لا يختلف اثنان على ان حكومة الخليفة علي بن ابي طالب عليه السلام هي من اعدل الحكومات والانظمة التي حكمت الدول الاسلامية بعد رسول الله صلى الله عليه واله ان لم نقل هي الاعدل بلا شك ، لما تميزت به من مميزات لم يكن لها نظير لعل ابرزها
ان علي بن ابي طالب كان اقضى الامة وافقهها واعلمها بشهادة النبي الخاتم صلى الله عليه واله
وان كل من حكم الامة من بعد الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم . كان محتاجا الى مشورته وابداء رأيه ،
وانه لم يختلف عنده حكم ابدا ولم يكن له حكم الا وكان له دليل شرعي وفلسفة في تشريعه
ولهذا يعتبر المتهم لعلي في حكومته وفي عدالته خارجا عن المنطق وعن العقل ولهذا ولغيره احتجنا ان نتسائل انه كيف كان يتعامل علي بن ابي طالب عليه السلام مع الوزير الفاسد والوالي المنحرف حتى نعرف تطبيقات العدالة في هذه الشخصية العملاقة .
ثم ان هناك عوامل مهمة علينا ان نتحدث عنها لا تختلف عن مجال بحثنا بل هي في صلبه وثمرة في طريقنا لجني الثمار الاخرى المرجوة من كتابة هذا البحث البسيط .
اولا : سياسة الحكومة العادلة :حينما تصدى امير المؤمنين عليه السلام لخلافة الامة بعد فترة طويلة فرقت بينه وبين حكم النبي الاعظم صلى الله عليه واله وبعد تعدد صور الحاكم والمحكوم واختلاف الامة في كثير من الجوانب بل واختلاف الحاكمين في اتخاذ المواقف تجاه الوقائع كان لابد لعلي عليه السلام ان يعود بالامة الى الشريعة الحقيقية الصحيحة وان يحملهم على المحجة البيضاء بلا مجاملة ولا مهادنة لان المجاملة والمهادنة هي التي اضرت بالاسلام والمسلمين حيث قال في اليوم الثاني لتوليه الخلافة (ألا وأيّما رجل من المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يرى أنّ الفضل له على من سواه لصحبته، فإنّ الفضل النيّر غداً عند اللَّه، وثوابه وأجره على اللَّه، وأيّما رجل استجاب للَّه وللرسول فصدق ملّتنا ودخل في ديننا واستقبل قبلتنا، فقد استوجب حقوق الإسلام وحدوده، فأنتم عباد اللَّه، والمال مال اللَّه يقسم بينكم بالسويّة، لا فضل فيه لأحد على أحد، وللمتّقين عند اللَّه غداً أحسن الجزاء وأفضل الثواب، لم يجعل اللَّه الدنيا للمتّقين أجراً ولا ثواباً وما عند اللَّه خير للأبرار.
وإذا كان غداً إن شاء اللَّه فاغدوا علينا فإنّ عندنا مالاً نقسمه فيكم، ولا يتخلّفنّ أحد منكم عربي ولا عجمي، كان من أهل العطاء أو لم يكن إلّا حضر إذا كان مسلماً حرّاً. أقول قولي هذا وأستغفر اللَّه لي ولكم. ثمّ نزل.
قال شيخنا أبوجعفر: وكان هذا أوّل ما أنكروه من كلامه(عليه السلام) ، وأورثهم الضغن عليه، وكرهوا إعطاءه وقَسمه بالسويّة. فلمّا كان من الغد غدا وغدا الناس لقبض المال، فقال لعبيداللَّه بن أبي رافع كاتبه: اِبدأ بالمهاجرين فنادهم وأعط كلّ رجل ممّن حضر ثلاثة دنانير، ثمّ ثنّ بالأنصار فافعل معهم مثل ذلك، ومن يحضر من الناس كلّهم الأحمر والأسود فاصنع به مثل ذلك.)
