رائدة فضاء عراقية برفقة محرم!.......إبراهيم أحمد
بعد نشر مقالي ( سفيرة عراقية تمثل العراق الجديد برفقة محرم ) في العام الماضي،أرسل لي أحد القراء الظرفاء من بغداد رسالة حفظتها في زاوية آمنة من الكومبيوتر، ولم أرسلها لأي ممن أتبادل معهم الرسائل حفاظاً على كومبيوتراتهم،أن تحترق بما تحمله من فايروسات حضارية!
تقول الرسالة :
أنت تحدثت عن سفيرة أصرت أن تدخل على لجنة المقابلة والفحص البرلمانية رفقة محرم،وقد عينت سفيرة رغم أنف اللجنة التي رفضتها لتدني كفاءتها ولياقتها الفكرية والنفسية، بعد إصرار الحزب الديني الذي تنتمي إليه على تعيينها وإلا فسيرفض تعيين مرشحي الأحزاب الدينية والعلمانية الأخرى استناداً لقانون المحاصصة الدستوري والشرعي تماماًَ، وستذهب إلى أسبانيا أو السويد أو بريطانيا لتمثل المرأة العراقية والمجتمع العراقي العريق برفقة محرم، سيحتسب له راتب ومخصصات من جوع العراقيين وحرمانهم.
ولكنك لم تسمع بحكاية رائدة الفضاء العراقية الأكثر غرابة، فقد جاءت إلى وزارة العلوم والتكنولوجيا رسالة من ناسا (وكالة الطيران والفضاء الأمريكية) تقول: لقد قرر المجلس الأعلى في ناسا أن تشارك فتاة عراقية في رحلة المكوك الفضائي إلى المريخ،وذلك امتناناً من ناسا وعرفاناً بالجميل لجهود العراقيين القدماء السومريين والبابليين،والآشوريين وعلماء بغداد العباسية، وفتوحاتهم في علم الفلك ومدوناتهم القيمة عن الفضاء والنجوم،وتقديراً لدور المرأة العراقية القديمة في إعلاء قيم الحرية والجمال في هذا الوجود، ففيهن الإلهات والشاعرات والملكات وصانعات أولى كؤوس البيرة في العالم!وقد آن الأوان لأن تتمتع حفيدة لهن برحلة إلى مواطن خيال أسلافها الأذكياء! كانت الرسالة مهذبة جداً! ورقيقة جداً،وبعيدة عن السياسة ومطباها ومنزلقاتها الخطيرة! خاصة هموم الاحتلال، والتحرر الوطني على يد المقاومة الوطنية الشريفة، أو غير الشريفة!
يقال أن الرفيق رائد فهمي وزير العلوم والتكنولوجيا استبشر بالرسالة، رغم إنه في قرارة نفسه تمنى لو أنها جاءت من السوفيت، لكنه لم يلبث وتذكر أن الاتحاد السوفيتي لم يعد موجوداً، وأن الزمن قد تغير،ودبابات الأمريكان الآن تحفر شوارع وأرصفة المدن العراقية: قال في نفسه "في الأقل نأخذ مقابلها الآن شيئاً من علوم وتكنولوجيا أمريكا!" وسارع بما عرف عنه من همة ونزاهة بتشكيل لجنة فنية محايدة لا تخضع للمحاصصة الطائفية والقومية تقوم باختيار فتاة عراقية بروح وطنية تماماً! رشحت اللجنة فتاة في الثالثة والعشرين من العمر.
كانت جميلة وذكية وبسمات فكرية رائعة، وبوجه حسن جداً يمثل جمال المرأة العراقية المعروف قبل أن يتلفع في الآونة الأخيرة، ويضيع تحت دثر من الحجب والنقب والعباءات حالكة السواد! وقد أرسلت صورة الفتاة ومعلومات عنها إلى وكالة ناسا.
