لماذا فقعت مرارة الرئيس..
بقلم: د. عوض السليمان /دكتوراة في الإعلام
http://www.defencesyria.com/ShowNews.php?cat=20&id=1476
بكل حال، وبقطع النظر عن المواقف المخزية للحكومة المصرية تجاه قضايا العرب والمسلمين، فإننا لا نتمنى للرئيس حسني مبارك إلا الشفاء العاجل والعودة إلى بلده سالماً، كما نتمنى أن يترك السياسة وراء ظهره، وأن ينتفض لغزة وأهلها ويوقف بناء الجدار الفولاذي وتصدير الغاز للكيان الصهيوني، ونرجو من الله الشافي الهادي، أن يهديه فيكف عن موالاة الغرب وأمريكا ضد البلدان والشعوب الإسلامية .
إن الشأن المصري ليس، بأي حال، شأن داخلي بل هو شأن عربي – إسلامي، شاء سيادة الرئيس أم لم يشأ فهي دولة عربية لها تاريخها ووزنها، وإن جار عليها الزمان في ظل القيادة الحالية. ومصر، حتماً، أكبر بكثير من بطولة إفريقية أو انتصار في كرة القدم، إنها مصر العروبة، التي لا غنى عنها، وإن فقد مصر للبوصلة لن يطول وستعود إلى حضنها العربي – الإسلامي اليوم أو غداً. استوقفني ببالغ الاهتمام خبر سفر الرئيس المصري للعلاج في ألمانيا على أكثر من صعيد، فلم أفهم لماذا يسافر سيادته للاستشفاء في أوروبا، في الوقت الذي يستطيع فيه أي طبيب مصري متمرن إجراء عملية المرارة للرئيس. هل يعني هذا، وحاشا لله، أن مصر خلت من جراح يستطيع القيام بهذه العملية البسيطة، وإن كان هذا صحيحاً فماذا يفعل المصريون الذي "فقعت" مرارتهم من الرئيس، وكيف يتوجهون إلى ألمانيا لاستئصالها وهم الذين يعانون ما يعانون في ظل الأوضاع الاقتصادية القاتمة التي خلقتها سياسة الرئيس نفسه بسبب اعتماده على المساعدات الأمريكية وعدم خوضه غمار التنمية الحقيقية في بلاده. تلك التنمية التي تحدث عنها سيادته في أكثر من مناسبة وأكد أنه وبسببها لن يدخل حرباً مع الصهاينة ولن يقف مع سورية، مع علمه بالمسؤول عن اغتيال الحريري. تلك التنمية التي لم نر لها أثراً إلى اليوم، بل لعلها هي التي ساهمت في كل الكوارث غير الطبيعية التي أصابت مصر العروبة والتاريخ.فإذا كان هناك تنمية في مصر، وإذا كان القطاع الصحي على ما يرام أفلا يفسر لنا سيادة الرئيس أو أحد أركان الحكومة، الدافع الحقيقي لسفره إلى ألمانيا للعلاج. وللعلم فهذه هي المرة الثانية التي يسافر فيها مبارك إلى المشافي الألمانية، غير أن الفرق هذه المرة، أن الرئيس سافر إلى مركز هايد لبيرغ المتخصص في معالجة الأورام السرطانية وجراحتها. الحقيقة أنني لم أكن أعتقد أن الرئيس المصري الفخور دائماً بالتنمية في بلاده، سيذهب إلى ألمانيا للعلاج ومن أجل عملية المرارة، التي يقوم الحلاقون باستئصالها في بعض الأرياف السورية. فهل تختلف قصة مرارة الرئيس عن غيرها فتحتاج مركزاً ألمانياً وسفرا وأموالاً وطائرات ومرافقة شخصية ووفد حكومي. يستغرب المرء إلى أي درجة من الإهانة واحتقار الذات وصلنا. الاحتمال الثاني والذي لا يخفى على عاقل، أن مرارة الرئيس جيدة ولا تشكو من أي مشكلة، وإنني لأميل إلى هذا الرأي، فإذا كانت مرارة الشعب المصري قد"فقعت" من تصرفات الرئيس، فلماذا تفقع مرارة الرئيس من الشعب وهو الحاكم "بأمر الله" يفعل ما يشاء. إنما أعتقد أن الرئيس يعاني من مرض أشد وأعظم ممّا ذكر، وإن اختياره لمركز متقدم في جراحة السرطان يجعلنا