اغتيال المبحوح والأسئلة الحائرة !!!...
بقلم الشيخ إبراهيم صرصور – رئيس الحركة الإسلامية
نجاح عملية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في قلب العاصمة الاقتصادية لدولة الإمارات العربية دبي ، كما اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية في قلب العاصمة السورية ومحاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في قلب العاصمة الأردنية عمان ، وغيرها من عمليات الاغتيال على مدار عقود الصراع الشرق - أوسطي ، تثير أكثر من تساؤل حول غياب مفهوم ( الأمن القومي العربي !!! ) ، والذي تأتي هذه الأحداث مرة بعد مرة لتثبت زيف هذا المفهوم في منظور النظام العربي الرسمي الذي اختزله في ( حماية النظام !!! ) من أعداء الداخل المحتملين ، والذين هم في الغالب ( المعارضات ) مهما كانت سلمية وهادئة ومنضبطة ، إضافة إلى ( حركات المقاومة ) وبالذات الإسلامية التي يُحرِجُ فعلها المقاوم وانجازُها ضد قوى الشر على مختلف أشكالها ، هذه النظام ويكشف مدى عجزه عن القيام بالحد الأدنى من واجب حماية أمن دوله ناهيك عن أمن المجموع العربي في مواجهة التحديات والمخاطر ...
تأتي عمليات الاغتيال التي تنفذها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ضد قيادات في منظمات المقاومة في الغالب ، لتحرك من جديد المياه الراكدة في مياه ثلاثية العلاقة بين النظام العربي الرسمي / المقاومة / الموساد ، ولعبة شد الحبل بينها بشكل حُسِمَ حتى الآن لمصلحة إسرائيل بناء على نتائج اغلب العمليات ، رغم تردي مستوى الأداء الإسرائيلي ووقاحته من جانبين . الأول ، تراجع المستوى المهني لهذه العمليات تفكيرا وتخطيطيا وتنفيذا ( اغتيال المبحوح ومحاولة اغتيال مشعل كنموذج ) رغم نجاح الأولى وفشل الثانية ، مما يزيل صفة ( الذي لا يُقْهَر ) عن هذه الأجهزة ( السوبرمانية !!! ) الإسرائيلية ، تماما كما زالت عن الجيش الإسرائيلي نفسه بعد فشله الواضح في تنفيذ عقيدته العسكرية في ( الحسم !!! ) و ( الردع !!! ) و ( الاستطلاع المبكر !!! ) ، والتي كانت على الدوام المحرك لحروب إسرائيل ضد الجيوش العربية النظامية ، حيث سقطت كلها حينما واجهت إسرائيل منظمات عقائدية تعمل كقطعة من نسيج الشعب لا كَمُسْتَعْبِِدَةٍ له ... والثانية ، تواطؤ دول العالم مع مهمات أجهزة الاغتيال الإسرائيلية من خلال غض الطرف عن استعمال هذه الأجهزة لجوازات سفرها وتزويرها لتسهيل المهمات ( القذرة ) ، حتى إذا ما انكشف أمرها بسبب فشلٍ للعملية كما حصل مع ( مشعل ) ، ووقوع المنفذين في يد سلطة البلد ، أو قدرة الأجهزة والتقنيات المعاصرة على متابعة الحدث ( الأمارات مثلا ) ، ووضع اليد على تفاصيله بما في ذلك المعلومات الكاملة حول المنفذين رغم نجاح العملية كما حصل مع ( المبحوح ) ، ظهرت حقيقة استهتار إسرائيل بهذه الدول الغربية الحليفة ، وهي مطمئنة إلى أن هذه الدول ستكتفي ببيانات الاستنكار لهذا الفعل ( الشنيع !!! ) ، أو استدعاء سفراء إسرائيل في عواصمها للاستفسار الخجول عن الموضوع ، دون أن تتجاوزه في اتجاه إجراءات عقابية ورادعة لإسرائيل تضمن عدم تكرارها ...
على عكس ما صرح به مسئول سابق في جهاز الموساد لإذاعة الجيش ، أنه : " من الصعب تصديق إن جهاز مهني مثل جهاز الموساد يقع في خطأ فادح باستخدام جوازات سفر أوروبية تحمل أسماء إسرائيلية حقيقة في مكان تنتشر فيه كاميرات المراقبة بكثافة مثل إمارة دبي ، الأمر سيؤدي في النهاية إلى توجيه أصابع الاتهام نحو إسرائيل وبالتالي توريطنا في أزمة دبلوماسية دولية, ولو صح القول بأن الموساد نفذ عملية الاغتيال فهذه العملية تعتبر فشلا ذريعا وخاصة بعد كشف تفاصيلها الدقيقة ." ، فإننا نعتقد أن آخر ما يفكر به أصحاب القرار في إسرائيل هو مصلحة هذه الدول الحليفة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ( ملفات التجسس الإسرائيلي داخل أمريكا نموذجا ) ، وأن آخر ما يخشونه هو نشوب أزمات دبلوماسية معها ... إنهم مطمئنون تماما إلى تأييد هذه الدول وانحيازها لإسرائيل مهما ارتكبت من الجرائم وانتهكت من الأعراف وتجاوزت من الخطوط الحمراء ، ما دام ضحاياها من العرب والمسلمين ....
بما أن علاقة الغرب بإسرائيل لم تعد تفاجئنا ، وهي التي تزداد قوة كلما انتهكت إسرائيل كل القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية ( فرنسا ، إيطاليا ، ألمانيا ... كأمثلة فقط ) ، تبقى الأسئلة الحائرة دائما تلك المتعلقة بدور الأنظمة العربية وبعض الجهات الفلسطينية ومدى ضلوعها بهذه الأحداث ولماذا ؟؟!!..