ولكن ما أن علم متدينون وغيورون جداً على الدين وشرف العائلة والقبيلة والشعب العراقي بأسره، ونافذون في مجلس النواب ومجلس الوزراء والرئاسة بالموضوع، حتى دخلوا على الخط فوراً، ورفضوا أن تذهب فتاة عراقية مسلمة مع رجال غير مسلمين إلى الفضاء الخارجي بعيدين عن زوجاتهم،حيث ما اجتمع رجل وامرأة ألا وكان الشيطان ثالثهما،فكيف والشياطين يسرحون ويمرحون في الفضاء الخارجي بعيداً عن أعين المسلمين الغيورين وحدهم على الدين والدنيا؟ وهددوا أنهم سيعملون على تهييج المراجع الدينيين العظام، والخروج بمظاهرات كبيرة تهز شوارع بغداد،وتقلب عاليها سافلها،نستجير بالله!
بعد مداولات ومساومات وتبويس لحى وعمائم سود وبيض كثيرة، وافق هؤلاء المتعصبون،المصرون على بقاء القديم المناسب لمقاساتهم، على ذهاب الفتاة في رحلتها الفضائية الميمونة شرط أن تكون رفقة محرم! عادت القضية مرة أخرى إلى مكتب الرفيق رائد فهمي،وافق على مضض، وسعى لإيجاد محرم حفاظاً على الوحدة الوطنية من التصدع إذا رفض كشيوعي هذا القرار غير الحضاري!
وبعد بحث وتقص طويلين عن محرم لم يجدوا سوى والدها محرماً مؤتمناً. ولكن الفحص الطبي كشف أنه كأي عراقي مسلم مصاب بخمسة أمراض على وزن الأسماء الخمسة وهي: السكري، وضغط الدم، وتصلب الشرايين، وانتفاخ القولون، وتضخم البروستات شبه الخبيث! أعلموا ناسا وطلبوا معالجة الرجل ليكون محرماً جيداً يستطيع أن يذود عن شرف الفتاة وشرف العراق ،إذا تعرضت رائدة الفضاء العراقية لمحاولة افتراس من زملائها في الرحلة، أو من قبل رجل مريخي فيما إذا وجد على المريخ بشر مثلنا هناك، ولديهم نفس غرائزنا وطباعنا المتوحشة،والعياذ بالله!
درست ناسا الموضوع فأرسلت تقول ( إن انشغالنا بمعالجة الأمراض الخمسة للمحرم المحترم يقتضي وقتاً طويلاً، قد يجعل الصومال تسبقنا في الوصول إلى المريخ!) وقد سلم الملحق الثقافي الأمريكي هذه الرسالة إلى السيد الوزير رائد فهمي الذي قال في مؤتمر صحفي غابت عنه معظم وسائل الإعلام للالتباس في تحديد موعده، ولم يحضره سوى صحفيين مغمورين فقراء إلى الله تعالى من أمثالنا ،
و قد قال الرفيق رائد فهمي في المؤتمر: مع تقديري لظروف عمل ناسا، لكني كنت أتمنى لو ساعدتنا في نضالنا من أجل استعادة مكانة المرأة التي هدرت منذ نفيت الرفيقة نزيهة الدليمي أول وزيرة عراقية من وطنها في الستينات دون ذنب، وحيث إن المحرم قد فرض علينا وعلى المرشحة لريادة الفضاء ، فكان على ناسا أن تتفهم ذلك وتجد مكاناً له في المكوك الفضائي، يتناسب وأمراضه الخمسة، وإذا مات لا سمح الله فسيضاف إلى القائمة الطويلة لشهداء الوطن والحركة الوطنية!
انتهت الرسالة!
ما جعلني أعود إليها وأجازف بنشرها هي أخبار مقلقة أخذ ترد من العراق تتعلق بقضية المحرم العتيد هذا وكأنه صار جودو المنتظر في مسرحية بيكيت رحمه الله!(في انتظار جودو) وقد جاء فعلاً بعد أن كان غائباً مستحيلاً ، ليكون الحل العظيم لمشاكل المرأة والمجتمع العراقي!