ثانيا : اختيار الكفوء
ثم ان عليا عليه السلام اعتمد جانب الايمان وميز فيما بين المؤمنين بالكفاء فعمل على تنصيب كل من ثبتت وثائقته وكفائته وعمد الى كل وال خائن منحرف او غير جدير بالولاية او أي وظيفة اخرى فعزله ممن كان قبله عاملا لعثمان او لغيره الا شريح فقد بقي لامر اخر كلمه فيه الاشتر رحمه الله .ولقد بين الامام عليه السلام الضابطة في تعيين الموظف او المسؤل او الوزير او الحاكم فقال : ثمّ انظر في اُمور عمّالك فاستعملهم اختباراً، ولا تولّهم محاباة وأثَرَة، فإنّهما جِماع من شُعَب الجور والخيانة، وتَوَخَّ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة، والقدم في الإسلام المتقدّمة؛ فإنّهم أكرم أخلاقاً، وأصحّ أعراضاً، وأقلّ في المطامع إشراقاً، وأبلغ في عواقب الاُمور نظراً...
أي لا تعيين بالمجاملات والقرابة لاي سبب كان ولا محاباة ولا ايثار في تقديم هذا على ذاك وهذا من حزبي وهذا من عشيرتي وهذا من منطقتي وهذا كان معي في السجن او المهجر او جيراني ، وانما الكفاءة ولذا قال له اختبارا أي انك اختبره لتراه ولا تعتمد لا على فراستك ولا على توثيق الاخرين له .
هاتان النقطتان وغيرهما كانتا من اهم العلامات للمنهج الاصلاحي الذي لابد ن يسلكه أي حاكم جديد يريد ان يحكم باسم الاسلام بل حتى لو اراد استعارة نظام وضعي عليه ان يضع مبدأ العدالة والمساواة وعدم التمييز في العطاء او التنصيب والتوظيف في أي جهاز من اجهزة الدولة .
اما صميم بحثنا فيركز على نقطة اخرى لا نبتعد فيها كثيرا عن هذه المقدمة انه كيف كان يتعامل الامام مع ولاته وحكامه ولقد كان الوالي حينذاك اقرب مايكون الى المتصرف في كل شيء فهو حاكم وهو وزير ماعدا المالية والقضاء فانهما كانا تقريبين منفصلين فلم يكن الوالي هو القاضي الا في بعض الاحيان ولم يكن الوالي هو صاحب المال على مايبدو من كلمات الامام وكتبه الى عماله .اما سياسته مع العمال بشكل عام فكان يضع عليهم الامناء من العيون ويرسل لهم الكتب التي فيها الوعظ والارشاد والتنبيه لابسط لتصرفات التي من الممكن ان تحسب على الحكومة الاسلامية وتجعلها عرضة للنقد والاتهام ولهذا انه عليه السلام كم تشدد في قضية عثمان بن حنيف حيث قال له في كتابه وكان عامله على البصرة، وقد بلغه أنّه دُعي إلى وليمة قوم من أهلها، فمضى إليها -: أمّا بعد، يابن حنيف: فقد بلغني أنّ رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدُبة، فأسرعت إليها، تستطاب لك الألوان، وتُنقل إليك الجِفان، وما ظننت أنّك تُجيب إلى طعام قوم، عائلهم مجفوّ وغنيّهم مدعوّ. فانظر إلى ما تقضَمُه من هذا المَقْضَم، فما اشتبه عليك علمه فالفظه، وما أيقنت بطيب وجوهه فنَل منه ...
هل لك ان تقارن عزيزي القاريء بين هذا العتاب والجريمة التي ارتكبها ابن حنيف وهي الاستجابة لدعوة الاغنياء التي هي الان محط افتخار المسؤلين والاغنياء على حد سواء فكم يشعر بالفرح والسرور اذا دعاه احد الاغنياء او الشيوخ او الكبراء وانظر الى منهاج علي عليه السلام في ذلك.
ثم ان هذه الجريمة قياسا الى غيرها لا تعد اصلا جريمة بل ليس حادثا يذكر اساسا .
اما من شك في اجرامهم فكان لهم اسلوب اخر في التعامل ،
فمثلا روي أن شريح بن الحارث قاضي أميرالمؤمنين(عليه السلام) اشترى على عهده داراً بثمانين ديناراً، فبلغه ذلك فاستدعى شُريحاً وقال له:بلغني أنك ابتعت داراً بثمانين ديناراً، وكتبت لها كتاباً، وأشهدت فيه شهوداً!
