العراق: مهرجان للسينما المتنقلة
آخر تحديث: السبت, 5 ديسمبر/ كانون الأول, 2009, 07:10 GMT
يوسف الحسيني
بي بي سي، بغداد
يريد المخرج ان يقول ان الخلاف طغى على الاتفاق في بلاد الرافدين
ان يصحو العراقيون ذات يوم فلا يعلمون في اي يوم هم، أفي السبت، أم الاحد، أم الاثنين؟،فتلك بالتأكيد مزحة.
هذه المزحة هي جزء من فيلم يمزج السياسة بالكوميديا ضمن من مهرجان السينما المتنقلة الذي أقيم ف العاصمة العراقية بغداد.
ويعرض الفيلم مشاهد لركاب في باص يجول في بغداد، وهم يتحاورون فيسأل احدهم في اي يوم نحن؟ فيجيبه الأول إنه السبت هكذا تقول الصحيفة.
ويجيب الآخر دعك من الصحيفة فكلها كذب، إنه الأحد، فيتدخل ثالث فيقول إنه الثلاثاء، لينشب بعدها جدل حاد بين الركاب بشأن في اي يوم هم؟.
ربما يريد مخرج هذا الفيلم أن يقول إن الخلاف طغى على الاتفاق في بلاد الرافدين، فالخلاف السياسي له انعكاساته على الشارع من وجهة نظر الفيلم الذي عرض في الهواء الطلق في موقع وزارة الخارجية العراقية حيث شهدت بغداد تفجيرات في أحد أكثر أيامها دموية.
وقد حاول المنظمون جعل ساحة العرض وكأنها تنطق بما جرى يوم الأربعاء الدامي في 19 أغسطس/آب 2009 ، فجعلوا الارض وكانها تنفث النار ليأتي دور السينما في ذات الموقع وكأنه بعث للحياة.
وقال حسام الشرع وهو عضو في اللجنة التحضيرية للمهرجان في تصريح لبي بي سي " إذا كان الارهاب قد نشر الموت، فنحن بعروضنا ننشر الحياة، هدية لكل ام انتظرت ابنها ان يعود لكنه لم يعد، ولكل زوجة انتظرت عودة زوجها من دون جدوى".
صعوبات بالجملة
وتعرض جميع الأفلام بالتعاون مع المؤسسات الاجنبية، لعدم وجود امكانية في العراق لانتاج مماثل، خاصة بعدما تهدمت البنى التحتية لصناعة السينما في العراق.
ويشكو المشاركون في العروض من صعوبات عدة حالت في كثير من الاحيان دون تطبيق كل ما يرد في سيناريو الفيلم حيث اضطر بشير الماجد وهو مخرج احد الافلام المشاركة ان يصور مشهد الباص الذي يجول في بغداد في مساحة لم تزد على الثلاثمئة متر بسبب سوء الاوضاع الامنية عام الفين وسبعة حين انتج الفيلم.
تراجعت صناعة السينما في العراق إلى حد كبير
وقال الماجد حين اردنا التصوير تفاجئت باعتذار الممثلين عن الدخول في احياء معينة من بغداد فاكتشفت حينها ان فريق العمل مؤلف من الاكراد والشيعة والسنة، يضيف الماجد لم اكن اعرف بذلك فنحن فنانون لا علاقة لنا بالمسألة الطائفية والعرقية.
يشار إلى أن صناعة السينما في العراق تراجعت الى حد كبير جدا، واقفلت اكثر من تسعين في المئة من دون السينما ابوابها، وتحول البعض منها الى مخازن لبضائع مختلفة.
أما ما تبقى فينازع الرمق الأخير من خلال عروض شبابية تركز على الجنس كمادة دسمة لجذب المتفرجين، وقد يكون ذلك السبب وراء بحث العارضين والمتفرجين معا عن سينما الهواء الطلق.
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2009/12/091205_ra_iraq_tc2.shtml