فقد صارت ظاهرة مستشرية خبيثة، أن تطلب نساء في وظائف حساسة وكبيرة محرماً يرافقها أثناء ذهابها وإيابها لمكان عملها بل ويجلس قبالتها وهي تؤدي واجبها الوطني! وبالطبع يتقاضى لقاء ذلك راتباً ومخصصات من جوع وحرمان العراقيين، كما ورد في الرسالة! لماذا سعت هذه المرأة إلى وظيفة وحشدت حزبها الديني وراءها إذا كانت تعرف أنها لا تستطيع تأدية وظيفتها بشكل عادي كالموظفات الأخريات؟
هذا يشير بوضوح إلى أن حكاية المحرم أكبر من مظهرها المضحك،وهي مفروضة على النسوة من قادة أحزابهن،ضمن جهادهم اليومي في مقاومة التقدم ومناهضة الديمقراطية والحط من قدر المرأة! حيث وجد هؤلاء المتعصبون أن المرأة صارت تفتح أبواباً للحرية،والشجاعة ،وقوة الأنوثة، وتغير طبيعة المجتمع نحو الانفتاح والتطور،و تنافسهم على الوظيفة والعمل السياسي.فراحوا يحاولون إظهارها على أنها ناقصة عقل ودين، وإنها نصف رجل،بل هي لاشيء دون الرجل! ثم يكافئون أنفسهم على ذلك برواتب إضافية هي شكل من سرقة المال العام!
فقبل أيام صدر قرار بتعيين محارم لعضوات في مجلس محافظة الكوت برواتب ومخصصات مع ديباجة فلسفية لا يتجرأ أرسطو ولا سيمون دي بوفوار على كتابتها،وثمة نساء بدرجة مدير عام ورئيسات لجان عين لهن مرافقون محارم،
وقد تطالب نائبات في الدورة البرلمانية المقبلة بمحارم برواتب كبيرة ( ليتم التخلي عن نسبة 25% للنساء في المجلس ،أو تخفيضها بحجة أن المرأة معوقة ،عرجاء،خطلاء، ناقصة ، وتحتاج لرجل لتكتمل ) إذا كانت ناسا ما تزال تتذكر باحترام وتقدير تاريخ المرأة العراقية، وعلماء الفلك العراقيين القدماء ودورهم في قيام الحضارة التي يتمتع بها البشر اليوم في كافة أرجاء المعمورة،فليتها حملت على متن مكوكها رزماً من ملفات المشاكل والقضايا العراقية ما يعادل وزن الفتاة التي لم يحالفها الحظ للذهاب في الرحلة الفضائية، لعل حكماء وعقلاء المريخ ينظرون بها، لا لحلها، فهذا فوق طاقتهم طبعا، بل فقط لكي يعلمونا: ما هذا الذي يجري في العراق؟
بعد نشر مقالي ( سفيرة عراقية تمثل العراق الجديد برفقة محرم ) في العام الماضي،أرسل لي أحد القراء الظرفاء من بغداد رسالة حفظتها في زاوية آمنة من الكومبيوتر، ولم أرسلها لأي ممن أتبادل معهم الرسائل حفاظاً على كومبيوتراتهم،أن تحترق بما تحمله من فايروسات حضارية!
تقول الرسالة :
أنت تحدثت عن سفيرة أصرت أن تدخل على لجنة المقابلة والفحص البرلمانية رفقة محرم،وقد عينت سفيرة رغم أنف اللجنة التي رفضتها لتدني كفاءتها ولياقتها الفكرية والنفسية، بعد إصرار الحزب الديني الذي تنتمي إليه على تعيينها وإلا فسيرفض تعيين مرشحي الأحزاب الدينية والعلمانية الأخرى استناداً لقانون المحاصصة الدستوري والشرعي تماماًَ، وستذهب إلى أسبانيا أو السويد أو بريطانيا لتمثل المرأة العراقية والمجتمع العراقي العريق برفقة محرم، سيحتسب له راتب ومخصصات من جوع العراقيين وحرمانهم.
ولكنك لم تسمع بحكاية رائدة الفضاء العراقية الأكثر غرابة، فقد جاءت إلى وزارة العلوم والتكنولوجيا رسالة من ناسا (وكالة الطيران والفضاء الأمريكية) تقول: لقد قرر المجلس الأعلى في ناسا أن تشارك فتاة عراقية في رحلة المكوك الفضائي إلى المريخ،وذلك امتناناً من ناسا وعرفاناً بالجميل لجهود العراقيين القدماء السومريين والبابليين،والآشوريين وعلماء بغداد العباسية، وفتوحاتهم في علم الفلك ومدوناتهم القيمة عن الفضاء والنجوم،وتقديراً لدور المرأة العراقية القديمة في إعلاء قيم الحرية والجمال في هذا الوجود، ففيهن الإلهات والشاعرات والملكات وصانعات أولى كؤوس البيرة في العالم!وقد آن الأوان لأن تتمتع حفيدة لهن برحلة إلى مواطن خيال أسلافها الأذكياء! كانت الرسالة مهذبة جداً! ورقيقة جداً،وبعيدة عن السياسة ومطباها ومنزلقاتها الخطيرة! خاصة هموم الاحتلال، والتحرر الوطني على يد المقاومة الوطنية الشريفة، أو غير الشريفة!