فقال له شريح: قد كان ذلك يا أميرالمؤمنين.
قال: فنظر إليه نظر المغضب ثمّ قال له: يا شريح! أما إنّه سيأتيك من لا ينظر في كتابك، ولا يسألك عن بيّنتك حتى يخرجك منها شاخصاً، ويسلّمك إلى قبرك خالصاً. فانظر يا شريح! لا تكون ابتعت هذه الدار من غير مالك، أو نقدت الثمن من غير حلالك؛ فإذا أنت قد خسرت دار الدنيا ودار الآخرة...............
وللخبر تكملة رائعة لكنني هنا ابتغي الاختصار قدر ما استطيع فهل يحاسب الان المسؤولون عن دورهم وعن شرائهم للبيوت الفارهة المعلنة وغير المعلنة في داخل العراق وخارج العراق فهل من محاسب ..؟!!
عقوبة الخائنين من العمال :
لمّا استدرك على ابن هَرْمَة خيانة، وكان على سوق الأهواز، فكتب إلى رِفاعة -: إذا قرأت كتابي فنحِّ ابن هرمة عن السوق، وأوقفْه للناس، واسجنْه ونادِ عليه، واكتب إلى أهل عملك تُعلمهم رأيي فيه، ولا تأخذك فيه غفلة ولا تفريط، فتهلك عند اللَّه، وأعزِلُك أخبث عزلة، واُعيذك باللَّه من ذلك.
فإذا كان يوم الجمعة فأخرِجه من السجن، واضربه خمسة وثلاثين سوطاً، وطف به إلى الأسواق، فمن أتى عليه بشاهد فحلّفه مع شاهده، وادفع إليه من مكسبه ما شهد به عليه، ومُرْ به إلى السجن مهاناً مقبوحاً منبوحاً، واحزم رجليه بحزام، وأخرجه وقت الصلاة، ولا تحُل بينه وبين من يأتيه بمطعم أو مشرب أو ملبس أو مفرش، ولا تدع أحداً يدخل إليه ممّن يلقّنه اللَّدَد ويرجّيه الخلوص.
فإن صحّ عندك أنّ أحداً لقّنه ما يضرّ به مسلماً، فاضربه بالدرّة، فاحبسه حتى يتوب، ومر بإخراج أهل السجن في الليل إلى صحن السجن ليتفرّجوا غير ابن هرمة إلّا أن تخاف موته فتخرجه مع أهل السجن إلى الصحن، فإن رأيت به طاقة أو استطاعة فاضربه بعد ثلاثين يوماً خمسة وثلاثين سوطاً بعد الخمسة والثلاثين الاُولى، واكتب إليَّ بما فعلت في السوق، ومن اخترت بعد الخائن، واقطع عن الخائن رزقه ( ).
لا اريد ان اكتب اكثر من هذا فان فيه الكفاية ان شاء الله لكنني اسال من قال انني دولة علي او اننا الان في دولة علي او انتخبوا دولة علي كي تحققوا دولة علي عليه السلام اين مايحصل ويجري في العراق من دولة علي وسياسات علي مع عماله ...؟
وزير يسرق فتدفع له كفالة ويخرج الى بلاد اليهود والنصارى حتى يتمتع بماسرق
والاخر يقدم ثروات البلد هدية الى دولة اخرى بالمجان
والاخر يقتل ابناء بلده انجاحا لمصالحه وتحقيقا لماربه حتى وان انتجت الارهاب في المستقبل
والاخر يستعين بالمرمين والظلمة والقتلة ممن جربت عدوانيته وسطوته وسفكه للدماء
وعلي عليه السلام يحاسب واليا بنى دارا ويؤنب اخر لانه استجاب لدعوة قدمها له غني من اغنياء البصرة ويضرب ويسجن وينكل بوال سرق بضعة الاف كان بالامكان علاج المسالة والاستغناء عنها .
