إسرائيل تدعم خطة تركية لبيع مياه نهري دجلة والفرات عبر خطوط أنابيب شبيهة بأنابيب النفط!
وكالات:
ربما يكون "فرض التصحّر" على أراضي العرب، الحرب الأشد هولاً من تهديدات إسرائيل بشن حرب نووية، تحوّل الشرق الأوسط الى مقبرة كبرى!. وفي سياق ذلك، تدعم إسرائيل خطة تركية لبيع مياه نهري دجلة والفرات عبر خطوط أنابيب شبيهة بأنابيب النفط!. ويقول شمعون بيريز "مهدداً" إن مشاريع سدود المياه، تدفع المنطقة الى حافة الحرب. وهو يعني بذلك إن إسرائيل تقرن دائماً بين "قدرة العرب على العيش" بقدرتهم على الرضوخ لمنطق "السلام" مع إسرائيل. ويقول مؤلف كتاب "رقصة الشيطان" إن المياه ستظل موضوع ابتزاز العرب، لإفقارهم وإعاقة مشاريعهم التنموية، ما دامت إسرائيل "متفوقة" عسكرياً. ولهذا فإن اليهود التلموديين ضالعون في محاولات الابتزاز التركية لحرمان سوريا والعراق من المياه.
الجزء 15
إن غايتَيْ الجنرال بيريز-كما سبق لنا تحديدهما- لهما أشد بروزاً في هذه (النتيجة) التي تخبئ شيئاً! فالجنرال يفترض-كتحصيل حاصل- أن السلام لابد أن يؤدي، وبالقوة، إلى بناء (النظام الاقتصادي الإقليمي). ومن هنا فهو يحدد للجهات المعنية ، أي لمؤسسات الدول الرأسمالية التي ستستثمر أموالها هنا على طريقته، في أربعة مجالات لسنا بصدد ما هو أكثر من تعدادها: 1-مجال القرار السياسي -2-المجال الإداري -3-المجال المصرفي -4- المجال التشغيلي. والأخير يعني- وراء تضليله اللفظي المتعمد- مبادرة الشركات في المناطق الرأسمالية الكبرى الثلاث: أوربا، أميركا، اليابان، إلى (الشغل والتشغيل!!) سواء كانت ذات طابع قومي محض أم كانت شركات فوق قومية!!
ويطمئن الجنرال الجميع بعد هذا كله إلى أن الأسواق أصبحت اليوم (أكثر أهمية تقريباً من السياسات)!.. وإلى أن شخصيات سياسية بارزة عالمية ومنظمات تجارية كبرى سترحب وتدعم (شرقه الأوسط الجديد)!! وسيجري الاهتمام البالغ، من قبل تلك الشخصيات والمؤسسات، بالتجارة-أي بفتح الأسواق العربية لما تحتاجه وما لاتحتاجه!- وبطرق المواصلات التي ستؤمن حركة نقل البضائع المستوردة والسياح أيضاً!.. وهذا هو كل شيء!! إنه كل ما يلزم ضد الأسلحة النووية- باستثناء ترسانة دولته طبعاً!- وضد الأصولية!!! ويبدو أن الجنرال قد تعب من المواربة فها هو يصرح للمرة الأولى بكلمة صدق:
( بصورة عملية، إن للدول المتطورة مصلحة سياسية واقتصادية عظيمة في الشرق الأوسط، إذ تستثمر أميركا حصة الأسد من معونتها الخارجية هنا) ص122 لكن المعول عليه ليس (الاتفاقيات السياسية والقرارات الحكومية)، بل يعتمد النجاح الكامل لخططه كلها(على استجابة الشركات الأميركية والأوربية والآسيوية الخاصة)ص124 وبعد هذا كله يأتي ما هو الأهم: إنه المشاورات والاتفاقات الشفهية- وربما غير الشفهية، من يدري؟!- التي قام بها، هو الجنرال بيريس، مع (الشخصيات العالمية) بخصوص مساهمات دولها ومنظماتها في مخططاته حول "الشرق الأوسط الجديد" .. وذلك، بالطبع، نيابة عن جميع الأطراف في هذا "الشرق الأوسط!" سواء كانوا راضين أم رافضين! وماذا يهمه هو رضى بقية الأطراف أو رفضها، مادام يعتبر أنه-باسم الدولة الصهيونية التي يمثلها- هو المنتصر، والقادر بقوة ترسانته النووية أن ينصّب نفسه قائداً للعملية يفرض فيها ما يشاء، ويلغي ما يشاء؟!!
ولنعدد:
1- ميتران الذي لايفهم شيئاً في الأمور الاقتصادية- ولنقل إذاً: مستشاره الصهيونيّ لشؤون الاقتصاد "جاك أتّالي"- وعده، هو بيريس، بأن يقوم بنك الاستثمار الأوربي بتوظيف مليار وحدة نقد أوربية (=نحو 1.3 مليار دولار) في مجالات المواصلات وتحلية المياه!.. تم ذلك عند زيارة ميتران لـ "اسرائيل!"!
2- في محادثة له مع هلموت كول مستشار المانيا، اقترح هو على المستشار (تخفيض البطالة الألمانية) راجع ص 124-125 (بتطوير أسواق جديدة في الشرق الأوسط)، وسرّ المستشار للفكرة!.. وتناقشا معاً في (نموذج المساعدة الأميركية لامتصاص المهاجرين الروس في أوربا) كمثال تقدم فيه أوربا (ضمانات مماثلة للشركات الأوربية المستثمرة في الشرق الأوسط) وبذلك يتمُّ حل المشكلات الخاصة بأوربا ( في الوقت الذي تستطيع فيه أيضاً مساعدة الشرق الأوسط الجديد). ولانظن نحن أن مثل هذه الأقوال تحتاج إلى أي تعليق!
3-تحدث ، هو الجنرال بيريس، مع جاكسون ديلورز رئيس لجنة المجموعة الأوربية وكان مهتماً أساساً بثلاثة مجالات: إقامة محطة للطاقة، مشاريع تحلية المياه، شن حرب على التصحر. وطلب من مساعديه إعداد مخططات تفصيلية لهذه الأعمال التعاونية!
4- وارن كريستوفر وزير خارجية أميركا أخبر بيريس بمبادرته الخاصة، وهي أن على الشركات الأميركية أن تأخذ على عاتقها الجزء الأكبر ( من هذه المهمة العملاقة). ولهذا دعت وزارة الخارجية 50 مديراً من مدراء الشركات الأميركية الكبرى ليضعوا تصورات تفصيلية ( لاحتياجات الشرق الأوسط) ص126- ولكم أن تتخيلوا: في جيوب من ستصب محصلة هذا الاحتياجات!! ولكن لماذا التخيل؟! لنقرأ فقط هذا التعداد "لمصادر التمويل" في حلم (النظام الشرق أوسطي)، أو لنقل: تعداد الجهات المستثمرة، ومن فم الجنرال نفسه. وليس علينا إلا أن نضع المعدودين على خلفية " معنى الاستثمار" إمبريالياً، ومدى تغلغل الرساميل الشايلوكية في شبكة علاقات الأوليغارشيات المالية العالمية:
1-( تستطيع المؤسسات والشركات الكبرى في العالم أن تساعدنا في تحقيق حلمنا. وبمساعدتها لنا تكون قد ساعدت نفسها أيضاً)!ص127
2- (لا يوجد أدنى شك في أنه سيكون ممكناً الحصول على المساعدة من المصادر الموجودة مثل: البنك الدولي، وبنك الاستثمار الأوروبي، والبنوك الخاصة) ص127 .. والبنك الدولي لايراه الجنرال مصدراً مفيداً في الظروف الراهنة. فهو ( هيئة مرهقة وبطيئة العمل) ص 128- وفوق ذلك لايمكن لا للفلسطينيين ولا لمصر ولا "لإسرائيل" أن يستفيدوا من هذا البنك، ولكلٍّ أسبابه!( ولهذا... يبدو أن إسرائيل مع الأردن والفلسطينيين ومصر، وهم شركاء السلام الرئيسون، يجب أن يقيموا في القريب العاجل مؤسستهم المالية الخاصة) ص128.
