقوقهما من الكبائر، وذلك بالإجماع) وعن أبي بكرة عن النبي قال «كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الموت» رواه الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك وصححاه.
فلا ينبغي للابن أن يتضجر منهما ولو بكلمة «أف» بل يجب الخضوع لأمرهما، وخفض الجناح لهما، ومعاملته باللطف والتوقير وعدم الترفع عليهما، عدم رفع الصوت عليهما أو مقاطعتهما في الكلام، وعدم مجادلتهما والكذب عليهما، وعدم إزعاجهما إذا كانا نائمين، وإشعارهما بالذل لهما، وتقديمهما في الكلام والمشي احتراما لهما وإجلالاً لقدرهما، شكرهما الذي جاء مقروناً بشكر الله والدعاء لهما لقوله تعالى «وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً» الإسراء:24، وأن يؤثرهما على رضا نفسه وزوجته وأولاده.
منقوللللللللللل