اذن ما الذي يفعله علي لو راى وزيرا سارقا والاخر يتصرف في النفط كيف يشاء والاخر يعبث بوزارته التي تخص اموال الناس ورواتبهم والاخر وتأخر وهكذا اذن اين هؤلاء ومايفعلون من دولة علي عليه السلام لعمري انهم اول المسجونين بل والمصلوبين واول من تهدم دورهم لانهم تركوا عليا ولحقوا باعداء علي
ان علي بن ابي طالب كان اقضى الامة وافقهها واعلمها بشهادة النبي الخاتم صلى الله عليه واله
وان كل من حكم الامة من بعد الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم . كان محتاجا الى مشورته وابداء رأيه ،
وانه لم يختلف عنده حكم ابدا ولم يكن له حكم الا وكان له دليل شرعي وفلسفة في تشريعه
ولهذا يعتبر المتهم لعلي في حكومته وفي عدالته خارجا عن المنطق وعن العقل ولهذا ولغيره احتجنا ان نتسائل انه كيف كان يتعامل علي بن ابي طالب عليه السلام مع الوزير الفاسد والوالي المنحرف حتى نعرف تطبيقات العدالة في هذه الشخصية العملاقة .
ثم ان هناك عوامل مهمة علينا ان نتحدث عنها لا تختلف عن مجال بحثنا بل هي في صلبه وثمرة في طريقنا لجني الثمار الاخرى المرجوة من كتابة هذا البحث البسيط .
اولا : سياسة الحكومة العادلة :حينما تصدى امير المؤمنين عليه السلام لخلافة الامة بعد فترة طويلة فرقت بينه وبين حكم النبي الاعظم صلى الله عليه واله وبعد تعدد صور الحاكم والمحكوم واختلاف الامة في كثير من الجوانب بل واختلاف الحاكمين في اتخاذ المواقف تجاه الوقائع كان لابد لعلي عليه السلام ان يعود بالامة الى الشريعة الحقيقية الصحيحة وان يحملهم على المحجة البيضاء بلا مجاملة ولا مهادنة لان المجاملة والمهادنة هي التي اضرت بالاسلام والمسلمين حيث قال في اليوم الثاني لتوليه الخلافة (ألا وأيّما رجل من المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يرى أنّ الفضل له على من سواه لصحبته، فإنّ الفضل النيّر غداً عند اللَّه، وثوابه وأجره على اللَّه، وأيّما رجل استجاب للَّه وللرسول فصدق ملّتنا ودخل في ديننا واستقبل قبلتنا، فقد استوجب حقوق الإسلام وحدوده، فأنتم عباد اللَّه، والمال مال اللَّه يقسم بينكم بالسويّة، لا فضل فيه لأحد على أحد، وللمتّقين عند اللَّه غداً أحسن الجزاء وأفضل الثواب، لم يجعل اللَّه الدنيا للمتّقين أجراً ولا ثواباً وما عند اللَّه خير للأبرار.
وإذا كان غداً إن شاء اللَّه فاغدوا علينا فإنّ عندنا مالاً نقسمه فيكم، ولا يتخلّفنّ أحد منكم عربي ولا عجمي، كان من أهل العطاء أو لم يكن إلّا حضر إذا كان مسلماً حرّاً. أقول قولي هذا وأستغفر اللَّه لي ولكم. ثمّ نزل.
قال شيخنا أبوجعفر: وكان هذا أوّل ما أنكروه من كلامه(عليه السلام) ، وأورثهم الضغن عليه، وكرهوا إعطاءه وقَسمه بالسويّة. فلمّا كان من الغد غدا وغدا الناس لقبض المال، فقال لعبيداللَّه بن أبي رافع كاتبه: اِبدأ بالمهاجرين فنادهم وأعط كلّ رجل ممّن حضر ثلاثة دنانير، ثمّ ثنّ بالأنصار فافعل معهم مثل ذلك، ومن يحضر من الناس كلّهم الأحمر والأسود فاصنع به مثل ذلك.)