3-( أما الدعم من الدول خارج المنطقة- وهذا يعني ديوناً دولية(* - فيجب أن يأخذ شكلين: أولاً يجب وضع عدة ملايين من الدولارات كرأسمال.. والشكل الثاني سيكون في شكل ضمانات على السندات المدمجة والمباعة في أسواق المال الدولية)ص129.
هذه هي المصادر الرئيسية الثلاثة التي سيضيف إليها الجنرال لاحقاً ماسيتوفر- بعد زمنٍ كاف من توقيع اتفاقيات السلام والاتفاقات الثانوية التي "يجب" أن تتضمنها، كما يقول- من توفيرات خفض نفقات التسلح، إضافة إلى مساهمة الدول المنتجة للنفط بنسبة 1% من دخلها للتطوير الإقليمي.. إلى آخره، إلى آخره!
ويظل الجنرال يدور في الأفكار ذاتها مضيفاً لمسة هنا ولمسة هناك كي "نقتنع" فقط بأنه لا دور لنا إلا أن نكون "موضوعاً للنهب" من طراز جديد، وبقيادة صهيونية!.. ألم نقل إن كل أقوال الجنرال المكرورة ليست إلا (تمارين في اللاجدوى)؟!
-4-
في بداية فصله الثامن المعنون بـ (الحزام الأخضر) يؤكد الجنرال على أن(استخدام المياه سوف يكون موضوعاً سياسياً رئيسياً في منطقة الشرق الأوسط) ص133 وهو كان قد أكد مراراً على أن " تحلية المياه" وتكريرها هما من أجل إنتاج غذاء كاف لنا نحن العرب. هنا ستدخل "التكنولوجيا الحديثة" (التي توفر تطبيقات عملية للمكتشفات العلمية، تتراوح من الري المنظم بواسطة الكومبيوتر إلى إنتاج الأغذية في مربع لاماء فيه) ص133-134 وهنا يحدثنا الجنرال عن عبقرية "إنتاجهم!" المضاعف ثلاث مرات للحليب من أبقارهم.. إلى آخره!! تلك الأبقار التي قلنا قبلاً: إنها ربما تعامل وتتغذى وفق "تكنولوجيا" الأسرار القبالية التلمودية!! ويضيف الجنرال إلى ذلك أفكاراً- لاتقل عبقرية!- عن تطوير أنواع جديدة من الأغذية البرية والبحرية، لينتقل إلى التوكيد على أنه( في مستهل المرحلة الجديدة من حياتنا ربما يكون أكبر إنجاز علمي واعد هو ميدان البيوتكنولوجي- تكنولوجيا التقنية الحيوية-) ص135 ويستمرئ تعداد أصناف المنتوجات التي يمكن تحقيق الوفرة منها إذا ما استخدم ذلك " الإنجاز العلمي" الذي يكاد يهم بإيهامنا أنه هو وحده من سمع بوجوده في ميدان العلم العالمي الحديث! ويمر بعد ذلك على الإمكانيات المتاحة في استخدام (نظرية الوراثة من أجل إنتاج كميات كافية من النباتات والحيوانات) ص136 كيما يقفز من جديد إلى "الفتوحات!" التي أنجزتها " دولته!" في (استخدام الأبحاث الأساسية والتطبيقية في الزراعة والتصحر. فقد تمكنت من زيادة دخلها الزراعي حوالي اثني عشر ضعفاً خلال خمسة وعشرين عاماً، من 1950-1975، تقريباً دون زيادة الأرض الصالحة للزراعة. والتقدير هو أن 95% من الزيادة تحققت نتيجة العلم، التكنولوجيا ، والتخطيط. وهي - أي دولته!- مستعدة لوضع معرفتها تحت تصرف جيرانها، ليس من قبيل حب الغير، ولكن لأننا نعيش جميعاً في هذه المنطقة ، ويتوجب علينا أن يساعد بعضنا بعضاً من أجل التغلب على الصعوبات التي تفرضها الطبيعة)!ص137 وإذا تذكرنا تهديده السابق بإمكانية تحويل الشرق الأوسط إلى مقبرة كبرى في أول حرب مقبلة، وقارنا ذلك بمعنى المساعدة هنا- أي بتسليمهم قيادتنا معرفياً وتكنولوجياً ومالياً- مع استمرارهم اليومي في خلق واختلاق مسببات الحرب، وتعطيل حتى (صفقات السلام/ صفقة أوسلو خصوصاً).. فإنه سيتوضح لنا المعنى التهديدي الكامن وراء هذا التبجح بما يدعيه من تقدم تكنولوجي لدولته الاستيطانية!!
وخلاصة القول، في كل الصفحتين اللاحقتين اللتين ينهي بهما حديثه عن هذا (الحزام الأخضر) الذي يبدو غريباً جداً على كل من لديه بعض الإلمام بجغرافية الوطن العربي، هو التالي: يستطيع العرب أن يستفيدوا مما تم إنجازه- وفقاً للعلم الصهيوني- في تطوير صحراء النقب ووادي عربة، فيطوروا بذلك (صحراواتهم) والحياة الحيوانية فيها. (والبحث والتطوير يجب أن ينظم على أسس متعددة الأطراف باستخدام ثلاثة مراكز أبحاث: واحد في اسرائيل، وواحد في الولايات المتحدة، وواحد في دولة عربية، كما يتقرر من قبل المؤسسات الأكاديمية وثيقة الصلة) ص138وبذلك يمكن الانتصار على الجفاف والتصحر الذي لايتوقف!! وهكذا يكتسب الشرق الأوسط لونه الأخضر، وتبتعد الصحراء عن الأرض، والملح عن الماء، مثلما يكون قد تمَّ إبعاد العنف عن السكان(؟!!) وتأمن لهم مزيد من الغذاء!! ولنلاحظ هنا: البحث والتطوير في هذه الشؤون هما أيضاً بقيادة (إسرائيلية/ أميركية مشتركة)!! ولكن، لو أننا سألنا الجنرال: هل بلاد العرب غارقة في مشكلة التصحر فعلاً؟! ثم ما هو دور العلم- في وظائفه الإمبريالية- في تخريب مناخ الكرة الأرضية؟!.. فهل سيجيبنا بأن (العلم الصهيوني!) المشرب بروحية التلمود، هو وحده القادر على تحقيق (نصر كوني!) في قضايا بيئية صارت تهدد بالكارثة الإيكولوجية الشاملة؟!
