محاولة الوصول للسلطة ..وسيلة ام غاية ..؟
علي الكندي
بسم الله الرحمن الرحيم
تتكالب الايام بتكالب ابنائها على الدنيا وعلى مناصبها بحثا عن المال مرة وعن الواجهة مرة اخرى ومرة على السلطنة والقوة مرات كثيرة وبين هذا وهذا يحتدم الصراع وينشب النزاع الى ان تختلط الاوراق فيضيع اولئك اصحاب النوايا الحسنة مع اهل الشر فيمسي المجتمع ويصبح على نظرية تقول (كلهم حرامية ..كلهم قتلة ..كلهم مجرمين اللي شفناهم والجدد نفس الشي )
اكيد ان هذه الروح الانهزامية تنبعث من احد امرين
الامر الاول : المحتوى الداخلي لهذا الانسان فهو حقيقته مفسد او قاتل او سارق او محب للسلطة والقوة وهكذا فهو يرى الانسان بما يراه في نفسه فعلى مقدار الظلمة التي تشبعت بها جدران روحه يتصور الاخرين
الامر الثاني :هو الاشعاع الاعلامي النووي المميت القاتل المسموم المهلك الذي اتلف حرث المباديء ونسلها حتى حول تلك المباديء الى اشياء تكتب وتنشر وتدرس ويعمل خلافها فاصبحت لمجرد الذكريات لا للعمل بل ان الحق ان تعمل خلافها وكما ورد في القاعدة النبوية
ياتي زمان على امتي يرون المعروف منكرا والمنكر معروفا
وياتي اشد منه يامرون بالمنكر وينهون عن المعروف
الام كثيرة تقرح القلب وتعتصر الروح وتدفع القلم ان يكتب لكن باي اتجاه يكتب والى أي شيء يشير وقد اصبحت الضوابط تكتب بلا ضوابط .!!!!
الرئاسة والملك والخلافة وسيلة ام غاية
انطلق واسال السياسيين ومن روج لهم نة شايعهم وتابعهم ومن الف لهم وكتب ونشر ووزع ماذا تقرا من على لسانه وعلى صفحات وجهة ..؟
اريد ان اكون رئيس وزراء اريد اكون وزيرا لكذا اريد راتب حتى ابني بيتا وارتب اموري اريد واريد واريد
فالامر بنظر هؤلاء هو غاية أي انه يدفع الرشا ويزور ويغير الحقائق ويكذب ويظهر على التلفاز ليتحدث بقائمة من نشاطاته وانجازاته في الماضي ومايريد ان يفعله في المستقبل كلها اكاذيب في اكاذيب ويعطي ويشتري الاصوات ويتحالف مع من يتحالف مع القاتل مع المجرم ومع السفاح والسارق واكل قوت الشعب المهم عنده ان يصل ...خاب فأله
اما الاخر فيعطي تبريرات لوصوله كحماية المدينة حماية نفسه حماية جماعته اخراج المعتقلين دفع الخطر عني وعن اهلي ومن يتعلق بي وايضا يفعل كما فعل الاول وزيادة لانه اشد اضطرارا لهذا المنصب من الاول لان الاول عنده البرلمان زايد خير ...
والحق اذن عند من من الذي فكر في المنهج الحقيقي للرئاسة هل هما ركبا جادة الصواب ام اخطئا المنهج ام ماذا طبعا من تحدثنا عنهم ليسوا عوام الناس انهم يبتداون من سياسي محنك الى اكاديمي الى سياسي الى اعلامي الى رجل دين الى قائد الى زعيم الى امثالهم من الاسماء والتصنيفات اما عوام الناس فهم يرددون ما تنطق به شفاه اولئك لا اكثر ولا اقل ويجلونها ويحترمونها ويطبقونها بدقة لماذا لانهم يرونهم افضل منهم .
اين الحق ...؟!؟!؟!
