الأحد، 21 شباط/فبراير 2010، آخر تحديث 12:36 (GMT+0400)
القدس، (CNN) --أثار اغتيال محمود المبحوح، القيادي في حركة "حماس" في إمارة دبي الشهر الماضي، الكثير من الشائعات والتكهنات بشأن الجهة التي تقف وراء تصفيته، فيما توجهت وسائل إعلام وأجهزة استخبارات بأصابع الاتهام إلى "الموساد"، ورغم التزامه الصمت المطبق، إلا أن لجهاز التجسس الإسرائيلي باع طويل في تنفيذ عمليات اغتيال في الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وأوروبا.
وكان قائد شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، قد رجح تورط الموساد في اغتيال المبحوح بفندق في دبي في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي إسرائيل، تحولت افتتاحيات الصحف العبرية من الاستفسار عن مدى تورط الموساد في العملية إلى تساؤلات إذا ما ارتكب الجهاز الذي يشتهر ببطشه أخطأ، ففي افتتاحيتها قالت صحيفة "هآرتس": "سياسة الاغتيالات ليست فعالة أو قانونية وأحياناً غير أخلاقية عندما يكون الهدف قيادياً سياسياً أو شخصاً ما يمكن اعتقاله."
وكعهدهما، التزمت الحكومة الإسرائيلية والموساد بسياسة الغموض - برفض تأكيد أو نفي دورهما في تصفية المبحوح - فبسياسة الصمت تقل الأصداء الدولية وانعكاسات العملية، وكما يعرف عن أجهزة الاستخبارات حول العالم، فهي "تستمتع" بترك "الأعداء" في حالة من الحيرة والتخمين.
وقال د. رونالد بيرغمان، خبير استخباراتي ومؤلف "الحرب السرية مع إيران" لـCNN: "على مدى سنوات اكتسب الموساد شهرة كونه جهاز استخبارات نشيطاً ولا يرحم، له، وأقتبس هنا.. رخصة للقتل."
وفي الماضي، نفذ الجهاز الإسرائيلي عدداً من العمليات حول العالم، ولعل من أعظم انجازاته اعتقال أدولف ايخمان، مهندس "الهولوكوست" في الأرجنتين عام 1960، الذي جلب للمثول أمام القضاء الإسرائيلي الذي قضى بعقوبة الإعدام بحقه.
وأعدم إيخمان في 1962، وهي المرة الوحيدة التي نفذت فيها إسرائيل عقوبة إعدام.
وفي هذا الصدد قال رافي إيتان، الذي قاد فريق الموساد لاقتناص إيخمان لـCNN: "كان بإمكاننا قتله بسهولة تامة، لكننا أردنا جلبه للمحاكمة، وكان هذا أكثر صعوبة."
وفي دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ بألمانيا عام 1972، قامت مجموعة فلسطينية تطق على نفسها منظمة "أيلول الأسود" باحتجاز عدد من الرياضيين الإسرائيليين، فقتل اثنن منهم أثناء ذلك، واحتجز تسعة آخرون كرهائن مطالبين بالإفراج عن 200 فلسطيني.
ورفضت الحكومة الإسرائيلية، برئاسة غولدا مائير، حينئذ، ولقي الرياضيون مصرعهم في محاولة انقاذ فاشلة قامت بها وحدة خاصة من الجيش الألماني في المطار، في العملية التي عرفت لاحقاً بـ" مجزرة ميونيخ وغولدا مائير" التي أطلقت الموساد في إثر المنفذين، فيما أطلق الفلسطينيون عليها اسم "عملية أقرت وكفر برعم"، على اسم قريتين في منطقة الجليل.
وبعد سنة واحدة، قتل ثلاثة فلسطينيين بينهم محمد يوسف النجار، رئيس جماعة "أيلول الأسود" في بيروت، وعلى مدى عدة سنوات لاحقاً، جرت تصفية عدد من الفلسطينيين ممن يعتقد بمشاركتهم في العملية.