نحن نعرف أنه لافائدة من محاورة الجنرال في أي شيء من هذه القضايا أوسواها . فالمطلوب: استسلام سياسي، وعلمي، وتكنولوجي، ومالي، من قبل العرب للصهاينة وحلفائهم.. استسلام كلي تحت (نمط سلام!) يصير العرب فيه جزءاً من الديكور، ليس أكثر! فوراء أي (جزرة) ستركض المنطقة؟! وهل نرى- فصلاً بعد آخر- غير تلك (التمارين البائخة في اللاجدوى) التي يتعمد أن يغرقنا بها هذا الجنرال المستوطن الذي تحول، هكذا، بسرعة غريبة إلى مبشر يطلب الاقتناع بما يقوله تحت تهديد أنه بإمكانه أن يحول كل المنطقة إلى مقبرة؟!!
-5- في سهرة جمعتني مصادفة بعميد كلية الهندسة في جامعة عمان سألني ذلك الرجل الرصين الذي بدالي مستغرقاً في عمله العلمي الأكاديمي وحده- ولم تكن (صفقة سلام العربة) قد وقّعت بعد:
-هل تعتقد أن إسرائيل ستشن حروباً على العرب من أجل المياه؟!وقلت وقتها مجيباً على هذا السؤال الذي بدالي جوهرياً رغم (عقجة) غالبية العرب وقتها بمؤتمر الدار البيضاء ورجعة عرفات إلى (مخترته) في أريحا:
-إسرائيل ستحارب تحت أية ذريعة، حتى لو تم لها كل ما تريده الآن.. فطبيعة وجودها متأسسة على ذلك، وكل عربي لن ترى فيه الصهيونية إلا خصماً يجب تصفيته، أو (معاوناً) يجب (إخلاؤه!) حين تنتهي مهمته!!
والمياه، حيث يدعي الجنرال مقدرة دولته على تحليتها، ستظل موضوع إبتزاز صهيوني لغاية إفقار العرب وإرباكهم وإعاقة مشاريعهم التنموية مادامت (اسرائيل!) متفوقة عسكرياً.. أي مادام النمط الحضاري الرأسمالي سائداً ومهيمناً!
لقد قامت تلك الدولة الاستيطانية منذ الخمسينيات بسرقة كل ما استطاعت سرقته من المياه العربية بحجة (أمنها) الذي يبدو أنه مثل أمن حليفتها أميركا: أمناً لاحدود له!!.. فما الذي يمكن إذاً لقارئ كتاب الجنرال أن يتوقع وجوده من أفكار في فصله الذي يحمل عنوان: (المياه الحية)؟!
كعادته، يبدأ الجنرال بكلمات قليلة عامة عن موضوعه: نزاعات العالم حول المياه، مكانة المياه في حضارات الشرق الأوسط القديمة.. ثم يفقز إلى تعداد الأسباب التي أدت إلى افتقار المنطقة للمياه ويحصرها بمايلي:
1- الظواهر الطبيعية (يعني تغيرات المناخ) -2- الزيادة السريعة في عدد السكان (العرب بالطبع)!-3- الاستغلال الخاطئ -4- والسياسة التي تفتقر إلى الترشيد المطلوب (وهاتان النقطتان الأخيرتان يمكن دمجهما في واحدة، ويعني بهما العرب وحدهم ليس غير!). والجنرال غير معني بالأسباب التي ساعدت على تغيرات المناخ عالمياً، فهذا يجعل إعادة النظر في جوهر فعالية الرساميل العالمية، التي دمرت حتى (الغابة الاستوائية)، نوعاً من الضرورة الفاضحة التي يهمه ألا يقاربها!
وعليه، فإنه يصب جهده على مسألتي: تزايد السكان، وخطأ استغلال المياه من قبل العرب. والجنرال يرى أن (معدلات التزايد السكاني لاتتناسب مع معدلات الزيادة في الإنتاج الغذائي الأمر الذي يزيد من حدّةِ الفقر.. في وقت تتضاءل فيه رقعة المياه.. وتزداد نوعيتها سوءاً) ص142 وذلك قد أوجد (دائرة شريرة) في المنطقة -وبالطبع ليس لعملية استيطانهم وتوابعها أية صلة "بدائرة الشر" هذه، كما يسميها!!- (والطريقة الوحيدة لكسر هذه الدائرة الشريرة تكمن في تغيير القيم الفكرية الأساسية وبناء بنية تحتية اقتصادية.. من خلال التحديث السريع، وعملية الدمقرطة التي تضع مسؤولية الأجيال القادمة في أيدينا لافي علم الغيب)ص 142. وقد رأينا قبلاً ماذا يعني الجنرال بعبارات من نوع (تغيير القيم الفكرية الأساسية.. التحديث.. العملية الديموقراطية) الأمر الذي يجعل شرحها مجدداً نوعاً من اللغو غير المجدي!.. ولكن الملاحظ أن صاحبنا يصر دائماً على استخدام "فهلويته" في خلق مقدمات ناقصة ومزيفة ومطوعة كي يوصل قارئه إلى حيث يريده أن يصل! لقد أبلغنا أن هناك دائرة شر-نحن الذين صنعناها!- وقد حان الوقت لحلها... وعلى طريقته طبعاً!! فلننظر إذاً إلى أين يريد هذا الجنرال المبشر الفهلوي أن يصل!
إن الجنرال يضرب مثالين عن مشكلة المياه وعلاقة الزيادة السكانية، وسوء الاستخدام بها.. الأول من مصر، والثاني من سورية.
ومشكلة مصر خطرة، فجفاف اثيوبيا والتبخر أضعفا قدرة السد العالي.. وأصبحت الأرض الزراعية، المحدودة أصلاً ، نادرة. وذلك في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد السكان بسرعة ( والمطلوب هو العمل على تطوير البنية التحتية في قطاعات الصناعة والنقل والسياحة، والتحرك باتجاه المكننة الزراعية) لحل المشكلة / ص143/ وفي الوقت ذاته(هناك حاجة..لإقامة طرق ترشيدية في البلدان الثلاثة الأشد تأثراً بالمشكلة وهي مصر والسودان وأثيوبيا) ص143 والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: ماالذي يوجب على هذه الدول المتأثرة بالمشكلة أن تدخل (إسرائيل!) في حلها؟!..
وإذا كان (العلم الصهيوني) يمتلك وحده القدرة على هذا الحل، أما كان الجنرال يتباهى، في فصل الحزام الأخضر، بذلك التعاون بين "دولته" ومصر بخصوص "أبحاث التصحر" والمشاريع التعاونية المرتبطة بها؟! فأين هي النتائج إذاً؟!!
إن الجنرال يطمح إلى أن يزج أنف"دولته" بعيداً جداً عن "حدودها!" وربما بحجة الحفاظ على " أمنها"، من يدري؟!
