من الأهم الفوز بالمبادئ أم الفوز بالمقاعد
بسم الله الرحمن الرحيم
حينما نتأمل أيام الانتخابات التي مرت على العراق في شماله وجنوبه في شرقه وغربه عن كثب وعن قرب وبكل تجرد.
نجد أنفسنا أمام عجائب وغرائب امام مواقف يندى لها الجبين وتتأوه لهولها الإنسانية وتستنكرها الكرامة والعزة والشرف والوطنية لأنها تجاوزت حدود الحياء وأتلفت الضمير ولم تراع للإنسانية وللكرامة أية قيمة ...
وكذلك ارى بنفس الوقت مجاميع الايثار والتضحية والبذل للمال والنفس والوقت والراحة والعمل والعائلة تسعى ليلا ونهارى لافهام الناس كيف تنتخب ومن تنتخب وماهي مواصفات من يجب ان ننتخبه وكم علينا ان نفكر في حالنا وفي مستقبلنا قبل ان ننتخب ...
رأيت ولم اسمع ..
مجاميع من الصبية الصغار والفتية تلتقي جموع الناخبين وتنادي في الوسط من منكم يبيع صوته بعشرة من يعطي صوته بعشرة (الحك ) بعشرة بعشرة
فيسأله الآخرون أين ... أين
يقودهم بعد ان صنع منهم كرة كبيرة تلتف حوله الى مكان قريب ليس بعيدا لسيارة او لبيت او لدكان فيعطيهم هناك كارت او عشرة الاف حسب الاتفاق ويرتفع المزاد حتى وصل الى عشرين وثلاثين وحتى خمسين فتنتخب تلك المجاميع وتعود لتجلب العائلة والأصدقاء والمحبين وعلى نفس الاسعار
رايت احد المرشحين يستاجر دكانا ليوم او يومين للانتخابات وقد وضع كراسي يقدم فيها المشروبات الغازية او يعرض اسعاره على القادمين من حرارة الأرياف .فيشتري ما يريده ويغنم ،ويغنم أولئك ويعودوا ممتلئوا الجيوب فارغوا من الضمير والعقيدة..
رايت مطعما يفتتح من اجل ان يتفق معه احد الاحزاب كل من ياتي فكل ماياكله الناخبون ومنتخبوه بالمجان ....
ويخرج تلك المجاميع لتلتقيها مجاميع اخرى تحمل بأيديها الكارتات او سجلات للتعيين وأوراق موقعة من الوزير الفلاني او الوزير الفلاني لأجل التعيين
وهنا وهناك مجاميع تنتظر وتتحرق وتتألم على ماحصل ويحصل وتقول لا تبيعوا العراق للفاسدين المنحرفين ان من اشترى صوتكم بألف سيبيعكم بالمجان وستذهبون ضحايا لسياسات ماكرة مخادعة
ابعدوا هؤلاء السراق الراشين والمرتشين القتلة الطائفيين
الله تعالى يستوقفنا ويسالنا جميعا ::::
عن موقفنا هذا ...وعن اصواتنا اين ادلينا بها ..لمن سلمناها ...وكيف شاركنا بالاقتراع ...ولمن اعطينا اصواتنا... وعلى أي اساس ...؟
هل على اساس المجاملة والعرف ام على اساس النفع والفائدة ام على اساس العشيرة والقبيلة ام على اساس الحزب والتيار والتوجه ام على اساس الصحبة والصداقة والنسب كلها سيسألنا الله تعالى عنه يوم لا ينفع هؤلاء جميعا بل كلهم سيلقون مايلقونه من الهوان جراء ما فعلوه وفعلتموه
سيسألنا : الم ألزمكم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر.. أليست الرشوة منكرا ...اليس بيع الأصوات منكرا أليست الاموال سحتا وحراما اذا لماذا اخذتموها ..؟
الم الزمكم ان لا توالوا من عادى الله اليس من يعطي الرشا ويشتري الاصوات يعادي الله تعالى فاين موالاة من والى اله ومعاداة اعداءه ما الفرق بينكم وبين من وقف ضد علي وخذل الحسن وتوجه لقتال الحسين عليهم السلام
الم ارسل اليكم مراجعا جعلتهم حجة عليكم الم يصدروا البيانات والافتاءات فحرموا عليكم انتخاب غير المخلص النزيه الكفوء اذن كيف اعتبرتموه نزيها وقد اشترى اصواتكم وباع واشترى في اخرتكم ودنياكم الم ينبهكم العلماء والمراجع ان هذا حرام حرام حرام وانتخابهم حرام حرام حرام
الم ارسل اليكم طلبة الحوزة وقد فرغتهم الحوزة من دراستهم لاسبوعين لتثقيفكم على هذه الامور وخطورتها في الشارع العراقي
الم ارسل اليكم مجاميع من المؤمنين والمخلصين والمحبين دينهم الحق ولبلدهم ليحذروكم المؤامرة وليطرقوا ابوابكم بابا بابا
الم يرشح الوطنيون الاصلاء حتى لا تكون لكم وحجة وتقولوا ياالهنا لم نعرف من ننتخبه وكلهم سواء فقررنا ان ننتخب ابن مذهبنا ونفضله على غيره فرشح المخلصون الوطنيون من كل المذاهب والاديان في قائمة واحدة ليكونوا الخيار الصحيح فلا انتماء لهم لجهة ولا لدولة ولا مصدر مال او سياسة حتى لا تبقى لكم أي عذر في تغيير الواقع الذي انتم عليه عاتبون .
