يارا
الدعوة إلى وحدة المسلمين
عبدالله بن بخيت
وقعتُ في اليوتيوب على مشهد رائع . مجموعة من الأسود تهجم على جاموس صغير. قاوم الجاموس الصغير خمسة أو ستة أسود. بعد صراع مرير تعود الجواميس الكبيرة وتخلص الصغير.
الغلبة ليست للأقوياء دائما. رسالة عظيمة رغم أن الطبيعة أكثر تعقيدا من هذا بكثير. صاحب المجموعة (القروب) أعاد بثه بعد أن وضع عليه العبارة التالية( هذه حال الأنعام مع بعضها البعض وإن كانت الأسود لها الغلبة. أفعجز المسلمون أن يكونوا مثلهم؟). أمامنا ثلاثة أطراف في هذا المشهد. الأول الحيوانات التي تتصارع والثاني صاحب القروب وأخيرا صاحب حقوق الفيلم .عندما يقول الداعية الإسلامي(أو الذي نصب نفسه داعية) نريد أن نكون مثلهم. من يقصد؟ هل يريدنا أن نكون مثل هذه الحيوانات التي تتصارع أم نكون مثله نلطش أعمال الآخرين ونتطفل على مخترعات الغرب وندعو بها لوحدة الإسلام أم نكون مثل صاحب الفيلم الذي تعب وشقي وخدم الإنسان؟
هذا الداعية ليس استثناء. هذا الداعية كأي داعية وظف جهد الآخرين لدعوته. لعله لم يكن داعية محترفا. لكنه لا يريد أن يفوت على نفسه الأجر. شيء رائع جدا. المشهد جميل ويعبر عن قوة الاتحاد. يمكن للضعيف أن ينتصر إذا تحالف مع الضعيف الآخر الى آخر الكلام المدرسي المصفف. يذكرني بأغنية إسلامية قديمة. نحن قوة بالتضامن والأخوة نحن قوة. حماسيات. عندما تنصت للغة التي يتحدث بها مصور هذا المشهد ومجموعته تعرف أنهم أوروبيون أو أمريكان يعني الغرب. صراعنا كما يرى ابن لادن وأضرابه مع هؤلاء. يريدنا صاحب القروب أن نتحد لكي ننتصر عليهم . من بين هؤلاء الذين سننتصر عليهم المصور وجماعته الذين خاطروا بأرواحهم وبأموالهم وقدموا له مادة يستخدمها للدعوة ضدهم. إذا نسينا صراع الغرب والأمة الأسلامية وفكرنا في صاحب هذا القروب مقارنة بالمجموعة التي صورت الفيلم وبثته. إذا انتصر صاحب القروب وأمثاله يعني أن الكسالى والمعتدين الذين يسرقون جهد الآخرين انتصروا على الناس الذي يخدمون الإنسانية. من سيخسر؟ أين يجد صاحبنا الداعية مادة يستمتع بها وجهاز كمبيوتر يبث به دعاواه وبشرا يخاطرون بأنفسهم من أجل الإنسانية الذي هو واحد منهم؟
ننتصر على الغرب. ما الذي نستفيده من هذا النصر. إذا عطلنا الغرب عن شغله عطلنا أنفسنا. إذا توقفت مصانع الأدوية في الغرب فلن نجد إلا مشعوذينا يمارسون الدجل علينا. إذا توقفت مصانع السيارات في الغرب فلن نجد سوى بعاريننا، إذا توقفوا عن التصوير فلن نجد ما نفعله في الليل سوى لعب عظيم سرى. إذا كنا لا نملك التقنية ونظن أننا نملك الاخلاق فهل صاحب هذا القروب يملك ابسط قواعد الأخلاق؟ رجل يجلس وراء الجاهز في غرفة مكيفة ويسرق جهد رجال ونساء يجوبون الغابات والبراري والثلوج مخاطرين بأنفسهم ليقدموا لنا مادة علمية وإنسانية وممتعة. ليته اكتفى بسرقة جهدهم بل يستخدم جهدهم هذا لينتصر عليهم. من هو الأكثر قربا من الأخلاق النبيلة؟ هذا الداعية أم هؤلاء الرجال والنساء؟