بقلم الشيخ إبراهيم صرصور – رئيس الحركة الإسلامية
نجاح عملية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في قلب العاصمة الاقتصادية لدولة الإمارات العربية دبي ، كما اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية في قلب العاصمة السورية ومحاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في قلب العاصمة الأردنية عمان ، وغيرها من عمليات الاغتيال على مدار عقود الصراع الشرق - أوسطي ، تثير أكثر من تساؤل حول غياب مفهوم ( الأمن القومي العربي !!! ) ، والذي تأتي هذه الأحداث مرة بعد مرة لتثبت زيف هذا المفهوم في منظور النظام العربي الرسمي الذي اختزله في ( حماية النظام !!! ) من أعداء الداخل المحتملين ، والذين هم في الغالب ( المعارضات ) مهما كانت سلمية وهادئة ومنضبطة ، إضافة إلى ( حركات المقاومة ) وبالذات الإسلامية التي يُحرِجُ فعلها المقاوم وانجازُها ضد قوى الشر على مختلف أشكالها ، هذه النظام ويكشف مدى عجزه عن القيام بالحد الأدنى من واجب حماية أمن دوله ناهيك عن أمن المجموع العربي في مواجهة التحديات والمخاطر ...
تأتي عمليات الاغتيال التي تنفذها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ضد قيادات في منظمات المقاومة في الغالب ، لتحرك من جديد المياه الراكدة في مياه ثلاثية العلاقة بين النظام العربي الرسمي / المقاومة / الموساد ، ولعبة شد الحبل بينها بشكل حُسِمَ حتى الآن لمصلحة إسرائيل بناء على نتائج اغلب العمليات ، رغم تردي مستوى الأداء الإسرائيلي ووقاحته من جانبين . الأول ، تراجع المستوى المهني لهذه العمليات تفكيرا وتخطيطيا وتنفيذا ( اغتيال المبحوح ومحاولة اغتيال مشعل كنموذج ) رغم نجاح الأولى وفشل الثانية ، مما يزيل صفة ( الذي لا يُقْهَر ) عن هذه الأجهزة ( السوبرمانية !!! ) الإسرائيلية ، تماما كما زالت عن الجيش الإسرائيلي نفسه بعد فشله الواضح في تنفيذ عقيدته العسكرية في ( الحسم !!! ) و ( الردع !!! ) و ( الاستطلاع المبكر !!! ) ، والتي كانت على الدوام المحرك لحروب إسرائيل ضد الجيوش العربية النظامية ، حيث سقطت كلها حينما واجهت إسرائيل منظمات عقائدية تعمل كقطعة من نسيج الشعب لا كَمُسْتَعْبِِدَةٍ له ... والثانية ، تواطؤ دول العالم مع مهمات أجهزة الاغتيال الإسرائيلية من خلال غض الطرف عن استعمال هذه الأجهزة لجوازات سفرها وتزويرها لتسهيل المهمات ( القذرة ) ، حتى إذا ما انكشف أمرها بسبب فشلٍ للعملية كما حصل مع ( مشعل ) ، ووقوع المنفذين في يد سلطة البلد ، أو قدرة الأجهزة والتقنيات المعاصرة على متابعة الحدث ( الأمارات مثلا ) ، ووضع اليد على تفاصيله بما في ذلك المعلومات الكاملة حول المنفذين رغم نجاح العملية كما حصل مع ( المبحوح ) ، ظهرت حقيقة استهتار إسرائيل بهذه الدول الغربية الحليفة ، وهي مطمئنة إلى أن هذه الدول ستكتفي ببيانات الاستنكار لهذا الفعل ( الشنيع !!! ) ، أو استدعاء سفراء إسرائيل في عواصمها للاستفسار الخجول عن الموضوع ، دون أن تتجاوزه في اتجاه إجراءات عقابية ورادعة لإسرائيل تضمن عدم تكرارها ...
على عكس ما صرح به مسئول سابق في جهاز الموساد لإذاعة الجيش ، أنه : " من الصعب تصديق إن جهاز مهني مثل جهاز الموساد يقع في خطأ فادح باستخدام جوازات سفر أوروبية تحمل أسماء إسرائيلية حقيقة في مكان تنتشر فيه كاميرات المراقبة بكثافة مثل إمارة دبي ، الأمر سيؤدي في النهاية إلى توجيه أصابع الاتهام نحو إسرائيل وبالتالي توريطنا في أزمة دبلوماسية دولية, ولو صح القول بأن الموساد نفذ عملية الاغتيال فهذه العملية تعتبر فشلا ذريعا وخاصة بعد كشف تفاصيلها الدقيقة ." ، فإننا نعتقد أن آخر ما يفكر به أصحاب القرار في إسرائيل هو مصلحة هذه الدول الحليفة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ( ملفات التجسس الإسرائيلي داخل أمريكا نموذجا ) ، وأن آخر ما يخشونه هو نشوب أزمات دبلوماسية معها ... إنهم مطمئنون تماما إلى تأييد هذه الدول وانحيازها لإسرائيل مهما ارتكبت من الجرائم وانتهكت من الأعراف وتجاوزت من الخطوط الحمراء ، ما دام ضحاياها من العرب والمسلمين ....
بما أن علاقة الغرب بإسرائيل لم تعد تفاجئنا ، وهي التي تزداد قوة كلما انتهكت إسرائيل كل القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية ( فرنسا ، إيطاليا ، ألمانيا ... كأمثلة فقط ) ، تبقى الأسئلة الحائرة دائما تلك المتعلقة بدور الأنظمة العربية وبعض الجهات الفلسطينية ومدى ضلوعها بهذه الأحداث ولماذا ؟؟!!..