نميل إلى فكرة أن سيادته مصاب بورم سرطاني، وأن صحته متدهورة بسبب تقدمه في العمر، وهذا ما دفعه باتجاه المشافي الأوروبية. وفي كل حال فإن مرض الرئيس أيا كان لا يشفع له أن يسافر فيُعالج في ألمانيا، فالمفروض أنه رمز مصر، وعلى رمز مصر أن يعالج في مصر ولو على يد طبيب عام، حتى وإن كان احتمال موته قائماً فخير له أن يموت على تراب مصر، وينضم إلى آلاف الصحابة الذين ماتوا على أرضها. إن لجوء الرئيس إلى ألمانيا للعلاج، يكشف أنه لا يثق بوزير الصحة الذي وضعه ولا بالنظام الصحي الذي يعتبر هو أولاً وأخيرا مسؤولا عنه ولا بالأطباء المصريين ولا المستشفيات العامة والخاصة في البلاد، وإذا كان الحال كذلك فماذا يقول المصريون، وكيف يثقون هم أنفسهم بنظام صحي لا يثق فيه رئيس البلاد نفسه. مرة أخرى أريد أن أؤكد أنه لا شماتة في المرض، ولا أتمنى البتة أن يصاب الرئيس بمكروه، بيد أنني أحلم أن يتعظ سيادته بما وقع له ويتذكر المرضى والمصابين في غزة المجاورة، أولئك الذي أصيبوا بأمراض لا يعلمها إلا الله جراء حصار سيادته لشعبها أطفالا ونساء وأبرياء. وأرجو أن يدرك الرئيس ولعله يدرك، أن كثيرا من أطفال العراق قطعت أيديهم وأرجلهم وتشوهت صورهم، ليس فقط بسبب أمريكا والصهاينة بل وبسبب التسهيلات المصرية التي قدمت للغزاة،. إن الجيش الصهيوني، يا سيادة الرئيس، يأكل من خيرات مصر، ويستخدم ثرواتها، بل ويتنفس هوائها، ثم يقتل العرب والمسلمين على مرأى من ناظريها، وأنت ترى ذلك بأم عينيك، أفلا يكون لك هذا المرض واعظاً فتقف مع أمتك وتنصر المستضعفين. أم أني أسمعت لو ناديت حياً.دكتوراه في الإعلام.
بقلم: د. عوض السليمان /دكتوراة في الإعلام
http://www.defencesyria.com/ShowNews.php?cat=20&id=1476
بكل حال، وبقطع النظر عن المواقف المخزية للحكومة المصرية تجاه قضايا العرب والمسلمين، فإننا لا نتمنى للرئيس حسني مبارك إلا الشفاء العاجل والعودة إلى بلده سالماً، كما نتمنى أن يترك السياسة وراء ظهره، وأن ينتفض لغزة وأهلها ويوقف بناء الجدار الفولاذي وتصدير الغاز للكيان الصهيوني، ونرجو من الله الشافي الهادي، أن يهديه فيكف عن موالاة الغرب وأمريكا ضد البلدان والشعوب الإسلامية .
إن الشأن المصري ليس، بأي حال، شأن داخلي بل هو شأن عربي – إسلامي، شاء سيادة الرئيس أم لم يشأ فهي دولة عربية لها تاريخها ووزنها، وإن جار عليها الزمان في ظل القيادة الحالية. ومصر، حتماً، أكبر بكثير من بطولة إفريقية أو انتصار في كرة القدم، إنها مصر العروبة، التي لا غنى عنها، وإن فقد مصر للبوصلة لن يطول وستعود إلى حضنها العربي – الإسلامي اليوم أو غداً. استوقفني ببالغ الاهتمام خبر سفر الرئيس المصري للعلاج في ألمانيا على أكثر من صعيد، فلم أفهم لماذا يسافر سيادته للاستشفاء في أوروبا، في الوقت الذي يستطيع فيه أي طبيب مصري متمرن إجراء عملية المرارة للرئيس. هل يعني هذا، وحاشا لله، أن مصر خلت من جراح يستطيع القيام بهذه العملية البسيطة، وإن كان هذا صحيحاً فماذا يفعل المصريون الذي "فقعت" مرارتهم من الرئيس، وكيف يتوجهون إلى ألمانيا لاستئصالها وهم الذين يعانون ما يعانون في ظل الأوضاع الاقتصادية القاتمة التي خلقتها سياسة الرئيس نفسه بسبب اعتماده على المساعدات الأمريكية وعدم خوضه غمار التنمية الحقيقية في بلاده. تلك التنمية التي تحدث عنها سيادته في أكثر من مناسبة وأكد أنه وبسببها لن يدخل حرباً مع الصهاينة ولن يقف مع سورية، مع علمه بالمسؤول عن اغتيال الحريري. تلك التنمية التي لم نر لها أثراً إلى اليوم، بل لعلها هي التي ساهمت في كل الكوارث غير الطبيعية التي أصابت مصر العروبة والتاريخ.