لكن السؤال من الذي فاز ومن الذي خسر ..؟
من فاز بمقاعد هم الفاسدون الراشون نفس النماذج التي اردتم انتم ان تتخلصوا منها لاختياركم وجوه جديدة ((كلامي هذا لمن انتخب بدون اموال)) لكن كانت تلك الوجوه الجديدة لا تحظى بدعم وتأييد يؤهلها للفوز وقد دخلت في قوائم المليشيات والقتل والتهجير فبالتالي فاز اولئك المجرمون اهل الرشا والمصالح الاقليمية الكبرى وتحول الوجه الجديد الى وجه حالك لم ينفع لا نفسه ولاغيره من وعدهم بان يحقق لهم كل رغباتهم وامالهم ...
اما الخاسرون فهم
المرشح الجديد من جلبوه ليكسبوا به الاصوات وشراء الاصوات وبذل ماء وجهه كي ينتخبه الناخبون وباع ضميره واخرته ليس بدنياه بل بدنيا غيره
وخسر من صدقه وانتخبه او من اشتراه او من غره او من هدده او من اعطاه هديه او وعده فانتخبه
وخسركل من باع صوته بدراهم معدودة
وخسر كل من جامل واعطى المصالح الفردية النفعية الشخصية وجعلها فوق كل حساب فوق رضا الله تعالى فوق رضا المعبود الاحد
خسر كل من انتخب عنادا لتلك الجهة او لذلك الشخص فانتخب شخصا اخر لايريده ويعرف انه ليس فيه نفع او فائدة سوى انه يرضي نفسه الائمة المجرمة
وخسر كل من اهمل الموقف ووقف على التل وقال هذه المسالة مسالة احزاب لا دخل لي فيها اريد ان احافظ على ديني
وخاب وخسر كل من علم اين الحق ولم يلتحق به ولم يوجه الناس اليه ويحفزهم لاختيارهم او علم المفسد فلم يتحرك ليبعد الناس عنه وعن انتخابه
ولكن في الحقيقة كل من ذكرنا فهم خاسرون سواء من فاز بالمقاعد ام الاخرون لانقول كل من فاز بالمقاعد وانما نقول من هو متيقن الفساد ومعروف بالانحراف
اما الفائزون فهم الذين حافظا على مبادئهم الى اخر لحظة لم يتنازلوا عنها ولم يتركوها ولم تأخذهم في الله لومة لائم ولم تتوقف ارجلهم وانفاسهم عن نصرة الوطنيين من ابناء البلد المخلصين من لا دخل لدول الجوار او الاحتلال بارادتهم وبافكارهم دعاة الانقاذ والتغيير لمافي العراق
الفائزون من وضعوا ارواحهم على اكفهم لاجل انقاذ العراق وايصال الصوت الى ابعد نقطة ممكنة وبكل الوسائل المتاحة والمتوفرة وبالرغم من ذلك وعلى الرغم ممايرونه من انجراف الناس بتيار الكذب والاموال والخداع فلم يتنازلوا عن مبادئهم ..
ولقد كان بالامكان ان ينتصر اولئك المخلصون الوطنيون ويحصلوا على مقاعد نيابية في كل محافظة خاصة وان هناك من المرشحين من كانت له إمكانية مادية لا بأس بها لكن منعتهم المبدئية والرسالية ،فهم والله فازوا بالمبادىء وان خسروا المقاعد فهنيئا لهم ولمن وقف معهم ولمن ايدهم بالموقف او الصوت وهنيئا للعراق بهم
ولابد ان يأتي اليوم الذي يفهم العراقيون جميعا ان لا خلاص لهم لا بالعشرة آلاف ولا بكيلو السكر ولا بالتعيين لان مايسلب أضعاف إضعاف ما أعطي وإنما الخلاص بانتخاب أولئك الوطنيين ممن لم يعطوا الا الوقفة الصادقة والكلمة البريئة والروح الصافية الشفافة ...
