الأربعاء، 10 آذار/مارس 2010، آخر تحديث 18:25 (GMT+0400)
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ما هي آخر أخبار انفلونزا الخنازير وفيروس H1N1؟ هل تبخر فجأة كما ظهر فجأة؟ وهل أثار ذعر العالم بلا مبرر؟ أم أنه كان وليد "مؤامرة" شركات الصناعات الدوائية للترويج لأدويتها ولقاحاتها كما يزعم كثيرون، خاصة في الدول العربية؟ أو مثل الاتهام الذي وجهه الزعيم الليبي معمر القذافي لـ"مصانع تابعة للمخابرات" بإنتاج فيروس أنفلونزا الخنازير ؟
في التقرير الأسبوعي الصادر عن منظمة الصحة العالمية في الخامس من مارس/آذار الجاري، قالت المنظمة إن أكثر من 213 دولة وسلطة أكدت وقوع إصابات بالمرض، بما في ذلك ما لا يقل عن 16455 حالة وفاة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد دقت ناقوس الخطر وأعلنت حالة التأهب القصوى إثر الإعلان في أبريل 2009 عن ظهور فيروس وبائي جديد يعرف باسم H1N1، وهو آخذ باكتساح العديد من مناطق المكسيك، وتسبب في وفاة أعداد كبيرة بين المصابين، خاصة بين الشباب والأطفال، كما أفاد موقع أخبار سويسرا.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن المرض آخذ في التراجع في مناطق العالم المعتدلة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، غير أنه مازال نشطاً في مناطق مثل جنوب شرق آسيا مثل تايلاند وميانمار، كما ظل نشيطاً في شرقي أوروبا وجنوب شرقي القارة في حين تراجع إلى أدنى مستوياته في أستراليا ونيوزيلندا واليابان وكوريا الجنوبية وأوربا الغربية.
كما تراجع بشدة في دول شمال أفريقيا وغربي آسيا أي في الدول العربية عموماً.
ويبدو أن حال انفلونزا الخنازير كحال أمراض أخرى أثارت ذعراً ثم تحولت إلى أمراض فيروسية موسمية، الأمر الذي يستدعي من العلماء والسلطات الصحية ووسائل الإعلام إلى القول إن الوقت قد حان كي يعيد العالم حساباته.
فوائد انفلونزا الخنازير
مما يثير الاستغراب، أن أنفلونزا الخنازير (H1N1) ساعدت في حسر انتشار الأشكال المختلفة من الأنفلونزا الموسمية المعتادة.
هذه الحالة استرعت انتباه الباحثين الذين رأوا بأن من شأن العدوى التي يحدثها أي فيروس أن تؤدي بجهاز المناعة الذي في الجسم إلى إنتاج مضادات دفاعية ضد الفيروس المهاجم وربما تزيد في القدرة المناعية ضد أكثر من فيروس.
هذه النتيجة أو الحقيقة ظهرت جلية في سويسرا، حيث "نكاد لا نرى خلال فصل الشتاء الحالي أيا من أنواع الأنفلونزا الموسمية المعتادة، الأمر الذي أنقذ مئات الأرواح من خطر الموت"، كما أشار موقع "سويس إنفو" الإخباري.
أطنان من اللقاحات
وفي الوقت الذي تقترب فيه حالة الطوارئ بسبب أنفلونزا الخنازير من نهايتها، تجد السلطات الصحية في كثير من دول العالم نفسها أمام أكوام من لقاحات أنفلونزا الخنازير غير المستخدمة، والتي كانت قد اندفعت لشرائها لتحصين مواطنيها ضد "الفيروس الفتاك".
في كثير من دول العالم رفض المواطنون الإقبال على العلاج واللقاحات نظراً لأن هذه اللقاحات لم تخضع للتجربة ولم تأخذ مداها لمعرفة ما إذا كانت سليمة وخالية من الأعراض الجانبية، كما تقتضي الحاجة عند الكشف عن أي لقاح جديد.
بالإضافة إلى ذلك، أظهر المواطنون في كثير من دول العالم رد فعل إيجابياً اتسم باتخاذ وسائل الوقاية والحماية، من منطلق أن الوقاية خير من قنطار علاج.
الوباء والإشاعة
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا جرى التعامل مع فيروس (H1N1) وعلى مدى أشهر على اعتبار أنه آفة عالمية جديدة في الوقت الذي أظهرت فيه الأحداث بأنه ليس بهذه الخطورة؟
انطلقت الرؤية الأساسية للمرض من الانتشار السريع له في بعض الدول، وخصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وانتقاله السريع إلى دول أوروبية كبريطانيا وإسبانيا، ثم في كثير من دول العالم.
كذلك أثار الخوف من تحور الفيروس خشية كبيرة في الأوساط العلمية، وهو خوف ترافق أيضاً مع ظهور انفلونزا الطيور.
ومن هنا بدأ الحديث عن توقعات بإمكانية وقوع إصابات بالمرض وحالات وفيات كتلك التي رافقت الانفلونزا الإسبانية عام 1918والتي أدت إلى موت عشرات الملايين من البشر.