لنسال عليا عليه السلام عن المنهج الحقيقي والغاية المنشودة ونتعرف منه هل محاولة الوصول الى السلطة غاية م وسيلة وان كان الاخرون ايضا يقولون انها وسيلة فماهو الهدف من وراء اتخاذ تلك الوسيلة ..؟
قال امير المؤمنين عليه السلام في الامرة والحاكمية والسلطة ورئاسة الدولة او برلمانها مقالات تمثلت في بيان عدة امور
الامر الاول : ماذا تساوي السلطة عند علي عليه السلام
لقد قيم امير المؤمنين عليه السلام قيمة السلطة بعدة تقييمات كان يهدف من خلال تلك التقييمات الى اهانة المنصب وتحقيره في نظر الناس حتى لايكون هدفا لهم وانما هو امر احقر من ان يتكالب عليه الناس ..فقال مثلا في نهاية الخطبة الشقشقية : و لألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز . ( الخطبة 3 ، 44 )
و قال عبد اللّه بن العباس ( رض ) : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار و هو يخصف نعله ، فقال لي : ما قيمة هذه النعل ؟ فقلت : لا قيمة لها فقال ( ع ) : و اللّه لهي أحبّ إليّ من إمرتكم ..
الامر الثاني :الهدف الحقيقي من السلطة هو الامر والنهي
بين الامام عليه السلام ان الفرد من المسلمين انما يترتب عليه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكلما كان المنكر كبيرا وضرره عاما تعلق الواجب في رقبة كل انسان وخاصة الكفوء منهم والقادر على دفع المنكر باي وسيلة ممكنة ليس فيها ضرر او خطر على احد وبحسب المصالح والمفاسد .ومن هنا فان على الكوادر القادر على تغيير المنكر فيما لو كان المنكر صادر من اعلى جهة تسوس الناس سواء كانت حكومة عليا او ماهو دونها فعلى الجميع السعي لتغيير الواقع السيء ورفع المظلوميات عن الامة من خلال انتهاج الاساليب الصحيحة وهذا ما اشار اليه الامام في بعض كلماته .
قال عبد اللّه بن عباس ( رض ) : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار و هو يخصف نعله . فقال لي : ما قيمة هذه النعل ؟ فقلت : لا قيمة لها فقال عليه السلام : و اللّه لهي أحبّ إليّ من إمرتكم ، إلاّ أن أقيم حقّا ، أو أدفع باطلا . ( الخطبة 33 ، 88 )
وقال ايضا :اللّهمّ إنّك تعلم أنّه لم يكن الّذي كان منّا منافسة في سلطان ، و لا التماس شي ء من فضول الحطام ، و لكن لنرد المعالم من دينك ، و نظهر الإصلاح في بلادك ،فيأمن المظلومون من عبادك ، و تقام المعطّلة من حددك . ( الخطبة 129 ، 242 )
و إنّي إلى لقاء اللّه لمشتاق ، و حسن ثوابه لمنتظر راج ، و لكنّني آسى أن يلي أمر هذه الأمّة سفهاؤها و فجّارها ، فيتّخذوا مال اللّه دولا ، و عباده خولا ( أي عبيدا ) ،و الصّالحين حربا ، و الفاسقين حزبا . فإنّ منهم الّذي قد شرب فيكم الحرام ( أي الخمر ) ، و جلد حدّا في الإسلام ( و هو عتبة بن أبي سفيان ) . و إنّ منهم من لم يسلم حتّى رضخت له على الإسلام الرضائخ ( أي العطايا ، و قيل انه عمرو بن العاص ) .فلو لا ذلك ما أكثرت تأليبكم و تأنيبكم ، و جمعكم و تحريضكم ، و لتركتكم إذ أبيتم و ونيتم . ( الخطبة 301 ، 548 )
اذن هل هناك من مقارنة بين ما يفكر به اولئك ..بين هذا المنهج وذاك المنهج ..فهذا هو المنهج المستقيم الذي يعود فيه بالنفع على الاخرين لا على فرد من الافراد فقط واهم من ذلك انه يحمل راية براءة الذمة امام الله تعالى فحري بنا ان نجعله هو المنهج وهو الوسيلة وهو السبيل ....