علي الكندي
10/3/2010
بسم الله الرحمن الرحيم
حينما نتأمل أيام الانتخابات التي مرت على العراق في شماله وجنوبه في شرقه وغربه عن كثب وعن قرب وبكل تجرد.
نجد أنفسنا أمام عجائب وغرائب امام مواقف يندى لها الجبين وتتأوه لهولها الإنسانية وتستنكرها الكرامة والعزة والشرف والوطنية لأنها تجاوزت حدود الحياء وأتلفت الضمير ولم تراع للإنسانية وللكرامة أية قيمة ...
وكذلك ارى بنفس الوقت مجاميع الايثار والتضحية والبذل للمال والنفس والوقت والراحة والعمل والعائلة تسعى ليلا ونهارى لافهام الناس كيف تنتخب ومن تنتخب وماهي مواصفات من يجب ان ننتخبه وكم علينا ان نفكر في حالنا وفي مستقبلنا قبل ان ننتخب ...
رأيت ولم اسمع ..
مجاميع من الصبية الصغار والفتية تلتقي جموع الناخبين وتنادي في الوسط من منكم يبيع صوته بعشرة من يعطي صوته بعشرة (الحك ) بعشرة بعشرة
فيسأله الآخرون أين ... أين
يقودهم بعد ان صنع منهم كرة كبيرة تلتف حوله الى مكان قريب ليس بعيدا لسيارة او لبيت او لدكان فيعطيهم هناك كارت او عشرة الاف حسب الاتفاق ويرتفع المزاد حتى وصل الى عشرين وثلاثين وحتى خمسين فتنتخب تلك المجاميع وتعود لتجلب العائلة والأصدقاء والمحبين وعلى نفس الاسعار
رايت احد المرشحين يستاجر دكانا ليوم او يومين للانتخابات وقد وضع كراسي يقدم فيها المشروبات الغازية او يعرض اسعاره على القادمين من حرارة الأرياف .فيشتري ما يريده ويغنم ،ويغنم أولئك ويعودوا ممتلئوا الجيوب فارغوا من الضمير والعقيدة..
رايت مطعما يفتتح من اجل ان يتفق معه احد الاحزاب كل من ياتي فكل ماياكله الناخبون ومنتخبوه بالمجان ....
ويخرج تلك المجاميع لتلتقيها مجاميع اخرى تحمل بأيديها الكارتات او سجلات للتعيين وأوراق موقعة من الوزير الفلاني او الوزير الفلاني لأجل التعيين
وهنا وهناك مجاميع تنتظر وتتحرق وتتألم على ماحصل ويحصل وتقول لا تبيعوا العراق للفاسدين المنحرفين ان من اشترى صوتكم بألف سيبيعكم بالمجان وستذهبون ضحايا لسياسات ماكرة مخادعة
ابعدوا هؤلاء السراق الراشين والمرتشين القتلة الطائفيين
الله تعالى يستوقفنا ويسالنا جميعا ::::
عن موقفنا هذا ...وعن اصواتنا اين ادلينا بها ..لمن سلمناها ...وكيف شاركنا بالاقتراع ...ولمن اعطينا اصواتنا... وعلى أي اساس ...؟
هل على اساس المجاملة والعرف ام على اساس النفع والفائدة ام على اساس العشيرة والقبيلة ام على اساس الحزب والتيار والتوجه ام على اساس الصحبة والصداقة والنسب كلها سيسألنا الله تعالى عنه يوم لا ينفع هؤلاء جميعا بل كلهم سيلقون مايلقونه من الهوان جراء ما فعلوه وفعلتموه
سيسألنا : الم ألزمكم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر.. أليست الرشوة منكرا ...اليس بيع الأصوات منكرا أليست الاموال سحتا وحراما اذا لماذا اخذتموها ..؟
الم الزمكم ان لا توالوا من عادى الله اليس من يعطي الرشا ويشتري الاصوات يعادي الله تعالى فاين موالاة من والى اله ومعاداة اعداءه ما الفرق بينكم وبين من وقف ضد علي وخذل الحسن وتوجه لقتال الحسين عليهم السلام
الم ارسل اليكم مراجعا جعلتهم حجة عليكم الم يصدروا البيانات والافتاءات فحرموا عليكم انتخاب غير المخلص النزيه الكفوء اذن كيف اعتبرتموه نزيها وقد اشترى اصواتكم وباع واشترى في اخرتكم ودنياكم الم ينبهكم العلماء والمراجع ان هذا حرام حرام حرام وانتخابهم حرام حرام حرام
الم ارسل اليكم طلبة الحوزة وقد فرغتهم الحوزة من دراستهم لاسبوعين لتثقيفكم على هذه الامور وخطورتها في الشارع العراقي
الم ارسل اليكم مجاميع من المؤمنين والمخلصين والمحبين دينهم الحق ولبلدهم ليحذروكم المؤامرة وليطرقوا ابوابكم بابا بابا
الم يرشح الوطنيون الاصلاء حتى لا تكون لكم وحجة وتقولوا ياالهنا لم نعرف من ننتخبه وكلهم سواء فقررنا ان ننتخب ابن مذهبنا ونفضله على غيره فرشح المخلصون الوطنيون من كل المذاهب والاديان في قائمة واحدة ليكونوا الخيار الصحيح فلا انتماء لهم لجهة ولا لدولة ولا مصدر مال او سياسة حتى لا تبقى لكم أي عذر في تغيير الواقع الذي انتم عليه عاتبون .