وترافقت المخاوف مع مدى الاهتمام الإعلامي بالقضية، وكذلك رفع منظمة الصحة العالمية تحذيرها منه إلى درجة الوباء.
غير أن رئيس معهد علم المناعة في جامعة برن، بيدا مارتن ستادلر، لا يتفق مع هذا الرأي، قائلاً: "أعتقد أنه لا يمكننا تحميل وسائل الإعلام لوحدها المسؤولية عن حالة الهستيريا، بل على العكس، ينبغي تحميل القسط الأكبر من المسئولية لمنظمة الصحة العالمية وللسلطات الصحية" وفقاً لسويس إنفو.
وأضاف ستادلر، الذي سبق أن قلل في الصيف الماضي من جدية التهديد الذي يشكله فيروس H1N1: "لاسيما وأنه بمجرد مرور أسابيع قليلة على أولى حالات العدوى بات واضحا بأن الفيروس لا ينتشر بسرعة مضطردة، وأنه ليس بالخطورة التي ظنها الناس في البداية."
وأضاف ستادلر بأن: "منظمة الصحة العالمية عززت المخاوف وأحدثت حالة هلع ورعب عند الناس وهي تقدم لهم الوباء في صورة كوارث من الدرجة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة وهلمّ جرا. وعلى أقصى حد، وبمجرد مرور أشهر معدودة، كان بإمكان السلطات الصحية أن تدرك تماما خطأ التقديرات الأولية وتتنبه إلى أن نُـذر الخطر قد زالت".
وقال ستادلر: "أنا مقتنع بأن المشهد الذي حصل في عام 1918 غير قابل للحدوث مرة أخرى، ذلك أن عالم اليوم ليس كعالم تلك الأيام، فعندنا اليوم معدات طبية ومضادات حيوية ومعرفة علمية ونظم إنذار مبكر أفضل بكثير مما كان عليه الحال غابرا، لذا يجب علينا أن نكف عن إثارة الذعر وبث الرعب."
وتابع: "صحيح أنه لا يمكننا استبعاد ظهور أحد الفيروسات عظيمة الفتك، ولكن - كذلك - لا يمكننا أن نعيش في همّ وترقب، وإلا كنا كـ'أوبيلكس وآستيريكس' اللذين كانا يرتجفان إشفاقا من أن تطبق السماء على رأسيهما."
http://arabic.cnn.com/2010/swine.flu/3/10/h1n1.no_fear/index.html
فيروس انفلونزا الخنازير.. الرعب غير المبرر
هل كانت المخاوف من الفيروس في محلها ؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ما هي آخر أخبار انفلونزا الخنازير وفيروس H1N1؟ هل تبخر فجأة كما ظهر فجأة؟ وهل أثار ذعر العالم بلا مبرر؟ أم أنه كان وليد "مؤامرة" شركات الصناعات الدوائية للترويج لأدويتها ولقاحاتها كما يزعم كثيرون، خاصة في الدول العربية؟ أو مثل الاتهام الذي وجهه الزعيم الليبي معمر القذافي لـ"مصانع تابعة للمخابرات" بإنتاج فيروس أنفلونزا الخنازير ؟
في التقرير الأسبوعي الصادر عن منظمة الصحة العالمية في الخامس من مارس/آذار الجاري، قالت المنظمة إن أكثر من 213 دولة وسلطة أكدت وقوع إصابات بالمرض، بما في ذلك ما لا يقل عن 16455 حالة وفاة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد دقت ناقوس الخطر وأعلنت حالة التأهب القصوى إثر الإعلان في أبريل 2009 عن ظهور فيروس وبائي جديد يعرف باسم H1N1، وهو آخذ باكتساح العديد من مناطق المكسيك، وتسبب في وفاة أعداد كبيرة بين المصابين، خاصة بين الشباب والأطفال، كما أفاد موقع أخبار سويسرا.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن المرض آخذ في التراجع في مناطق العالم المعتدلة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، غير أنه مازال نشطاً في مناطق مثل جنوب شرق آسيا مثل تايلاند وميانمار، كما ظل نشيطاً في شرقي أوروبا وجنوب شرقي القارة في حين تراجع إلى أدنى مستوياته في أستراليا ونيوزيلندا واليابان وكوريا الجنوبية وأوربا الغربية.
كما تراجع بشدة في دول شمال أفريقيا وغربي آسيا أي في الدول العربية عموماً.
ويبدو أن حال انفلونزا الخنازير كحال أمراض أخرى أثارت ذعراً ثم تحولت إلى أمراض فيروسية موسمية، الأمر الذي يستدعي من العلماء والسلطات الصحية ووسائل الإعلام إلى القول إن الوقت قد حان كي يعيد العالم حساباته.
فوائد انفلونزا الخنازير
مما يثير الاستغراب، أن أنفلونزا الخنازير (H1N1) ساعدت في حسر انتشار الأشكال المختلفة من الأنفلونزا الموسمية المعتادة.