أما بالنسبة لمشكلة سورية- حسب الجنرال- فهو يقول: (سورية تعاني بدورها من مشكلة مشابهة حيث تعتبر الحلقة الأضعف في المثلث الذي يشكل حوض دجلة والفرات مع كل من العراق وتركيا. والواقع أن البيئة في هذه المنطقة تتعرض لعملية تدمير متواصلة نتيجة التزايد في عدد السكان وسوء استخدام مصادر المياه)ص 143.
إن الجنرال هنا لايشير بتاتاً إلى السبب الحقيقي لمشكلة المياه في سورية وهو: إنشاء السدود التركية- ربما بتواطؤ مع دولته!!- حتى كادت الإدارة التركية تسلب الحق الطبيعي التاريخي لسورية في مياه الفرات وللعراق في مياه النهرين، وتخلق مشكلة قد تجر إلى مالاتحمد عقباه بادعائها أن من حقها بيع الماء للعرب كما يبيعون هم نفطهم!! والجنرال سيعود إلى هذه الفكرة ذاتها قريباً، مما يشيرإلى الضلوع الفعلي "لدولته!" في محاولات وعمليات الابتزاز التركية!
على أن هدف الجنرال لن يكتمل إظهاره مالم نأخذ بالحسبان ذلك الشاهد الذي سيسوقه مباشرة بعد قولته السابقة. يكمل الجنرال قائلاً: (طبقاً لدراسة قام بها البروفسور أمنون صوفر من جامعة حيفا فإن بلدان المنطقة يسيطر عليها جنون المشاريع التنموية التي تحتاج إلى الاستغلال الكامل لمياه الأنهار والجداول بهدف زيادة الإنتاج الغذائي، ولهذا تنتشر عملية إشادة السدود على حساب حقوق واحتياجات الدول المجاورة وعلى حساب نوعية المياه. إضافة إلى ذلك فإنه تم استخدام أكثر مما يجب من المياه الجوفيه من الأراضي الواقعة على طول السواحل السورية والإسرائيلية و المصرية والليبية. والمأساة هنا أن عملية التطوير الزائدة عن الحاجة هذه ، والتي تحمل في طياتها مخاطر المواجهة العسكرية، لاتحل المشكلة إن لم تساعد على زيادة حدتها) ص143-144
ولندقق في هذه الأقوال، مع ملاحظة أنها تأتي في سياق عرض (المشكلة السورية!) إن سياق هذه الأقوال يوحي باستبعاد تركيا كلياً من قصة (جنون المشاريع التنموية!) إلا باعتبار سدودها الاثنين والعشرين وسيلة هامة للضغط على العرب، وهنا: على سورية تحديداً!.. إن السياسات العدوانية الشاملة ضد العرب تتضمن تجويعهم- بكل الوسائل!- لتركيعهم! ولذلك فالسياق يوحي بأن سورية هي المعنية وحدها بعبارة (يسيطر عليها جنون المشاريع التنموية)! فهل هناك عاقل يقتنع بأن (اسرائيل)! مهتمة بألا تحجب تركيا مياه الفرات عن سورية؟!.. لانظن! ولذلك، فسورية هي التي لاتحسب (حساب حقوق واحتياجات الدول المجاورة) في مشروعات سدودها! أما من هي هذه الدول المجاورة، فهي بالطبع: "اسرائيل"!! وهذا يحمل (مخاطر المواجهة العسكرية) في طياته، إذ بعد أسطر قليلة سيشير الجنرال إلى مثل ذلك قائلاً: (مثل هذا الموقف قد يجر البلدان إلى حافة الحرب من جديد كما حصل في قضية محاولة تغيير مجرى نهر الأردن من قبل سورية وكان ذلك أحد أسباب حرب 1967)ص144 إنها نبرة التهديد ونفير الحرب. ولكن، ضد من ؟.. إن خريطة العلاقات السياسية في المنطقة، وقت أن كتب الجنرال كتابه هذا، لا تترك أي خيار سوى خيار الحرب العدوانية على سورية من قبل"دولة!" الجنرال. فسورية هي وحدها المعنية- على مايبدو- بذلك القول الوارد في دراسة أمنون صوفر: (جنون المشاريع التنموية)! والمنطق الصهيوني لدى الجنرال "لايسمح!" لسورية بهذا، بينما يبيح له هو أن يتبجح بأن "إسرائيله العزيزة!!" قد ضاعفت إنتاجها الزراعي اثني عشر ضعفاً خلال ربع قرن! ولابد أنهم قد جلبوا المياه معهم من البلدان التي كانوا فيها قبل بدء عملية الاستيطان!.. إلا إذا كانوا قد اعتدوا على المياه العربية وسرقوها مثلما سلبوا الأرض من سكانها واستوطنوها!!.. والآن، يهددون بالحرب نتيجة التصرف بالمياه بطريقة لاتراعي (حسن الجوار!!) معهم! فما الذي نطلبه إذاً من اعوجاج المنطق الصهيوني أكثر من ذلك؟!!
ولكن متى ألفنا من المنطق الصهيوني غير هذا الاعوجاج العدواني القائم على التزوير؟! غير أن الجنرال- إذ يستنفر أبواق الحرب- يقصد في الحقيقة شيئاً آخر: يقصد إبراز ضرورة"التفاهم!" مع دولته على "النظام الاقليمي" وفق شروطها وحدها. يقول صاحبنا: (إن الحروب التي نشبت حول المياه لم تحل أياً من مشاكلها. فما من حرب قادرة على تغيير المعطيات الجغرافية. فالصحراء تغطي 60% من اسرائيل و70%من سورية و85% من الأردن و90% من مصر. وعليه، فإن النقص في المياه يحتاج إلى تغيير جذري في السياسة بين دول المنطقة.. والمياه في الشرق الأوسط هي ملك للمنطقة . ولعل المياه، أكثر من أي قضية أخرى، تعتبر دليلاً على مدى الحاجة لإقامة نظام إقليمي)..الخ- ص145 وبعد ذلك يعرض خططه لتوزيع المياه- بعدالة!- في الشرق الأوسط، واستنادا إلى ماتطرحه تركيا عن بيع المياه للعرب- كما يبيعون هم النفط!- وذلك عبر خطوط أنابيب تنقل المياه إلى البلدان العربية التي تعاني من الشح فيها. و(غياب السلام بين اسرائيل وجيرانها(!!) خاصة الفلسطينيين) هو الذي أعاق المشروع الذي قبلته الدول العربية عام 1987.. لكن هذا المشروع لن يكون من الناحية الاقتصادية أفضل من محطات التقطير. وإقامة هذه وذاك متوقفة على الرضا والعلم الصهيوني/ الإمبريالي المشترك!!
وهكذا، كل شيء يعود بنا إلى نقطة البدء التي هي ملخص مشروع الهيمنة الصهيونية على المنطقة: إلى النظام الإقليمي الذي إن لم يوافق العرب على إقامته بالشروط الصهيونية، فإنهم يجازفون بتحويل بلدانهم إلى مقبرة كبرى! والترسانة النووية الصهيونية جاهزة لذلك!! أوليست هذه هي الإجابة على سؤال الصديق عميد كلية الهندسة في جامعة عمان؟!! وتلك هي عدالة القرد في قصة "الجبنة"! فأية تمارين في اللاجدوى تفوق مثل هذه المحاورات الصهيونية التي تحاول أن تتموه جيداً بكلمة "سلام"؟!