فإذا كان هناك تنمية في مصر، وإذا كان القطاع الصحي على ما يرام أفلا يفسر لنا سيادة الرئيس أو أحد أركان الحكومة، الدافع الحقيقي لسفره إلى ألمانيا للعلاج. وللعلم فهذه هي المرة الثانية التي يسافر فيها مبارك إلى المشافي الألمانية، غير أن الفرق هذه المرة، أن الرئيس سافر إلى مركز هايد لبيرغ المتخصص في معالجة الأورام السرطانية وجراحتها. الحقيقة أنني لم أكن أعتقد أن الرئيس المصري الفخور دائماً بالتنمية في بلاده، سيذهب إلى ألمانيا للعلاج ومن أجل عملية المرارة، التي يقوم الحلاقون باستئصالها في بعض الأرياف السورية. فهل تختلف قصة مرارة الرئيس عن غيرها فتحتاج مركزاً ألمانياً وسفرا وأموالاً وطائرات ومرافقة شخصية ووفد حكومي. يستغرب المرء إلى أي درجة من الإهانة واحتقار الذات وصلنا. الاحتمال الثاني والذي لا يخفى على عاقل، أن مرارة الرئيس جيدة ولا تشكو من أي مشكلة، وإنني لأميل إلى هذا الرأي، فإذا كانت مرارة الشعب المصري قد"فقعت" من تصرفات الرئيس، فلماذا تفقع مرارة الرئيس من الشعب وهو الحاكم "بأمر الله" يفعل ما يشاء. إنما أعتقد أن الرئيس يعاني من مرض أشد وأعظم ممّا ذكر، وإن اختياره لمركز متقدم في جراحة السرطان يجعلنا نميل إلى فكرة أن سيادته مصاب بورم سرطاني، وأن صحته متدهورة بسبب تقدمه في العمر، وهذا ما دفعه باتجاه المشافي الأوروبية. وفي كل حال فإن مرض الرئيس أيا كان لا يشفع له أن يسافر فيُعالج في ألمانيا، فالمفروض أنه رمز مصر، وعلى رمز مصر أن يعالج في مصر ولو على يد طبيب عام، حتى وإن كان احتمال موته قائماً فخير له أن يموت على تراب مصر، وينضم إلى آلاف الصحابة الذين ماتوا على أرضها. إن لجوء الرئيس إلى ألمانيا للعلاج، يكشف أنه لا يثق بوزير الصحة الذي وضعه ولا بالنظام الصحي الذي يعتبر هو أولاً وأخيرا مسؤولا عنه ولا بالأطباء المصريين ولا المستشفيات العامة والخاصة في البلاد، وإذا كان الحال كذلك فماذا يقول المصريون، وكيف يثقون هم أنفسهم بنظام صحي لا يثق فيه رئيس البلاد نفسه. مرة أخرى أريد أن أؤكد أنه لا شماتة في المرض، ولا أتمنى البتة أن يصاب الرئيس بمكروه، بيد أنني أحلم أن يتعظ سيادته بما وقع له ويتذكر المرضى والمصابين في غزة المجاورة، أولئك الذي أصيبوا بأمراض لا يعلمها إلا الله جراء حصار سيادته لشعبها أطفالا ونساء وأبرياء. وأرجو أن يدرك الرئيس ولعله يدرك، أن كثيرا من أطفال العراق قطعت أيديهم وأرجلهم وتشوهت صورهم، ليس فقط بسبب أمريكا والصهاينة بل وبسبب التسهيلات المصرية التي قدمت للغزاة،. إن الجيش الصهيوني، يا سيادة الرئيس، يأكل من خيرات مصر، ويستخدم ثرواتها، بل ويتنفس هوائها، ثم يقتل العرب والمسلمين على مرأى من ناظريها، وأنت ترى ذلك بأم عينيك، أفلا يكون لك هذا المرض واعظاً فتقف مع أمتك وتنصر المستضعفين. أم أني أسمعت لو ناديت حياً.دكتوراه في الإعلام.