ثانيا : اختيار الكفوء
ثم ان عليا عليه السلام اعتمد جانب الايمان وميز فيما بين المؤمنين بالكفاء فعمل على تنصيب كل من ثبتت وثائقته وكفائته وعمد الى كل وال خائن منحرف او غير جدير بالولاية او أي وظيفة اخرى فعزله ممن كان قبله عاملا لعثمان او لغيره الا شريح فقد بقي لامر اخر كلمه فيه الاشتر رحمه الله .ولقد بين الامام عليه السلام الضابطة في تعيين الموظف او المسؤل او الوزير او الحاكم فقال : ثمّ انظر في اُمور عمّالك فاستعملهم اختباراً، ولا تولّهم محاباة وأثَرَة، فإنّهما جِماع من شُعَب الجور والخيانة، وتَوَخَّ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة، والقدم في الإسلام المتقدّمة؛ فإنّهم أكرم أخلاقاً، وأصحّ أعراضاً، وأقلّ في المطامع إشراقاً، وأبلغ في عواقب الاُمور نظراً...
أي لا تعيين بالمجاملات والقرابة لاي سبب كان ولا محاباة ولا ايثار في تقديم هذا على ذاك وهذا من حزبي وهذا من عشيرتي وهذا من منطقتي وهذا كان معي في السجن او المهجر او جيراني ، وانما الكفاءة ولذا قال له اختبارا أي انك اختبره لتراه ولا تعتمد لا على فراستك ولا على توثيق الاخرين له .
هاتان النقطتان وغيرهما كانتا من اهم العلامات للمنهج الاصلاحي الذي لابد ن يسلكه أي حاكم جديد يريد ان يحكم باسم الاسلام بل حتى لو اراد استعارة نظام وضعي عليه ان يضع مبدأ العدالة والمساواة وعدم التمييز في العطاء او التنصيب والتوظيف في أي جهاز من اجهزة الدولة .
اما صميم بحثنا فيركز على نقطة اخرى لا نبتعد فيها كثيرا عن هذه المقدمة انه كيف كان يتعامل الامام مع ولاته وحكامه ولقد كان الوالي حينذاك اقرب مايكون الى المتصرف في كل شيء فهو حاكم وهو وزير ماعدا المالية والقضاء فانهما كانا تقريبين منفصلين فلم يكن الوالي هو القاضي الا في بعض الاحيان ولم يكن الوالي هو صاحب المال على مايبدو من كلمات الامام وكتبه الى عماله .اما سياسته مع العمال بشكل عام فكان يضع عليهم الامناء من العيون ويرسل لهم الكتب التي فيها الوعظ والارشاد والتنبيه لابسط لتصرفات التي من الممكن ان تحسب على الحكومة الاسلامية وتجعلها عرضة للنقد والاتهام ولهذا انه عليه السلام كم تشدد في قضية عثمان بن حنيف حيث قال له في كتابه وكان عامله على البصرة، وقد بلغه أنّه دُعي إلى وليمة قوم من أهلها، فمضى إليها -: أمّا بعد، يابن حنيف: فقد بلغني أنّ رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدُبة، فأسرعت إليها، تستطاب لك الألوان، وتُنقل إليك الجِفان، وما ظننت أنّك تُجيب إلى طعام قوم، عائلهم مجفوّ وغنيّهم مدعوّ. فانظر إلى ما تقضَمُه من هذا المَقْضَم، فما اشتبه عليك علمه فالفظه، وما أيقنت بطيب وجوهه فنَل منه ...
هل لك ان تقارن عزيزي القاريء بين هذا العتاب والجريمة التي ارتكبها ابن حنيف وهي الاستجابة لدعوة الاغنياء التي هي الان محط افتخار المسؤلين والاغنياء على حد سواء فكم يشعر بالفرح والسرور اذا دعاه احد الاغنياء او الشيوخ او الكبراء وانظر الى منهاج علي عليه السلام في ذلك.
ثم ان هذه الجريمة قياسا الى غيرها لا تعد اصلا جريمة بل ليس حادثا يذكر اساسا .
اما من شك في اجرامهم فكان لهم اسلوب اخر في التعامل ،
فمثلا روي أن شريح بن الحارث قاضي أميرالمؤمنين(عليه السلام) اشترى على عهده داراً بثمانين ديناراً، فبلغه ذلك فاستدعى شُريحاً وقال له:بلغني أنك ابتعت داراً بثمانين ديناراً، وكتبت لها كتاباً، وأشهدت فيه شهوداً!
فقال له شريح: قد كان ذلك يا أميرالمؤمنين.