المصدر:الملف برس
وكالات:
ربما يكون "فرض التصحّر" على أراضي العرب، الحرب الأشد هولاً من تهديدات إسرائيل بشن حرب نووية، تحوّل الشرق الأوسط الى مقبرة كبرى!. وفي سياق ذلك، تدعم إسرائيل خطة تركية لبيع مياه نهري دجلة والفرات عبر خطوط أنابيب شبيهة بأنابيب النفط!. ويقول شمعون بيريز "مهدداً" إن مشاريع سدود المياه، تدفع المنطقة الى حافة الحرب. وهو يعني بذلك إن إسرائيل تقرن دائماً بين "قدرة العرب على العيش" بقدرتهم على الرضوخ لمنطق "السلام" مع إسرائيل. ويقول مؤلف كتاب "رقصة الشيطان" إن المياه ستظل موضوع ابتزاز العرب، لإفقارهم وإعاقة مشاريعهم التنموية، ما دامت إسرائيل "متفوقة" عسكرياً. ولهذا فإن اليهود التلموديين ضالعون في محاولات الابتزاز التركية لحرمان سوريا والعراق من المياه.
الجزء 15
إن غايتَيْ الجنرال بيريز-كما سبق لنا تحديدهما- لهما أشد بروزاً في هذه (النتيجة) التي تخبئ شيئاً! فالجنرال يفترض-كتحصيل حاصل- أن السلام لابد أن يؤدي، وبالقوة، إلى بناء (النظام الاقتصادي الإقليمي). ومن هنا فهو يحدد للجهات المعنية ، أي لمؤسسات الدول الرأسمالية التي ستستثمر أموالها هنا على طريقته، في أربعة مجالات لسنا بصدد ما هو أكثر من تعدادها: 1-مجال القرار السياسي -2-المجال الإداري -3-المجال المصرفي -4- المجال التشغيلي. والأخير يعني- وراء تضليله اللفظي المتعمد- مبادرة الشركات في المناطق الرأسمالية الكبرى الثلاث: أوربا، أميركا، اليابان، إلى (الشغل والتشغيل!!) سواء كانت ذات طابع قومي محض أم كانت شركات فوق قومية!!
ويطمئن الجنرال الجميع بعد هذا كله إلى أن الأسواق أصبحت اليوم (أكثر أهمية تقريباً من السياسات)!.. وإلى أن شخصيات سياسية بارزة عالمية ومنظمات تجارية كبرى سترحب وتدعم (شرقه الأوسط الجديد)!! وسيجري الاهتمام البالغ، من قبل تلك الشخصيات والمؤسسات، بالتجارة-أي بفتح الأسواق العربية لما تحتاجه وما لاتحتاجه!- وبطرق المواصلات التي ستؤمن حركة نقل البضائع المستوردة والسياح أيضاً!.. وهذا هو كل شيء!! إنه كل ما يلزم ضد الأسلحة النووية- باستثناء ترسانة دولته طبعاً!- وضد الأصولية!!! ويبدو أن الجنرال قد تعب من المواربة فها هو يصرح للمرة الأولى بكلمة صدق:
( بصورة عملية، إن للدول المتطورة مصلحة سياسية واقتصادية عظيمة في الشرق الأوسط، إذ تستثمر أميركا حصة الأسد من معونتها الخارجية هنا) ص122 لكن المعول عليه ليس (الاتفاقيات السياسية والقرارات الحكومية)، بل يعتمد النجاح الكامل لخططه كلها(على استجابة الشركات الأميركية والأوربية والآسيوية الخاصة)ص124 وبعد هذا كله يأتي ما هو الأهم: إنه المشاورات والاتفاقات الشفهية- وربما غير الشفهية، من يدري؟!- التي قام بها، هو الجنرال بيريس، مع (الشخصيات العالمية) بخصوص مساهمات دولها ومنظماتها في مخططاته حول "الشرق الأوسط الجديد" .. وذلك، بالطبع، نيابة عن جميع الأطراف في هذا "الشرق الأوسط!" سواء كانوا راضين أم رافضين! وماذا يهمه هو رضى بقية الأطراف أو رفضها، مادام يعتبر أنه-باسم الدولة الصهيونية التي يمثلها- هو المنتصر، والقادر بقوة ترسانته النووية أن ينصّب نفسه قائداً للعملية يفرض فيها ما يشاء، ويلغي ما يشاء؟!!
ولنعدد:
1- ميتران الذي لايفهم شيئاً في الأمور الاقتصادية- ولنقل إذاً: مستشاره الصهيونيّ لشؤون الاقتصاد "جاك أتّالي"- وعده، هو بيريس، بأن يقوم بنك الاستثمار الأوربي بتوظيف مليار وحدة نقد أوربية (=نحو 1.3 مليار دولار) في مجالات المواصلات وتحلية المياه!.. تم ذلك عند زيارة ميتران لـ "اسرائيل!"!
2- في محادثة له مع هلموت كول مستشار المانيا، اقترح هو على المستشار (تخفيض البطالة الألمانية) راجع ص 124-125 (بتطوير أسواق جديدة في الشرق الأوسط)، وسرّ المستشار للفكرة!.. وتناقشا معاً في (نموذج المساعدة الأميركية لامتصاص المهاجرين الروس في أوربا) كمثال تقدم فيه أوربا (ضمانات مماثلة للشركات الأوربية المستثمرة في الشرق الأوسط) وبذلك يتمُّ حل المشكلات الخاصة بأوربا ( في الوقت الذي تستطيع فيه أيضاً مساعدة الشرق الأوسط الجديد). ولانظن نحن أن مثل هذه الأقوال تحتاج إلى أي تعليق!
3-تحدث ، هو الجنرال بيريس، مع جاكسون ديلورز رئيس لجنة المجموعة الأوربية وكان مهتماً أساساً بثلاثة مجالات: إقامة محطة للطاقة، مشاريع تحلية المياه، شن حرب على التصحر. وطلب من مساعديه إعداد مخططات تفصيلية لهذه الأعمال التعاونية!
4- وارن كريستوفر وزير خارجية أميركا أخبر بيريس بمبادرته الخاصة، وهي أن على الشركات الأميركية أن تأخذ على عاتقها الجزء الأكبر ( من هذه المهمة العملاقة). ولهذا دعت وزارة الخارجية 50 مديراً من مدراء الشركات الأميركية الكبرى ليضعوا تصورات تفصيلية ( لاحتياجات الشرق الأوسط) ص126- ولكم أن تتخيلوا: في جيوب من ستصب محصلة هذا الاحتياجات!! ولكن لماذا التخيل؟! لنقرأ فقط هذا التعداد "لمصادر التمويل" في حلم (النظام الشرق أوسطي)، أو لنقل: تعداد الجهات المستثمرة، ومن فم الجنرال نفسه. وليس علينا إلا أن نضع المعدودين على خلفية " معنى الاستثمار" إمبريالياً، ومدى تغلغل الرساميل الشايلوكية في شبكة علاقات الأوليغارشيات المالية العالمية:
1-( تستطيع المؤسسات والشركات الكبرى في العالم أن تساعدنا في تحقيق حلمنا. وبمساعدتها لنا تكون قد ساعدت نفسها أيضاً)!ص127
2- (لا يوجد أدنى شك في أنه سيكون ممكناً الحصول على المساعدة من المصادر الموجودة مثل: البنك الدولي، وبنك الاستثمار الأوروبي، والبنوك الخاصة) ص127 .. والبنك الدولي لايراه الجنرال مصدراً مفيداً في الظروف الراهنة. فهو ( هيئة مرهقة وبطيئة العمل) ص 128- وفوق ذلك لايمكن لا للفلسطينيين ولا لمصر ولا "لإسرائيل" أن يستفيدوا من هذا البنك، ولكلٍّ أسبابه!( ولهذا... يبدو أن إسرائيل مع الأردن والفلسطينيين ومصر، وهم شركاء السلام الرئيسون، يجب أن يقيموا في القريب العاجل مؤسستهم المالية الخاصة) ص128.