يقال أن الرفيق رائد فهمي وزير العلوم والتكنولوجيا استبشر بالرسالة، رغم إنه في قرارة نفسه تمنى لو أنها جاءت من السوفيت، لكنه لم يلبث وتذكر أن الاتحاد السوفيتي لم يعد موجوداً، وأن الزمن قد تغير،ودبابات الأمريكان الآن تحفر شوارع وأرصفة المدن العراقية: قال في نفسه "في الأقل نأخذ مقابلها الآن شيئاً من علوم وتكنولوجيا أمريكا!" وسارع بما عرف عنه من همة ونزاهة بتشكيل لجنة فنية محايدة لا تخضع للمحاصصة الطائفية والقومية تقوم باختيار فتاة عراقية بروح وطنية تماماً! رشحت اللجنة فتاة في الثالثة والعشرين من العمر.
كانت جميلة وذكية وبسمات فكرية رائعة، وبوجه حسن جداً يمثل جمال المرأة العراقية المعروف قبل أن يتلفع في الآونة الأخيرة، ويضيع تحت دثر من الحجب والنقب والعباءات حالكة السواد! وقد أرسلت صورة الفتاة ومعلومات عنها إلى وكالة ناسا.
ولكن ما أن علم متدينون وغيورون جداً على الدين وشرف العائلة والقبيلة والشعب العراقي بأسره، ونافذون في مجلس النواب ومجلس الوزراء والرئاسة بالموضوع، حتى دخلوا على الخط فوراً، ورفضوا أن تذهب فتاة عراقية مسلمة مع رجال غير مسلمين إلى الفضاء الخارجي بعيدين عن زوجاتهم،حيث ما اجتمع رجل وامرأة ألا وكان الشيطان ثالثهما،فكيف والشياطين يسرحون ويمرحون في الفضاء الخارجي بعيداً عن أعين المسلمين الغيورين وحدهم على الدين والدنيا؟ وهددوا أنهم سيعملون على تهييج المراجع الدينيين العظام، والخروج بمظاهرات كبيرة تهز شوارع بغداد،وتقلب عاليها سافلها،نستجير بالله!
بعد مداولات ومساومات وتبويس لحى وعمائم سود وبيض كثيرة، وافق هؤلاء المتعصبون،المصرون على بقاء القديم المناسب لمقاساتهم، على ذهاب الفتاة في رحلتها الفضائية الميمونة شرط أن تكون رفقة محرم! عادت القضية مرة أخرى إلى مكتب الرفيق رائد فهمي،وافق على مضض، وسعى لإيجاد محرم حفاظاً على الوحدة الوطنية من التصدع إذا رفض كشيوعي هذا القرار غير الحضاري!
وبعد بحث وتقص طويلين عن محرم لم يجدوا سوى والدها محرماً مؤتمناً. ولكن الفحص الطبي كشف أنه كأي عراقي مسلم مصاب بخمسة أمراض على وزن الأسماء الخمسة وهي: السكري، وضغط الدم، وتصلب الشرايين، وانتفاخ القولون، وتضخم البروستات شبه الخبيث! أعلموا ناسا وطلبوا معالجة الرجل ليكون محرماً جيداً يستطيع أن يذود عن شرف الفتاة وشرف العراق ،إذا تعرضت رائدة الفضاء العراقية لمحاولة افتراس من زملائها في الرحلة، أو من قبل رجل مريخي فيما إذا وجد على المريخ بشر مثلنا هناك، ولديهم نفس غرائزنا وطباعنا المتوحشة،والعياذ بالله!
