العراق يحد من ظاهرة شراء البدلات العسكرية بهدف التمويه
آخر تحديث: الجمعة, 26 فبراير/ شباط, 2010, 19:48 GMT
جبريل جايتهاوس
بي بي سي نيوز، بغداد
شهدت صناعة البدلات العسكرية نموا مطردا
تتدلى من محل قيس إبراهيم للخياطة في بغداد جملة من القمصان المستخدمة في عمليات تمويه وتتفاوت ألوانها بين الأزرق الغامق والأزرق الخفيف بل وحتى اللون الأبيض وهي صالحة للاستخدام في مختلف إدارات الشرطة.
وهناك أيضا اللون الكاكي واللون الأخضر الغابوي اللذين تستخدمهما وحدات الجيش، ناهيك عن القمصان السوداء التي يرتديها الضباط. ويزداد الإقبال على هذه القصمان بسبب تزايد عدد أفراد قوات الشرطة والجيش وأجهزة الأمن المحلية العراقية لأن الجيش الأمريكي يستعد لسحب أعداد كبيرة من قواته من العراق.
وشهدت هذه الصناعة نموا مطردا إذ توفر بدلات لصالح مئات الآلاف من أفراد قوات الأمن والجيش المستخدمين في نقاط التفتيش وفي دوريات المراقبة في أرجاء البلد. لكن خلال الشهور الأخيرة شهدت بغداد هجمات كبيرة نفذها رجال كانوا يرتدون بدلات أفراد قوات الأمن. ومن ثم، بدأت السلطات العراقية في اتخاذ إجراءات مشددة للحد من هذه الظاهرة.
طلب من أرباب محلات الخياطة عدم بيع البدلات لأي كان
وقال إبراهيم "في الماضي، كان الجيش يستخدم لونا واحدا... لكن الآن كل واحد يختار لونه الذي يرغب فيه. أصنع بدلات لصالح الشرطة الوطنية وبنطلونات وقمصان لصالح الشرطة المحلية وبدلات لكل وحدات الجيش المختلفة سواء كانت القوات الجوية أو المشاة".
وهناك تنوع كبير في ملابس قوات الأمن إلى درجة أن أفراد الجيش والشرطة في نقاط التفتيش لا يستطيعون مجاراة التنوع القائم بحيث أن نمو صناعة البدلات أخذ يتفوق على النمو الذي تشهده صناعات أخرى.
تتفرع في منطقة توجد بها مقاهي الشيشة في وسط بغداد حارات ضيقة مخصصة بالكامل تقريبا لبيع مختلف البدلات التي تستخدمها قوات الأمن العراقية. وفي هذا الإطار، يقول أبو سجاد وهو في منتصف العشرينيات من عمره إن هذه التجارة جيدة. ويبيع بدلات مختلفة وبعض لوازم أفراد الأمن مثل حافظات المسدسات وسترات واقية.
لكن أرباب محلات الخياطة وأصحاب الأكشاك في بغداد طلب منهم التوقيع على تعهد بعدم بيع البدلات لأي كان باستثناء أفراد الشرطة وعناصر الجيش الموثوق بهم.
وأضاف أبو سجاد "البارحة رفض أحد الأشخاص إظهار شارته رغم أنني أفهمته أن ذلك في صالحه وصالحي...لكن رفض فما كان مني إلا أن صددته".
وقد اتضح أن سلسلة الهجمات الأخيرة التي شهدتها بغداد نفذها أفراد تظاهروا بأنهم من قوات الأمن، ومن ضمن الهجمات القوية كان الهجوم الذي تعرضت له وزارة الخارجية في شهر أغسطس/آب من العام الماضي وأدى إلى مقتل عشرات الأشخاص.
قال عطا إن الحاجة انتفت لشراء بدلات من محلات خياطة
وتقول السلطات العراقية إنها اتخذت خطوات بهدف توحيد بدلات أفراد الأمن والحد من كثرة البدلات المتداولة. وفي هذا السياق، عرض الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا وثائق تظهر صورا مفصلة وأوصافا دقيقة تتعلق بمختلف البزات العسكرية المسموح بها.
وقال اللواء عطا "كان هناك ارتباك بشأن ألوان وأشكال البدلات التي يرتديها أفراد الأمن..لكن الآن تغيرت الأمور إذ حددت بدلات معينة لكل وزارة"، مضيفا أن الحاجة انتفت لشراء بدلات عسكرية من محلات الخياطة أو من الشارع.
لكن عندما سئل اللواء عن المكان الذي اقتنى منه بدلته، أجاب قائلا والابتسامة تعلو محياه أن شكلها ينبغي أن يكون لائقا أمام عدسات الكاميرات. ولهذا السبب يقتني ملابسه من أحد أمهر المحلات في بغداد. وهناك بدلة عسكرية تحمل اسمه وتسمى "قاسم عطا".
وأضاف عطا قائلا أن السلطات ستنشر بمناسبة الانتخابات يوم 6 مارس/آذار نحو 200 ألف عنصر أمن لتوفير الحماية الأمن على أمل أن يردع هذا العدد الضخم المخططين للعمليات التفجيرية.
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2010/02/100226_iraq_baghdad_camouflage_tc2.shtml