3-( أما الدعم من الدول خارج المنطقة- وهذا يعني ديوناً دولية(* - فيجب أن يأخذ شكلين: أولاً يجب وضع عدة ملايين من الدولارات كرأسمال.. والشكل الثاني سيكون في شكل ضمانات على السندات المدمجة والمباعة في أسواق المال الدولية)ص129.
هذه هي المصادر الرئيسية الثلاثة التي سيضيف إليها الجنرال لاحقاً ماسيتوفر- بعد زمنٍ كاف من توقيع اتفاقيات السلام والاتفاقات الثانوية التي "يجب" أن تتضمنها، كما يقول- من توفيرات خفض نفقات التسلح، إضافة إلى مساهمة الدول المنتجة للنفط بنسبة 1% من دخلها للتطوير الإقليمي.. إلى آخره، إلى آخره!
ويظل الجنرال يدور في الأفكار ذاتها مضيفاً لمسة هنا ولمسة هناك كي "نقتنع" فقط بأنه لا دور لنا إلا أن نكون "موضوعاً للنهب" من طراز جديد، وبقيادة صهيونية!.. ألم نقل إن كل أقوال الجنرال المكرورة ليست إلا (تمارين في اللاجدوى)؟!
-4-
في بداية فصله الثامن المعنون بـ (الحزام الأخضر) يؤكد الجنرال على أن(استخدام المياه سوف يكون موضوعاً سياسياً رئيسياً في منطقة الشرق الأوسط) ص133 وهو كان قد أكد مراراً على أن " تحلية المياه" وتكريرها هما من أجل إنتاج غذاء كاف لنا نحن العرب. هنا ستدخل "التكنولوجيا الحديثة" (التي توفر تطبيقات عملية للمكتشفات العلمية، تتراوح من الري المنظم بواسطة الكومبيوتر إلى إنتاج الأغذية في مربع لاماء فيه) ص133-134 وهنا يحدثنا الجنرال عن عبقرية "إنتاجهم!" المضاعف ثلاث مرات للحليب من أبقارهم.. إلى آخره!! تلك الأبقار التي قلنا قبلاً: إنها ربما تعامل وتتغذى وفق "تكنولوجيا" الأسرار القبالية التلمودية!! ويضيف الجنرال إلى ذلك أفكاراً- لاتقل عبقرية!- عن تطوير أنواع جديدة من الأغذية البرية والبحرية، لينتقل إلى التوكيد على أنه( في مستهل المرحلة الجديدة من حياتنا ربما يكون أكبر إنجاز علمي واعد هو ميدان البيوتكنولوجي- تكنولوجيا التقنية الحيوية-) ص135 ويستمرئ تعداد أصناف المنتوجات التي يمكن تحقيق الوفرة منها إذا ما استخدم ذلك " الإنجاز العلمي" الذي يكاد يهم بإيهامنا أنه هو وحده من سمع بوجوده في ميدان العلم العالمي الحديث! ويمر بعد ذلك على الإمكانيات المتاحة في استخدام (نظرية الوراثة من أجل إنتاج كميات كافية من النباتات والحيوانات) ص136 كيما يقفز من جديد إلى "الفتوحات!" التي أنجزتها " دولته!" في (استخدام الأبحاث الأساسية والتطبيقية في الزراعة والتصحر. فقد تمكنت من زيادة دخلها الزراعي حوالي اثني عشر ضعفاً خلال خمسة وعشرين عاماً، من 1950-1975، تقريباً دون زيادة الأرض الصالحة للزراعة. والتقدير هو أن 95% من الزيادة تحققت نتيجة العلم، التكنولوجيا ، والتخطيط. وهي - أي دولته!- مستعدة لوضع معرفتها تحت تصرف جيرانها، ليس من قبيل حب الغير، ولكن لأننا نعيش جميعاً في هذه المنطقة ، ويتوجب علينا أن يساعد بعضنا بعضاً من أجل التغلب على الصعوبات التي تفرضها الطبيعة)!ص137 وإذا تذكرنا تهديده السابق بإمكانية تحويل الشرق الأوسط إلى مقبرة كبرى في أول حرب مقبلة، وقارنا ذلك بمعنى المساعدة هنا- أي بتسليمهم قيادتنا معرفياً وتكنولوجياً ومالياً- مع استمرارهم اليومي في خلق واختلاق مسببات الحرب، وتعطيل حتى (صفقات السلام/ صفقة أوسلو خصوصاً).. فإنه سيتوضح لنا المعنى التهديدي الكامن وراء هذا التبجح بما يدعيه من تقدم تكنولوجي لدولته الاستيطانية!!
وخلاصة القول، في كل الصفحتين اللاحقتين اللتين ينهي بهما حديثه عن هذا (الحزام الأخضر) الذي يبدو غريباً جداً على كل من لديه بعض الإلمام بجغرافية الوطن العربي، هو التالي: يستطيع العرب أن يستفيدوا مما تم إنجازه- وفقاً للعلم الصهيوني- في تطوير صحراء النقب ووادي عربة، فيطوروا بذلك (صحراواتهم) والحياة الحيوانية فيها. (والبحث والتطوير يجب أن ينظم على أسس متعددة الأطراف باستخدام ثلاثة مراكز أبحاث: واحد في اسرائيل، وواحد في الولايات المتحدة، وواحد في دولة عربية، كما يتقرر من قبل المؤسسات الأكاديمية وثيقة الصلة) ص138وبذلك يمكن الانتصار على الجفاف والتصحر الذي لايتوقف!! وهكذا يكتسب الشرق الأوسط لونه الأخضر، وتبتعد الصحراء عن الأرض، والملح عن الماء، مثلما يكون قد تمَّ إبعاد العنف عن السكان(؟!!) وتأمن لهم مزيد من الغذاء!! ولنلاحظ هنا: البحث والتطوير في هذه الشؤون هما أيضاً بقيادة (إسرائيلية/ أميركية مشتركة)!! ولكن، لو أننا سألنا الجنرال: هل بلاد العرب غارقة في مشكلة التصحر فعلاً؟! ثم ما هو دور العلم- في وظائفه الإمبريالية- في تخريب مناخ الكرة الأرضية؟!.. فهل سيجيبنا بأن (العلم الصهيوني!) المشرب بروحية التلمود، هو وحده القادر على تحقيق (نصر كوني!) في قضايا بيئية صارت تهدد بالكارثة الإيكولوجية الشاملة؟!