علي الكندي
بسم الله الرحمن الرحيم
تتكالب الايام بتكالب ابنائها على الدنيا وعلى مناصبها بحثا عن المال مرة وعن الواجهة مرة اخرى ومرة على السلطنة والقوة مرات كثيرة وبين هذا وهذا يحتدم الصراع وينشب النزاع الى ان تختلط الاوراق فيضيع اولئك اصحاب النوايا الحسنة مع اهل الشر فيمسي المجتمع ويصبح على نظرية تقول (كلهم حرامية ..كلهم قتلة ..كلهم مجرمين اللي شفناهم والجدد نفس الشي )
اكيد ان هذه الروح الانهزامية تنبعث من احد امرين
الامر الاول : المحتوى الداخلي لهذا الانسان فهو حقيقته مفسد او قاتل او سارق او محب للسلطة والقوة وهكذا فهو يرى الانسان بما يراه في نفسه فعلى مقدار الظلمة التي تشبعت بها جدران روحه يتصور الاخرين
الامر الثاني :هو الاشعاع الاعلامي النووي المميت القاتل المسموم المهلك الذي اتلف حرث المباديء ونسلها حتى حول تلك المباديء الى اشياء تكتب وتنشر وتدرس ويعمل خلافها فاصبحت لمجرد الذكريات لا للعمل بل ان الحق ان تعمل خلافها وكما ورد في القاعدة النبوية
ياتي زمان على امتي يرون المعروف منكرا والمنكر معروفا
وياتي اشد منه يامرون بالمنكر وينهون عن المعروف
الام كثيرة تقرح القلب وتعتصر الروح وتدفع القلم ان يكتب لكن باي اتجاه يكتب والى أي شيء يشير وقد اصبحت الضوابط تكتب بلا ضوابط .!!!!
الرئاسة والملك والخلافة وسيلة ام غاية
انطلق واسال السياسيين ومن روج لهم نة شايعهم وتابعهم ومن الف لهم وكتب ونشر ووزع ماذا تقرا من على لسانه وعلى صفحات وجهة ..؟
اريد ان اكون رئيس وزراء اريد اكون وزيرا لكذا اريد راتب حتى ابني بيتا وارتب اموري اريد واريد واريد
فالامر بنظر هؤلاء هو غاية أي انه يدفع الرشا ويزور ويغير الحقائق ويكذب ويظهر على التلفاز ليتحدث بقائمة من نشاطاته وانجازاته في الماضي ومايريد ان يفعله في المستقبل كلها اكاذيب في اكاذيب ويعطي ويشتري الاصوات ويتحالف مع من يتحالف مع القاتل مع المجرم ومع السفاح والسارق واكل قوت الشعب المهم عنده ان يصل ...خاب فأله
اما الاخر فيعطي تبريرات لوصوله كحماية المدينة حماية نفسه حماية جماعته اخراج المعتقلين دفع الخطر عني وعن اهلي ومن يتعلق بي وايضا يفعل كما فعل الاول وزيادة لانه اشد اضطرارا لهذا المنصب من الاول لان الاول عنده البرلمان زايد خير ...
والحق اذن عند من من الذي فكر في المنهج الحقيقي للرئاسة هل هما ركبا جادة الصواب ام اخطئا المنهج ام ماذا طبعا من تحدثنا عنهم ليسوا عوام الناس انهم يبتداون من سياسي محنك الى اكاديمي الى سياسي الى اعلامي الى رجل دين الى قائد الى زعيم الى امثالهم من الاسماء والتصنيفات اما عوام الناس فهم يرددون ما تنطق به شفاه اولئك لا اكثر ولا اقل ويجلونها ويحترمونها ويطبقونها بدقة لماذا لانهم يرونهم افضل منهم .
اين الحق ...؟!؟!؟!