لكن السؤال من الذي فاز ومن الذي خسر ..؟
من فاز بمقاعد هم الفاسدون الراشون نفس النماذج التي اردتم انتم ان تتخلصوا منها لاختياركم وجوه جديدة ((كلامي هذا لمن انتخب بدون اموال)) لكن كانت تلك الوجوه الجديدة لا تحظى بدعم وتأييد يؤهلها للفوز وقد دخلت في قوائم المليشيات والقتل والتهجير فبالتالي فاز اولئك المجرمون اهل الرشا والمصالح الاقليمية الكبرى وتحول الوجه الجديد الى وجه حالك لم ينفع لا نفسه ولاغيره من وعدهم بان يحقق لهم كل رغباتهم وامالهم ...
اما الخاسرون فهم
المرشح الجديد من جلبوه ليكسبوا به الاصوات وشراء الاصوات وبذل ماء وجهه كي ينتخبه الناخبون وباع ضميره واخرته ليس بدنياه بل بدنيا غيره
وخسر من صدقه وانتخبه او من اشتراه او من غره او من هدده او من اعطاه هديه او وعده فانتخبه
وخسركل من باع صوته بدراهم معدودة
وخسر كل من جامل واعطى المصالح الفردية النفعية الشخصية وجعلها فوق كل حساب فوق رضا الله تعالى فوق رضا المعبود الاحد
خسر كل من انتخب عنادا لتلك الجهة او لذلك الشخص فانتخب شخصا اخر لايريده ويعرف انه ليس فيه نفع او فائدة سوى انه يرضي نفسه الائمة المجرمة
وخسر كل من اهمل الموقف ووقف على التل وقال هذه المسالة مسالة احزاب لا دخل لي فيها اريد ان احافظ على ديني
وخاب وخسر كل من علم اين الحق ولم يلتحق به ولم يوجه الناس اليه ويحفزهم لاختيارهم او علم المفسد فلم يتحرك ليبعد الناس عنه وعن انتخابه
ولكن في الحقيقة كل من ذكرنا فهم خاسرون سواء من فاز بالمقاعد ام الاخرون لانقول كل من فاز بالمقاعد وانما نقول من هو متيقن الفساد ومعروف بالانحراف
اما الفائزون فهم الذين حافظا على مبادئهم الى اخر لحظة لم يتنازلوا عنها ولم يتركوها ولم تأخذهم في الله لومة لائم ولم تتوقف ارجلهم وانفاسهم عن نصرة الوطنيين من ابناء البلد المخلصين من لا دخل لدول الجوار او الاحتلال بارادتهم وبافكارهم دعاة الانقاذ والتغيير لمافي العراق
الفائزون من وضعوا ارواحهم على اكفهم لاجل انقاذ العراق وايصال الصوت الى ابعد نقطة ممكنة وبكل الوسائل المتاحة والمتوفرة وبالرغم من ذلك وعلى الرغم ممايرونه من انجراف الناس بتيار الكذب والاموال والخداع فلم يتنازلوا عن مبادئهم ..
ولقد كان بالامكان ان ينتصر اولئك المخلصون الوطنيون ويحصلوا على مقاعد نيابية في كل محافظة خاصة وان هناك من المرشحين من كانت له إمكانية مادية لا بأس بها لكن منعتهم المبدئية والرسالية ،فهم والله فازوا بالمبادىء وان خسروا المقاعد فهنيئا لهم ولمن وقف معهم ولمن ايدهم بالموقف او الصوت وهنيئا للعراق بهم
ولابد ان يأتي اليوم الذي يفهم العراقيون جميعا ان لا خلاص لهم لا بالعشرة آلاف ولا بكيلو السكر ولا بالتعيين لان مايسلب أضعاف إضعاف ما أعطي وإنما الخلاص بانتخاب أولئك الوطنيين ممن لم يعطوا الا الوقفة الصادقة والكلمة البريئة والروح الصافية الشفافة ...
علي الكندي
10/3/2010