قال: فنظر إليه نظر المغضب ثمّ قال له: يا شريح! أما إنّه سيأتيك من لا ينظر في كتابك، ولا يسألك عن بيّنتك حتى يخرجك منها شاخصاً، ويسلّمك إلى قبرك خالصاً. فانظر يا شريح! لا تكون ابتعت هذه الدار من غير مالك، أو نقدت الثمن من غير حلالك؛ فإذا أنت قد خسرت دار الدنيا ودار الآخرة...............
وللخبر تكملة رائعة لكنني هنا ابتغي الاختصار قدر ما استطيع فهل يحاسب الان المسؤولون عن دورهم وعن شرائهم للبيوت الفارهة المعلنة وغير المعلنة في داخل العراق وخارج العراق فهل من محاسب ..؟!!
عقوبة الخائنين من العمال :
لمّا استدرك على ابن هَرْمَة خيانة، وكان على سوق الأهواز، فكتب إلى رِفاعة -: إذا قرأت كتابي فنحِّ ابن هرمة عن السوق، وأوقفْه للناس، واسجنْه ونادِ عليه، واكتب إلى أهل عملك تُعلمهم رأيي فيه، ولا تأخذك فيه غفلة ولا تفريط، فتهلك عند اللَّه، وأعزِلُك أخبث عزلة، واُعيذك باللَّه من ذلك.
فإذا كان يوم الجمعة فأخرِجه من السجن، واضربه خمسة وثلاثين سوطاً، وطف به إلى الأسواق، فمن أتى عليه بشاهد فحلّفه مع شاهده، وادفع إليه من مكسبه ما شهد به عليه، ومُرْ به إلى السجن مهاناً مقبوحاً منبوحاً، واحزم رجليه بحزام، وأخرجه وقت الصلاة، ولا تحُل بينه وبين من يأتيه بمطعم أو مشرب أو ملبس أو مفرش، ولا تدع أحداً يدخل إليه ممّن يلقّنه اللَّدَد ويرجّيه الخلوص.
فإن صحّ عندك أنّ أحداً لقّنه ما يضرّ به مسلماً، فاضربه بالدرّة، فاحبسه حتى يتوب، ومر بإخراج أهل السجن في الليل إلى صحن السجن ليتفرّجوا غير ابن هرمة إلّا أن تخاف موته فتخرجه مع أهل السجن إلى الصحن، فإن رأيت به طاقة أو استطاعة فاضربه بعد ثلاثين يوماً خمسة وثلاثين سوطاً بعد الخمسة والثلاثين الاُولى، واكتب إليَّ بما فعلت في السوق، ومن اخترت بعد الخائن، واقطع عن الخائن رزقه ( ).
لا اريد ان اكتب اكثر من هذا فان فيه الكفاية ان شاء الله لكنني اسال من قال انني دولة علي او اننا الان في دولة علي او انتخبوا دولة علي كي تحققوا دولة علي عليه السلام اين مايحصل ويجري في العراق من دولة علي وسياسات علي مع عماله ...؟
وزير يسرق فتدفع له كفالة ويخرج الى بلاد اليهود والنصارى حتى يتمتع بماسرق
والاخر يقدم ثروات البلد هدية الى دولة اخرى بالمجان
والاخر يقتل ابناء بلده انجاحا لمصالحه وتحقيقا لماربه حتى وان انتجت الارهاب في المستقبل
والاخر يستعين بالمرمين والظلمة والقتلة ممن جربت عدوانيته وسطوته وسفكه للدماء
وعلي عليه السلام يحاسب واليا بنى دارا ويؤنب اخر لانه استجاب لدعوة قدمها له غني من اغنياء البصرة ويضرب ويسجن وينكل بوال سرق بضعة الاف كان بالامكان علاج المسالة والاستغناء عنها .
اذن ما الذي يفعله علي لو راى وزيرا سارقا والاخر يتصرف في النفط كيف يشاء والاخر يعبث بوزارته التي تخص اموال الناس ورواتبهم والاخر وتأخر وهكذا اذن اين هؤلاء ومايفعلون من دولة علي عليه السلام لعمري انهم اول المسجونين بل والمصلوبين واول من تهدم دورهم لانهم تركوا عليا ولحقوا باعداء علي