ومن إخفاقات الموساد:
الاشتباه بضلوع مواطن مغربي بعملية ميونيخ وتصفيته عن طريق الخطأ في مدينة "ليلهامر" بالنرويج، واعتقل إثر ذلك خمسة من عملاء الجهاز، تم تسليمهم لإسرائيل بعد عامين.
وهناك أيضاً محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل بالسم في الأردن عام 1997، التي منيت بالفشل بعد أن أجبر العاهل الأردني الراحل، الملك حسين، رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك، بنيامين نتنياهو، على تقديم الترياق المضاد لإنقاذ مشعل، يشار إلى أنه من قبيل الصدفة أن نتنياهو يتولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية وسط الضجة المثارة حول اغتيال المبحوح.
كما اشترط العاهل الأردني الراحل إطلاق الزعيم الروحي للحركة، الشيخ ياسين، الذي اغتيل عام 2004 بصواريخ أطلقتها مروحية عسكرية إسرائيلية على سيارته.
وقال داني ياتوم، رئيس جهاز الموساد السابق الذي آمر باغتيال مشعل، إنه لا يأسف سوى لفشل العملية، مضيفاً: "لن يتمتع إرهابي بأي حصانة، عليهم إدراك أن العالم الحر سيتربص بهم إذا واصلوا تنفيذ هدمات إرهابية."
وأيد سياسة الموساد في التكتم على عملياته قائلاً: "كل شيء يجب أن يكون مخفياً لأنها عملية غير مشروعة في أي دولة أخرى."
ويحافظ الرئيس الحالي للجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي، مائير داغان، على صمته حيال عملية تصفية المبحوح، إلا أن وسائل الإعلام هناك طالبت بإقالته حال تأكيد ضلوع الموساد في اغتياله.
http://arabic.cnn.com/2010/middle_east/2/21/mossad.chckered_history/index.html
الموساد تاريخ متقلب.. نجاحات وإخفاقات جهاز بـ"رخصة للقتل"
رجحت شرطة دبي تورط الموساد في اغتيال القيادي الحمساوي
القدس، (CNN) --أثار اغتيال محمود المبحوح، القيادي في حركة "حماس" في إمارة دبي الشهر الماضي، الكثير من الشائعات والتكهنات بشأن الجهة التي تقف وراء تصفيته، فيما توجهت وسائل إعلام وأجهزة استخبارات بأصابع الاتهام إلى "الموساد"، ورغم التزامه الصمت المطبق، إلا أن لجهاز التجسس الإسرائيلي باع طويل في تنفيذ عمليات اغتيال في الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وأوروبا.
وكان قائد شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، قد رجح تورط الموساد في اغتيال المبحوح بفندق في دبي في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي إسرائيل، تحولت افتتاحيات الصحف العبرية من الاستفسار عن مدى تورط الموساد في العملية إلى تساؤلات إذا ما ارتكب الجهاز الذي يشتهر ببطشه أخطأ، ففي افتتاحيتها قالت صحيفة "هآرتس": "سياسة الاغتيالات ليست فعالة أو قانونية وأحياناً غير أخلاقية عندما يكون الهدف قيادياً سياسياً أو شخصاً ما يمكن اعتقاله."
وكعهدهما، التزمت الحكومة الإسرائيلية والموساد بسياسة الغموض - برفض تأكيد أو نفي دورهما في تصفية المبحوح - فبسياسة الصمت تقل الأصداء الدولية وانعكاسات العملية، وكما يعرف عن أجهزة الاستخبارات حول العالم، فهي "تستمتع" بترك "الأعداء" في حالة من الحيرة والتخمين.
وقال د. رونالد بيرغمان، خبير استخباراتي ومؤلف "الحرب السرية مع إيران" لـCNN: "على مدى سنوات اكتسب الموساد شهرة كونه جهاز استخبارات نشيطاً ولا يرحم، له، وأقتبس هنا.. رخصة للقتل."