لنسال عليا عليه السلام عن المنهج الحقيقي والغاية المنشودة ونتعرف منه هل محاولة الوصول الى السلطة غاية م وسيلة وان كان الاخرون ايضا يقولون انها وسيلة فماهو الهدف من وراء اتخاذ تلك الوسيلة ..؟
قال امير المؤمنين عليه السلام في الامرة والحاكمية والسلطة ورئاسة الدولة او برلمانها مقالات تمثلت في بيان عدة امور
الامر الاول : ماذا تساوي السلطة عند علي عليه السلام
لقد قيم امير المؤمنين عليه السلام قيمة السلطة بعدة تقييمات كان يهدف من خلال تلك التقييمات الى اهانة المنصب وتحقيره في نظر الناس حتى لايكون هدفا لهم وانما هو امر احقر من ان يتكالب عليه الناس ..فقال مثلا في نهاية الخطبة الشقشقية : و لألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز . ( الخطبة 3 ، 44 )
و قال عبد اللّه بن العباس ( رض ) : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار و هو يخصف نعله ، فقال لي : ما قيمة هذه النعل ؟ فقلت : لا قيمة لها فقال ( ع ) : و اللّه لهي أحبّ إليّ من إمرتكم ..
الامر الثاني :الهدف الحقيقي من السلطة هو الامر والنهي
بين الامام عليه السلام ان الفرد من المسلمين انما يترتب عليه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكلما كان المنكر كبيرا وضرره عاما تعلق الواجب في رقبة كل انسان وخاصة الكفوء منهم والقادر على دفع المنكر باي وسيلة ممكنة ليس فيها ضرر او خطر على احد وبحسب المصالح والمفاسد .ومن هنا فان على الكوادر القادر على تغيير المنكر فيما لو كان المنكر صادر من اعلى جهة تسوس الناس سواء كانت حكومة عليا او ماهو دونها فعلى الجميع السعي لتغيير الواقع السيء ورفع المظلوميات عن الامة من خلال انتهاج الاساليب الصحيحة وهذا ما اشار اليه الامام في بعض كلماته .
قال عبد اللّه بن عباس ( رض ) : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار و هو يخصف نعله . فقال لي : ما قيمة هذه النعل ؟ فقلت : لا قيمة لها فقال عليه السلام : و اللّه لهي أحبّ إليّ من إمرتكم ، إلاّ أن أقيم حقّا ، أو أدفع باطلا . ( الخطبة 33 ، 88 )
وقال ايضا :اللّهمّ إنّك تعلم أنّه لم يكن الّذي كان منّا منافسة في سلطان ، و لا التماس شي ء من فضول الحطام ، و لكن لنرد المعالم من دينك ، و نظهر الإصلاح في بلادك ،فيأمن المظلومون من عبادك ، و تقام المعطّلة من حددك . ( الخطبة 129 ، 242 )
و إنّي إلى لقاء اللّه لمشتاق ، و حسن ثوابه لمنتظر راج ، و لكنّني آسى أن يلي أمر هذه الأمّة سفهاؤها و فجّارها ، فيتّخذوا مال اللّه دولا ، و عباده خولا ( أي عبيدا ) ،و الصّالحين حربا ، و الفاسقين حزبا . فإنّ منهم الّذي قد شرب فيكم الحرام ( أي الخمر ) ، و جلد حدّا في الإسلام ( و هو عتبة بن أبي سفيان ) . و إنّ منهم من لم يسلم حتّى رضخت له على الإسلام الرضائخ ( أي العطايا ، و قيل انه عمرو بن العاص ) .فلو لا ذلك ما أكثرت تأليبكم و تأنيبكم ، و جمعكم و تحريضكم ، و لتركتكم إذ أبيتم و ونيتم . ( الخطبة 301 ، 548 )
اذن هل هناك من مقارنة بين ما يفكر به اولئك ..بين هذا المنهج وذاك المنهج ..فهذا هو المنهج المستقيم الذي يعود فيه بالنفع على الاخرين لا على فرد من الافراد فقط واهم من ذلك انه يحمل راية براءة الذمة امام الله تعالى فحري بنا ان نجعله هو المنهج وهو الوسيلة وهو السبيل ....