درست ناسا الموضوع فأرسلت تقول ( إن انشغالنا بمعالجة الأمراض الخمسة للمحرم المحترم يقتضي وقتاً طويلاً، قد يجعل الصومال تسبقنا في الوصول إلى المريخ!) وقد سلم الملحق الثقافي الأمريكي هذه الرسالة إلى السيد الوزير رائد فهمي الذي قال في مؤتمر صحفي غابت عنه معظم وسائل الإعلام للالتباس في تحديد موعده، ولم يحضره سوى صحفيين مغمورين فقراء إلى الله تعالى من أمثالنا ،
و قد قال الرفيق رائد فهمي في المؤتمر: مع تقديري لظروف عمل ناسا، لكني كنت أتمنى لو ساعدتنا في نضالنا من أجل استعادة مكانة المرأة التي هدرت منذ نفيت الرفيقة نزيهة الدليمي أول وزيرة عراقية من وطنها في الستينات دون ذنب، وحيث إن المحرم قد فرض علينا وعلى المرشحة لريادة الفضاء ، فكان على ناسا أن تتفهم ذلك وتجد مكاناً له في المكوك الفضائي، يتناسب وأمراضه الخمسة، وإذا مات لا سمح الله فسيضاف إلى القائمة الطويلة لشهداء الوطن والحركة الوطنية!
انتهت الرسالة!
ما جعلني أعود إليها وأجازف بنشرها هي أخبار مقلقة أخذ ترد من العراق تتعلق بقضية المحرم العتيد هذا وكأنه صار جودو المنتظر في مسرحية بيكيت رحمه الله!(في انتظار جودو) وقد جاء فعلاً بعد أن كان غائباً مستحيلاً ، ليكون الحل العظيم لمشاكل المرأة والمجتمع العراقي!
فقد صارت ظاهرة مستشرية خبيثة، أن تطلب نساء في وظائف حساسة وكبيرة محرماً يرافقها أثناء ذهابها وإيابها لمكان عملها بل ويجلس قبالتها وهي تؤدي واجبها الوطني! وبالطبع يتقاضى لقاء ذلك راتباً ومخصصات من جوع وحرمان العراقيين، كما ورد في الرسالة! لماذا سعت هذه المرأة إلى وظيفة وحشدت حزبها الديني وراءها إذا كانت تعرف أنها لا تستطيع تأدية وظيفتها بشكل عادي كالموظفات الأخريات؟
هذا يشير بوضوح إلى أن حكاية المحرم أكبر من مظهرها المضحك،وهي مفروضة على النسوة من قادة أحزابهن،ضمن جهادهم اليومي في مقاومة التقدم ومناهضة الديمقراطية والحط من قدر المرأة! حيث وجد هؤلاء المتعصبون أن المرأة صارت تفتح أبواباً للحرية،والشجاعة ،وقوة الأنوثة، وتغير طبيعة المجتمع نحو الانفتاح والتطور،و تنافسهم على الوظيفة والعمل السياسي.فراحوا يحاولون إظهارها على أنها ناقصة عقل ودين، وإنها نصف رجل،بل هي لاشيء دون الرجل! ثم يكافئون أنفسهم على ذلك برواتب إضافية هي شكل من سرقة المال العام!
فقبل أيام صدر قرار بتعيين محارم لعضوات في مجلس محافظة الكوت برواتب ومخصصات مع ديباجة فلسفية لا يتجرأ أرسطو ولا سيمون دي بوفوار على كتابتها،وثمة نساء بدرجة مدير عام ورئيسات لجان عين لهن مرافقون محارم،
وقد تطالب نائبات في الدورة البرلمانية المقبلة بمحارم برواتب كبيرة ( ليتم التخلي عن نسبة 25% للنساء في المجلس ،أو تخفيضها بحجة أن المرأة معوقة ،عرجاء،خطلاء، ناقصة ، وتحتاج لرجل لتكتمل ) إذا كانت ناسا ما تزال تتذكر باحترام وتقدير تاريخ المرأة العراقية، وعلماء الفلك العراقيين القدماء ودورهم في قيام الحضارة التي يتمتع بها البشر اليوم في كافة أرجاء المعمورة،فليتها حملت على متن مكوكها رزماً من ملفات المشاكل والقضايا العراقية ما يعادل وزن الفتاة التي لم يحالفها الحظ للذهاب في الرحلة الفضائية، لعل حكماء وعقلاء المريخ ينظرون بها، لا لحلها، فهذا فوق طاقتهم طبعا، بل فقط لكي يعلمونا: ما هذا الذي يجري في العراق؟