وفي الماضي، نفذ الجهاز الإسرائيلي عدداً من العمليات حول العالم، ولعل من أعظم انجازاته اعتقال أدولف ايخمان، مهندس "الهولوكوست" في الأرجنتين عام 1960، الذي جلب للمثول أمام القضاء الإسرائيلي الذي قضى بعقوبة الإعدام بحقه.
وأعدم إيخمان في 1962، وهي المرة الوحيدة التي نفذت فيها إسرائيل عقوبة إعدام.
وفي هذا الصدد قال رافي إيتان، الذي قاد فريق الموساد لاقتناص إيخمان لـCNN: "كان بإمكاننا قتله بسهولة تامة، لكننا أردنا جلبه للمحاكمة، وكان هذا أكثر صعوبة."
وفي دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ بألمانيا عام 1972، قامت مجموعة فلسطينية تطق على نفسها منظمة "أيلول الأسود" باحتجاز عدد من الرياضيين الإسرائيليين، فقتل اثنن منهم أثناء ذلك، واحتجز تسعة آخرون كرهائن مطالبين بالإفراج عن 200 فلسطيني.
ورفضت الحكومة الإسرائيلية، برئاسة غولدا مائير، حينئذ، ولقي الرياضيون مصرعهم في محاولة انقاذ فاشلة قامت بها وحدة خاصة من الجيش الألماني في المطار، في العملية التي عرفت لاحقاً بـ" مجزرة ميونيخ وغولدا مائير" التي أطلقت الموساد في إثر المنفذين، فيما أطلق الفلسطينيون عليها اسم "عملية أقرت وكفر برعم"، على اسم قريتين في منطقة الجليل.
وبعد سنة واحدة، قتل ثلاثة فلسطينيين بينهم محمد يوسف النجار، رئيس جماعة "أيلول الأسود" في بيروت، وعلى مدى عدة سنوات لاحقاً، جرت تصفية عدد من الفلسطينيين ممن يعتقد بمشاركتهم في العملية.
ومن إخفاقات الموساد:
الاشتباه بضلوع مواطن مغربي بعملية ميونيخ وتصفيته عن طريق الخطأ في مدينة "ليلهامر" بالنرويج، واعتقل إثر ذلك خمسة من عملاء الجهاز، تم تسليمهم لإسرائيل بعد عامين.
وهناك أيضاً محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل بالسم في الأردن عام 1997، التي منيت بالفشل بعد أن أجبر العاهل الأردني الراحل، الملك حسين، رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك، بنيامين نتنياهو، على تقديم الترياق المضاد لإنقاذ مشعل، يشار إلى أنه من قبيل الصدفة أن نتنياهو يتولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية وسط الضجة المثارة حول اغتيال المبحوح.
كما اشترط العاهل الأردني الراحل إطلاق الزعيم الروحي للحركة، الشيخ ياسين، الذي اغتيل عام 2004 بصواريخ أطلقتها مروحية عسكرية إسرائيلية على سيارته.
وقال داني ياتوم، رئيس جهاز الموساد السابق الذي آمر باغتيال مشعل، إنه لا يأسف سوى لفشل العملية، مضيفاً: "لن يتمتع إرهابي بأي حصانة، عليهم إدراك أن العالم الحر سيتربص بهم إذا واصلوا تنفيذ هدمات إرهابية."
وأيد سياسة الموساد في التكتم على عملياته قائلاً: "كل شيء يجب أن يكون مخفياً لأنها عملية غير مشروعة في أي دولة أخرى."
ويحافظ الرئيس الحالي للجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي، مائير داغان، على صمته حيال عملية تصفية المبحوح، إلا أن وسائل الإعلام هناك طالبت بإقالته حال تأكيد ضلوع الموساد في اغتياله.
http://arabic.cnn.com/2010/middle_east/2/21/mossad.chckered_history/index.html