بعدما استقرت الشمس وثبتت أعمدتها في منتصف السماء, لتقرئ ببداية الحر. وحين تعامد الظل مع صاحبه كمحور جامد مستقيم, كانت هناك رياح حرارية, تقلب الرمال الصحراوية, لكأنها تخلصها من أدق الدخلاء, لتعطينا صورة ربة البيت و تنقيتها للعدس بالماء.
كان يسير جارا قدميه من التعب, والعرق منه يتصبب, صبابة نهر جار, يهرول لهفة الى لقاء بحر, بعد مناداة مديدة, سيماهه في وجهه من شدة الارهاق الذي بلغ منه الريادة.
يتابع المسيربغير هدى يترقب بصيص أمل, و عيناه مشعتان تصميما و اصرارا, اشعاع الشمس في هودج السماء, متربعة عليه في كبرياء, لاق بجمالها. وقف متأملا ينظر يمنة و يسرة, كمن أحس بقرب ضالته فنشأ يبحث عنها في القريب, فما وجد شيئا الا أنه استمر في البحث. صار حافي القدمين, فنعلاه الباليان لم يصبرا على حر الشمس, و طول السبيل.
سقط من التعب على قفاه, و أعلى يداه, حتى استقامتا و ابطه, وراح يدعو "اللهم مجري السحاب, هازم الأحزاب, قوي ايماني بك, و ارفع درجاتي بهذا المسير, و دلني عليه, فقد حارت خطاي, و تذكرت صباي, حين كان العبث واللهو مع الصديق, فيا من رضي عن خل الرسول الصديق, دلني أين الطريق.".
نهض و جسده مفعم بالنشاط و الحيوية, يستشعر حلاوة الحرية, يراقب الشمس في العلية, حتى شدت رحالها الى المغيب, و فسح للرياح المجال و الزمهرير, حينها سمع للصرصور صرير, و بدا البدر في ليلة التمام, يرى من تحدى البيداء من الأنام.
استقام منتصبا قامته, وبدأ المشي من جديد,جاعلا قلبه من حديد, فما كان حلمه بالبعيد, بل وانتظر تكابير العيد. مشى على الرمال مشية الرجل على طريق معبدة, بخطى واثقة وبتؤددة, اذ لم يأبه لتعثراته المتعددة, بل واصل المشي مرات عديدة. حقق حلمه, و وصل مبتغاه, وبلغ مرامه, و وجد ضالته, فانقشعت العتمة, و برز القمر أنور من ذي قبل, وتحولت البيداء, من أرض قاحلة جرداء, الى أرض تزخر بمختلف النعماء, عندها سجد شاكرا الله, مناديا "رباه", فانجل العبس عن وجهه, وحلت محله البشاشة و الابتسام, وانتشرت في السماء أسراب الحمام,بعدما وجد من أرق نومه وحرمه من الأحلام.
كان يسير جارا قدميه من التعب, والعرق منه يتصبب, صبابة نهر جار, يهرول لهفة الى لقاء بحر, بعد مناداة مديدة, سيماهه في وجهه من شدة الارهاق الذي بلغ منه الريادة.
يتابع المسيربغير هدى يترقب بصيص أمل, و عيناه مشعتان تصميما و اصرارا, اشعاع الشمس في هودج السماء, متربعة عليه في كبرياء, لاق بجمالها. وقف متأملا ينظر يمنة و يسرة, كمن أحس بقرب ضالته فنشأ يبحث عنها في القريب, فما وجد شيئا الا أنه استمر في البحث. صار حافي القدمين, فنعلاه الباليان لم يصبرا على حر الشمس, و طول السبيل.
سقط من التعب على قفاه, و أعلى يداه, حتى استقامتا و ابطه, وراح يدعو "اللهم مجري السحاب, هازم الأحزاب, قوي ايماني بك, و ارفع درجاتي بهذا المسير, و دلني عليه, فقد حارت خطاي, و تذكرت صباي, حين كان العبث واللهو مع الصديق, فيا من رضي عن خل الرسول الصديق, دلني أين الطريق.".
نهض و جسده مفعم بالنشاط و الحيوية, يستشعر حلاوة الحرية, يراقب الشمس في العلية, حتى شدت رحالها الى المغيب, و فسح للرياح المجال و الزمهرير, حينها سمع للصرصور صرير, و بدا البدر في ليلة التمام, يرى من تحدى البيداء من الأنام.
استقام منتصبا قامته, وبدأ المشي من جديد,جاعلا قلبه من حديد, فما كان حلمه بالبعيد, بل وانتظر تكابير العيد. مشى على الرمال مشية الرجل على طريق معبدة, بخطى واثقة وبتؤددة, اذ لم يأبه لتعثراته المتعددة, بل واصل المشي مرات عديدة. حقق حلمه, و وصل مبتغاه, وبلغ مرامه, و وجد ضالته, فانقشعت العتمة, و برز القمر أنور من ذي قبل, وتحولت البيداء, من أرض قاحلة جرداء, الى أرض تزخر بمختلف النعماء, عندها سجد شاكرا الله, مناديا "رباه", فانجل العبس عن وجهه, وحلت محله البشاشة و الابتسام, وانتشرت في السماء أسراب الحمام,بعدما وجد من أرق نومه وحرمه من الأحلام.