اراضي الضفة تتحول الى مصدر لصناعة النبيذ
آخر تحديث: الأربعاء 17 يونيو 2009 16:59 GMT
تيم فرانكس بي بي سي
بي بي سي
الطقس نموذجي، التربة مناسبة تماما، وكروم العنب تزدهر في ظروف كهذه، لكن من يتصور ان الضفة الغربية يمكن ان تكون مكانا ملائما لتصنيع وتعتيق النبيذ.
العدد المتزايد من كروم العنب في الضفة لا يعيقه سوى نقاط السيطرة والتفتيش او ابراج المراقبة والرصد.
لم تعهد اراضي الضفة زراعة العنب لتصنيع النبيذ
وتجدها محيطة بالمدن الفلسطينية والمستوطنات الاسرائيلية داخل الضفة الغربية.
حقول العنب تقع في اراض احتلتها اسرائيل قبل ما يقرب من 42 عاما.
لكن اليهود الذين استوطنوا الضفة الغربية يقولون ان جذور تلك الكروم تغوص اعمق بكثير مما قد يتصور البعض.
ياكوف بيرج مستوطن اسرائيلي في الثلاثينيات ومتحمس لصناعة النبيذ، يعيش في مستوطنة بساجوت الواقعة في محيط مدينة رام الله الفلسطينية.
في كهف مجاور يستعرض بيرج بفخر ما يراه برهانا على الحضور والوجود اليهودي القديم في المنطقة.
انها معصرة ومستودع للنبيذ داخل الكهف يقدر عمره بنحو ألفي عام.
يقول بيرج ان الموضوع هو النبيذ بلا شك، لكن هناك شيء آخر وهو "اننا عدنا من جديد الى الارض، ويجب ان نُفهم الآخرين بأن جزءا من عودتنا هو معاودة العمل في الارض".
الكهف يراه اسرائيليون دليلا على تراثهم
خطط عظيمة
وعلى الرغم من ان تلك المستوطنات تعتبر غير قانونية، وبنيت على ارض محتلة بموجب القانون الدولي، منح مجلس المستوطنين تراخيص لاقامة كروم ومعاصر نبيذ في مستوطنة بساجوت.
ويقول الامين العام لمجلس المستوطنات بنشاس فالرشتين ان منح التراخيص يهدف الى تنمية وتطوير المنطقة، وهو اسلوب لتوطين الناس في المنطقة، وليس فقط تركهم يعيشون في بيوت جاهزة متنقلة.
الا ان تلك البيوت المتنقلة تنتشر وتتوزع في كافة انحاء الضفة الغربية، والكثير منها يسميها الاسرائيليون مواقع متقدمة، وهي عبارة عن مستوطنات صغيرة حديثة غير مرخصة من الحكومة الاسرائيلية.
على بعد ساعتين بالسيارة، وفي صالات الشرب بتل ابيب بدا العالم مختلفا تماما.
وتل ابيب تعتبر تقليديا بين الاسرائيليين الملاذ الطبيعي لتجمعات اليساريين الليبراليين المعاصرين.
في هذه الاجواء يتم تذوق النبيذ المنتج من تلك الكروم بالضفة الغربية، ويقول المتذوقون انه نبيذ رائع.
من هؤلاء شيا زجيف، خبير النبيذ والكاتب في هذا الشأن بصحيفة يديعوت احرونوت.
لكن خبيرا آخر في شؤون النبيذ وهو دانييل روجوف يقول ان هناك زبائن داخل البلاد وفي العالم عموما ممن يرفضون تناول نبيذ مصنوع في الضفة الغربية لانها منطقة محتلة، ويرى ان السياسة والنبيذ لا يتفقان.
الناشط في حقوق الانسان ياش دين بدأ في توثيق انتشار وتوسع كروم العنب التي بدأت تزحف وتتسع على حساب ارض عربية.
دين يقول ان مزاعم زراعة تلك الكروم على اراض حكومية هي ببساطة مزاعم كاذبة.
توسع المستوطنات وتوسع كروم العنب التي يزرعها اليهود تستمر على الرغم من تحذيرات الرئيس الامريكي باراك اوباما بان كلفة الاستيطان ستزداد.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_8105000/8105924.stm