نحن نعرف أنه لافائدة من محاورة الجنرال في أي شيء من هذه القضايا أوسواها . فالمطلوب: استسلام سياسي، وعلمي، وتكنولوجي، ومالي، من قبل العرب للصهاينة وحلفائهم.. استسلام كلي تحت (نمط سلام!) يصير العرب فيه جزءاً من الديكور، ليس أكثر! فوراء أي (جزرة) ستركض المنطقة؟! وهل نرى- فصلاً بعد آخر- غير تلك (التمارين البائخة في اللاجدوى) التي يتعمد أن يغرقنا بها هذا الجنرال المستوطن الذي تحول، هكذا، بسرعة غريبة إلى مبشر يطلب الاقتناع بما يقوله تحت تهديد أنه بإمكانه أن يحول كل المنطقة إلى مقبرة؟!!
-5- في سهرة جمعتني مصادفة بعميد كلية الهندسة في جامعة عمان سألني ذلك الرجل الرصين الذي بدالي مستغرقاً في عمله العلمي الأكاديمي وحده- ولم تكن (صفقة سلام العربة) قد وقّعت بعد:
-هل تعتقد أن إسرائيل ستشن حروباً على العرب من أجل المياه؟!وقلت وقتها مجيباً على هذا السؤال الذي بدالي جوهرياً رغم (عقجة) غالبية العرب وقتها بمؤتمر الدار البيضاء ورجعة عرفات إلى (مخترته) في أريحا:
-إسرائيل ستحارب تحت أية ذريعة، حتى لو تم لها كل ما تريده الآن.. فطبيعة وجودها متأسسة على ذلك، وكل عربي لن ترى فيه الصهيونية إلا خصماً يجب تصفيته، أو (معاوناً) يجب (إخلاؤه!) حين تنتهي مهمته!!
والمياه، حيث يدعي الجنرال مقدرة دولته على تحليتها، ستظل موضوع إبتزاز صهيوني لغاية إفقار العرب وإرباكهم وإعاقة مشاريعهم التنموية مادامت (اسرائيل!) متفوقة عسكرياً.. أي مادام النمط الحضاري الرأسمالي سائداً ومهيمناً!
لقد قامت تلك الدولة الاستيطانية منذ الخمسينيات بسرقة كل ما استطاعت سرقته من المياه العربية بحجة (أمنها) الذي يبدو أنه مثل أمن حليفتها أميركا: أمناً لاحدود له!!.. فما الذي يمكن إذاً لقارئ كتاب الجنرال أن يتوقع وجوده من أفكار في فصله الذي يحمل عنوان: (المياه الحية)؟!
كعادته، يبدأ الجنرال بكلمات قليلة عامة عن موضوعه: نزاعات العالم حول المياه، مكانة المياه في حضارات الشرق الأوسط القديمة.. ثم يفقز إلى تعداد الأسباب التي أدت إلى افتقار المنطقة للمياه ويحصرها بمايلي:
1- الظواهر الطبيعية (يعني تغيرات المناخ) -2- الزيادة السريعة في عدد السكان (العرب بالطبع)!-3- الاستغلال الخاطئ -4- والسياسة التي تفتقر إلى الترشيد المطلوب (وهاتان النقطتان الأخيرتان يمكن دمجهما في واحدة، ويعني بهما العرب وحدهم ليس غير!). والجنرال غير معني بالأسباب التي ساعدت على تغيرات المناخ عالمياً، فهذا يجعل إعادة النظر في جوهر فعالية الرساميل العالمية، التي دمرت حتى (الغابة الاستوائية)، نوعاً من الضرورة الفاضحة التي يهمه ألا يقاربها!
وعليه، فإنه يصب جهده على مسألتي: تزايد السكان، وخطأ استغلال المياه من قبل العرب. والجنرال يرى أن (معدلات التزايد السكاني لاتتناسب مع معدلات الزيادة في الإنتاج الغذائي الأمر الذي يزيد من حدّةِ الفقر.. في وقت تتضاءل فيه رقعة المياه.. وتزداد نوعيتها سوءاً) ص142 وذلك قد أوجد (دائرة شريرة) في المنطقة -وبالطبع ليس لعملية استيطانهم وتوابعها أية صلة "بدائرة الشر" هذه، كما يسميها!!- (والطريقة الوحيدة لكسر هذه الدائرة الشريرة تكمن في تغيير القيم الفكرية الأساسية وبناء بنية تحتية اقتصادية.. من خلال التحديث السريع، وعملية الدمقرطة التي تضع مسؤولية الأجيال القادمة في أيدينا لافي علم الغيب)ص 142. وقد رأينا قبلاً ماذا يعني الجنرال بعبارات من نوع (تغيير القيم الفكرية الأساسية.. التحديث.. العملية الديموقراطية) الأمر الذي يجعل شرحها مجدداً نوعاً من اللغو غير المجدي!.. ولكن الملاحظ أن صاحبنا يصر دائماً على استخدام "فهلويته" في خلق مقدمات ناقصة ومزيفة ومطوعة كي يوصل قارئه إلى حيث يريده أن يصل! لقد أبلغنا أن هناك دائرة شر-نحن الذين صنعناها!- وقد حان الوقت لحلها... وعلى طريقته طبعاً!! فلننظر إذاً إلى أين يريد هذا الجنرال المبشر الفهلوي أن يصل!
إن الجنرال يضرب مثالين عن مشكلة المياه وعلاقة الزيادة السكانية، وسوء الاستخدام بها.. الأول من مصر، والثاني من سورية.
ومشكلة مصر خطرة، فجفاف اثيوبيا والتبخر أضعفا قدرة السد العالي.. وأصبحت الأرض الزراعية، المحدودة أصلاً ، نادرة. وذلك في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد السكان بسرعة ( والمطلوب هو العمل على تطوير البنية التحتية في قطاعات الصناعة والنقل والسياحة، والتحرك باتجاه المكننة الزراعية) لحل المشكلة / ص143/ وفي الوقت ذاته(هناك حاجة..لإقامة طرق ترشيدية في البلدان الثلاثة الأشد تأثراً بالمشكلة وهي مصر والسودان وأثيوبيا) ص143 والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: ماالذي يوجب على هذه الدول المتأثرة بالمشكلة أن تدخل (إسرائيل!) في حلها؟!..
وإذا كان (العلم الصهيوني) يمتلك وحده القدرة على هذا الحل، أما كان الجنرال يتباهى، في فصل الحزام الأخضر، بذلك التعاون بين "دولته" ومصر بخصوص "أبحاث التصحر" والمشاريع التعاونية المرتبطة بها؟! فأين هي النتائج إذاً؟!!
إن الجنرال يطمح إلى أن يزج أنف"دولته" بعيداً جداً عن "حدودها!" وربما بحجة الحفاظ على " أمنها"، من يدري؟!
أما بالنسبة لمشكلة سورية- حسب الجنرال- فهو يقول: (سورية تعاني بدورها من مشكلة مشابهة حيث تعتبر الحلقة الأضعف في المثلث الذي يشكل حوض دجلة والفرات مع كل من العراق وتركيا. والواقع أن البيئة في هذه المنطقة تتعرض لعملية تدمير متواصلة نتيجة التزايد في عدد السكان وسوء استخدام مصادر المياه)ص 143.