هذه الحالة استرعت انتباه الباحثين الذين رأوا بأن من شأن العدوى التي يحدثها أي فيروس أن تؤدي بجهاز المناعة الذي في الجسم إلى إنتاج مضادات دفاعية ضد الفيروس المهاجم وربما تزيد في القدرة المناعية ضد أكثر من فيروس.
هذه النتيجة أو الحقيقة ظهرت جلية في سويسرا، حيث "نكاد لا نرى خلال فصل الشتاء الحالي أيا من أنواع الأنفلونزا الموسمية المعتادة، الأمر الذي أنقذ مئات الأرواح من خطر الموت"، كما أشار موقع "سويس إنفو" الإخباري.
أطنان من اللقاحات
وفي الوقت الذي تقترب فيه حالة الطوارئ بسبب أنفلونزا الخنازير من نهايتها، تجد السلطات الصحية في كثير من دول العالم نفسها أمام أكوام من لقاحات أنفلونزا الخنازير غير المستخدمة، والتي كانت قد اندفعت لشرائها لتحصين مواطنيها ضد "الفيروس الفتاك".
في كثير من دول العالم رفض المواطنون الإقبال على العلاج واللقاحات نظراً لأن هذه اللقاحات لم تخضع للتجربة ولم تأخذ مداها لمعرفة ما إذا كانت سليمة وخالية من الأعراض الجانبية، كما تقتضي الحاجة عند الكشف عن أي لقاح جديد.
بالإضافة إلى ذلك، أظهر المواطنون في كثير من دول العالم رد فعل إيجابياً اتسم باتخاذ وسائل الوقاية والحماية، من منطلق أن الوقاية خير من قنطار علاج.
الوباء والإشاعة
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا جرى التعامل مع فيروس (H1N1) وعلى مدى أشهر على اعتبار أنه آفة عالمية جديدة في الوقت الذي أظهرت فيه الأحداث بأنه ليس بهذه الخطورة؟
انطلقت الرؤية الأساسية للمرض من الانتشار السريع له في بعض الدول، وخصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وانتقاله السريع إلى دول أوروبية كبريطانيا وإسبانيا، ثم في كثير من دول العالم.
كذلك أثار الخوف من تحور الفيروس خشية كبيرة في الأوساط العلمية، وهو خوف ترافق أيضاً مع ظهور انفلونزا الطيور.
ومن هنا بدأ الحديث عن توقعات بإمكانية وقوع إصابات بالمرض وحالات وفيات كتلك التي رافقت الانفلونزا الإسبانية عام 1918والتي أدت إلى موت عشرات الملايين من البشر.
وترافقت المخاوف مع مدى الاهتمام الإعلامي بالقضية، وكذلك رفع منظمة الصحة العالمية تحذيرها منه إلى درجة الوباء.
غير أن رئيس معهد علم المناعة في جامعة برن، بيدا مارتن ستادلر، لا يتفق مع هذا الرأي، قائلاً: "أعتقد أنه لا يمكننا تحميل وسائل الإعلام لوحدها المسؤولية عن حالة الهستيريا، بل على العكس، ينبغي تحميل القسط الأكبر من المسئولية لمنظمة الصحة العالمية وللسلطات الصحية" وفقاً لسويس إنفو.
وأضاف ستادلر، الذي سبق أن قلل في الصيف الماضي من جدية التهديد الذي يشكله فيروس H1N1: "لاسيما وأنه بمجرد مرور أسابيع قليلة على أولى حالات العدوى بات واضحا بأن الفيروس لا ينتشر بسرعة مضطردة، وأنه ليس بالخطورة التي ظنها الناس في البداية."
وأضاف ستادلر بأن: "منظمة الصحة العالمية عززت المخاوف وأحدثت حالة هلع ورعب عند الناس وهي تقدم لهم الوباء في صورة كوارث من الدرجة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة وهلمّ جرا. وعلى أقصى حد، وبمجرد مرور أشهر معدودة، كان بإمكان السلطات الصحية أن تدرك تماما خطأ التقديرات الأولية وتتنبه إلى أن نُـذر الخطر قد زالت".
وقال ستادلر: "أنا مقتنع بأن المشهد الذي حصل في عام 1918 غير قابل للحدوث مرة أخرى، ذلك أن عالم اليوم ليس كعالم تلك الأيام، فعندنا اليوم معدات طبية ومضادات حيوية ومعرفة علمية ونظم إنذار مبكر أفضل بكثير مما كان عليه الحال غابرا، لذا يجب علينا أن نكف عن إثارة الذعر وبث الرعب."
وتابع: "صحيح أنه لا يمكننا استبعاد ظهور أحد الفيروسات عظيمة الفتك، ولكن - كذلك - لا يمكننا أن نعيش في همّ وترقب، وإلا كنا كـ'أوبيلكس وآستيريكس' اللذين كانا يرتجفان إشفاقا من أن تطبق السماء على رأسيهما."
http://arabic.cnn.com/2010/swine.flu/3/10/h1n1.no_fear/index.html