إن الجنرال هنا لايشير بتاتاً إلى السبب الحقيقي لمشكلة المياه في سورية وهو: إنشاء السدود التركية- ربما بتواطؤ مع دولته!!- حتى كادت الإدارة التركية تسلب الحق الطبيعي التاريخي لسورية في مياه الفرات وللعراق في مياه النهرين، وتخلق مشكلة قد تجر إلى مالاتحمد عقباه بادعائها أن من حقها بيع الماء للعرب كما يبيعون هم نفطهم!! والجنرال سيعود إلى هذه الفكرة ذاتها قريباً، مما يشيرإلى الضلوع الفعلي "لدولته!" في محاولات وعمليات الابتزاز التركية!
على أن هدف الجنرال لن يكتمل إظهاره مالم نأخذ بالحسبان ذلك الشاهد الذي سيسوقه مباشرة بعد قولته السابقة. يكمل الجنرال قائلاً: (طبقاً لدراسة قام بها البروفسور أمنون صوفر من جامعة حيفا فإن بلدان المنطقة يسيطر عليها جنون المشاريع التنموية التي تحتاج إلى الاستغلال الكامل لمياه الأنهار والجداول بهدف زيادة الإنتاج الغذائي، ولهذا تنتشر عملية إشادة السدود على حساب حقوق واحتياجات الدول المجاورة وعلى حساب نوعية المياه. إضافة إلى ذلك فإنه تم استخدام أكثر مما يجب من المياه الجوفيه من الأراضي الواقعة على طول السواحل السورية والإسرائيلية و المصرية والليبية. والمأساة هنا أن عملية التطوير الزائدة عن الحاجة هذه ، والتي تحمل في طياتها مخاطر المواجهة العسكرية، لاتحل المشكلة إن لم تساعد على زيادة حدتها) ص143-144
ولندقق في هذه الأقوال، مع ملاحظة أنها تأتي في سياق عرض (المشكلة السورية!) إن سياق هذه الأقوال يوحي باستبعاد تركيا كلياً من قصة (جنون المشاريع التنموية!) إلا باعتبار سدودها الاثنين والعشرين وسيلة هامة للضغط على العرب، وهنا: على سورية تحديداً!.. إن السياسات العدوانية الشاملة ضد العرب تتضمن تجويعهم- بكل الوسائل!- لتركيعهم! ولذلك فالسياق يوحي بأن سورية هي المعنية وحدها بعبارة (يسيطر عليها جنون المشاريع التنموية)! فهل هناك عاقل يقتنع بأن (اسرائيل)! مهتمة بألا تحجب تركيا مياه الفرات عن سورية؟!.. لانظن! ولذلك، فسورية هي التي لاتحسب (حساب حقوق واحتياجات الدول المجاورة) في مشروعات سدودها! أما من هي هذه الدول المجاورة، فهي بالطبع: "اسرائيل"!! وهذا يحمل (مخاطر المواجهة العسكرية) في طياته، إذ بعد أسطر قليلة سيشير الجنرال إلى مثل ذلك قائلاً: (مثل هذا الموقف قد يجر البلدان إلى حافة الحرب من جديد كما حصل في قضية محاولة تغيير مجرى نهر الأردن من قبل سورية وكان ذلك أحد أسباب حرب 1967)ص144 إنها نبرة التهديد ونفير الحرب. ولكن، ضد من ؟.. إن خريطة العلاقات السياسية في المنطقة، وقت أن كتب الجنرال كتابه هذا، لا تترك أي خيار سوى خيار الحرب العدوانية على سورية من قبل"دولة!" الجنرال. فسورية هي وحدها المعنية- على مايبدو- بذلك القول الوارد في دراسة أمنون صوفر: (جنون المشاريع التنموية)! والمنطق الصهيوني لدى الجنرال "لايسمح!" لسورية بهذا، بينما يبيح له هو أن يتبجح بأن "إسرائيله العزيزة!!" قد ضاعفت إنتاجها الزراعي اثني عشر ضعفاً خلال ربع قرن! ولابد أنهم قد جلبوا المياه معهم من البلدان التي كانوا فيها قبل بدء عملية الاستيطان!.. إلا إذا كانوا قد اعتدوا على المياه العربية وسرقوها مثلما سلبوا الأرض من سكانها واستوطنوها!!.. والآن، يهددون بالحرب نتيجة التصرف بالمياه بطريقة لاتراعي (حسن الجوار!!) معهم! فما الذي نطلبه إذاً من اعوجاج المنطق الصهيوني أكثر من ذلك؟!!
ولكن متى ألفنا من المنطق الصهيوني غير هذا الاعوجاج العدواني القائم على التزوير؟! غير أن الجنرال- إذ يستنفر أبواق الحرب- يقصد في الحقيقة شيئاً آخر: يقصد إبراز ضرورة"التفاهم!" مع دولته على "النظام الاقليمي" وفق شروطها وحدها. يقول صاحبنا: (إن الحروب التي نشبت حول المياه لم تحل أياً من مشاكلها. فما من حرب قادرة على تغيير المعطيات الجغرافية. فالصحراء تغطي 60% من اسرائيل و70%من سورية و85% من الأردن و90% من مصر. وعليه، فإن النقص في المياه يحتاج إلى تغيير جذري في السياسة بين دول المنطقة.. والمياه في الشرق الأوسط هي ملك للمنطقة . ولعل المياه، أكثر من أي قضية أخرى، تعتبر دليلاً على مدى الحاجة لإقامة نظام إقليمي)..الخ- ص145 وبعد ذلك يعرض خططه لتوزيع المياه- بعدالة!- في الشرق الأوسط، واستنادا إلى ماتطرحه تركيا عن بيع المياه للعرب- كما يبيعون هم النفط!- وذلك عبر خطوط أنابيب تنقل المياه إلى البلدان العربية التي تعاني من الشح فيها. و(غياب السلام بين اسرائيل وجيرانها(!!) خاصة الفلسطينيين) هو الذي أعاق المشروع الذي قبلته الدول العربية عام 1987.. لكن هذا المشروع لن يكون من الناحية الاقتصادية أفضل من محطات التقطير. وإقامة هذه وذاك متوقفة على الرضا والعلم الصهيوني/ الإمبريالي المشترك!!
وهكذا، كل شيء يعود بنا إلى نقطة البدء التي هي ملخص مشروع الهيمنة الصهيونية على المنطقة: إلى النظام الإقليمي الذي إن لم يوافق العرب على إقامته بالشروط الصهيونية، فإنهم يجازفون بتحويل بلدانهم إلى مقبرة كبرى! والترسانة النووية الصهيونية جاهزة لذلك!! أوليست هذه هي الإجابة على سؤال الصديق عميد كلية الهندسة في جامعة عمان؟!! وتلك هي عدالة القرد في قصة "الجبنة"! فأية تمارين في اللاجدوى تفوق مثل هذه المحاورات الصهيونية التي تحاول أن تتموه جيداً بكلمة "سلام"؟!
المصدر:الملف برس